نظراتٌ في الفتنةِ الحوثية / أحمد العساف (مقال لا كالمقالات)
مازن النجاشي-عضو الفريق العلمي
1430/11/26 - 2009/11/14 06:46AM
نظراتٌ في الفتنةِ الحوثية / أحمد العساف
اعتدى الشيعةُ الحوثيونَ على الحدودِ الجنوبيةِ للسُّعوديةِ قبيلَ موسمِ حجِّ عامِ 1430 الذي هدَّدتْ إيرانُ الصَّفويةُ بإفسادهِ على المسلمين، والمريبُ أنَّ جرأةَ الحوثيينَ تزامنتْ معْ استمرارِ تمرُّدِهم على صنعاء؛ فأيُّ جماعةٍ هذهِ التي تستطيعُ فتحَ جبهةِ نزاعٍ جديدةٍ وهيَ لمَّا تفرغْ بعدُ منْ عصيانِها الأول؟ فاللهمَّ انزلْ على الشيعةِ المعتدينَ والمحرِّضين بأسكَ الذي لا يرَّدُ عنْ القومِ الظالمين؛ واربطْ على قلوبِ جنودِنا المجاهدينَ والمرابطينَ وسلِّمهم ومكِّنهم منْ رقابِ عدوهم وأراضيهِ حتى تأمنَ جازانُ ونجرانُ وعسيرُ ومعها صعدةُ وما جاورها وتطهرَ تلكَ البقاعُ منْ رجسِ المفسدين.
ونقفُ معْ هذا الأمرِ العظيمِ الذي حلَّ ببلادِنا الغاليةِ لنتساءلَ عنْ موقفِ دولِ الخليجِ قاطبةً منْ إيرانَ التي لمْ تعدْ شرطياً في المنطقةِ بلْ جنرالاً يتوعَّدُ ويعتدي، فمتى توحِّدُ بلدانُنا موقفَها تجاهَ إيران؟ وهلْ ستيمِّمُ هذه الدُّولُ الغنيةُ وجههَا لدعمِ السنَّةِ والعربِ في "الأحواز" المحتلةِ منذ عام 1925م؟ وإلامَ تظلُّ بعضُ دولِ الخليجِ أقليةً في وسطٍ شيعيٍ متناسل؟ ألا يمكنُ معالجةُ مشكلةِ "البدون" بالتعاونِ معْ مملكةِ البحرينِ التي تحتاجُ هذهِ القبائلَ المعروفةَ بالموالاةِ والنَّخوة؟ ألمْ يأنِ لدولِ الخليجِ إعادةُ النَّظرِ في موقفِها الانسحابي منْ العراق؟ أليسَ منْ المكرِ المحمودِ غضُّ الطَّرفِ عنْ المقاومةِ التي تجهضُ مشروعَ تقسيمِ المنطقة؟ ألسنا نستطيعُ إشغالَ دولةِ الفرسِ عبرَ حدودِها البريةِ كما ابتلتنا بالحوثيين؟
وقد بسطتْ بلادُنا الوجهَ والكفَّ لإيرانَ ومواليها حتى استضافتْ الإماراتُ أربعَمائةِ ألفِ إيراني دونَ اعتبارٍ لاستيلاء دولتهم على ستِّ جزرٍ خليجيةٍ وتشييدِها مطاراً حربياً في جزيرة "صرى" الإماراتيةِ -لتحريرِ القدسِ ربمَّا- وسيطرتِها التَّامةِ على جزيرةِ "الغنم" العمانيةِ الواقعةِ على مضيقِ "هرمز" المهمِّ للعالم! ويعظمُ الخطبُ باعترافِ الدُّبلوماسي الإيراني المنشقِّ "عادل الأسدي" باستخدامِ دبي كقناةِ تمويلٍ سرّيةٍ للأنشطةِ الشيعيةِ وكمركزٍ للاستخبارات! ومنْ البسطِ موقفُ السُّعوديةِ المتسامحُ معْ مثيري الشَّغبِ في المدينةِ النَّبويةِ وغيرها في الوقتِ الذي تعاملُ غيرَهم بطرقٍ أخرى، وفي الحوثيينَ عبرةٌ لمعتبر؛ فقدْ كانوا جماعةً ضعيفةً فقيرةً وفجأةً صاروا قوةً عسكريةً لا ينقطعُ عنها المدد! وفي الكويتِ لمْ يكُ للشيعةِ شأنٌ حتى أدناهم الأميرُ الأسبقُ ولم يسلمْ منْ ويلاتِهم. وفي خضَّمِ هذهِ الأحداثِ يجدرُ بدولِ الخليجِ أنْ تحسمَ طريقةَ تداولِ السلطةِ فيها حتى لا يجتمعَ عليها عداءُ الخارجِ وشتاتُ الدَّاخلِ خاصَّةً وأوضاعُ بيوتاتِها الحاكمةِ تستلزمُ ذلك.
