هل هناك بشر قبل آدم ؟

[font="] [/font][font="]موضوع للنّقاش [/font]

[font="] [/font][font="][/font]
[font="] [/font][font="]هل هناك بشر قبل آدم ؟..[/font]
[font="] [/font]
[font="]الحمد لله ربّ العالمين، خلق فسوّى و قدّر فهدى، و أشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، و أشهد أنّ محمّدا عبده و رسوله، اللهم فصلّ و سلّم و بارك عليه و على آله و صحبه أجمعين.[/font]
[font="] [/font]
[font="] أمّا[/font][font="] بعد: كيف خلق الإنسان؟.. و كيف أصبحت له القدرة على التمييز؟.. و ما هو دوره و ما هي مهمّته في الأرض؟.. و ما حقيقة الإنسان في القرآن؟.. للإجابة على هذه التساؤلات، نقول أنّ القرآن يكشف للإنسان كيف خلق، و كيف تطوّر، و كيف أصبح الآن، الحصول على أجوبة التساؤلات من الإنسان نفسه، و ممّا يظنّ و يحتمل و يقدّر لا قيمة لها علميا، لأنّ كل ما كتب الإنسان عن نفسه إلى هذا اليوم ما هو إلاّ ظنون في ظنون و اليقين فيها نادرا..[/font]
[font="] [/font]
[font="]بينما أجوبة القرآن الآتية من الله تكون صحيحة و لا مجال للشكّ فيها، فهي من الذي خلق الكون و الإنسان و خلق كلّ شيء.. الإنسان ما هو، و كيف تشكّل و كيف خلق ؟..[/font]
[font="] [/font]
[font="]يقول القرآن أنّ الله بدأ خلق الإنسان من الطّين بداية من خلية واحدة تسلسلت و تطوّرت على مرّ الزمن و مرّت بمراحل للخلق مختلفة: " ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين ".[/font][font="]( المؤمنون: 12 )[/font][font="]. [/font][font="]يعني: " و لقد خلقنا الإنسان " هوابن آدم " من سلالة " من بني آدم، ثم يشرح سبحانه عملية الخلق التي مرّت بمراحل تطوّرية في عمليات خلقٍ متتابعة مع إضافات جديرة: " و قد خلقكم أطوارا ".[/font][font="]( نوح: 14 )[/font][font="]. [/font][font="]أي: طورا نطفة، و طورا علقة، و طورا مضغة..[/font]
[font="] [/font]
[font="]و مرحلة البشر سابقة للمرحلة الإنسانية، أي قبل نفخ الله في الإنسان العقل و الإرادة الحرّة مع القدرة على الكلام و القراءة و الكتابة: " إذ قال ربّك للملائكة إنّي خالق بشرا من طين ".[/font][font="]( ص:71 )[/font][font="]. [/font][font="]و مراحل تطوّر الخلق مذكورة في الآية التالية خلقا من بعد خلقٍ، و كلّ مرحلة مرّت بأزمنة جيولوجية و بيولوجية مختلفة. يقول تعالى: " و لقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين * ثمّ جعلناه نطفة في قرار مكين "، القرار هو حيث استقرّت نطفة الرجل من رحم المرأة. و مكين أي مكّن بذلك وهي له. ثمّ خلقنا النُّطفةَ علقةً " أي قطعة من دمّ " فخلقنا العلقةَ مُضْغةً " أي قطعة من لحمة" فخلقنا المُضغةَ عِظامًا فكسوْنا العظامَ لحْمًا ثمّ أنْشأْناهُ خلْقًا ءاخَرَ " أي نفخة الرّوح فيه، فيصير حينئذ إنسانا " فتبارك اللهُ أحْسَنُ الخالقينَ*[/font][font="] [/font][font="]" أي خير الصّانعين و عند العرب قديما الصّانع هو الخالق[/font][font="](المؤمنون:12/14 )[/font][font="]. [/font][font="]هذه الآيات تشرح مراحل تطوّر الإنسان باعتبار أنّ الجنين يعيد بذاته كلّ مراحل التطوّر التي مرّ بها الإنسان عبر تلك العصور السحيقة في القِدَمِ، خلال تسعة أشهر في بطن الأمّ، معيدا كلّ تلك المراحل، كما لم يهمل الله تعالى ذكر عملية التحويل من مرحلة البشر المسيّر على الغرائز، إلى مرحلة الإنسان الذي يسير في الأرض سويًّا بعد تحكيم عقله.. هذه القفزة يذكرها الله تبارك و تعالى في القرآن بقوله: " ثمّ أنْشأْناه خلقًا آخرَ فتبارك الله أحسن الخالقينَ ". و أحيانا يعبّر عنه سبحانه بأسلوب آخر كما في قوله سبحانه: " فإذا سوَّيْتُهُ و نفخْتُ فيه من روحي فقعوا له ساجدينَ ".[/font][font="]( الحجر:29 )[/font][font="].. [/font][font="]هذه النقلة هي التي حوّلت البشر إلى إنسان مفكّر و مبدع، و خلق الإنسان على مبدأ الزوجيّة مثل باقي خلق الله في الأرض: " و من كلّ شيءٍ خلقنا زوجينِ لعلّكم تذكَّرُونَ ".[/font][font="]( الذاريات: 49 )[/font][font="]. [/font][font="]و إذا ترجمنا كلمة الزوج إلى ( ثنائي ) نكون قد أخطأنا لأنّ هذه ترجمتها الزوجان الذكر و الأنثى، بينما المرأة لوحدها زوج، والرجل لوحده زوج بحسب القرآن، و قد شُرحت هذه الزوجية سابقا بأنّ الفرد الإنساني يتألّف من اجتماع أزواجٍ من كلّ شيءٍ إلاّ شيء واحد هو قلبه، و القلب بحسب لغة القرآن هو العقل المفكّر بدليل قوله تعالى: " لهم قلوبٌ لا يفقهون بها ولهم عيون لا يبصرون بها ". أو قوله تعالى: " أفلم يسيروا في الأرض فتكونَ لهم قلوبٌ يعقلون بها ".