هكذا أَحَبَّ النبيُّ صلى الله عليه وسلم
عبدالمحسن بن محمد العامر
الحمدُ للهِ الذي أعلى شأنَ المحبَّةِ بينَ المسلمينَ، فكانتْ أوثقَ عُرَى الإيمانِ بينَ المؤمنينِ، وأشهدُ أنْ لا إله إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له؛ وجبتْ مَحبَّتُه للمُتحابِيْن في الملَّةِ والدّيْن، وأشهدُ أنَّ محمداً عبدُه ورسُولُه، القدوةُ الأمينُ، صلى الله وسلم عليه، وعلى آلِه وصحبِه والتابعينَ، ومَنْ تَبِعَهُم بإحسانٍ إلى يومِ جَمْعِ الأَوْلَيْنَ والآخِرِينَ ..
أما بعد: فيا عبادَ اللهِ: أوصيكم ونفسي بتقوى الله، قال تعالى: "وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ"
معاشرَ المؤمنين: الحبُّ فِطْرةٌ بَشريَّةٌ؛ جاءَ الإسلامُ فعزَّزَها، وجعلَ منها قيمةً فاضلةً، وخُلُقَاً سامياً نبيلاً مُهذباً عَفيفاً، فعاشَ النبيُّ الكريمُ صلواتُ ربي وسلامُه عليه مُحِبّاً ومَحْبُوباً، وعلّمَ أمَّتَه الحُبَّ ودَلَّها عليه، فقالَ عليه الصلاةُ والسلامُ " تَهَادُوا تَحَابُّوا" رواه البخاريُّ في الأدبِ المفردِ عن أبي هريرةَ رضي الله عنه وحسّنَه ابنُ حجرٍ والألبانيُّ.
ورغّبَ فيه فقال عليه الصلاةُ والسلامُ : "إذا أحبَّ أحدُكم أخاه فلْيُعْلِمْه فإنه يجِدُ له مثلَ الذي عنده" رواهُ الطبرانيُّ عن ابنِ عمرَ رضي الله عنهما وصحّحهُ الألبانيُّ.
وأكّدّ عليه تأكيداً واضحاً صريحاً فقال: "لا تَدْخُلُونَ الجَنَّةَ حتَّى تُؤْمِنُوا، ولا تُؤْمِنُوا حتَّى تَحابُّوا، أوَلا أدُلُّكُمْ علَى شيءٍ إذا فَعَلْتُمُوهُ تَحابَبْتُمْ؟ أفْشُوا السَّلامَ بيْنَكُمْ" رواه مسلمٌ عن أبي هريرةَ رضي اللهُ عنه.
وفي سُنَّته عليه الصلاةُ والسلامُ ما يُغْنِيْنَا نَحْنُ المسلمين ويَكْفينَا؛ عن كلِّ ثقافةٍ أُخرى، وعن كلِّ بِدعَةٍ مُسْتَحدثَةٍ، أو عَقِيْدَةٍ ضالةٍ مُنحرِفَةٍ، فلم تَكُنْ شريعتُه صلى الله عليه وسلم جافَّةً جَرْداءَ، بل كانت مُرْبِعةً خَضْراءَ، مُورِقةً مُثْمِرَةً، يَانِعَةً رائِعَةً، فقد أحبَّ صلى الله عليه وسلم، زوجاتِه، وبناتِه، وأسْباطَه، وأحبَّ أصحابَه، وأُمَّتَه، حتى الجماداتِ والبقاعِ، ونَشَرَ الحُبَّ في كلِّ مُجْتَمَعِه.
أمّا حُبُّه صلى اللهُ عليه وسلمَ لزوجاتِه فحُبٌّ صريحٌ، صرّحَ بهِ بلا مُؤارَبةٍ ولا وَجَلٍ، ففي شأنِ أمِّ المؤمنينَ خديْجةَ رضي الله عنها؛ تقولُ عائشةُ رضي اللهُ عنها: "ما غِرْتُ علَى أحَدٍ مِن نِسَاءِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ما غِرْتُ علَى خَدِيجَةَ، وما رَأَيْتُهَا، ولَكِنْ كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُكْثِرُ ذِكْرَهَا، ورُبَّما ذَبَحَ الشَّاةَ ثُمَّ يُقَطِّعُهَا أعْضَاءً، ثُمَّ يَبْعَثُهَا في صَدَائِقِ خَدِيجَةَ، فَرُبَّما قُلتُ له: كَأنَّهُ لَمْ يَكُنْ في الدُّنْيَا امْرَأَةٌ إلَّا خَدِيجَةُ، فيَقولُ إنَّهَا كَانَتْ، وكَانَتْ، وكانَ لي منها ولَدٌ" رواه البخاري ومسلم، وفي حديثٍ آخرَ قالَ صلى الله عليه وسلم: "إنِّي قدْ رُزِقْتُ حُبَّهَا" رواه مسلم.
