وشاعت الفواحش
د مراد باخريصة
1436/01/13 - 2014/11/06 17:22PM
[font="]وشاعت الفواحش[/font]
[font="]عباد الله: من أقبح القبائح ومن أعظم الجرائر وأكبر الكبائر أن نستمرئ الفواحش ونستسيغها ونرضى بها في مجتمعنا ونتقبلها ونسكت عنها ونجامل أصحابها.[/font]
[font="]هذا والله هو الشر بعينه والفساد بحقيقته والقبح في أجل وأوضح صوره حينما نرى الفواحش تزداد ونحن ساكتون ونرى الفساد الاجتماعي والأخلاقي يستشري ويستفحل ونحن عنه متجاهلون ونرى القبائح والفواحش تظهر وتنتشر ويتبجح أصحابها ونحن كالأعمى الذي لا يدري ماذا يدور حوله.[/font]
[font="]{إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [النور : 19].[/font]
[font="]هل نرضى أن تتحول حدائقنا ومنتزهاتنا إلى أوكار يمارس فيها الشر؟ وتُفعل فيها الرذائل وتمارس فيها الجرائم ويأتي إليها سفلة الخلق وأراذل الناس ليمارسوا فيها شرهم وفسادهم أمام أعين عوائلنا وأمام أبنائنا ونسائنا وبناتنا؟.[/font]
[font="]شباب سفهاء إلى آخر حد كل واحد منهم جالس مع عشيقته أو صاحبته يضاحكها بضحكات مريبة ويتمتم معها بكلمات مذيبة ويفعل معها حركات شهوانية يعرف الصغير قبل الكبير أنها حركات السفهاء وتصرفات الأنذال ويفهم الجاهل قبل العاقل أن هذه البنت ليست زوجته لأن العقلاء لا يفعلون هكذا مع زواجاتهم في مثل تلك الأماكن المشبوهة وإنما يقوم بمثل تلك الحركات من لا خلاق له ولا ذرة من حياء عنده.[/font]
[font="]ليخرج الواحد منا إلى بعض الأماكن في الستين أو الحديقة المطلة على البحر في المكلا أمام سفينة شامبيون ليرى العجب والعجائب ويرى بعينه الواقع المر والفساد المتجذر وليرى البنات الصغيرات المتهالكات في أجسادهن وأشكالهن وهن مع أولئك الذئاب يجرونهن جراً ويهينونهن شر إهانة ويسحبونهن معهم سحباً وهي ساكتة خانعة خائفة تفهم جيداً أنها غير مقتنعة ولا راضية ولكن كأنها مغصوبة على الخروج معه لأن بيده ورقة ضغط عليها [/font]
[font="]فإما أنها قد زلت وتريد أن تقلع فلم تستطع خوفاً من فضيحته لها وإما أنها تحب غيره وتخرج معه وهذا صديقه تخرج معه رغم أنفها بناء على أمر صاحبها الذي لا تستطيع رد أمره لأنها تعرف أنها إذا خالفت أمره فإنه سيغضب عليها أو سينهي وعده الكاذب بخطبتها أو سيحجم ويتراجع عن وعده بالزواج بها وهذه المسكينة مصدقة لتلك الوعود الزائفة والكلمات الكاذبة أنه يحبها ولن يتزوج إلا بها.[/font]
[font="]بنات صغار في سن الثانويات وأعمار الثامنة عشر والتاسعة عشر والعشرين يخرجن مع شباب كبار أكبر منهن بكثير في أعمار الثلاثين وما فوق فهذا جالس مع تلك بين الحجارة الكبيرة المطلة على البحر وذاك جالس معها في مكان بعيد مظلم موحش والآخر جالس بمقربة من الناس بلا حياء ولا حشمة.[/font]
[font="]اخرج بنفسك وانظر بعينك وغيّر المنكر بيدك أو لسانك لترى هول المأساة وحجم الكارثة عندما تجد شاباً أو فتاة من أسرة محترمَة وبيت نقي ترتاد تلك الأماكن خفية أو خلسة بلا علم أهله ولا أهلها بعد أن أشعرتهم أنها خرجت لمعهدها أو لملاقاة صديقتها أو لحضور حفلة خطوبة لصاحبة صاحبتها أو للمدارسة مع زميلاتها.[/font]