[/font][font="]( الحج: 46 )[/font][font="]. [/font][font="]و بما أنّ هذا الجهاز خاص بالفقه وهو الفهم، و خاص بالإدراك وهو التعقّل، هو جهاز مفرد لوحده في كلّ إنسان خلق على مبدأ الزوجية في كلّ شيء حيث يعبّر سبحانه عن تلك الفردية و الابتعاد عن الزوجية، يقول تعالى: " ما جعل لرجل من قلبين في جوفه ".[/font][font="]( الأحزاب: 4 )[/font][font="].[/font][font="] [/font][font="]بهذه الآية كذّب الله سبحانه قوما من أهل النفاق كانوا يقولون في النبيّ صلى الله عليه و سلم، بأنّه ذو قلبين. و قيل: كان رجل يقول: لي نفس تأمرني، و نفس تنهاني.. و المعنى الصحيح أنّ الرجل ليس له عقلين متناقضين، بل عقل يعطي دائما رأيا واحدا..[/font]
[font="] [/font]
[font="]و بما أنّ الله تبارك و تعالى قد نفخ في الإنسان الزوجي شيئًا من صفات الله الفردية، فليس غير العقل في كلّ الإنسان يمكن أن نشير إليه بأنّه يمثّل نفخة الرّوح الإلهيّة..[/font]
[font="]أيّها القارئ، بعد أن تعرّفنا على الإنسان بقي أن نعلم من هو و ما هي صفاته؟..[/font]
[font="]أوّل صفات الإنسان الضعف، يقول تعالى: " و خلق الإنسان ضعيفا ".[/font][font="]( النساء 28 )[/font][font="].[/font]
[font="]و من صفاته الإنكار وهو الكفر: " إنّ الإنسان لكفورٌ ".[/font][font="]( الحجّ: 66 )[/font][font="].[/font]
[font="]وهو قليل الصبر عجول: " و كان الإنسان عجولا ".[/font][font="]( الإسراء: 11 )[/font][font="].[/font][font="][/font]
[font="]و من صفاته الخوف من كلّ شيء مع قلّة الصبر على المكاره: " إنّ الإنسان خُلِقَ هلوعا*إذا مسّه الشرّ جزوعا ".[/font][font="] [/font][font="]( المعارج: 19/20 )[/font][font="].[/font][font="][/font]
[font="]و الإنسان ظلوم للناس و لنفسه: " إنّ الإنسان لظلوم كفّار ".[/font][font="]( إبراهيم: 34 )[/font][font="].[/font][font="] و الظّلوم جحود ينكر النّعم: " و لكن الظّالمين بآيات الله يجحدون ".[/font][font="] [/font][font="]( الأنعام: 33 )[/font][font="].[/font]
[font="] [/font]
[font="]ومن صفات الإنسان أنّه إذا قَدِرَ تسلّط و طغى: " كلاّ إنّ الإنسان ليطغى ".[/font][font="]( العلق:6 )[/font][font="]. [/font][font="]و الإنسان لا يتعب و لا يسْأَم من طلب الخير لنفسه: " لا يَسْأَم الإنسان من دعاء الخير "[/font][font="]( فصلت: 49 ).[/font][font="] [/font][font="]و لقلّة صبر الإنسان فهو سريع اليأس: " و لئن أذقنا الإنسان منّا رحمة ثمّ نزعناها منه إنّه ليؤوس ". [/font][font="]( هود: 9 )[/font][font="] [/font][font="]. [/font][font="]لذلك ترى أكثر الذين يفقدون أموالهم من بعد غنى، و إيمانهم بالله ضعيف، يقتلون أنفسهم بسرعة..[/font]
[font="]و الإنسان يحبّ الجدال حتّى من غير حقّ أو منطق: " و كان الإنسان أكثر شيء جدلا ".[/font][font="] [/font][font="]( الكهف: 54 ).[/font]
[font="] تلك كانت صفات الإنسان الذّاتية، و لكن ما هي صفاته التعليمية التي يتعلّمها حيث يُخلق الإنسان و لا يعلم من العلم شيئا.[/font]
[font="]" و الله أخرجكم من بطون أمّهاتكم لا تعلمون شيئا ". [/font][font="]( النحل: 78 )[/font][font="].[/font][font="] [/font][font="]والله تعالى هو المعلّم الأوّل للإنسان:" و عُلِّمْتُمْ ما لم تعلموا أنتم و لا آباِؤُكُم ".[/font][font="]( الأنعام: 91 )[/font][font="].[/font][font="] [/font][font="]أو قوله تبارك وتعالى:" و يعلّمكم ما لم تكونوا تعلمون ".[/font][font="]( البقرة:151 )[/font][font="].[font="] [/font][font="]و قوله سبحانه:[/font][font="] [/font][font="]" علّم الإنسان ما لم يعلم ".[/font][font="]( العلق: 5 )[/font][font="] [/font][font="]وقوله عزّ و جلّ: " خلق الإنسان علّمه البيان ".[/font][/font][font="]( الرحمان: 3 ).[/font][font="] [/font][font="]وقوله جلّ وعلا: " اقرأ و ربّك الأكرم * الذي علّم بالقلم ".[/font][font="]( العلق: 3-4 )[/font][font="].[/font][font="][/font]
[font="]تعرّفنا على الإنسان يفرض علينا طرح السؤال التالي: ما هي مهمّة الإنسان و ما هو دوره المطلوب على الأرض ؟[/font] !![font="][/font]
[font="]و حتّى نتلقّى مشاركاتكم و و مواقفكم من هذه المسألة أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه.. و الحمد لله ربّ العالمين..[/font]
[font="] [/font]
[font="] لم يعد لنا مزيد و غدا إن شاء الله هماك جديد[/font]
[font="] [/font]
[font="] الشيخ محمّد الشّاذلي شلبي[/font]
المشاهدات 6946 | التعليقات 2


