وداعا شهر الغفران
محسن الشامي
1433/09/27 - 2012/08/15 01:15AM
الْحَمْدُ لِلَّهِ يُقَلِّبُ الْلَّيْلَ وَالْنَّهَارَ وَيُمْضِيَ الْشُّهُوْرَ وَالْأَعْوَام لِتَعْلَمُوَا عَدَدَ الْسِّنِيْنَ وَالْحِسَابَ نَحْمَدُهُ عَلَىَ مَا مَنَّ بِهِ عَلَيْنَا مِنْ إِدْرَاكِ رَمَضَانَ، وَأَعَانَنَا فِيْهِ عَلَىَ الصِّيَامِ وَالْقِيَامِ،وَأَشْهَدُ أَلّا إِلَهَ إِلَا الَلّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيْكَ لَهُ؛ وَأَشْهَدُ أَنَّ نَبِيَّنَا مُحَمَّدا عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ بَعَثَهُ الْلَّهُ تَعَالَىْ رَسُوْلَا إِلَىَ الْنَّاسِ لِيُخْرِجَهُمْ مِنْ الْظُّلُمَاتِ الَىَّ الْنُّوْرِ فَبَلَّغَ رِسَالَةَ رَبِّهِ، وَأَدَّى أَمَانَتَهُ، وَنَصَحَ لِأُمَّتِهِ، فَجَزَاهُ الْلَّهُ عَنَّا خَيْرَ مَا جَزَىَ نَبِيّا عَنْ أُمَّتِهِ صَلَّىَ الْلَّهُ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آَلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ وَاقْتَفَى أَمَّا بَعْدُ عِبَادَ الْلَّهِ أُوْصِيْكُمْ وَنَفْسِيْ بِتَقْوَى الْلَّهِ فَاتَّقُوا الْلَّهَ وَأَطِيْعُوْهُ (يَا أَيُّهَا الْنَّاسُ اتَّقُوْا رَبَّكُمُ الَّذِيْ خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالْا كَثِيْرَا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا الْلَّهَ الَّذِيْ تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ الْلَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيْبَا)
إِخْوَة الْايْمَانِ مَا أَسْرَعَ مَا تَنْقَضِيَ الْلَّيَالِي وَالْأَيَّامِ، وَمَا أَعْجَلَ مَا تَنْصَرِم الْشُّهُوْرَ وَالْأَعْوَامِ وَهَذِهِ سُنَّةُ الْحَيَاةِ.فَهَذَا، شَهْرُ رَمَضَانَ قَرُبَ رَحِيْلُهُ وانْتَصَبَ مُوَدِّعا وَسَارَ مُسَارِعَا وَلِلَّهِ الْحَمْدُ عَلَىَ مَا قَضَىَ وَأَبْرَمَ، وَلَهُ الْشُّكْرُ عَلَىَ مَا أَعْطَىَ وَأَنْعَمْ. سَلامٌ مِنَ الرَّحمَنِ كُلَّ أَوَانِ ** عَلَى خَيرِ شَهرٍ قَد مَضَى وَزَمَانِ
سَلامٌ عَلَى شَهرِ الصِّيَامِ فَإِنَّهُ ** أَمَانٌ مِنَ الرَّحمَنِ كُلَّ أَمَانِ
لَئِن فَنِيَت أَيَّامُكَ الغُرُّ بَغتَةً ** فَمَا الحُزنُ مِن قَلبي عَلَيكَ بِفَانِ
نعم والله انا على فراقك يا رمضان لمحزونون كُنَّا بِالْأَمْسِ نَتَلَقَّى الْتَّهَانِيْ بِقُدُوْمِهِ، وَنَسْأَلُ الْلَّهَ بُلُوْغِهِ، وَالْيَوْمِ نَتَلَقَّى الْتَّعَازِي بِرَحِيْلِهِ، وَنَسْأَلُ الْلَّهَ قَبُوْلِهِ.فَيَا لَيتَ شِعرِي مَنِ المَقبُولُ مِنَّا فَيُهَنَّا وَمَنِ المَردُودُ فَيُعَزَّى ؟ أَلَا فَمَا أَجْمَلَ أَنْ ننطرح بين يدي الله بِكَثْرَةِ الدعَاءِ بِأَنْ يَتَقَبَّلَ مِنَّا صِيَامَه وَقِيَامَه وَسَائِرَ الْعِبَادَاتِ وَالْطَّاعَاتِ فْقَد وَصَفَ الْلَّهُ حَالَ عِبَادهِ الْمُؤْمِنِيْنَ بَعْدَ الْقِيَامِ بِالْعِبَادَاتِ وَالْطَّاعَاتِ بِأَنَّهُمْ{ يُؤْتُوْنَ مَا آَتَوْا وَقُلُوْبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُوْنَ} قالت ام المؤمنين عائشة رضي الله عتها يا رسول الله الذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة هو الذي يسرق ويزني ويشرب الخمر وهو يخاف الله عز وجل؟ قال " لا يا ابنة الصديق ولكنهم الذين يصلون ويصومون ويتصدقون وهم يخافون ألا يتُقبل منهم " فَهَلْ شَغَلَكَ هَذَا الْهَاجِسُ يَا عَبْدَ الْلَّهِ وَأَنْتَ تُوَدّعُ شَهْرَ رَمَضَانَ ألا يقبل الله صيامك وقيامك قَالَ عَلِيُ رَضِيَ الْلَّهُ عَنْهُ "كُوْنُوْا لِقَبُوْلِ الْعَمَلِ أَشَدُّ اهْتِمَامَا مِنْكُمْ بِالْعَمَلِ أَلَمْ تَسْمَعُوْا إِلَىَ قَوْلِ الْحَقِّ عَزَ وَجَلَّ { إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ الْلَّهُ مِنَ الْمُتَّقِيْنَ } جعلني الله وإياكم من عباده المتقين
أُمَّةَ الْاسْلَامِ لَقَدْ كَانَ الْصَّحَابَةُ وَالْتَّابِعِيْنَ أَكْثَرَ الْنَّاسِ عِبَادَةً وَخُشُوْعَا وَتَقْوَى لِلَّهِ وَمَعَ ذَلِكَ كَانُوْا أَشَدَّ الْنَّاسِ خَوْفا مِنْ أَنْ تَرُدَّ أَعْمَالُهُمْ وَلَا يُكْتَبُ لَهَا الْقَبُوْلُ عِنْدَ الْلَّهْ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىْ فَهَذَا فَارُوْق الْأُمَّة عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ الْلَّهُ عَنْهُ لَمَّا طُعِنَ جَاءَهُ عَبْدُ الْلَّهِ بِنُ عَبَّاسٍ فَقَالَ يَا أَمِيْرَ الْمُؤْمِنِيْنَ،أَسْلَمْتَ حِيْنَ كَفَرَ الْنَّاسُ وَجَاهَدْتَ مَعَ رَسُوْلِ الْلَّهِ صَلَّىَ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ حِيْنَ خَذَلَهُ الْنَّاسِ، وَقُتِلْتَ شَهِيْدا وَلَمْ يَخْتَلِفْ عَلَيْكَ اثْنَانِ، وَتُوُفّيَ رَسُوْلُ الْلَّهِ صَلَّىَ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَنْكَ رَاضٍ فَقَالَ لَهُ أَعِد مَقَالَتَكَ فَأَعَادَ عَلَيْهِ، فَقَالَ :الْمَغْرُوْرُ مَنْ غَرَرْتُمُوْهُ، وَالْلَّه لَوْ أَنَّ لِيَ مَا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الْشَّمْسُ أَوْ غَرَبَتْ لَافْتَدَيْتُ بِهِ مِنْ هَوْلِ الْمطلَعِ قَالَ عَبْدُ الْلَّهِ بْنُ عُمَرَ كَانَ رَأْسُ عُمَرَ عَلَىَ فَخِذِيّ فِيْ مَرَضِهِ الَّذِيْ مَاتَ فِيْهِ فَقَالَ:ضَعْ رَأْسِي عَلَىَ الْأَرْضِ لَعَلَّ الْلَّهَ أَنْ يَرْحَمُنِي قَالَ عَبْدُالْلَّهِ فَوَضَعْتُهُ عَلَىَ الْأَرْضِ فَأَخَذَ يُمَرِّغُهَ بِالْتُّرَابِ وَيَقُوْلُ وَيْلِيَ وَوَيْلَ أُمِّي إِنَّ لَمْ يَرْحَمُنِي رَبِّيَ عَزَّوَجَلَّ وهذا فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ رَحِمَهُ الْلَّهُ قال"لَوْ أَنِيْ أَعْلَمُ أَنَّ الْلَّهَ تَقَبَّلَ مِنِّيْ حَسَنَة وَاحِدَة لَكَانَ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ الْدُّنْيَا وَمَا فِيْهَا"
