وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ

احمد ابوبكر
1438/09/22 - 2017/06/17 08:38AM
[align=justify]الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد.

فيقول الله جل وعلا: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} [البقرة: 186]، هذه آية عظيمة جداً أقف معها وقفات، فأقول:



أولاً: هذه الآية وردت في وسط آيات الصيام قبلها قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} ثم جاءت آيتان ثم جاءت هذه الآية ثم بعدها آية تتعلق بالصيام: {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ} ولمجيئها في وسط آيات الصيام مع أنه ليس فيها نص يتعلق بالصوم أو الفطر أو رمضان، فيه إيماء إلى أن رمضان من أعظم أوقات الدعاء ومن أحراه بالإجابة، وكأنها تشير إلى أن رمضان من أعظم مواسم الدعاء لفضيلته ولحال الداعي فيه، وقد ورد ما يؤكد ذلك، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ثلاثة لا تُرد دعوتهم: الإمام العادل، والصائم حتى يفطر، ودعوة المظلوم"[1].



وقوله: (والصائم حتى يفطر) لا يتقيد برمضان، لكنه إذا كان كذلك في غير رمضان، فرمضان أحرى بالإجابة، لشرف الزمان ولمضاعفة الأجور على الأعمال.



يقول ابن عاشور رحمه الله: "وفي هذه الآية إيماء إلى أن الصائم مرجو الإجابة، وإلى أن شهر رمضان مرجوة دعواته، وإلى مشروعية الدعاء عند انتهاء كل يوم من رمضان"[2]، وقد تقدم حديث أبي هريرة رضي الله عنه في إجابة دعوة الصائم، فعند الفطر كل يوم من رمضان ترجى الإجابة.



ثانياً: تكرر في القرآن قوله تعالى: {يسألونك}، في مواطن عدة، نحوا من ستة عشر موضعاً، في البقرة منها ثمانية سؤالات قدم هذا عليها جميعاً، وجاء خلافاً لها على صيغة الشرط، {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} وفي هذا إيماء إلى أن أمر الإجابة متحقق موعود، شطر الدعاء جزاؤه الإجابة القريبة، فكأنه لم يقع عنه سؤال، بل ابتدئوا به، وفرق بين أن يأتيك شخص ويقول: فلان يسألك الحاجة الفلانية، فتقول: أعطه كذا وكذا، أو تقول إن جاءك فلان وسألك فأعطه، فهذه أعظم في الكرامة، فأنت قد تهيأت لإعطائه قبل أن يسألك، فكذلك الآية فيها مزيد إكرام ووعد ثابت سابق بالإجابة.



ثالثاً: لم يقل عز وجل: وإذا سألك عبادي عني فقل لهم إني قريب! بخلاف سائر السؤالات في سورة البقرة، بل قال: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ} فهنا تولى الله الإجابة بنفسه، وحذف الواسطة إيماء إلى قربه وسرعة إجابته دعاء عباده.



رابعاً: قال العلامة الشنقيطي رحمه الله: "ذكر في هذه الآية أنه جل وعلا قريب يجيب دعوة الداعي وبين في آية أخرى تعليق ذلك على مشيئته جل وعلا وهي قوله: (فيكشف ما تدعون إليه إن شاء) الآية [6/ 41].



وقال بعضهم: التعليق بالمشيئة في دعاء الكفار كما هو ظاهر سياق الآية، والوعد المطلق في دعاء المؤمنين، وعليه فدعاؤهم لا يرد، إما أن يعطوا ما سألوا أو يدخر لهم خير منه أو يدفع عنهم من السوء بقدره.



وقال بعض العلماء: المراد بالدعاء العبادة، وبالإجابة الثواب، وعليه فلا إشكال"[3]، وكل ذلك حق ولا إشكال، فالله وعد بالإجابة، ولا أحد أصدق من الله، ولو أن غنياً قال لفقير اسأل وأعطك لأوفى له ولم يلق به أن ينكل بعد أن وعد، وهنا قد وعد الله تعالى عباده المؤمنين، وأما المشركون فقال وهو يتحدث: {بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاءَ وَتَنْسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ} [الأنعام: 41]، فقيد وقال: (إن شاء)؛ يعني أن المشركين إذا دعوا الله وهم في البحر فقد يجيبهم وقد لا يجبهم بحسب ما تقتضيه الحكمة، أما دعاء المؤمنين فالإجابة محققة ما لم يقم بالداعي مانع من قبله، فإن لم يجب فالتقصير من العبد، والمانع من جهته، أما غير المؤمنين فإنه تعالى إن شاء أجابهم وإن شاء لم يجبهم.



يقول القرطبي رحمه الله: "كان خالد الربعي يقول: عجبت لهذه الأمة في {ادعوني أستجب لكم} [غافر: 60] أمرهم بالدعاء ووعدهم بالإجابة، وليس بينهما شرط. قال له قائل: مثل ماذا؟ قال مثل قوله: {وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات} [البقرة: 25] فههنا شرط، وقوله: {وبشر الذين آمنوا أن لهم قدم صدق} [يونس: 2] فليس فيه شرط العمل، ومثل قوله: {فادعوا الله مخلصين له الدين} [غافر: 14] فههنا شرط، وقوله: {ادعوني أستجب لكم} ليس فيه شرط. وكانت الأمم تفزع إلى أنبيائها في حوائجهم حتى تسأل الأنبياء لهم ذلك"[4].



خامساً: يقول الإمام الحسن البصري -وكلامه رحمه الله قصير مليء حكمة ولهذا قالوا يشبه كلام الأنبياء- يقول: " مفتاح البحار السفن، ومفتاح الأرض الطرق، ومفتاح السماء الدعاء"[5]؛ إذا أردت أن تركب البحر احتجت السفينة، وإن أردت التنقل والترحال احتجت أن تضرب في فجاج الأرض بدابة أو سيارة، أو نحو ذلك، أما إذا أردت أن تخترق الحجب وتجوز السماء فمفتاحك هو الدعاء، ولذلك لما سئل بعض السلف كم بين السماء والأرض قال دعوة مستجابة[6]!



فالدعوة صالحة التي تفتح لها أبواب السماء وتخترق الحجب وتبلغ العرش، فيستجاب لها، تطوي المسافات وتقربك من الرحمن جل وعلا.



يقول ابن القيم قرب الله جل وعلا المذكور في القرآن وفي هذه الآية قرب خاص من داعيه وسائليه[7].



ويقول أحد المتدبرين وهو معنى لطيف جداً: ليس بيننا وبينه تعالى أحد! لا مواعيد تلاحق، ولا طوابير تُنتظر، ولا سكك تقطع، ما عليك إلاّ أن ترفع يديك في أي وقت من ليل أو نهار، وفي أي حال فيسمع منك ويجيبك! لو أردت أن تقابل بعض الناس قد لا يتيسر لك ذلك بسهولة، أحياناً والله أقولها أمامكم هنا وقد رأيتها بعض الناس يجلس ينتظر أن يقابل ابنه يومين وثلاثة أو يقابل والده فما بالك بغيره قد ينتظر أما الله سبحانه وتعالى ما عليك إلا أن تتهيأ وتدعو وهو سبحانه وتعالى يقول: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ}.



سادساً: ذكر بعض الفضلاء فائدة وهي أنه تعالى لم يقل: "وإذا سألك المؤمنون وإذا سألك المسلمون"، بل قال: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي}، فذكرهم بوصف العبودية وأضافهم إلى نفسه تعالى، تشريفاً وتنويهاً بذلك المقام، فأعظم مقام للمخلوق كما يقول العلماء هو مقام العبودية، ولهذا وصف الله تعالى به نبيه في مقامات التشريف كالإسراء: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ}، وفي هذا ما يدل على أن الدعاء من أشرف العبادات التي يندرج الداعي به في سلك العبودية.



سابعاً: يقول بعضهم: إذا أطلق الله لسانك بالدعاء والطلب فاعلم أنه يريد أن يعطيك! وهذا انتزاع من إشارة هذه الآية حسن، فالذي يطلق لسانك ويوفقك للدعاء هو الذي قال: {فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ}، يقول الرازي رحمه الله: "الداعي لا بد وأن يجد من دعائه عوضا، إما إسعافا بطلبته التي لأجلها دعا وذلك إذا وافق القضاء، فإذا لم يساعده القضاء فإنه يعطي سكينة في نفسه، وانشراحا في صدره، وصبرا يسهل معه احتمال البلاء الحاضر، وعلى كل حال فلا يعدم فائدة، وهو نوع من الاستجابة"[8]، وهذا معنى لطيف فكثيراً بمجرد أن تدعو تجد انشراحاً في صدرك يقول هذه إجابة، ولاشك أن من وجد الرضا فقد حصل مقصوده.



