هـذا رسـول الله .!
أحمد عبدالله صالح
خطبة جمعــة بعنــوان
< هــذا رســول الله >
احبتي الكــرام:
حولَ سيرةِ اعظـمِ قائدٍ وارحمِ إنسانٍ وارأفِ مخلوق
وضمن سلسلةِ سيرته وحياته وأخلاقه وصفاته عليه الصلاة والسلام لا يزال حديثُنا مستمراً ومتواصلاً
هو في الأرضِ احمدُ ومن يجهله
وفي السماءِ محمودٌ ومن نظيره
هديهُ فينا دواءٌ نافعٌ في كلِّ علة
من أرادَ ان يُسمعَ له فليتحدث عنه ..!
ومن أرادَ ان يُقرأ له فليكتب عنه ..!
ومن أرادَ ان يُعرف فليّعرّف نفسه بالحديثِ عنه ..!
وعدُّ ما له من السجايا
يعيا به البليغُ والعيايا
وما له من الخلالِ بادي
لكلِ حاضرٍ ولكلِ بادي
صلى عليه بارئُ العبادِ
ما أمطرت سُحبٌ وسالَ وادي
نحن نؤمنُ بمحمدٍ صلى الله عليه وسلم ونُحبه، ونُحبُ عيسى، ونُحبُ موسى، ونحبُ لوطًا وشعيبًا وإبراهيم وإسحاقَ ويعقوب وهودًا وصالحًا، لا نفرقُ بين أحدٍ من رسله ..
كلهم صدَقة، كلهم بررة ، كلهم أنبياء ..
لهم جلالتهم، ولهم احترامهم ،ولهم مكانتهم، ولهم قدرهم؛ لا يجوز أبدًا أن يُتنقَصَ أحدٌ منهم، ولا أن يُستهزأ به.
نغضبُ إذا استُنقِصَ قدرُ عيسى ..
ونغضبُ إذا استنقصَ قدرُ موسى ..
ونغضبُ إذا استهزئَ بلوطٍ أو يعقوب أو غيرهم ..
كما نغضبُ إذا استنقصَ محمدٌ عليه وعليهم أفضلُ الصلاةِ والسلام لا نفرقُ بين أحدٍ من رسله.
ومع كونِ محمدٍ صلى الله عليه وسلم هو أفضلُ الأنبياء، وهو سيدُ ولدِ آدم يومَ القيامة، وبيده عليه الصلاةُ والسلام لواءُ الحمد، وهو الذي يَستفتحُ الجنّةَ لجميعِ العباد .....
إلاّ أنّه صلى الله عليه وسلم لتواضعه نهى أن يُفضّلَ على الأنبياءِ على سبيلِ تَنقصِ المفضولِ ومدحِ الفاضل فقال عليه الصلاة والسلام :
" لا تُخيّروا بين الأنبياء ".
بل إنّه خصّ نفسه صلى الله عليه وسلم فقال :
" لا تُخيّروني بين الأنبياء ".
ولمّا اختلفَ احدُ الصحابة مع يهودي كان يمدح نبي الله موسى عليه السلام فلطمه الصحابي
فأقبل اليهودي يشتكي إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام فقال عليه الصلاة والسلام وقد غضبَ لمّا لُطم هذا اليهودي :
" لا تُفضّلوا بين أنبياءِ الله؛ فإنه يُنفخُ في الصور فيَصعقُ مَن في السماواتِ ومن في الأرض إلاّ من شاء الله، ثمّ يُنفخُ فيه أخرى فأكونَ أول مَن بُعث، وإذا بموسى آخذاً بالعرش، فلا أدري أحوسبَ بصعقته يوم الطور أم بُعثَ قبلي! ولا أقول إنّ أحداً أفضلَ من يونس بن متّى ".
يقول عليه الصلاة والسلام هذا الكلامُ حفظاً وإجلالاً وإكراماً وتقديراً وتوقيراً لمكانةِ جميع الأنبياء.
لقد كان نبينا وسيدنا وقرةَ أعيننا رسول الله صلى الله عليه وسلم واثقاً في دعوته لا يلتفتُ إلى من يتنقصه، ولا يلتفتُ إلى المستهزئين .