ومِنْ حُبِّه لها أنَّه صلى الله عليه وسلم تذكَّرها عندمَا سمِع صوتَ أختِها هَالَةَ فَعَنْ عائشةَ رضي الله عنها قالتْ: "اسْتَأْذَنَتْ هَالَةُ بنْتُ خُوَيْلِدٍ، أُخْتُ خَدِيجَةَ، علَى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَعَرَفَ اسْتِئْذَانَ خَدِيجَةَ فَارْتَاعَ لذلكَ ــ أي: فَزِعَ ــ، فَقالَ: "اللَّهُمَّ هَالَةَ" قالَتْ: فَغِرْتُ، فَقُلتُ: ما تَذْكُرُ مِن عَجُوزٍ مِن عَجَائِزِ قُرَيْشٍ، حَمْرَاءِ الشِّدْقَيْنِ، هَلَكَتْ في الدَّهْرِ، قدْ أبْدَلَكَ اللَّهُ خَيْرًا منها" رواه البخاري ومسلم.
وفي شأن أمِّ المؤمنينَ عائشةَ رضي الله عنها تَواتَرتْ الأحاديثُ في تصريحِه صلى الله عليه وسلم عن حبِّه لها فعن عَمْروِ بنِ العاصِ رضي الله عنه: "أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، بَعَثَهُ علَى جَيْشِ ذَاتِ السُّلَاسِلِ، يقول: فأتَيْتُهُ فَقُلتُ: أيُّ النَّاسِ أحَبُّ إلَيْكَ؟ قَالَ: عَائِشَةُ، فَقُلتُ: مِنَ الرِّجَالِ؟ فَقَالَ: أبُوهَا، قُلتُ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: ثُمَّ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ فَعَدَّ رِجَالًا" رواه البخاري
وتقولُ عائشةُ رضي الله عنها: "كُنْتُ أشْرَبُ وأَنَا حَائِضٌ، ثُمَّ أُنَاوِلُهُ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ فَيَضَعُ فَاهُ علَى مَوْضِعِ فِيَّ، فَيَشْرَبُ، وأَتَعَرَّقُ العَرْقَ ــ وهو العَظْمُ الَّذِي عليه بَقِيَّةٌ مِن لَحْمٍ ــ وأَنَا حَائِضٌ، ثُمَّ أُنَاوِلُهُ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ فَيَضَعُ فَاهُ علَى مَوْضِعِ فِيَّ" رواه مسلم.
وعاشَ صلى الله عليه وسلم، لَحَظَاتِ الحُبِّ مع عائشةَ رضيَ الله عنها في أحْلكِ ظروفِه وأشدِّها، وفي آخرِ أيامِ حياتِه؛ قَالَتْ عَائِشَةُ: لَمَّا ثَقُلَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، واشْتَدَّ وجَعُهُ اسْتَأْذَنَ أزْوَاجَهُ أنْ يُمَرَّضَ في بَيْتِي، فأذِنَّ له ... الحديث رواهُ البخاريُّ ومسلمٌ.
وفي شأن أمِّ المؤمنينَ صفيَّةَ رضي الله عنها، قالَ أنسُ بنُ مالكٍ رضي الله عنه في قِصَّةِ رُجوعِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم مِنْ خيبرَ وزواجِه منها رضي الله عنها، قالَ: "فَرَأَيْتُ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُحَوِّي لَهَا وَراءَهُ بعَبَاءَةٍ ـــ أي: يُدِيْرُ كِسَاءً حولَ سَنَامِ البعيرِ ثُمَّ يَرْكَبُه ـــ ثُمَّ يَجْلِسُ عِنْدَ بَعِيرِهِ، فَيَضَعُ رُكْبَتَهُ، فَتَضَعُ صَفِيَّةُ رِجْلَهَا علَى رُكْبَتِهِ حتَّى تَرْكَبَ" رواه البخاري، وقال أنسُ بنُ مالكٍ رضي الله عنه: كَانَتْ صَفِيَّةُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ، وكَانَ ذَلِكَ يَوْمَهَا، فَأَبْطَأَتْ فِي الْمَسِيرِ، فَاسْتَقْبَلَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهي تبكي وتقول: حَمَلْتَنِي عَلَى بَعِيرٍ بَطِيءٍ، فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْسَحُ بِيَدَيْهِ عَيْنَهَا وَيُسْكِتُهَا .. الحديث رواه النسائي
ويوم أنْ كبُرتْ سودةُ رضي الله عناها، وأرادَ طلاقَها، لا كُرْهَاً لها، ولكن مراعاةً لِكبَرِها وظروفِها، وطلبتْ منه البقاءَفي عصمتِه وتنازلتْ بليلتها لعائشةَ؛ وافق وأبْقاها في عصمته، فلم يحرمها الحبَ والخير، بل أعطاها ما يقدرُ عليه من الحبِّ، ونجدُ أنه صلى الله عليه وسلم أعطى حُبَّه لزوجته خديجة وهي تكبرُه بخمسَ عشرةَ سنةٍ، وأعطاهُ زوجتَهُ عائشةَ وهي تصغرُه بخمسٍ وأربعين سنةٍ.
