نهاية العام
راشد الناصر
1434/12/27 - 2013/11/01 07:45AM
الخطبة الاولى
أما بعد:
ها نحن نودع عاماً كاملاً من أعوام العمر، فما أسرع ما مضى وانقضى، وما أعظم ما حوى، فكم من حبيب فيه فارقنا، وكم من اختبار وبلاء فيه واجهنا، وكم من سيئات فيه اجترحنا، وكم من عزيز أمسى فيه ذليلاً، وكم من غني أضحى فيه فقيراً، وكم من حوادث عظام مرت بنا ولكن أين المعتبرون المبصرون، وأين الناظرون إلى قول النبي : ((نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ)) [1].
نسير إلَى الآجال في كل لحظة وأيـامنا تطوى وهنّ مراحل ترحل من الدنيا بزاد من التقى فعمرك أيـام وهنّ قلائل
إنـا لنفـرح بالأيـام نقطعـهـا وكل يوم مضى يدني من الأجل
فاعمل لنفسك قبل الْموت مُجتهدا فإنَّما الربح والخسران في العمل
أيها المسلمون: إن الليالي والأيام خزائن للأعمال ومراحل للأعمار، تبلي الجديد وتقرب البعيد، أيام تمر وأعوام تتكرر، وأجيال تتعاقب على درب الآخرة، فهذا مقبل وهذا مدبر، وهذا صحيح، وهذا سقيم، والكل إلى الله يسير.
فانظر أيها الحبيب في صحائف أيامك التي خلت، ماذا ادخرت فيها لآخرتك، واخل بنفسك وخاطبها: ماذا تكلم هذا اللسان، وماذا رأت العين، وماذا سمعت هذه الأذن، وأين مشت هذه القدم، وماذا بطشت هذه اليد، وأنت مطلوب منك أن تأخذ بزمام نفسك وأن تحاسبها، يقول ميمون بن مهران: "لا يكون العبد تقياً حتى يكون مع نفسه أشد من الشريك مع شريكه". فلنحاسب أنفسنا على الفرائض، ولنحاسب أنفسنا على المنهيات، ولنحاسب أنفسنا على الغفلات، فنحن نمتطي عربة الليالي ، والأيام تحث بنا السير إلى الآخرة. سمع أبو الدرداء رجلاً يسأل عن جنازة مرّت: فسُئل من هذا؟ فقال أبو الدرداء رضي الله عنه: هذا أنت.
ولما سئل أبو حازم: كيف القدوم على الله، قال: أما المطيع فكقدوم الغائب على أهله، وأما العاصي فكقدوم العبد الآبق على سيده.
وخطب أبو بكر الصديق رضي الله عنه فقال: (إنكم تغدون وتروحون إلى أجل قد غيِّب عنكم عِلمه، فإن استطعتم أن لا يمضي هذا الأجل إلا وأنتم في عمل صالح فافعلوا)، وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (أيها الناس، حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوها قبل أن توزنوا، وتأهبوا للعرض الأكبر على الله، يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ [الحاقة: 18. بالله عليكم ايها الاحباب من منا اخذ ورقة وقلم وكتب سيئاته والتي يرتكبها دائمالابد ان تحدد مقعك من خريطة الحياة فاليوم عمل ولاحساب وغدا حساب ولاعمل
وفي الحديث الذي رواه الترمذي يقول عليه الصلاة والسلام: ((ما من ميت مات إلا وندم، إن كان محسنًا ندم أن لا يكون قد ازداد إحسانا، وإن كان مسيئا ندم أن لا يكون قد استعتب))، فإن كان المحسن يندم على ترك الزيادة في عمله فكيف يكون حال المسيء؟! إنما أنت أيام، فكلما ذهب يومك ذهب بعضك.
اعلموا رحمني الله وإياكم أن الليل والنهار مطيتان يباعدان من الدنيا ويقربان من الآخرة، فطوبى لعبد انتفع بعمره. يقلب الله الليل والنهار إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار تتجدد الأعوام فنقول: إن أمامنا عاماً جديداً نراه طويلاً لكن سرعان ما ينقضي. قال عبد الله بن عمر: أخذ رسول الله بمنكبي فقال: ((كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل))[2]، فلا يركن المؤمن إلى الدنيا ولا يطمئن إليها، فهو على جناح سفر يهيئ نفسه للرحيل.
أيها الأحبة: طوبى لعبد انتفع بعمره فاستقبل عامه الجديد بمحاسبة نفسه على ما مضى وتاب إلى الله عز وجل، وعزم على ألا يضيع ساعات عمره إلا في خير، لأنه يذكر دائماً قول نبيه : ((خيركم من طال عمره وحسن عمله))[3]، وهو يلهج دائما بدعاء النبي : ((اللهم اجعل الحياة زيادة لي في كل خير، والموت راحة لي من كل شر)) [4].