يعلم صلى الله عليه وسلم أنّ الذي يتنقصه صلوات ربي وسلامه عليه هو كالذي يرفع بصره إلى الشمسِ فيسبها، ثم يقذفها بحجر، فلا يلبثُ أن يسقطَ الحجرُ على رأسه فيدمغه.
قالوا عنه : مذممّاً ومجنوناً وكاهناً وشاعراً وساحراً وكذاباً وربنا جل وعلا يقول :
( إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ ) [الحجر:-95].
إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لهو أحبُّ إلينا من أنفسنا وأموالنا وأبنائنا وأهلنا، بل انّه لأحبُّ إلينا من النّاسِ أجمعين ..
يقول عليه الصلاة والسلام كما في البخاري :
"والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحبّ إليه من ولده ووالده وأهله وماله والنّاس أجمعين".
ولهذا فقد رزقَ الله تعالى نبينا محمدًا صلى الله عليه وسلم أصحاباً كراماً كالنّجومِ عرفوا قدره ومكانته وإجلاله ..
يقول عمر رضي الله عنه : " يا رسول الله :
لأنت أحبُّ إليّ من نفسي" فقال : " الآن يا عمر "
يعني الآن استكملت الإيمان.
وسُئل علي رضي الله تعالى عنه :
كيف كان حبكم لرسول الله صلى الله عليه وسلم ؟! قال : " كان والله أحبّ إلينا من أموالنا وأولادنا وآبائنا وأمهاتنا، ومن الماءِ الباردِ على الظمأ ".
لقد كانوا رضوان الله عليهم يدافعون عن النبي صلى الله عليه وسلم في كلِّ المواطن وفي كلّ الظروف والأحوال :
يمرُّ النبي صلى الله عليه وسلم بمجلسٍ فيه عبد الله بن أُبيّ بن سلول، ذاك الفاجرُ المنافق، وبجواره جمعٌ من المنافقين، فلمّا رأى هذا العتل الجواظ المنافق عبدالله بن سلول رسـول الله قال له وقد وضع طرفَ عمامته النتنة العفنة على أنفه النتن :
" اذهب عنّا بعيدًا لا تغبّر علينا، فقد آذانا نتنُ حمارك ".
فقامَ له الصحابيُّ الفذ الشجاع عبد الله بن حذافة السهمي رضي الله عنه وأرضاه وقال له :
( واللهِ لَنَتنُ حمارُ رسول الله صلى الله عليه وسلم أطيبُ وانقى ريحاً منك ثمّ هرول إليه وشجّ رأسه )..
وفي سنن أبي داوود وصححه الحاكم بإسناد حسن عن ابن عباس أن رجلاً أعمى في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم كان له جارية له منها ابنان كأنّما هما لؤلؤتان، وكانت رفيقةً لطيفةً بزوجها تخدم هذا الرجل الأعمى، لكنّها كانت مع كل يوم تسبُّ النبي صلى الله عليه وسلم وتتنقصه، فكان يزجرها وينهاها وينصحها فلا تلتفت إليه، وفي كلِّ ليلةٍ يتحملُ منها ذلك، وفي كلِّ موطنٍ تزيدُ السبّ والتنقص في رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يجتهدُّ في نصحها وزجرها وهي لا تلتفت إليه.
وفي ليلةٍ من الليالي سبَّت النبي صلى الله عليه وسلم واكثرت من شتمه، فقام يتلمّسُ حتى وجدَ سكيناً ثم أقبل إليها وبركَ عليها وطعنها حتى ماتت بين يديه، فلما أصبحوا عرفَ النّاسُ أن امرأةً مقتولة، فقام النبي صلى الله عليه وسلم وجمع الناس وقال :
" أُنشدُ رجلاً لي عليه حق، فعل ما فعل، إلا قام
فقام الأعمى من بين الجمع يمشي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال : أنا صاحبها يا رسول الله، وإنّها أمِّ ولداي، ولي منها ابنان مثل اللؤلؤتين
وكانت بي لطيفة رفيقة،؛ ولكنها كانت تكثر الوقيعة فيك، وتكثر شتمك، فأنهاها فلا تنتهي، وأزجرها فلا تنزجر، فلما كانت البارحة يا رسول الله ذكرَتْك فوقعَتْ فيك، فقمت إلى المعول فوضعته في بطنها فاتكأت عليه حتى قتلتها.