[font="]انظر بعينك لترى شباباً يظهر في وجوههم الشر والإجرام والقبح والفساد وهم يقودون بنات بكل صلف وعنجهية وغرور فهذا يضربها والآخر يصفعها على وجهها عندما يراها غير متفاعلة معه فيسمع الناس بكائها أو يجبرها قسراً على القيام بأفعال قذرة وهي تطاوعه وتتودد له أن يرحمها ويعطف عليها وهذا الكلب يتعالى عليها وينتفخ أمام الناس ولا يتفطر قلبه لاستغاثاتها وتوسلاتها وكأنك أمام مسلسل رعب أو فلم في غابة والناس تنظر وتتفرج وأفضلهم من يقول تستحق وزيادة.[/font]
[font="]لا أريد أن أكثر عليكم في وصف هذه المظاهر المؤلمة حتى لا أتهم بالمبالغة أو التهويل ولكن أقول لكل غيور اخرج بنفسك قرب المغرب أو بعد المغرب وقف هناك ساعة واحدة فقط لتقول بعدها هل كنت على شوارع بانكوك أو في حدائق باريس أو في منتزهات امستردام.[/font]
[font="]{وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [آل عمران : 104].[/font]
[font="]{وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [التوبة : 71].[/font]
[font="]تخيلوا أنه خلال الشهرين الماضيين فقط ضبطت خمس حالات للقطاء، هذه التي ضبطت وجئ بهؤلاء اللقطاء إلى الجهات المعنية وعملت لهم الاجراءات المختصة وأما الحالات التي لم تعرف ولم يؤتى بها إلى تلك الجهات وتم التصرف معها بطريقة خاصة فالله أعلم كم تكون؟[/font]
[font="]إذا كانت خمس حالات لقطاء في شهرين فقط فكم ستكون الحالات في سنة أو سنوات، وجدوا حالة مرمية في كيس بالقرب من سوق من الأسواق وحالة لطفل وضع في كرتون عند أبواب إحدى المساجد وحالة لطفلة مرمية عند ملعب أطفال سمعوا صياحها عندما كانوا يلعبون هناك وحالة أجلكم الله وأكرمكم موضوعة في مرحاض من المراحيض في أحد المستشفيات وأما الحالة الأخيرة فهل تعلمون أين وهل تصدقون أنها ضبطت في إحدى المقابر في داخل المقبرة والله المستعان.[/font]
[font="]إنه انفلات عظيم وفساد اجتماعي خطير وقبح واقعي كبير يستحي الواحد من ذكره والإخبار عنه ولكن ماذا نفعل ونحن إن تكلمنا تكلمنا بأمر عظيم وإن سكتنا سكتنا على أمر عظيم.[/font]
[font="]تخيلوا يا عباد الله أكثر من بنت مسكينة مجنونة فاقدة للوعي غير حاسة على نفسها ولا مبالية بتصرفاتها ولا مدركة لأفعالها ولا مستشعرة لما تقول وتفعل يأتي إليها شباب أنذال حقراء لوطيين زناة خونة مجرمين خنازير كلاب يمارسون معها الجنس ويفعلون بها الفاحشة والعياذ بالله حتى حملت منهم أكثر من مرة وأخرى طول عمرها من بعد بلوغها وهي دائما إما حاملة وإما نفساء كلما طهرت من نفاسها حملت بحمل جديد من هؤلاء الزناة.[/font]
[font="]أي طباع لهؤلاء الفجرة الأنذال ليجامعوا مجنونة وأي حقارة ونذالة وإجرام عندما يغتصبوا بنات بغير وعيهن لا يفهمن ولا يعقلن؟![/font]
