هل ستخطب عن زيارة الأقصى تحت الإحتلال ؟؟ قضية للحوار

أبو عبد الرحمن
1433/05/26 - 2012/04/18 21:29PM
قام الجفري بزيارة المسجد الأقصى تحت حراب اليهود وعده الكثير تطبيعا وخدمة للإحتلال ثم تبعه شيخ الأزهر على جمعة رغم الفتاوى التاريخية لعلماء الأزهر وغيره حول ذلك ومن ذلك فتوى العلامة القرضاوي المشهورة في تحريم ذلك.

وهناك فتوى عامة لسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله في موقع الإفتاء الرسمي ونصها:

(زيارة المسجد الأقصى والصلاة فيه سنة إذا تيسر ذلك

س3: في ظل التفاهم بين العرب واليهود ، هل يجوز زيارة المسجد الأقصى والصلاة فيه، خصوصًا في حال الموافقة من الدول العربية؟

ج3: زيارة المسجد الأقصى والصلاة فيه سنة إِذا تيسر ذلك؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: [IMG]http://www.alifta.net/_layouts/images/UserControl-Images/MEDIA-H1.GIF[/IMG]
لا تشد الرحال إِلا إِلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى [IMG]http://www.alifta.net/_layouts/images/UserControl-Images/MEDIA-H2.GIF[/IMG] متفق على صحته . والله الموفق. )

فهل تؤيدون تناوله في خطبة في ضوء ماسبق ؟
وماهي العناصر المناسبة لذلك ؟
المشاهدات 4226 | التعليقات 5

زيارة المسجد الأقصى تحت الاحتلال
بين رأيين

"
الحمد لله ذي العزة والجلال ، المنفرد بصفات الكمال ، لم يلد ولم يولد وماله من ند ولا مثال ، بل هو الكبير المتعال ، أرسل رسله ليدلوا الناس على إفراده بالعبادة ، ويحذروهم من الشرك المفضي بهم إلى الإبادة ، وصلاته وسلامه على جميع الأنبياء والمرسلين خصوصا محمدا خاتم النبيين وعلى جميع من اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين "
أما بعد :
إن الباحث عن الحق لا يكف عن بحثه ولا يمل من فتشه ، فحاله مع مطلوبه كحال المحب مع محبوبه أو الوالد مع مولوده لما يذهل عنه أو يفقده هنيهة ، فإذ به يدور في كل مدار ويسلك الفيافي و القفار حتى تأنس روحه بمطلوبه وترضى به
هذه مقدمة تطول ! و الأقلام بها تصول وتجول وليست هي المرادة من هذه الكتابة و إنما فرعها و تطبيقها ، فما بين أيدينا فاتحة نقاش وكلام – بالعلم و البيان و البرهان – عن مدى مشروعية زيارة القدس المحتلة – فرج الله كربها وأخزى عدوها – وهي أسيرة لئام طغام .
وحتى نكون على هدى في مسيرنا ولا نخبط في الأجواء خبط عشواء عمياء في الليلة الظلماء صار علينا أن نحرر القول و نحبكه بالمخيط و النول :
-
فالكلام عن حكم أصل المسألة فقهي مجرد عن بعض الملابسات التي تعتري بعض الحالات التي تقدر بقدرها و يحكم عليها لحالتها ، فأحد لا يرضى ! أن يأتي رأس من رؤوس المسلمين ثم يخرج على العالم يحرسه أرذال أنذال ليمرروا من خلاله ما لا يرضاه ولا نرضاه ! فتأمل هذا هنا فإنه مهم .
-
وليس الكلام مناغمة لأهل الميوعة و الذوبان في أوحال مجرم محتال بأسلوب الثعبان الألعبان ، بل من تقرأ له من أشد المتدينين في البراءة من أهل الكفر و الدناءة .
[
أقوال المختلفين في المسألة وأدلة كل فريق ]
ومن خلال هذا يقال أن للعلماء في مسألتنا أقول :
الأول : مذهب من ذهب للجواز ، ومن أولهم العلامة الشيخ ابن باز ، فإليك بعض أدلتهم على مقالتهم :
-
يستدلون بذهاب النبي صلى الله عليه وسلم معتمراً إلى بيت الله العظيم لولا أن حال بينه وبين عمرته أهل شرك لئيم فحاورهم و خيرهم وكلمهم بل وأرسل عثمان سفيراً لهم ، و القصة مشهورة منشورة .
و وجه الدلالة : عزم النبي صلى الله عليه وسلم و همه وسعيه بزيارة بيت الله المعظم مع أنه مغتصب من كفار أشرار ، ولا يخفاك أن النبي صلى الله عليه وسلم أخرج من مكة المحببة إليه و إلى ربه – كما صح في الأخبار – فلو كان مثل هذا محرماً ومعصية لما هم به النبي ولا عزم عليه مع إخراج الكفار له من بلده و غصبهم لحقه و صحبه .
-
قول النبي صلى الله عليه وسلم عن المسجد الأقصى : { ولنعم المصلى هو ، وليوشكن لأن يكون للرجل مثل شَطَنِ فرسه ( وفي رواية : مثل قوسه ) من الأرض حيث يُرى منه بيت المقدس خير له من الدنيا جميعاً ، أو قال : خير له من الدنيا وما فيها } [ أخرجه الطبراني في الأوسط و البيهقي و الطحاوي و الحاكم وصححه و وافقه الذهبي و الألباني ، انظر سلسلة الأحاديث الصحيحة (2902) ]
و وجه الدلالة : أن النبي صلى الله عليه وسلم يخبر في هذا الحديث عن وقوع هذا المسجد الحبيب بأيدي أهل عدوان وتخريب ، ومع ذلك فإنه – صلى الله عليه وسلم – يحث أهل الإيمان على الدنو من هذا المسجد قدر الاستطاعة و الإمكان ، ولا يقال أن المقال خاص بأهل هذه الديار فالحديث يعم كل القادرين الأخيار . ولو كان مثل هذا يحرم لبين النبي العدنان ولم يأخر عن وقت الحاجة البيان .
-
ما رواه جابر بن عبد الله : { من أن رجلاً قام يوم الفتح فقال : يا رسول الله إني نذرت لله إن فتح الله عليك مكة أن أصلي في بيت المقدس ركعتين ، فقال : صل هاهنا ، ثم أعاد عليه ، فقال : صل هاهنا ، ثم أعاد عليه ، فقال : شأنك إذن }
[
أخرجه أحمد وأبو داود و الدارمي و البيهقي و الحاكم وصححه على شرط مسلم و أقره الذهبي و وافقه الألباني انظر إرواء الغليل (4/147) ]
و وجه الدلالة من الحديث : أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يعترض على الناذر أصل زيارته للمسجد الأقصى و الصلاة فيه مع أنه كان تحت الكفار ، ولكنه أرشده إلى ما هو أكثر أجراً و أيسر مطلباً ثم لما أصر الصحابي على نذره تركه النبي صلى الله عليه وسلم وشأنه .
وفي هذا رد بين جلي على من إذا ما رويت عليه الأحاديث التي فيها حث زيارة المسجد الأقصى أن أحداً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فعله قبل تحريره فجوابه من وجوه :
الأول : هذا .
الثاني : مجرد ما أتى به النفي المجرد ، و النفي لم يكن علماً يوماً .
الثالث : بل يقال : ألم يزر النبي صلى الله عليه وسلم المسجد الأقصى وهو بأيدي الكفار وصلى به إماماً بالأنبياء الأطهار الأخيار ؟
-
ومن أدلتهم البراءة الأصلية من الطوارئ التحريمية .
-
ومن أدلتهم مطلق الأدلة المرغبة بإتيان المسجد الأقصى و زيارته .
***
من أقوال العلماء في هذه المسألة واكتفي بنموذجين من كلام العلماء أحدهما متقدم و ثانيهما معاصر :
1-
ذكر الحافظ ضياء الدين المقدسي هجرة المقادمة من فلسطين إلى دمشق بسبب أذى الكفار لهم وعدم مقدرتهم إلى القيام بدينهم [ القلائد الجوهرية (1/26 وما بعدها ) وحكى حادثة هجرتهم بالتفصيل و روى أخبارهم وما حل بهم ، وكان مما قاله تردد بعض العلماء من دمشق إلى فلسطين و العكس فقال : ( وكان جماعة من أصحابنا يأتون مدة فيقيمون مدة ثم يرجعون ) ثم سرد أسماءهم وأخبارهم [ القلائد الجوهرية (1/33) ]
ومنهم العلماء و الفقهاء و الحافظ الضياء عالم مبرز ، فلو كان الدخول إلى فلسطين وهي تحت أيدي الصليبيين نوع اعتراف و تشريع و تطبيع معهم لأنكر ذلك عليهم ولكن شيئاً من ذلك لم يكن .
2-
سئل الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى عن زيارة المسجد الأقصى وهي تحت الاحتلال اليهودي الفاجر ، فقال :
(
زيارة المسجد الأقصى والصلاة فيه سنة إذا تيسر ذلك؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى)) متفق على صحته. والله الموفق ) [مجموع فتاوى ومقالات متنوعة الجزء الثامن ]
أما القول الثاني في هذه المسألة فهو التحريم و أبرز قائليه الدكتور يوسف بن عبد الله القرضاوي فقد قال : ( نرى أن السفر أو السياحة إلى دولة العدو الصهيوني لغير أبناء فلسطين حرام شرعاً ، ولو كان بقصد ما يسمونه ( السياحة الدينية ) أو زيارة المسجد الأقصى ) [ فتاوى معاصرة (3/462) ] ، و من أدلة هذا الفريق :
-
أن هذا الحكم مبني على مقاطعة اليهود الغاصبين ، وهذا ما نقدر عليه .
-
أن السفر إلى ديار المحتلين فيه شد من أزرهم مادياً ومعنوياً . وهذا تعاون محرم على العدوان .
-
أن في مثل هذا العمل كسر للحاجز النفسي بيننا وبينهم ويعمل بمضي الزمن على ردم الفجوة التي حفرها الاغتصاب و العدوان . وهذا كله همزة وصل إلى ما يسمى بالتطبيع .
-
لأن الاختلاط بالغاصبين لفلسطين بغير قيد ولا شرط يحمل معه أضراراً خطيرة و تهديداً لمجتمعنا بنشر الفساد و الرذيلة و و الأمراض .
"
فلهذا كان سد الذرائع إلى هذا الفساد المتوقع فريضة وضرورة : فريضة يوجبها الدين ، وضرورة يحتمها الواقع " [ المصدر السابق ]
-
ومن مفاسد إباحة الزيارة إلى فلسطين تحت أيدي الاحتلال الاعتراف بالاحتلال اليهودي لأن الزيارة تكون عبر إذنه وتأشيرته .
[
نقاش أدلة المحرم لزيارة فلسطين تحت حراب الاحتلال ]
وقد يناقش المستدل بهذه الأدلة بأمور :
الأول : فيما يتعلق بمقاطعة اليهود وأن هذا مقدرتنا :
لا يسلم للمخالف بأن زيارة فلسطين تحت الاحتلال تطبيع – إن لم يكن القصد منها ذلك ! – فلا يمكن في هذه النازلة تركيب فعل على فعل ثم استصدار حكم واحد لهما مع انفكاك جهتهما و اختلافها .
الثاني : فيما يتعلق بالدعم المادي و المعنوي للاحتلال :
فيقال : كما أن الدعم المادي يصل ليهود ، فإنه يصل للمسلمين كذلك ، بل لا يحصل اليهود إلا على رسوم الدخول فقط ، أما بقية المصاريف فإن الزائر بإمكانه أن يصرفها كلها بين المسلمين .
أما الدعم المعنوي : فقد يسلم للمخالف بهذه الحجة إن كانت الزيارة على نحو يؤيد هذا كأن يدخل المسجد الأقصى مثلاً تحت حراسة اليهود و أمام الإعلام وما أشبه ذلك ، فحينئذ تحرم هذه الصورة فحسب ، ولا يسحب الحكم على أصل المسألة كلها ، فإن هذه الحالة فرع عن الأصل ، فيقال : أن أصل الزيارة ليس بالحرام إلا إذا اقترنت بمثل هذه الأمور .
ولكم زار المسجد الأقصى من المسلمين في شتى بقاع الدنيا ولكم التقينا بالمسلمين الذين اعتكفوا معنا في المسجد الأقصى في رمضان و غيره فلم يظهر أي شيء من هذا الأثر الذي جعلوه سبباً لتحريم مطلق الزيارة .