ثامناً: للدعاء أسباب تقرب الإجابة، بإنالة المطلوب وتحقيق السؤال، من أعظمها:

أ‌- الإخلاص، يقول الله جل وعلا: {وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ}.



ب‌- التجافي عن الذنوب بإعلان التوبة، فقبل أن تدعو هيئ نفسك لتكون أهلاً، وإلى هذا أرشد نوح قومه فقال: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا} الآيات.



ت‌- التضرع والخشوع فبعض الناس يدعوا الله وقلبه مشغول بغيره! يلتفت ببصره يميناً وشمالاً! قلبه غير حاضر، يعطي من طرف اللسان كلاما! والله جل وعلا يقول: {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} فإذا دعوت خفية كل هذا له شأن عظيم.



ث‌- الإلحاح، فالله تعالى خلافاً لخلقه يحب الملحين في الدعاء، أما العباد فلو جاء أحدهم وسألهم مرة أو مرتين لضجروا، هذه حال جل الناس، على ما قيل:

الله يغضب إن تركت سؤاله *** وبني آدم حين يُسأل يغضب



بعض الناس لو جاءه سائل ويسأله فأعطاه ثم جاءه من الغد وسأله قال يا أخي أعطيناك يكفي! بينما الله جل وعلا يحب أن تكثر من السؤال، يحب أن تلح عليه في الدعاء، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يعجبه أن يدعو ثلاثاً أي في الموضع الواحد، فعلى العبد أن يستمر في الدعاء والإلحاح على الله جل وعلا.



ج‌- الدعاء في الرخاء، يقرب الإجابة في الشدة، كما في حديث ابن عباس رضي الله عنهما: تعرّف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة[9].



ح‌- التزام آداب الدعاء كالتوسل إلى الله جل وعلا بأسمائه وصفاته اختيار جوامع الكلم، واستقبال القبلة، وأن يكون على طهارة، وأن يفتتح الدعاء بالثناء على الله جل وعلا والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، ورفع اليدين، فهذه كلها من آداب الدعاء ومن الأمور المقربة لإجابة الدعاء.



خ‌- تخير الأوقات الفاضلة والأحوال الفاضلة، إما أن تكون الحال فاضلة كحال الصائم المنكسر، وحال المسافر الشعث، وحال المضطر المظلوم فهذه أحوال فاضلة، وهي مظنة إجابة، وكذلك الزمان الفاضل، كرمضان وآخر ساعة في يوم الجمعة، ووقت السَحَر، وعند الإفطار، فهذه أزمنة فاضلة ترجى فيها الإجابة. فإذا اجتمعت الحال الفاضلة مع الزمان الفاضل في المكان الفاضل كانت الإجابة جديرة.



تاسعاً: لابد أن يعلم أن للإجابة موانع، ومن الموانع أن يكون الدعاء ضعيفاً في نفسه؛ فيه سوء أدب مع الله، أو اعتداء، يقول النبي صلى الله عليه وسلم لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم رواه مسلم[10]. ومن أسباب ضعف الدعاء أن يدعو وقلبه غير حاضر ولذلك يقول عمر بن الخطاب والله إنني لا أحمل هم الإجابة ولكنني أحمل هم الدعاء[11]! ومن ذلك أن يدعو تحصيل تجربة لا إيقاناً بالجواب، بعض الإخوة هداهم الله يكون عنده مرض مثلاً أو قضية فيقول والله ما تركت وسيلة إلا جرّبتها حتى الدعاء! يقر بأنه إنما يجرب! والدعاء لا يختبر ولا يُجرّب! ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة: {فَمَا ظَنُّكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ}! يقول ابن مسعود رضي الله عنه: ما ظن أحد بالله ظناً حسناً إلا أعطاه الله إياه[12]! وقد قال تعالى كما في الحديث القدسي: "أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء"[13].



ومن موانع الإجابة أن يكون العبد متلبساً بمحرّم كقطيعة رحم أو مأكل أو ملبس أو مشرب، يقول النبي صلى الله عليه وسلم، وقد ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذى بالحرام فأنى يستجاب لذلك[14]!



ومن موانع الدعاء أيضاً استعجال الإجابة؛ فبعض الناس يقول دعوت ودعوت ولم أستفد! يقول النبي صلى الله عليه وسلم: يُسْتَجَابُ لأَحَدِكُمْ مَا لَمْ يَعْجَلْ يَقُولُ دَعَوْتُ فَلَمْ يُسْتَجَبْ لِي[15].



