نعمة الولدوتربيتهم وحقوقهم
صالح العويد
1434/11/12 - 2013/09/18 16:16PM
الحمد لله الذي خلق فقدر، وأمر أن لا تعبدوا إلا إياه كما أخبر، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له يعلم العلن وما أضمر، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أرسله ربه إلى جميع البشر،صلى الله وسلم عليه مابزغ نجم وظهر ،وعلى آله وأصحابه الميامين الغرر ، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم المستقر
أمابعد ، فيا أيها الناس ، إتقوا الله يا أيها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته ولاتموتن إلا وأنتم ومسلمون
ياأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفسٍ واحده وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا
أيها المسلمون: لقد تفضل الله على عباده بنعم لاتحصى ، ومنن لاتستقصى ، فكل نعمة يراها العبد على نفسه هبة من الله ، قال تعالى : (( ومابكم من نعمة فمن الله )) ، واعلموا أن هناك نعما خص الله بها فئة من الناس وحرمها من فئة أخرى ،إبتلاء منه سبحانه وتمحيصا قال تعالى : ((ولله ملك السموات والأرض يخلق مايشاء يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور * أو يزوجهم ذكرانا وإناثا ويجعل من يشاء عقيما إنه عليم قدير )) فمن أعظم النعم على الإنسان نعمة الولد، ولاسيما الولد الصالح والمنة من الله في الذرية من أنها امتداد للبشرية وعمرآخر للوالدين، قال تعالى: ((هو الذي جعلكم خلائف في الأرض )) نعمة الولد لايعرف قدرها إلا من حرمها، فكم من الناس من منع نعمة الأبوة والأمومة ، فتراه يسعى جاهدا ليلا ونهارا ، بكل ما أوتي من جهد ومال للحصول على الولد الذي فقده ، ولكن قدرة الله تعالى فوق الطاقات والأموال المهدرات ، لأنه سبحانه عليم قدير ، يختبر العباد ، ويمتن على الإنسان ابتلاء منه وامتحان .
أيها الناس : أولادنا ثمار قلوبنا ، وعماد ظهورنا ،وفلذات أكبادنا وزينة حياتنا ، قال تعالى : (( المال والبنون زينة الحياة الدنيا )) الأولاد قرة الأعين ، وبهجة الحياة، وأنس العيش ،بهم يحلو العمر ،وعليهم تعلق الآمال، وببركة تربيتهم يستجلب الرزق، وتنزل الرحمة ،ويضاعف الأجر ،عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :"إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاثة إلا من صدقة جارية أوعلم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له " أخرجه مسلم
أيها الاخوة في الله ، إن أمانة الأبناء خطيرة وحقوقهم عسيرة قال صلى الله عليه وسلم : "وإن لولدك عليك حقا " أخرجه مسلم
فاحذروا أيها الناس من التفريط في تربية الأبناء ، أو التخلي عن المسؤولية تجاههم ، فهذا هو الغدر ، وتلكم هي الخيانة ، وذلكم هو الغش الموصل إلى النار أخــــــرج البخاري ومسلم واللفظ للبخاري من حديث معقل بن يسار رضي الله عنه قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول :" ما من عبد استرعاه الله رعية فلم يحطها بنصيحة إلا لم يجد رائحة الجنة" ، فارعوا أبنائكم ، وأدوا أماناتكم ، وانصحوا لأولادكم .
ولقد أولى الإسلام العناية بالأبناء منذ اختيار الأرض التي تبذر فيها ،فهاهو رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لنا :" تخيروا لنطفكم ، فإن العرق دساس "ويقول عليه الصلاة والسلام : " تنكح المرأة لأربع : لحسبها وجمالها ومالها ودينها فاظفر بذات الدين تربت يداك " ولقد اهتم الأنبياء بقضية الولد أيما اهتمام ، فهذا الخليل عليه السلام يدعو الله أن يرزقه ولدا صالحا فيقول : (( رب هب لي من الصالحين )) ، ويقول زكريا عليه السلام : (( رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء)) هذا اهتمام منهم بشأن الذرية قبل وجودها ، أمـــا بعد وجودها فكانت تتضاعف جهودهم ، ويعظم اهتمامهم بتربيتها وتوجيهها إلى الخير، وإبعادها عن الشر ،وأول ماينصب اهتمامهم إلى إصلاح العقائد ، كماقال تعالى ))ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يبني إن الله اصطفى لكم الدين فلاتموتن إلا وأنتم مسلمون ))البقره 132
وهذا لقمان يوجه إلى ابنه وصايا عظيمة ، فينهاه عن الشرك ويبين له قبحه لينفر منه ، ويأمره بإقامة الصلاة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والصبر على المصائب ،وينهاه عن الكـــبر واحتقار الناس والفخر والخيلاء .