فقال صلى الله عليه وسلم وقد علمَ بجريمتها الشنعاء : " أَشهدُ أنّ دمها هدر ".
(وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) [التوبة:61].
وفي سنن أبي داود عن علي رضي الله تعالى عنه
أنّ يهوديةً كانت تَشتمُ النبي صلى الله عليه وسلم وتقع فيه، فخنقها رجلٌ حتى ماتت ، فأهدرَ النبي صلى الله عليه وسلم دمها.
وسبت امرأةٌ النبي صلى الله عليه وسلم فقال
عليه الصلاة والسلام : "من يكفيني عدوي ؟!"
فخرجَ إليها خالد بن الوليد رضي الله عنه فقتلها.
وفي الصحيحين عن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه قال : بينما أنا في الصفِ يوم بدر وإذا بغلامين من الأنصارِ حديثةٌ أسنانهم قال :
فنظرت إليهما فقال لي أحدهما : يا عمي دلني على أبي جهل .! فقلت : وما تريد يا ابن أخي؟!
فقال : قد بلغني أنّه يسبُّ رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقسمت أن أحضر المعركة فلا يفارق سوادي سواده حتى يموت الأعجل منا.
وفي مكة كان هناك رجلٌ اسمه ابن خطل يسب النبي صلى الله عليه وسلم وينشد الأشعار في ذلك ويغني بها الركبان، وكان يُنهى فلا ينتهي، ويزجر فلا ينزجر، وكان له جاريتان يدفع إليهما الأموال لتسبا رسول الله صلى الله عليه وسلم وتتغنيا بأشعاره،
فلمّا فتح النبي صلى الله عليه وسلم مكة وقال : "من دخل المسجد فهو آمن، ومن دخل الدار فهو آمن".
فأقبل أحد الصحابة وقال : يا رسول الله :
إن ابن خطل ذاك الذي يسبك وتغني العرب بأشعاره، وقد قلت : من دخل المسجد فهو آمن، إن ابن خطل متعلق بأستار الكعبة، يعني دخل المسجد وتعلق بأستار الكعبة، فرفع النبي صلى الله عليه وسلم صوته وقال : "اذهبوا فاقتلوه"
ليس له ذمة وليس له عهد وليس له كرامة.
أيطـيبُ ممْسىً أو يروقُ صَباحُ
وجَـنابُ أحمـدَ للطـغامِ مُتاحُ
كُتبَ الصيامُ عن المُزاح فما لنا
بعـد السـباب تفـكّهٌ ومُـزاح
إنـا إذا سِيـمَ الرسـولُ أذيةً
تُلـفـى لدينـا أُهبـةٌ وكفـاحُ
وإلى المنيةِ مُسلـّمين نُفـوسَنا
نُلْفَـى وللجُـرْدِ العِـتَاقِ ضُبَاحُ
هذى جحافلُ خالـد قد أقبَلتْ
فيهـا لجُنـد الكافـرين ذُبـاحُ
تَفدِى الرسولَ طِـرافُنا وتِلادُنا
وحَـريمنا دون الـرسـول مُباحُ
ودماؤنا دون الرسول رخـيصةٌ
فـفـداؤه المهجـاتُ والأرواحُ
قل للذي شـتمَ الرسـولَ محمدًا
ستَنالُ منـكَ أسـنةٌ ورمـاحُ
وتـداسُ بالأَقدامِ دونَ هَـوادةٍ
وتُزالُ مـنكَ قَـوَادمٌ وجَنـاحُ
أفَبَعْدَ شَتْمِ الكـافـرينَ محـمَّدًا
يُرجى السَّلامُ ويُبْتَغى الإصلاحُ
هيهاتَ ليس سِوى الأَسِنَّةِ مَرْكَبٌ
سَـيْفٌ يُسَـلُّ وغَارَةٌ مِلْحَاحُ
وطِرادُ يومِ كريهةٍ يُخـزَى بـهِ
حِزْبُ الصَّليـبِ فَمَقْتلٌ وجِراحُ
نعم
إنّه رسول الله صلى الله عليه وسلم يَعظُمُ مكانه، ويَعظُمُ شأنه ، ويَعظُمُ قدره ، ويَعظُمُ حديثه، ويَعظمُ كلامه.
