نعمة الإسلام

عايد القزلان التميمي
1444/06/06 - 2022/12/30 09:42AM
الحمد لله الذي هدانا للاسلام وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله،  أحمده سبحانه أكمل لنا ديننا، وأتم علينا نعمته، ورضي لنا الإسلام ديناً إلى يوم الدين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه { فالذين ءامنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون }
أما بعد: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ )).
عباد الله، إن من نعم الله علينا ـ ونعمه سبحانه كثيرة لا تحصى ـ أن هدانا لدينه دين الإسلام، (( وَقَالُواْ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللّهُ لَقَدْ جَاءتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ )).
فاحمد الله يا عبدالله إنه من بين الآلاف، بل الملايين، بل آلاف الملايين عبر العصور والأزمان قد اصطفاك الله وجعلك مسلما موحدا لله  بينما يسجد أناسا آخرين لصنم، ويتمسّح آخرين بحجر أو شجر، ويدعو بعضهم إنسًا أو جنًّا، ويتّجهون آخرين كذلك لشمس أو قمر،
أما المسلم  فحياته ومماته لله، (( قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَاي وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ  لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ )
) عباد الله إن ديننا الإسلامي هو الدينُ الحقُّ الذي لا يقبلُ الله من أحدٍ دينًا سِواه  إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ  .
وجعلَه سبحانه دينَ جميع
الأنبياء والرُّسُل وأتباعِهم، قال أولُ الرُّسُل نوحٌ عليه السلام:  فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ  
وقال خليلُ الله إبراهيم وابنُه إسماعيل عليهما السلام:  رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وقال سبحانه  وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ
  وأخبر ربنا عن دعاء يوسف عليه السلام فقال : ((رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنْ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ)
وقال موسى عليه السلام لقومه:  إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ  .
وقال عز وجل عن نبيِّه عيسى عليه السلام:  فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ  . وأخبر أن سليمان عليه السلام قال في رسالته لسبأ )): إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ* أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ ))
وقالت ملِكة سبأ:  رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ  .
وهو الدينُ الذي رضِيَ الله تعالى لعباده،:  الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا  .
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (الأنبياءُ إخوَةٌ لعَلَّاتٍ: دِينُهم واحِدٌ، وأُمَّهاتُهم شَتَّى). متفق عليه
يَعنِي: أنَّهم أُخَوةٌ لِأبٍ واحدٍ مِن أُمَّهاتٍ مُختلفةٍ، والمعنى: أنَّ شَرائعَهم مُتَّفِقةٌ مِن حيثُ الأُصولُ، وإنِ اختَلَفت مِن حيثُ الفُروعُ .
عباد الله إن الإسلام العظيم دين الأنبياء جميعا ، وكل الرسالات دعت إليه ونادت به ، من حيث العقائد وأصول الأحكام كالصلاة والصيام والزكاة والحج ، كلها كانت لدى الأمم السابقة ،
وجاءت شريعة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ناسخة لجميع شرائع الأنبياء والرسل السابقين – ناسخة للفروع دون الأصول، فإن الأصول ثابتة لا تنسخ، بل هي مقررة في كل شريعة وأمة؛ فأصل الأصول - ألا وهو التوحيد - قال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ﴾
ونفس الشيء يقال بالنسبة لأصول العبادات؛ من صلاة وصيام  وزكاة وغيرها؛ فهذه الأصول ثابتة، كما قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ ﴾ وقال تعالى عن إسماعيل عليه السلام: ﴿ وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ ﴾ وقال سبحانه عن عيسى عليه السلام: ﴿ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا ﴾ .
عباد الله : فالله حق واحد لا شريك له، والدين حق واحد هو الإسلام (( وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْأِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ  ))
 وبعث الله محمداً صلى الله عليه وسلم النبي والرسول الخاتم، فلا نبيّ ولا رسول بعده، بُعث بدين الإسلام، والرسالة الخاتمة المهيمنة على الرسالات كلها والمصدّقة لها: ((﴿ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ))
وقال سبحانه ﴿  مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَٰكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا ﴾
وقال صلى الله عليه وسلم: (وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لا يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ يَهُودِيٌّ وَلا نَصْرَانِيٌّ ثُمَّ يَمُوتُ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ إِلاَ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ)
[ أخرجه أحمد ومسلم
بارك الله لي ولكم ....
الخطبة الثانية
الحمد لله مَنّ علينا بشريعة الكمال فلم يجعل لها عِوجًا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
وأشهد أن نبينا محمّدًا عبد الله ورسوله صلى الله عليه، وعلى آله وصحبه، وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين.
أما بعد
فيا عباد الله  إن الله سبحانه قد أغنى المسلمين، وأنعم عليهم بشريعة كاملة شاملة لكل مصالح الدين والدنيا. وعلق السعادة في الدنيا والآخرة على العمل بها والتمسك بهديها. قال تعالى: (( فَمَنِ ٱتَّبَعَ هُدَاىَ فَلاَ يَضِلُّ وَلاَ يَشْقَىٰ ))، وقال تعالى: (( فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ )).  
وهذه الشريعة هي الصراط المستقيم الذي هو طريق المُنعَم عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين. وما خالفها فهو طريق المغضوب عليهم والضالين من اليهود والنصارى والمشركين .
وإن من شُكرِ هذه النعمة نعمة الإسلام المحافظة عليها، وذلك بفعل أوامر الله ورسوله، فيزداد المؤمن ثباتًا،
قال الله تعالى:  وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُواْ مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا ،
عباد الله صلوا وسلموا على رسول الله ....
المرفقات

1672382539_نعمة الإسلام.docx

المشاهدات 1908 | التعليقات 0