هل الصلاة تقييد لحرّية الإنسان المطلقة ؟

[font="]موضوع للحوار
[/font]

[font="]
[/font]

[font="] هل[/font][font="] الصلاة تقييد لحرية الإنسان المطلقة ؟..[/font]
[font="] [/font]
[font="]أخي في الله: أنا أعرف أنّك مختلف.. ليست كالبقية.. فأنت مثقّف و مطّلع و عارف.. تعرف كيف تحاور، و كيف تجادل خصوصا في المسائل التي لا تستقيم في هياكلك الذهنيّة.. و بالتّالي لن تسلّم بها و لن تؤمن بها بسهولة.. بالرّغم من أنّك ترعرعت و نشئت في دائرة مبادئها.. و من أهمّ هذه المسائل: كيفية شكر الحقّ تبارك و تعالى على نعمه التي حباك بها، و أحاطك بها مذّ أن كوّنك جنينا في رحم أمّك، إلى أن أطلقت أوّل صيحة فزع لك في هذه الدّنيا..[/font]
[font="]فهل كثير عليه أن تخصّص له كلّ يوم 5 دقائق خمس مرّات، أي: 25 دقيقة من مجموع 1440 دقيقة، أم أنّك ترى بأنّ الصلاة تقييد لحرّيتك المطلقة و مانعة لك من ممارستها؟..[/font]
[font="] [/font]
[font="] أقول مستعينا بالحيّ القيّوم.. [/font]
[font="]و ليست الصلاة تقييدا للحرية الشخصية و لا مانعة للإنسان من ممارسة حريته.. لماذا و ما الدّليل ؟..[/font]
[font="] [/font]
[font="]لأنّ الناس في المجتمعات البشرية كلها متفقون على أنهم ليسوا حيوانات يعيشون على وجه الأرض كما يعيش الحيوانات في الغابات، بل لهم حريتهم، و حريتهم مطلقة في الاعتقاد و القول و العمل، و مقيّدة بالنظام العام و القانون السّائد، و لولا هذا التقييد لما انتظمت أمّة و لا توالد شعب، ولا استقامت الأمور على تبادل المنافع بين الأفراد، بل ما استمرّ النوع البشري..[/font]
[font="] [/font]
[font="]إنّ الهيبيسين ( الخنافس ) الذين يفعلون كل ما يخطر ببالهم و يعيشون في الطرقات عيش الكلاب الشاردة لا يستطيعون أن يخالفوا أوامر السلطة أو أحكام القوانين. و حتى زملائهم الحيوانات في الغابات لها نظام تسير عليه. ولو أنّك سألت أحد العلماء الأحياء المختصين لبين لك صحة ما أقول، و لعل أقرب مثال أضربه لك: هو ما تشاهده بأم عينيك من تعاون أعضاء الخلية الواحدة من النحل، و كيف يتساعد النمل في جر ما يلتقطنه من فتات الطعام.[/font]
[font="]و أنت أيها المسلم حرّ في شؤونك الخاصة تأكل أو تصوم، تنام أو تستيقظ، تقيم أو تسافر، تبيع أو تشتري.. و هذه الحرية محاطة بالنظام الإلهي و محدّد بحدود الشرع، و من حريتك أن تنسحب من عملك لتجلس دقائق في المسجد تستعيد فيها نشاطك و قوّتك، ثم تخرج منه مزودا بشحنة جديدة من العون الإلهي فتزاول عملك و كفاحك..[/font]
[font="] [/font]
[font="] و من حريتك أن تكون مقيدا بالنظام الإلهي الذي هيأ لك كل أسباب السعادة و الهناء في دنياك و آخرتك..[/font]
[font="] [/font]
[font="]و من حريتك ألاّ تكون خاضعا لأيّ قوّة في الأرض ما دامت قوّة الله معك تحميك و تمنعك..[/font]
[font="] [/font]
[font="]و من حرّيتك أن تقول ما شئت و تعمل ما تحبّ و تكتب ما يحلو لك و تتاجر فيما ترغب، شريطة ألاّ تتجاوز حدودك إذ بتجاوزك هذا تتعدّى حقوق الآخرين و حدودهم.. و هذا ما حرّمه الإسلام و حذّرت منه أيضا القوانين البشرية..[/font]
[font="] [/font]
[font="] لم يعد لنا مزيد و غدا إن شاء الله هناك جديد[/font]
[font="] [/font]
[font="] الشيخ محمّد الشّاذلي شلبي[/font]
[font="] [/font]
[font="] [/font]
المشاهدات 2174 | التعليقات 1

021.jpg