أيها المسلم، راجع نفسك وحاسبها فلعله لم يبق من عمرك إلا قليل، فاستدرك عمرا قد أضعت أوّله، وغفلت في آخره قال النبي ((اغتنم خمسًا قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك)
معاشرالإخوة، والله، لتموتن كما تنامون، ولتبعثن كما تستيقظون، ولتخبرنَّ بما كنتم تعلمون، فجنةٌ للمطيعين، ونار جهنم للعاصين أَفَمَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (فصلت40)
بارك الله لي ولكم في القران العظيم ...............
الخطبة الثانية
اما بعد
فاتقوا الله رحمكم الله، وتزودوا في دنياكم ما تحوزونه إلى أنفسكم غدًا، فمن اتقى الله نصح نفسه وقدم توبته وقاوم شهوته
عباد الله العمر قصير، والخطر المحدق كبير، فعلى صاحب البصر النافذ أن يتزود من نفسه لنفسه، ومن حياته لموته، ومن شبابه لهرمه، ومن صحته لمرضه، فما بعد الموت من مستعتب، ولا بعد الدنيا من دار الا الجنة أو النار
ماذا تنتظر وانت ترى الموت لايفرق بين شاب صغير مقتبل على العمر وبين صاحب شيبة وبين مبتلى مريض ، هل تنتظر ان تبتلى بما يعوقك عن العمل ام تنتظر موت يفاجأك لاتتمكن من التوبة قبله فالى متى هذا التخدير والوجوم والنذر تراها امام عينيك
عباد الله من أصلح ما بينه وبين ربه كفاه ما بينه وبين الناس، ومن صدق في سريرته حسنت علانيته، ومن عمل لآخرته كفاه الله أمر دنياه ، العمر قصير، والخطر المحدق كبير، والمرء بين حالين: حال قد مضى لا يدري ما الله صانع فيه، وأجل قد بقي لا يدري ما الله قاض فيه
ايها الموفق الحبيب ان كانت الذنوب قد اخذت منك مأخذها فعالجها بتوبة صادقة عاجلة ولاتستسلم للذنوب والنفس الضعيفة فإن علاجهما الرجعة الى الله ومجاهدة النفس { والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا } جاهد المعاصي بالطاعات فانها ستطردها تلقائيا من قلبك حينما تتذوق النفس حلاوة الطاعة وتجد بركته يقول بن تيمية (ان في الدنيا لجنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخـــرة ) ليكن لك سجل حافل من الطاعات والنوافل من صيام وصدقة وصلوات وغيرها من ابواب الطاعات وابدأ من الايام القادمه من الشهر الفضيل الذي قال فيه الرسول صلى الله عليه وسلم ( افضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم )رواه مسلم وليكن لك مع بزوغ شمس كل يوم طاعة لله وعزيمة على ترك معصية من معاصيه
اللهم اهدنا لتدارك الاعمار ..............
أما بعد:
ها نحن نودع عاماً كاملاً من أعوام العمر، فما أسرع ما مضى وانقضى، وما أعظم ما حوى، فكم من حبيب فيه فارقنا، وكم من اختبار وبلاء فيه واجهنا، وكم من سيئات فيه اجترحنا، وكم من عزيز أمسى فيه ذليلاً، وكم من غني أضحى فيه فقيراً، وكم من حوادث عظام مرت بنا ولكن أين المعتبرون المبصرون، وأين الناظرون إلى قول النبي : ((نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ)) [1].
نسير إلَى الآجال في كل لحظة وأيـامنا تطوى وهنّ مراحل ترحل من الدنيا بزاد من التقى فعمرك أيـام وهنّ قلائل
إنـا لنفـرح بالأيـام نقطعـهـا وكل يوم مضى يدني من الأجل
فاعمل لنفسك قبل الْموت مُجتهدا فإنَّما الربح والخسران في العمل
أيها المسلمون: إن الليالي والأيام خزائن للأعمال ومراحل للأعمار، تبلي الجديد وتقرب البعيد، أيام تمر وأعوام تتكرر، وأجيال تتعاقب على درب الآخرة، فهذا مقبل وهذا مدبر، وهذا صحيح، وهذا سقيم، والكل إلى الله يسير.
فانظر أيها الحبيب في صحائف أيامك التي خلت، ماذا ادخرت فيها لآخرتك، واخل بنفسك وخاطبها: ماذا تكلم هذا اللسان، وماذا رأت العين، وماذا سمعت هذه الأذن، وأين مشت هذه القدم، وماذا بطشت هذه اليد، وأنت مطلوب منك أن تأخذ بزمام نفسك وأن تحاسبها، يقول ميمون بن مهران: "لا يكون العبد تقياً حتى يكون مع نفسه أشد من الشريك مع شريكه". فلنحاسب أنفسنا على الفرائض، ولنحاسب أنفسنا على المنهيات، ولنحاسب أنفسنا على الغفلات، فنحن نمتطي عربة الليالي ، والأيام تحث بنا السير إلى الآخرة. سمع أبو الدرداء رجلاً يسأل عن جنازة مرّت: فسُئل من هذا؟ فقال أبو الدرداء رضي الله عنه: هذا أنت.
ولما سئل أبو حازم: كيف القدوم على الله، قال: أما المطيع فكقدوم الغائب على أهله، وأما العاصي فكقدوم العبد الآبق على سيده.