وفي الصحيحين عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أنّ كعبَ بن الأشرف كان يسبُّ النبي صلى الله عليه وسلم وكان يهوديًا فقال عليه الصلاة والسلام لأصحابه : " مَن لِكعبِ بن الأشرف فإنه آذى الله ورسوله ؟!".
فقام الصحابي محمد بن مسلمة رضي الله عنه وقال : أتحبُ أن أقتله يا رسول الله ؟!
قال عليه الصلاة والسلام : "نعم".
فذهب إليه محمد بن مسلمة، فلم يزل يتحيلُ فرصةً حتى استطاعَ أن ينالَ منه والظفرَ به.
فو اللهِ ما دبّ على الأرضِ مثلُهُ
ولا مثلُهُ حتى القيامةِ يوجدُ
نفسي وما ملكت يدي
والوالدانِ له فدا
صلى عليه وسلما
ذو العرشِ ما صبحٌ بدا
سمّاهُ ربي ذو الجلالِ محمدا
وكفاه أنّ الله قد سمّاهُ
وأنّ الله مولاهُ ، وبالأفضالِ أولاهُ ..
اقــــول ما سمعتم واستغفروا الله لي ولكم
الخطبة الثانيه :
اما بعد أيها المسلمون :
سأدفعُ عـن حبيبي اليومَ بغياً
وأفديه بروحي بـل بحالي
فداه الروحُ والأحبابُ جمـعاً
ونحري درعُه صوبَ النبالِ
سأقطعُ كلَّ مَن عادى رسولي
وأبترُ كـلَّ حبلٍ للوصالِ
وأُقلـيه وأبغضُـهُ جـَهارا
رجـاءً للمثـوبةِ في مـآلي
فداه العرضُ ما لبَّتْ جمـوعٌ
ندا الرحمنِ تجـأرُ بابتهـالِ
نعم
هذا هو محمدُ ابن عبدالله، وهذا هو دينُ العدلِ والمساواةِ والوسطية دينُ الاسلام القويم والنهج السويّ الذي دعا إليه رسولنا وقدوتنا محمد .
وإنّ مَنْ تأمَّلَ في دينِ النصارى اليوم ونظر في كتابهم المحرّف ( الإنجيل ) وجد أنّه لا أصل لتعظيمِ الله ولا للأنبياءِ أصلاً في كتابهم ..
وفي الإنجيلُ الموجود اليوم ايضاً أنّ الله صارعَ يعقوب حتى الفجر ، وانتصر يعقوب، ولم يستطع الربّ أن يتخلصَ من قبضةِ يعقوب.
وفي الإنجيلِ ايضاً أنّ الله خلقَ السموات والأرض في ستةِ أيام ثمّ تعب فتنفسَ وارتاحَ في اليومِ السابع .
واليوم بعد انتشارِ الإسلام وإقبالِ النّاس إليه أصبح الناسُ من كلِّ مكانٍ يدخلون في دينِ الله أفواجاً .
فَحَقِدتْ جموعٌ من الكافرين على الإسلامِ وأهله، فتارةً يتنقصون الإسلام وتعاليمه، وتارةً يتنقصون القرآن ويحرقونه، وتارةً يستهزئون برسولِ الإسلام؛ بل برسولِ الدنيا وهادي البشرية محمد عليه صلى الله عليه وسلم ..
فرسمت فرنسا استهزاءً ولا زالت للآن تستمرأ هذا العداء على رسولنا وتعمل ليل نهار على جرحِ مشاعرِ المسلمين في كل مكان ..
وأمّا قساوستهم فقالوا عن نبينا عليه الصلاة والسلام : ما جاء محمد إلاّ بالقتلِ والدمار.
