وسعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله على شعبه
jobran1401 jobran1401
1436/04/10 - 2015/01/30 00:05AM
خطبة جمعة
بعنوان
توسعة
خادم الحرمين الشريفين
الملك
سلمان بن عبدالعزيز
حفظه الله
على شعبه
10/4/1436
للشيخ / عبدالله بن فهد الواكد حفظه الله تعالى
إمام وخطيب جامع الواكد بحائل
الحمدُ للهِ ( الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) وأشهدُ أن لا الهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ له ، واشهدُ أن محمداً عبدُهُ ورسولُهُ ، صلى اللهُ عليه وعلى آلِهِ وأصحابِهِ الذين كانوا يهدونَ بالحقِّ وبهِ يعدلونَ. وسلم تسليما كثيرا إلى يومِ يبعثونَ
أما بعد:أيُّها الأخوةُ في اللهِ فاتقوا اللهَ القائلَ ( واعتصموا بحبلِ اللهِ جميعاً ولا تفرقوا واذكروا نعمةَ اللهِ عليكم إذْ كنتم أعداءً فألفَ بينَ قلوبِكم فأصبحتُم بنعمتِهِ إخواناً وكنتُم على شفا حفرةٍ من النارِ فأنقذكُم منها كذلكَ يبينُ اللهُ لكم آياتِهِ لعلكم تهتدون )
عبادَ الله : الحمدُ للهِ الذي بنعمتِهِ تتمُّ الصالحاتُ ، إنَّ أهلَ هذهِ البلادِ وغيرَهُم حزِنوا حُزناً بالغاً لوفاةِ خادمِ الحرمينِ الشريفينِ الملكِ عبدِاللهِ بنِ عبدِالعزيزِ والدِ الجميعِ رحمَهُ اللهُ وأسكنهُ فسيحَ جناتِه وما كادَ يغيبُ نجمُ ذلكَ القائدِ الذي أحبَّهُ الناسُ ، وقادَ مسيرةَ هذهِ البلادِ إلى خطوةٍ عظيمةٍ منَ التطورِ والإزدهارِ ، زُهاءَ عشرِ سنواتٍ بذلَ فيها رحمَهُ اللهُ ، ما بوسعِهِ في سبيلِ نموِّ هذه البلادِ الطيبةِ وأمنِها ورفاهِ شعبِها ، نسألُ اللهَ أنْ يسكنَهُ جناتِ النعيمِ ، ما كادَ ذلكَ النجمُ أنْ يغيبَ ، إلاَّ ونجمُ الخيرِ يشرقُ في سمائِناَ ، في سماءِ مملكتِنا العزيزةِ المحروسةِ ، إنهُ خادمُ الحرمينِ الشريفينِ ، الملكُ سلمانُ بنُ عبدِالعزيزِ ، حفظهُ اللهُ وأمدَّهُ بالعونِ والسدادِ ، فرحَ الناسُ بهِ ، وازدادوا حُباًّ لهُ ، وكيفَ لا يفرحُ أهلُ هذهِ البلادِ الطيبونَ بهذا القائدِ الكريمِ ذي الحنكةِ والدرايةِ ، والمسيرةِ العظيمةِ والسجلِّ الحافلِ في خدمةِ هذهِ البلادِ ، نُشهدُ اللهَ على حُبِّنا لولاةِ أمرِنا ، قالَ رسولُ اللهِ كما في صحيحِ مسلم ( خِيَارُ أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُحِبُّونَهُمْ وَيُحِبُّونَكُمْ وَتُصَلُّونَ عَلَيْهِمْ وَيُصَلُّونَ عَلَيْكُمْ وَشِرَارُ أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُبْغِضُونَهُمْ وَيُبْغِضُونَكُمْ وَتَلْعَنُونَهُمْ وَيَلْعَنُونَكُمْ ) إنَّ حبَّناَ لخادمِ الحرمينِ الشريفينِ وحبَّنَا لولاةِ أمرِنا إنَّما هوَ ثمرةٌ من ثمارِ تمسُّكِ هذهِ الدولةِ حكومةً وشعباً بشريعةِ اللهِ سبحانَهُ وتعالى والعملِ بها فهذهِ ثمرةُ ما زرعوهُ ، فترتبَ على ولائِهِم وطاعتِهِم ومحبتِهِم للهِ ورسولِه ، أنْ رزقَهُم اللهُ هذهِ المحبةَ والمودةَ والرحمةَ والترابطَ والتلاحمَ بينَ القائدِ والرعيةِ ، ولقدْ وردَ في حُبِّ اللهِ لمنْ يطبِّقُ شريعتَهُ حديثُ أبي هريرةَ رضيَ اللهُ عنهُ ، في البخاريِّ ومسلمٍ أنَّ النبيَّ صلى اللهُ عليهِ وسلمِ قالَ ( إذا أحبَّ اللهُ العبدَ نادى جبريلُ إنَّ اللهَ يُحبُّ فلاناً فأحببْهُ فيحبُّهُ جبريلُ فينادي جبريلُ في أهلِ السماءِ إنَّ اللهَ يُحبُّ فلاناً فأحبوهُ فيحبُّهُ أهلُ السماءِ ثمَّ يُوضعُ لهُ القبولُ في الأرضِ(
وقالَ رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ أنَّ مِنْ أسبابِ حُبِّ الناسِ للعبدِ هو نفعُهُ لهُم ففي الحديثِ الذي صححَهُ الألبانيُّ ( أحبُّ الناسِ إلى اللهِ أنفعُهُم للناسِ، وأحبُّ الأعمالِ إلى اللهِ سرورٌ تدخِلُهُ على مسلمٍ، أو تكشفُ عنهُ كربةً، أو تقضي عنه ديناً أو تطردُ عنهُ جوعاً ) ولقدْ وسَّعَ خادمُ الحرمينِ الشريفينِ الملكُ سلمانُ بنُ عبدِالعزيزِ حفظَهُ اللهُ على الناسِ ليلةَ البارحةِ بأوامرِهِ الملكيةِ المباركةِ ، ورزقَهَم من فضلِ ربِّهِ ووسَّعَ عليهِم وقضى عنهم وأمرَ بالأوامرِ الكثيرةِ التي تخدِمُ الموظفينَ والمتقاعدينَ والطلابَ والمعلمينَ والشبابَ والكبارَ والفقراءَ والمساكينَ والأميينَ والمتعلمينَ والمسجونينَ ، حتى الأجانبَ من المسجونينَ جراءَ الديونِ غمرَهُم حفظَهُ اللهُ بعطفِهِ وعطائِهِ ، نسألُ اللهَ عزَّ وجلَّ أنْ يحفظَهُ ووليَّ عهدِهِ ووليَّ وليِّ عهدِهِ وأنْ يُلبسَهُم جلبابَ الصحةِ والعافيةِ وأنْ يأخُذَ بأيديهِم ونواصيهم للبر والتقوى وأن يحفظ بهم الأمن والأمان ويعينهم على قيادة هذه الأمة ، وأنْ يُديمَ علينا وعليكُم جميعاً وعلى أُمتِنا الأمنَ والرخاءَ وأن يُيسرَ لهذا الشعبِ الكريمِ العريقِ حياةً كريمةً ، ونسألُ اللهَ أنْ يجعلَ ذلكَ في ميزانِ حسناتِ خادمِ الحرمينِ الشريفينِ ،
أيها المسلمون : واللهِ إنَّ المُشاهِدَ لعميقِ التلاحمِ والرحمةِ بين الراعي والرعيةِ ليعلمُ أنَّ هذا منْ فضلِ اللهِ تعالى وتوفيقِهِ لنا جميعاً ، تلاحمٌ يسرُّ الصديقَ ويزيدُ الأعداءَ موتاً بغيظِهِم ، فنحنُ في دولةٍ وللهِ الحمدِ تحكُمُ بكتابِ الله وسنةِ رسولِهِ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ ، وتقدِّمُ نفسَهَا فِداءً لهذينِ الوحيينِ الشريفينِ ، وتُنافحُ عنْ مُعتَقدِ أهلِ السنةِ والجماعةِ في كلِّ مكانٍ ، ويندرُ أنْ تجدَ تحتَ أديمِ السماءِ مَنْ يحكمُ بشرعِ اللهِ في هذا الزمانِ غيرُ هذهِ البلادِ المباركةِ ، ولذلكَ أيها المسلمونَ : فإنَّ السمعَ والطاعةَ لولاةِ أمرِ المسلمينَ أصلٌ من أصولِ عقيدةِ أهلِ السنةِ والجماعةِ ، فبالسمعِ والطاعةِ لهم ، تَنتَظمُ مصالحُ الدِّينِ والدُّنيا معاً، وممَّا هو معلومٌ بالضرورةِ من دينِ الإِسلامِ ، أَنَّهُ لا دينَ إلاَّ بجماعةٍ، ولا جماعةَ إلاَّ بإمامةٍ، ولا إمامةَ إلاَّ بسمعٍ وطاعةٍ.ولقد كانَ السلفُ الصالحُ رضوانُ اللهِ عليهم ، يُولُونَ هذا الأمرَ اهتمامًا خاصًا ، نظرًا لما يترتبُ على الجهلِ بهِ أو إغفالِهِ من الفسادِ العريضِ في العبادِ والبلادِ، يقولُ الله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً)
بارك الله لي ولكم في القرءان العظيم
ونفعني وإياكُم بهدي سيدِ المُرسلين وتابَ عليَّ وعليكم وعلى سائرِ المسلمينَ والمسلماتِ من كلِّ ذنبٍ فاستغفروه يغفرْ لكم إنه هو الغفورُ الرحيمُ
الثانية
الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، والعاقبةُ للمتقينَ، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ وحدهُ لا شريكَ لهُ وأشهدُ أنَّ محمداً عبدُهُ ورسولُهُ ، صلى اللهُ وسلمَ عليهِ وعلى آلهِ وصحبِه وسلَّمَ ،
أما بعدُ أيّها المسلمونَ : ليسَ واللهِ من نعمةٍ أسبغَهاَ اللهُ على عبادِهِ أفضلُ من نعمةِ الدينِ ، ثم نعمةِ الأمنِ ، وقدْ ضَمِنَها اللهُ عزَّ وجلَّ لمنْ أقامَ شرعَه ووحَّدَه ولم يلتمسْ معبوداً بحقٍّ سواهُ قال تعالى (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ) هذا هو طريقُ السعادةِ، وطريقُ الهدايةِ، نسألُ اللهَ عزَّ وجلَّ أنْ لا تلينا شريعةٌ غيرُ شريعةِ اللهِ سبحانَهُ وتعالى وشريعةِ محمدٍ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ ، فالواجبُ علينا جميعاً حبُّ من يَحكُمُ بشرعِ اللهِ ، لأنَّ هذا دليلٌ على حبِّ شريعةِ اللهِ ، وعلينا التعاونُ مع ولاةِ الأمرِ في الخيرِ والطاعةِ في المعروفِ وحفظِ الألسنةِ عن أسبابِ الفسادِ والشرِّ والفرقةِ والانحلالِ ، نسأُلُ اللهَ عزَّ وجلَّ أنْ يجنبَنا شرورَ الفتنِ والمحنِ ماظهرَ منها وما بطنَ ، وأنْ يجعلَناَ أمةً متحابةً متراحمةً متلاحمةً ، وأن يوفِّقَ ولاةَ أمرِنا وعلماءَنا لما يحبُّ ويرضى، وأن يحفظَ المسلمينَ والمؤمنينَ في كلِّ مكانٍ ، وأن يحفظَ أعراضَهم وأموالَهم ، وأن يُيسِّرَ للمسلمين أرزاقَهم ، وأن يؤمِّنَ روعاتِهم ، وأن يستُرَ عوراتِهم في كلِّ مكانٍ ، وأن يَخذُلَ أعداءَ الإسلامِ، ويجعَلَ كيدَهم في نحورِهم ، ويخالفَ بين كلمتِهم ، ويكفَّ شرَّهم ، وصلوا وسلموا على من أمركم ربكم بالصلاة والسلام عليه فقال (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيما )
بعنوان
توسعة
خادم الحرمين الشريفين
الملك
سلمان بن عبدالعزيز
حفظه الله
على شعبه
10/4/1436
للشيخ / عبدالله بن فهد الواكد حفظه الله تعالى
إمام وخطيب جامع الواكد بحائل
الحمدُ للهِ ( الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) وأشهدُ أن لا الهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ له ، واشهدُ أن محمداً عبدُهُ ورسولُهُ ، صلى اللهُ عليه وعلى آلِهِ وأصحابِهِ الذين كانوا يهدونَ بالحقِّ وبهِ يعدلونَ. وسلم تسليما كثيرا إلى يومِ يبعثونَ
أما بعد:أيُّها الأخوةُ في اللهِ فاتقوا اللهَ القائلَ ( واعتصموا بحبلِ اللهِ جميعاً ولا تفرقوا واذكروا نعمةَ اللهِ عليكم إذْ كنتم أعداءً فألفَ بينَ قلوبِكم فأصبحتُم بنعمتِهِ إخواناً وكنتُم على شفا حفرةٍ من النارِ فأنقذكُم منها كذلكَ يبينُ اللهُ لكم آياتِهِ لعلكم تهتدون )
عبادَ الله : الحمدُ للهِ الذي بنعمتِهِ تتمُّ الصالحاتُ ، إنَّ أهلَ هذهِ البلادِ وغيرَهُم حزِنوا حُزناً بالغاً لوفاةِ خادمِ الحرمينِ الشريفينِ الملكِ عبدِاللهِ بنِ عبدِالعزيزِ والدِ الجميعِ رحمَهُ اللهُ وأسكنهُ فسيحَ جناتِه وما كادَ يغيبُ نجمُ ذلكَ القائدِ الذي أحبَّهُ الناسُ ، وقادَ مسيرةَ هذهِ البلادِ إلى خطوةٍ عظيمةٍ منَ التطورِ والإزدهارِ ، زُهاءَ عشرِ سنواتٍ بذلَ فيها رحمَهُ اللهُ ، ما بوسعِهِ في سبيلِ نموِّ هذه البلادِ الطيبةِ وأمنِها ورفاهِ شعبِها ، نسألُ اللهَ أنْ يسكنَهُ جناتِ النعيمِ ، ما كادَ ذلكَ النجمُ أنْ يغيبَ ، إلاَّ ونجمُ الخيرِ يشرقُ في سمائِناَ ، في سماءِ مملكتِنا العزيزةِ المحروسةِ ، إنهُ خادمُ الحرمينِ الشريفينِ ، الملكُ سلمانُ بنُ عبدِالعزيزِ ، حفظهُ اللهُ وأمدَّهُ بالعونِ والسدادِ ، فرحَ الناسُ بهِ ، وازدادوا حُباًّ لهُ ، وكيفَ لا يفرحُ أهلُ هذهِ البلادِ الطيبونَ بهذا القائدِ الكريمِ ذي الحنكةِ والدرايةِ ، والمسيرةِ العظيمةِ والسجلِّ الحافلِ في خدمةِ هذهِ البلادِ ، نُشهدُ اللهَ على حُبِّنا لولاةِ أمرِنا ، قالَ رسولُ اللهِ كما في صحيحِ مسلم ( خِيَارُ أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُحِبُّونَهُمْ وَيُحِبُّونَكُمْ وَتُصَلُّونَ عَلَيْهِمْ وَيُصَلُّونَ عَلَيْكُمْ وَشِرَارُ أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُبْغِضُونَهُمْ وَيُبْغِضُونَكُمْ وَتَلْعَنُونَهُمْ وَيَلْعَنُونَكُمْ ) إنَّ حبَّناَ لخادمِ الحرمينِ الشريفينِ وحبَّنَا لولاةِ أمرِنا إنَّما هوَ ثمرةٌ من ثمارِ تمسُّكِ هذهِ الدولةِ حكومةً وشعباً بشريعةِ اللهِ سبحانَهُ وتعالى والعملِ بها فهذهِ ثمرةُ ما زرعوهُ ، فترتبَ على ولائِهِم وطاعتِهِم