وإن النصر مع الصبر
د مراد باخريصة
1436/10/14 - 2015/07/30 16:23PM
لقد بشر الله سبحانه وتعالى أهل السنة في اليمن بالانتصارات العظيمة والفتوحات الكبيرة وأمدّهم من عنده وبفضله بمدد عظيم وفتح كبير وأفرغ عليهم صبراً جميلاً وثباتاً عجيباً وشرفهم بشرف النصر والفتح
وتوج رءوسهم بالفتوحات والبشارات التي لازالت بفضل الله وحمده تتوالى وتتابع كل يوم والتي أثلجت صدور أهل السنة وشفى الله بها قلوبهم وفرح بها المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها وصدق الله سبحانه وتعالى إذ يقول {وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ} [الصف : 13] وقال في سورة كاملة سماها سورة النصر {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ …}
ونحسب أن هذه الفتوحات والانتصارات ماهي إلا أثر من آثار الدعاء في الشهر الفضيل واستجابة من الله سبحانه وتعالى لدعوات عباده المستضعفين وتضرعات أوليائه المخلصين في الشهر الكريم {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ}.
فيجب علينا أن نحافظ على هذه المكاسب الكبيرة بالثبات على منهج الله والإكثار من ذكر الله والاهتمام بتعليق القلوب بالله وبالله وحده فقط لاشريك له فهو الذي أمدّ وهو الذي نصر وهو الذي مكّن لعباده وفتح عليهم وهو الذي أعز جنده وهزم الأحزاب وحده {وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ}.
يا أهل السنة اعلموا إن طريق النصر طويل وأن الأمور لازالت في بداياتها فإياكم ثم إياكم وآفة الاستعجال وإياكم ثم إياكم أن يفسد الشيطان علينا هذا الفتح والنصر بالتسرع والعجلة والطيش والخفة وهذا ما بدأنا نحسه ونشعر به في هذه الأيام حيث يظن كثير من الناس أن الحرب انتهت والفتوحات تمت وبشائر التمكين قد تحققت ولم يبقى منها إلا قاب قوسين أو أدنى
ولهذا سمعنا أصوات هؤلاء المستعجلين تتعالى ومطالبهم تتوالى فهذا يطالب بعودة النازحين ورجوعهم إلى مناطقهم وكأنهم قاعدين على قلوبهم أو جاثمين على صدورهم أو جالسين في وسط بيوتهم ولكنها الأصوات النشازية المستعجلة
ومنهم من تسرعوا وعادوا إلى مناطقهم وذهبوا إلى مساكنهم فكانت نتيجة هذا الاستعجال رجوع بعضهم وأسر بعضهم وتعرض أسُرهم للقهر والإذلال بسبب هذا الاستعجال
وتفاجأ كثير من الناس المستعجلين هنا ببعض الأخبار العكسية والأفعال الإجرامية التي قام بها الحوثة في هذه الأيام وخاصة ما وقع في العند من استهداف المقاومة بالطيران واستغربوا كيف حدث هذا والمناطق قد حررت والبيوت قد مشطت والانتصارات قد حدثت ولو أنهم فكروا بالتفكير السليم الصحيح لعلموا أن هذه الحوادث متوقعة فلا زالت الأمور في بداياتها والانتصارات لازالت حديثة وجديدة
ومن هؤلاء المستعجلين من خرج يطالب بخروج من حموا ديارنا من المد الرافضي وأصدر الأحكام المستعجلة وغير المتأنية عليهم وكأن خطر الحوثيين وأذنابهم انتهى وكأن البلد قد أصبحت في مأمن كامل وحكم شرعي تام ويحسبون أن القتال فرض من أجل طرد عميل واستبداله بعميل آخر لا من أجل التمكين لدين الله وإقامته في الأرض
مع أن الجميع يكاد أن يجمع اليوم أننا لازلنا غير قادرين على حماية بلدنا من الأخطار الداخلية فضلاً عن الأخطار الخارجية ولا زال الأعداء يتربصون بنا من كل مكان فإياكم ثم إياكم والعجلة.
إن الطريق لايزال مليء بالصعوبات والمتاعب ولا يزال محفوفاً بالأشواك والمكاره وممتلئاً بالمخاطر والأهوال ونخشى أن نصطدم بهذه العجلة ونكتوي بها ونستعجل الأمور قبل أوانها فنندم يوم لا ينفع الندم ونتألم حين لا يغني عنا التألم
وهذا ما حصل ويحصل على مر التاريخ ويكفينا شاهداً على ذلك ما حدث في غزوة أحد حيث استعجل بعضهم النصر وخرجوا من الجبل لجمع الغنائم ضانين أن الحرب انتهت وأن المعركة قد حسمت فإذا بهم يتفاجئون بجيش المشركين يلتف عليهم من خلف الجبل فقتلوا سبعين من خيرة الصحابة رضوان الله عليهم وشج وجه النبي صلى الله عليه وسلم وكسرت رباعيته وسقط في الحفرة وحصلت انكسارات كبيرة وخسائر كثيرة بسبب هذه العجلة (المزيد…)
وتوج رءوسهم بالفتوحات والبشارات التي لازالت بفضل الله وحمده تتوالى وتتابع كل يوم والتي أثلجت صدور أهل السنة وشفى الله بها قلوبهم وفرح بها المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها وصدق الله سبحانه وتعالى إذ يقول {وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ} [الصف : 13] وقال في سورة كاملة سماها سورة النصر {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ …}
ونحسب أن هذه الفتوحات والانتصارات ماهي إلا أثر من آثار الدعاء في الشهر الفضيل واستجابة من الله سبحانه وتعالى لدعوات عباده المستضعفين وتضرعات أوليائه المخلصين في الشهر الكريم {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ}.