كما أنّنا نسمعُ في هذه الأيامِ بأنّ شرذمة فجرة من فجرةِ النصارى وقساوستهم تنبري ليُنتجونَ فيلماً يحاولون فيه الاستهزاءَ برسول الله صلى الله عليه وسلم وجمعوا لأجلِ هذا فساقاً ومنحطين وسفلة يُمثلون أدوارَ الصحابة كدورَ بلال ودورَ عمر ودورَ صحابةٍ كرام اخرين ، بل حتى دورَ أمهاتِ المؤمنين. ..
تلك الرفقة الطيبة التي رافقت رسولها وقائدها في العسر واليسر ..
أولئك الذين تبعوه بإحسان وفدوة بارواحهم واموالهم واولادهم .
اولئك الذين قال عنهم رسولنا :
( أصحابي كالنجوم فبأيهم اقتديتم اهتديتم )
والقائل عليه الصلاة والسلام :
( لاتسبّوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو انفق احدكم ملءُ الارض ذهباً ما بلغ احدهم ولا نصيفه )
ولذلك
الذي يفعله هؤلاء هو استهزاءٌ بنا جميعاً ..
استهزاءٌ بالمسلمين كلهم في اسقاع الارض ..
إنّه استهزاءٌ بقائدنا الذي نقتدي به في أقوالنا وأفعالنا، ونسمي عليه أبناءنا، ونتنافس في معرفة قصصه وأخباره، ونعلقُ اسمه في مجالسنا، ونطبعُ الكتب عن سيرته ..
فهو الذي هدانا الله به إلى الصراطِ المستقيم، وهدانا به من الظلاله ، وعلمنا الدين القويم،
فلا نرضى أبداً أن ينبريَ فجارٌ يستخفون بديننا،
لا نرضى أن يتغوطوا على كرامتنا، ولا أن يبولوا على شرفنا، لا نرضى أبداً أن يستخفوا بديننا ولا بكرامتنا.
لا نرضى والله أن يبقى هؤلاء آمنين مطمئنين
بل نثور ونغضب ودون رسول الله صلى الله عليه وسلم تُسفكُ دمائنا ، وتُسحقُ جماجمنا.
أيَطيـبُ نَـومٌ أو يـَلَذُّ لمسـلمٍ
عَيشٌ وعِـرْضُ المصطفى مُباحُ
لعـبتْ بـه بينَ الأنـامِ أصـابعٌ
فلهنّ فيـهِ مَسْـرحٌ ومـراح
يا مسلمون كفاكـمُ نومًا فـقدْ
صاحَ النذيرُ وصَـرّحَ الإصباحُ
أومـا كفـاكُمْ أنهمْ قـد دنسُوا
عَلَناً مصاحفَ حشْوهنّ فلاحُ
واليـومَ صـالوا صـوْلةً همجيةً
هُزْءً بمنْ هُـو للهُـدى مفتاحُ
تالله لن يصـلوا إليـه بكيدهـمْ
ما للكلابِ سوى النباحُ سلاحُ
يا خيرَ منْ وطئ الحصى وأجلّ مَنْ
برى الإلهُ ومنْ هـداهُ صـلاحُ
يا قُرةَ العينينِ يـا بـرْدَ الحـَشا
يا منْ تُزاحُ بوجهـه الأتـراحُ
إنّا كذلك لا نـزالُ عـلى الذي
ترضى وإنْ مكَرَ العُداةُ وصاحُوا
نحنُ الفداءُ وكلُ ذلك عنـدنـا
المــالُ والمُهجـاتُ والأرواحُ
ستُحَطْمُ الطاغوتَ خيلُك عاجلاً
وتهُـبُ للنـصرِ المبـينِ رياحُ
ومن بابِ العدل والإنصاف وإن كان الله يقول :
( وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ) البقرة ١٢٠ إلا انني أقول :
قد سمعنا أصواتًا عادلة من كهنةِ وقساوسة النصارى المعاصرين ينكرون الاستهزاء بالأنبياء، ويُخطّئون ما فعلته الشرذمة الجاهلة الحاقدة،
ونحن إذ نشكر لهم عدلهم وإنصافهم فإننا نطالبهم بأن يرفعوا الصوت بذلك ببرامج إعلامية، وفتاوى في أبناء دينهم الذين تنقصوا الأنبياء، وأن يصدروا البيانات الواضحة في ذلك، ويتبرؤوا صراحة منهم وممّا اقدموا عليه ..