[font="]وأين الدولة من هؤلاء البنات لوضعهن في أماكن مختصة أو دور رعاية خاصة وإذا كانت الدولة جهولة إلى هذا المستوى وتتركهن سائبات يهمن في الشوارع ويذهبن إلى حيث يردن فأين العقلاء وأين الجمعيات الخيرية التي تتسابق على رعاية الأيتام والمعوزين أليس هؤلاء في حاجة إلى رعاية أهم من هؤلاء الأيتام الذين لديهم أهلهم وأمهاتهم بخلاف أمثال هؤلاء المجانين والمجنونات فإنه لا أحد لبعضهم يحفظهم من هؤلاء الحثالة الأنذال الزناة الذين يستحقون الرجم بالحجارة حتى الموت أو أن يجلدوا مائة جلدة أو أن يرمى بهم من أعلى شاهق في البلد أو جبل ليموتوا أنذال سفلة بتصرفاتهم القبيحة وأفعالهم المخزية أهلكهم الله وأخزاهم {الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ * الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}.[/font]
[font="]بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ..[/font]
[font="]الخطبة الثانية:[/font]
[font="]لا أدري ماذا أقول لكم وكيف احكي وأتكلم معكم إن تكلمنا عن الفساد الموجود في الأماكن الفاسدة فأعظم منه الأسر الفالتة والآباء المفسدون الذين يأمرون أولادهم وبناتهم بالفساد ويجبرونهم على ممارسة الرذائل وفعل القبائح ويسمحون لهم بممارسة أي عمل فاسد ولو كانت السرقة أو الفاحشة والرذيلة.[/font]
[font="]أربعة أطفال أكبرهم إحدى عشر عاماً يضربهم أبوهم على ظهورهم ولا زالت آثار الضرب على ظهورهم ربما إلى هذه اللحظات هل تدرون لماذا يضربهم أبوهم؟ يضربهم إذا أتوا إلى البيت ولم يأتوا معهم بمال نفقات فساده وقاته وحبوبه ومخدراته والأطفال كانوا مرميين في السجن بتهمة السطو على إحدى البيوت والآن تم تحويلهم إلى دار الأحداث لأن والدهم مدمن مخدرات ويجبرهم على الفساد والرذيلة وبدلاً من أن يعاقب هذا الأب الفاجر يعاقب هؤلاء الأولاد البراء.[/font]
[font="]وإذا تكلمنا عن حالات اللقطاء فأكبر من هذا فحشاً هو بعض من يأخذ هؤلاء اللقطاء ليستغلهم فيما بعد في الدعارة أو السرقة أو التسول والتفنن في المكر والخديعة[/font]
[font="]وللأسف الشديد لا توجد اجراءات صارمة لمحاسبة أمثال هؤلاء ولا يتم الإشراف عليهم ولا المتابعة الجادة لهؤلاء اللقطاء الذين يأخذونهم خاصة عندما تكون بنت وتتربى في أماكن كلها رجال.[/font]
[font="]بل وصل الفساد الأخلاقي والاجتماعي والعياذ بالله إلى زنا المحارم، شيء لا يصدق ولا يستساغ ولكنها الحقيقة المرة وحالات متفشية وقد حصلت حالات مريرة لمثل هذا النوع من الفحش الغير مقبول عقلاً ولا طبعا ولا شرعاً[/font]
[font="]ومن آخرها حالة هنا في إحدى المناطق في حارة من الحارات في الديس لبنت تبلغ من العمر أربعة عشر عاماً سمع الجيران صياحها بصوت حاد وصراخها بصوت مرتفع فدخلوا البيت بسرعة لنجدتها فوجدوا وياللأسى والأسف أبوها يريد اغتصابها وانتهاك شرفها فتجننت البنت وانذعرت وحاولت الفرار منه بكل الطرق والتخلص منه بكل المحاولات فلم تستطع فأخذت تصيح بأعلى صوتها.[/font]
