نعمة الهاتف المحمول كيف نشكُرُها !
رشيد بن ابراهيم بوعافية
1434/05/07 - 2013/03/19 13:07PM
[FONT="]خطبة الجمعة[/FONT][FONT="]: نعمة الهاتف المحمول كيف نشكُرُها ؟!
[/FONT]
[FONT="]الاستفتاح بخطبة الحاجة،ثم أما بعد [/FONT][FONT="]: [/FONT]
[FONT="] أيها الإخوةُ في الله : نعمُ الله على العباد لا تُعدُّ ولا تُحصى ، وإنَّهُ ما ذكرَ اللهُ تعالى في القرآن نِعمَةً أنعمها على عبادِهِ إلاَّ وأعقبَ ذلكَ طلبَ شكْرها ، والاعترافَ بالمنعم المتفضّل، والتحذيرَ من جُحودها أو استعمالها في الحرام والآثام . . وسوفَ نقفُ اليوم مع نعمة عظيمة من النعم في مجال الاتّصال اعترافًا بفضل المنعم سبحانه، وشكرًا له على تلك النعمة، وتعلُّمًا لكيفية استعمالها في الخير والحق والمعروف..[/FONT]
[FONT="] إنَّها نعمةُ [/FONT][FONT="]الهاتف المحمول[/FONT][FONT="] . . [/FONT][FONT="] القطعةُ الصغيرةُ التي صمَّمَها عقلُ الإنسان لتنقُلَ الصور والأصوات، وتسمحَ بالتخاطب والتواصل بين بني الإنسان من على أيّ نقطة في الأرض . . [/FONT]
[FONT="] وهذه نعمةٌ وفتحٌ من الله تعالى على العقل الإنساني يوجبُ عليه شُكرَ الله تعالى، واستعمالَ النعمة في الحق والخير والمعروف . .[/FONT]
[FONT="] إنَّ المسلمَ - بحكم إسلامه – مُطالبٌ شرعًا بشكر هذه النعمة، واستعمالها في الخير، ومطالبٌ شرعًا بمعرفة الأحكام والآداب[/FONT][FONT="]ِ[/FONT][FONT="] الشرعية[/FONT][FONT="]ِ[/FONT][FONT="] المتعلقة[/FONT][FONT="]ِ[/FONT][FONT="] بهذا المُقْتَنَى التقني الذي يحملُهُ في جيبه، ويُحرّكُهُ بيده، ويتحدَّثُ فيه بلسانه . . [/FONT]
[FONT="] وحريٌّ بنا - معشر المؤمنين- مادامت قد انتشرت فينا هذه النعمةُ حتَّى وصلت الصغيرَ والكبير، والذَّكرَ والأنثى، حريٌّ بنا أن نتعلَّمَ ما أوجب اللهُ علينا من أحكامها وآدابها، التي تُجمّلُ حياتنا ، وترفعُ حسناتنا. . وفي ما يلي تذكيرٌ بأهمّ ما يحتاجُهُ المسلمُ من أحكامها وآدابها :[/FONT]
[FONT="]فأمَّا الأدبُ الأوَّل : فهو إخلاصُ النيَّة واحتسابُ الأجر به عند الله[/FONT][FONT="]سبحانه[/FONT][FONT="] : وهذا أوَّلُ الربح في هذا الموضوع . وكم من عمل هو من أعمال الدنيا وزينتها يرفعُ اللهُ به العبدَ ويُعطيه ويُدنيه لأنَّهُ احتسبهُ لله وفي سبيل مرضاته و تقوَّى به على الحق والخير والمعروف، وشَكرَ اللهَ تعالى عليه كلَّما حقَّقَ به خدمةً من الخدَمات أو قضى به حاجةً من الحاجات، ولقد ذكرَ اللهَ تعالى ركوبَ العبد واستواءَهُ على الدّابَّة التي هي من نعم الله على كل عبد فقال في حقّ الشاكرين:﴿[/FONT] [FONT="]لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُوا سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِين[/FONT][FONT="]﴾(الزخرف:13).فالمسلمُ يركبُ والكافرُ يركب، غيرَ أنَّ المسلمَ يشكُرَ اللهَ على نعمة المركوب، وأما الكافرُون فإنهم يتمتَّعُون و يأكلُون كما تأكلُ الأنعامُ والنَّارُ مثوًى لهم..! فاشكُر ربَّكَ سبحانه على هذه النعمة، وانو[/FONT][FONT="]ِ توظيفَها في الخيرات يرفعُ اللهُ درجاتكَ، ويباركُ حسناتك . .[/FONT]