الثالث : أن هذا فيه كسر للحاجز النفسي مع المحتل :
يقال : أن الإسلام لم يقرر عقيدة البراء من المحتل فقط بل من الكافر ، ومع ذلك لم يجعل من التعامل المادي ( الجائز ) ناقضاً لهذا الحكم ، مع العلم أن هذا الحكم لا يخص اليهود في فلسطين فقط ، بل يخص كل كافر في أي بقعة من بقاع الدنيا ، فكان ماذا ؟

الرابع : الاختلاط بهم ينشر الرذيلة و الأمراض :
القول في هذه النقطة كالقول بسابقتها .

الخامس : زيارة فلسطين تحت الاحتلال تشريع و إقرار بالمحتل :
يقال : لا يسلم للمخالف بهذه الدعوى ، بل دلت الأدلة السابقة على الدخول إلى الأراضي المغتصبة ولم يكن في ذلك شيء من التشريع للمغتصب . وكيف يكون كذلك ولا سبيل إلى فلسطين إلا عبر هذا الختم ؟ فهو لم يقع به باختياره ولا رضاه فكيف يكون راضياً بالاحتلال مشرعاً له ؟

[
وهنا أسئلة للمخالف ]
-
ما الفرق بين الدخول إلى الأندلس [ الدولة المسلمة المحتلة ] و فلسطين [ الدولة المسلمة المحتلة ] ، هل ختم محتل الأندلس على جواز سفري تشريع مني لاحتلالها ورضا مني به ؟ فلماذا أبيح الأول وحرم الثاني ؟
-
ما الفرق بين التعامل مع [ أمريكا ] – مثلاً – وهي بلد محتل لبلاد المسلمين كأفغانستان – مثلاً – فهل دخولي إليها تطبيع ؟
-
هل دخولي إلى [ بريطانيا ] – مثلاً – أو دخول [ البريطانيين ] – مثلاً – إلى بلاد المسلمين لا ينقل الرذيلة و الفساد و الأمراض ؟ بينما هو يفعل ذلك مع اليهود المحتلين لفلسطين ؟
-
ألا يكون في زيارتي [ لفرنسا ] – مثلاً – تعاون على كفرهم و باطلهم و ضلالهم مثلما قلتم من زيارتي لفلسطين المحتلة ؟
-
ألا يكون في زيارتي [ لألمانيا ] – مثلاً – و زيارة الألمان – مثلاً – كسر لحاجز البراء من الكفار الذي شرعه الإسلام عقيدة رصينة لحماية بيضة الإسلام و المسلمين من الذوبان في غيرهم ؛ كما يكون كذلك من خلال زيارتي لفلسطين المحتلة ؟
طبعاً الأسئلة عن كفار تلك البلاد ..

[
الختام ]
وفي الختام فلا أقل من أن يقال أن المسألة – بهذا التصوير الذي ذكرته – خلافية ، لكل رأي يراه ، ولا يسع متبني أحد القولين أن يرمي الآخر بالجهل بالواقع ! أو التعامي عن الوقائع ! أو عدم الفهم أو غير ذلك من سيء المقاصد و النوايا .
وأنا مقتنع تماماً بحلية زيارة فلسطين و المسجد الأقصى و إن كانت تحت الاحتلال للأدلة السابقة و لعدم اقتناعي بأي دليل من أدلة المحرم ، بشرط معتبر جداً ! أن لا تكون زيارته تطبيعية أصلاً ، و ألا يعرف قبل زيارته أن المحتل سيتغلها الاستغلال السيء – وعادة لا يكون هذه إلا لذوي الهيئات و الشخصيات المعتبرة، بل تكون الزيارة لهذه البلاد الحبيبة و لأهلها زادهم الله توفيقاً وهدى ، وأما عوام المسلمين في أصقاع الدنيا فلا يلحقهم ذلك وعليه فلا ينسحب عليهم حكم المنع و التحريم ولكم التقينا بالمئات منهم ممن زاروا هذه البلاد من شتى البلاد و صادقناهم وما زالت تربطنا ببعضهم علاقات طيبة و اتصالات متواصلة .
بل هناك ممن يرى أن زيارة المسلمين لفلسطين في هذه الظروف تقوية لشوكة المسلمين بها ، وإرغام لمحتلها وتحدٍ في وجهه بأن هذه الأرض إسلامية وهي لنا نزورها و نلتقي بأهلها متى ما أردنا .

هذا ما أقوله و أرده فإن كان صواباً فمن الله جل في علاه و إن كان خطأً فمني ونفسي الخاطئة ، و الله الموفق لا رب سواه ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
المصدر:


كلام الشيخ عبدالله العبيلان حول فتوى القرضاوي في تحريم زيارة المسجد الأقصى
قال المتصل:


بسم الله الرحمن الرحيم ، والحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
ففي يوم الأحد الموافق الحادي عشر من شهر ربيع الآخر لعام ثلاث وثلاثين وأربعمئة وألف من هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم ، وعبر الهاتف توجهنا بالسؤال التالي إلى شيخنا أبي عبد الرحمن عبد الله ابن صالح العبيلان حفظه الله تعالى:
شيخنا حفظكم الله ما قولكم بفتوى القرضاوي بتحريم ذهاب المسلمين للصلاة في المسجد الأقصى ؟- حفظكم الله –
يجيب الشيخ
بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين .
من المتفق عليه بين المسلمين أن الصلاة في المسجد الأقصى هي من العبادات التي أمر الله عز وجل بها ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم
قد ثبت في الصحيحين وغيرهما أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال:" لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد " وعدّ منها عليه الصلاة والسلام " المسجد الأقصى "
ومن المعلوم أن المقصد من خلق العباد هو عبادة الله ، قال تبارك وتعالى : (( وما خلقت الجن والإنس إلى ليعبدون )) ، ولا يجوز تعطيل العبادات بالرأي ، وقد صلّى النبي صلى الله عليه وآله وسلم في المسجد الأقصى قبل فتحه ، وشدّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه رضوان الله عليهم الرحل إلى مكة وكانت تحت سلطة كفار قريش ، وصلى المسلمون إبان تسلط الصليبيين على المسجد الأقصى – صلى المسلمون فيه – ولا أعلم أحدا من علماء المسلمين أفتى بتحريم شد الرحل إليه بأنه تحت سلطة النصارى ، بل إن شد المسلمين الرحل إلى المسجد الأقصى هو من أسباب حفظهم على استعادته من اليهود – وهذا ما لا يريده اليهود –
ومن هنا نعلم أن الدافع لهذه الفتوى هو دافع سياسي وليس دافعا شرعيا مبنيا على الدليل من الكتاب والسنة ، ولم يرد في سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم المنع من الصلاة فيه في أي حال من الأحوال .
والغريب أن الرافضة وأشباه الرافضة يشدّون الرحل في كل عام مرتين أو ثلاث أو أكثر إلى النجف وكربلاء ويشد بعض الجهال في مصر و في غيرها الصلاة في مسجد البدوي وغيره ولم نكن نسمع من القرضاوي تحريما مع العلم أن الدليل فيه بين وواضح في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم .
وعلى كل حال فتاوى القرضاوي دائما يشوبها شيء من الدوافع التي لا تخفى على المتتبع لفتاوى هذا الرجل .
نسأل الله تبارك وتعالى أن يصلح أحوال المسلمين وأن يعينهم على استعادة المسجد الأقصى من أيدي اليهود ، وبالله التوفيق .
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
المصدر:


(القول المبين في حكم زيارة المسجد الأقصى لغير الفلسطينيين) - للشيخين: مشهور والحلبي
لقد سألت شيخنا العلامة ابا عبيدة مشهور حفظه الله ورعاه وشيخنا المحدث العلامة علي الحلبي حفظه الله ورعاه عن حكم زيارة المسجد الاقصى لغير الفلسطينيين في زيارتي الى مدينة عمان في 21 جمادى الاول 1433
اليكم التفريغ والروابط
أخونا يسأل وقد جاء –جزاه الله خيرا- من فلسطين للإجابة عن هذا السؤال : ويقول
لقد أتيت إليك من فلسطين راجيا الله أن تجيب على هذا السؤال بشكل مفصّل ومؤصّل كما عهدناك لتطمئنّ به القلوب والنفوس.
لقد ذكر العلماء وسبق بالفتوى بعدم شدّ الرحال للصلاة في المسجد الأقصى للمسلمين من غير الفلسطينيين تحت سيطرة الصهاينة لسببين:
الأول : أنّه نوع من أنواع الاعتراف بسلطة الصهاينة على المسجد الأقصى.
الثاني: عدم دعم الاقتصاد الصهيوني.
ومعلوم شيخنا أن جل اهل فلسطين لا يستطيعون الصلاة في المسجد بسبب إحالة الصهاينة دون ذلك وأنّ مسلمي أمريكا وأفريقيا وأوروبا وأستراليا وغيرهم أسهل عليهم القدوم إليه، من أهل البلاد ، ومعلوم أيضا أنّ حلة الاقتصاد المقدسي الفلسطيني تأثر كثيرا بسبب إغلاق المعابر.
فالسؤال بارك الله فيك: ما هو ردّك على هذه الفتوى؟
وهل هناك فرق بين قدوم المسلمين الذين يأتون من بلاد الكفر والذين يعيشون في البلاد الإسلاميّة كمصر وغيرها؟
وما كان رأي الفقهاء سابقا في زيارة المسجد الأقصى حينما احتله الصليبيون؟
وما كان رأي الفقهاء سابقا في زيارة بيت الله الحرام حينما احتله القرامطة؟
وهل يقاس ذلك الواقع على واقع المسجد الأقصى اليوم؟
أقول المسألة نازلة وأنا أرشدت بعض الطلبة إلى أحكام من احتلت أراضيه، احكام الذين احتلت أراضيهم بعامّة وأحكام ما يتعلّق بالمسجد الأقصى بخاصّة، هذا الأمر مع تعطّل الجهاد تتعقّد المسألة ، قديما لمّا كان المسجد يحتل كانت الأمّة فيها حياة يقع الجهاد، تجيّش الجيوش، تقع النصرة أحيانا، لا تقع النصرة أحيانا، تبقى العداوة ظاهرة ، ومن مستلزمات وجود العداوة وبقاء العداوة عدم تمكين الناس من دخول المسجد، فكانوا لا يدخلون المسجد بحكم أنّ العلاقة بين المُحتَل و أصحابه المسلمين الذين المسجد كان تحت يدهم. هذه العلاقة هي علاقة عداوة مع كر وفر. ولكن الأمر اختلف، اليوم اختلف الأمر اختلافا كبيرا. فاليوم المسجد الأقصى، اسأل الله عزّ وجل أن يعيده إلا حظيرة الإسلام والمسلمين. هذا المسجد اليهود يأبون إلا أن يكون تحت سيطرتهم، وهم يعملون جاهدين -وأسأل الله عزّ وجل أن يحبط مسعاهم- على خراب هذا المسجد، فيمنعون أهله من الصلاة فيه ثمّ يظهرون للعالم مكرا أنّ من أراد أن يزوره من المسلمين فليزره بطرق قانونيّة. يعني يأخذ الإذن منهم ومن سفاراتهم إلى آخره..
إيش حكم زيارة المسجد والنبيّ صلى الله عليه وسلم أخبرنا أنّ الرحال لا تُشتد والمُطيّ لا تٌعمل كما في حديث اخر إلا إلى ثلاثة مساجد ومن بينها المسجد الأقصى، ومسجد النبيّ صلى الله عليه وسلم والمسجد الحرام. المسألة أن يركب الإنسان البحر وهو هائج وأنّ يعرِّض الإنسان نفسه للخطر ممنوع، أن يغامر الإنسان ويقامر بحياته وحريّته، هذا أمر ممنوع من هذا الملحظ ، إذا كان ركوب البحر وهو هائج ممنوع ، فإذا كان في الذهاب الى تلك البلاد في حق بعض الناس فإذا كان في حق العموم فالمغامرة حرام وإذا كان في حق بعض آحاد الناس ، كذلك الموضوع في حق من يمكن أن يتضرر. فإذا كان أمام حاصلا والضرر زائلا يُنظَر في المسألة الآن. اليوم المنشغلون في هذه المسألة في هذا الزمان، منهم من يمنع واخونا قد ذكرا سببين للمنع ذكر السبب الأول أنّ هذه الزيارة فيها إقرار واعتراف، وهذا الكلام ليس بصحيح إذ لا يلزم ان زرت فلسطين أن اكون مقرّا بأنّ لهم يدا على فلسطين. وبالشرع اليد العاديّة الغاصبة لا يعتّد بها، لكن اليد الغاصبة والعادية المعتدية لا يجعلها الشرع هملا. الشرع رتّب عليها أثرا ومن ترتيب الأثر على اليد الغاصبة قوله تعالى: ((للفقراء الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم)) فالله جلّ في علاه جعل المهاجرين فقراءً ونسب الديار إليهم ونسب المال إليهم وبيّن أنّهم قد أخرجوا وحُرموا فالاحتلال إذا قلنا أنّنا لا نستطيع أن نزوره إلا بإذن منه فهذا تحصيل حاصل لكن هل يلزم من أخذنا الإذن منه أننا نقرّ أن اليد المعتدية أصبحت قانونيا وأننا أقررنا ضمنا أنّ احتلاله صحيح. الجواب لأ. لأنّه لا يجوز لأحد أن يقول للفقراء الذين أخرجوا أن يقول أنّ الله قال عنهم فقراء سلب أموالهم،فإذا سلب أموالهم فإذا هذه الأموال أصبحت للكفار لأنّ المال لا بدّ أن يكون صاحب ذمّة ، هذا المنطق غير صحيح وحتى لا يصح هذا المنطق، الله قال بعده: ((الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم)) فمع قوله أخرجوا من ديارهم وأموالهم ، فجعل الديار لهم وقد أخرجوا عنها وجعل الأموال لهم وقد سُلبوها ، إلا أنّ الله لم يهمل أنّهم فقراء، فقال ((للفقراء)) فجعل للاحتلال أثرا، وهذا الأثر معتبرا في موضوع فقرهم ، إذا لا يمكن لعاقل أن يعامل دائما المنهيّ عنه شرعا كأنّه معدوم، وقلنا هذا مرارا وتكرارا في أحداث كثيرة ، المنهي عنه شرعا، وهو احتلال فلسطينمنهي عنه شرعا- ارتكبوا شيئا الشرع لا يُقرّه ولكن لمّا نتعامل معه لا نجعله كأنه عدما، طيّب يا من تذهب لزيارة رحمك يا من كنت من أهل فلسطين عند هؤلاء المفتين وتزور فلسطين، تزور فلسطين وتتعذّب في التفتيش وهذا أمر لا يمكن أن ينكر الواقع، طيّب لماذا نبعد ونأتي بمثل هذه الدلالت الصعبة، والتي لا يحسن نزعها الا من اتقن مباحث كثيرة في الشريعة. أليس لنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة، لمّا خرج من مكة او لما أخرج من مكة وهو يقول لو أنّ أهلك أخرجوني منك ما خرجت، طب لمّا خرج النبيّ صلى الله عليه وسلم من مكّة وذهب إلى المدينة ألم يرجع ألم يطلب ألم يرغب النبيّ صلى الله عليه وسلم ومن معه أن يرجعوا إلى مكة وأن يزوروا مكّة في عمرة الحديبيّة، أمّا خرج النبيّ وصحبه ليزوروا مكّة في قصة الحديبيّة ثمّ حصل الصلح على إثرها، هل يهمّ النبيّ بالمعصيّة خروج النبيّ صلى الله عليه وسلم من المدينة إلى مكّة ليعتمر ومكّة حينئذ كانت تحت يدي الكفار. فيا من تمنعون الذهاب إلى بيت المقدس وتقولون إذ ذهبنا فإنّنا نقر أن تكون بيت المقدس تحت الاحتلال –نقر بالاحتلال- طب هل النبيّ لمّا ذهب للعمرة يقر احتلال الكفار ومنع النبيّ صلى الله عليه وسلم والمسلمين أن يمكثوا فيها وهل من فرق بالمسألة. طيّب ألا ينتفع التجار الموجودين في مكّة من القادمين من الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه، ينتفعون ولو بقدر يسير.
فأنا أقول أنّ المنع المزعوم ممّن يمنع الذهاب إلى هذه الديار يحتاج إلى موَجِّه (دليل). تبقى مسألة، هل يترتب على عدم ذهابنا المسارعة في إرجاع فلسطين للمسلمين ، إذا قرر ذلك أهل الاختصاص ويقولوا نعم، أن عدم الذهاب إلى فلسطين فهذا يعجِّل من إرجاع فلسطين إلينا نقول قولتنا. ولكن هل الأمر كذلك، نحن لا حول ولا قوّة لنا إلا بالله.
بلونا المقاطعة ينادي بها أقوام يا ليتهم لم ينادوا بها، في فترة من الفترات قويَ حسُّ المقاطعة. كنت أنظر في بعض النشرات فأتوا بامرأة متبرجة تقول بالمقاطعة. قلت: لا تقاطعي البضاعة الأمريكيّة ولكن تجلببي، انت أمريكيّة من فوق لتحت ولبسك وظاهرك وكل شيء وتقولين بالمقاطعة، أنت تارك الصلاة، وتدخن وتشرب خمر، وأخلاقها مثل أخلاق الكفار، والكفار تربّعوا في بيتك وتمارس أخلاق الكفار وتقول بالمقاطعة. أي مقاطعة هذه؟
هذا التناقض عجيب في هذا الزمان، هذا تناقض عجيب. هو كلّه من الكفار في الظاهر والباطن، وطريقة تفكيره كلّها كفر في كفر وأنا لا أكفر ولكن طريقة الكفار في التفكير. تقديم الدنيا على الآخرة هذا لا يمكن أن يخرج عن أوامره ثمّ يقول بالمقاطعة، تقاطع إيش؟ هذه المقاطعة، أنا إذا وجدت في قلبي عدم طمأنينة وعدم راحة لشيء فأحجمت عنه لأمورا أتحسبها، لشروط تداخلت عليّ. بمقدار ما يقوى عندي هذا المحذور أمنع من فعله وهذه المسائل قد يعسر ضبطها، يعني لو أنّ رجلا مثلا يعلم أنّه إن ذهب يترتّب عليه شر عظيم، ينكل به يشهر به أنّ اليهود يصنعون أشياء تنفر الناس منه كما بلغني أنّ بعضهم لمّا ذهب، أخبروني ولا أقدر صدق الخبر، هذا الكلام على عهدة الراوي. جعلوا مجموعة من الموساد بالشعار الظاهر يحيطون به ويحرسونه فينفرون الناس منه، نقول هذا يُترك، هذا لا ينبغي فهذا لا يذهب. والمنع في حقِّه من الذهاب من أجل المفاسد التي تحوط به، فإذا ذهب إليهم عالم معتبر وترتب على ذهابه، شر وتسويد سمعة وتنفير أناس منه وإلى آخره.. فنقول بمقدار الوقوع في المحذور نبعد الناس عن الذهب. أمّا المبحث ليس هذا. المبحث الذي نتكلّم فيه ليس هذا، إنّما المبحث الذي أنا أتكلم فيه هو ما حكم أصل الذهاب، في عمرة الحديبيّة أراها دليلا صريحا على الحل والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبيّنا محمّد وعلى آله.
واليكم الرابط http://www.4shared.com/mp3/Wu9lSbXg/mashor.html