فيجب علينا أن نحافظ على هذه المكاسب الكبيرة بالثبات على منهج الله والإكثار من ذكر الله والاهتمام بتعليق القلوب بالله وبالله وحده فقط لاشريك له فهو الذي أمدّ وهو الذي نصر وهو الذي مكّن لعباده وفتح عليهم وهو الذي أعز جنده وهزم الأحزاب وحده {وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ}.
يا أهل السنة اعلموا إن طريق النصر طويل وأن الأمور لازالت في بداياتها فإياكم ثم إياكم وآفة الاستعجال وإياكم ثم إياكم أن يفسد الشيطان علينا هذا الفتح والنصر بالتسرع والعجلة والطيش والخفة وهذا ما بدأنا نحسه ونشعر به في هذه الأيام حيث يظن كثير من الناس أن الحرب انتهت والفتوحات تمت وبشائر التمكين قد تحققت ولم يبقى منها إلا قاب قوسين أو أدنى
ولهذا سمعنا أصوات هؤلاء المستعجلين تتعالى ومطالبهم تتوالى فهذا يطالب بعودة النازحين ورجوعهم إلى مناطقهم وكأنهم قاعدين على قلوبهم أو جاثمين على صدورهم أو جالسين في وسط بيوتهم ولكنها الأصوات النشازية المستعجلة
ومنهم من تسرعوا وعادوا إلى مناطقهم وذهبوا إلى مساكنهم فكانت نتيجة هذا الاستعجال رجوع بعضهم وأسر بعضهم وتعرض أسُرهم للقهر والإذلال بسبب هذا الاستعجال
وتفاجأ كثير من الناس المستعجلين هنا ببعض الأخبار العكسية والأفعال الإجرامية التي قام بها الحوثة في هذه الأيام وخاصة ما وقع في العند من استهداف المقاومة بالطيران واستغربوا كيف حدث هذا والمناطق قد حررت والبيوت قد مشطت والانتصارات قد حدثت ولو أنهم فكروا بالتفكير السليم الصحيح لعلموا أن هذه الحوادث متوقعة فلا زالت الأمور في بداياتها والانتصارات لازالت حديثة وجديدة
ومن هؤلاء المستعجلين من خرج يطالب بخروج من حموا ديارنا من المد الرافضي وأصدر الأحكام المستعجلة وغير المتأنية عليهم وكأن خطر الحوثيين وأذنابهم انتهى وكأن البلد قد أصبحت في مأمن كامل وحكم شرعي تام ويحسبون أن القتال فرض من أجل طرد عميل واستبداله بعميل آخر لا من أجل التمكين لدين الله وإقامته في الأرض
مع أن الجميع يكاد أن يجمع اليوم أننا لازلنا غير قادرين على حماية بلدنا من الأخطار الداخلية فضلاً عن الأخطار الخارجية ولا زال الأعداء يتربصون بنا من كل مكان فإياكم ثم إياكم والعجلة.
إن الطريق لايزال مليء بالصعوبات والمتاعب ولا يزال محفوفاً بالأشواك والمكاره وممتلئاً بالمخاطر والأهوال ونخشى أن نصطدم بهذه العجلة ونكتوي بها ونستعجل الأمور قبل أوانها فنندم يوم لا ينفع الندم ونتألم حين لا يغني عنا التألم
وهذا ما حصل ويحصل على مر التاريخ ويكفينا شاهداً على ذلك ما حدث في غزوة أحد حيث استعجل بعضهم النصر وخرجوا من الجبل لجمع الغنائم ضانين أن الحرب انتهت وأن المعركة قد حسمت فإذا بهم يتفاجئون بجيش المشركين يلتف عليهم من خلف الجبل فقتلوا سبعين من خيرة الصحابة رضوان الله عليهم وشج وجه النبي صلى الله عليه وسلم وكسرت رباعيته وسقط في الحفرة وحصلت انكسارات كبيرة وخسائر كثيرة بسبب هذه العجلة (المزيد…)
د مراد باخريصة
http://muorad.com/?p=395#more-395
تعديل التعليق