نصيحة العشر
شبيب القحطاني
1433/09/21 - 2012/08/09 15:10PM
الخطبة الأولى:الحمد لله مثيب الطائعين،ومجزل العطاء للشاكرين،أحمده سبحانه وأشكره حمد المستزيد من إفضاله،الشاكر لنعمائه،وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،تعالى ربنا في ذاته،وتقدست أسماءه وصفاته،وأشهد أن سيدنا محمدًا عبده ورسوله،اصطفاه تعالى واجتباه،وعبد ربه حتى تفطرت قدماه،صلى الله عليه وعلى آله الأطهار،وأصحابه الأخيار،والتابعين ومن تبعهم بإحسان ما تعاقب الليل والنهار،وسلم تسليمًا كثيرًا أما بعد:فيا أيها المسلمون،اتقوا الله حق التقوى،فإن تقوى الله عز وجل سبيل المؤمنين،وزاد الصالحين،وبها النجاة والصلاح يوم الدين،فاتقوا الله في كل وقتٍ وحين،واتقوه في كل ما تأتون وتذرون لعلكم تفلحون،واشكروه عز وجل أن هداكم للإيمان،ومنّ عليكم ببلوغ هذا الموسم العظيم،والشهر الكريم،الذي فضله على سواه من الشهور،واختصّه بخصائص عظمى،وفضائل كبرى،أنزل فيه القرآن هُدًى لّلنَّاسِ وَبَيِّنَـٰتٍ مِّنَ ٱلْهُدَىٰ وَٱلْفُرْقَانِ شهرٌ أوله رحمة،وأوسطه مغفرة،وآخره عتقٌ من النار،من صامه إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه،ومن قام ليله إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه،كما صح بذلك الخبر عن رسول الهدى متفق عليه.ألا وإن أفضل أيام هذا الشهر ولياليه يا عباد الله عشره الأخيرة،فأيام العشر أفضل أيام الشهر،ولياليه أفضل ليالي العام كله،وقد كان رسول الله يخصُّ هذه العشر بمزيد من العبادة،ويضاعف فيها الأعمال الصالحة،ويجتهد فيها بأنواع من القرب والطاعة ما لا يجتهد فيما سواها من الأزمنة،ففي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت:كان رسول الله إذا دخل العشر الأواخر من رمضان أحيا الليل،وأيقظ أهله،وجدّ وشدّ المئزر متفق عليه.وحسب هذه الليالي شرفاً ورفعة وفضلاً أن الله اختصّها بليلة القدر التي عظَّم سبحانه قدرها،وأعلى شأنها،وشرفها بإنزال الوحي المبين على سيد المرسلين وفيها يُفرق كل أمر حكيم،والعبادة فيها تفضُل عبادة ألف شهر خلت من ليلة القدر،فهي ليلة عظيمة البركات،كثيرة الخيرات،لِما يتنزل فيها على العباد من عظيم المنح الربانية،وجليل النفحات الإلهية.وإن من صدق إيمان العبد،ودلائل توفيق الله له أن يغتنم هذه الليالي المباركة،بجلائل الأعمال الصالحة،وأنواع العبادة والطاعة،والتذلل بين يدي الله عز وجل،والإنابة إليه،أملا في إحراز فضل ليلة القدر،ونيل بركاتها،فلقد بلغ من عظيم فضلها وجليل ثوابها أن من قامها بنية خالصة وعبودية صادقة كفّر الله عنه ما سلف من ذنوبه وخطاياه،فقد قال "مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ"متفق عليه.وقد ندب رسول الهدى أمته إلى التماس ليلة القدر في ليالي الوتر من العشر الأواخر،أو السبع البواقي من هذا الشهر الكريم،فقد روى مسلم في صحيحه عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال:قال رسول الله "الْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ يَعْنِى لَيْلَةَ الْقَدْرِ فَإِنْ ضَعُفَ أَحَدُكُمْ أَوْ عَجَزَ فَلاَ يُغْلَبَنَّ عَلَى السَّبْعِ الْبَوَاقِي"مسلم،وفي لفظ آخر له"فَمَنْ كَانَ مُتَحَرِّيهَا فَلْيَتَحَرَّهَا فِي السَّبْعِ الْأَوَاخِرِ"متفق عليه،وقد سألت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها رسول الله عما تدعو به ليلة القدر إن هي علمتها،فأرشدها أن تقول"اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي"أحمد وغيره وصححه النووي.فلتغتنموا أيها المؤمنون ما هيأ لكم الحق عز وجل من هذه الأزمنة الفاضلة،والمواسم المباركة،التي تضاعف فيها الحسنات،وتقال فيها العثرات،بما يقربكم إلى الله،ويبلغكم رضاه،فمن التوفيق والرشاد ونفاذ البصيرة وسداد الرأي أن يغتنم المسلم هذه الفضائل الربانية والمنح الإلهية بالتزود بالصالحات،والمسابقة إلى الخيرات،والمحافظة على العبادات من صلاة وصيام،وصدقة وبر وإحسان،وعطف على الفقراء والأيتام،والإكثار من التوبة والاستغفار،وإدامة ذكر الله تعالى آناء الليل وأطراف النهار،فإن ذكر الله تعالى يزكي النفوس،ويشرح الصدور،ويورث الطمأنينة في القلوب،كما قال عز شأنه أَلاَ بِذِكْرِ ٱللَّهِ تَطْمَئِنُّ ٱلْقُلُوبُ وإن خير أنواع الذكر قدراً،وأعظمها عند الله أجراً تلاوة كتاب الله الكريم الذي لاَّ يَأْتِيهِ ٱلْبَـٰطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلاَ مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ فقد كان من هديه الإكثار من تلاوته في رمضان أكثر من تلاوته في غيره،وكان جبريل يأتيه في رمضان يدارسه القرآن متفق عليه.