[font="]وبنات في الثانوية تبادلن ليلة حمراء كل واحدة منهن جاءت بصديقها للأخرى فتبين بعد شهرين أن واحدة منهن حامل فجمعن مالاً لشراء علاج لإجهاضها وعندما امتنع صاحب الصيدلية من صرف الدواء لهن إلا بورقة العقد قامت إحداهن بالمجئ بورقة عقد أخيها أخذته من دولابه بدون علمه واشترن الدواء وجرعنّه صديقتهن حتى أجهضت حملها ثم أحسسن بقبح الذنب وانتابهن شعور مخيف وفزع شديد وراودتهن أحلام مفزعة وكوابيس مزعجة فلم يتلذذن بنوم ولم يقر لهن قرار وزاد عليهن الخوف والرعب والوحشة حتى عرضن قضيتهن على شيخ ليفتيهن فيما فعلن ويخلصهن من جرم ما ارتكبن فاصطدم الشيخ بهذا الحدث المخيف من بنات صغار يفعلن كل هذا الإجرام وهن في مثل هذا السن.[/font]
[font="]لا أريد أن أطيل عليكم أو أخدش مشاعركم وأحاسيسكم وأسماعكم بمثل هذه الأمور المحزنة والقصص المأساوية المبكية ولكن الحذر الحذر والانتباه الانتباه [/font]
[font="]فالله الله في أولادنا وبناتنا وسمعتنا وسمعة بلدنا امنعوا عنهم الإثارة وأسبابها وكفوهم عن التفلت والتسيب ولبس الألبسة التي تجلب الأنظار وتثير الشهوات ولا تسمحوا لهن بالخروج من البيوت بلا استئذان أو الجلوس خارج البيت لساعات طويلة في غير حاجة معلومة ماسة وراقبوا هواتفهم وحواسيبهم ومحادثاتهم مع الغير فإن كثيراً من الفلتان الموجود اليوم سببه الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي وقوموا بالحسبة عليهم وتغيير المنكر بكل الطرق المشروعة ولا تسكتوا عن ذلك ولا تجاملوا فيه {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ} [آل عمران : 110].[/font]
[font="]يقول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ، وَذَلِكَ أَضْعَفُ الْإِيمَانِ ).[/font]
[font="]عباد الله: من أقبح القبائح ومن أعظم الجرائر وأكبر الكبائر أن نستمرئ الفواحش ونستسيغها ونرضى بها في مجتمعنا ونتقبلها ونسكت عنها ونجامل أصحابها.[/font]
[font="]هذا والله هو الشر بعينه والفساد بحقيقته والقبح في أجل وأوضح صوره حينما نرى الفواحش تزداد ونحن ساكتون ونرى الفساد الاجتماعي والأخلاقي يستشري ويستفحل ونحن عنه متجاهلون ونرى القبائح والفواحش تظهر وتنتشر ويتبجح أصحابها ونحن كالأعمى الذي لا يدري ماذا يدور حوله.[/font]
[font="]{إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [النور : 19].[/font]
[font="]هل نرضى أن تتحول حدائقنا ومنتزهاتنا إلى أوكار يمارس فيها الشر؟ وتُفعل فيها الرذائل وتمارس فيها الجرائم ويأتي إليها سفلة الخلق وأراذل الناس ليمارسوا فيها شرهم وفسادهم أمام أعين عوائلنا وأمام أبنائنا ونسائنا وبناتنا؟.[/font]
[font="]شباب سفهاء إلى آخر حد كل واحد منهم جالس مع عشيقته أو صاحبته يضاحكها بضحكات مريبة ويتمتم معها بكلمات مذيبة ويفعل معها حركات شهوانية يعرف الصغير قبل الكبير أنها حركات السفهاء وتصرفات الأنذال ويفهم الجاهل قبل العاقل أن هذه البنت ليست زوجته لأن العقلاء لا يفعلون هكذا مع زواجاتهم في مثل تلك الأماكن المشبوهة وإنما يقوم بمثل تلك الحركات من لا خلاق له ولا ذرة من حياء عنده.[/font]
