نهاية عام وبداية عام
محمد البدر
1436/12/26 - 2015/10/09 01:58AM
[align=justify]الخطبة الأولى:
عباد الله : قال تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (18) وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ }
تفكروا وتبصروا في هذه الأيام والشهور والأعوام، وكيف تصرمت يوماً بعد يوم، وأسبوعاً بعد أسبوع، وشهراً بعد شهر، وعاماً بعد عام، ونحن في غفلة كبيرة عن الآخرة، وتنافس شديد على الدنيا العاجلة، وضعف في الإقبال على الله والإنابة إليه، وتقصير في الأعمال الصالحة، وتقليل من الحسنات الزاكية، وإكثار من السيئات المهلكة .
عباد الله : بعد أيام قليلة يهل علينا شهر الله المحرم، الشهر الذي شرفه الله وفضله، وأضافه النبي صلى الله عليه وسلم إلى الله وعظمه .
قال تعالى:{إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ }.
وعَنْ أَبِي بَكْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ثَلاثَةٌ مُتَوَالِيَاتٌ ذُو الْقَعْدَةِ وَذُو الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمُ، وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ)) رواه البخاري.
والمحرم سمي بذلك لكونه شهرا محرما وتأكيدا لتحريمه.وقوله تعالى:{ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ }أي في هذه الأشهر المحرمة لأنها آكد وأبلغ في الإثم من غيرها.
قال قتادة: إِنَّ الظُّلْمَ فِي الْأَشْهُرِ الحُرُم أَعْظَمُ خَطِيئَةً وَوِزْرًا مِنَ الظُّلْمِ فِيمَا سِوَاهَا، وَإِنْ كَانَ الظُّلْمُ عَلَى كُلِّ حَالٍ عَظِيمًا، وَلَكِنَّ اللَّهَ يعظم من أمره ما يشاء، وقال: إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى صَفَايا مِنْ خَلْقِهِ، اصْطَفَى مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النَّاسِ رُسُلًا وَاصْطَفَى مِنَ الْكَلَامِ ذِكْرَهُ، وَاصْطَفَى مِنَ الْأَرْضِ الْمَسَاجِدَ، وَاصْطَفَى مِنَ الشُّهُورِ رَمَضَانَ وَالْأَشْهُرَ الْحُرُمَ، وَاصْطَفَى مِنَ الْأَيَّامِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَاصْطَفَى مِنَ اللَّيَالِي لَيْلَةَ الْقَدْرِ فَعَظِّمُوا مَا عَظَّمَ اللَّهُ، فَإِنَّمَا تعظيم الْأُمُورُ بِمَا عَظَّمَهَا اللَّهُ بِهِ عِنْدَ أَهْلِ الفهم وأهل العقل، وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: {فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ} أَيْ لَا تَجْعَلُوا حَرَامَهَا حَلَالًا وَلَا حلالها حراماً كما فعل أهل الشرك، وَهَذَا الْقَوْلُ اخْتِيَارُ ابْنِ جَرِيرٍ .
ففي الآية السابقة ياعباد الله زجر ونهي وتحذير من ظلم النفس في هذا الشهر وبقية الأشهر الحرم بالسيئات والخطايا، وبالشركيات والبدع والضلالات، بالذنوب والمعاصي، بالفسق والفجور، بالظلم والعدوان، بالغش والكذب، بالغيبة والبهتان، بالنميمة والحقد الحسد، بالسخرية والاستهزاء، بالتقصيروالتفريط في الواجبات .
وإن السيئات من البدع والمعاصي تعظم وتشتد، وتكبر وتتغلظ إذا فُعلت في زمان فاضل كالأشهر الحرم ورمضان وأيام عشر ذي الحجة ، أو مكان فاضل كمكة بلد البيت الحرام .
وقدحث النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على صيام شهر الله المحرم فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ :قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ رَمَضَانَ شَهْرُ اللَّهِ الْمُحَرَّمُ وَأَفْضَلُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الْفَرِيضَةِ صَلَاةُ اللَّيْلِ )رواه مسلم.
أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم من كل ذنب ...
الخطبة الثانية :
عباد لله : قال تعالى : {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لاَ تُرْجَعُونَ }
تفكروا في تعاقب الليل والنهار وهذه الأيام والشهور والأعوام تتجدد عامًا بعد عام فإذا دخل العام الجديد نظر الإنسان إلى آخره نظر البعيد؛ ثم تمر به الأيام سراعًا فينصرم العام كلمح البصر فإذا هو في آخر العام وهكذا عمر الإنسان يتطلع إلى آخره تطلع البعيد فإذا به قد هجم عليه الموت : {وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ} ربما يؤمل الإنسان بطول العمر ويتسلى بالأماني فإذا بحبل الأمل قد انصرم وببناء الأماني قد انهدم .فاغتنموا الصحة والفراغ .فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضى الله عنهما قَالَ أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِمَنْكِبِى فَقَالَ « كُنْ فِى الدُّنْيَا كَأَنَّكَ غَرِيبٌ ، أَوْ عَابِرُ سَبِيلٍ » .وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَقُولُ إِذَا أَمْسَيْتَ فَلاَ تَنْتَظِرِ الصَّبَاحَ ، وَإِذَا أَصْبَحْتَ فَلاَ تَنْتَظِرِ الْمَسَاءَ ، وَخُذْ مِنْ صِحَّتِكَ لِمَرَضِكَ ، وَمِنْ حَيَاتِكَ لِمَوْتِكَ . رواه البخاري .
