وبدأت الدراسة ،، 1444/1/28هـ
يوسف العوض
الخطبة الأولى
عِبَادَ اللهِ : يقولُ اللهُ تعالى" قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَاسْأَلِ الْعَادِّينَ قَالَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا ۖ لَوْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ "عبادَ اللهِ نحنُ سَفَرُنَا في الدُّنْيَا كَثِيرٌ، نُسَافِرُ مَتَى شِئْنَا، وَنَعُودُ مَتَى شِئْنَا، وَأَمَّا سَفَرُنَا مِنَ الدُّنْيَا يَكُونُ لِمَرَّةٍ وَاحِدَةٍ، إِنْ خَرَجْنَا مِنْهَا فَلَنْ نَعُودَ، وَهَذَا السَّفَرُ لَيْسَ بِاخْتِيَارِنَا، بَلْ هُوَ بِاخْتِيَارِ الذي خَلَقَنَا وَأَوْجَدَنَا فَسَفَرُنَا طَوِيلٌ، وَعُمُرُنَا قَصِيرٌ، فَبِمَاذَا نَسْتَعِدُّ؟ وَمَا هُوَ الزَّادُ الذي حَمَلْنَاهُ مَعَنَا إلى الآخِرَةِ، مَا هُوَ زَادُنَا لِيَوْمٍ قَالَ اللهُ تعالى فِيهِ: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾!؟
عِبَادَ اللهِ: مَا كَثُرَت الغَفْلَةُ في المُجْتَمَعِ إلا بِسَبَبِ البُعْدِ عَنِ اللهِ تعالى وَعَنْ يَوْمِ القِيَامَةِ، يَوْمِ العَرْضِ وَالحِسَابِ على اللهِ تعالى، يَوْمٍ تُوضَعُ فِيهِ المَوَازِينُ، في يَوْمٍ لَا ظُلْمَ فِيهِ ، ومَا ضَاعَتِ الأُمَّةُ إلا بِسَبَبِ ضَيَاعِ شَبَابِهَا وَشَابَّاتِهَا، وَمَا ضَاعَ الشَّبَابُ وَالشَّابَّاتُ إلا بِضَيَاعِ أَوْلِيَاءِ الأُمُورِ، إلا بِضَيَاعِ الرُّعَاةِ، الذينَ خَاطَبَهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ بِقَوْلِهِ وَهُوَ يُذَكِّرُهُمْ بِاليَوْمِ الآخِرِ: «أَلَا كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالْأَمِيرُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ، وَهُوَ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَهُوَ مَسْؤُولٌ عَنْهُمْ، وَالْمـَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ بَعْلِهَا وَوَلَدِهِ، وَهِيَ مَسْؤُولَةٌ عَنْهُمْ، وَالْعَبْدُ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ وَهُوَ مَسْؤُولٌ عَنْهُ، أَلَا فَكُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ» رواه الشيخان عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا.
عِبَادَ اللهِ: إِنِّي وَأُنَاشِدُ كُلَّ رَاعٍ فِينَا، وَكُلُّنَا رَاعٍ، لِنَتَّقِ اللهَ تعالى في أُمَّتِنَا، لِنَتَّقِ اللهَ تعالى في شَبَابِنَا وَشَابَّاتِنَا وخاصةً مَع عَامٍ جَديدٍ دِراسِي فأقولُ:
أولاً: إِنِّي أُخَاطِبُ كُلَّ مُدَرِّسٍ فَأَقُولُ لَهُ: يَا أَيُّهَا المُدَرِّسُ في جَمِيعِ مَرَاحِلِ التَّدْرِيسِ، اتَّقِ اللهَ تعالى في تَدْرِيسِكَ، وَقُمْ بِالوَاجِبِ الذي عَلَيْكَ، وَأَحْسِنْ عَمَلَكَ، وَامْلَأِ السَّاعَاتِ سَاعَاتِ العَطَاءِ بِالجِدِّ وَالاجْتِهَادِ، وَانْظُرْ مَا قَدَّمْتَ لِغَدٍ مِنْ خِلَالِ تَدْرِيسِكَ، لَا تُهْمِلْ وَلَا تُضَيِّعِ الأَوْقَاتَ، هَؤُلَاءِ الطُّلَّابُ أَمَانَةٌ في عُنُقِكَ، وَسَوْفَ تُسْأَلُ عَنْهُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ وَرَبِّ العِبَادِ ﴿يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرَاً وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ﴾.