[FONT="]وأدبٌ آخر- معشر المؤمنين- : وهو تقوى الله تعالى[/FONT][FONT="] : في اليد التي تُحرّكُ الأزرار، وفي العين التي تبصرُ التصاوير، وفي الأذُن التي تسمعُ الأصوات، وفي اللسان الذي يتكلَّمُ الكلمات، فإنَّ اللهَ سائلٌ كلَّ إنسان عن جوارحه حفظَ أم ضيَّع، بل إنَّ تلكَ الجوارحَ مسؤولاتٌ مستنطَقاتٌ يومَ القيامة بما قالت وفعلت، قال الله تعالى:﴿[/FONT] [FONT="]إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولا[/FONT][FONT="]﴾(الإسراء:36).فمن وجدَ خيرًا فليحمد الله ومن وجدَ غير ذلك فلا يلومنَّ إلاَّ نفسه..! [/FONT]
[FONT="] أيها الإخوةُ في الله:[/FONT][FONT="] ومن الأحكام الشرعية التي يجب على كل مكلَّف معرفتُها والتقيّدُ بها : [/FONT][FONT="]البعدُ عن[/FONT][FONT="]استعمال الغِناءِ في التنبيه، وخاصَّةً من الإنسان المصلي، وأخَصُّ منهُ من يحضُرُ بيتَ الله تعالى على الدَّوام [/FONT][FONT="]: لا بدَّ من البُعد عن ذلك، لما في ذلك من النهي، وانتقاص[/FONT][FONT="]ِ[/FONT][FONT="] العقلاء لمن يستعملها[/FONT][FONT="]، [/FONT][FONT="]والواجب على المسلم اختيارُ التنبيه الذي لا يحملُ حرامًا أو يؤَدّي إليه، وهو أمرٌ ممكنٌ في جميع الهواتف لولاَ الغفلةُ والاستهتارُ بأحكام الشرع ..، وما من مسلم منصف إلاًَّ وهو يتفطَّرُ كمدًا لفظاعة الانتهاك اليومي ل[/FONT][FONT="]ِ[/FONT][FONT="]حُرمة المساجد والصلوات بأصوات المعازف والأُغنيات التي[/FONT][FONT="] تُشوّشُ على[/FONT][FONT="]المصلين، وتقطعُ عليهم خشوعهم وإقبالهم على الله تعالى[/FONT][FONT="]..؟! [/FONT]
[FONT="] جُلُّ المساجد تُعاني من هذا الوباء المسعور الذي ينتشرُ ويتَّسعُ كلَّ يوم ، وما ذلك إلاَّ لبُعد المسلمين عن أحكام الإسلام في هذا الموضوع : [/FONT][FONT="]قال الله عز وجل :[/FONT][FONT="]﴿[/FONT] [FONT="]وَاسْتَفْزِزْ مَن[/FONT][FONT="]ِ[/FONT][FONT="] اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ[/FONT][FONT="]﴾[/FONT][FONT="](الإسراء:64). قال مجاهدٌ عن ابن عباس : " صوت الشيطان الغناء والمزامير واللهو ".وقال الضَّحَّاك:" صوت الشيطان في هذه الآية هو صوت المزمار ". وفي البخاري[FONT="][1][/FONT] عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول:" ليكوننَّ من أمتي أقوامٌ يستحلُّون الحِرَ والحرِيرَ والخمر والمعازف ". [/FONT]
[FONT="] ألاَ فلنتّق الله تعالى فيما أنعم علينا من النعم، وليحاسب كلُّ واحد منَّا نفسه على ما يحملُ من متاع الحياة الدنيا وزينتها في بيته ومركبه وجيبه، والموفَّقُ من هداهُ اللهُ ويسَّرَ له الاستجابة والإنابة..[/FONT]
[FONT="]نسأل الله التوفيق إلى ما يحب ويرضى،أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم إنه هو الغفور الرحيم.[/FONT]
[FONT="] الخطبة الثانية :[/FONT]