سؤال رمزي للشيخ الحلبي:
بالنسبة للفتوى، عدم ذهاب المسلمين غير المقيمين في فلسطين إلى المسجد الأقصى ونحن نسأل عن هذه الفتوى، وخاصة أنّه يأتي من الأعاجم وغيرهم وقد سمعوا بهذه الفتوى. فما توجيهكم؟
شوف هي النظر في هذه الفتوى، هي نظرة سياسيّة الان ، الذي قال بالزيارة الاقصى قال قولا سياسيا والذي منع، منع سياسيا. أمّا القضية شرعا من ناحية شرعية لا إشكال فيها ، كما لو أزور أي بلاد، لاكن بعض العلماء ايش بقلك ، هذا الآن محتل وإذا أردت أن تذهب لا بد ان تذهب بإذن المحتل وبالتالي أنت كأنّك تقِّر للمحتل بأنّه هو الذي يذهب بك وهو الذي.. قبل يومين ثلاثة الجفري راح زار المسجد الأقصى بحراسة الحرس الإسرائيلي في الصور جابوا صوره، والحرس اليهودي يحرسوه أسال الله العافية هذا إذا بدنا نقول نقول بتروح لحالك في ليلة لا قمر فيها او تصلي صلاة جمعة وتعود. أمّا مش الآن كاميرات وتصوير، والحرس الاسرائيلي حوليك عن يمينك وعن شمالك وهذا بعكس المقصود الشرعي.
والله أعلم وصلى الله على محمّد.
واليكم الرابط http://www.4shared.com/embed/1361034890/48fc785b
المصدر