أيها الاخوة كما أن للأب حقا على ولده , فللولد حق على أبيه ،قال صلى الله عليه وسلم : "وإن لولدك عليك حقا قال بعض العلماء : إن الله سبحانه يسأل الوالد عن ولده يوم القيامة قبل أن يسأل الولد عن والده ،وقـــد قال تعالى: (( يوصيكم الله في أولادكم )) النساء 11.
فوصية الله للآباء بالأولاد سابقة على وصية الأولاد بآبائهم"
فمن أهمل تعليم ولده ماينفعه وتركه سدى ، فقد أساء إليه غاية الإساءة وأكثر الأولاد إنما جاءهم الفساد بسبب إهمال الآباء وترك تعليمهم فرائض الدين وسننه فأضاعوهم صغارا فلم ينفعوا أنفسهم ولم ينفعوا آباءهم كبارا . قال ابن القيم رحمه الله : وكم ممن أشقى ولده وفلذة كبده في الدنيا والآخرة بإهماله وترك تأديبه وإعانته على شهواته ويـــــزعم أنه يكرمه وقد أهانه ، وأنه يرحمه وقد ظلمه ، ففاته انتفاعه بولده وفوت عليه حظه في الدنيا والآخرة، وإذا اعتبرت الفساد في الأولاد رأيت عامته من قبل الآباء.
عاتب بعضهم ولده على العقوق فقال : ياأبتِ إنك عققتني صغيرا فعققتك كبيرا ، وأضعتني وليدا فأضعتك شيخا .
شكا رجل عقوق ولده إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، فأحضر أمير المؤمنين الغلام وأبيه ، فقال الغلام : يـــاأمير المؤمنين ، أليس للولد حق على أبيه ؟ قال : بلى، قال : فما حقه على أبيه ؟ قـــال : أن ينتقي أمه ، ويحسن اسمه ،ويعلمه الكتاب . قال الغلام : يا أمير المؤمنين ،إن أبي لم يفعل شيئا من ذلك ، استولدني من أمة زنجية كانت لمجوسي ،وقد سماني جعلا ، ولم يعلمني من الكتاب حرفا واحدا ، فالتفت أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه إلى الرجل وقال له : جئت تشكي إلي عقوق ولدك وقد عققته قبل أن يعقك ، وأسأت إليه قبل أن يسيء إليك!
أيها الاخوة الأعزاء إن الإسلام يحمل الأبوين مسؤولية التربية لأولادهم ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كل مولود يولد على الفطرة ، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه " أخرجه البخاري ومسلم .
فكل مولود يولد على الفطرة وعلى الإيمان والتوحيد والحق والخير والفضيلة والنفور من الباطل والشر والرذيلة ، فمهمة الآباء مهمة عظيمة يجب على الآباء أن يحسبوا لها حسابها ، ويعدوا العدة لمواجهتها خصوصا هذا الزمان الذي تلاطمت فيه أمواج الفتن واشتدت غربة الدين ،وكثرت فيه دواعي الفساد .
أيها المسلمون : لقد عجز الغرب الكافر اليوم عن إبعاد المسلمين عن دينهم بقوة السلاح ، لكنه استولى على العقول ، فبثت القنوات ، وعملت المخططات ، وأنشئت الدراسات ، كل ذلك للإطاحة بشباب المسلمين من بنين وبنات ، ويا للأسف فقد تحقق للكفار ما أرادوا ، ونالوا من شبابنا مانالوا ، كل ذلك بسبب تنكص كثير من الأولياء عن تربية أولادهم فاهتموا بسفاسف الحياة ،فأصبح لدينا جيل تنكر لدينه ، وخرج من عقيدته ، وتبرأ من أهله وعشيرته ، وتخلى عن عاداته ، وانخلع من تقاليده ، وانظروا إلى الشباب والشابات عبر الشوارع والطرقات ، تأملوا تلكم الموضات والقصات ، سلاسل وقبعات ، دخان ومخدرات ، أشكال غريبة ، وهيئات مريبة ، شباب تائهون حائرون ، سرعة فائقة ، أغان صاخبة ، تصرفات طائشة ، إزهاق لأرواح الأبرياء ، تصرفات غوغاء ، وأعمال هوجاء ، ونتائج شنعاء ، وكل ذلك بسبب إهمال الأمهات والآباء، وإنك لتعجب حين يعد ذلك الآباء مفخرة لهم ولاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم ألاأين المسؤولية ؟ وأين رعاية الأمانة ؟ (( يا أيها الذين آمنوا لاتخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون * واعلموا أنما أموالكم وأولادكم فتنة وأن الله عنده أجر عظيم )) وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :" ألا كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ، فالإمام الذي على الناس راع وهو مسئول عن رعيته ، والرجل راع على أهل بيته وهومسئول عن رعيته ، والمرأة راعية على أهل بيت زوجها وولده وهي مسئولة عنهم ، وعبد الرجل راع على مال سيده وهو مسئول عنه ، ألا فكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته " متفق عليه : (( ياأيها الذين آمنوا قو انفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لايعصون الله ما أمرهم ويفعلون مايؤمرون ))
عباد الله : صلاح الأبناء والبنات أمنية الآباء والأمهات ، يا لها من نعمة عظيمة ، يوم تمسي وتصبح ، وقد أقر الله عينيك بالذرية الصالحة ، ذرية تقيم الصلاة وتخاف الله .