وأنا أعلم يقينًا أن جموعًا من عامة النصارى بينهم وبين المسلمين قرابة، يُسلم الولد وأبوه يبقى على النصرانية، أو مسلم متزوج بنصرانية ..
نعم
إننا نعلم يقينًا أن كثيرًا من النصارى، سواءً من نصارى العرب، أو من غيرهم، يحترمون الإسلام، ويُجلون نبينا صلى الله عليه وسلم وإن لم يتبعوه.
ولا يرضون ما فعلته تلك الشرذمة السمجة المستهزئة برسولنا صلى الله عليه وسلم.
وليعلمَ الجميع أنّ النبي صلى الله عليه وسلم لا يضره استهزاءُ من استهزأ به، ولا تضره سخرية من سَخِرَ منه ولا تنقيص من تنقصه ..
لان ربه ناصرة، ومُعلٍ ذكره، ورافعٌ شأنه، ومعذبَ الذين يؤذونه في الدنيا والآخرة :
قال سبحانه : ( وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ) الضحى (4)
وقال جل وعلا : (إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ )[الحجر:-95].
وقال سبحانه : ( فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ ۚ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) البقرة ١٣٧
نعم
لو أن واحداً من هؤلاء الحاقدين توجه إلى الشمس ونفخ بفمه عليها، يريد أن يُطفئ نور الشمس،
بماذا نحكم على عقله ؟
لاشك اننا نقول : إنه مجنون !
فإذا كان ضوء الشمس يستحيل أن تُطفئوه، فهل تعتقدون أنكم تستطيعون أن تُطفئوا نور الله سبحانه وتعالى :
﴿ يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ﴾..
فلن يضرَّ السماءُ نباحَ الكلاب ..!
ولن يضرَّ السحابُ نهيقَ الحمير ..!
ولن يضرَّ الشمسُ نعيقَ الغربان..!
ولن يضرَّ البحرُ نقيقَ الضفادع ..!
ولن يضرَّ اليمُّ أن ألقى فيه غلامٌ بحجر.!!
ولو تحوَّلتم كلكم إلى كنّاسين لتُثيروا الغبارَ على هذا الدين ..
والله الذي لا إله إلا هو، لن تُثيروه إلاّ على أنفسكم .
اللهم قاتل كفرة أهلِ الكتاب الذين يصدّون عن سبيلك، ويؤذون نبيك.
اللهم عليك بأعداء رسولنا وديننا وإسلامنا فإنهم لا يعجزونك.
اللهم أحصهم عدداً، وأهلكهم بدداً، ولا تغادر منهم أحداً.
اللهم واجعلهم جميعاً عبرةً للمعتبرين وعظةً للمتعظين وأيةً للسائلين وذكرى للذاكرين ..
اللهم زلزلهم واِقذف الرعب في قلوبهم،
اللهم فرق جمعهم، اللهم شتت شملهم،
اللهم خالف بين آرائهم،
اللهم اجعل بأسهم بينهم،
اللهم أرنا بهم عجائب قدرتك يا قوي يا قادر ..
اللهم أرسل عليهم الرياح العاتية، والأعاصير الفتاكة، والقوارع المدمرة، والأمراض المتنوعة ..
اللهــم وأمنّا في اوطاننا واجعل هذا البلد امناً مطمئناً وسائر بلاد المسلمين .
اللهم وارفع عنا البلاء والغلاء والامراض والاوبئة
اللهم إنّا نسألك فرجاً عاجلاً للبلاد والعباد،،
تُحفظُ فيه الأنفس وتَعمُ فيه السكينة والأمن والأمان ويَسودُ فيه التآخي والتآلف والمحبة
وتُقضى فيه الحاجات وتَتسعُ فيه الأرزاق وتُحقنُ فيه الدماء وتُصانُ فيه الأعراض وتُجبرُ فيه الخواطر والقلوب ..
(( إنَّ اللّهَ وملائِكتَه يُصلونَ على النَّبي يا أيَّها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً ))....