زيارة الجفريّ للمسجد الأقصى
د. عبد المجيد البيانوني | 20/5/1433 هـ
أحدثت زيارة الحبيب علي الجفري للمسجد الأقصى ضجّة كبيرة ، وكثر القيل والكلام حولها، وأكثره مُنتقِد معترِض .. ودافع آخرون بعاطفة وتبرير ..
والحقّ أنّ هذه القضيّة دقيقة مشتبهة ، الحكم فيها ليس له صفة الوضوح والقطع ، ولذا فإنّ الفتوى فيها لا يفصل فيها نصّ واحد ، يتحدّث عن حالة فرديّة خاصّة ، لا صلة لها بالشأن العامّ ، الذي له علاقاته المتداخلة المتشابكة ، الواسعة الشاملة ، وله ملابساته المؤثّرة ، كما لا ينبغي أن يؤخذ فيه برأي الفرد مهما علا شأنه ، أو كان مبلغه من العلم . ويمكننا أن نفهم هذه العلاقات ونحلّلها كما يلي :
ـ الحكم الشرعيّ للزيارة ، وأثره في هذه القضيّة .
ـ واقع المؤمنين القريبين المعنيّين بهذا الصراع ، وما يحقّق أهدافهم ، ويشدّ عزائمهم ، ويدخل في باب نصرتهم ، وموقفهم من زيارة الأقصى في هذه الظروف .
ـ موقف الأعداء ودوافعهم وأهدافهم .
ـ صدى هذا الفعل عالميّاً ، وفهم عامّة الناس له ؛ سواء أكانوا موالين للأعداء متعاطفين معهم ، أو متعاطفين مع الأصدقاء ، مؤيّدين لحقّهم .
وأحبّ أن أحصر حديثي في هذه المقالة من خلال هذه النقاط السالفة :
ـ ينبغي التمييز أوّلاً بين حكم الأمر الذي له صفة فرديّة بحتة ، سواء أكان بالنظر إليه بذاته ، أو بالنظر إلى فاعله ، وبين الأمر الذي له بعد اجتماعيّ ، أو مجتمعيّ ، أو الأمر الذي له بعد إقليميّ أو عالميّ ، وبمعنى أدقّ : له بعد سياسيّ وحضاريّ .. فما بالك إذا كان الأمر يتعلّق بأخطر صراع تواجهه الأمّة عقديّاً وحضاريّاً .؟! فمثل هذا الأمر لا يصحّ بحال من الأحوال أن ينظر إليه ، أو يؤخذ بصفته الفرديّة ، بعيداً عن محيطه الاجتماعيّ والعالميّ .
وتأسيساً على ما تقدّم ؛ فإنّ زيارة المسجد الأقصى لا ينظر إليها من خلال حديث : ( لا تشدّ الرحال.. ) ، الذي يرغّب بشدّ الرحال إليه ، والصلاة فيه .. فحسب ، ومن نظر إليها كذلك كان كمن دعي إلى الصلاة في مسجد ، أرضه مغصوبة ، فصلّى فيه بدعوى الحرص على نيل فضائل السعي إلى المساجد وإحيائها وعمارتها ، ولم يلتفت إلى الملابسات التي تحيط بهذا المسجد ، وتوجب مراعاتها ، فكيف إذا كان المغتصِب عدوّاً لدوداً لهذا المصلّي ، وهو يريد أن يتّخذ من صلاته حجّة تبرّر اغتصابه وعدوانه .؟! وكيف إذا كان الصراع مع هذا المغتصِب صراع مبادئ وقيم ، وعقيدة وحضارة ، وليس صراع حدود وحجارة ..
إنّ حكم شدّ الرحال لزيارة المسجد الأقصى لا بدّ أن تتوفّر شروط مشروعيّته واستحبابه ، وأن تنتفي موانع ذلك ، فلا حجّة لمن تمسّك بهذا الأصل وأغضى عمّا يشترط فيه ، وما يمنع منه .. وذلك لا يخفى على كلّ طالب علم حصيف ..
وانظر إلى موقف عثمان ذي النورين رضي الله عنه يوم صلح الحديبية ، وتدبّره ببصيرة ، إذ عرض عليه المشركون أن يطوف بالبيت ، وقد جاء يفاوضهم بأمر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، وكأنّهم كانوا ينصبون له مطبّاً شائكاً فيما عرضوا عليه ، فأقسم رضي الله عنه أنّه لن يطوف بالبيت حتّى يطوف به رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، والبيت العتيق على مرمى بصره ، والشوق في قلبه لا شكّ في توقّده .. وهل يقاس الشوق إلى المسجد الأقصى بالشوق إلى البيت العتيق .؟!
وهذا الخليفة الراشد ، المهديّ الملهم ، عُمَرُ بنُ الخطَّابِ رضِيَ اللهُ عَنْهُ يَقُولُ : " لَسْتُ بالخِبِّ ، ولا الخِبُّ يَخْدَعُنِي"، أي لَسْتُ بالمَاكِرِ المُخَادِعِ ، ولا يُمْكِنُ أنْ يَخْدَعَهُ المَاكِرُ المُرَاوِغُ ، فالمُسْلِمُ كَيِّسٌ فَطِنٌ ، وَاعٍ لِمَا حَوْلَه ، مُدْرِكٌ لأبعاد ما يعرض عليه .
ويَقُولُ عنه المغيرة بن شعبة رضِيَ اللهُ عَنْهُ : " كَانَ وَالله أَفْضَلَ مِنْ أَنْ يَخْدَعَ ، وَأَعْقَلَ مِنْ أَنْ يُخْدَعَ " ([1]).
ومن مشكاة هذا الوعي الرشيد كان موقف العالم القاضي ، محيي الدين بن الزكيّ عندما دعي للخطبة والصلاة في المسجد الأقصى ، وهو تحت الاحتلال الصليبيّ قبل أن يحرّر بقليل ، فقال : " لا ، والله لا أخطب ولا أصلّي في المسجد الأقصى قبل أن نحرّره من أيدي الصليبيّين " .
فالمؤمن الحقّ له مشروعه وأهدافه ، ولا يمكن أن يستجرّ لخندق المَاكِرِين المُخَادِعِين ، مهما زيّنوا الباطل ولبّسوا .. ( ودُّوا لو تُدهِنُ فيُدهِنُونَ ) ، ( فاصبر ـ على طريق الحقّ وأهدافك ـ إنّ وَعدَ الله حَقٌّ ، ولا يَستَخِفَّنَّكَ الذينَ لا يُوقِنُونَ ) ..
ـ إنّ هذا الأمر أوّل من يستشار فيه وأولى من يستفتى أهل الدار، فهم أدرىالناس بما فيها ، ومن فيها ، وصحيح أنّ قضيّة فلسطين ، والمسجد الأقصى هي قضيّة المسلمين كافّة ، وهي في عنق كلّ مسلم ، ولكنّ العلماء والدعاة من أهلها الأقربين هم أعلم الناس بمجريات الأمور ، وظواهر الصراع وخوافيه ، وهم الذين يعانون المأساة بكلّ أبعادها ، ويعيشونها في الليل والنهار ، لحظة بعد لحظة ؛ فكيف يتقدّم عليهم أحد .؟! وهم المرابطون المصابرون ، أهل الدار المكابدون .؟! ألا يُستأذنون في الدخول عليهم وزيارتهم .؟!
ـ وتأسيساً على هذه النقطة فإنّ فتوى " رابـطـة عـلـمـاء فـلـسـطـيـن " في هذا الأمر هي القول الفصل ، فكيف وقد أيّدتها فتاوى عامّة العلماء والدعاة في العالم الإسلاميّ ، ووثّقتها مواقفهم .؟!
ـ لا يستطيع أن يماري أحد أنّ هذه الزيارة سياسيّة مسيّسة ، لُبّست في جانب منها لبوس الدين ، لاستغلال عاطفة دينيّة حاضرة في قلب كلّ مؤمن .. فكلّ ظروفها ، وملابساتها ، وإجراءاتها ، ومراحلها تؤكّد ذلك ، وتدلّعليه ، ويكفي للشكّ فيها ورفضها أنّها جاءت بمبادرة من العدوّ المغتصب ، أو بموافقته وتشجيعه ، ولا يخفّف ذلك ولا يلغيه قضيّة التأشيرة على الجواز ، فتلك قضيّة شكليّة ، ربّما يحصل عليها كلّ من أرادها .. بل ذلك ممّا يؤكّد الريبة ويثبتها ..
كما لا يستطيع أحد أن يواري ذلك كلّه تحت غلالة شفّافة من حكم شرعيّ ، لا يتجاوز حدّ الندبوالاستحباب ، وأحكام المنع تحيط به من جوانبه ..
ولعلّنا لا ننسى موقف الشيخ محمّد العريفيّ عندما (أعلن أنه سيبث حلقته القادمة من الأقصى، قبل أن يوضح بعدها أنه كان لا يقصد حضوره شخصياً في المسجد) ، وضجّ الناس .. بين مؤيّد ومستنكر ومستغرب .. وجاء الجواب الإسرائيليّ القاطع بأنّه غير مرغوب فيه ، ولو حضر لاعتقل.!
وكيف لا تكون هذه الزيارة سياسيّة مُسيّسة .؟! وهي تحت حراب الظلم والاغتصاب ، وفي موكب التطبيع ، الذي ترفضه الأمّة من أدناها إلى أقصاها .؟!
وقد حسمت منظّمة التعاون الإسلاميّ قضيّة الزيارة بأنّها تتبع موقف كلّ عضو من أعضائها ، بمعنى أنّ من كان من الأنظمة مُطبّعاً فزيارة شعبه ورعاياه طبيعيّة ، ولا مانع منها ، ومن كان من الأنظمة يقف موقف المقاومة ورفض التطبيع ، فتلك الزيارة جريمة يحاسب عليها ، ويؤاخذ بها .. ومع ذلك فكلّنا يعرف موقف أحرار مصر ، وهي بلد التطبيع الأوّل ، كيف يرفضون الزيارة ويمنعونها ..
فهل بعد هذا التسييس من تسييس .؟! وهل وضح الصبح لذي عينين ..
وأخيراً ؛ متى أيّها العقلاء الحكماء نثوب إلى تفكير بعقل الأمّة الجمعيّ ، وفتوى تمثّل عقل الأمّة الجمعيّ ، وحركة تواكب حركة الأمّة ، وخطواتها الراشدة .. فعقل الأمّة الجمعيّ عصمة لها من الزيغ والضلال ، وتيه المسالك العوجاء ، ولا نظنّ اجتهاد الفرد في قضايا الأمّة مهما بلغ من العلم والفهم ، أن يكون مسدّداً راشداً ..
ألم نكتف بعد من التشرذم والشتات .؟! ألم نكتف من فرديّة الاجتهاد في قضايا الأمّة العامّة .؟! إنّ الأمّة كلّها تقول بلسان فطرتها الإسلاميّة المشبوبة : " لسنا مع تصوُّف ولا غيره ، إذا كان يَشقُّ صفَّ الأمّة ، ويُفرِّقُ كلمتَها ، ويُشيعُ البلبلةَ بين خاصّتها وعامّتها ، ويصرف أنظارها عمّا يحيق بها .. ونَربأُ بكلّ واعظ أو داعية أيًّا كان موقعه أن يستجرّ إلى موقف يوهن العزائم ، ويضعف المقاومة المشروعة لاستعادة حقوق الأمّة المغتصبة ، وعلى رأسها فلسطين السليبة ، والمسجد الأقصى الأسير .. " .
ومرّة أخرى أقول بكلّ أسف : تقع الأمّة ضحيّة تفرّق ولاة أمرها من العلماء والدعاة ، في شؤون عامّة ، ما كان لهم أن تتفرّق كلمتهم فيها .. فينفذ إليهم أعداؤهم ، ويحقّقون بتفرّقهم أهدافهم ..
نسأل الله تبارك وتعالى أن يلهمنا رشدنا ، ويعيذنا من شرور أنفسنا ، وكيد أعدائنا ، ويجعلنا من المهديّين الراشدين ، إنّه وليّ ذلك والقادر عليه ، وصلّى الله وسلّم وبارك على سيّدنا محمّد ، وعلى آله وصحبه أجمعين ، والحمد لله ربّ العالمين .