وعلى الجانبِ الدَّولي ينبغي لنا أنْ ندرسَ التَّهاونَ الأمريكيَ معْ الحوثيينَ وسلاحِهم القادمِ منْ إيرانَ- وغيرها- عبرَ أريتيريا، فأينَ البحريةُ الأمريكيةُ المسيطرةُ على المياهِ الإقليميةِ عن سفنِ الإمدادِ والعتاد؟ وهلْ لـ"إسرائيلَ" يدٌ في ذلكَ اعتماداً على علاقاتِها الأفريقيةِ المتينة؟ ثمَّ أكانَ منْ بنودِ التقاربِ الإيراني الأمريكي الأخيرِ شرطٌ يخصُّ التَّخليةَ بينَ إيرانَ وجيرانِها العربِ السنَّة؟ فإنَّ للدُّولِ الكبرى سوابقٌ في قلبِ ظهرِ المجنِّ لحلفائِها، فاللهمَّ اكفناهم بما شئت.
ولليمنِ على بلدانِ الخليجِ واجبُ العونِ مدنياً وعسكريا؛ ليقضيَ على الشغبِ ويرفعَ الفقرَ والعوزَ عنْ شعبهِ الكريمِ وينهضَ منْ كبوتهِ الاقتصاديةِ ومنْ آثارِ المشكلاتِ الدَّاخليةِ في شمالِه وجنوبه، ومقتضى المروءةِ على أبناءِ اليمنِ الذينَ يحملونَ الجنسياتِ الخليجيةَ أنْ يكونوا خيرَ مساندٍ لوحدةِ بلادِهم الأصليةِ وأمنِها؛ وألاَّ يصبحوا معاولَ هدمٍ وتخريبٍ تحتَ أيِّ ذريعةٍ فالخطأُ يُستدركُ والنَّقصُ يُجبر.
وإنْ نعجبَ لشيءٍ فلا أغربَ منْ تعاونِ القاعدةِ معْ الحوثيينَ إنْ صحَّ الخبر؛ فأيُّ خيرٍ يريده هؤلاءِ ممَّنْ يزدلفُ بقتلهم وإغوائهم؟ ألمْ يأنِ للقاعدةِ أنْ تنأى بنفسِها عنْ السيرِ ضمنَ مشروعاتِ تخريبِ المنطقة؟ وأيُّ جهادٍ هذا الذي يستهدفُ المسلمينَ في بلادهم الآمنةِ مهما كانتْ أخطاءُ الحكومات؟ أليسَ في القومِ رجلٌ رشيدٌ يفطنُ ويرعوي؟ ويقابلُ القاعدةَ منافقو الأمَّةِ ومغفَّلوها الذين لم ينبروا لمهاجمةِ المنهجِ الشيعي معْ أنَّ دولتَه تهدِّدُ موسمَنا ورجالاتِه يخترقونَ حدودَنا، وإذا كانَ خذلانُهم لنا والأمرُ لا يتعدَّى الكلامَ فماذا سيفعلونَ لوْ نُوديَ للنَّفيرِ-لا قدَّر الله-؟ فاللهمَّ احفظنَا وبلادَنا منْ الخونةِ والمخدوعين.