ومن موانع الدعاء تعليقه بالمشيئة؛ فلا تقل كما ورد في الحديث اللهم اغفر لي إن شئت، اللهم ارحمني إن شئت! ليعزم المسألة قل: اللهم اغفر لي، اللهم ارحمني، فإن الله عز وجل لا مستكره له! كما في حديث البخاري ومسلم[16].



ومن الموانع أيضاً التكلف والسجع والاعتداء ولو برفع الصوت قال تعالى: {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ}، قال العلماء: رفع الصوت لغير حاجة من الاعتداء في الدعاء، ولذلك لما رفع الصحابة دعاءهم لله قال النبي صلى الله عليه وسلم اربعوا على أنفسكم فإنكم لا تدعون أصمَّ ولا غائباً، إنكم تدعون سميعاً قريباً وهو معكم[17].



والدعاء يكون أقرب إلى الإخلاص خفيةً ولهذا فهو أفضل وأرجى {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ}.



وختاماً: إذا دعوت يا عبد الله! ودعوت ولم يستجب لك، وتحققت أنك لم تتلبس بموانع إجابة الدعاء، بل أخذت بأسباب الإجابة، فاعلم أنه لن تخلو من حالات:



إما أن يستجاب لك ما دعوت به ولو بعد حين، أو يصرف عنك من السوء أعظم مما طلب، ويحصل لك من الخير أكثر مما رجوت، أو تدخر دعوتك لك يوم القيامة وأنت أحوج ما تكون إليها، حتى إنه ورد أن بعضهم يقول يا ليتني لم تستجب لي دعوة في الدنيا! يريد أنهم يتمنون لو ادخرت كلها لهم في الآخرة.



وتيقن أنه لن يضيع عند الله جل وعلا شيء، روى أبو سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه -وعدد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما من مسلم يدعو الله بدعوة ليس فيها مأثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه إحدى ثلاث: إما أن يستجيب له دعوته أو يصرف عنه من السوء مثلها أو يدخر له من الأجر مثلها قالوا: يا رسول الله إذا نكثر قال: الله أكثر[18]!



فعلينا إذاً أن نلح على الله جل وعلا، ونكثر من الدعاء؛ انتهزوا هذا الشهر بالدعاء لأنفسكم ولوالديكم وللمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، ادعوا للمبتلين للمصابين، ادعوا لأصحاب الهموم، ادعوا للمجاهدين الذين ينتظرون منكم دعواتكم في هذا الشهر الكريم، ادعوا للمستضعفين من المسلمين في ميانمار وغيرها، ادعوا لمن أنهكهم البلاء، وتسلط عليهم أعداء الله جل وعلا، ادعوا لإخوانكم في العراق والشام واليمن وغزة وأفغانستان وباكستان وفي كل مكان، ادعوا لإخوانكم أن يرفع الله عنهم البلاء، ولأنفسكم أن يديم عليكم هذه النعم، ونسأل الله أن يوفقنا لكل الخير، وأن يحفظ بلادنا وبلاد المسلمين من كل سوء، وأن يوفق ولاة أمورنا وأمور المسلمين لكل خير، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحابته أجمعين.



______________________________

[1] رواه أحمد 2/305، والترمذي (2526) وانظر (3598)، وغيرهما، وهو في صحيح ابن حبان (7387).
[2] التحرير والتنوير 2/177.
[3] أضواء البيان 1/74.
[4] تفسير القرطبي 2/309.
[5] تفسير القرطبي 14/78.
[6] يروى عن علي ونحوه ينسب إلى الإمام أحمد.
[7] ينظر طريق الهجرتين ص44.
[8] مفاتيح الغيب 5/265.
[9] رواه الإمام أحمد في المسند 1/307، وقد خرجه الحاكم في المستدرك وصححه الأرناؤوط.
[10] رقم (7112).
[11] انظر اقتضاء الصراط المستقيم 2/229، والفوائد ص97.
[12] روى نحوه أبو داود في الزهد (121) بسند جيد.
[13] رواه الإمام أحمد 3/491، وابن حبان في صحيحه (633)، والحاكم في مستدركه (7603)، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
[14] رواه مسلم في صحيحه (2393).
[15] متفق عليه من حديث أبي هريرة، البخاري (6340)، ومسلم (7110).
[16] البخاري (6338)، ومسلم (6987).
[17] البخاري (4205)، ومسلم (7037).
[18] رواه الحاكم في المستدرك (1816)، وقال: صحيح الإسناد، ورواه غيره.[/align]
المشاهدات 672 | التعليقات 0