إِخْوَةٌ الْايْمَانِ إِنَّ الاسْتِقَامَةَ عَلَىَ الطَّاعَاتِ وَالْأَعْمَالِ الْصَّالِحَةِ وَالُمَحَافَظَةَ عَلَيْهَا فِيْ رَمَضَانَ وَبَعْدَ رَمَضَانْ لَدَلِيْلٌ وَاضِحٌ عَلَىَ قَبُوْلِ الْعَمَلِ عِنْدَ الْلَّهِ وَإِنَّهَا لِبِشَارَةٌ عَظِيْمَة لِلْعَبْدِ فِيْ الْدُّنْيَا فَاللَّهُ سُبْحَانَهْ وَتَعَالَىْ لَا يَتَقَبَّلُ إِلَّا مَنْ الْمُتَّقِيْنَ وَمَنْ نَكَثَ عَنْ الْصِّرَاطِ الْمُسْتَقِيْمِ وَعَادَ إِلَىَ الْتَّفْرِيْطِ وَارْتِكَابِ الْمُحَرَّمَاتِ وَالْمُوْبِقَاتِ فَذَلِكَ وَالْلَّهِ هُوَ الْمَحْرُوْم مِنْ رَّحْمَةِ الْلَّهِ مَنْ الَّذِيْنَ قَالَ الْلَّهُ فِيْهِمْ {وَلَا تَكُوْنُوَا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثا} فَيَا مَنْ أَعْتَقَهُ ربه مِنْ الْنَّارِ إِيَّاكَ ثُمَّ إِيَّاكَ أَنْ تَعُوْدَ بَعْدَ أَنْ صِرْتَ حُرا إِلَىَ رَقِّ الْأَوْزَارِ، وأعْلم رَحِمَك الْلَّهُ أَنَّ عَمَلَ المُؤمِنِ لا يَنقَضِي بِانقِضَاءِ رَمَضَانَ ، بَل هُوَ مُستَمِرٌّ في كُلِّ وَقتٍ وَأَوَانٍ وأَنَّ الْلَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ أَمَرَنَا بِالاسْتِقَامَةِ عَلَىَ الْطَّاعَةِ حَتَّىَ نَلْقَاهُ لِأَنَّ الْعِبْرَةَ بِخَوَاتِيْمِ الْأَعْمَالِ { إِنَّ الَّذِيْنَ قَالُوْا رَبُّنَا الْلَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوْا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَا تَخَافُوَا وَلَا تَحْزَنُوْا وَأَبْشِرُوْا بِالْجَنَّةِ الَّتِيْ كُنْتُمْ تُوْعَدُوْنَ }وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ مُخَاطِبَا رَسُوْلَهُ صَلَّىَ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأُمَّتَهُ مِنْ بَعْدِهِ" وَاعبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأتِيَكَ اليَقِينُ " فَبَادِر إِلَىَ الْطَّاعَةِ وَالاسْتِقَامَةِ عَلَيْهَا لِأَنَّكَ لَا تَدْرِيْ مَتَىَ يُوَافِيْكَ الْأَجَلَ فَهَاهُوَ رَمَضَانَ وَلَّىَ وَانْصَرَمَ كَأَنَّمَا هُوَ طَيْفٌ عَابِرٌ مَرّ وَقَدْ أَحْسَنَ فِيْهِ أُنَاسٌ وَأَسَاءَ آَخَرُونَ وَهُوَ شَاهِدٌ عَلَيْنَا أَوْ لَنَا بِمَا أَوْدَعْنَاهُ مِنَ أَعْمَالِ شَاهِدٌ لِلمُشَمْرِينَ بِصِيَامِهِمْ وَقِيَامِهمْ وَبِرِّهُمْ وَإِحْسَانِهِمْ، وَشَاهِدٌ عَلَىَ الْمُقَصِّرِيْنَ بِغَفلْتِهمْ وَإِعْرَاضِهِمْ وَشُحَّهم وَعِصْيَانِهِمْ، وَلَا نَدْرِيْ وَالْلَّه هَلْ سِنُدْرِكَهُ مُرَّةَ أُخْرَىَ أَمْ سَيُحَولُ بَيْنِنَا وَبَيْنَهُ هَادِمُ الْلَّذَّاتِ وَمُفَرِّقُ الْجَمَاعَاتِ.
معاشر المسلمين:لَئِنْ انْقَضَىَ شَهْرُ الصِّيَامِ، فَإِنَّ زَمَنَ الْعَمَل لَا يَنْقَضِيَ إِلَا بِالْمَوْتِ وَلَئِنِ انْقَضَتْ أَيَّامُ صِيَامَ رَمَضَانَ فَإِنَّ الصِّيَامَ لَا يَزَالُ مَشْرُوْعَا وَلِلَّهِ الْحَمْدُ فِيْ كُلِّ وَقْتٍ، وَمِنْ ذَلِكَ مَا رَغَّبَ فِيْهِ رَسُوْلُ الْلَّهِ صَلَّىَ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ صِيَامِ سِتَّ مِنْ شَوَّالٍ فَإِنَّهَا مِنْ جُمْلَةِ شُكْرِ الْعَبْدُ لِرَبِّهِ عَلَىَ تَوْفِيْقِهِ لِصِيَامِ رَمَضَانَ وَقِيَامِهِ قَالَ صَلَّىَ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُم اتْبَعَهُ سِتَا مِنْ شَوَّالٍ كَانَ كَصِيَامِ الْدَّهْرِ " رَوَاهُ مُسْلِمٌ ، و مَنْ عَلَيْهِ قَضَاءٌ مِنْ رَمَضَانَ فَلْيُبَادِرْ إِلَىَ صِيَامِهِ ثُمَّ يُتْبِعُهُ بِسِتِّ مِنْ شَوَّالٍ، لِيَتَحَقّقْ لَهُ بِذَلِكَ إِكْمَالَ الصِّيَامَ الْمَفْرُوْضَ وَإِتَّبَاعِهِ بِالسِّتِّ مِنْ شَوالٍ الْلَّهُمَّ تَقَبَّلْ مِنَّا صِيَامَنَا وَقِيَامَنَا وَ دُعَائَنَا وصالح أعمالنا بَارَكَ الْلَّهُ لِيْ وَلَكُمْ
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِيْ بِنِعْمَتِهِ تَتِمُ الْصَّالِحَاتُ، وَبِفَضْلِهِ تُرْفَعَ الْدَّرَجَاتِ وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَا الَلّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيْكَ لَهُ الْعَالَمُ بِالْخَفَايَا وَالْمَكَنُوِّنَاتِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ نَبِيَّنَا مُحَمَّدا عَبْدُ الْلَّهِ وَرَسُوْلُهُ صَلَّىَ الْلَّهُ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ، وَعَلَىَ آَلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَالْتَّابِعِيْنَ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ الى يوم الدين أَمَّا بَعْدُ عِبَادَ الْلَّهِ اتَّقُوا الْلَّهَ وَأْعَلَمُوا أَنَّ الْلَّهَ شَرَعَ لَكُمْ فِيْ خِتَامِ شَهْرِكُمْ أَعْمَالا عَظِيْمَةً، تَسُدُّ الْخَلَلِ وَتَجَبُرُ الْتَّقْصِيرِ، وَتَزِيْدُ الْمَثُوَبَة وَالْأَجْر، فَنَدَبَكُمْ فِيْ خِتَامِ شَهْرِكُمْ إِلَىَ تَكْبِيْرِه عَزَ وَجَلَّ عَلَىَ مَا هَدَاكُمْ لِلْإِيْمَانِ، وَشُكْرِهِ عَلَىَ مَاوَفَقَّكُم لِلِصِّيَامِ {وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا الْلَّهَ عَلَىَ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُوْنَ} وَيَبْدَأُ التَّكْبِيْر مِنْ غُرُوْبِ شَمْسِ آَخِرِ يَوْمٍ مِنْ رَمَضَانَ إِلَىَ صَلَاةِ الْعِيْدِ. وممَا شُرِعَ لَكُمْ في ختام شهركم زَكَاةَ الْفِطْرِ شَكَرا لِلَّهِ عَلَىَ نِعْمَةِ الْتَّوْفِيْق لِلِصِّيَامِ وَالْقِيَامِ وَطُهْرَةً لِلْصَّائِمِ مِنْ الْلَّغْوِ وَالْرَّفَثِ وَطُعْمَةً لِلْمَسَاكِيْنِ وَإحياءً لِمَشَاعِر الْأُخُوَّةِ وَالْأُلْفَةِ بَيْنَ الْمُسْلِمِيْنَ، وَمِقْدَارُهَا صَاعٌ مِنْ طَعَامٍ مِنْ بِرِّ أَوْ نَحْوُهُ مِنْ قُوَّتِ الْبَلَدِ كَالْأُرْزِ وَغَيْرِهِ، ويَجِبُ إِخْرَاجُهَا عَنْ الْكَبِيْرِ وَالْصَّغِيْرِ وَالْذِّكْرِ وَالْأُنْثَىْ، وَيُسْتَحَبُّ إِخْرَاجُهَا عَنْ الْحَمْلِ فِيْ بَطْنِ أُمِّهِ، ويُخْرِجُهَا الْرَّجُلُ عَنْ نَفْسِهِ وَعَمَّنْ تَلْزَمُهُ نَفَقَتُهُ مِنَ زَوْجة وَوَلَدٍ وَنَحْوِهِمْ وَالْسَّنَةَ أَنْ يُخْرِجَهَا طَعَاما وَلَا يَجُوْزُ إِخْرَاجُهَا نُقُوْدا وَوَقْتُ اخْرَاجِ زَكَاةَ الْفِطْرِ يَبْدَأُ مِنْ غُرُوْبِ الْشَّمْسِ لَيْلَةَ الْعِيْدِ وَأَفْضَلُهُ مَا بَيْنَ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَصَلَاةِ الْعِيْدِ وَيَجُوْزُ اخْرَاجُهَا قَبْلَ الْعِيدِ بِيَوْمٍ أَوْ يَوْمَيْنِ وَمَنْ أَدَّاهَا قَبْلَ الصَّلَاةِ فَهِيَ زَكَاةٌ مَقْبُوْلَةٌ وَمَنْ أَدَّاهَا بَعْدَ الصَّلَاةِ فَهِيَ صَدَقَةٌ مِنْ الْصَّدَقَاتِ فأدُّوها طيبةً بها نفوسكم
معاشر الصائمين لقد كان رسولنا صلى الله عليه وسلم يتعاهد أموراً في العيد,فمن ذلك أن يأكل قبل خروجه لصلاة عيد الفطر تمرات والسنة أن يكنّ أول ما يأكل وأن يأكلهن وتراً ثلاثاً أو أكثر من ذلك والأفضل أن يأكلهن عند خروجه وأن يأتي لمصلى العيد من طريق ويعود من طريق آخر كما كان يفعل صلى الله عليه وسلم اللهم اجعل هذا الشهر شاهداً لنا وحجة لنا لا حجة علينا الاوصلوا وسلموا .