وكنَّا نتمنّى سماعَ أصواتِ شيعةِ الخليجِ المستنكرةِ للتَّصريحاتِ الإيرانيةِ والاعتداءاتِ الحوثية، فأينَ ملالي الشِّيعةِ ومثقفوهم وتجارُّهم وكبارُ عوائلهم؟ أينَ المنادونَ بالسلمِ الاجتماعي والتَّعايشِ والوحدةِ الوطنية؟ وقمينٌ بكلِّ شيعيٍ عاقلٍ أنْ يتبَّصرَ ويبرأَ منْ دولةِ فارسٍ ومجرمي صعدةَ ومنْ الساكتينَ عنهم في الدَّاخلِ والخارج، فإنَّ للبلادِ حقٌّ على أهلِها لوْ كانوا يعقلون.
وقدْ أحسنتْ الأقمارُ العربيةُ صنعاً حينَ حجبتْ قناةَ العالمِ الشيعية، وكمْ هوَ خليقٌ بهذهِ الأقمارِ يومَ حجبتْ قنواتِ المعتدينَ أنْ تمنعَ قنواتِ التَّخذيلِ وتمييعِ شبابِ الأمَّةِ وإشغالِهم بالتَّافهِ المرذولِ منْ الرَّقصِ والغناء؛ حتى تجدُ البلادُ فتيانَها مكتملي الرُّجولةِ وعلى أهبةِ الاستعدادِ للتَّضحيةِ والبذل، وليتَ أنَّ هذا الإجراءَ يتكرَّرُ معْ كلِّ أذرعتِهم الإعلاميةِ المرجفة.
وتذَّكرُنا هذهِ الحادثةُ بالعودةِ للهِ والالتجاءِ إليهِ لكشفِ الضَّرّاءِ، ومنْ ذلكَ التَّوبةُ النَّصوحُ على صعيدِ الدَّولةِ والمجتمعِ والأفراد، ورفعُ المظالمِ العامَّةِ والخاصَّة، والانتهاءُ عمَّا يغضبُ الرَّبَّ القدير، والتَّوكلُ عليهِ وحدَه مع الأخذِ بالأسباب، والدُّعاءُ في السُّجودِ والوترِ والقنوت، ونبذُ كلِّ ما يقودُ للخلاف، وتزدادُ المسؤوليةُ على مَنْ بسطَ اللهُ يده بالسلطانِ أوْ منحهُ العلمَ أوْ وهبهُ المالَ للإسهامِ في هذهِ الأوبةِ التي يتفيأُ ظلالَها المجتمعُ بلا استثناء.
المصدر: موقع المسلم
اعتدى الشيعةُ الحوثيونَ على الحدودِ الجنوبيةِ للسُّعوديةِ قبيلَ موسمِ حجِّ عامِ 1430 الذي هدَّدتْ إيرانُ الصَّفويةُ بإفسادهِ على المسلمين، والمريبُ أنَّ جرأةَ الحوثيينَ تزامنتْ معْ استمرارِ تمرُّدِهم على صنعاء؛ فأيُّ جماعةٍ هذهِ التي تستطيعُ فتحَ جبهةِ نزاعٍ جديدةٍ وهيَ لمَّا تفرغْ بعدُ منْ عصيانِها الأول؟ فاللهمَّ انزلْ على الشيعةِ المعتدينَ والمحرِّضين بأسكَ الذي لا يرَّدُ عنْ القومِ الظالمين؛ واربطْ على قلوبِ جنودِنا المجاهدينَ والمرابطينَ وسلِّمهم ومكِّنهم منْ رقابِ عدوهم وأراضيهِ حتى تأمنَ جازانُ ونجرانُ وعسيرُ ومعها صعدةُ وما جاورها وتطهرَ تلكَ البقاعُ منْ رجسِ المفسدين.
