هل من عودة صادقةٍ إلى القرآن الكريم ؟!

رشيد بن ابراهيم بوعافية
1434/05/28 - 2013/04/09 05:41AM
[FONT="] [/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="][FONT="]هل من عودة صادقةٍ إلى القرآن الكريم[/FONT][FONT="] ؟[/FONT][FONT="]![/FONT]
[/FONT]
[FONT="][ الاستفتاح بما تيسّر ] ،ثم أما بعد [/FONT][FONT="]:[/FONT]
[FONT="] قال الله تعالى:[/FONT][FONT="]﴿[/FONT] [FONT="]أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنْ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمْ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ(16)اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا قَدْ بَيَّنَّا لَكُمْ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُون[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]﴾[/FONT][FONT="]([/FONT][FONT="] الحديد:16-17[/FONT][FONT="] ). [/FONT]
[FONT="] ما أحوجنا - معشر المؤمنين- أن نعقِلَ عن اللهِ تعالى مواعِظَهُ وآياتِه ، فتخشعَ قلوبُنَا لذكر الله تعالى وما نَزَلَ من الحق، فلا نكون كالذين أوتوا الكتاب من قبلنا، سمعوا الآيات، وحفظوا الكلمات، ولكن ضيَّعوا موعظة رَبِّ الأرض والسماوات . . ، فكانوا كما ذكر اللهُ تعالى:[/FONT][FONT="]﴿[/FONT] [FONT="]وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لَا يَسْمَعُون[/FONT][FONT="]﴾[/FONT][FONT="]([/FONT][FONT="] الأنفال:21[/FONT][FONT="] ). [/FONT]
[FONT="] ما أحوجنا أن نعلمَ أنَّ اللهَ تعالى يُحيي الأمَّةَ بعد موتها كالأرضِ بعدَ موتها ، إذا توَفَّرت أسبابُ الحياة والنبات بإذْنِ ربِّ الأرض والسموات . . [/FONT]![FONT="] [/FONT]
[FONT="]أيها الإخوة في الله[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]:[/FONT]
[FONT="] إنَّ القرآن الكريم هو حبلُ اللهِ المتين، وصراطُهُ المستقيم ، ما استَمسكت به الأمَّةُ في كلِّ زمان إلا ظهرت وعَزَّت، وما تركتهُ إلاَّ هانت وذَلَّت، ومصداقُ ذلك في القرآن الكريم وفي تاريخِ الأمَّةِ وصراعها الطويل مع الباطل:[/FONT]
[FONT="] اقرأ إن شئت أقوال أعداء الإسلام وخوفهم من القرآن الكريم أن يبعثَ الأمَّة من جديد، فقبل عقودٍ من الزمن قال الحاكم الفرنسي في الجزائر في ذكرى الاحتفال بمرور مائة سنة على الاستعمار[/FONT][FONT="]:" [/FONT][FONT="]إننا لن ننتصر على الجزائريين ما داموا يقرؤون القرآن، ويتكلمون العربية، فيجب أن نزيل القرآن العربي من وجودهم، ونقتلع اللسان العربي من ألسنتهم[/FONT][FONT="]"[FONT="][1][/FONT]. [/FONT]
[FONT="] [/FONT][FONT="]وحاقِدٌ آخر[/FONT][FONT="]ُ يقول:"ما دام هذا القرآن موجودًا في أيدي المسلمين فلن تستطيع أوروبا السيطرة على الشرق ولا أن تكون هي نفسها في أمان".[/FONT]
[FONT="] هذه كلماتٌ من أعداء القرآن الكريم تبيِّن بصراحةٍ خوفهم من القرآن الموجودِ في أيدي المسلمين، أن يصنعَ عزَّنا ومجدنا، ويحُولَ [/FONT][FONT="]دون تعبيدِ الأمَّةِ لشهواتهم وأطماعهم ومصالحهم . . [/FONT]
[FONT="] [/FONT]
