وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ.1444/1/14هـ

عبد الله بن علي الطريف
1444/01/14 - 2022/08/12 06:21AM

وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ.1444/1/14هـ

أيها الإخوة: يقول الله تعالى في معرض بيان منته وفضله على الناس (وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ) [ق:10] النَّخْلَ البَاسِقَاتٍ أي: الطوال، التي يطولُ نفعُها، وترتفعُ إلى السماء، حتى تبلغَ مبلغًا، لا يبلغُه كثيرٌ من الأشجارِ، فتُخرج من الطلع النضيد، في قنوانها، ما هو رزقٌ للعباد، قوتًا وأدمًا وفاكهة، منه يأكلون هم ومواشيهم، ويدخرون..

والنَّخْلَةُ: عروس الحدائق وبهجة الرّياض، تراها بطولها الفارع وهي تعانق عنان السّماء، أنيقة المظهر لا تفقد جمالها على مرّ الفصول، تطيق الحرّ اللافح والبرد القارس.. لا تحني هامتها لرياح أو عواصف، ثابتة بالأرض متشبّثة بأصل الحياة كريمة معطاءه تَهَبُ الخير بلا حدود لكلّ من يحيط بها من الأحياء؛ فهي خير كلها.. يتحلّى جِيدها بالبلح الأخضر في أوائل الصّيف، والبُسر الزاهي بألوانه البهية الأحمر والأصفر وما بينهما في أوسطه، وبالرّطب الطيب في آخره.

وتمرها: طعامٌ موجودٌ على الدوام فيؤكل بسراً، ويؤكل رطباً، وتمراً مبرداً أو مضموداً، فلا يزال يؤكل حتى يأتي موسمه من العام القادم..

وَالتَمْرُ طَعَامٌ يغني عن غيره من الطعام، فربما كان طعامُ بيتِ النبوةِ أياماً؛ فَعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، أَنَّهَا قَالَتْ لِعُرْوَةَ: ابْنَ أُخْتِي. «إِنْ كُنَّا لَنَنْظُرُ إِلَى الهِلاَلِ، ثُمَّ الهِلاَلِ، ثَلاَثَةَ أَهِلَّةٍ فِي شَهْرَيْنِ، وَمَا أُوقِدَتْ فِي أَبْيَاتِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ نَارٌ». فَقُلْتُ يَا خَالَةُ: مَا كَانَ يُعِيشُكُمْ؟ قَالَتْ: «الأَسْوَدَانِ: التَّمْرُ وَالمَاءُ» رواه البخاري. وَالتَمْرُ: طَعَامٌ يمنع الإصابة بالسم والسحر، لاحتوائه على مضاداتٍ للسموم والأكسدة، قَالَ رَسُولَ اللهِ ﷺ: «مَنْ تَصَبَّحَ بِسَبْعِ تَمَرَاتٍ عَجْوَةً، لَمْ يَضُرَّهُ ذَلِكَ الْيَوْمَ سُمٌّ، وَلَا سِحْرٌ» رواه البخاري ومسلم عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ. وقد وجد نفعها من حافظ على تناول سبع تمرات كل صباح ولمس أثرها، وجمهور العلماء قديماً وحديثاً على نفع أكل سبع تمرات سواء من العجوة أو غيرها، وقد كان شيخنا رحمه الله يحافظ عليه يومياً بعد الفجر.

وَالتَمْرُ: قوتٌ يؤكلُ ويدخر، فَعَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «يَا عَائِشَةُ، بَيْتٌ لَا تَمْرَ فِيهِ جِيَاعٌ أَهْلُهُ، يَا عَائِشَةُ، بَيْتٌ لَا تَمْرَ فِيهِ جِيَاعٌ أَهْلُهُ» أَوْ «جَاعَ أَهْلُهُ» قَالَهَا مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا. رواه مسلم وأبو داود. قال أهل العلم وكرر قوله: «بَيْتٌ لَا تَمْرَ فِيهِ جِيَاعٌ أَهْلُهُ»: تَعْظِيماً لشَأْنِ التَّمْرِ، فهو أنفس الثِّمَار الَّتِي بهَا قوام الْأَبدَان.. وفِيهِ فَضِيلَةُ التَّمْرِ وَجَوَازُ ِادِّخَارِهِ لِلْأَهْلِ وَالْحَثُّ عَلَيْهِ.