وكذلك حُبُّه صلى الله عليه وسلم لبناتِه؛ فهو ظاهرٌ منْ سُنَّتِه وسيرتِه، وكانتْ مواقفُ حُبِّه لَهُنَّ مؤثِّرةً مُبْكِيَةً، إذْ امتزجتْ فيها الرحمةُ وعاطِفةُ الأبُوَةِ بالحبِّ؛ فقد أَذِنَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم لعثمانَ في أنْ يتأخرَ عن غزوةِ بدرٍ التي هي أوّلُ معركةٍ فاصِلةٍ بينَ جيشِ الإيمانِ وجيشِ الكفرِ؛ لتمريضِ بنتِه رقيّةَ رضي الله عنها، وضربَ له بسهمِهِ في الغنيْمَةِ، وأجرُهُ عند اللهِ كَمَنْ حضَرَ الغزْوَةَ، إكراماً لها وتعظيماً لشأنِها رضي الله عنها، كما ثبتَ ذلكَ في صحيحِ البخاريِّ عن ابنِ عمرَ رضي اللهُ عنهم أجمعين.
وهذه فاطمةُ رضي الله عنها تقولُ عنها عائشةُ رضي الله عنها: "وكانت إذا دَخَلَتْ على النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قامَ إليها فقَبَّلَها وأَجْلَسَها في مَجْلِسِهِ" رواه أبو داود والترمذي، وعن مسورِ بنِ مَخْرَمَةَ رضي الله عنه، أنَّ رسولَ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قالَ: (فاطمةُ بِضْعَةٌ مِنِّي، فَمَنْ أغْضَبَهَا أَغْضَبَنِي ) رواه البخاري.
وقد رقَّ النبيُّ صلى الله عليه وسلم حينَ رأى القلادةَ التي بَعَثَتْ بها بنتُه زينبُ لفداءِ زوجِها أبي العاصِ بنِ الربيعِ الذي أُسِرَ يومَ بدرٍ مع مَنْ أُسِرَ مِنْ المشركينَ قَبْلَ أنْ يُسْلِمْ، وكانتْ هي في مكةَ لمْ تُهاجِرْ بَعْدُ؛ فقالَ عليه الصلاةُ والسلامُ: إنْ رأيتمْ أنْ تُطلقوا لها أَسِيْرَهَا وتَردُّوا إليها مَتاعَها فَعَلْتُمْ. قالوا: نَعَمْ يا رسولُ الله .. الحديث رواه ابنُ سعدٍ والحاكمُ وقالَ: على شرطِ مسلمٍ ولم يُخَرِّجاهُ ووافقه الذهبيُّ.
وكذلك مَنَحَ صلى الله عليه وسلم أسباطَه وهم أولادُ بناتِه؛ الحبَّ الكبيرَ الذي كانَ له الأثرُ البالغُ في شخصياتِهم، فقد كانَ يُقَّبِّلُهم، ويلاعبُهم، ويأتي أحدُهم فيركبُ على ظهرِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم وهو ساجدٌ فيطيلُ السجودَ حتى ينزلَ عن ظهرِه، ثمَّ يقولُ لأصحابِه بعدَ الصلاةِ: " إنَّ ابني ارْتَحَلَنِي فكرهتُ أنْ أُعْجِله" ويؤمُّ أصحابَه في الصلاةِ وهو حاملٌ أُمَامَةَ ابنةَ بنْتِهِ زينبَ، فإذا سجدَ وَضَعَهَا، وإذا قامَ حَمَلَها، وأُهدِي لرسول الله صلى الله عليه وسلم قلادةٌ مِنْ جَزَعٍ ـــ أي: مِنْ خرز ـــ مُلَمَّعَةٌ بالذهبِ، وقال: واللهِ لأضعنَّها في رقبةِ أحبِّ أهلِ البيتِ إليَّ؛ فوضعَها في رقبَتِها. كما في مسندِ الإمامِ أحمدَ.