[FONT="]أيها المسلمون[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]: [/FONT][FONT="]نظرةٌ في حال الأمَّةِ الواسعةِ العريضة تدعو إلى الدهشةِ والعجب..[/FONT]![FONT="] :[/FONT]
[FONT="] أُمَّةٌ فيها القرآنُ الكريمُ تقرأُهُ صباح مساء ، ومع ذلك لا هي بالدين قامت ولا بالدنيا نهضت و لا لها أقامت..! ، ضَعْفٌ وتراجُعٌ وتخاذُلٌ وتبعية، والقرآن فيها موجود..! [/FONT]
[FONT="] أليس القرآن في الأمة نقرأه صباحَ مساء . .؟[/FONT]![FONT="] ؛ فلماذا تحطَّم الجدارُ الوحيدُ الذي كان في وجه أوروبا..[/FONT]؟![FONT="]، ولماذا استطاعوا السيطرة على المسلمين ، يُقَلِّبون أُمورَهم . . ويلتهمون دُورَهم . . ويقصمون ظهورهم . . والقرآن فينا موجود..[/FONT]؟![FONT="] [/FONT]
[FONT="] أليست المصاحفُ في المكتبات . . والطَّبعاتُ بالملايين ، وهي على أحسن صفات الطبع والإخراج . . بل وتُطبَعُ على نفقة الكبار وشَرَفِهِم..؟[/FONT]![FONT="] ؛ فلماذا طالَ خُرُوجُ الأمة التي وُصِفَت فيه بأنها خيرُ أمَّةٍ أُخرِجت للناس ؟[/FONT]![FONT="] . . ألم يكن إخراجُها من القرآن أوَّل مرَّة . .[/FONT] ؟![FONT="] [/FONT]
[FONT="] بلى - معشر المؤمنين- ؛ القرآن هو القرآن ، وهو موجودٌ بين أيدينا نقرأُهُ وننظرُ فيه ، ولكنَّنا لا نستطيعُ الانتفاع بما فيه كما كان الأوَّلون ينتفعون بما فيه..[/FONT]![FONT="] لم يتغيَّر القرآن يقينًا ولكنَّ موقفنا من القرآن هو الذي تبدَّل وتغيَّر[/FONT][FONT="]..[/FONT]!![FONT="] [/FONT]
[FONT="] لنرى كيف كان حالُ الأوَّلين مع القرآن العظيم حتى كانوا جدارًا في طريق المصالح والأطماع، فَحَفِظُوا أُمُورَهم . . وسَادُوا دورَهم . . وحمَوا ظهورَهم . .: [/FONT]
[FONT="] قال الله تعالى:[/FONT][FONT="]﴿[/FONT] [FONT="]يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِين[/FONT][FONT="]﴾[/FONT][FONT="]([/FONT][FONT="]يونس:57[/FONT][FONT="]). [/FONT]
[FONT="] أربعُ صفاتٍ لكتابِ اللهِ تعالى فهمها الأوَّلون وعاشوها فحقَّقُوا مرادَ اللهِ تعالى من مجيء القرآن الكريم :[/FONT]
- [FONT="]علِمُوا أنَّ القرآن موعظَةٌ من الله فحفِظُوا موعظةَ اللهِ ورَعَوها حقَّ رعايتها فما ضيَّعوها كما ضَيَّع بنو إسرائيل موعظة الرحمن..[/FONT]![FONT="] [/FONT]
- [FONT="]وعلمُوا أَنَّه شفاءٌ لما في الصُّدور فعرضُوا على القرآن الكريم أمراضَهُم فشفاها،وشُبُهاتِهِم فكشفها وجلاَّها، فسلِموا من الشهواتِ والشُّبُهات..[/FONT]![FONT="][/FONT]
- [FONT="]و علِمُوا أنَّه هُدًى من اللهِ فلم يطلبوا الهداية من غيره وما رضَوا بهِ بَدِيلاً ولا عنهُ وعن أحكامه صارِفًا ومُحيلاَ في عقائدهم وأحكامهم وأخلاقهم ومنهج حياتهم..[/FONT]![FONT="] [/FONT][FONT="][/FONT]
- [FONT="]وعلِموا أنَّ القرآن الكريم رحمةٌ للمؤمنين فلم يطلبوا الرحمة من الشرق أو الغرب، فكُلُّ الرحمةِ في لزومِ القرآن وإقامةِ الأحكامِ وطاعةِ الرحمان..[/FONT]![FONT="] [/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="] حين كان القرآن الكريمُ في نفوسنا وواقع حياتنا بهذا المعنى : كانَ جدارًا في طريق المصالح والأطماع، عزَّ الدين، وحَلَّتِ البركةُ في الرزق والعجينْ ، وحينَ عُزِلَ القرآن من الأمَّةِ أن يكونَ منهجًا للحياة، فصارَ بركةً للقبور، وزينَةً للمكاتب والدُّور؛ رُفِعَ عِزُّنا وأمْنُنَا وخُبزُنا جميعًا، لأنَّ في القرآنِ أسبابُ العزِّ والأمنِ والخُبزِ جميعَا ، ولكنَّ أكثر النَّاسِ لا يعلمون [/FONT]![FONT="] :[/FONT]