أيها الإخوة: وَكَانَ رَسُولَ اللهِ ﷺ يُحِبُ أكل التَمْرَ: فَعَنْ أَنَسٍ أَنَّ أُمَّ سُلَيْمٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما بَعَثَتْهُ إِلَى رَسُولِ اللهِ ﷺ بِقِنَاعٍ عَلَيْهِ رُطَبٌ، «فَجَعَلَ يَقْبِضُ قَبْضَةً فَيَبْعَثُ بِهَا إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ، ثُمَّ يَقْبِضُ الْقَبْضَةَ فَيَبْعَثُ بِهَا إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ، ثُمَّ جَعَلَ يَأكُلُ وَهُوَ مُقْعٍ» وفي رواية: «وَهُوَ مُحْتَفِزٌ [أَيْ: مُسْتعجلٌ مُسْتَوفِزٌ يُريدُ القيام.] أَكْلًا ذَرِيعًا، فَعَرَفْتُ فِي أَكْلِهِ الْجُوعَ» رواه مسلم وأحمد.

وكان يحبُ أن يأكل التَّمْرَ مع الزبد أحياناً، فَعَنْ ابْنَيْ بُسْرٍ السُّلَمِيَّيْنِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما قَالَا: دَخَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ «فَقَدَّمْنَا زُبْدًا وَتَمْرًا وَكَانَ يُحِبُّ الزُّبْدَ وَالتَّمْرَ» رواه أبو داود صححه الألباني، وربما أكله بالبطيخ فَعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «يَأْكُلُ الْبِطِّيخَ بِالرُّطَبِ فَيَقُولُ: نَكْسِرُ حَرَّ هَذَا بِبَرْدِ هَذَا، وَبَرْدَ هَذَا بِحَرِّ هَذَا» رواه أبو داود وحسنه الألباني وربما أكله بالقثاء فَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما: «أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ: كَانَ يَأْكُلُ الْقِثَّاءَ بِالرُّطَبِ» رواه أبو داود وصححه الألباني.

ومن هديه ﷺ: أَنَّهُ كَانَ إِذَا أُتِيَ بِأَوَّلِ الثَّمَرَةِ قَالَ: «اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي مَدِينَتِنَا، وَفِي ثِمَارِنَا، وَفِي مُدِّنَا، وَفِي صَاعِنَا، بَرَكَةً مَعَ بَرَكَةٍ، [أي بركة مضاعفة] ثُمَّ يُنَاوِلُهُ أَصْغَرَ مَنْ بِحَضْرَتِهِ مِنَ الْوِلْدَانِ» رواه ابن ماجة عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وصححه الألباني. ويخص ﷺ به الصغير لِأَنَّهُ يَفْرَحُ بِهِ مَا لَا يَفْرَحُ بِهِ الْكَبِيرُ..

أيها الإخوة: وكان هدي رَسُولُ اللهِ ﷺ في تناوله للتمر أحسن هدي، وأدبه أجمل أدب، من ذلك أنه كان لا يترك شيئاً من التمرِ استقذارا له أو كراهية نفسية، فَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ أُتِيَ النَّبِيُّ ﷺ بِتَمْرٍ عَتِيقٍ «فَجَعَلَ يُفَتِّشُهُ يُخْرِجُ السُّوسَ مِنْهُ» أبو داود وصححه الألباني. والتمر العتيق القديم، ولا يعاب من فتش التمر ليخرج منه السوس؛ لأن سيد الخلق ﷺ فعله.. وَلَا يَنْجُسُ التَمْرُ بِوُقُوعِ الدُّودِ فِيهِ وَلَا يَحْرُمُ أكله..

