نعود بحذر والعالم يترقب اللقاح ضد كورونا
محمد البدر
1441/10/27 - 2020/06/19 00:34AM
الْخُطْبَةِ الأُولَى:
عِبَادَ اللَّهِ : قَالَ تَعَالَى:﴿ وَعَسى أن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَالله يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾.
وَقَالَ تَعَالَى:﴿ مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾.
وَعَنْ يَزِيدُ بن حُصَيْنٍ وعَنْ مُعَاذِ بن جَبَلٍ وأُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُمْ قَالُوا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:« إِنَّ هَذَا الطَّاعُونَ رِجْزٌ وَبَقِيَّةُ عَذَابٍ عُذِّبَ بِهِ قَوْمٌ فَإِذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ فِيهَا فَلاَ تَخْرُجُوا مِنْهَا فِرَارًا مِنْهُ ، وَإِذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ وَلَسْتُمْ بِهَا فَلاَ تَدْخُلُوهَا »رَوَاهُ مُسْلِمٌ. لماذا حث النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الأمة على الحجر ولم يدلهم على غيره من الأدوية ولكنه دل الأمة على العلاج الصحيح والأقوى لمثل هذه الفيروسات ولم ينقل أيضاً عن الصحابة أنهم تداوو من الطاعون وهم يعلمون أحاديث العلاج بالحبة السوداء والقسط الهندي والعسل وغيره فإن القضاء على الفيروس لا يكون بالدواء ولكن في العزل حتى يتوقف الفيروس عن الزحف والانتشار او اللقاح لإن الفيروسات عبارة عن بلورات ميتة تدخل الى الخلية الحية وتدخل الى جهاز ها الوراثي فتستولي عليها حتى تتكاثر لذلك فإن الدول تبحث عن اللقاح المناسب مثل لقاح الحصبة ولقاح شلل الاطفال وغيرها لذلك نسمع أن الدول تتسابق وتنفق الملايين في الأبحاث لتحصل على اللقاح لإنقاذ البشرية من هذه الجائحة.
عِبَادَ اللَّهِ : ينبغي علينا أن نتعاون فيما بيننا ونتواصى بالحق والصبر وتوقي الحيطة ونعود بحذر و نعي تماماً أن الوقاية خير من العلاج وعلينا جميعا الالتزام بكافة التعليمات الاحترازية والبقاء في المنازل أكبر وقت ممكن والخروج للضرورة حتى إلى المستشفى فالكثير من الحالات علاجها فقط الحجر الصحي المنزلي.
عِبَادَ اللَّهِ:قَالَ تَعَالَى:﴿ وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلا إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ الإنْسَانُ كَفُورًا ﴾.
وَقَالَ تَعَالَى:﴿ وَإِذَا مَسَّ الإنسان الضر دَعَانَا لِجَنبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَن لَّمْ يَدْعُنَا إِلَى ضرّ مسها ﴾.
قَالَ الشَّيْخِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّعْدِيِّ -رَحِمَهُ اللهُ: وهذا إخبار عن طبيعة الإنسان من حيث هو، وأنه إذا مسه ضر، من مرض أو مصيبة اجتهد في الدعاء، وسأل الله في جميع أحواله، قائما وقاعدا ومضطجعا، وألح في الدعاء ليكشف الله عنه ضره.﴿فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَسَّهُ ﴾أي: استمر في غفلته معرضا عن ربه، كأنه ما جاءه ضره، فكشفه الله عنه، فأي ظلم أعظم من هذا الظلم، يطلب من الله قضاء غرضه، فإذا أناله إياه لم ينظر إلى حق ربه، وكأنه ليس عليه لله حق. وهذا تزيين من الشيطان، زين له ما كان مستهجنا مستقبحا في العقول والفطر..إلخ.
عِبَادَ اللَّهِ:كما تعلمون أن الله أنزل بأهل الأرض وباء وبسببه توقفت جميع الأعمال والنشاطات فبادر ولي أمرنا وولي عهده الأمين إلى الاستعانة برجال الصحة ورجال الأمن تطبيقا لفعل النبي صلى الله عليه وسلم في وباء الطاعون فأصدر أمره بتطويق البلاد وأوقف الرحلات وجميع وسائل المواصلات وأوقف المدارس ودور العبادات كل ذلك لمنع الاختلاط والتزاحم واشترطت الجهات المعنية اتخاذ وسائل احترازية في اثناء السماح بالتجوال لمواجهة خطر انتشار هذا الوباء حتى اذا ما قل عدد الحالات بادرت جهات الاختصاص بالتخفيف ورفع الحظر رويداً رويدا وفرحنا بالعودة إلى المساجد واستبشرنا خيراً بان هذه الجائحة الى الزوال والاضمحلال ولكن للأسف الشديد خرج الناس إلى الشوارع والأسواق والمنتزهات والشواطىء غير آبهين بالتعليمات الاحترازية حتى المساجد لم تسلم من المخالفات ففي بعض المساجد يحصل التدافع والتزاحم والاستهتار بالتعليمات والارشادات الاحترازية حتى ظهرت بعض الحالات وزادت فهي في صعود وارتفاع مستمر.
فَاللهَ اللهَ بتنفيذ كل الاحترازات وعليكم بالصبر ودوام الشكر للمنعم حتى تزول فعلاً هذه الجائحة قَالَ تَعَالَى:﴿ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾ أَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ العَظِيمَ الجَلِيلَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمْ.
الْخُطْبَةِ الثَّانِيَةِ:
الْخُطْبَةِ الثَّانِيَةِ:
عِبَادَ اللَّهِ: نعود بحذر والعالم يترقب اللقاح ضد كورونا قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ«مَا أَنْزَلَ اللهُ دَاءً إِلَّا أَنْزَلَ لَهُ دَوَاءً , عَلِمَهُ مَنْ عَلِمَهُ , وَجَهِلَهُ مَنْ جَهِلَهُ إِلَّا السَّامَ , وَهُوَ الْمَوْتُ»صَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ .وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ« لَا يُورِدُ مُمْرِضٌ عَلَى مُصِحٍّ » رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
فَاللهَ اللهَ يا عِبَادَ اللَّهِ بِفِعْلِ الأَسْبَابِ، وَكُونُوا عَلَى قَدْرِ الـمَسْؤُولِيَّةِ،وَقِفُوا مَعَ قادتكم وحول علماءكم وتعاونوا على تطبيق النظام واتباع التعليمات وتآزروا وتواصوا فيما بينكم بالصبر والدعاء وعليكم بالاكثار من الصدقات والاستغفار والتزود من الطاعات وتعليم الأبناء ومن تحت أيديكم ما ينفعهم في الدنيا والآخرة.
الا وصلوا ....
المرفقات
نعود-بحذر-والعالم-يترقب-اللقاح-ضد-كورو
نعود-بحذر-والعالم-يترقب-اللقاح-ضد-كورو