([1]) ـ سراج الملوك (1 / 55).


وسط مطالبات بإقالته
الأزهر يرفض بدبلوماسية زيارة جمعة للقدس

مقتي مصر (بالشال الأبيض) أثناء زيارته القدس التي رفضتها قطاعات مصرية عريضة (الفرنسية)

جدد الأزهر الشريف تأكيده على قراره الرافض لزيارة القدس والمسجد الأقصى وهما تحت الاحتلال الإسرائيلي، وذلك بعد زيارة قام بها مفتي الديار المصرية علي جمعة إلى القدس وأثارت غضب قطاعات متنوعة في الأوساط المصرية التي تعارض تلك الخطوة منذ عقود.

وعقب انتهاء الاجتماع الطارئ لمجمع البحوث الإسلامية
بمشيخة الأزهر اليوم الخميس، أعلن المجمع في بيان مقتضب أن الأزهر يرفض أي زيارات للقدس والمسجد الأقصى وهما يقبعان تحت الاحتلال الإسرائيلي.
وذكر البيان أن المفتي قدم إيضاحات عن الزيارة بأنها كانت بصفة شخصية غير رسمية، وأنه لم يحصل على تأشيرة من سلطات الاحتلال الإسرائيلي، وأن الزيارة كانت في إطار ديني علمي لافتتاح مركز الإمام الغزالي.
لكن البيان عاود التأكيد على موقفه الرافض لمبدأ الزيارة بعد أن سرد مبررات المفتي، مما يفهم على أنه رفض دبلوماسي لزيارة علي جمعة. وكانت مصادر في الأزهر قد ذكرت للجزيرة أنه لم يكن لديهم علم بهذه الزيارة، واستغربت قيام المفتي بها دون إخطار الأزهر.
المسؤولون الدينيون بمصر طالما أكدوا موقفهم الرافض لمثل هذه الزيارة (رويترز)

عودة المفتي
وكان المفتي قد عاد إلى القاهرة ظهر اليوم قادما من عمّان بعد أن قطع جولته التي كانت ستشمل زيارة الإمارات وتركيا، وذلك لحضور الاجتماع الطارئ ومواجهة تداعيات الزيارة المثيرة.
وذكرت مصادر بمطار القاهرة أن المفتي وصل على متن الطائرة الأردنية ورفض الإدلاء بأية تصريحات لدى دخوله قاعة كبار الزوار، وخرج مسرعا إلى مقر دار الإفتاء المصرية.
وعبْر حسابه الشخصي على موقع تويتر للتواصل الاجتماعي، قال جمعة إنها كانت زيارة غير رسمية للمسجد الأقصى، وجاءت "نصرة وتضامنا مع قضية القدس الشريف".
وبهذه الزيارة يخالف المفتي ما يقره المسؤولون الدينيون في مصر، ومن بينهم أعضاء من الكنيسة القبطية منذ عشرات السنين، برفضهم التام لزيارة المقدسات وهي تحت الاحتلال.
وكان آخر تلك التأكيدات قد صدر عن الكنيسة القبطية يوم 14 أبريل/نيسان بمنع أتباعها من زيارة القدس بعد وفاة البابا شنودة الثالث الذي أصدر أمر المنع إثر قيام مئات المسيحيين المصريين بزيارة الأراضي المقدسة بمناسبة عيد الفصح.
وفي عام 2009 دعا وزير الأوقاف بمصر في تلك الفترة محمد حمدي زقزوق المسلمين لزيارة القدس والأقصى بمئات الآلاف سنويا "حتى نؤكد للعالم أجمع أن القدس قضية كل المسلمين" مما أدى إلى اتهامه بـ"التطبيع" مع إسرائيل.
صفوت حجازي طالب بعزل مفتي الديار المصرية بعد زيارته للقدس (الجزيرة)
انتقادات واسعة
وفور الإعلان عن زيارة المفتي، ثارت الأفعال الغاضبة على خطوته ونادى بعضهم بعزله. فقد قال المتحدث باسم الجبهة السلفية الشبابية خالد سعيد "إن ما حدث شيء ليس بغريب على رموز النظام البائد"، في إشارة إلى جمعة الذي عينه الرئيس المخلوع حسني مبارك.
وأضاف سعيد في تعليقات نشرتها البوابة الإلكترونية لصحيفة الأهرام "سنسعى لإقالته بشتى الطرق خاصة من خلال أعضاء مجلس الشعب من السلفيين"، حيث يسيطر نواب حزب النور السلفي على نحو ربع مقاعد مجلس الشعب المصري. وذلك ما تطابق مع دعوة الداعية صفوت حجازي الذي طالب أيضا بعزله، إضافة لاستنكار المفتي السابق نصر فريد واصل خطوة جمعة.
ونقلت الأهرام عن وكيل مجلس الشعب أشرف ثابت قوله إن المجلس سيناقش القضية لتحديد سبب زيارة جمعة للمدينة لاسيما وأنها المرة الأولى الذي يزور فيها مفتي مصر المسجد الأقصى، وذلك وفق ما ذكره مدير أوقاف القدس عزام الخطيب.
كما تظاهر المئات من طلاب جامعة الأزهر مساء الأربعاء احتجاجا على الزيارة وعدوها نوعا من التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي.
يُذكر أنه ومنذ بداية الشهر الجاري سجلت زيارات عدة للمسجد الأقصى، من بينها زيارة الأمير هاشم بن الحسين (الأخ غير الشقيق لملك الأردن عبد الله الثاني) في الخامس من أبريل/نيسان مع الداعية الحبيب الجفري، كما زار وزير الداخلية الأردني محمد الرعود الأقصى قبل ثلاثة أيام.
وينص اتفاق السلام بين الأردن وإسرائيل الذي وقع عام 1994 على المسؤولية الأردنية عن الأماكن المقدسة بالأراضي الفلسطينية المحتلة.
المصدر:الجزيرة + وكالات

متعلقات
أوقاف القدس : زيارة مفتي مصر للأقصي فضيلة دينية تحتمها الهجمة الصهيونية

الخميس 2012/4/19 11:43 ص

12
رام الله: رحب وزير الأوقاف والشئون الدينية محمود الهباش، اليوم الخميس، بزيارة مفتي مصر الشيخ علي جمعة والأمير الأردني غازي بن محمد للمسجد الأقصى، معتبرا أن هذه الزيارة تأتي في سياق تعزيز ودعم صمود أهالي مدينة القدس، ومشاركتهم آلامهم التي يعانونها من قبل الاحتلال الإسرائيلي.
وقال الهباش، في بيان له، إن 'السلطة الوطنية تثمن هذه الزيارة الهامة من قبل شخصية دينية كبيرة بحجم مفتي مصر الشيخ علي جمعة، الذي جاء لزيارة القدس باعتبارها فضيلة دينية، وضرورة سياسية، تحتمها الهجمة الاستيطانية الشرسة التي تتعرض لها المدينة المقدسة من قبل المستوطنين الذين يسعون يوميا لانتهاك حرمة المسجد الأقصى من خلال زياراتهم المتكررة، كمقدمة لتكريس وجودهم غير الشرعي في داخل باحاته والصلاة فيه'.نقلا عن وكالة فلسطين الاخبارية.
وأكد أن صنيع المفتي جمعة والأمير غازي ومن قبلهم الشيخ الداعية الحبيب علي الجفري والأمير هاشم بن الحسين بزيارة القدس هو 'تحد وإغاظة للاحتلال الإسرائيلي الذي يسعى إلى إفراغ ساحات المسجد الأقصى من زائريه العرب والمسلمين، كما يسعى إلى تشديد الخناق على المدينة المقدسة، لعزلها عن محيطها العربي والإسلامي كما عزلها عن محيطها الفلسطيني الذي يعاني الأمرين في محاولاته لزيارتها'.
كما دعا الهباش علماء المسلمين إلى شد الرحال إلى المسجد الأقصى، والصلاة فيه والتأسي بما قام به العالمان المفتي جمعة والجفري، ليحلا ضيوفا على القدس وعلى الشعب الفلسطيني المرابط في بيت المقدس.
المصدر:
http://www.moheet.com/2012/04/19/%D8%A3%D9%88%D9%82%D8%A7%D9%81-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%AF%D8%B3-%D8%B2%D9%8A%D8%A7%D8%B1%D8%A9-%D9%85%D9%81%D8%AA%D9%8A-%D9%85%D8%B5%D8%B1-%D9%84%D9%84%D8%A3%D9%82%D8%B5%D9%8A-%D9%81%D8%B6%D9%8A%D9%84/
أعضاء "البحوث الإسلامية" يؤكدون رفضهم سفر المفتى لزيارة القدس
الخميس، 19 أبريل 2012 - 16:15

جانب من زيارة المفتى للقدس
كتب لؤى على
قال الدكتور محمد عمارة عضو مجمع البحوث الإسلامية فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، إن موقفه الشخصى هو نفس موقف الأزهر الثابت من عدم زيارة القدس تحت وطأة الاحتلال الإسرائيلى، مشيرا إلى أن الدكتور على جمعة أوضح لأعضاء المجمع خلال الجلسة كيفية سفره للقدس، وأنه أكد أنه سافر بعيدا عن دار الإفتاء وعن الأزهر، وسافر بصفته عضوا فى جمعية آل البيت الأردنية، وأن أعضاء المجمع تفهموا ذلك.

