ورقة عمل شعبية في التصدي للكنيسة المصرية

ورقة عمل شعبية في التصدي للكنيسة المصرية

حسن عبد الحي

لم يعد المخطط الكنيسي في مصر خافيًا على جهة من الجهات الرسمية.. أو غير مفهوم للجهات الإعلامية التي لا يفتأ تجاهلها للإجرام الكنيسي على أرض مصر المسلمة موضع شبهة واتهام، لم يعد أحد في غفلة عن المخطط الصليبي على أرض مصر غير جماهير البلد الغفير، والذي شغله طلب رغيف الخبز عن كلّ ما يحاك له ويراد به.

سلسلة الضغوط التي تمارس من أعلى إلى أسفل لن يجني ويلاتها إلا شعب مصر المسكين، فالكنيسة التي تدعمها القوى الخارجية لتضغط على السلطة وتسخِّرها في أغراضها رغمًا عنها، والحكومة التي رضيت بدور الدُّمى تحركها مصالحها وضمان بقائها على عرشها، والإعلام المأجور القائم على المال الطائفي.. كلُّ هؤلاء لن ينالوا ما سيناله جماهير الشعب المصري من القتل والتهجير والسُّخرية والإكاره عل التنصير والصدّ عن دين الله تعالى.. لو تمكّنت الكنيسة من مصر وشعبها.

وإنّ في التاريخ عبرًا لنا، فما تمكّنت النصارى من المسلمين في بلاد المسلمين إلا وأذقوهم صنوف الإذلال، حتى إنهم يتحالفون مع العدوّ المحتل ضد المسلمين لينالوا منا ما لم يطمعوا في عُشره وهم بيننا، ولما دخل التتار بغداد عاصمة الخلافة تحالف معهم النصارى، وأعلنوا بذلك ورفعوا الصليب على رؤوس الناس، وكذا فعلوا مع الفرنساويين في مصر، حتى إنهم كانوا يشون على المقاومة، ويأمرون الناس بالقيام لهم إمعانًا في إذلالهم، أذلهم الله.

فهل ننتظر حتى يؤخذ أبناء هذا الشعب المسلم أسارى إلى الكنائس والأديرة ليكرهوا على النصرانية المحرفة؟ أم هل ننتظر حتى يمعنوا في إذلالنا وتسخيرنا خدّامًا لهم؟ أم هل ننتظر حتى تبيد الكنيسة مسلمي مصر كما أبادت مسلمي الأندلس من قبل؟

إنّ الخطب لجليل، وإن الخطر لجسيم.. وإننا إن لم نعِ ما يراد لنا ونحذّر منه عوامّ الناس فسيطالهم ما لم يتوقعوا يومًا، وستداهمهم وقتها الكنيسة بـ "متفجراتها وأسلحتها"، التي بدأت تتسلح بها استعدادًا للحرب على الشعب الغافل.

ورقة عمل شعبية:لا بدّ أن تقوم القضية بجذورها في قلوب الجماهير ثانية، وإلا فإن كلّ خطاباتنا ستظلّ حبيسة الحماسة التي سرعان ما تزول.

لا بدّ أن يفهم الناس حقيقة النصرانية، ونظرة الإسلام لها، وموقفه منها، ثم يفهم الناس كذلك دور الكنيسة ومخططاتها للقضاء على الإسلام.. وعندئذ يُكلَّمون عن دورهم قبل أن تداهمهم الكنيسة بالقتل والتشريد والإذلال.

- النصرانية ملة محرفة: لا يزل عامة المصريين يجهلون الفارق بين دينهم الحنيف والنصرانية المحرفة، ودور الدعاة –وكلّ مسلم بصير بشيء من دينه داعية إليه- هنا تعريف الناس بحقيقة النصرانية، وأن مبناها على تأليه عيسى عليه السلام، أو أنه ابن الإله، أو أنه ثالث ثلاثة! وأن النصرانية لا تؤمن ببعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، بل تعتقد كذبه، وأن القرآن الذي بعث به مختلق مكذوب على الله تعالى.

- النصرانية كفر، وأصحابها كفار: وكذا تعليم الناس حكم الإسلام في النصرانية، وأنها كفر يخلد به أصحابه في نار جهنم؛ تصديقًا لقوله تبارك وتعالى: (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ، لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِن لَّمْ يَنتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) [المائدة: 72، 73]، وغيرهما من الآيات، وكذا قول النبي صلى الله عليه وسلم في صحيح مسلم: (والذي نفس محمد بيده، لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهوديًّا كان أو نصرانيًّا ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب الجحيم).

أما أهل الزيغ الذين يلبّسون على الناس من أجل شراء الوظائف! من أن اليهود والنصارى أهل كتاب، ثم يسكتون فلا يبينون أن أهل الكتاب بعد بعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم إن لم يؤمنوا به فهم كفار.. تمويهًا وتلبيسًا، هؤلاء يصدق فيهم قول الله تعالى (أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلاَلَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ)[البقرة: 16].

- الموقف من النصارى: وكذلك يجب أن يشيع في الناس ثانية أصول الولاء والبراء، قال الله تعالى: (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ، وَمَن يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْغَالِبُونَ،يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ وَاتَّقُوا اللهَ إِن كُنْتُم مُّؤْمِنِينَ) [المائدة: 55، 57].

ومعالم الولاء والبراء كثيرة، والمقصد أن يتعلمها الناس وتشيع فيهم.

- معرفة المخطط الكنيسي للناس: كما يجب أن يطّلع الناس على المخططات الكنيسية، لتكتمل صورة العداوة لها، ولا يغترون بأحاديث المضللين من دعاة السلطة.

فالكنيسة في عمل دؤوب لا ينقطع ولا يفتر، لتحويل مصر إلى بلد نصرانية، وما فعل نصارى المهجر إلا دورًا من أدوار الكنيسة التي توزِّعها على رعاياها لتقف هي أمام الناس بريئة مبرّأة، وهي رأس الأفعة تنفث السم عن طريق أذيالها في الداخل والخارج.

تلك معالم أربعة يجب أن تذيع في الناس ويعلمها العامّة قبل الخاصّة.. ويسيرون وفقها في معاملة النصارى وعلى رأسهم الكنيسة، وليأخذوا حذرهم فلا يؤتون من غفلتهم، حتى يأذن الله وترجع الكنيسة وأتباعها طوعًا أو كرهًا لنصابهم الشرعي الذي وضعهم الله فيه.

حسن عبد الحي

المصدر: لجينيات
المشاهدات 1357 | التعليقات 0