هل الله يحبني ؟!

متدرب متدرب
1437/05/24 - 2016/03/04 10:11AM


هل الله يحبني ؟

الحمد لله رب العالمين ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله ، صلى الله عليه وسلم ، وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان وسلم تسليمًا كثيرًا
أيها المسلمون! اتقوا الله تعالى لتكونوا من أولياء الله الذين يقول الله فيهم : ((أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ ))

أيها الناس :
( الودود ) اسم من أسماء الله الحسنى قال الله تعالى : (وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ )
ومن معانيها أي المحُب والمحبوب ، يحب أولياءه وأصفياءه ويحبونه .

ومن صفات ربنا الرحمن الرحيم ( المحبة ) فالله يُحِب من شاء من عباده ويُحِب ما شاء من خلقه .
بل إن الله تبارك وتعالى يصطفي من شاء من أوليائه فيتخذه خليلاً ـ والخلة أعلى درجات المحبة ـ كما اتخذ الله إبراهيم عليه السلام خليلاً ، واصطفى نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم ليكون أيضاً له خليلاً .
وكما أن الله تبارك وتعالى يُحب ، فهو جل جلاله أيضاً ( يُحَب ) ، فيحبه عباده المؤمنون ، يحبونه لذاته وكماله وجلاله ويحبونه لإنعامه وأفضاله .
قال الله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ ) .
وقال جل ذكره : ( قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ ) وقال تعالى : ( وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ ) .
وفي الصحيحين قال النبي صلى الله عليه وسلم ليلة فتح خيبر : ( لأعطين الراية غداً رجلاً يحب الله ورسوله ويُحبه الله ورسوله يفتح الله على يديه ) فأعطاها علي بن أبي طالب رضي الله عنه .

أيها الناس :
إن أصل حُب الله موجود في قلب كل مؤمن . فما من مؤمن إلا وفي قلبه حب لله ، ولكنهم يتفاوتون في مقدار هذا الحب الذي في قلوبهم ، فكلما زاد الإيمان والعمل الصالح قوي حب الله في القلب ، وبقدر نقص الإيمان والعمل الصالح ينقص الحب .
فحتى العصاة والمذنبون من أهل الإيمان هم يحبون الله ، ولكن نقص من حبهم بقدر عصيانهم وذنبهم . ففي الحديث أن رجلا أُتيَ به إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقد شرب الخمر ، فَأمَرَ به فَجُلدَ ، وتكرر منه ، فقال رجل من القوم : اللّهم العَنْهُ ، ما أكثر ما يُوتَى به في الخمر ، فقال رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم : لا تَلعنوه ، فو اللَّه إنهُ يُحِبُّ اللَّه ورسوله ». أخرجه البخاري .
أيها المسلمون : كلنا أهل الإيمان نُحب الله ، وسهل على كل أحد أن يدعي ويقول: ( أنا أحب الله ) فما أسهل الدعوى وما أعز المعنى .
ولكن الشأن الكبير والسؤال الثقيل الذي يصعب الجواب عليه هو :
( هل يحبك الله ؟ ) هل وصلت إلى مرتبة أن يحبك الله العظيم رب السموات والأرض ورب العرش الكريم ؟ ومن أنت ؟ وما الصفات الجميلة التي فيك حتى يحبك الله ؟ وهل سألت نفسك : ما قدري عند الله ؟ .
لذا قال أحد السلف : ليس الشأن أن تُحِب ولكن الشأن أن تُحَب .
ما أصعب أن تدعي ( أن الله يُحبك ) . لقد ادعاها اليهود والنصارى زوراً ، فكذبهم الله وذمهم على دعواهم : " وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ " .
أحباب الله لا يدعون أن الله يحبهم وإنما يستقلون أنفسهم في ذات الله ولا يعجبون بها . يعملون وقلوبهم وجلة مشفقة أن يردهم الله ويُعرض عنهم ، مع تشميرهم في الأخذ بالأسباب الموصلة إلى محبة الله لهم .