[FONT="] معشر المؤمنين:[/FONT][FONT="] ومن الآداب التي يحسنُ بكلّ مسلم مراعاتُها في اتّصالاته ومكالماته : التقيُّدُ بالحدّ الشرعيّ في الاستئذان[/FONT][FONT="] : وهو محاولةُ الاتّصال بالرقم ثلاثَ مرَّات على الأكثر، فإنَّ هاتفَ الإنسان وبابَ بيته سواء، وإذا كان من الأدب دقُّ الباب ثلاثًا فإن أُذ[/FONT][FONT="]ِ[/FONT][FONT="]نَ لكَ وإلاَّ رجعت، فكذلك من الأدب في الاتّصال بالنَّاس المحاولةُ ثلاثًا فإن فتحَ عليكَ صاحبُ الرقم وإلاَّ فلا تُزعج[/FONT][FONT="]ِ النَّاسَ عشرَ مرََّات وعشرين..! [/FONT]
[FONT="] فربَّما صاحبُ الهاتف لا يفتحُ إلاَّ على من يعرفُه، أو لا يرغبُ في الحديث في تلك اللحظة، أو هو يصلي، أو هو مشغول..! ، ينبغي أن نلتمسَ الأعذار للنّاس ، ولا ينبغي أن نتسبَّبَ في إحراجهم و الإضرار بهم .. [/FONT]
[FONT="]معشر الأحبّة[/FONT][FONT="] : [/FONT][FONT="]ومن الأمور التي نحرصُ عليها في هواتفنا المحمولة مراعاةُ أدب التصوير[/FONT][FONT="] : فلا تصوّر بجهازك إلاَّ ما ترجُوا فلاحه في الدنيا والآخرة، وإيَّاكَ وما يُعتذَرُ منه في التصوير، فكم من إنسان خزَّنَ صورةً مُخزيةً ثمَّ نسيها ففضحهُ اللهُ بين العالمين، وكم من إنسان جمعَ صورَ أهله ونسائه وبناته وأقربائه، وخزَّنها ، ثمَّ ضاعَ الهاتفُ من بين يديه، فندمَ أشدَّ النَّدَم على ذلك الصنيع . . فاحرص على أدب التصوير تسلمُ من النَّدم . . ! [/FONT]
[FONT="]وأدبٌ آخرُ نختمُ به التنبيهَ والتذكير،وهو عدمُ التطفُّل على هواتف المسلمين :[/FONT][FONT="] و مراعاةُ خصوصيَّة[/FONT][FONT="]ِ[/FONT][FONT="] الهاتف المحمول، وعدمُ التطلُّع في هواتف النَّاس أو استعراضُ المحتويات إلاَّ بإذن من صاحبها، فإنَّهُ أمرٌ من جميل الأخلاق وكمال الآداب، وقد حرَّمَ علينا ديننا التَّجَسُّسَ و التّحسُّس [/FONT][FONT="]لأنَّهُ من كشف الستر، ومن ضروب الخيانة،[/FONT][FONT="] فللناس حرماتهم وكرامتهم وأسرارهم التي لا يباح للغير انتهاكها أو المساس بها.[/FONT][FONT="]و هو من[/FONT][FONT="]التطفل المذموم، وباب من أبواب سوء الظن[/FONT][FONT="]،[/FONT][FONT="]وكم من علاقات انقطعت، و بيوت خُرّبت لأنَّ أحدَ الطرفين اطَّلعَ على أسرار[/FONT][FONT="]ِ[/FONT][FONT="] الآخر[/FONT][FONT="]ِ[/FONT][FONT="]بلا إذن، ورُبَّما فهمَ غيرَ الحقيقة، أو تسرَّعَ من حيثُ كان ينبغي أن يتعقَّل : [/FONT][FONT="]عن معاوية رضي الله عنه[/FONT][FONT="] قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم[/FONT][FONT="]: "إنك أن اتبعت عورات المسلمين أفسدتهم أو كدت أن تفسدهم"[FONT="][2][/FONT]. [/FONT][FONT="]ألاَ فلنتّق الله تعالى فيما أنعم علينا من النعم، وليحاسب كلُّ واحد منَّا نفسه على ما يحملُ من متاع الحياة الدنيا وزينتها في بيته ومركبه وجيبه، والموفَّقُ من هداهُ اللهُ ويسَّرَ له الاستجابة والإنابة ... [/FONT][FONT="]نسأل الله التوفيق إلى ما يحب ويرضى، اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا،وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان،واجعلنا من الراشدين.وصلى الله وسلم وبارك على محمد،وعلى آله وصحبه أجمعين .[/FONT]
[FONT="][FONT="][1][/FONT][/FONT][FONT="] - أخرجه البخاري(5590).[/FONT]