[FONT="] [/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]قال الله [/FONT][FONT="][FONT="]U[/FONT][/FONT][FONT="]:[/FONT][FONT="]﴿[/FONT][FONT="]ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليهم من ربهم لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم[/FONT][FONT="]﴾[/FONT][FONT="]([/FONT][FONT="]المائدة:66[/FONT][FONT="]). وقال تعالى:[/FONT][FONT="]﴿[/FONT][FONT="] ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون[/FONT][FONT="]﴾[/FONT][FONT="]([/FONT][FONT="]الأعراف:96[/FONT][FONT="]) ، وفي سورة نوح قال الله تعالى :[/FONT][FONT="]﴿[/FONT][FONT="]استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا[/FONT][FONT="]﴾[/FONT][FONT="]([/FONT][FONT="]نوح:10-12[/FONT][FONT="]). [/FONT]
[FONT="]أيها الإخوة في الله[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]:[/FONT]
[FONT="] حينَ تنظُرُ الأمَّةُ للقرآن الكريم على أنَّه كتاب هدايةٍ وشفاءٍ وتقويم وتغيير ، على أنَّه هُدًى ورحمة للمؤمنين ؛ ستسري روحُ القرآن في الأمة من جديد ، وستُبعَثُ فينا روحُ القرآن التي جعلها اللهُ فيه ، ستنفتحُ علينا أبوابُ العِزِّ والخُبز من السَّماءِ والأرض ومن كلِّ مكان ، ولا يهُمُّ الزَّمنُ الذي تُفتَحُ فيه فإنَّ القضيَّةَ قضِيَّةُ جيل، والأجيالُ لا تُقاسُ أعمارُها بِعُمَّارِها . . [/FONT]! .[FONT="] [/FONT]
[FONT="] [/FONT][FONT="]نسأل الله العظيم التوفيق لما يحب ويرضى،أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم من كل ذنب إنه هو الغفور الرحيم.[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]الخطبة الثانية [/FONT][FONT="]:[/FONT]
[FONT="]أيها الإخوة في الله[/FONT][FONT="] :[/FONT]
[FONT="] إن الله تعالى قال للنبي [/FONT][FONT="][FONT="]r[/FONT][/FONT][FONT="] :[/FONT][FONT="]﴿[/FONT][FONT="]وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ(171)إِنَّهُمْ لَهُمْ الْمَنصُورُونَ(172)وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمْ الْغَالِبُونَ(173)فَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِين(174)وَأَبْصِرْهُمْ فَسَوْفَ يُبْصِرُون[/FONT][FONT="]﴾[/FONT][FONT="]( [/FONT][FONT="]الصافات : 171-175[/FONT][FONT="]) . [/FONT]
[FONT="] هذه الكلمةُ سُنَّةٌ للمرسلين وخلفائِهِم حتَى يرثَ الله الأرض ومن عليها، تزويجُ الصبرِ باليقين لتحقيقِ النَّصرِ والغَلَبَةِ والتمكين..[/FONT]![FONT="] [/FONT]
[FONT="] هذا هو الثمنُ الذي تُمتَحَنُ عليه الأجيال؛ يقينُ القلبِ بانتصارِ الحقِّ على الباطل، وصبرٌ على ما تراهُ العينُ من ظُهورِ الباطِلِ على الحقِّ زمن الامتحان . . يقينٌ دائمٌ وصبرٌ حتَّى حينْ..[/FONT]![FONT="] [/FONT]