أيها الناس :
إنها أمنية كل مؤمن ( أن يكون من أحباب الله ) ومطلب رفيع عظيم يرجو الوصول إليه كل مؤمن يرجو لقاء الله والدار الآخرة . لكن الأماني كي تتحقق لا بد من بذل أسبابها ، والمطالب كي تحصل لا بد من سلوك طريقها .
فما الطريق إلى نيل محبة الله ؟
كيف يكون المؤمن من أحباب الله وأوليائه ؟
أيها المحب لله ، إذا كنت تريد أن تكون من أحباب الله فإليك بعض هذه المعالم .
فأول هذه المعالم إتباع منهج الرسول ص واقتفاء سنته وسيرته في العقيدة والعبادة والمعاملة ( قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ‏ ) ففتش في نفسك هل أنت من أهل الإتباع الصحيح للسنة حتى يحبك الله .
وتأمل هذه الصفات في كتاب الله التي أخبر الله بحب أهلها :
قال الله تعالى : ( وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ) ، فالمحسنون : أحسنوا الأعمال فأتموها وأتقنوها وعبدوا ربهم كأنهم يروه وأحسنوا إلى العباد فأوصلوا إليهم الخير وكفوا عنهم الشر .
وقال : (ِ إنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ ) ، المتقون : الذين وقوا أنفسهم من عذاب ربهم بامتثال الأمر واجتناب النهي .
وقال : ( وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ) ، والمقسطون : الذين عدلوا في حكمهم وقولهم وفعلهم ولم يبخسوا الناس أشياءهم حتى ولو كانوا من الأعداء المبغضين
وقال : ( إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ ) ، المتوكلون : الذين فوضوا أمرهم إلى الله واعتمدوا بقلوبهم على الله ولم يلتفتوا للأسباب مع أخذهم بها.
قال تعالى (وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ) وقال (وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ) ، والمتطهرون : الذين تنزهوا من الأحداث والأنجاس الحسية والمعنوية طهروا أنفسهم من المعاصي والآثام .
وقال تعالى : ﴿ وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ ﴾ والصبر أنواع : صّبْر على طاعة الله تعالى ، وصّبْر عن معصيَة الله تعالى ، وصبر على أقدار الله .
وقال تعالى : ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفّاً كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ ﴾
ومن الصفات التي يحبها الله اللين والرفق والرحمة والمحبة والتواضع مع المؤمنين ، والمعاداة والشدة والغلظة على الكافرين ، والمجاهدة في سبيل الله بالنفس والمال والقول والفعل ، والقيام بما أوجب الله وتقديم مرضاته ، مع عدم الخوف من لوم اللائمين عند القيام بالواجبات ودلالة ذلك قوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ) .

يا عبد الله لا تيأس .. إذا وجدت أن بعض هذه الصفات أو كلها لا تتوفر فيك ، فلا تيأس من محبة الله لك ، إليك هذه الصفة وتمسك بها علها توصلك إلى مبتغاك ، قال تعالى : ( إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ) ، والتوابون : الذين أكثروا التوبة والاستغفار لذنوبهم وداوموا عليهما ولم ينقطعوا عنهما . التواب صفة مبالغة تعني كثرة التوبة ، فمن يتوب مرة فهو تائب ومن يكثر التوبة فهو تواب ، قال رسول الله ص : ( والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة) حديث صحيح . فأكثر من التوبة والاستغفار لتظفر بمحبة الله لك .

اللهم إنا نسألك حبك وحب من يحبك وحب العمل الذي يقربنا إلى حبك .
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ؛ ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم ؛ أقول ما تسمعون واستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنبٍ إنه هو الغفور الرحيم.


الخطبة الثانية

الحمد لله على إحسانه ، والشكر له على توفيقه وامتنانه ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيماً لشأنه ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه ، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وإخوانه وسلم تسليماً كثيراً .
أما بعد:

ذكرنا في الخطبة الأولى الصفات التي يحبها الله في عبادة ، كي نحرص على الأخذ بها ، وسنذكر الآن الصفات التي لا يحبها الله في عبادة كي نتجنبها ونحذرها ، لكي نكون من أحباب الله تعالى .