ونقفُ معْ هذا الأمرِ العظيمِ الذي حلَّ ببلادِنا الغاليةِ لنتساءلَ عنْ موقفِ دولِ الخليجِ قاطبةً منْ إيرانَ التي لمْ تعدْ شرطياً في المنطقةِ بلْ جنرالاً يتوعَّدُ ويعتدي، فمتى توحِّدُ بلدانُنا موقفَها تجاهَ إيران؟ وهلْ ستيمِّمُ هذه الدُّولُ الغنيةُ وجههَا لدعمِ السنَّةِ والعربِ في "الأحواز" المحتلةِ منذ عام 1925م؟ وإلامَ تظلُّ بعضُ دولِ الخليجِ أقليةً في وسطٍ شيعيٍ متناسل؟ ألا يمكنُ معالجةُ مشكلةِ "البدون" بالتعاونِ معْ مملكةِ البحرينِ التي تحتاجُ هذهِ القبائلَ المعروفةَ بالموالاةِ والنَّخوة؟ ألمْ يأنِ لدولِ الخليجِ إعادةُ النَّظرِ في موقفِها الانسحابي منْ العراق؟ أليسَ منْ المكرِ المحمودِ غضُّ الطَّرفِ عنْ المقاومةِ التي تجهضُ مشروعَ تقسيمِ المنطقة؟ ألسنا نستطيعُ إشغالَ دولةِ الفرسِ عبرَ حدودِها البريةِ كما ابتلتنا بالحوثيين؟
وقد بسطتْ بلادُنا الوجهَ والكفَّ لإيرانَ ومواليها حتى استضافتْ الإماراتُ أربعَمائةِ ألفِ إيراني دونَ اعتبارٍ لاستيلاء دولتهم على ستِّ جزرٍ خليجيةٍ وتشييدِها مطاراً حربياً في جزيرة "صرى" الإماراتيةِ -لتحريرِ القدسِ ربمَّا- وسيطرتِها التَّامةِ على جزيرةِ "الغنم" العمانيةِ الواقعةِ على مضيقِ "هرمز" المهمِّ للعالم! ويعظمُ الخطبُ باعترافِ الدُّبلوماسي الإيراني المنشقِّ "عادل الأسدي" باستخدامِ دبي كقناةِ تمويلٍ سرّيةٍ للأنشطةِ الشيعيةِ وكمركزٍ للاستخبارات! ومنْ البسطِ موقفُ السُّعوديةِ المتسامحُ معْ مثيري الشَّغبِ في المدينةِ النَّبويةِ وغيرها في الوقتِ الذي تعاملُ غيرَهم بطرقٍ أخرى، وفي الحوثيينَ عبرةٌ لمعتبر؛ فقدْ كانوا جماعةً ضعيفةً فقيرةً وفجأةً صاروا قوةً عسكريةً لا ينقطعُ عنها المدد! وفي الكويتِ لمْ يكُ للشيعةِ شأنٌ حتى أدناهم الأميرُ الأسبقُ ولم يسلمْ منْ ويلاتِهم. وفي خضَّمِ هذهِ الأحداثِ يجدرُ بدولِ الخليجِ أنْ تحسمَ طريقةَ تداولِ السلطةِ فيها حتى لا يجتمعَ عليها عداءُ الخارجِ وشتاتُ الدَّاخلِ خاصَّةً وأوضاعُ بيوتاتِها الحاكمةِ تستلزمُ ذلك.
وعلى الجانبِ الدَّولي ينبغي لنا أنْ ندرسَ التَّهاونَ الأمريكيَ معْ الحوثيينَ وسلاحِهم القادمِ منْ إيرانَ- وغيرها- عبرَ أريتيريا، فأينَ البحريةُ الأمريكيةُ المسيطرةُ على المياهِ الإقليميةِ عن سفنِ الإمدادِ والعتاد؟ وهلْ لـ"إسرائيلَ" يدٌ في ذلكَ اعتماداً على علاقاتِها الأفريقيةِ المتينة؟ ثمَّ أكانَ منْ بنودِ التقاربِ الإيراني الأمريكي الأخيرِ شرطٌ يخصُّ التَّخليةَ بينَ إيرانَ وجيرانِها العربِ السنَّة؟ فإنَّ للدُّولِ الكبرى سوابقٌ في قلبِ ظهرِ المجنِّ لحلفائِها، فاللهمَّ اكفناهم بما شئت.
ولليمنِ على بلدانِ الخليجِ واجبُ العونِ مدنياً وعسكريا؛ ليقضيَ على الشغبِ ويرفعَ الفقرَ والعوزَ عنْ شعبهِ الكريمِ وينهضَ منْ كبوتهِ الاقتصاديةِ ومنْ آثارِ المشكلاتِ الدَّاخليةِ في شمالِه وجنوبه، ومقتضى المروءةِ على أبناءِ اليمنِ الذينَ يحملونَ الجنسياتِ الخليجيةَ أنْ يكونوا خيرَ مساندٍ لوحدةِ بلادِهم الأصليةِ وأمنِها؛ وألاَّ يصبحوا معاولَ هدمٍ وتخريبٍ تحتَ أيِّ ذريعةٍ فالخطأُ يُستدركُ والنَّقصُ يُجبر.
