نساؤنا واليوم العالمي للمرأة
د مراد باخريصة
1434/04/26 - 2013/03/08 13:50PM
نساؤنا واليوم العالمي للمرأة
هذا اليوم هو اليوم العالمي للمرأة حيث يصادف اليوم العالمي للمرأة الثامن من مارس من كل عام فوافق في هذا العام هذا اليوم.
إن المرأة في ديننا الحنيف لا تحتاج إلى يوم نتذكر فيه حقها أو نؤدي فيه واجبنا لها وإنما كل يوم في ديننا هو يوم المرأة فيجب علينا أن لا نغفل عن حقوقها ولا ننسى واجباتنا تجاهها سواء كانت أماً أو بنتاً أو أختاً وقد أنزل الله في كتابه العظيم سوراً كاملة كان الحديث فيها في الأعم الأغلب عن المرأة وبيان منزلتها وقدرها والتعريف بحقوقها وواجباتها وما لها وما عليها وأقرئوا سورة النساء وسورة النور وسورة مريم وسورة المجادلة والطلاق والتحريم وغيرها من السور.
إن الإسلام حفظ المرأة من المخاطر وحمى أنوثتها وشرفها من كل ما يهدده وبيّن أن أعظم وظيفة لها أن تقوم بتربية الأجيال وإعداد الرجال وتنشئة النشء على الصلاح والبر وحب الخير وحذرها ممن يريد أن يطعن في شرفها أو ينتهك عرضها أو يسعى إلى إخراجها من مملكتها الأسرية وجنتها الزوجية ومنزلتها الربانية التي أنزلها الله إياها يقول الله سبحانه وتعالى {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا} وينكر جل وعلا على من يتشاءم من النساء أو يشمئز إذا بشر بالأنثى فيقول: {وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ * يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ}.
ماذا تريد الأمم المشركة المتحدة عندما تجعل للمرأة يوماً يحتفلون به كل عام وينادون فيه بحقوق للمرأة لم ينزل الله بها من سلطان؟
إنهم يريدون لها حرية عرجاء مطلقة لا يقيدها قيد ولا يحدها حد فيرون أن من حق المرأة أن تلبس ما تشاء ولو أن تتعرى وتتزوج من تشاء ولو كان مشركاً بل ولو أرادت المرأة أن تتزوج امرأة مثلها فإن ذاك في نظامهم من حقها وهذا ما يسمى عندهم بالجندر ويتلطفون أحيانا في اسمه وخاصة هنا في الدول العربية فيسمونه النوع الاجتماعي ويدّعون أن الدين كبت المرأة وحرمها من التعليم والحرية فكانت امرأة جاهلة متخلفة تعيش في سجن كبير وتلبس خيمة سوداء وحجاباً يحجبها عن العالم الخارجي ومن أجل تحريرها من هذه القيود وفكها من هذه الأغلال قاموا بترسيم هذا اليوم العالمي لها وأقاموا المؤتمرات والندوات من أجل المطالبة بحقوقها واسترجاع مكانتها لتكون كالرجل في كل شيء سواء بسواء ونسوا قول الله سبحانه وتعالى: {وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى} يقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح " إِنَّمَا النِّسَاءُ شَقَائِقُ الرِّجَالِ " إن هذا الحديث قاله النبي صلى الله عليه وسلم عندما سئل عَنِ الرَّجُلِ يَجِدُ البَلَلَ وَلَا يَذْكُرُ احْتِلَامًا؟ قَالَ: يَغْتَسِلُ، فقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَلْ عَلَى المَرْأَةِ تَرَى ذَلِكَ غُسْلٌ؟ قَالَ: نَعَمْ، إِنَّ النِّسَاءَ شَقَائِقُ الرِّجَالِ" فالنساء شقائق الرجال في كثير من العبادات والطاعات وكل أمر أمرنا به أو نهي نهينا عنه فهو عام وشامل للرجال والنساء إلا إذا جاء التخصيص وليس معنى الحديث أن النساء شقائق الرجال مطلقاً وفي كل شيء كما يدعي ذلك أدعياء تحرير المرأة فهل يزعمون أن المرأة شقيقة الرجل في لباس الإحرام مثلاً؟ ولكنهم يريدون أن يأخذوا من الدين ما يشتهون ويتركون ما لا يوافق أهوائهم وشهواتهم وهدفهم في النهاية إنما هو تمزيق الفضيلة وإشاعة الفاحشة ونشر الرذيلة وبث الفوضى {وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا}.
