( نعمة الأمن ) مختصرة ومنسقة من خطب الملتقى

أنشر تؤجر
1445/10/16 - 2024/04/25 18:37PM

الخُطْبَةُ الأُولَى :

الْحَمْدُ لِلَّهِ ربِّ الْعَالَمِينَ ، أَحْمَدُهُ سُبْحَانَهُ وأشكرُهُ عَلَى نِعمةِ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَلِيُّ الصَّالِحِينَ ، وَأَشْهَدُ أنَّ نَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ إِمَامُ الْمُتَّقِينَ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ ، وَعَلَى كُلِّ مَنْ سَارَ سِيرَتَهُمْ وَاقْـتَفَى أَثَرَهُمْ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ . 

أَمَّا بَعْدُ : فأُوصِيكُمْ وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللهِ تَعَالَى :﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُمْ مُّسْلِمُونَ﴾ . 

عباد الله : إنَّ فَضْـلَ اللهِ عَلَيْـنَا أَعْـظَمُ مِنْ أَنْ يُحْصَى ، وَإِحْسَانَهُ إِلَيْـنَا أَجَلُّ مِنْ أَنْ يُسْـتَقْصَى ، فَكَمْ شَمِلَنَا سُبْحَانَهُ بِكَرَمِهِ ، وَاكْتَنَفَنا بِفَضْـلِهِ وَنِعَمِهِ ، كَمْ مِنْ سُوْءٍ عَنَّا دَفَعَهُ ، وَمِنْ مَأْمُولٍ لَنَا حَقَّقَهُ ، فَكُلُّ أَيَّامِنَا بِنِعَمِ اللهِ تَحْـفِلُ، وَأَحْوَالِنَا فِي أَثْوَابِهَا تَرْفُلُ ، يقول ربنا جل وعلا :( أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّـهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّـهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ).

 ألا وَإن مِنْ أَعْظَمِ النِّعَمِ : نعمةٌ هِيَ أَسَاسُ شِريانُ الحياةِ ، حَرَصَ عَلَيهَا المُخلِصُونَ ، وَدَعَا بِهَا المُرسَلُونَ :  إنها نعمةُ الأمنِ وَالِاسْتِقْرِارِ؛ نِعْمَةُ لَا تُقَدَّرُ بِثَمَنٍ ؛ يَومَ أَنْ يَأمَنَ المَرْءُ عَلَى دِينِهِ ، يَومَ أَنْ يَأْمَنَ عَلَى نَفْسِهِ وَأَهْلِهِ وَعِرْضِهِ وَعَقْلِهِ وَمَالِهِ .

لقد امتَنَّ اللـهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى المُؤْمِنِينَ بِأَنْ رَزَقَهُمُ الأَمْنَ وَهَيَّأَ لَهُمْ أَسْبَابَهُ ، فَقَالَ سُبْحَانَهُ :( وَاذْكُرُوا إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ).

مَنْ حَازَ نِعْمَةَ الأَمْنِ تَهَنَّأَ بِعَيْـشِهِ وَلَوِ افتَرَشَ الأَرْضَ وَالتَحَفَ السَّمَاءَ، وَمَنْ فَقَدَهُ تَنَغَّصَتْ أَيَّامُهُ وَلَوْ سَكَنَ القُصُورَ الشَّاهِقَةَ، وَحَوَى الثَّرَوَاتِ الفَائِقَةَ، لا يَهْـنَأُ بِنَوْمٍ وَلا يَتَلَذَّذُ بِطَعَامٍ، فَالقَلَقُ حَلِيفُهُ، وَالخَوْفُ أَلِيفُهُ؛ لِذَا فَإِنَّ الأَمْنَ مِنْ أَهَمِّ الأَولَوِيَّاتِ الإِنْسَانِيَّةِ وَالحَاجَاتِ البَشَرِيَّةِ.