وقد أبان عن فضل تلاوة كتاب الله،وعظيم ثوابه بقوله"مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا لَا أَقُولُ الم حَرْفٌ وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ وَلَامٌ حَرْفٌ وَمِيمٌ حَرْفٌ"رواه الترمذي وصححه الألباني.فاتقوا الله عباد الله،ولتغتنموا ما تبقى من أيام هذا الشهر ولياليه،بالمسارعة إلى طاعة الله ومرضاته،والتعرض لنفحاته وألطافه،فربما أدركت العبد نفحةٌ من نفحات ربه،فارتقى بسببها إلى درجات المقربين،وكان في عداد أولياء الله المتقين،الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.ولتحذروا الذنوب والمعاصي،والانقياد للأهواء والشهوات،وإضاعة الأوقات باللهو والباطل مما يصدّ عن ذكر الله وطاعته،ويستجلب سخطه ومقته،فتندموا على تفريطكم عند لقاء ربكم،ولات ساعة مندم،ولتبتهلوا أيها المؤمنون إلى ربكم ضارعين مخبتين لمغفرة الذنوب والآثام،وحطّ الخطايا والأوزار،وسؤاله العتق من النار فَمَن زُحْزِحَ عَنِ ٱلنَّارِ وَأُدْخِلَ ٱلْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما ٱلْحَيَوٰةُ ٱلدُّنْيَا إِلاَّ مَتَـٰعُ ٱلْغُرُورِ أعوذ بالله من الشيطان الرجيم إِنَّ ٱلَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَـٰبَ ٱللَّهِ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَأَنفَقُواْ مِمَّا رَزَقْنَـٰهُمْ سِرّاً وَعَلاَنِيَةً يَرْجُونَ تِجَـٰرَةً لَّن تَبُورَ لِيُوَفّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ نفعني الله وإياكم بالقرآن الكريم،وبهدي سيد المرسلين،أقول قولي هذا،وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه،إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:الحمد لله نحمده ونستعينه،ونستغفره ونتوب إليه،ونعوذ بالله من شرور أنفسنا،ومن سيئات أعمالنا،من يهده الله فلا مضل له،ومن يضلل فلا هادي له،وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله،وحبيبه وخليله،صلى الله وسلم عليه،وعلى آله الأولياء،وأصحابه الأتقياء،ومن سار على هديهم واقتفى.أما بعد:فيا أيها المسلمون،اتقوا الله حق تقاته،واستقيموا على طاعته ومرضاته،وإن مما ينبغي التذكير به يا عباد الله أنه لا يجوز إخراج زكاة الفطر نقوداً ومع ذلك نسمع من يفتي بإخراجها نقوداً ويخالف المنقول عن النبيِّ وأصحابِه قولاً وفعلاً,وقد قال "مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ فِيهِ فَهُوَ رَدٌّ"متفق عليه.ويستحسن أموراً بعقله ويقول أن النقود خير للفقير من الطعام.فهل هو أعلم أم رسول الله حيث إن النقود كانت موجودة في عهده ومع ذلك فرض زكاة الفطر من الطعام.وللأسف مع أنه خالف السنة,نجد من يأخذ بقوله وينسف النصوص الواضحة الصريحة التي لا تحتمل أدنى تأويل من أنها صاعٌ من طعام.فاتقوا الله عباد الله,واعتنوا بعبادتكم,واحرصوا على أدائها,بالطريقة التي أُمِِرْتم بها.ألا وصلوا عباد الله على نبي الرحمة والهدى،كما أمركم بذلك المولى جل وعلا.
الخطبة الثانية:الحمد لله نحمده ونستعينه،ونستغفره ونتوب إليه،ونعوذ بالله من شرور أنفسنا،ومن سيئات أعمالنا،من يهده الله فلا مضل له،ومن يضلل فلا هادي له،وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله،وحبيبه وخليله،صلى الله وسلم عليه،وعلى آله الأولياء،وأصحابه الأتقياء،ومن سار على هديهم واقتفى.أما بعد:فيا أيها المسلمون،اتقوا الله حق تقاته،واستقيموا على طاعته ومرضاته،وإن مما ينبغي التذكير به يا عباد الله أنه لا يجوز إخراج زكاة الفطر نقوداً ومع ذلك نسمع من يفتي بإخراجها نقوداً ويخالف المنقول عن النبيِّ وأصحابِه قولاً وفعلاً,وقد قال "مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ فِيهِ فَهُوَ رَدٌّ"متفق عليه.ويستحسن أموراً بعقله ويقول أن النقود خير للفقير من الطعام.فهل هو أعلم أم رسول الله حيث إن النقود كانت موجودة في عهده ومع ذلك فرض زكاة الفطر من الطعام.وللأسف مع أنه خالف السنة,نجد من يأخذ بقوله وينسف النصوص الواضحة الصريحة التي لا تحتمل أدنى تأويل من أنها صاعٌ من طعام.فاتقوا الله عباد الله,واعتنوا بعبادتكم,واحرصوا على أدائها,بالطريقة التي أُمِِرْتم بها.ألا وصلوا عباد الله على نبي الرحمة والهدى،كما أمركم بذلك المولى جل وعلا.
مريزيق بن فليح السواط
بارك الله فيك... أجدت وأفدت
رفع الله قدرك, وأعظم أجرك
تعديل التعليق