ومن جميل أدبه وعلو أخلاقه ﷺ أنه لا يمس النوى بباطن يده التي ينتقي فيها التمر وإنما يضع النوى فوق أصبعين، فَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُسْرٍ، قَالَ: نَزَلَ رَسُولُ اللهِ ﷺ عَلَى أَبِي، فَقَرَّبْنَا إِلَيْهِ ِتَمْرً فَكَانَ يَأْكُلُهُ وَيُلْقِي النَّوَى بَيْنَ إِصْبَعَيْهِ، وَيَجْمَعُ السَّبَّابَةَ وَالْوُسْطَى». رواه مسلم.

واعتنوا بما سقط من التمرٍ في بيوتِكم أو مزارعكم أو اسواقكم، وأكرموه إما بأكلِه، أو رفعه، أو التصدقِ به، فَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ وَجَدَ «تَمْرَةً فِي الطَّرِيقِ، فَقَالَ: «لَوْلاَ أَنِّي أَخَافُ أَنْ تَكُونَ مِنَ الصَّدَقَةِ لَأَكَلْتُهَا» رواه البخاري ومسلم

أيها الإخوة: ولفضل النَّخْلَةَ مثلها ﷺ بالمسلم: فعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: بَيْنَا نَحْنُ عِنْد النَّبِيِّ ﷺ إِذْ أُتِيَ بِجُمَّارٍ فَقَالَ وَهُوَ يَأكُلُ مِنْهُ: «إِنَّ مِنْ الشَّجَر لَمَا بَرَكَته كَبَرَكَةِ الْمُسْلِم»، وَفِي رِوَايةٍ قَالَ: «إِنَّ مِنْ الشَّجَرِ شَجَرَةً لَا يَسْقُطُ وَرَقُهَا تُؤْتِي أُكْلَهَا كُلَّ حِينٍ وَإِنَّهَا مِثْلُ الْمُسْلِمِ، مَا أَخَذْتَ مِنْهَا مِنْ شَيْءٍ نَفَعَكَ فَحَدِّثُونِي مَا هِيَ.؟» قَالَ عَبْدُ اللهِ: فَوَقَعَ النَّاسُ فِي شَجَرِ الْبَوَادِي وَرَأَيْتُ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ لَا يَتَكَلَّمَانِ وَوَقَعَ فِي نَفْسِي أَنَّهَا النَّخْلَةُ فَأَرَدْتُ أَنْ أَقُولَ: هِيَ النَّخْلَةُ، فَإِذَا أَنَا أَصْغَرُ الْقَوْمِ فَاسْتَحْيَيْتُ فَسَكَتُّ ثُمَّ قَالُوا: أَخْبِرْنَا بِهَا يَا رَسُولَ اللهِ فَقَالَ ﷺ: «هِيَ النَّخْلَةُ» قَالَ عَبْدُ اللهِ: فَلَمَّا قُمْنَا قُلْتُ لِعُمَرَ: يَا أَبَتَاهُ وَاللهِ لَقَدْ كَانَ وَقَعَ فِي نَفْسِي أَنَّهَا النَّخْلَةُ، فَقَالَ: مَا مَنَعَكَ أَنْ تَكَلَّمَ؟ قُلْتُ: لَمْ أَرَكُمْ تَكَلَّمُونَ، فَكَرِهْتُ أَنْ أَتَكَلَّمَ فَقَالَ عُمَرُ: لَأَنْ تَكُونَ قُلْتَهَا، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَكُونَ لِي كَذَا وَكَذَا. رواه البخاري ومسلم. قَولُه: «مِثْلُ الْمُسْلِمِ» قال العلماء شبه النخلة بالمسلم في كثرةِ خيرِها، ودوامِ ظلِها وطيبِ ثمرِها، فَرُطَبُها تُحْفَةُ الصَّائِمِ، وزادُ المسافرِ، وَنُزْلُ مَرْيَمَ ابْنَةِ عِمْرَانَ (وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُساقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيًّا)..