باركَ الله لي ولكم بالكتابِ والسنةِ، ونفعنا بما فيهما من الآياتِ والحكمةِ، أقولُ قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم من كلِّ ذنبٍ وخطيئةٍ فاستغفروه إنَّه هو الغفورُ الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمدُ لله على إحسانِه، والشكرُ له على توفِيقِه وامتنانِه، وأشهدُ أنْ لا إله إلا الله وحدَه لا شريكَ له تعظيماً لشأنِه، وأشهدُ أنَّ محمداً عبدُه ورسوله، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابِه وإخوانه..
أما بعد: فيا عبادَ اللهِ اتقوا الله "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِين"
معاشر المؤمنين: و أَحَبَّ النبيُّ صلى الله عليه وسلم أصحابَه؛ حبَّا مَتِيْنَاً وأشاعَ ذلك وصرّح به، فقدْ صرَّحَ بأنَّ أحبَّ الرجالِ إليه؛ أبوبكرٍ ثمَّ عمرُ رضي الله عنهما ، وقالَ لمعاذِ بن جبلٍ رضي الله عنه: "يا معاذ والله إني لأحبك" وقالَ عن زيدِ بنِ حارثةَ وابنِه أُسامةَ: "وإنه كان من أحبِّ الناس إليَّ، وإن هذا لمن أحب الناس إليَّ بعده" وكان يأخذُ أسامةَ والحسنَ ويقولُ: "اللهم إني أحبُّهما فأحبَّهما" وكانَ يحتضنُ رجلًا مِن أهلِ الباديةِ اسمُه زاهِرٌ وكانَ دميْماً وكان يُحِبُّه ويمازحُه، ويقولُ: مَن يشتري العبدَ فيقول: يا رسولَ اللهِ إذنْ تجِدُني كاسِدًا، فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: لكنَّكَ عندَ اللهِ لَسْتَ بكاسِدٍ، أو قال: عندَ اللهِ أنت غالٍ. وعبَّرَ صلى الله عليه وسلم عن حُبِّهِ للأنصارِ تعبيراً بليغاً مؤثراً فقال: الأنْصَارُ شِعَارٌ وَالنَّاسُ دِثَارٌ، وَاَلّذِي نَفْسُ مُحَمّدٍ بِيَدِهِ لَوْلا الْهِجْرَةُ لَكُنْت امْرَأً مِنْ الأنْصَارِ، وَلَوْ سَلَكَ النّاسُ شِعْبًا وَسَلَكَتْ الأْنصَارُ شِعْبًا، لَسَلَكْت شِعْبَ الأنْصَارِ.
وأظهرَ عليه الصلاةُ والسلامُ حُبَه للجمادات فقالَ عن جبلِ أُحُدٍ: "وَهذا أُحُدٌ، وَهو جَبَلٌ يُحِبُّنَا وَنُحِبُّهُ" وحَنَّ الجِذْعُ الذي يَخْطُبُ عليه، فاحْتَضَنَه عليه الصلاةُ والسلامُ وقال: "لو لم أحتضنْهُ لحنَّ إلى يومِ القيامة"
وكلُّ هذه الأحاديثُ صحيحةٌ ثابتةٌ عنه صلى الله عليه وسلم.
وبعدُ عبادَ الله: هكذا أحبَّ النبيُّ صلى الله عليه وسلم، وهكذا أشاعَ الحبَّ في أمَّتِه، وعلَّمَها إياهُ قولاً وعملاً، ومُشكلةُ الذين ينساقونَ خلفَ الثقافاتِ البِدْعِيَّةِ، والمعتقداتِ الوثنيَّةِ؛ أنَّهم يجهلون سُنةَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، أو يزهدونَ فيها، وإنْ عَلِمُوْهَا لم يَعْملوا بها، و الأسوءُ و الأشرُّ حينَ يرونَ أنَّ الأخذَ بتلكَ العاداتِ والأعيادِ والثقافاتِ؛ تحضُّرٌ وتقدّمٌ ومدنيّةٌ، وما هي واللهِ إلاَّ اتباعٌ لسَنَنِ الضَّالينَ، ودخولٌ في جُحْرِ الضبِّ وراءَهم.
هذا وصلوا وسلموا على من أمركم بالصلاة والسلام عليه الله حيث يقول: " إن الله وملائكته يصلون على النبي ....