[FONT="][FONT="][2][/FONT][/FONT][FONT="] - صحيح الجامع(2295).[/FONT]
[/FONT]
[FONT="]الاستفتاح بخطبة الحاجة،ثم أما بعد [/FONT][FONT="]: [/FONT]
[FONT="] أيها الإخوةُ في الله : نعمُ الله على العباد لا تُعدُّ ولا تُحصى ، وإنَّهُ ما ذكرَ اللهُ تعالى في القرآن نِعمَةً أنعمها على عبادِهِ إلاَّ وأعقبَ ذلكَ طلبَ شكْرها ، والاعترافَ بالمنعم المتفضّل، والتحذيرَ من جُحودها أو استعمالها في الحرام والآثام . . وسوفَ نقفُ اليوم مع نعمة عظيمة من النعم في مجال الاتّصال اعترافًا بفضل المنعم سبحانه، وشكرًا له على تلك النعمة، وتعلُّمًا لكيفية استعمالها في الخير والحق والمعروف..[/FONT]
[FONT="] إنَّها نعمةُ [/FONT][FONT="]الهاتف المحمول[/FONT][FONT="] . . [/FONT][FONT="] القطعةُ الصغيرةُ التي صمَّمَها عقلُ الإنسان لتنقُلَ الصور والأصوات، وتسمحَ بالتخاطب والتواصل بين بني الإنسان من على أيّ نقطة في الأرض . . [/FONT]
[FONT="] وهذه نعمةٌ وفتحٌ من الله تعالى على العقل الإنساني يوجبُ عليه شُكرَ الله تعالى، واستعمالَ النعمة في الحق والخير والمعروف . .[/FONT]
[FONT="] إنَّ المسلمَ - بحكم إسلامه – مُطالبٌ شرعًا بشكر هذه النعمة، واستعمالها في الخير، ومطالبٌ شرعًا بمعرفة الأحكام والآداب[/FONT][FONT="]ِ[/FONT][FONT="] الشرعية[/FONT][FONT="]ِ[/FONT][FONT="] المتعلقة[/FONT][FONT="]ِ[/FONT][FONT="] بهذا المُقْتَنَى التقني الذي يحملُهُ في جيبه، ويُحرّكُهُ بيده، ويتحدَّثُ فيه بلسانه . . [/FONT]
[FONT="] وحريٌّ بنا - معشر المؤمنين- مادامت قد انتشرت فينا هذه النعمةُ حتَّى وصلت الصغيرَ والكبير، والذَّكرَ والأنثى، حريٌّ بنا أن نتعلَّمَ ما أوجب اللهُ علينا من أحكامها وآدابها، التي تُجمّلُ حياتنا ، وترفعُ حسناتنا. . وفي ما يلي تذكيرٌ بأهمّ ما يحتاجُهُ المسلمُ من أحكامها وآدابها :[/FONT]
[FONT="]فأمَّا الأدبُ الأوَّل : فهو إخلاصُ النيَّة واحتسابُ الأجر به عند الله[/FONT][FONT="]سبحانه[/FONT][FONT="] : وهذا أوَّلُ الربح في هذا الموضوع . وكم من عمل هو من أعمال الدنيا وزينتها يرفعُ اللهُ به العبدَ ويُعطيه ويُدنيه لأنَّهُ احتسبهُ لله وفي سبيل مرضاته و تقوَّى به على الحق والخير والمعروف، وشَكرَ اللهَ تعالى عليه كلَّما حقَّقَ به خدمةً من الخدَمات أو قضى به حاجةً من الحاجات، ولقد ذكرَ اللهَ تعالى ركوبَ العبد واستواءَهُ على الدّابَّة التي هي من نعم الله على كل عبد فقال في حقّ الشاكرين:﴿[/FONT] [FONT="]لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُوا سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِين[/FONT][FONT="]﴾(الزخرف:13).فالمسلمُ يركبُ والكافرُ يركب، غيرَ أنَّ المسلمَ يشكُرَ اللهَ على نعمة المركوب، وأما الكافرُون فإنهم يتمتَّعُون و يأكلُون كما تأكلُ الأنعامُ والنَّارُ مثوًى لهم..! فاشكُر ربَّكَ سبحانه على هذه النعمة، وانو[/FONT][FONT="]ِ توظيفَها في الخيرات يرفعُ اللهُ درجاتكَ، ويباركُ حسناتك . .[/FONT]