صـــلاح الأبناء والبنات تقر به العيون في الحياة وبعد الممات ، تقر به عينك في الدنيا ـ تراه عبدا ناصحا ، عبدا خيرا صالحا ، إن أمرته أطاعك ، وإن طلبته برك ، وكان بعد الله نعم المعين ، وكان لك الناصح الأمين . صلاح الأبناء والبنات تقر به العيون في اللحود والظلمات يوم تغشاك منه صالح الدعوات وأنت في القبر وحيدا ، وأنت في مضاجعها فريدا ، يذكرك بدعوة صالحة ، ينعمك بها الرحمن ، ويغشاك منه الروح والريحان .
صــــلاح الأبناء والبنات تـقر به العيون في الموقف بين يدي الديان ، حجاب من النار قال صلى الله عليه وسلم :" من ابتلي بشيء من هذه البنات فأدبهن وأحسن تأديبهن ورباهن وأحسن تربيتهن كن له حجابا من النار "
صــلاح الأبناء والبنات يكون اول مايكون منك ، يكون من حركاتك وسكناتك ، يكون من أقوالك وأفعالك ، يوم ينشأ الابن وتنشأ البنت في أحضان أب يخاف الله ، وفي أحضان أم تخشى الله .
صـــلاح الأبناء والبنات يقوم أول مايقوم على قدوة صالحة من الآباء والأمهات صلاح الأبناء والبنات يحتاج منك إلى كلمات نافعات وتوجيهات ومواعظ مؤثرات (( وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يابني لاتشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم ))
ناصح ابنك ووجهه فكم من نصيحة من أب ناصح ، وأم مشفقة ناصحة نفعت الأبناء والبنات ماعاشوا أبدا .
صـــلاح ألابناء والبنات يتوقف على امرهم بالصلوات ، الصلاة عماد الدين ومرضاة لرب العالمين ، فمروهم بها تصلح أحوالهم وتصلح شؤونهم أقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر علم الخليل عليه الصلاة والسلام عظيم شأن الصلاة فرفع كفيه إلى الله داعيا سائلا ضارعا رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي
مروا أولادكم بالصلاة إذا بلغ سبع سنين وبلغت البنت سبع سنين ، فالله سائلك يوم القيامة هل أمرتهم بالصلاة أم لا ، وليتعلقن الابن بأبيه بين يدي الله في يوم لاينفع فيه مال ولابنون ، يقول : يارب ما أمرني بالصلاة ، يارب تركني نائما ، يارب ما أمرني بطاعتك .
صـــلاح الأبناء والبنات يتوقف على أمرهم بالأخلاق الفاضلة، والآداب الكريمة (( يابني أقم الصلاة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور ولاتصعر خدك للناس ولاتمش في الأرض مرحا إن الله لايحب كل مختال فخور )) أمـــــر الأبناء بالأخلاق الفاضلة والآداب الجليلة الكاملة ، يعودهم على الخير والصلاح ، يقودهم إلى مناهج الفلاح ، علموهم إفشاء السلام ، وإطعام الطعام وخصال الكرام ، مروهم بصلة الأقارب والأرحام واعلموا أنكم لاتعلموهم خصلة من خصال الخير إلا كتب الله لكم أجره ، ماعمل بها حياته أبدا .
صــــلاح الابناء في تجنيبهم الفواحش والآثام وسيء القنوات والمجلات والأفلام ومتابعة لهم بشدة في غير عنف ، ولين في غير ضعف وإياكم والمبالغة في إحسان الظن بـــــل كونوا فطناء فلا إفراط ولا تفريط
اللهم وفقنا للقيام بحقوقهم وجنبنا التقصير في تربيتهم وعقوقهم ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما ، بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ، ونفعني وإياكم بمافيه من الآيات والذكر الحكيم ، ونفعنا بهدي سيد المرسلين وبقوله القويم ، أقول قولي هذا ، وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه ، إنه هو الغفور الرحيم .