إِخْوَة الْايْمَانِ مَا أَسْرَعَ مَا تَنْقَضِيَ الْلَّيَالِي وَالْأَيَّامِ، وَمَا أَعْجَلَ مَا تَنْصَرِم الْشُّهُوْرَ وَالْأَعْوَامِ وَهَذِهِ سُنَّةُ الْحَيَاةِ.فَهَذَا، شَهْرُ رَمَضَانَ قَرُبَ رَحِيْلُهُ وانْتَصَبَ مُوَدِّعا وَسَارَ مُسَارِعَا وَلِلَّهِ الْحَمْدُ عَلَىَ مَا قَضَىَ وَأَبْرَمَ، وَلَهُ الْشُّكْرُ عَلَىَ مَا أَعْطَىَ وَأَنْعَمْ. سَلامٌ مِنَ الرَّحمَنِ كُلَّ أَوَانِ ** عَلَى خَيرِ شَهرٍ قَد مَضَى وَزَمَانِ
سَلامٌ عَلَى شَهرِ الصِّيَامِ فَإِنَّهُ ** أَمَانٌ مِنَ الرَّحمَنِ كُلَّ أَمَانِ
لَئِن فَنِيَت أَيَّامُكَ الغُرُّ بَغتَةً ** فَمَا الحُزنُ مِن قَلبي عَلَيكَ بِفَانِ
نعم والله انا على فراقك يا رمضان لمحزونون كُنَّا بِالْأَمْسِ نَتَلَقَّى الْتَّهَانِيْ بِقُدُوْمِهِ، وَنَسْأَلُ الْلَّهَ بُلُوْغِهِ، وَالْيَوْمِ نَتَلَقَّى الْتَّعَازِي بِرَحِيْلِهِ، وَنَسْأَلُ الْلَّهَ قَبُوْلِهِ.فَيَا لَيتَ شِعرِي مَنِ المَقبُولُ مِنَّا فَيُهَنَّا وَمَنِ المَردُودُ فَيُعَزَّى ؟ أَلَا فَمَا أَجْمَلَ أَنْ ننطرح بين يدي الله بِكَثْرَةِ الدعَاءِ بِأَنْ يَتَقَبَّلَ مِنَّا صِيَامَه وَقِيَامَه وَسَائِرَ الْعِبَادَاتِ وَالْطَّاعَاتِ فْقَد وَصَفَ الْلَّهُ حَالَ عِبَادهِ الْمُؤْمِنِيْنَ بَعْدَ الْقِيَامِ بِالْعِبَادَاتِ وَالْطَّاعَاتِ بِأَنَّهُمْ{ يُؤْتُوْنَ مَا آَتَوْا وَقُلُوْبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُوْنَ} قالت ام المؤمنين عائشة رضي الله عتها يا رسول الله الذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة هو الذي يسرق ويزني ويشرب الخمر وهو يخاف الله عز وجل؟ قال " لا يا ابنة الصديق ولكنهم الذين يصلون ويصومون ويتصدقون وهم يخافون ألا يتُقبل منهم " فَهَلْ شَغَلَكَ هَذَا الْهَاجِسُ يَا عَبْدَ الْلَّهِ وَأَنْتَ تُوَدّعُ شَهْرَ رَمَضَانَ ألا يقبل الله صيامك وقيامك قَالَ عَلِيُ رَضِيَ الْلَّهُ عَنْهُ "كُوْنُوْا لِقَبُوْلِ الْعَمَلِ أَشَدُّ اهْتِمَامَا مِنْكُمْ بِالْعَمَلِ أَلَمْ تَسْمَعُوْا إِلَىَ قَوْلِ الْحَقِّ عَزَ وَجَلَّ { إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ الْلَّهُ مِنَ الْمُتَّقِيْنَ } جعلني الله وإياكم من عباده المتقين
أُمَّةَ الْاسْلَامِ لَقَدْ كَانَ الْصَّحَابَةُ وَالْتَّابِعِيْنَ أَكْثَرَ الْنَّاسِ عِبَادَةً وَخُشُوْعَا وَتَقْوَى لِلَّهِ وَمَعَ ذَلِكَ كَانُوْا أَشَدَّ الْنَّاسِ خَوْفا مِنْ أَنْ تَرُدَّ أَعْمَالُهُمْ وَلَا يُكْتَبُ لَهَا الْقَبُوْلُ عِنْدَ الْلَّهْ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىْ فَهَذَا فَارُوْق الْأُمَّة عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ الْلَّهُ عَنْهُ لَمَّا طُعِنَ جَاءَهُ عَبْدُ الْلَّهِ بِنُ عَبَّاسٍ فَقَالَ يَا أَمِيْرَ الْمُؤْمِنِيْنَ،أَسْلَمْتَ حِيْنَ كَفَرَ الْنَّاسُ وَجَاهَدْتَ مَعَ رَسُوْلِ الْلَّهِ صَلَّىَ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ حِيْنَ خَذَلَهُ الْنَّاسِ، وَقُتِلْتَ شَهِيْدا وَلَمْ يَخْتَلِفْ عَلَيْكَ اثْنَانِ، وَتُوُفّيَ رَسُوْلُ الْلَّهِ صَلَّىَ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَنْكَ رَاضٍ فَقَالَ لَهُ أَعِد مَقَالَتَكَ فَأَعَادَ عَلَيْهِ، فَقَالَ :الْمَغْرُوْرُ مَنْ غَرَرْتُمُوْهُ، وَالْلَّه لَوْ أَنَّ لِيَ مَا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الْشَّمْسُ أَوْ غَرَبَتْ لَافْتَدَيْتُ بِهِ مِنْ هَوْلِ الْمطلَعِ قَالَ عَبْدُ الْلَّهِ بْنُ عُمَرَ كَانَ رَأْسُ عُمَرَ عَلَىَ فَخِذِيّ فِيْ مَرَضِهِ الَّذِيْ مَاتَ فِيْهِ فَقَالَ:ضَعْ رَأْسِي عَلَىَ الْأَرْضِ لَعَلَّ الْلَّهَ أَنْ يَرْحَمُنِي قَالَ عَبْدُالْلَّهِ فَوَضَعْتُهُ عَلَىَ الْأَرْضِ فَأَخَذَ يُمَرِّغُهَ بِالْتُّرَابِ وَيَقُوْلُ وَيْلِيَ وَوَيْلَ أُمِّي إِنَّ لَمْ يَرْحَمُنِي رَبِّيَ عَزَّوَجَلَّ وهذا فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ رَحِمَهُ الْلَّهُ قال"لَوْ أَنِيْ أَعْلَمُ أَنَّ الْلَّهَ تَقَبَّلَ مِنِّيْ حَسَنَة وَاحِدَة لَكَانَ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ الْدُّنْيَا وَمَا فِيْهَا"
إِخْوَةٌ الْايْمَانِ إِنَّ الاسْتِقَامَةَ عَلَىَ الطَّاعَاتِ وَالْأَعْمَالِ الْصَّالِحَةِ وَالُمَحَافَظَةَ عَلَيْهَا فِيْ رَمَضَانَ وَبَعْدَ رَمَضَانْ لَدَلِيْلٌ وَاضِحٌ عَلَىَ قَبُوْلِ الْعَمَلِ عِنْدَ الْلَّهِ وَإِنَّهَا لِبِشَارَةٌ عَظِيْمَة لِلْعَبْدِ فِيْ الْدُّنْيَا فَاللَّهُ سُبْحَانَهْ وَتَعَالَىْ لَا يَتَقَبَّلُ إِلَّا مَنْ الْمُتَّقِيْنَ وَمَنْ نَكَثَ عَنْ الْصِّرَاطِ الْمُسْتَقِيْمِ وَعَادَ إِلَىَ الْتَّفْرِيْطِ وَارْتِكَابِ الْمُحَرَّمَاتِ وَالْمُوْبِقَاتِ فَذَلِكَ وَالْلَّهِ هُوَ الْمَحْرُوْم مِنْ رَّحْمَةِ الْلَّهِ مَنْ الَّذِيْنَ قَالَ الْلَّهُ فِيْهِمْ {وَلَا تَكُوْنُوَا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثا} فَيَا مَنْ أَعْتَقَهُ ربه مِنْ الْنَّارِ إِيَّاكَ ثُمَّ إِيَّاكَ أَنْ تَعُوْدَ بَعْدَ أَنْ صِرْتَ حُرا إِلَىَ رَقِّ الْأَوْزَارِ، وأعْلم رَحِمَك الْلَّهُ أَنَّ عَمَلَ المُؤمِنِ لا يَنقَضِي بِانقِضَاءِ رَمَضَانَ ، بَل هُوَ مُستَمِرٌّ في كُلِّ وَقتٍ وَأَوَانٍ وأَنَّ الْلَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ أَمَرَنَا بِالاسْتِقَامَةِ عَلَىَ الْطَّاعَةِ حَتَّىَ نَلْقَاهُ لِأَنَّ الْعِبْرَةَ بِخَوَاتِيْمِ الْأَعْمَالِ { إِنَّ الَّذِيْنَ قَالُوْا رَبُّنَا الْلَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوْا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَا تَخَافُوَا وَلَا تَحْزَنُوْا وَأَبْشِرُوْا بِالْجَنَّةِ الَّتِيْ كُنْتُمْ تُوْعَدُوْنَ }وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ مُخَاطِبَا رَسُوْلَهُ صَلَّىَ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأُمَّتَهُ مِنْ بَعْدِهِ" وَاعبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأتِيَكَ اليَقِينُ " فَبَادِر إِلَىَ الْطَّاعَةِ وَالاسْتِقَامَةِ عَلَيْهَا لِأَنَّكَ لَا تَدْرِيْ مَتَىَ يُوَافِيْكَ الْأَجَلَ فَهَاهُوَ رَمَضَانَ وَلَّىَ وَانْصَرَمَ كَأَنَّمَا هُوَ طَيْفٌ عَابِرٌ مَرّ وَقَدْ أَحْسَنَ فِيْهِ أُنَاسٌ وَأَسَاءَ آَخَرُونَ وَهُوَ شَاهِدٌ عَلَيْنَا أَوْ لَنَا بِمَا أَوْدَعْنَاهُ مِنَ أَعْمَالِ شَاهِدٌ لِلمُشَمْرِينَ بِصِيَامِهِمْ وَقِيَامِهمْ وَبِرِّهُمْ وَإِحْسَانِهِمْ، وَشَاهِدٌ عَلَىَ الْمُقَصِّرِيْنَ بِغَفلْتِهمْ وَإِعْرَاضِهِمْ وَشُحَّهم وَعِصْيَانِهِمْ، وَلَا نَدْرِيْ وَالْلَّه هَلْ سِنُدْرِكَهُ مُرَّةَ أُخْرَىَ أَمْ سَيُحَولُ بَيْنِنَا وَبَيْنَهُ هَادِمُ الْلَّذَّاتِ وَمُفَرِّقُ الْجَمَاعَاتِ.
معاشر المسلمين:لَئِنْ انْقَضَىَ شَهْرُ الصِّيَامِ، فَإِنَّ زَمَنَ الْعَمَل لَا يَنْقَضِيَ إِلَا بِالْمَوْتِ وَلَئِنِ انْقَضَتْ أَيَّامُ صِيَامَ رَمَضَانَ فَإِنَّ الصِّيَامَ لَا يَزَالُ مَشْرُوْعَا وَلِلَّهِ الْحَمْدُ فِيْ كُلِّ وَقْتٍ، وَمِنْ ذَلِكَ مَا رَغَّبَ فِيْهِ رَسُوْلُ الْلَّهِ صَلَّىَ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ صِيَامِ سِتَّ مِنْ شَوَّالٍ فَإِنَّهَا مِنْ جُمْلَةِ شُكْرِ الْعَبْدُ لِرَبِّهِ عَلَىَ تَوْفِيْقِهِ لِصِيَامِ رَمَضَانَ وَقِيَامِهِ قَالَ صَلَّىَ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُم اتْبَعَهُ سِتَا مِنْ شَوَّالٍ كَانَ كَصِيَامِ الْدَّهْرِ " رَوَاهُ مُسْلِمٌ ، و مَنْ عَلَيْهِ قَضَاءٌ مِنْ رَمَضَانَ فَلْيُبَادِرْ إِلَىَ صِيَامِهِ ثُمَّ يُتْبِعُهُ بِسِتِّ مِنْ شَوَّالٍ، لِيَتَحَقّقْ لَهُ بِذَلِكَ إِكْمَالَ الصِّيَامَ الْمَفْرُوْضَ وَإِتَّبَاعِهِ بِالسِّتِّ مِنْ شَوالٍ الْلَّهُمَّ تَقَبَّلْ مِنَّا صِيَامَنَا وَقِيَامَنَا وَ دُعَائَنَا وصالح أعمالنا بَارَكَ الْلَّهُ لِيْ وَلَكُمْ
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِيْ بِنِعْمَتِهِ تَتِمُ الْصَّالِحَاتُ، وَبِفَضْلِهِ تُرْفَعَ الْدَّرَجَاتِ وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَا الَلّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيْكَ لَهُ الْعَالَمُ بِالْخَفَايَا وَالْمَكَنُوِّنَاتِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ نَبِيَّنَا مُحَمَّدا عَبْدُ الْلَّهِ وَرَسُوْلُهُ صَلَّىَ الْلَّهُ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ، وَعَلَىَ آَلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَالْتَّابِعِيْنَ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ الى يوم الدين أَمَّا بَعْدُ عِبَادَ الْلَّهِ اتَّقُوا الْلَّهَ وَأْعَلَمُوا أَنَّ الْلَّهَ شَرَعَ لَكُمْ فِيْ خِتَامِ شَهْرِكُمْ أَعْمَالا عَظِيْمَةً، تَسُدُّ الْخَلَلِ وَتَجَبُرُ الْتَّقْصِيرِ، وَتَزِيْدُ الْمَثُوَبَة وَالْأَجْر، فَنَدَبَكُمْ فِيْ خِتَامِ شَهْرِكُمْ إِلَىَ تَكْبِيْرِه عَزَ وَجَلَّ عَلَىَ مَا هَدَاكُمْ لِلْإِيْمَانِ، وَشُكْرِهِ عَلَىَ مَاوَفَقَّكُم لِلِصِّيَامِ {وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا الْلَّهَ عَلَىَ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُوْنَ} وَيَبْدَأُ التَّكْبِيْر مِنْ غُرُوْبِ شَمْسِ آَخِرِ يَوْمٍ مِنْ رَمَضَانَ إِلَىَ صَلَاةِ الْعِيْدِ. وممَا شُرِعَ لَكُمْ في ختام شهركم زَكَاةَ الْفِطْرِ شَكَرا لِلَّهِ عَلَىَ نِعْمَةِ الْتَّوْفِيْق لِلِصِّيَامِ وَالْقِيَامِ وَطُهْرَةً لِلْصَّائِمِ مِنْ الْلَّغْوِ وَالْرَّفَثِ وَطُعْمَةً لِلْمَسَاكِيْنِ وَإحياءً لِمَشَاعِر الْأُخُوَّةِ وَالْأُلْفَةِ بَيْنَ الْمُسْلِمِيْنَ، وَمِقْدَارُهَا صَاعٌ مِنْ طَعَامٍ مِنْ بِرِّ أَوْ نَحْوُهُ مِنْ قُوَّتِ الْبَلَدِ كَالْأُرْزِ وَغَيْرِهِ، ويَجِبُ إِخْرَاجُهَا عَنْ الْكَبِيْرِ وَالْصَّغِيْرِ وَالْذِّكْرِ وَالْأُنْثَىْ، وَيُسْتَحَبُّ إِخْرَاجُهَا عَنْ الْحَمْلِ فِيْ بَطْنِ أُمِّهِ، ويُخْرِجُهَا الْرَّجُلُ عَنْ نَفْسِهِ وَعَمَّنْ تَلْزَمُهُ نَفَقَتُهُ مِنَ زَوْجة وَوَلَدٍ وَنَحْوِهِمْ وَالْسَّنَةَ أَنْ يُخْرِجَهَا طَعَاما وَلَا يَجُوْزُ إِخْرَاجُهَا نُقُوْدا وَوَقْتُ اخْرَاجِ زَكَاةَ الْفِطْرِ يَبْدَأُ مِنْ غُرُوْبِ الْشَّمْسِ لَيْلَةَ الْعِيْدِ وَأَفْضَلُهُ مَا بَيْنَ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَصَلَاةِ الْعِيْدِ وَيَجُوْزُ اخْرَاجُهَا قَبْلَ الْعِيدِ بِيَوْمٍ أَوْ يَوْمَيْنِ وَمَنْ أَدَّاهَا قَبْلَ الصَّلَاةِ فَهِيَ زَكَاةٌ مَقْبُوْلَةٌ وَمَنْ أَدَّاهَا بَعْدَ الصَّلَاةِ فَهِيَ صَدَقَةٌ مِنْ الْصَّدَقَاتِ فأدُّوها طيبةً بها نفوسكم
معاشر الصائمين لقد كان رسولنا صلى الله عليه وسلم يتعاهد أموراً في العيد,فمن ذلك أن يأكل قبل خروجه لصلاة عيد الفطر تمرات والسنة أن يكنّ أول ما يأكل وأن يأكلهن وتراً ثلاثاً أو أكثر من ذلك والأفضل أن يأكلهن عند خروجه وأن يأتي لمصلى العيد من طريق ويعود من طريق آخر كما كان يفعل صلى الله عليه وسلم اللهم اجعل هذا الشهر شاهداً لنا وحجة لنا لا حجة علينا الاوصلوا وسلموا .
المشاهدات 2724 | التعليقات 2
وزادك الله من فضله أخي أبا عمر
مريزيق بن فليح السواط
أحسنت أخي الكريم
وفقك الله وزادك، كثيرا ما أرتاح لخطبك وأجدها قريبة من أسلوبي.
جزاك الله خيرا
تعديل التعليق