ألم تسمعوا إلى خَلِيلِ الرَّحمنِ ، وهو يَتَضَرَّعُ للـهِ الدَّيَّانِ ، بدعائه قائلاً :(  ربِّ اجعل هذا بلداً آمنا وارزق أهلَهُ من الثمراتِ) فَبَدَأَ إبراهِيمُ عَلَيهِ السَّلامُ فِي دُعَائِهِ ، وَاسْـتَفْتَحَ فِي تَضَرُّعِهِ وَرَجَائِهِ ، بِنِعمَةِ الأَمْنِ ، وَقَدَّمَهَا على نَعْمَةِ الطَّعَامِ ، ومَا ذَلكَ إِلاَّ دَلِيلٌ عَلَى عِظَمِهَا ، وَبَيَانٌ لِخَطَرِ زَوَالِهَا ، ولأَنَّ وُجُودَ الأَمْنِ سَبَبٌ لِلرِّزْقِ ، وَلأَنَّهُ لا يَطِيبُ رِزْقٌ إِلاَّ فِي ظِلالِ الأَمْنِ الوَارِفةِ ، وَإِنَّهَا لَجَدِيرَةٌ بِالتَّقْدِيمِ .

وهذا نَبِيُّ اللـهِ يُوْسُفُ ـ عَلَيْهِ السَّلامُ ـ يَوْمَ أَنْ أَرَادَ إِيوَاءَ أَبَوَيْهِ وَإِخْوَتِهِ فِي مِصْرَ ذَكَرَ لَـهُمْ تَوَافُرَ نِعْمَةِ الأَمْنِ فِيهَا دُونَ غَيْرِهَا مِنَ النِّعَمِ :( وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِن شَاءَ اللَّـهُ آمِنِينَ ).  

ولأهميةِ الأمنِ وعظيمِ مكانتِه كان من دعاءِ نبينا عليه الصلاة والسلام :" اللهم استر عوراتي وآمِن روعاتي ". أي : أَمِّنِّي مِن كلِّ ما يُخيفُني ويُسبِّبُ لي الفَزَعَ . أحمد.

عباد الله : لَقَدْ أَرْخَى اللـهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْـنَا فِي هَذَا البَلَدِ الكَرِيمِ ثَوْبَ أَمْـنِهِ، نِعْمَةً مِنْهُ وَمِنَّةً ، فَتَفَيَّـأْنَا ظِلالَ الأَمْنِ وَقَطَفْنَا ثِمَارَهُ، فِي وَقْتٍ يُتَخَطَّفُ النَّاسُ فِيهِ مِنْ حَولِنَا ، فَقَالَ سُبْحَانَهُ :( أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّـهِ يَكْفُرُونَ )، وَلَقَدْ صَدَقَ عليه الصلاة والسلام حِينَ قَالَ :( مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ، مُعَافًى فِي جَسَدِهِ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا). الترمذي وغيره.

إِذَا اجْتَمَعَ الإِسْلاَمُ وَالقُوتُ لِلْفَتَى    وَكَانَ صَحِيحًا جِسْمُهُ وَهْوَ فِي أَمْنِ

فَقَدْ مَلَكَ الدُّنْيَا جَمِيعًا وَحَازَهَا              وَحَقٌّ عَلَيْهِ الشُّكْرُ للهِ ذِي الْـمَنِّ

والواجبُ عَلَيْـنَا ـ يا عِبَادَ اللهِ ـ أَنْ نَكُونَ شَاكِرِينَ لنِعَمِ اللهِ تَعَالى ؛ فإنَّ النِعَمَ بشكْرِهَا تقِرُ وبكفرِهَا تفِرُ، ومِنْ شُكرِ النِعمِ استشعَارُهَا ، والتحدثُ بِها ، والحرصُ عَلى استدامَتِهَا ، وقدْ كَانَ مِنْ دُعائِهِ ﷺ :« اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ ، وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ ، وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ ، وَجَمِيعِ سَخَطِكَ ». رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

وكَانَ السلفُ يُسمونَ الشُكرَ بالحَافِظِ والجَالِبِ ، أيْ: أنَّهُ طريقٌ لحفظِ النعمِ الموجودَةِ ، ووسيلةٌ لجَلبِ النِعَمِ المفقودَةِ ؛ ولهَذَا قَالَ عَزَ وَجَلَ :﴿ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ﴾؛ فالشكرُ عُنوانُ الحِفظِ والزيادةِ ، وسببُ رضَى الربِ جلَ جلالُهُ :﴿ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ ﴾، أي: يُحِبُهُ منكُم ويَزدْكُم مِنْ فَضْلِهِ .