الحمد لله وكفى ، والصلاة والسلام على نبيه المصطفى ، وعلى آله وصحبه ، ومن سار على نهجه وإقتفى
أمــــــابعد : فيا عباد الله أوصيكم ونفسي بتقوى الله عزوجل .
إخوة الإسلام : إن الله عزوجل إذا أنعم عليك بالذرية ونظرت عيناك إلى ابنك وبنتك ، فاعلم أن لله عليك حقا عظيما ، وفضلا جليلا كريما ، فليكن :
أول مـــــــايكون منك أن تقول بلسان حالك ومقالك : الحمـــــد لله ، الحمـــد لله حيث لم ينقطع مني نسلي ، ولم يجعلني عقيما لا ولد لي ، فهو الذي وهبك وهو الذي تفضل عليك ، فاشكره فقد تأذن للشاكرين بالمزيد .
الأمــــر الثاني : أن تأخذ من نفسك أن يكون في نفسك الشعور بعظيم المسئولية ، الأبناء والبنات ماهم إلا أمانة وضعت في عنقك إما أن تنتهي بك إلى جنة أو إلى نار ، أبناؤك وبناتك مسئولية قبل أن يكونوا أبناء وبناتا .
قال صلى الله عليه وسلم :" كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته وقال : والرجل راع على أهل بيته وهو مسئول عن رعيته ، والمرأة راعية على أهل بيت زوجها وولده وهي مسئولة عنهم " متفق عليه
ولتقفن بين يدي الله فيحاجك الابن وتحاجك البنت ، فإما أن يكونوا سبيلا لك إلى الرحمة أو إلى العذاب ، فاسأل الله خيرهم واستعذ بالله من شرهم ، فماهم إلا فتنة وزينة في الحياة ، واضرع إلى الله جل وعلا أن يعينك على إسداء الخير لهم .
الأمـــــر الثالث : أن تعلم أن الله أمرك في أبنائك وبناتك أن تكون من العادلين لقوله صلى الله عليه وسلم :" اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم"
فلا تفضلوا الأبناء ، ولاتفضلوا البنات ، ولاتفضلوا الكبير على الصغير ولا الصغير على الكبير واتقوا الله في الجمــــيع ، فإذا عدلت بين أبنائك وبناتك حللت منابر من نور في الجنان على يمين الرحمن في يوم يغبطك فيه الأنبياء والصديقون قال صلى الله عليه وسلم :" إن المقسطين عند الله على منابر من نور عن يمين الرحمن وكلتا يديه يمين الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وماولوا " رواه مسلم فإياك أن تفضل بعض أبنائك بالعطية ، بل إتق الله فيهم واعدل بينهم ، حتى كان السلف الصالح رحمة الله عليهم يعدلون بين أولادهم حتى في القبلة .
الأمـــــر الرابع : إياك أن يكون أبناؤك وبناتك سببا في أذية المسلمين احفظهم عن أذية الأقرباء وعن أذية الجيران ، وعن أذية المسلمين خاصة في بيوت الله ، إذا دخلت بهم إلى المساجد فاجعلهم عن يمينك ويسارك ، واجعلهم تحت نظرك وملاحظتك ، خذهم بالتوجيه والإرشاد قبل أن تأخذهم دعوة عبد صالح فتهلكهم .
وإياك أن تنجر وراء العواطف لتشتري لصغير السن والحدث سيارة تزهق بها الأرواح وتسفك بها الدماء ، ويكون بها الشقاء والعناء .
الأمــــــر الخامس : الحذر الحذر من الدعاء على الأولاد فقد يكون ذلك سببا للشقاء الدائم لهم ، روى مسلم من حديث جابر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لاتدعوا على أنفسكم ولاعلى أولادكم ولاعلى خدمكم ولا على أموالكم "
وخصوصا الأمهات فتجد الأم – ولأدنى سبب – تدعو على ولدها وماعلم الوالدان أن هذا الدعاء قد يوافق ساعة إجابة فتقع الدعوة موقعها فيندمان حين لاينفع الندم .
فاتقوا الله أيها المسلمون تفلحوا واعتنوا بذريتكم وأحسنوا تأديبهم تسعدوا وصلوا وسلموا على النبي المختار صادق الأخبار ، فقد أمركم الله بذلك ليل نهار ، فقال الواحد القهار : (( إن الله وملائكته يصلون على النبي ياأيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ))
اللهم صل وسلم وبارك وأنعم على خير خلقك وأفضل رسلك سيدناونبينا محمد ...