قال تعالى : (إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ خَوَّاناً أَثِيماً ) وقال : ( إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ ) وقال : ( إٍنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الخَائِنِينَ ) ومن الخائنين الخيانة في العهود والمواثيق .. الخائنين لأمانة ربهم .
وقال تعالى : (إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً ) وقال : (إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ ) وقال : (وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ ) وقال : ( إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ ) . فالهو تعالى لا يحب المتكبرين من عباده والمفتخرين على الناس والمتباهين في أنفسهم وهيئتهم وقولهم ولباسهم ومركوبهم .
وقال تعالى : (إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ ) وقال : (وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ) وقال : ( إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ) . المـعــتــدون هم المتجاوزين لحدود الله اللذين يحلّون ما حرم الله وخالفوا ما أمرهم الله به .
وقال تعالى : (وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ ) وقال : ( فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الْكَافِرِينَ ) وقال : ( إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ ) . والكافرون : كل من أصر على كفره وكل متمادٍ في الإثم والحرام ومعصية الله.
وقال تعالى : (وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ ) وقال : (وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ) وقال : ( إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ) . والمفسدون كل من عامل معصية ينشأ عنها إفساد واضطراب في الأرض .
وقال تعالى : (وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ ) وقال : (وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ ) وقال : (
إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ ) . والظلم يكون ظلم للنفس بفعل المعاصي أو ظلم للناس وعدم إحقاق الحق وإعطاءهم حقوقهم .
وقال تعالى : (إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ ) والمراد بذلك الفرح الذي يصحبه الكبر والبغي على الناس والعدوان والبطر، الذين لا يشكرون لله تعالى ما أعطاهم.
قال تعالى : (إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ) وقال : ( إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ) . إن الله لا يحب المتجاوزين المسرفين في الطعام والشراب ... المتجاوزين حدوده بإنفاق المال في غير وجهه وغير ذلك.
وقال تعالى : (لاَّ يُحِبُّ اللّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوَءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلاَّ مَن ظُلِمَ وَكَانَ اللّهُ سَمِيعاً عَلِيماً) . فالله لا يُحِبُّ أن يَجهر أحدٌ بقول السوء , لكن يُباح للمظلوم أن يَذكُر ظالمه بما فيه من السوء ; ليبيِّن مَظْلمته. وكان الله سميعًا لما تجهرون به, عليمًا بما تخفون من ذلك .

عباد الله :
إذا أخذ المؤمن بهذه الأسباب كي يحبه الله ، وتجنب الأسباب التي تبعده عن محبة الله له ، فما هي علامة حب الله له وكونه أصبح من أحباب الله وأوليائه وأصفيائه .
أول هذه العلامات :
أن الله يلقي حبه في قلوب الخلق من أهل السماء والأرض . في صحيح مسلم يقول صلى الله عليه وسلم : " إن الله إذا أحب عبداً دعا جبريل فقال : إني أحب فلاناً فأحبه ، فيحبه جبريل ، ثم ينادي في السماء فيقول : إن الله تعالى يحب فلاناً فأحبوه ، فيحبه أهل السماء ثم يوضع له القبول في الأرض " .
وثاني علامات وآثار حب الله للعبد:
أن يحفظه في جوارحه ، فيحفظها من أن يعصيه بها . ويجيب دعوته ، قال الله في الحديث القدسي : " فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ورجله التي يمشي بها ويده التي يبطش بها ولئن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه "
وعلامة ثالثة :
أن أحباب الله ، أهل بلاء وامتحان ، يبتليهم الله ليمتحن صبرهم وحبهم ، وليعلي درجاتهم ، وليكون مستراحهم عند لقياه فهو حبيبيهم الذي تقر أعينهم بلقياه وجواره جل جلاله . قال صلى الله عليه وسلم : " إن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم "

اللهم إنا نسألك حبك ، وحب من يحبك وحب العمل الذي يقرب إلى حبك اللهم اجعل حبك أحب إلينا من أهلنا وأموالنا وأنفسنا ومن الماء البارد .اللهم أنلنا شرف أن نكون من أحبابك وأعنا على أنفسنا للأخذ بأسباب ذلك .