ومحبتِهِم للهِ ورسولِه ، أنْ رزقَهُم اللهُ هذهِ المحبةَ والمودةَ والرحمةَ والترابطَ والتلاحمَ بينَ القائدِ والرعيةِ ، ولقدْ وردَ في حُبِّ اللهِ لمنْ يطبِّقُ شريعتَهُ حديثُ أبي هريرةَ رضيَ اللهُ عنهُ ، في البخاريِّ ومسلمٍ أنَّ النبيَّ صلى اللهُ عليهِ وسلمِ قالَ ( إذا أحبَّ اللهُ العبدَ نادى جبريلُ إنَّ اللهَ يُحبُّ فلاناً فأحببْهُ فيحبُّهُ جبريلُ فينادي جبريلُ في أهلِ السماءِ إنَّ اللهَ يُحبُّ فلاناً فأحبوهُ فيحبُّهُ أهلُ السماءِ ثمَّ يُوضعُ لهُ القبولُ في الأرضِ(
وقالَ رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ أنَّ مِنْ أسبابِ حُبِّ الناسِ للعبدِ هو نفعُهُ لهُم ففي الحديثِ الذي صححَهُ الألبانيُّ ( أحبُّ الناسِ إلى اللهِ أنفعُهُم للناسِ، وأحبُّ الأعمالِ إلى اللهِ سرورٌ تدخِلُهُ على مسلمٍ، أو تكشفُ عنهُ كربةً، أو تقضي عنه ديناً أو تطردُ عنهُ جوعاً ) ولقدْ وسَّعَ خادمُ الحرمينِ الشريفينِ الملكُ سلمانُ بنُ عبدِالعزيزِ حفظَهُ اللهُ على الناسِ ليلةَ البارحةِ بأوامرِهِ الملكيةِ المباركةِ ، ورزقَهَم من فضلِ ربِّهِ ووسَّعَ عليهِم وقضى عنهم وأمرَ بالأوامرِ الكثيرةِ التي تخدِمُ الموظفينَ والمتقاعدينَ والطلابَ والمعلمينَ والشبابَ والكبارَ والفقراءَ والمساكينَ والأميينَ والمتعلمينَ والمسجونينَ ، حتى الأجانبَ من المسجونينَ جراءَ الديونِ غمرَهُم حفظَهُ اللهُ بعطفِهِ وعطائِهِ ، نسألُ اللهَ عزَّ وجلَّ أنْ يحفظَهُ ووليَّ عهدِهِ ووليَّ وليِّ عهدِهِ وأنْ يُلبسَهُم جلبابَ الصحةِ والعافيةِ وأنْ يأخُذَ بأيديهِم ونواصيهم للبر والتقوى وأن يحفظ بهم الأمن والأمان ويعينهم على قيادة هذه الأمة ، وأنْ يُديمَ علينا وعليكُم جميعاً وعلى أُمتِنا الأمنَ والرخاءَ وأن يُيسرَ لهذا الشعبِ الكريمِ العريقِ حياةً كريمةً ، ونسألُ اللهَ أنْ يجعلَ ذلكَ في ميزانِ حسناتِ خادمِ الحرمينِ الشريفينِ ،
أيها المسلمون : واللهِ إنَّ المُشاهِدَ لعميقِ التلاحمِ والرحمةِ بين الراعي والرعيةِ ليعلمُ أنَّ هذا منْ فضلِ اللهِ تعالى وتوفيقِهِ لنا جميعاً ، تلاحمٌ يسرُّ الصديقَ ويزيدُ الأعداءَ موتاً بغيظِهِم ، فنحنُ في دولةٍ وللهِ الحمدِ تحكُمُ بكتابِ الله وسنةِ رسولِهِ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ ، وتقدِّمُ نفسَهَا فِداءً لهذينِ الوحيينِ الشريفينِ ، وتُنافحُ عنْ مُعتَقدِ أهلِ السنةِ والجماعةِ في كلِّ مكانٍ ، ويندرُ أنْ تجدَ تحتَ أديمِ السماءِ مَنْ يحكمُ بشرعِ اللهِ في هذا الزمانِ غيرُ هذهِ البلادِ المباركةِ ، ولذلكَ أيها المسلمونَ : فإنَّ السمعَ والطاعةَ لولاةِ أمرِ المسلمينَ أصلٌ من أصولِ عقيدةِ أهلِ السنةِ والجماعةِ ، فبالسمعِ والطاعةِ لهم ، تَنتَظمُ مصالحُ الدِّينِ والدُّنيا معاً، وممَّا هو معلومٌ بالضرورةِ من دينِ الإِسلامِ ، أَنَّهُ لا دينَ إلاَّ بجماعةٍ، ولا جماعةَ إلاَّ بإمامةٍ، ولا إمامةَ إلاَّ بسمعٍ وطاعةٍ.