أمابعد ، فيا أيها الناس ، إتقوا الله يا أيها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته ولاتموتن إلا وأنتم ومسلمون
ياأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفسٍ واحده وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا
أيها المسلمون: لقد تفضل الله على عباده بنعم لاتحصى ، ومنن لاتستقصى ، فكل نعمة يراها العبد على نفسه هبة من الله ، قال تعالى : (( ومابكم من نعمة فمن الله )) ، واعلموا أن هناك نعما خص الله بها فئة من الناس وحرمها من فئة أخرى ،إبتلاء منه سبحانه وتمحيصا قال تعالى : ((ولله ملك السموات والأرض يخلق مايشاء يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور * أو يزوجهم ذكرانا وإناثا ويجعل من يشاء عقيما إنه عليم قدير )) فمن أعظم النعم على الإنسان نعمة الولد، ولاسيما الولد الصالح والمنة من الله في الذرية من أنها امتداد للبشرية وعمرآخر للوالدين، قال تعالى: ((هو الذي جعلكم خلائف في الأرض )) نعمة الولد لايعرف قدرها إلا من حرمها، فكم من الناس من منع نعمة الأبوة والأمومة ، فتراه يسعى جاهدا ليلا ونهارا ، بكل ما أوتي من جهد ومال للحصول على الولد الذي فقده ، ولكن قدرة الله تعالى فوق الطاقات والأموال المهدرات ، لأنه سبحانه عليم قدير ، يختبر العباد ، ويمتن على الإنسان ابتلاء منه وامتحان .
أيها الناس : أولادنا ثمار قلوبنا ، وعماد ظهورنا ،وفلذات أكبادنا وزينة حياتنا ، قال تعالى : (( المال والبنون زينة الحياة الدنيا )) الأولاد قرة الأعين ، وبهجة الحياة، وأنس العيش ،بهم يحلو العمر ،وعليهم تعلق الآمال، وببركة تربيتهم يستجلب الرزق، وتنزل الرحمة ،ويضاعف الأجر ،عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :"إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاثة إلا من صدقة جارية أوعلم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له " أخرجه مسلم
أيها الاخوة في الله ، إن أمانة الأبناء خطيرة وحقوقهم عسيرة قال صلى الله عليه وسلم : "وإن لولدك عليك حقا " أخرجه مسلم
فاحذروا أيها الناس من التفريط في تربية الأبناء ، أو التخلي عن المسؤولية تجاههم ، فهذا هو الغدر ، وتلكم هي الخيانة ، وذلكم هو الغش الموصل إلى النار أخــــــرج البخاري ومسلم واللفظ للبخاري من حديث معقل بن يسار رضي الله عنه قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول :" ما من عبد استرعاه الله رعية فلم يحطها بنصيحة إلا لم يجد رائحة الجنة" ، فارعوا أبنائكم ، وأدوا أماناتكم ، وانصحوا لأولادكم .
ولقد أولى الإسلام العناية بالأبناء منذ اختيار الأرض التي تبذر فيها ،فهاهو رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لنا :" تخيروا لنطفكم ، فإن العرق دساس "ويقول عليه الصلاة والسلام : " تنكح المرأة لأربع : لحسبها وجمالها ومالها ودينها فاظفر بذات الدين تربت يداك " ولقد اهتم الأنبياء بقضية الولد أيما اهتمام ، فهذا الخليل عليه السلام يدعو الله أن يرزقه ولدا صالحا فيقول : (( رب هب لي من الصالحين )) ، ويقول زكريا عليه السلام : (( رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء)) هذا اهتمام منهم بشأن الذرية قبل وجودها ، أمـــا بعد وجودها فكانت تتضاعف جهودهم ، ويعظم اهتمامهم بتربيتها وتوجيهها إلى الخير، وإبعادها عن الشر ،وأول ماينصب اهتمامهم إلى إصلاح العقائد ، كماقال تعالى ))ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يبني إن الله اصطفى لكم الدين فلاتموتن إلا وأنتم مسلمون ))البقره 132
وهذا لقمان يوجه إلى ابنه وصايا عظيمة ، فينهاه عن الشرك ويبين له قبحه لينفر منه ، ويأمره بإقامة الصلاة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والصبر على المصائب ،وينهاه عن الكـــبر واحتقار الناس والفخر والخيلاء .
أيها الاخوة كما أن للأب حقا على ولده , فللولد حق على أبيه ،قال صلى الله عليه وسلم : "وإن لولدك عليك حقا قال بعض العلماء : إن الله سبحانه يسأل الوالد عن ولده يوم القيامة قبل أن يسأل الولد عن والده ،وقـــد قال تعالى: (( يوصيكم الله في أولادكم )) النساء 11.