[FONT="]وأدبٌ آخر- معشر المؤمنين- : وهو تقوى الله تعالى[/FONT][FONT="] : في اليد التي تُحرّكُ الأزرار، وفي العين التي تبصرُ التصاوير، وفي الأذُن التي تسمعُ الأصوات، وفي اللسان الذي يتكلَّمُ الكلمات، فإنَّ اللهَ سائلٌ كلَّ إنسان عن جوارحه حفظَ أم ضيَّع، بل إنَّ تلكَ الجوارحَ مسؤولاتٌ مستنطَقاتٌ يومَ القيامة بما قالت وفعلت، قال الله تعالى:﴿[/FONT] [FONT="]إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولا[/FONT][FONT="]﴾(الإسراء:36).فمن وجدَ خيرًا فليحمد الله ومن وجدَ غير ذلك فلا يلومنَّ إلاَّ نفسه..! [/FONT]
[FONT="] أيها الإخوةُ في الله:[/FONT][FONT="] ومن الأحكام الشرعية التي يجب على كل مكلَّف معرفتُها والتقيّدُ بها : [/FONT][FONT="]البعدُ عن[/FONT][FONT="]استعمال الغِناءِ في التنبيه، وخاصَّةً من الإنسان المصلي، وأخَصُّ منهُ من يحضُرُ بيتَ الله تعالى على الدَّوام [/FONT][FONT="]: لا بدَّ من البُعد عن ذلك، لما في ذلك من النهي، وانتقاص[/FONT][FONT="]ِ[/FONT][FONT="] العقلاء لمن يستعملها[/FONT][FONT="]، [/FONT][FONT="]والواجب على المسلم اختيارُ التنبيه الذي لا يحملُ حرامًا أو يؤَدّي إليه، وهو أمرٌ ممكنٌ في جميع الهواتف لولاَ الغفلةُ والاستهتارُ بأحكام الشرع ..، وما من مسلم منصف إلاًَّ وهو يتفطَّرُ كمدًا لفظاعة الانتهاك اليومي ل[/FONT][FONT="]ِ[/FONT][FONT="]حُرمة المساجد والصلوات بأصوات المعازف والأُغنيات التي[/FONT][FONT="] تُشوّشُ على[/FONT][FONT="]المصلين، وتقطعُ عليهم خشوعهم وإقبالهم على الله تعالى[/FONT][FONT="]..؟! [/FONT]
[FONT="] جُلُّ المساجد تُعاني من هذا الوباء المسعور الذي ينتشرُ ويتَّسعُ كلَّ يوم ، وما ذلك إلاَّ لبُعد المسلمين عن أحكام الإسلام في هذا الموضوع : [/FONT][FONT="]قال الله عز وجل :[/FONT][FONT="]﴿[/FONT] [FONT="]وَاسْتَفْزِزْ مَن[/FONT][FONT="]ِ[/FONT][FONT="] اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ[/FONT][FONT="]﴾[/FONT][FONT="](الإسراء:64). قال مجاهدٌ عن ابن عباس : " صوت الشيطان الغناء والمزامير واللهو ".وقال الضَّحَّاك:" صوت الشيطان في هذه الآية هو صوت المزمار ". وفي البخاري[FONT="][1][/FONT] عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول:" ليكوننَّ من أمتي أقوامٌ يستحلُّون الحِرَ والحرِيرَ والخمر والمعازف ". [/FONT]
[FONT="] ألاَ فلنتّق الله تعالى فيما أنعم علينا من النعم، وليحاسب كلُّ واحد منَّا نفسه على ما يحملُ من متاع الحياة الدنيا وزينتها في بيته ومركبه وجيبه، والموفَّقُ من هداهُ اللهُ ويسَّرَ له الاستجابة والإنابة..[/FONT]
[FONT="]نسأل الله التوفيق إلى ما يحب ويرضى،أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم إنه هو الغفور الرحيم.[/FONT]
[FONT="] الخطبة الثانية :[/FONT]
[FONT="] معشر المؤمنين:[/FONT][FONT="] ومن الآداب التي يحسنُ بكلّ مسلم مراعاتُها في اتّصالاته ومكالماته : التقيُّدُ بالحدّ الشرعيّ في الاستئذان[/FONT][FONT="] : وهو محاولةُ الاتّصال بالرقم ثلاثَ مرَّات على الأكثر، فإنَّ هاتفَ الإنسان وبابَ بيته سواء، وإذا كان من الأدب دقُّ الباب ثلاثًا فإن أُذ[/FONT][FONT="]ِ[/FONT][FONT="]نَ لكَ وإلاَّ رجعت، فكذلك من الأدب في الاتّصال بالنَّاس المحاولةُ ثلاثًا فإن فتحَ عليكَ صاحبُ الرقم وإلاَّ فلا تُزعج[/FONT][FONT="]ِ النَّاسَ عشرَ مرََّات وعشرين..! [/FONT]