من جانبه، أبدى الدكتور حامد أبو طالب عضو المجمع اعتراضه الشديد على تلك الزيارة التى قام بها المفتى، مؤكدا أنه رافضها تماما وأنه مع موقف الأزهر فى عدم السفر، مشيرا إلى أن على جمعة أكد لأعضاء المجمع أن الموقف فرض نفسه عليه، ولم يجد وقتا لا للاستشارة أو للاستخارة.

كما قال الدكتور عبد الله النجار، إنه يعترض على زيارة مفتى الجمهورية، وأنه لم يوافق خلال الجلسة على تلك الزيارة، وأبدى اعتراضه عليها، وأنه يرفض السفر إلى القدس فى ظل وجود الاحتلال الإسرائيلى.
المصدر



الأزهر يدين زيارة مفتي مصر للمسجد الأقصى
جمعة أكد أن موقفه كان ولا يزال ضد التطبيع وزيارته شخصية
الخميس 27 جمادى الأولى 1433هـ - 19 أبريل 2012م
الدكتور علي جمعة
القاهرة – أميرة فودة
أدان مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر بالإجماع زيارة مفتي الجمهورية الدكتور علي جمعة للقدس والمسجد الأقصى، وذلك إثر جلسة طارئة عقدها اليوم الأزهر برئاسة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب.

وقال أعضاء المجمع في بيان رسمي إن المجمع حريص وملتزم بقرار الأزهر السابق بعدم زيارة القدس والمسجد الأقصى وكافة الأماكن المقدسة إلا بعد زوال الاحتلال الإسرائيلي عن الأراضي الفلسطينية.

تبريرات جمعة
وأكد البيان أن عددا من أعضاء المجمع والإمام الأكبر عقدوا جلسة مع جمعة واستمعوا إلى مبرراته التي قال فيها إن زيارته شخصية وليست رسمية، وكانت في إطار علمي وديني، مشيراً إلى أنه لم يكن يستطيع رفض الدعوة خاصة في وسط الضمانات والرعاية الأردنية ودون حصوله على تأشيرة إسرائيلية.

وأكد جمعة للمجمع أن كامل الزيارة كان منظما من الطرف الأردني، وأنه لم يرَ في الطريق للمسجد الأقصى أي إسرائيلي، نافياً وجود أي حراسة إسرائيلية له خلال تواجده في الأراضي الفلسطينية.

وأكد جمعة للطيب أن موقفه كان ولا يزال ضد التطبيع تماما بكل أشكاله، ولكن دعوته بزيارة القدس منة من الله، ولذلك لم يقاومها، حسب ما قال، موضحا أنه كان سعيداً بالصلاة في المسجد الأقصى.

وأرادف جمعة أن الزيارة لا تمثل الأزهر ولا دار الإفتاء، مضيفاً أنه يحمل رسالة لكل المصريين من المقدسيين الذين رحبوا بزيارته، والذين دعوا كل المسلمين لزيارة القدس وعدم نسيان القضية الفلسطينية أو التراخي فيها في ظل محاولات التهويد المستمرة من الجانب الإسرائيلي.

وجاء في الرسالة أيضا على لسان المقدسيين أن زيارة القدس واجب شرعي على كل مسلم، وعليه أن لا يهجر تلك المدينة المقدسة، وأن يقدم لها كل الدعم.

إدانة اللجنة الدينية بمجلس الشعب للزيارة
كان جمعة قد زار المسجد الأقصى وصلى فيه ركعتين أمس الأربعاء في إطار زيارته للقدس، حيث تمت الزيارة تحت إشراف السلطات الأردنية دون الحصول على تأشيرة من السلطات الإسرائيلية. وأثارت الزيارة حفيظة جهات مصرية عدة.

وفي السياق نفسه شن سيد عسكر، رئيس اللجنة الدينية بمجلس الشعب، هجوما حادا على جمعة واعتبر زيارته "تطبيعاً" مع إسرائيل.

وأضاف عسكر: "ما حدث أمر غريب بعد الثورة (...) إسرائيل ستستفيد من هذه الزيارة إعلامياً ودعائياً، وستسيء للقضية الفلسطينية وللقامات الإسلامية".

توضيح حول صورة نواب الإخوان
وفي سياق آخر نفت جماعة الإخوان المسلمين على لسان عضو الهيئة البرلمانية لحزب الحرية والعدالة وعضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب الدكتور أحمد إمام أن تكون الصورة التي تم تداولها على بعض المواقع وصفحات التواصل الاجتماعي لعدد من النواب وخلفهم لافتة مكتوب عليها "القدس" تم التقاطها لوفد البرلمان المصري الذي زار قطاع غزة منذ عدة أيام.

وأشار إمام إلى أن البعض ظن أن هذه الصورة تم التقاطها في مدينة القدس إلا أنه في الواقع تم التقاطها أمام المجلس التشريعي الفلسطيني بقطاع غزة، وكان مكتوب على اللافتة التي خلف النواب "القدس تبعد عن هنا 37 كيلومترا".

وأبدى إمام تعجبه من نشر هذه الصورة الآن وبهذا الشكل، مضيفا أن زيارة القدس الشريف حلم يراود كل عربي ومسلم، ولكنها زيارة لن تتحقق إلا بعد زوال الاحتلال الإسرائيلي عن القدس الشريفة.

المصدر:
"القرضاوى": زيارة القدس حرام شرعاً والامتناع عنها محل إجماع وطنى بين المسلمين والأقباط.. ويتساءل: لماذا تمنع إسرائيل رائد صلاح عن الزيارة وتجيزها للمفتى؟
الخميس، 19 أبريل 2012 - 19:02
الشيخ يوسف القرضاوى
كتب لؤى على
انتقد الدكتور يوسف القرضاوى، رئيس الاتحاد العالمى للعلماء المسلمين، زيارة مفتى الديار المصرية، الدكتور على جمعة للقدس، قائلاً فى بيان له، "أصدرت من قبل فتوى بتحريم زيارة القدس، ونشرتها فى كتابى فتاوى معاصرة، وما كنت أحب أن يخرج الشيخ على جمعة بشخصه كعالم من علماء المسلمين، ولا بصفته مفتياً للديار المصرية، أكبر بلد عربى، عن هذا الرأى، الذى يكاد يكون إجماعاً بين علماء الأمة الإسلامية فى عصرنا هذا".

وأضاف بيان "القرضاوى"، "قضية تحريم زيارة القدس، وهى تحت الاحتلال الصهيونى، محل اتفاق وطنى، إسلامى مسيحى، فالأزهر حرمها على المسلمين فى مصر والعالم، والكنيسة الأرثوذكسية حرمتها كذلك على أتباعها، وأكدت استمرارها على ذلك من قريب".

وتساءل القرضاوى، "كيف نفهم سر المحاولات الحثيثة من أكثر من جهة، على جعل المسلمين فى العالم، لا سيما العربى منه، يزورون المسجد الأقصى، فى الوقت الذى تمنع إسرائيل الشيخ رائد صلاح، وهو من فلسطينى (48) من زيارته، وكثيراً ما تغلق أبواب المسجد أمام الفلسطينيين من خارج القدس، أو من هم دون سن الأربعين، تصدهم عن الصلاة فيه بحجج شتى؟".

وتابع القرضاوى فى بيانه، "كنت أنتظر أن يقتدى الشيخ على جمعة بسيدنا عثمان، رضى الله عنه، حين قالت له قريش، إن شئت أن تطوف بالبيت، فطف به، فقال، ما كنت لأفعل حتى يطوف به رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فليت الشيخ على جمعة ادخر أمنيته بزيارة المسجد الأقصى حتى يتحرر من أيدى اليهود، ويزوره مع عموم المسلمين، ويصلى إماماً بمن يحررونه من أيدى اليهود، أو يلقى الله، سبحانه وتعالى، وهو شهيد على ما فى قلبه من حب للمسجد الأقصى".

وأكد القرضاوى أن الاعتبارات التى ساقها الشيخ على جمعة، أو سيقت للدفاع عن موقفه، فلا أرى إلا أن التوفيق قد خانه، ويغفر الله لنا وله، ما كان أغناه وأغنى المسلمين عن هذه الزيارة.

وأوضح أن فتواه التى نشرت منذ ما يزيد على عشر سنوات، وأسسها على عدة أمور، أولا: ما يوجبه الإسلام على المسلم من مقاطعة عدوه، مقاطعة اقتصادية واجتماعية وثقافية، فى أحد الأسلحة المتاحة للمسلمين فى مواجهة عدوهم.

ثانياً: إن تعاملنا مع الأعداء يشد من أزرهم، ويقوى دعائم اقتصادهم، ويمنحهم قدرة على استمرار العدوان علينا، بما يربحون من ورائنا، وما يجنونه من مكاسب مادية، وأخرى معنوية لا تقدر بمال، فهذا لون من التعاون معهم، وهو تعاون محرم يقينًا، لأنه تعاون على الإثم والعدوان. قال تعالى: {وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} [المائدة:2].