ومثل الله تعالى الكلمة الطيبة بالنَّخْلَةِ فقال: (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ، تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ) [إبراهيم:24- 25] فَالكَلِمَةُ الطَيِّبَةُ هي شهادة أن لا إله إلا الله، وفروعها، كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ وهي النخلة أَصْلُهَا ثَابِتٌ في الأرض وَفَرْعُهَا منتشر فِي السَّمَاءِ وهي كثيرة النفع دائما.

(تُؤْتِي أُكُلَهَا) أي: ثمرتها (كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا) فكذلك شجرة الإيمان، أصلها ثابت في قلب المؤمن، علما واعتقادا. وفرعها من الكلم الطيب والعمل الصالح في السماء دائما.. وفقنا الله لهدي نبيه وجعلنا هداة مهتدين وصلى الله وسلم على نبينا محمد..

الخطبة الثانية:

أيها الإخوة: هذه النخلة.. وهذا فضلها وفضل ثمرها، وهي جزء من تراث هذه البلاد وحاضرها فحرى بنا أن نحافظ على التراث ونعتني بالحاضر وننقله لهذا الجيل.. ولعلي أشير لبعض الأمور الجديرة باهتمامنا بسرعة: أولها شكر الله تعالى على هذه النعمة فبالشكر تزيد النعم قال الله تعالى (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ) [إبراهيم:7] ثم إن علينا تعليم أبناءنا مكانة النخلة وفضل الله تعالى علينا بها.. ونُعلم أولادَنا أنواع التمر واسم كل طور من أطوار تحول الثمر منذ طلوع ثمرها حتى جنيها وكل ما يتعلق بالنخلة.. وعلى الجهات الرسمية وغيرها عقد دورات لتعليم الجيل العناية بالنخلة وطرق جنى ثمارها وحفظه وادخاره.. وعلينا أن نحثهم على أكله إلا من لديه عارض صحي، وبيان فضله كزاد، ولا يحسن بأجيال هذا الوطن جهله..

أيها الإخوة: ومما يجب علينا معرفته زكاة التمور قال شيخنا محمد العثيمين رحمه الله إن النخيل التي في البيوت تجب الزكاة في ثمرها إذا بلغت نصابا لقول الله تعالى: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ) [البقرة:267] وهذه مما أخرج الله لنا من الأرض فتجب فيها الزكاة سواء كانت تهدى بعد خرفها أو تؤكل أو تباع.

وإذا لم تبلغ النصاب فلا زكاة فيها قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «لَيْسَ فِيمَا دُونَ خَمْسَةِ أَوْسُقٍ صَدَقَةٌ» رواه البخاري عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيَّ. والوِسْقُ الواحد ستون صاعا بصاع النبي ﷺ ومقدارُ صاع النبي ﷺ كيلوان واثنان وأربعون غراما، فيكون النصاب ستمائة واثني عشر كيلو.. وفيها نصف العشر أي 5% وتضم الانواع بعضها إلى بعض في تكميل النصاب لأنها كلها من جنس التمر.

واحذروا الغش في البيع عموماً وفي بيع التمر خصوصا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مَنْ غَشَّ فَلَيْسَ مِنِّي» رواه مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ

أيها الإخوة: واحتسبوا الأجر فيما تزرعون من الزرع وتغرسون من الشجر والنخل، قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَغْرِسُ غَرْسًا إِلَّا كَانَ مَا أُكِلَ مِنْهُ لَهُ صَدَقَةً، وَمَا سُرِقَ مِنْهُ لَهُ صَدَقَةٌ، وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ مِنْهُ فَهُوَ لَهُ صَدَقَةٌ، وَمَا أَكَلَتِ الطَّيْرُ فَهُوَ لَهُ صَدَقَةٌ، وَلَا يَرْزَؤُهُ أَحَدٌ إِلَّا كَانَ لَهُ صَدَقَةٌ» رواه مسلم عَنْ جَابِرٍ.

المشاهدات 4047 | التعليقات 0