فوصية الله للآباء بالأولاد سابقة على وصية الأولاد بآبائهم"
فمن أهمل تعليم ولده ماينفعه وتركه سدى ، فقد أساء إليه غاية الإساءة وأكثر الأولاد إنما جاءهم الفساد بسبب إهمال الآباء وترك تعليمهم فرائض الدين وسننه فأضاعوهم صغارا فلم ينفعوا أنفسهم ولم ينفعوا آباءهم كبارا . قال ابن القيم رحمه الله : وكم ممن أشقى ولده وفلذة كبده في الدنيا والآخرة بإهماله وترك تأديبه وإعانته على شهواته ويـــــزعم أنه يكرمه وقد أهانه ، وأنه يرحمه وقد ظلمه ، ففاته انتفاعه بولده وفوت عليه حظه في الدنيا والآخرة، وإذا اعتبرت الفساد في الأولاد رأيت عامته من قبل الآباء.
عاتب بعضهم ولده على العقوق فقال : ياأبتِ إنك عققتني صغيرا فعققتك كبيرا ، وأضعتني وليدا فأضعتك شيخا .
شكا رجل عقوق ولده إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، فأحضر أمير المؤمنين الغلام وأبيه ، فقال الغلام : يـــاأمير المؤمنين ، أليس للولد حق على أبيه ؟ قال : بلى، قال : فما حقه على أبيه ؟ قـــال : أن ينتقي أمه ، ويحسن اسمه ،ويعلمه الكتاب . قال الغلام : يا أمير المؤمنين ،إن أبي لم يفعل شيئا من ذلك ، استولدني من أمة زنجية كانت لمجوسي ،وقد سماني جعلا ، ولم يعلمني من الكتاب حرفا واحدا ، فالتفت أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه إلى الرجل وقال له : جئت تشكي إلي عقوق ولدك وقد عققته قبل أن يعقك ، وأسأت إليه قبل أن يسيء إليك!
أيها الاخوة الأعزاء إن الإسلام يحمل الأبوين مسؤولية التربية لأولادهم ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كل مولود يولد على الفطرة ، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه " أخرجه البخاري ومسلم .
فكل مولود يولد على الفطرة وعلى الإيمان والتوحيد والحق والخير والفضيلة والنفور من الباطل والشر والرذيلة ، فمهمة الآباء مهمة عظيمة يجب على الآباء أن يحسبوا لها حسابها ، ويعدوا العدة لمواجهتها خصوصا هذا الزمان الذي تلاطمت فيه أمواج الفتن واشتدت غربة الدين ،وكثرت فيه دواعي الفساد .
أيها المسلمون : لقد عجز الغرب الكافر اليوم عن إبعاد المسلمين عن دينهم بقوة السلاح ، لكنه استولى على العقول ، فبثت القنوات ، وعملت المخططات ، وأنشئت الدراسات ، كل ذلك للإطاحة بشباب المسلمين من بنين وبنات ، ويا للأسف فقد تحقق للكفار ما أرادوا ، ونالوا من شبابنا مانالوا ، كل ذلك بسبب تنكص كثير من الأولياء عن تربية أولادهم فاهتموا بسفاسف الحياة ،فأصبح لدينا جيل تنكر لدينه ، وخرج من عقيدته ، وتبرأ من أهله وعشيرته ، وتخلى عن عاداته ، وانخلع من تقاليده ، وانظروا إلى الشباب والشابات عبر الشوارع والطرقات ، تأملوا تلكم الموضات والقصات ، سلاسل وقبعات ، دخان ومخدرات ، أشكال غريبة ، وهيئات مريبة ، شباب تائهون حائرون ، سرعة فائقة ، أغان صاخبة ، تصرفات طائشة ، إزهاق لأرواح الأبرياء ، تصرفات غوغاء ، وأعمال هوجاء ، ونتائج شنعاء ، وكل ذلك بسبب إهمال الأمهات والآباء، وإنك لتعجب حين يعد ذلك الآباء مفخرة لهم ولاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم ألاأين المسؤولية ؟ وأين رعاية الأمانة ؟ (( يا أيها الذين آمنوا لاتخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون * واعلموا أنما أموالكم وأولادكم فتنة وأن الله عنده أجر عظيم )) وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :" ألا كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ، فالإمام الذي على الناس راع وهو مسئول عن رعيته ، والرجل راع على أهل بيته وهومسئول عن رعيته ، والمرأة راعية على أهل بيت زوجها وولده وهي مسئولة عنهم ، وعبد الرجل راع على مال سيده وهو مسئول عنه ، ألا فكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته " متفق عليه : (( ياأيها الذين آمنوا قو انفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لايعصون الله ما أمرهم ويفعلون مايؤمرون ))
عباد الله : صلاح الأبناء والبنات أمنية الآباء والأمهات ، يا لها من نعمة عظيمة ، يوم تمسي وتصبح ، وقد أقر الله عينيك بالذرية الصالحة ، ذرية تقيم الصلاة وتخاف الله .