عباد الله : صلوا وسلموا على النبي المصطفى ، والرسول المجتبى فقد أمركم المولى جل وعلا فقال : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا " .
اللهم صلِّ على نبينا محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد ، اللهم ارض عن الخلفاء الراشدين ، أبي بكر وعمر وعثمان وعلي ، وعن بقية أصحاب نبيك أجمعين . وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وعنا معهم برحمتك يا أرحم الراحمين .

اللهم إن نسألك الجنة ونستجير بك من النار ، ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ، ربنا اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين ، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار .
اللهم أعز الإسلام والمسلمين . اللهم فرج هم المهمومين واقض الدين عن المدنين. ودمر أعداء الدين ، اللهم من أراد بلادنا أو بلاد المسلمين بسوء فاشغله بنفسه ، واجعل تدبيره تدميره ، ورد كيده في نحره ، واكفنا شره يا قوي يا عزيز .
اللهم وفق قادة المسلمين لما تحبه وترضاه واجعل عملهم في رضاك . يا سميع الدعاء .

عباد الله : اذكروا الله يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ، ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون .

إضافة لمن يرغب :

عرفنا في الخطبة الأولى بعض المعالم والدلائل من كتاب الله تبارك وتعالى التي تقودنا إلى محبة الله ، وإليكم الآن بعض الأحاديث وكلها أحاديث صحيحة ترشدنا إلى الوصول إلى محبة الله .
فقد بعث النبي ص رجلا على سرية وكان يقرأ لأصحابه في صلاته فيختم بكل صلاة بـ { قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَد } . فلما رجعوا ذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه و سلم فقال : " سلوه لأي شيء يصنع ذلك " ، فسألوه فقال: لأنها صفة الرحمن وأنا أحب أن أقرأ بها ، فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " أخبروه أن الله يحبه " .
وقال الله تعالى في الحديث القدسي : " وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه . ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه " .
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أزهد في الدنيا يحبك الله . وازهد فيما في أيدي الناس يحبك الناس " .
وقال صلى الله عليه وسلم : " أحب عباد الله إلى الله أحسنهم خلقاً " . وقال عليه الصلاة والسلام : " أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس " . وقال عليه الصلاة والسلام : " إن الله يحب العبد التقي ، الغني ، الخفي " والمراد بالغني غني النفس ذو القناعة والعفاف ، والخفي الذي لا يبالي أن يظهر عند الناس أو لا يظهر ، فلا يظهر نفسه فيما لا يحتاج إلى إظهار . " وقال صلى الله عليه وسلم : " إن الله يحب الحيي العفيف المتعفف " . ويقول صلى الله عليه وسلم : " قال الله تعالى : وجبت محبتي للمتحابين فيّ والمتجالسين فيّ ، والمتباذلين فيّ ، والمتزاورين فيّ " ،
وقال صلى الله عليه وسلم لأشج عبد قيس : " إن فيك خصلتين يحبهما الله : الحلم ، والأناة " وقال عليه الصلاة والسلام : " إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله " . وقال صلى الله عليه وسلم : " إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه " وقال صلى الله عليه وسلم : " إن الله يحب معالي الأمور ويكره سفسافها " وقال صلى الله عليه وسلم : " إن الله تعالى يحب سمح البيع سمح الشراء ، سمح القضاء " . وقال صلى الله عليه وسلم : " إن الله وتر يحب الوتر فأوتروا يا أهل القرآن " .



الخطبة منتقاه من عدة خطب على الانترنت مع التعديل .

المشاهدات 1442 | التعليقات 0