[font="]ليخرج الواحد منا إلى بعض الأماكن في الستين أو الحديقة المطلة على البحر في المكلا أمام سفينة شامبيون ليرى العجب والعجائب ويرى بعينه الواقع المر والفساد المتجذر وليرى البنات الصغيرات المتهالكات في أجسادهن وأشكالهن وهن مع أولئك الذئاب يجرونهن جراً ويهينونهن شر إهانة ويسحبونهن معهم سحباً وهي ساكتة خانعة خائفة تفهم جيداً أنها غير مقتنعة ولا راضية ولكن كأنها مغصوبة على الخروج معه لأن بيده ورقة ضغط عليها [/font]
[font="]فإما أنها قد زلت وتريد أن تقلع فلم تستطع خوفاً من فضيحته لها وإما أنها تحب غيره وتخرج معه وهذا صديقه تخرج معه رغم أنفها بناء على أمر صاحبها الذي لا تستطيع رد أمره لأنها تعرف أنها إذا خالفت أمره فإنه سيغضب عليها أو سينهي وعده الكاذب بخطبتها أو سيحجم ويتراجع عن وعده بالزواج بها وهذه المسكينة مصدقة لتلك الوعود الزائفة والكلمات الكاذبة أنه يحبها ولن يتزوج إلا بها.[/font]
[font="]بنات صغار في سن الثانويات وأعمار الثامنة عشر والتاسعة عشر والعشرين يخرجن مع شباب كبار أكبر منهن بكثير في أعمار الثلاثين وما فوق فهذا جالس مع تلك بين الحجارة الكبيرة المطلة على البحر وذاك جالس معها في مكان بعيد مظلم موحش والآخر جالس بمقربة من الناس بلا حياء ولا حشمة.[/font]
[font="]اخرج بنفسك وانظر بعينك وغيّر المنكر بيدك أو لسانك لترى هول المأساة وحجم الكارثة عندما تجد شاباً أو فتاة من أسرة محترمَة وبيت نقي ترتاد تلك الأماكن خفية أو خلسة بلا علم أهله ولا أهلها بعد أن أشعرتهم أنها خرجت لمعهدها أو لملاقاة صديقتها أو لحضور حفلة خطوبة لصاحبة صاحبتها أو للمدارسة مع زميلاتها.[/font]
[font="]انظر بعينك لترى شباباً يظهر في وجوههم الشر والإجرام والقبح والفساد وهم يقودون بنات بكل صلف وعنجهية وغرور فهذا يضربها والآخر يصفعها على وجهها عندما يراها غير متفاعلة معه فيسمع الناس بكائها أو يجبرها قسراً على القيام بأفعال قذرة وهي تطاوعه وتتودد له أن يرحمها ويعطف عليها وهذا الكلب يتعالى عليها وينتفخ أمام الناس ولا يتفطر قلبه لاستغاثاتها وتوسلاتها وكأنك أمام مسلسل رعب أو فلم في غابة والناس تنظر وتتفرج وأفضلهم من يقول تستحق وزيادة.[/font]
[font="]لا أريد أن أكثر عليكم في وصف هذه المظاهر المؤلمة حتى لا أتهم بالمبالغة أو التهويل ولكن أقول لكل غيور اخرج بنفسك قرب المغرب أو بعد المغرب وقف هناك ساعة واحدة فقط لتقول بعدها هل كنت على شوارع بانكوك أو في حدائق باريس أو في منتزهات امستردام.[/font]
[font="]{وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [آل عمران : 104].[/font]
[font="]{وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [التوبة : 71].[/font]
[font="]تخيلوا أنه خلال الشهرين الماضيين فقط ضبطت خمس حالات للقطاء، هذه التي ضبطت وجئ بهؤلاء اللقطاء إلى الجهات المعنية وعملت لهم الاجراءات المختصة وأما الحالات التي لم تعرف ولم يؤتى بها إلى تلك الجهات وتم التصرف معها بطريقة خاصة فالله أعلم كم تكون؟[/font]