ثالثاً: إن التعامل مع الأعداء المغتصبين، استقبالاً لهم فى ديارنا، وسفرًا إليهم فى ديارهم، يكسر الحاجز النفسى بيننا وبينهم، ويعمل ـ بمضى الزمن ـ على ردم الفجوة التى حفرها الاغتصاب والعدوان، وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّى وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ} [الممتحنة:1]، وهذا ما يعبرون عنه بـ"التطبيع"، أى جعل العلاقات بيننا وبينهم "طبيعية"، كأن لم يقع اغتصاب ولا عدوان، وهم لا يكتفون اليوم بالتطبيع الاقتصادى، إنهم يسعون إلى التطبيع الاجتماعى والثقافى والدينى، وهو أشد خطرًا.

رابعاً: إن اختلاط هؤلاء الناس بنا، واختلاطنا بهم، بغير قيد ولا شرط، يحمل معه أضرارًا خطيرة بنا، وتهديدًا لمجتمعاتنا العربية والإسلامية، بنشر الفساد والرذيلة والإباحية التى تربوا عليها، وأتقنوا صناعتها، وإدارة فنونها، لهذا كان سد الذرائع إلى هذا الفساد المتوقع فريضة وضرورة، "فريضة يوجبها الدين، وضرورة يحتمها الواقع".

واختتم القرضاوى بيانه قائلاً، "فى ضوء هذه الاعتبارات نرى أن السفر أو السياحة إلى دولة العدو الصهيونى ـ لغير أبناء فلسطين ـ حرام شرعًا، ولو كان ذلك بقصد ما يسمونه "السياحة الدينية" أو زيارة المسجد الأقصى، فما كلف الله المسلم أن يزور هذا المسجد، وهو أسير دولة يهود، وفى حراسة حراب بنى صهيون، بل الذى كُلِّف المسلمون به هو تحريره وإنقاذه من أيديهم، وإعادته وما حوله تحت الراية الإسلامية.. إننا جميعًا نَحِنُّ إلى المسجد الأقصى، ونشتاق إلى شد الرحال إلى رحابه المباركة، ولكننا نبقى شعلة الشوق متقدة حتى نصلى فيه، إن شاء الله بعد تحريره وما حوله، وإعادته إلى أهله الطبيعيين، وهم أمة العرب والإسلام.


موضوعات متعلقة:

"العوا" يطالب المفتى بعدم زيارة المقدسات بفلسطين تحت الهيمنة الإسرائيلية
أعضاء "البحوث الإسلامية" يؤكدون رفضهم سفر المفتى لزيارة القدس
مفتى الديار يتحدى الجميع ويؤكد: لا يحق لأحد تخوينى وزيارتى للقدس "شخصية" ونعمة من الله لم أستطع رفضها.. وحراستى كانت أردنية ولم أحصل على تأشيرة من الاحتلال.. و"المجمع" يتمسك برفض الزيارة
المصدر
القدس في العيون / علماء مصر يرفضون زيارة القدس وهي تحت الاحتلال::
13 / 04 / 2012 - 01:48
تاريخ الإضافة :
قـــاوم – وكالات :
تجمع فتاوى علماء المسلمين في مصر حول عدم جواز زيارة القدس في الوقت الحالي وهي تحت وطأة الاحتلال الصهيوني، مؤكدين أن السفر إلى القدس لن يكون إلا من خلال تأشيرة صهيونية، وهو اعتراف ضمني بدولة الاحتلال وتطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب، فضلا عن انها تقتل حالة العداء في نفوس العرب تجاة الصهاينة.
ويأتي على رأس هؤلاء العلماء شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، والذي سبق أن أكد على رفضه لزيارة القدس في الوقت الراهن، كما أنه يدعو جميع المسلمين إلى عدم زيارتها إلا بعد تحريرها.
وقال الطيب في تصريحات صحفية "لن أزور القدس والمسجد الأقصى إلا بعد تحريرهما تمامًا من الاحتلال، وأرفض زيارتهما في الوقت الراهن، لأن ذلك يعدّ اعترافا بشرعية الاحتلال".
وكشفت مصادر ازهرية أن الإمام الاكبر تلقى العديد من الدعوات لزيارة القدس من خلال رئيس السلطة وعدد من الشخصيات الفلسطينية، إلا أن شيخ الأزهر رفض هذا الأمر بشدة، وأكد لعباس أنه يربأ به من ترويج مثل هذه الدعوات والا يشارك في عمليات التطبيع مع العدو.
من جانبه؛ رفض الدكتور نصر فريد واصل مفتي مصر الأسبق الدعوة لزيارة القدس كخطوة لكسر الهيمنة الصهيونية عليه، ويقول "زيارة القدس وهي تحت الاحتلال الصهيوني تعد نوعًا من التطبيع، وقد يؤدي الأمر إلى الإيحاء بأن مشكلة احتلال القدس قد حلت بدليل أن زيارتها أصبحت مفتوحة للجميع، ولا داعي لمسألة الاستقلال والمطالبة برفع يد الصهاينة عن القدس".
وأضاف واصل ": أن نصرة القدس بشكل عملي تأتي عبر تدعيم "المقدسيين"سياسيا واقتصاديا؛ لتثبيت تواجدهم داخل القدس ليكونوا شوكة في حلق مخطط التهويد، وإثارة الأمر بشكل منهجي مع منظمات حقوق الإنسان، وذلك مع الاستمرار في حظر التطبيع السياسي أو الثقافي أو الاقتصادي مع دولة الاحتلال "، أما زيارة القدس باستخدام تأشيرات صهيونية يكرس الخضوع للصهاينة والإقرار بحقهم في السيطرة على القدس، وقد يكون الأمر مدخلا للتطبيع، ويستثنى الفلسطينيين من هذا الأمر، لأنهم واقعون تحت احتلال ومضطرين شرعًا وقانونا لاستخدام التصاريح الصهيونية في الدخول إلى القدس أو الخروج منها.
وطالب واصل بتحرك عربي إسلامي فاعل لإحياء قضية القدس دوليًا على محاور جديدة، واتخاذ مواقف أكثر جدية وتنظيما في المحافل الدولية ضد دولة الاحتلال وممارساتها في المدينة المقدسة
وانتقد الدكتور صفوت حجازي، رئيس رابطة علماء أهل السنة والمتحدث باسم اللجنة الشعبية لمقاومة تهويد القدس، قبول بعض الدعاة بزيارة القدس تحت زعم الصلاة بالمسجد الأقصى أو زيارة المقدسات الاسلامية هناك، مشيرًا إلى أن "سقطات الدعاة تكون صادمة للشعوب إضافة إلى أن الدعاة هم القدوة واقبالهم على مثل تلك السقطات قد تدفع من خلفهم إلى الانجرار إلى نفس السقطات".
وقال حجازي: "لا أوافق على هذه الدعوة ولا يوافق عليها أي مسلم.. وتعد لونا من ألوان التطبيع ولكي أذهب إلى القدس لا بد أن أحمل تأشيرة دخول صهيونية، وهذا يعد اعترافا بالاحتلال"، متسائلاً "ماذا ينفع الفلسطينيون من ذهاب مليون أو أكثر من المسلمين للمسجد الأقصى .. هل هذه نصرة؟".
وأضاف حجازي: أن الأموال التي تدفع على رحلات القدس التطبيعية أولى بها المقاومة الفلسطينية لدفعها بقوة على تحرير الاراضي الفلسطينية وتحرير القدس والاقصى وبذلك الوقت يحق لنا زيارة الاقصى والصلاة فيه.
وأكدت الدكتورة آمنة نصير، أستاذة العقيدة والفلسفة في جامعة الأزهر، أن جميع علماء الأزهر متفقون منذ سنوات على عدم زيارة القدس وهي تحت الاحتلال، ويشارك في هذا موقف الكنيسة المصرية التي ترفض زيارة المسيحيين لها إلا بعد تحرير المدينة المقدسة من دنس اليهود، بالرغم ما قام به بعض الاقباط من زيارة القدس مؤخرًا.
وأعربت الدكتورة آمنة نصير عن تخوفها من أن تقتل هذه الدعوة لزيارة المسجد الأقصى العداء في نفوس العرب والمسلمين تجاه اليهود، لأن ذلك يعد دعوة للتطبيع مع العدو الصهيوني تحت ذريعة زيارة المسجد الأقصى – على حد قولها.
ومن جانبه؛ دعا الدكتور جمال عبد السلام – رئيس لجنة القدس باتحاد الأطباء العرب - المؤسسات الدينية الإسلامية والمسيحية في العالم العربي إلى تفعيل فتوى الأزهر الشريف التي أكد عليها الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب مؤخرًا بعدم جواز زيارة المسلمين للقدس في ظل الاحتلال، وهو نفس قرار الكنيسة الأرثوذكسية في مصر التي قررت "دخول بيت المقدس مع المسلمين فاتحين بعد تحريرها.
وقال عبد السلام ان هناك حالة اجماع بين العلماء وعلى رأسهم شيخ الازهر والدكتور القرضاوي لمقاطعة دعوات السفر الى القدس وهي تحت وطأة الاحتلال ، معربا عن رفضا مما قام به بعض الدعاة من زيارة القدس او القبول بزيارتها والدعوة لها