وَدَاع رَمَضَانَ و الْعِيدِ- أَهَمِّيَّةُ الِالْتِزَامِ بِالِاحْتِرَازِيَّةِ الْوِقَائِيَّةِ
محمد البدر
الْخُطْبَةِ الأُولَى:
عِبَادَ اللَّهِ: قَالَ تَعَالَى:﴿وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾.ها هو شهررمضان المبارك ازف على الرحيل ولم يبق منه إلا اليسير، فاجعلوا ختامه توبة نصوح وأكثروا من الاستغفار والتكبير والتحميد والتهليل، واشكروه على تمام الصيام وبقي لَنَا فِي خِتَامِ شَهْرِنَا (زَكَاةُ الْفِطْرِ , وَالتَّكْبِيرُ , وَصَلَاةُ الْعِيدِ).فَزَكَاةُ الْفِطْرِ وهي صاع من طعام من برّ أو نحوه من قوت البلد كالأرز وغيره،وتجب زكاة الفطر على كل نفس من المسلمين ،غربت عليها شمس آخر يوم من رمضان وهي حيَّة,فَعَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا:«أَنَّ رَسُولَ اللَّهِﷺفَرَضَ زَكَاةَ الْفِطْرِ مِنْ رَمَضَانَ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ حُرٍّ أَوْ عَبْدٍ أَوْ رَجُلٍ أَوِ امْرَأَةٍ صَغِيرٍ أَوْ كَبِيرٍ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ»مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ:«فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِﷺزَكَاةَ الْفِطْرِ طُهْرَةً لِلصَّائِمِ مِنَ اللَّغْوِ وَالرَّفَثِ وَطُعْمَةً لِلْمَسَاكِينِ مَنْ أَدَّاهَا قَبْلَ الصَّلاَةِ فَهِىَ زَكَاةٌ مَقْبُولَةٌ وَمَنْ أَدَّاهَا بَعْدَ الصَّلاَةِ فَهِيَ صَدَقَةٌ مِنَ الصَّدَقَاتِ»رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَحَسَّنَهُ الأَلبَانيُّ.
واما مقدارها فَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ رَضِي اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:«كُنَّا نُخْرِجُ زَكَاةَ الْفِطْرِ صَاعًا مِنْ طَعَامٍ أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ أَوْ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ أَوْ صَاعًا مِنْ أَقِطٍ أَوْ صَاعًا مِنْ زَبِيبٍ»مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ . ولا يجوز إخراجها نقداً فإخراجها نقدا فيه مخالفة لأمر النَّبِيِّﷺ قَالَﷺ:«مَنْ أحْدَثَ في أمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ» مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
عِبَادَ اللَّهِ:قَالَ تَعَالَى:﴿ وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ﴾.
الجميع يعلم أن وَلِيُّ أَمْرِنَا قَدْ أَمَرَ بِاتِّخَاذِ الِاحْتِرَازَاتِ الْوِقَائِيَّةِ،ورتب عليها عقوبات وأقام من ينفذ الأمر بين الناس ،فَالْوَاجِبُ عَلَيْنَا أَنْ نَلْتَزِمَ بهَذِهِ الْإِجْرَاءَاتِ الْوِقَائِيَّةِ لمصلحة الجميع ولسلامتهم فجائحة كورونا لا تحابي أحداً ومن الاحترازات غسل اليدين وتعقيمها ولبس الكمام واحضار سجادة خاصة في دخول أي مسجد ولا تنتظر من يتصدق عليك بسجادة او غيرها ،و حتى لا تكون سبباً في اغلاق بيوت الله وحرمان المصلين من المسجد ولا تكن سبباً في تفشي هذا الوباء فتبوء بإثم من أصيب بسببك فلا داعي للاستهتار والله المستعان.
عِبَادَ اللَّهِ:قَالَ تَعَالَى:﴿وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ﴾.
اعلموا أنه لئن انقضى شهر رمضان المبارك فإن عمل المؤمن لا ينقضي إلا بالموت،فإنّ الصيام لا يزال مشروعًا في غيره مِن الشهور،قَالَﷺ:«تُعْرَضُ الأَعْمَالُ يَوْمَ الاِثْنَيْنِ وَالْخَمِيسِ فَأُحِبُّ أَنْ يُعْرَضَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ»رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.
وَقَالَﷺ:«صَوْمُ ثَلاَثَةِ أيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ صَوْمُ الدَّهْرِ كُلِّهِ»مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.وَقَالَﷺ:«مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ»رَوَاهُ مُسْلِمٌ.وَمِمَّا يُشْرَعَ فِي خِتَامِ شَهْرِنَا التَّكْبِيرُ ،فَـأَظْهِرُوا رَحِمَكُمُ اللهُ هَذِهِ الشَّعِيرَةَ الْعَظِيمَةَ فِي الْمَسَاجِدِ وَالْبُيُوتِ وَالأَسْوَاقِ ،وَارْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ بها وُيُشْرَعُ التَّكْبِيرُ حَتَّى لِلنِّسَاءِ,وَيَمْتَدُّ وَقْتُهُ مِنْ غُرُوبِ شَمْسِ آخِرِ يَوْمٍ مِنْ رَمَضَانَ إِلَى صَلاةِ الْعِيدِ.وَمِنْ سُنَنِ الْعِيدِ:أَنْ يَلْبِسَ أَحْسَنَ ثِيَابَهُ,وَأَنْ يَتَنَظَّفَ وَيَتَطَيَّبَ.أَقُولُ قَوْلِي هَذَا..
الْخُطْبَةِ الثَّانِيَةِ:
عِبَادَ اللَّهِ:من صيغ التكبير المعروفة: اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ ، لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ ، اللَّهُ أَكْبَرُ وَللهِ الحَمدُ. ومن الصيغ: اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ ، وَللهِ الحَمدُ ،اللَّهُ أَكْبَرُ وَأَجَلُّ اللَّهُ أَكْبَرُ عَلَى مَا هَدَانَا. وَمِنْ سُنَنِ الْعِيدِ : أَنْ يُخَالِفَ الطَّرِيقَ : فَيَذْهَبَ مِنْ طَرِيقٍ وَيَرْجِعَ مِنْ آخَرَ ،وَأن يَخْرُجُ إِلَى الْعِيدِ مَاشِيًا وَيَرْجِعُ مَاشِيًا فعَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ:«كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺيَخْرُجُ إِلَى الْعِيدِ مَاشِيًا وَيَرْجِعُ مَاشِيًا »رَوَاهُ التِّرمِذِيُّ وَحَسَّنَهُ الأَلْبَانِيُّ.وَعَنْ جَابِرٍ رَضِي اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:«كَانَ النَّبِيُّﷺإِذَا كَانَ يَوْمُ عِيدٍ خَالَفَ الطَّرِيقَ»رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.ومن السُّنَّةُ الْخُرُوجِ إلَى الْمُصَلَّى لِصَلَاةِ الْعِيدَيْنِ خارج البنيان الا من عذر مثل جائحة كورونا وتوجيه وزارة الشؤون الإسلامية بالصلاة في كل المساجد التي تقيم صلاة الجمعة ومصليات العيد مع التباعد والاحترازات نسأل الله ان يحفظ بلادنا وبلاد المسلمين من كل الأوبئة.
الا وصلوا.