[FONT="] فربَّما صاحبُ الهاتف لا يفتحُ إلاَّ على من يعرفُه، أو لا يرغبُ في الحديث في تلك اللحظة، أو هو يصلي، أو هو مشغول..! ، ينبغي أن نلتمسَ الأعذار للنّاس ، ولا ينبغي أن نتسبَّبَ في إحراجهم و الإضرار بهم .. [/FONT]
[FONT="]معشر الأحبّة[/FONT][FONT="] : [/FONT][FONT="]ومن الأمور التي نحرصُ عليها في هواتفنا المحمولة مراعاةُ أدب التصوير[/FONT][FONT="] : فلا تصوّر بجهازك إلاَّ ما ترجُوا فلاحه في الدنيا والآخرة، وإيَّاكَ وما يُعتذَرُ منه في التصوير، فكم من إنسان خزَّنَ صورةً مُخزيةً ثمَّ نسيها ففضحهُ اللهُ بين العالمين، وكم من إنسان جمعَ صورَ أهله ونسائه وبناته وأقربائه، وخزَّنها ، ثمَّ ضاعَ الهاتفُ من بين يديه، فندمَ أشدَّ النَّدَم على ذلك الصنيع . . فاحرص على أدب التصوير تسلمُ من النَّدم . . ! [/FONT]
[FONT="]وأدبٌ آخرُ نختمُ به التنبيهَ والتذكير،وهو عدمُ التطفُّل على هواتف المسلمين :[/FONT][FONT="] و مراعاةُ خصوصيَّة[/FONT][FONT="]ِ[/FONT][FONT="] الهاتف المحمول، وعدمُ التطلُّع في هواتف النَّاس أو استعراضُ المحتويات إلاَّ بإذن من صاحبها، فإنَّهُ أمرٌ من جميل الأخلاق وكمال الآداب، وقد حرَّمَ علينا ديننا التَّجَسُّسَ و التّحسُّس [/FONT][FONT="]لأنَّهُ من كشف الستر، ومن ضروب الخيانة،[/FONT][FONT="] فللناس حرماتهم وكرامتهم وأسرارهم التي لا يباح للغير انتهاكها أو المساس بها.[/FONT][FONT="]و هو من[/FONT][FONT="]التطفل المذموم، وباب من أبواب سوء الظن[/FONT][FONT="]،[/FONT][FONT="]وكم من علاقات انقطعت، و بيوت خُرّبت لأنَّ أحدَ الطرفين اطَّلعَ على أسرار[/FONT][FONT="]ِ[/FONT][FONT="] الآخر[/FONT][FONT="]ِ[/FONT][FONT="]بلا إذن، ورُبَّما فهمَ غيرَ الحقيقة، أو تسرَّعَ من حيثُ كان ينبغي أن يتعقَّل : [/FONT][FONT="]عن معاوية رضي الله عنه[/FONT][FONT="] قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم[/FONT][FONT="]: "إنك أن اتبعت عورات المسلمين أفسدتهم أو كدت أن تفسدهم"[FONT="][2][/FONT]. [/FONT][FONT="]ألاَ فلنتّق الله تعالى فيما أنعم علينا من النعم، وليحاسب كلُّ واحد منَّا نفسه على ما يحملُ من متاع الحياة الدنيا وزينتها في بيته ومركبه وجيبه، والموفَّقُ من هداهُ اللهُ ويسَّرَ له الاستجابة والإنابة ... [/FONT][FONT="]نسأل الله التوفيق إلى ما يحب ويرضى، اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا،وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان،واجعلنا من الراشدين.وصلى الله وسلم وبارك على محمد،وعلى آله وصحبه أجمعين .[/FONT]
[FONT="][FONT="][1][/FONT][/FONT][FONT="] - أخرجه البخاري(5590).[/FONT]
[FONT="][FONT="][2][/FONT][/FONT][FONT="] - صحيح الجامع(2295).[/FONT]
د مراد باخريصة
جزاكم الله خيرا
تعديل التعليق