صـــلاح الأبناء والبنات تقر به العيون في الحياة وبعد الممات ، تقر به عينك في الدنيا ـ تراه عبدا ناصحا ، عبدا خيرا صالحا ، إن أمرته أطاعك ، وإن طلبته برك ، وكان بعد الله نعم المعين ، وكان لك الناصح الأمين . صلاح الأبناء والبنات تقر به العيون في اللحود والظلمات يوم تغشاك منه صالح الدعوات وأنت في القبر وحيدا ، وأنت في مضاجعها فريدا ، يذكرك بدعوة صالحة ، ينعمك بها الرحمن ، ويغشاك منه الروح والريحان .
صــــلاح الأبناء والبنات تـقر به العيون في الموقف بين يدي الديان ، حجاب من النار قال صلى الله عليه وسلم :" من ابتلي بشيء من هذه البنات فأدبهن وأحسن تأديبهن ورباهن وأحسن تربيتهن كن له حجابا من النار "
صــلاح الأبناء والبنات يكون اول مايكون منك ، يكون من حركاتك وسكناتك ، يكون من أقوالك وأفعالك ، يوم ينشأ الابن وتنشأ البنت في أحضان أب يخاف الله ، وفي أحضان أم تخشى الله .
صـــلاح الأبناء والبنات يقوم أول مايقوم على قدوة صالحة من الآباء والأمهات صلاح الأبناء والبنات يحتاج منك إلى كلمات نافعات وتوجيهات ومواعظ مؤثرات (( وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يابني لاتشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم ))
ناصح ابنك ووجهه فكم من نصيحة من أب ناصح ، وأم مشفقة ناصحة نفعت الأبناء والبنات ماعاشوا أبدا .
صـــلاح ألابناء والبنات يتوقف على امرهم بالصلوات ، الصلاة عماد الدين ومرضاة لرب العالمين ، فمروهم بها تصلح أحوالهم وتصلح شؤونهم أقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر علم الخليل عليه الصلاة والسلام عظيم شأن الصلاة فرفع كفيه إلى الله داعيا سائلا ضارعا رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي
مروا أولادكم بالصلاة إذا بلغ سبع سنين وبلغت البنت سبع سنين ، فالله سائلك يوم القيامة هل أمرتهم بالصلاة أم لا ، وليتعلقن الابن بأبيه بين يدي الله في يوم لاينفع فيه مال ولابنون ، يقول : يارب ما أمرني بالصلاة ، يارب تركني نائما ، يارب ما أمرني بطاعتك .
صـــلاح الأبناء والبنات يتوقف على أمرهم بالأخلاق الفاضلة، والآداب الكريمة (( يابني أقم الصلاة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور ولاتصعر خدك للناس ولاتمش في الأرض مرحا إن الله لايحب كل مختال فخور )) أمـــــر الأبناء بالأخلاق الفاضلة والآداب الجليلة الكاملة ، يعودهم على الخير والصلاح ، يقودهم إلى مناهج الفلاح ، علموهم إفشاء السلام ، وإطعام الطعام وخصال الكرام ، مروهم بصلة الأقارب والأرحام واعلموا أنكم لاتعلموهم خصلة من خصال الخير إلا كتب الله لكم أجره ، ماعمل بها حياته أبدا .
صــــلاح الابناء في تجنيبهم الفواحش والآثام وسيء القنوات والمجلات والأفلام ومتابعة لهم بشدة في غير عنف ، ولين في غير ضعف وإياكم والمبالغة في إحسان الظن بـــــل كونوا فطناء فلا إفراط ولا تفريط
اللهم وفقنا للقيام بحقوقهم وجنبنا التقصير في تربيتهم وعقوقهم ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما ، بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ، ونفعني وإياكم بمافيه من الآيات والذكر الحكيم ، ونفعنا بهدي سيد المرسلين وبقوله القويم ، أقول قولي هذا ، وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه ، إنه هو الغفور الرحيم .
الحمد لله وكفى ، والصلاة والسلام على نبيه المصطفى ، وعلى آله وصحبه ، ومن سار على نهجه وإقتفى
أمــــــابعد : فيا عباد الله أوصيكم ونفسي بتقوى الله عزوجل .
إخوة الإسلام : إن الله عزوجل إذا أنعم عليك بالذرية ونظرت عيناك إلى ابنك وبنتك ، فاعلم أن لله عليك حقا عظيما ، وفضلا جليلا كريما ، فليكن :
أول مـــــــايكون منك أن تقول بلسان حالك ومقالك : الحمـــــد لله ، الحمـــد لله حيث لم ينقطع مني نسلي ، ولم يجعلني عقيما لا ولد لي ، فهو الذي وهبك وهو الذي تفضل عليك ، فاشكره فقد تأذن للشاكرين بالمزيد .
الأمــــر الثاني : أن تأخذ من نفسك أن يكون في نفسك الشعور بعظيم المسئولية ، الأبناء والبنات ماهم إلا أمانة وضعت في عنقك إما أن تنتهي بك إلى جنة أو إلى نار ، أبناؤك وبناتك مسئولية قبل أن يكونوا أبناء وبناتا .
قال صلى الله عليه وسلم :" كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته وقال : والرجل راع على أهل بيته وهو مسئول عن رعيته ، والمرأة راعية على أهل بيت زوجها وولده وهي مسئولة عنهم " متفق عليه
ولتقفن بين يدي الله فيحاجك الابن وتحاجك البنت ، فإما أن يكونوا سبيلا لك إلى الرحمة أو إلى العذاب ، فاسأل الله خيرهم واستعذ بالله من شرهم ، فماهم إلا فتنة وزينة في الحياة ، واضرع إلى الله جل وعلا أن يعينك على إسداء الخير لهم .
الأمـــــر الثالث : أن تعلم أن الله أمرك في أبنائك وبناتك أن تكون من العادلين لقوله صلى الله عليه وسلم :" اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم"
فلا تفضلوا الأبناء ، ولاتفضلوا البنات ، ولاتفضلوا الكبير على الصغير ولا الصغير على الكبير واتقوا الله في الجمــــيع ، فإذا عدلت بين أبنائك وبناتك حللت منابر من نور في الجنان على يمين الرحمن في يوم يغبطك فيه الأنبياء والصديقون قال صلى الله عليه وسلم :" إن المقسطين عند الله على منابر من نور عن يمين الرحمن وكلتا يديه يمين الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وماولوا " رواه مسلم فإياك أن تفضل بعض أبنائك بالعطية ، بل إتق الله فيهم واعدل بينهم ، حتى كان السلف الصالح رحمة الله عليهم يعدلون بين أولادهم حتى في القبلة .
الأمـــــر الرابع : إياك أن يكون أبناؤك وبناتك سببا في أذية المسلمين احفظهم عن أذية الأقرباء وعن أذية الجيران ، وعن أذية المسلمين خاصة في بيوت الله ، إذا دخلت بهم إلى المساجد فاجعلهم عن يمينك ويسارك ، واجعلهم تحت نظرك وملاحظتك ، خذهم بالتوجيه والإرشاد قبل أن تأخذهم دعوة عبد صالح فتهلكهم .
وإياك أن تنجر وراء العواطف لتشتري لصغير السن والحدث سيارة تزهق بها الأرواح وتسفك بها الدماء ، ويكون بها الشقاء والعناء .
الأمــــــر الخامس : الحذر الحذر من الدعاء على الأولاد فقد يكون ذلك سببا للشقاء الدائم لهم ، روى مسلم من حديث جابر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لاتدعوا على أنفسكم ولاعلى أولادكم ولاعلى خدمكم ولا على أموالكم "
وخصوصا الأمهات فتجد الأم – ولأدنى سبب – تدعو على ولدها وماعلم الوالدان أن هذا الدعاء قد يوافق ساعة إجابة فتقع الدعوة موقعها فيندمان حين لاينفع الندم .
فاتقوا الله أيها المسلمون تفلحوا واعتنوا بذريتكم وأحسنوا تأديبهم تسعدوا وصلوا وسلموا على النبي المختار صادق الأخبار ، فقد أمركم الله بذلك ليل نهار ، فقال الواحد القهار : (( إن الله وملائكته يصلون على النبي ياأيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ))
اللهم صل وسلم وبارك وأنعم على خير خلقك وأفضل رسلك سيدناونبينا محمد ...
المشاهدات 4234 | التعليقات 4
شكر الله سعيكم وبارك فيكم
زياد الريسي;18593 wrote:
بارك الله فيك شيخ صالح ما أحوجنا في مثل هذه الظروف وفي ظل هذه الأحداث والفتن أن نتفهم مثل هذه الكلمات ونعيشها حتى نجنب أبناءنا عقوق آبائهم ونقطع عليهم فسادهم وانحرافهم فيا ليت قومي يعلمون.
خطبة قيمة أسأل الله أن ينفع بها
خطبة قيمة أسأل الله أن ينفع بها
ياسر دحيم;18594 wrote:
شكر الله سعيكم وبارك فيكم
والشكرموصول لك أخي ياسروفيك بارك
زياد الريسي - مدير الإدارة العلمية
بارك الله فيك شيخ صالح ما أحوجنا في مثل هذه الظروف وفي ظل هذه الأحداث والفتن أن نتفهم مثل هذه الكلمات ونعيشها حتى نجنب أبناءنا عقوق آبائهم ونقطع عليهم فسادهم وانحرافهم فيا ليت قومي يعلمون.
خطبة قيمة أسأل الله أن ينفع بها
تعديل التعليق