الا وصلوا ....
[/align]
عباد الله : قال تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (18) وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ }
تفكروا وتبصروا في هذه الأيام والشهور والأعوام، وكيف تصرمت يوماً بعد يوم، وأسبوعاً بعد أسبوع، وشهراً بعد شهر، وعاماً بعد عام، ونحن في غفلة كبيرة عن الآخرة، وتنافس شديد على الدنيا العاجلة، وضعف في الإقبال على الله والإنابة إليه، وتقصير في الأعمال الصالحة، وتقليل من الحسنات الزاكية، وإكثار من السيئات المهلكة .
عباد الله : بعد أيام قليلة يهل علينا شهر الله المحرم، الشهر الذي شرفه الله وفضله، وأضافه النبي صلى الله عليه وسلم إلى الله وعظمه .
قال تعالى:{إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ }.
وعَنْ أَبِي بَكْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ثَلاثَةٌ مُتَوَالِيَاتٌ ذُو الْقَعْدَةِ وَذُو الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمُ، وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ)) رواه البخاري.
والمحرم سمي بذلك لكونه شهرا محرما وتأكيدا لتحريمه.وقوله تعالى:{ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ }أي في هذه الأشهر المحرمة لأنها آكد وأبلغ في الإثم من غيرها.
قال قتادة: إِنَّ الظُّلْمَ فِي الْأَشْهُرِ الحُرُم أَعْظَمُ خَطِيئَةً وَوِزْرًا مِنَ الظُّلْمِ فِيمَا سِوَاهَا، وَإِنْ كَانَ الظُّلْمُ عَلَى كُلِّ حَالٍ عَظِيمًا، وَلَكِنَّ اللَّهَ يعظم من أمره ما يشاء، وقال: إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى صَفَايا مِنْ خَلْقِهِ، اصْطَفَى مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النَّاسِ رُسُلًا وَاصْطَفَى مِنَ الْكَلَامِ ذِكْرَهُ، وَاصْطَفَى مِنَ الْأَرْضِ الْمَسَاجِدَ، وَاصْطَفَى مِنَ الشُّهُورِ رَمَضَانَ وَالْأَشْهُرَ الْحُرُمَ، وَاصْطَفَى مِنَ الْأَيَّامِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَاصْطَفَى مِنَ اللَّيَالِي لَيْلَةَ الْقَدْرِ فَعَظِّمُوا مَا عَظَّمَ اللَّهُ، فَإِنَّمَا تعظيم الْأُمُورُ بِمَا عَظَّمَهَا اللَّهُ بِهِ عِنْدَ أَهْلِ الفهم وأهل العقل، وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: {فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ} أَيْ لَا تَجْعَلُوا حَرَامَهَا حَلَالًا وَلَا حلالها حراماً كما فعل أهل الشرك، وَهَذَا الْقَوْلُ اخْتِيَارُ ابْنِ جَرِيرٍ .
ففي الآية السابقة ياعباد الله زجر ونهي وتحذير من ظلم النفس في هذا الشهر وبقية الأشهر الحرم بالسيئات والخطايا، وبالشركيات والبدع والضلالات، بالذنوب والمعاصي، بالفسق والفجور، بالظلم والعدوان، بالغش والكذب، بالغيبة والبهتان، بالنميمة والحقد الحسد، بالسخرية والاستهزاء، بالتقصيروالتفريط في الواجبات .
وإن السيئات من البدع والمعاصي تعظم وتشتد، وتكبر وتتغلظ إذا فُعلت في زمان فاضل كالأشهر الحرم ورمضان وأيام عشر ذي الحجة ، أو مكان فاضل كمكة بلد البيت الحرام .
وقدحث النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على صيام شهر الله المحرم فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ :قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ رَمَضَانَ شَهْرُ اللَّهِ الْمُحَرَّمُ وَأَفْضَلُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الْفَرِيضَةِ صَلَاةُ اللَّيْلِ )رواه مسلم.
أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم من كل ذنب ...
الخطبة الثانية :
عباد لله : قال تعالى : {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لاَ تُرْجَعُونَ }
تفكروا في تعاقب الليل والنهار وهذه الأيام والشهور والأعوام تتجدد عامًا بعد عام فإذا دخل العام الجديد نظر الإنسان إلى آخره نظر البعيد؛ ثم تمر به الأيام سراعًا فينصرم العام كلمح البصر فإذا هو في آخر العام وهكذا عمر الإنسان يتطلع إلى آخره تطلع البعيد فإذا به قد هجم عليه الموت : {وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ} ربما يؤمل الإنسان بطول العمر ويتسلى بالأماني فإذا بحبل الأمل قد انصرم وببناء الأماني قد انهدم .فاغتنموا الصحة والفراغ .فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضى الله عنهما قَالَ أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِمَنْكِبِى فَقَالَ « كُنْ فِى الدُّنْيَا كَأَنَّكَ غَرِيبٌ ، أَوْ عَابِرُ سَبِيلٍ » .وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَقُولُ إِذَا أَمْسَيْتَ فَلاَ تَنْتَظِرِ الصَّبَاحَ ، وَإِذَا أَصْبَحْتَ فَلاَ تَنْتَظِرِ الْمَسَاءَ ، وَخُذْ مِنْ صِحَّتِكَ لِمَرَضِكَ ، وَمِنْ حَيَاتِكَ لِمَوْتِكَ . رواه البخاري .
الا وصلوا ....
[/align]