وخطب أبو بكر الصديق رضي الله عنه فقال: (إنكم تغدون وتروحون إلى أجل قد غيِّب عنكم عِلمه، فإن استطعتم أن لا يمضي هذا الأجل إلا وأنتم في عمل صالح فافعلوا)، وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (أيها الناس، حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوها قبل أن توزنوا، وتأهبوا للعرض الأكبر على الله، يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ [الحاقة: 18. بالله عليكم ايها الاحباب من منا اخذ ورقة وقلم وكتب سيئاته والتي يرتكبها دائمالابد ان تحدد مقعك من خريطة الحياة فاليوم عمل ولاحساب وغدا حساب ولاعمل
وفي الحديث الذي رواه الترمذي يقول عليه الصلاة والسلام: ((ما من ميت مات إلا وندم، إن كان محسنًا ندم أن لا يكون قد ازداد إحسانا، وإن كان مسيئا ندم أن لا يكون قد استعتب))، فإن كان المحسن يندم على ترك الزيادة في عمله فكيف يكون حال المسيء؟! إنما أنت أيام، فكلما ذهب يومك ذهب بعضك.
اعلموا رحمني الله وإياكم أن الليل والنهار مطيتان يباعدان من الدنيا ويقربان من الآخرة، فطوبى لعبد انتفع بعمره. يقلب الله الليل والنهار إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار تتجدد الأعوام فنقول: إن أمامنا عاماً جديداً نراه طويلاً لكن سرعان ما ينقضي. قال عبد الله بن عمر: أخذ رسول الله بمنكبي فقال: ((كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل))[2]، فلا يركن المؤمن إلى الدنيا ولا يطمئن إليها، فهو على جناح سفر يهيئ نفسه للرحيل.
أيها الأحبة: طوبى لعبد انتفع بعمره فاستقبل عامه الجديد بمحاسبة نفسه على ما مضى وتاب إلى الله عز وجل، وعزم على ألا يضيع ساعات عمره إلا في خير، لأنه يذكر دائماً قول نبيه : ((خيركم من طال عمره وحسن عمله))[3]، وهو يلهج دائما بدعاء النبي : ((اللهم اجعل الحياة زيادة لي في كل خير، والموت راحة لي من كل شر)) [4].
أيها المسلم، راجع نفسك وحاسبها فلعله لم يبق من عمرك إلا قليل، فاستدرك عمرا قد أضعت أوّله، وغفلت في آخره قال النبي ((اغتنم خمسًا قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك)
معاشرالإخوة، والله، لتموتن كما تنامون، ولتبعثن كما تستيقظون، ولتخبرنَّ بما كنتم تعلمون، فجنةٌ للمطيعين، ونار جهنم للعاصين أَفَمَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (فصلت40)
بارك الله لي ولكم في القران العظيم ...............
الخطبة الثانية
اما بعد
فاتقوا الله رحمكم الله، وتزودوا في دنياكم ما تحوزونه إلى أنفسكم غدًا، فمن اتقى الله نصح نفسه وقدم توبته وقاوم شهوته
عباد الله العمر قصير، والخطر المحدق كبير، فعلى صاحب البصر النافذ أن يتزود من نفسه لنفسه، ومن حياته لموته، ومن شبابه لهرمه، ومن صحته لمرضه، فما بعد الموت من مستعتب، ولا بعد الدنيا من دار الا الجنة أو النار
ماذا تنتظر وانت ترى الموت لايفرق بين شاب صغير مقتبل على العمر وبين صاحب شيبة وبين مبتلى مريض ، هل تنتظر ان تبتلى بما يعوقك عن العمل ام تنتظر موت يفاجأك لاتتمكن من التوبة قبله فالى متى هذا التخدير والوجوم والنذر تراها امام عينيك
عباد الله من أصلح ما بينه وبين ربه كفاه ما بينه وبين الناس، ومن صدق في سريرته حسنت علانيته، ومن عمل لآخرته كفاه الله أمر دنياه ، العمر قصير، والخطر المحدق كبير، والمرء بين حالين: حال قد مضى لا يدري ما الله صانع فيه، وأجل قد بقي لا يدري ما الله قاض فيه
ايها الموفق الحبيب ان كانت الذنوب قد اخذت منك مأخذها فعالجها بتوبة صادقة عاجلة ولاتستسلم للذنوب والنفس الضعيفة فإن علاجهما الرجعة الى الله ومجاهدة النفس { والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا } جاهد المعاصي بالطاعات فانها ستطردها تلقائيا من قلبك حينما تتذوق النفس حلاوة الطاعة وتجد بركته يقول بن تيمية (ان في الدنيا لجنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخـــرة ) ليكن لك سجل حافل من الطاعات والنوافل من صيام وصدقة وصلوات وغيرها من ابواب الطاعات وابدأ من الايام القادمه من الشهر الفضيل الذي قال فيه الرسول صلى الله عليه وسلم ( افضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم )رواه مسلم وليكن لك مع بزوغ شمس كل يوم طاعة لله وعزيمة على ترك معصية من معاصيه
اللهم اهدنا لتدارك الاعمار ..............