هل كان قبل آدم عليه السلام على الأرض أحد ؟
هل كان يوجد قوم قبل آدم عليه السلام اسمهم جن وقوم اسمهم حن ؟
الحمد لله
لم يأت في الكتاب والسنة شيء يدل على أن قوما كانوا يسكنون الأرض قبل آدم عليه السلام ، وإنما الذي جاء في ذلك هو من أقوال بعض المفسرين من الصحابة والتابعين ، ومن ذلك :
القول الأول :
أن الأرض كان يسكنها الجن ( بالجيم المعجمة ) ، وهم الذين خلقهم الله تعالى من النار ، وهذا القول مروي عن أكثر أهل التفسير .
روى الطبري في تفسيره (1/232) عن ابن عباس رضي الله عنه قال :
( أول من سكن الأرض الجن ، فأفسدوا فيها ، وسفكوا فيها الدماء ، وقتل بعضهم بعضا )
وروى بسنده عن الربيع بن أنس قال :
( إن الله خلق الملائكة يوم الأربعاء ، وخلق الجن يوم الخميس ، وخلق آدم يوم الجمعة ، فكفر قوم من الجن ، فكانت الملائكة تهبط إليهم في الأرض فتقاتلهم ، فكانت الدماء ، وكان الفساد في الأرض )