وَمِنْ شُكرِ النِعَمِ تركُ الذنوبِ والمعَاصِي ، فإنَّهَا سَبَبٌ فِي زوالِهَا ، ومَا أذنَبَ عَبْدٌ ذنبًا إلا زَالَتْ عَنهُ نِعِمةٌ بِحَسَبِ ذلكَ الذنبِ ، يقول الله تعالى :( وَضَرَبَ اللَّـهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّـهِ فَأَذَاقَهَا اللَّـهُ لِبَاسَ الْـجُوعِ وَالْـخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ ).

قالَ ابنُ القيمِ :" المعاصِي نارُ النِعَمِ تأكلُهَا كمَا تأكُلُ النارُ الحَطَبَ".

إِذَا كُنْتَ فِي نِعْمَةٍ فَارْعَهَا *** فَإِنَّ الذُّنُوبَ تُزِيلُ النِّعَمْ
وَحُطْهَا بِطَاعَةِ رَبِّ الْعِبَادِ ***فَرَبُّ الْعِبَادِ سَرِيعُ النِّقَمْ

فَاتَّقُوا اللـهَ ـ عِبَادَ اللهِ ـ وَحَافِظُوا عَلَى أَمْنِ بَلَدِكُمْ بعبادةِ ربِكم ِ، وأَدَاءِ أَمَانَتِكُمْ ، وَتَحْـقِيقِ وَاجِبَاتِكُمْ ، لِنَكُونَ بِإِذْنِ اللهِ جَمِيعًا مِنَ الآمِنِينَ المُفْـلِحِينَ ؛ قال الله تعالى :( الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاَةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْـمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْـمُنكَرِ وَلِلَّـهِ عَاقِبَةُ الأُمُور).

اللهُمَّ أدِمْ علينَا نِعمةَ الأمنِ والإيمانِ ، وارزُقنا شُكرَهَا على الوجِهِ الذي يرضيكَ عنَا ، يَا حيُ يَا قيومَ يَا ذَا الجلالِ والإكْرَامِ .

 أقوُلُ قَوْلِي هَذَا ، واسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلكُم ولسَائرِ المُسلِمينَ مِنْ كُلِ ذنبٍ وخطيئةٍ ، فاستغفِرُوهُ ، إنَّهُ هوَ الغفورُ الرَحِيمُ .

الخطبة الثانية :

الْحَمْدُ للهِ عَلَى إِحْسَانِهِ ، وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى تَوْفِيقِهِ وَامْتِنَانِهِ ، وَأَشْهَدُ أَلاَّ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ تَعْظِيمًا لِشَانِهِ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ نَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الدَّاعِي إِلَى رِضْوانِهِ ، صَلَّى اللهُ عَليْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَأَعْوَانِهِ ، وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا.

أَمَّا بَعْدُ:  فيا عباد  الله:   إنَّ الإِسْلامَ قَدِ اهْـتَمَّ بِالمُحَافَظَةِ عَلَى الأَمْنِ غَايَةَ الاهتِمَامِ ، وإن أعظمَ سبيلٍ لتحصيلِ الأمنِ بجميعِ صورِه : الإيمانُ باللـهِ وتحقيقُ التوحيدِ الخالصِ ، والالتزامُ بالعقيدةِ الصحيحةِ ؛ فمَنْ حَقَّقَ الإِيْمَانَ بِاللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَنَبَذَ صَغِيرَ الشِّرْكِ وَكَبِيرَهِ ، فَهُوَ الآمِنُ المُهْتَدِي؛ قَالَ اللهُ تَعَالَى :{ الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ } الأنعام82 .

ومن أسبابِ استِتبابِ الأمنِ: اجْتِمَاعُ الكَلِمَةِ ، وَالِالْتِفَافُ حَولَ العُلَمَاءِ ، وَطَاعَةُ وَلَاةِ الأمْرِ ، وَتَحْكِيمُ الشَّرَيْعَةِ ؛ قَالَ تَعَالَى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً } النساء59