وإنْ نعجبَ لشيءٍ فلا أغربَ منْ تعاونِ القاعدةِ معْ الحوثيينَ إنْ صحَّ الخبر؛ فأيُّ خيرٍ يريده هؤلاءِ ممَّنْ يزدلفُ بقتلهم وإغوائهم؟ ألمْ يأنِ للقاعدةِ أنْ تنأى بنفسِها عنْ السيرِ ضمنَ مشروعاتِ تخريبِ المنطقة؟ وأيُّ جهادٍ هذا الذي يستهدفُ المسلمينَ في بلادهم الآمنةِ مهما كانتْ أخطاءُ الحكومات؟ أليسَ في القومِ رجلٌ رشيدٌ يفطنُ ويرعوي؟ ويقابلُ القاعدةَ منافقو الأمَّةِ ومغفَّلوها الذين لم ينبروا لمهاجمةِ المنهجِ الشيعي معْ أنَّ دولتَه تهدِّدُ موسمَنا ورجالاتِه يخترقونَ حدودَنا، وإذا كانَ خذلانُهم لنا والأمرُ لا يتعدَّى الكلامَ فماذا سيفعلونَ لوْ نُوديَ للنَّفيرِ-لا قدَّر الله-؟ فاللهمَّ احفظنَا وبلادَنا منْ الخونةِ والمخدوعين.
وكنَّا نتمنّى سماعَ أصواتِ شيعةِ الخليجِ المستنكرةِ للتَّصريحاتِ الإيرانيةِ والاعتداءاتِ الحوثية، فأينَ ملالي الشِّيعةِ ومثقفوهم وتجارُّهم وكبارُ عوائلهم؟ أينَ المنادونَ بالسلمِ الاجتماعي والتَّعايشِ والوحدةِ الوطنية؟ وقمينٌ بكلِّ شيعيٍ عاقلٍ أنْ يتبَّصرَ ويبرأَ منْ دولةِ فارسٍ ومجرمي صعدةَ ومنْ الساكتينَ عنهم في الدَّاخلِ والخارج، فإنَّ للبلادِ حقٌّ على أهلِها لوْ كانوا يعقلون.
وقدْ أحسنتْ الأقمارُ العربيةُ صنعاً حينَ حجبتْ قناةَ العالمِ الشيعية، وكمْ هوَ خليقٌ بهذهِ الأقمارِ يومَ حجبتْ قنواتِ المعتدينَ أنْ تمنعَ قنواتِ التَّخذيلِ وتمييعِ شبابِ الأمَّةِ وإشغالِهم بالتَّافهِ المرذولِ منْ الرَّقصِ والغناء؛ حتى تجدُ البلادُ فتيانَها مكتملي الرُّجولةِ وعلى أهبةِ الاستعدادِ للتَّضحيةِ والبذل، وليتَ أنَّ هذا الإجراءَ يتكرَّرُ معْ كلِّ أذرعتِهم الإعلاميةِ المرجفة.
وتذَّكرُنا هذهِ الحادثةُ بالعودةِ للهِ والالتجاءِ إليهِ لكشفِ الضَّرّاءِ، ومنْ ذلكَ التَّوبةُ النَّصوحُ على صعيدِ الدَّولةِ والمجتمعِ والأفراد، ورفعُ المظالمِ العامَّةِ والخاصَّة، والانتهاءُ عمَّا يغضبُ الرَّبَّ القدير، والتَّوكلُ عليهِ وحدَه مع الأخذِ بالأسباب، والدُّعاءُ في السُّجودِ والوترِ والقنوت، ونبذُ كلِّ ما يقودُ للخلاف، وتزدادُ المسؤوليةُ على مَنْ بسطَ اللهُ يده بالسلطانِ أوْ منحهُ العلمَ أوْ وهبهُ المالَ للإسهامِ في هذهِ الأوبةِ التي يتفيأُ ظلالَها المجتمعُ بلا استثناء.
المصدر: موقع المسلم
مرور الكرام
تعديل التعليق