[FONT="] حتَّى حينْ..[/FONT]![FONT="] قد يكونُ بِضْعَ سنينْ، وقد يكونُ ألفَ سنةٍ إلاَّ خمسينَ عامًا ، قال الله تعالى :[/FONT][FONT="]﴿[/FONT] [FONT="]وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَاصْبِرْ حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ[/FONT][FONT="]﴾[/FONT][FONT="]([/FONT][FONT="]يونس:109[/FONT][FONT="]).وكما قال الله تعالى :[/FONT][FONT="]﴿[/FONT][FONT="]وَالذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللهَ لَمَعَ المحْسِنِين[/FONT][FONT="]﴾[/FONT][FONT="]([/FONT][FONT="]العنكبوت:69[/FONT][FONT="]). [/FONT]
[FONT="] حينَ تسري روح القرآن في الأمة من جديد، ستُبعَثُ فينا روحُ القرآن . . سنأكُلُ من فوقنا ومن تحتِ أرجُلِنا ، ستنفتحُ على الأمَّةِ أبوابُ العِزِّ والخُبز من كلِّ مكان..[/FONT]![FONT="] هذا وعدٌ من اللهِ غيرُ مكذوب.. [/FONT]![FONT="] ولكن يا تُرى : كم تحتاجُ هذه الأمَّةُ لتعودَ إلى القرآن الكريم..؟[/FONT]! ، [FONT="]وكم تحتاجُ من جهودِ الدَّعوة والبيانِ وجُهودِ التربيةِ والبناءِ والتَّجرُّد ، في المدارس والبيوت والمساجد والأسواق..؟[/FONT]![FONT="] [/FONT]
[FONT="]معشر المؤمنين[/FONT][FONT="] : [/FONT]
[FONT="] حين يكون لنا القرآن موعظةً وشفاءً وهدًى ورحمة ؛ لن تجدَ في الأمة من يرفضُ حكم اللهِ تعالى ، ويُقَدِّمُ عليهِ حكمَ غيرِهِ بسبب شهوةٍ أو عصبيَّة أو ظُلمٍ واستكبار،لأنَّه يقرأ في القرآن الكريم قولَ الله تعالى:[/FONT][FONT="]﴿[/FONT] [FONT="]إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُون[/FONT][FONT="]﴾[/FONT][FONT="]([/FONT][FONT="]النور:51[/FONT][FONT="]). تُرى كم تحتاجُ الأمَّةُ من الجهودِ والأوقاتِ والتَّجرُّد لتتربَّى على هذه الآيةِ العظيمة وما تقتضيه في واقع الحياة . . ؟[/FONT]![FONT="] [/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="] حينَ يكون لنا القرآنُ موعظةً وشفاءً وهدًى ورحمة؛ لن تجدَ في الأمة امرأةً تتبرَّجُ وتتزَيَّن وتتعطر ثم تخرُجُ إلى الشوارع والطرقات تطلبُ الفتنةَ والإفسادَ في الأرض، لأنَّها تقرأُ في القرآن الكريم:[/FONT][FONT="]﴿[/FONT] [FONT="]وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ[/FONT][FONT="] ﴾[/FONT][FONT="]([/FONT][FONT="]الأحزاب:33[/FONT][FONT="])،فإن أبت فإنَّ والِدَها ووَليَّ أمرها يقرأُ في القرآن الكريم:[/FONT][FONT="]﴿[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَة[/FONT][FONT="]﴾[/FONT][FONT="]([/FONT][FONT="]التحريم:6[/FONT][FONT="]). فتجِدُهُ يؤمن بهذه الآية العظيمة منهجا للأسرة، وسينهاهُ ما يقرأُ أن يتخلَّى..[/FONT]![FONT="]، تُرى كم تحتاجُ الأمَّةُ من الجهودِ والأوقاتِ والتَّجرُّد لتتربَّى على هذه الآيةِ وما تقتضيه في واقع الحياة..؟[/FONT]![FONT="][/FONT]