ولنعلم أن وُجُوبَ السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ لِوَلِيِّ الْأَمْرِ ، فِي غَيْرِ مَعْصِيَةِ اللهِ ، أصلُ من أصولِ أهلِ السنةِ والجماعة ؛ وَلِذَا أَجْمَعَ أَهْلُ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ قَاطِبةً عَلَى إِيرَادِ حَقِّ وَلِيِّ الْأَمْرِ فِي كُتُبِ الِاعْتِقَادِ ، فَمَا خَلَا مُعْتَقَدٌ مِنْ مُعْتَقَدَاتِ أَئِمَّةِ السَّلَفِ ، مِنْ دُونِ إِيرَادِ حَقِّ وَلِيِّ الْأَمْرِ بِالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ ، فِي المَنْشَطِ وَالمَكْرَهِ ، وَمَا إِيرَادُهُمْ ذَلِكَ فِي مَسَائِلِ الِاعْتِقَادِ إِلَّا لِأَنَّ السَّمْعَ وَالطَّاعَةَ لِوَلِيِّ الْأَمْرِ ، يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ عَقِيدَةً رَاسِخَةً فِي قَلْبِ الْمُؤْمِنِ ، وَلَيْسَ كَلَامٌ بِاللِّسَانِ فَقَطْ ؛ فالواجبُ عَلَيْنَا أَنْ نُظْهِرَ مَحَاسِنُهُمْ الْعَظِيمَةُ ، وَأَنْ نَدْعُو لَهُمْ فِي ظَهْرِ الْغَيْبِ ، وَأَنْ نَحْفَظَ لَهُمْ هَيْبَتَهُمْ ، فِي السِّرِّ وَالْعَلَنِ .

يقول الحافظُ ابنُ رجبٍ رحمه الله :" وأما السمعُ والطاعةُ لوُلاةِ أمورِ المسلمينَ ففيها سعادةُ الدنيا ، وبها تنتظِمُ مصالحُ العبادِ في معاشِهم ، وبها يستَعينونَ على إظهارِ دينِهِم وطاعةِ ربِّهِم ".

نَسْأَلُ اللهَ تَعَالَى بِمَنِّهِ وَكَرَمِهِ أنْ يَحْفَظَ لِهَذِهِ البِلَادِ وَسَائِرِ بِلَادِ المُسْلِمِينَ أَمْنَهُمْ وَإِيْمَانَهُمْ ، اللَّهُمَّ احْفَظْنَا بِحِفْظِكَ ، وَوَفِّقْ وَلِيَّ أَمْرِنَا ، وَوَلِيَّ عَهْدِهِ لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى ؛ وَخُذْ بِنَاصِيَتِهِمْ إِلَى البِّرِ وَالتَّقْوَى .

اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْالُكَ العَفْوَ وَالعَافِيَةَ فِي الدِّنْيَا وَالآخِرَةِ ، اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْالُكَ العَفْوَ وَالعَافِيَةَ فِي دِينِنِا وِدُنْيَانَا وَأَهَالِينَا وَأَمْوَالِنَا ، اللَّهُمَّ اسْتُرْ عَوْرَاتِنَا وَآمِنْ رَوْعَاتِنَا ، اللَّهُمَّ احْفَظْنَا مِنْ بَينِ أَيْدِينَا وَمِنْ خَلْفِنَا ، وَعَنْ أَيْمَانِنَا وَعَنْ شِمَائِلِنَا وَمِنْ فَوْقِنَا ، وَنَعُوذُ بِعَظَمَتِكَ أَنْ نُغْتَالَ مِنْ تَحْتِنَا ، اللَّهُمَّ إنا نَعَوذُ بِكِ مِنْ جَهْدِ الْبَلَاءِ وَدَرَكِ الشَّقَاءِ وَسُوءِ الْقَضَاءِ وَشَمَاتَةِ الْأَعْدَاء ، اللَّهُمَّ إنا نَعَوذُ بك مِنْ زَوالِ نِعمتِك وتَحوُّلِ عَافِيتِك وفُجْأَةِ نِقمَتِك وجَميعِ سَخطِكِ ، اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لَنا دِينَنَا الَّذِي هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِنا وَأَصْلِحْ لَنا دُنْيَانا الَّتِي فِيهَا مَعَاشُنا وَأَصْلِحْ لَنَا آخِرَتَنا الَّتِي فِيهَا مَعَادُنا وَاجْعَلْ الْحَيَاةَ زِيَادَةً لِنا فِي كُلِّ خَيْرٍ وَاجْعَلِ الْمَوْتَ رَاحَةً لَنَا مِنْ كُلِّ شَرٍّ، اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا هُدَاةً مَهْدِيِّينَ ، رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ. سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ، وَسَلَامٌ عَلَى الْـمُرْسَلِينَ، وَالْحَمْدُ لِلهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

المشاهدات 1253 | التعليقات 0