ولقد كانَ السلفُ الصالحُ رضوانُ اللهِ عليهم ، يُولُونَ هذا الأمرَ اهتمامًا خاصًا ، نظرًا لما يترتبُ على الجهلِ بهِ أو إغفالِهِ من الفسادِ العريضِ في العبادِ والبلادِ، يقولُ الله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً)
بارك الله لي ولكم في القرءان العظيم
ونفعني وإياكُم بهدي سيدِ المُرسلين وتابَ عليَّ وعليكم وعلى سائرِ المسلمينَ والمسلماتِ من كلِّ ذنبٍ فاستغفروه يغفرْ لكم إنه هو الغفورُ الرحيمُ
الثانية
الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، والعاقبةُ للمتقينَ، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ وحدهُ لا شريكَ لهُ وأشهدُ أنَّ محمداً عبدُهُ ورسولُهُ ، صلى اللهُ وسلمَ عليهِ وعلى آلهِ وصحبِه وسلَّمَ ،
أما بعدُ أيّها المسلمونَ : ليسَ واللهِ من نعمةٍ أسبغَهاَ اللهُ على عبادِهِ أفضلُ من نعمةِ الدينِ ، ثم نعمةِ الأمنِ ، وقدْ ضَمِنَها اللهُ عزَّ وجلَّ لمنْ أقامَ شرعَه ووحَّدَه ولم يلتمسْ معبوداً بحقٍّ سواهُ قال تعالى (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ) هذا هو طريقُ السعادةِ، وطريقُ الهدايةِ، نسألُ اللهَ عزَّ وجلَّ أنْ لا تلينا شريعةٌ غيرُ شريعةِ اللهِ سبحانَهُ وتعالى وشريعةِ محمدٍ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ ، فالواجبُ علينا جميعاً حبُّ من يَحكُمُ بشرعِ اللهِ ، لأنَّ هذا دليلٌ على حبِّ شريعةِ اللهِ ، وعلينا التعاونُ مع ولاةِ الأمرِ في الخيرِ والطاعةِ في المعروفِ وحفظِ الألسنةِ عن أسبابِ الفسادِ والشرِّ والفرقةِ والانحلالِ ، نسأُلُ اللهَ عزَّ وجلَّ أنْ يجنبَنا شرورَ الفتنِ والمحنِ ماظهرَ منها وما بطنَ ، وأنْ يجعلَناَ أمةً متحابةً متراحمةً متلاحمةً ، وأن يوفِّقَ ولاةَ أمرِنا وعلماءَنا لما يحبُّ ويرضى، وأن يحفظَ المسلمينَ والمؤمنينَ في كلِّ مكانٍ ، وأن يحفظَ أعراضَهم وأموالَهم ، وأن يُيسِّرَ للمسلمين أرزاقَهم ، وأن يؤمِّنَ روعاتِهم ، وأن يستُرَ عوراتِهم في كلِّ مكانٍ ، وأن يَخذُلَ أعداءَ الإسلامِ، ويجعَلَ كيدَهم في نحورِهم ، ويخالفَ بين كلمتِهم ، ويكفَّ شرَّهم ، وصلوا وسلموا على من أمركم ربكم بالصلاة والسلام عليه فقال (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيما )
راشد الناصر
الله يبيض وجهك على هذه الخطبة الوافية الشافيه ويجعلها في موازين أعمالك ولايحرمك الاجر
تعديل التعليق