ثانياً: أُخَاطِبُ أَوْلِيَاءَ البَنَاتِ فَأَقُولُ: يَا أَوْلِيَاءَ البَنَاتِ، اتَّقُوا اللهَ تعالى في شَبَابِ هَذِهِ الأُمَّةِ، وَرَاقِبُوا بَنَاتِكُمْ وَلِبَاسَهُنَّ، وَكُونُوا على حَذَرٍ مِنْ أَنْ يَخْرُجْنَ إلى مَدَارِسِهِنَّ وَجَامِعَاتِهِنَّ بِثِيَابِ أَهْلِ النَّارِ، كَاسِيَاتٍ عَارِيَاتٍ، وَتَذَكَّرُوا قَوْلَ اللهِ تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارَاً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ﴾.
ثالثاً: أُخَاطِبُ شَبَابَ هَذِهِ الأُمَّةِ فَأَقُولُ: يَا شَبَابَ هَذِهِ الأُمَّةِ، اتَّقُوا اللهَ تعالى في أَعْرَاضِكُمْ، وَاتَّقُوا اللهَ تعالى في نِسَاءِ هَذِهِ الأُمَّةِ، واخْشَوْا مِنَ الفِتْنَةِ في دِينِكُمْ، لِأَنَّهُ مَنْ فُتِنَ بِالنِّسَاءِ خـَسِرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةَ، بَعْدَ خَسَارَةِ القِيَمِ وَالأَخْلَاقِ، وَخَسَارَةِ السِّيرَةِ الحَسَنَةِ.
يَا شَبَابَ هَذِهِ الأُمَّةِ، تَذَكَّرُوا قَوْلَ اللهِ تعالى: ﴿قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ﴾. وَمَا ذَاكَ إلا لِسَلامَةِ قُلُوبِكُمْ، وَاذْكُرُوا قَوْلَهُ تعالى: ﴿وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ﴾. وَقَوْلَهُ تعالى: ﴿وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى * يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي * فَيَوْمَئِذٍ لَا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ * وَلَا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ﴾.
رابعاً: أُخَاطِبُ كُلَّ رَاعٍ وَكُلَ مَسْؤُولٍ عَنِ المَدَارِسِ وَعَنِ الجَامِعَاتِ ، فَأَقُولُ: اتَّقُوا اللهَ تعالى في شَبَابِ هَذِهِ الأُمَّةِ وَشَابَّاتِهَا، وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مَسْؤُولُونَ عَنْهُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ، فَاتَّقُوا اللهَ تعالى في شَبَابِنَا وَشَابَّاتِنَا، ومَا أَنْتُمْ قَائِلُونَ للهِ تعالى يَوْمَ القِيَامَةِ؟ وتَذَكَّرُوا قَوْلَهُ تعالى: ﴿وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ﴾.
أقول هذا القول، وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
عِبَادَ اللهِ: كُلُّنَا خَارِجٌ مِنَ الدُّنْيَا رَغْمَاً عَنْ أُنُوفِنَا، كُلُّنَا رَاجِعٌ إلى اللهِ تعالى رَغْمَاً عَنْ أُنُوفِنَا، المُحْسِنُ والمُجْرِمُ رَاجِعٌ إلى اللهِ تعالى، المُسْلِمُ والكَافِرُ رَاجِعٌ إلى اللهِ تعالى، الصَّالِحُ وَالمُصْلِحُ رَاجِعٌ إلى اللهِ تعالى، الفَاسِدُ وَالمُفْسِدُ رَاجِعٌ إلى اللهِ تعالى، وَالمُحَافِظُ والمُضَيِّعُ شَبَابَ وَشَابَّاتِ هَذِهِ الأُمَّةِ رَاجِعٌ إلى اللهِ تعالى، وَكُلُّنَا يَعْلَمُ مَنْ هُوَ السَّعِيدُ وَمَنْ هُوَ الشَّقِيُّ يَوْمَ القِيَامَةِ ﴿أَفَنَجْعَلُ الْـمُسْلِمِينَ كَالْـمُجْرِمِينَ * مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ﴾؟ ﴿فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللهِ إِنَّ اللهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ﴾.
اللَّهُمَّ رُدَّنَا إِلَيْكَ رَدَّاً جَمِيلَاً. .
المرفقات
1661080463_عام دراسي .pdf
شبيب القحطاني
عضو نشطجزاك الله خيرا
تعديل التعليق