[FONT="] حين يكون لنا القرآنُ موعظةً وشفاءً وهدًى ورحمة؛لن تجدَ في الأمة من يشبعُ وجارُهُ جائع، لن تجدَ في الأمة من يهنَأُ بالإسراف والتبذير، وأخوهُ في الله تعالى لا يجدُ ما يُسكِتُ به الجوع، ولا ما يمسحُ به الدُّموع...، لن تجدَ في الأمة من تهنأُ بقناطير الذهب وحقائب الجوهر وأختها في الله تُعاني الصِّغارْ ، وتخشى إسكاتَ الجوعِ بالعارْ..[/FONT]![FONT="] لن تجدَ جارًا يفعل ذلك، ولا أخًا في الله يستبيحُ ذلك، وهو يقرأُ في القرآن الكريم قول الله تعالى:[/FONT][FONT="]﴿[/FONT] [FONT="]وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُون[/FONT][FONT="]﴾[/FONT][FONT="]([/FONT][FONT="]الحشر:9[/FONT][FONT="]). تُرى كم تحتاجُ الأمَّةُ من الجهودِ والأوقاتِ والتَّجرُّد لتتربَّى على هذه الآيةِ العظيمةِ وما تقتضيه في واقع الحياة ..؟[/FONT]![FONT="] [/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]أيها الإخوة في الله[/FONT][FONT="]:[/FONT]
[FONT="] إنَّ جيلَ النَّبيِّ [/FONT][FONT="][FONT="]r[/FONT][/FONT][FONT="] ما عَزَّ بالأماني ولا بالأحلام...[/FONT]![FONT="] ما ارتفع عندَ اللهِ بالمظهريَّةِ الجوفاءِ والالتزامِ المُزَيَّف..[/FONT]![FONT="] ، ولكنَّهُ حينَ ابتُلِيَ على الخَوفِ والجُوعِ صَبَرْ، وحينَ امتُحِنَ على الأخُوَّةِ برهنَ وأظْهَرْ، وحينَ عرضَ النفوس على الآيات استرجعَ واستغفرْ، فتجرَّدَ وتَطَهَّر..[/FONT]![FONT="] ؛ حينها سَرَتْ فيهم روحُ القرآن ؛ لأنَّهم رأوهُ كتابَ هدايةٍ وشفاءٍ وتغيير..[/FONT]![FONT="] [/FONT]
[FONT="]أيها الإخوة في الله[/FONT][FONT="]:[/FONT]
[FONT="] إنَّ القرآن الكريم لن يعمل في الأمة بطريقة سحرية ولكنَّه يحتاجُ إلى أوقاتٍ وجهودٍ وتجرُّد..[/FONT]![FONT="] [/FONT]
[FONT="]حينَ تنظُرُ الأمَّةُ للقرآن على أنَّه كتاب هدايةٍ وشفاءٍ وتغيير ، وحينَ تترَبَّى على كتابِ اللهِ تعالى وتصبِرُ على مراحلِ الطريقِ وتكاليف التربية والتغيير ؛ ستعودُ إليها الحياةُ من جديدْ..[/FONT]![FONT="] ستسري روح القرآن فينا من جديد في عقائدنا وأعمالنا وأخلاقنا وتصوراتنا ، سنأكُلُ من فوقنا ومن تحتِ أرجُلِنا ولو بعدَ حين ، أكلَ عِزٍّ واقتدارْ ، لا أكلَ ذُلٍّ وصَغَارْ . . ، حينها يبعثُ اللهُ فينا الحياة كما يبعثها في الأرض بعد موتها، فنستمتعَ بالحياةْ، ونفهمَ قول الله تعالى:[/FONT][FONT="]﴿[/FONT] [FONT="]اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا قَدْ بَيَّنَّا لَكُمْ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُون[/FONT][FONT="]﴾[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]([/FONT][FONT="]الحديد:16-17[/FONT][FONT="]). . [/FONT][FONT="] [/FONT]
[FONT="] [/FONT][FONT="]نسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يوفقنا إلى حسن العلم وحسن العمل، وأن يأخذ بأيدينا إلى ما فيه صلاح قلوبنا وأعمالنا، إنه نعم المولى ونعم النصير . . وصلى الله وسلم وبارك على محمد على آله وصحبه أجمعين . .[/FONT][FONT="] [/FONT]

[FONT="][FONT="][1][/FONT][/FONT][FONT="] - المنار: عدد 9 - 11- 1962م .[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="][/FONT]
المشاهدات 2109 | التعليقات 0