[font="]إذا كانت خمس حالات لقطاء في شهرين فقط فكم ستكون الحالات في سنة أو سنوات، وجدوا حالة مرمية في كيس بالقرب من سوق من الأسواق وحالة لطفل وضع في كرتون عند أبواب إحدى المساجد وحالة لطفلة مرمية عند ملعب أطفال سمعوا صياحها عندما كانوا يلعبون هناك وحالة أجلكم الله وأكرمكم موضوعة في مرحاض من المراحيض في أحد المستشفيات وأما الحالة الأخيرة فهل تعلمون أين وهل تصدقون أنها ضبطت في إحدى المقابر في داخل المقبرة والله المستعان.[/font]
[font="]إنه انفلات عظيم وفساد اجتماعي خطير وقبح واقعي كبير يستحي الواحد من ذكره والإخبار عنه ولكن ماذا نفعل ونحن إن تكلمنا تكلمنا بأمر عظيم وإن سكتنا سكتنا على أمر عظيم.[/font]
[font="]تخيلوا يا عباد الله أكثر من بنت مسكينة مجنونة فاقدة للوعي غير حاسة على نفسها ولا مبالية بتصرفاتها ولا مدركة لأفعالها ولا مستشعرة لما تقول وتفعل يأتي إليها شباب أنذال حقراء لوطيين زناة خونة مجرمين خنازير كلاب يمارسون معها الجنس ويفعلون بها الفاحشة والعياذ بالله حتى حملت منهم أكثر من مرة وأخرى طول عمرها من بعد بلوغها وهي دائما إما حاملة وإما نفساء كلما طهرت من نفاسها حملت بحمل جديد من هؤلاء الزناة.[/font]
[font="]أي طباع لهؤلاء الفجرة الأنذال ليجامعوا مجنونة وأي حقارة ونذالة وإجرام عندما يغتصبوا بنات بغير وعيهن لا يفهمن ولا يعقلن؟![/font]
[font="]وأين الدولة من هؤلاء البنات لوضعهن في أماكن مختصة أو دور رعاية خاصة وإذا كانت الدولة جهولة إلى هذا المستوى وتتركهن سائبات يهمن في الشوارع ويذهبن إلى حيث يردن فأين العقلاء وأين الجمعيات الخيرية التي تتسابق على رعاية الأيتام والمعوزين أليس هؤلاء في حاجة إلى رعاية أهم من هؤلاء الأيتام الذين لديهم أهلهم وأمهاتهم بخلاف أمثال هؤلاء المجانين والمجنونات فإنه لا أحد لبعضهم يحفظهم من هؤلاء الحثالة الأنذال الزناة الذين يستحقون الرجم بالحجارة حتى الموت أو أن يجلدوا مائة جلدة أو أن يرمى بهم من أعلى شاهق في البلد أو جبل ليموتوا أنذال سفلة بتصرفاتهم القبيحة وأفعالهم المخزية أهلكهم الله وأخزاهم {الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ * الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}.[/font]
[font="]بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ..[/font]
[font="]الخطبة الثانية:[/font]
[font="]لا أدري ماذا أقول لكم وكيف احكي وأتكلم معكم إن تكلمنا عن الفساد الموجود في الأماكن الفاسدة فأعظم منه الأسر الفالتة والآباء المفسدون الذين يأمرون أولادهم وبناتهم بالفساد ويجبرونهم على ممارسة الرذائل وفعل القبائح ويسمحون لهم بممارسة أي عمل فاسد ولو كانت السرقة أو الفاحشة والرذيلة.[/font]
[font="]أربعة أطفال أكبرهم إحدى عشر عاماً يضربهم أبوهم على ظهورهم ولا زالت آثار الضرب على ظهورهم ربما إلى هذه اللحظات هل تدرون لماذا يضربهم أبوهم؟ يضربهم إذا أتوا إلى البيت ولم يأتوا معهم بمال نفقات فساده وقاته وحبوبه ومخدراته والأطفال كانوا مرميين في السجن بتهمة السطو على إحدى البيوت والآن تم تحويلهم إلى دار الأحداث لأن والدهم مدمن مخدرات ويجبرهم على الفساد والرذيلة وبدلاً من أن يعاقب هذا الأب الفاجر يعاقب هؤلاء الأولاد البراء.[/font]
