نِعَمُة التَوحِيدُ- لَا عَدْوَى، وَلَا طِيَرَةَ، وَلَا هَامَةَ، وَلَا صَفَرَ

محمد البدر
1442/01/28 - 2020/09/16 15:33PM
الْخُطْبَةِ الأُولَى:
عِبَادَ اللهِ :قَالَ تَعَالَى:﴿ أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِنْ لَدُنَّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴾.وَقَال تَعَالَى:﴿ الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ﴾.إن من نعم الله -عز وجل- على هذه البلاد المباركة نعمة التوحيد والسنة؛ ونعمة الإلتفاف حول القيادة الرشيدة ووحدة الصف واجتماع الكلمة واللحمة الوطنية والنهل من فتاوى العلماء المعتبرين وما منَّ به من سعة الأرزاق وكثرتها، وشيوع الأمن والآمان والخيرات والبركات، حتى غدت هذه البلاد محط أنظار ومحل إعجاب كثير من الناس في شتى بقاع الأرض.
عِبَادَ اللهِ :ومن ثمرات التوحيد والسنة الظاهرة في بلاد التوحيد المملكة العربية السعودية أنه ليس فيها أضرحة ولا قبور يطاف بها ولا اولياء يعبدون من دون الله ولا أعياد ميلاد و لا موالد أنبياء وليس فيها بدع ولا خرافات بل كل من يعيش فيها يحارب البدع فينبغي لنا أن نحافظ على هذه النعم وأولها نعمة التوحيد والسنة ونعمة الأمن فبالشكر تدوم النعم وتزول النقم قَال تَعَالَى:﴿ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأزِيدَنَّكُمْ﴾.ينبغى أن نشكر الله على هذه النعم نعمة الاسلام ونعمة التوحيد والسنة ونعمة الأمن والأمان ونعمة إقامة شرع الله ، في ظل شريعة سمحة وتحت قيادة حكيمة حتى تدوم وتستمر بل وتزيد..
عِبَادَ اللهِ :قَالَ تَعَالَى :﴿ فَإِذَا جَاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ قَالُوا لَنَا هَذِهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَلَا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ وقَالَ ﷺ « لَا عَدْوَى، وَلَا طِيَرَةَ، وَلَا هَامَةَ، وَلَا صَفَرَ» مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. وَقَالَ ﷺ «الطِّيَرَةُ شِرْكٌ، الطِّيَرَةُ شِرْكٌ، ثَلَاثًا، وَمَا مِنَّا إِلَّا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُذْهِبُهُ بِالتَّوَكُّلِ»صَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.وَقَالَﷺ«لاَ عَدْوَى وَلاَ طِيَرَةَ، وَيُعْجِبُنِي الْفَأْلُ». قَالُوا: وَمَا الْفَأْلُ قَالَ: «كَلِمَةٌ طَيِّبَةٌ» مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. الطِّيَرَةُ أو التَطَيَّرُ أصلها التشاؤم المبني على رؤية أو سماع أو تحقق ما يكرهه العبد ، فإذا عزم شخص على أمرٍ ما سفر أو بيعٍ أو شراء أو تجارة أو غير ذلك فإنه ينظر إلى حركة الطير ، فإذا وجدها تسير من يسراه إلى ميامنه فيكون سانحا فيستبشر بذلك ويمضي فيتعلق بالسبب ويبني عليه أمره. وقد اعتاد بعض الجهلاء أن يتشاءموا من شهر صفر فلا يزوجون ولا يتزوجون فيه ولا يسافرون ولا يتاجرون فيه، ويخافون فيه أشد الخوف لاعتقادهم أن شهر صفر يجلب الشرور ويذهب السرور، وهو شهر لعمرو الله كسائر الشهور وأيام السنة.
أَقُولُ قَوْلِي هَذَا...
 
الْخُطْبَةِ الثَّانِيَةِ:
عِبَادَ اللهِ :قَالَ تَعَالَى :﴿ قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ ﴾ وَقَالَ ﷺ: « لَيْسَ مِنَّا مَنْ تَطَيَّرَ أَوْ تُطِيِّرَ لَهُ أَوْ تَكَهَّنَ أَوْ تُكُهِّنَ لَهُ أَوْ سَحَرَ أَوْ سُحِرَ لَهُ، وَمَنْ أَتَى كَاهِنًا فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ ﷺ » صَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.فاحذروا من اللجوء إلى الدجالين والمشعوذين الذين يدعون الغيوب ، عن طريق اتصالهم بالجن أو غير ذلك .فإن الملائكة والجن، والبشر لا يعلمون الغيب ولا يعتمد عليهم في جلب الخير أو دفع الشر ،وقد جعل النبي ﷺ إتيانهم وتصديقهم مانعًا من قبول العمل قَالَ ﷺ: «مَنْ أَتَى عَرَّافًا، فَسَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ فَصَدَّقَهُ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلَاةٌ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً»رَوَاهُ مُسْلِمٌ...
هذا وصلوا..
المشاهدات 1569 | التعليقات 0