القول الثاني :
لم يكن على الأرض قبل آدم عليه السلام أحد لا من الجن ولا من غيرهم .
وهذا القول رواه الطبري في تفسيره (1/232) عن عبد الرحمن بن زيد قال :
( قال الله تعالى ذكره للملائكة : إني أريد أن أخلق في الأرض خلقا ، وأجعل فيها خليفة ، وليس لله يومئذ خلق إلا الملائكة ، والأرض ليس فيها خلق )
يقول العلامة الطاهر ابن عاشور في "التحرير والتنوير" (1/228) :
" تعقيبُ ذكرِ خلق الأرض ثم السماوات ، بذكر إرادته تعالى جعل الخليفة ، دليلٌ على أن جعل الخليفة كان أول الأحوال على الأرض بعد خلقها ، فالخليفة هنا الذي يخلف صاحب الشيء في التصرف في مملوكاته ، ولا يلزم أن يكون المخلوف مستقرا في المكان من قبل ، فالخليفة آدم ، وخَلَفِيَّتُه قيامه بتنفيذ مراد الله تعالى من تعمير الأرض بالإلهام أو بالوحي ، وتلقين ذريته مراد الله تعالى من هذا العالم الأرضي " انتهى .

أما ما يذكره بعض المفسرين أو المؤرخين ، أن قوما اسمهم الحن ( بالحاء المهملة ) كانوا يسكنون الأرض ، فجاء الجن ( بالجيم المعجمة ) فقتلوهم وسكنوا مكانهم ، فيبدو أنها من القصص التي لا تستند إلى أي سند صحيح .
يقول ابن كثير في "البداية والنهاية" (1/55) :
" قال كثير من علماء التفسير : خلقت الجن قبل آدم عليه السلام ، وكان قبلهم في الأرض ( الحِنُّ والبِنُّ ) ، فسلط الله الجن عليهم فقتلوهم وأجلوهم عنها وأبادوهم منها وسكنوها بعدهم " انتهى .
قال العلامة الطاهر ابن عاشور في "التحرير والتنوير" (1/228) :
" إذا صح أن الأرض كانت معمورة من قبل بطائفة من المخلوقات يسمون ( الحِنُّ والبِنُّ ) بحاء مهملة مكسورة ونون في الأول ، وبموحدة مكسورة ونون في الثاني ، وقيل : اسمهم ( الطَّمُّ والرَّمُّ ) بفتح أولهما ، وأحسبه من المزاعم ، وأن وضع هذين الاسمين من باب قول الناس ( هيّان بن بيّان ) إشارة إلى غير موجود أو غير معروف ، ولعل هذا انجَرَّ لأهل القصص من خرافات الفرس أو اليونان ، فإن الفرس زعموا أنه كان قبل الإنسان في الأرض جنس اسمه الطم والرم ، وكان اليونان يعتقدون أن الأرض كانت معمورة بمخلوقات تدعى ( التيتان ) وأن ( زفس ) وهو ( المشتري ) كبير الأرباب في اعتقادهم جلاهم من الأرض لفسادهم " انتهى .


الإسلام سؤال وجواب

للمزيد