[font="]وإذا تكلمنا عن حالات اللقطاء فأكبر من هذا فحشاً هو بعض من يأخذ هؤلاء اللقطاء ليستغلهم فيما بعد في الدعارة أو السرقة أو التسول والتفنن في المكر والخديعة[/font]
[font="]وللأسف الشديد لا توجد اجراءات صارمة لمحاسبة أمثال هؤلاء ولا يتم الإشراف عليهم ولا المتابعة الجادة لهؤلاء اللقطاء الذين يأخذونهم خاصة عندما تكون بنت وتتربى في أماكن كلها رجال.[/font]
[font="]بل وصل الفساد الأخلاقي والاجتماعي والعياذ بالله إلى زنا المحارم، شيء لا يصدق ولا يستساغ ولكنها الحقيقة المرة وحالات متفشية وقد حصلت حالات مريرة لمثل هذا النوع من الفحش الغير مقبول عقلاً ولا طبعا ولا شرعاً[/font]
[font="]ومن آخرها حالة هنا في إحدى المناطق في حارة من الحارات في الديس لبنت تبلغ من العمر أربعة عشر عاماً سمع الجيران صياحها بصوت حاد وصراخها بصوت مرتفع فدخلوا البيت بسرعة لنجدتها فوجدوا وياللأسى والأسف أبوها يريد اغتصابها وانتهاك شرفها فتجننت البنت وانذعرت وحاولت الفرار منه بكل الطرق والتخلص منه بكل المحاولات فلم تستطع فأخذت تصيح بأعلى صوتها.[/font]
[font="]وبنات في الثانوية تبادلن ليلة حمراء كل واحدة منهن جاءت بصديقها للأخرى فتبين بعد شهرين أن واحدة منهن حامل فجمعن مالاً لشراء علاج لإجهاضها وعندما امتنع صاحب الصيدلية من صرف الدواء لهن إلا بورقة العقد قامت إحداهن بالمجئ بورقة عقد أخيها أخذته من دولابه بدون علمه واشترن الدواء وجرعنّه صديقتهن حتى أجهضت حملها ثم أحسسن بقبح الذنب وانتابهن شعور مخيف وفزع شديد وراودتهن أحلام مفزعة وكوابيس مزعجة فلم يتلذذن بنوم ولم يقر لهن قرار وزاد عليهن الخوف والرعب والوحشة حتى عرضن قضيتهن على شيخ ليفتيهن فيما فعلن ويخلصهن من جرم ما ارتكبن فاصطدم الشيخ بهذا الحدث المخيف من بنات صغار يفعلن كل هذا الإجرام وهن في مثل هذا السن.[/font]
[font="]لا أريد أن أطيل عليكم أو أخدش مشاعركم وأحاسيسكم وأسماعكم بمثل هذه الأمور المحزنة والقصص المأساوية المبكية ولكن الحذر الحذر والانتباه الانتباه [/font]
[font="]فالله الله في أولادنا وبناتنا وسمعتنا وسمعة بلدنا امنعوا عنهم الإثارة وأسبابها وكفوهم عن التفلت والتسيب ولبس الألبسة التي تجلب الأنظار وتثير الشهوات ولا تسمحوا لهن بالخروج من البيوت بلا استئذان أو الجلوس خارج البيت لساعات طويلة في غير حاجة معلومة ماسة وراقبوا هواتفهم وحواسيبهم ومحادثاتهم مع الغير فإن كثيراً من الفلتان الموجود اليوم سببه الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي وقوموا بالحسبة عليهم وتغيير المنكر بكل الطرق المشروعة ولا تسكتوا عن ذلك ولا تجاملوا فيه {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ} [آل عمران : 110].[/font]
[font="]يقول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ، وَذَلِكَ أَضْعَفُ الْإِيمَانِ ).[/font]