عباد الله: إن نسائنا هن أفضل ثمارنا وخير زروعنا وأجمل رياحيننا وفلذات أكبادنا ومهج قلوبنا فيجب علينا أن نحفظهن ونهتم بهن ونحميهن من مكر الماكرين وكيد الأشرار والمفسدين ونجنبهن رياح الآثام وفساد الإعلام وبراثن الرذيلة والفساد وأن نبين لهن خطر الدعوات التي تدعوا إلى تحريرهن وإخراجهن من بيوتهن ونزع حجابهن والقضاء على حشمتهن وطهرهن فإنهن والله لن يجنين من وراء هذه الدعوات إلا البوار والضلال والاضطراب والانحراف لأن المرأة إذا انهارت أخلاقها وشذ سلوكها وتمردت على قيمها وانخدعت بتلك الأبواق الماكرة والأصوات الناعقة فإنها قد وقعت في الفخ وسقطت في الحفرة وغرقت في أوهام التيه ومستنقعات الشهوة وعندها ينتشر الفساد وتعم الفتن وتضيع الفضائل وتحل النكبات وتكثر الفواحش والموبقات ويكون باطن الأرض خير لها من أعلاها يقول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا تَرَكْتُ بَعْدِي فِتْنَةً أَضَرَّ عَلَى الرِّجَالِ مِنَ النِّسَاءِ" ومن أجل قطع هذه الفتنة والحد من انتشار الفساد أمر الإسلام المرأة بالحجاب الشرعي الساتر الذي يسترها ويصرف أعين الرجال عنها وأمرها بعدم إظهار زينتها ومحاسنها لغير محارمها وحرم الخلوة بها ونهى وشدد في النهي عن خروجها متطيبة أو متعطرة ونهاها عن السفر لوحدها بدون محرم معها وحرم عليها الخضوع بالقول والضرب بالرجل ليسمع الناس صوت خلخالها لأن ذلك يثير المفاتن ويحرك قلوب الرجال وجعل الرجال قوامون على النساء من أجل حمايتهن والقيام بحقوقهن والحيلولة بينهن وبين الوقوع في هذه المخالفات لأن النساء في الغالب ناقصات في العقل والتفكير وبعد النظر وتغلبهن العواطف في كثير من الأحيان على تحكيم العقل فمن أجل هذا وغيره ربط الله القوامة بالرجال لا بالنساء فقال: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ}.
فاتقوا الله معشر الرجال وقوموا بحق القوامة خير القيام ولا تبخسوا النساء حقوقهن ولا تغلبنكم رجولتكم على ظلمهن والتسلط عليهن ولا يفرضن أنفسهن عليكم وعلى قوامتكم فيفعلن المخالفات أمامكم ويلبسن الألبسة الفاتنة بعلمكم دون أن يكون لكم شأن وتدخل في أمرهن ونهيهن فاحفظوا حقوقهن وحافظوا على عوراتهن فإن النساء بحاجة إلى زيادة عناية ومزيد رعاية وقوة تحصين علمي وعقلي وخلقي وإذا لم نفعل ذلك ونقوم به فإن دعاة التغرير والتغريب ينتظرون غفلتنا ليصلوا إليهن ويراقبون تقصيرنا وتفريطنا ليستغلوه لصالحهم ويجعلونه مدخلاً إلى غسل عقولهن وتسميم أفكارهن بإعلامهم وبرامجهم وتصوراتهم وخططهم ولنعلم أننا جميعاً مستهدفون بيوتاً وأسراً ونساء ورجالاً إذا لم نقي أنفسنا من هذه الشرور والمخاطر {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} [التحريم : 6].
الخطبة الثانية:
عباد الله: إن الإسلام وضع للمرأة سياجاً قوياً وحصناً منيعاً يحميها من الضلال والضياع فإن أخذت به نجت وإن أضاعته وتجاوزته ضلت وأضلت سياجاً يجعلها لؤلؤة مكنونة لا يعبث به أحد وصدفة ثمينة غالية لا يمكن أن يتعدى عليها أحد ولكننا اليوم في زمن الفتن والتحديات حيث ظهرت بين النساء في الآونة الأخيرة بعض المظاهر الخطيرة والظواهر الشريرة التي تدل على أن ثمار الشر قد أيعنت وأثرت في بعض نسائنا وأتت أكلها في عدد من بناتنا فظهر من بين نسائنا من تبدي مفاتنها وتكشف زينتها وتلبس اللباس الذي يكشفها ولا يسترها نظراً لزخارفه أو لضيقه أو لشفافيته ورقته ومنهن من تلبس اللباس القصير الذي لا يستر قدميها ويكشف ساقيها أو تلبس النقاب القصير الذي يبرز معالم صدرها وثدييها وكأنها تقول للناس انظروا إلي أو شاهدوا اللبس الذي علي في ظل غفلة من أهلها وأولياء أمورها.
وشاع اليوم وللأسف الشديد بين النساء كثير من الألبسة التي تلبس في الأعراس والأفراح ألبسة تحدد العورات وتجعل المرأة وكأنها شبه عارية، عورات ظاهرة وأجساد مكشوفة بادية وموضات خليعة فاضحة أخبر عنها النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بقوله: " سَيَكُونُ فِي آخِرِ أُمَّتِي نِسَاءٌ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ، عَلَى رُءُوسِهِنَّ كَأَسْنِمَةِ الْبُخْتِ، الْعَنُوهُنَّ؛ فَإِنَّهُنَّ مَلْعُونَاتٌ، وقال لَا يَدْخُلْنَ الْجَنَّةَ، وَلَا يَجِدْنَ رِيحَهَا، وَإِنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ كَذَا وَكَذَا".
فلنتقي الله في نسائنا ولنلزمهن بالتمسك بقيم الدين وأصوله وثوابته ولندفعهن إلى دور العلم الشرعي ومراكز التحفيظ حتى تتعلم المرأة أحكام دينها وتتمسك من الإسلام بالعروة الوثقى وتنتبه لما يحاك لها وما يدور في الخفاء لإفسادها وفتنتها خاصة في هذا الزمن الصعب يقول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " فَاتَّقُوا الدُّنْيَا وَاتَّقُوا النِّسَاءَ، فَإِنَّ أَوَّلَ فِتْنَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَتْ فِي النِّسَاءِ".
هذا اليوم هو اليوم العالمي للمرأة حيث يصادف اليوم العالمي للمرأة الثامن من مارس من كل عام فوافق في هذا العام هذا اليوم.
إن المرأة في ديننا الحنيف لا تحتاج إلى يوم نتذكر فيه حقها أو نؤدي فيه واجبنا لها وإنما كل يوم في ديننا هو يوم المرأة فيجب علينا أن لا نغفل عن حقوقها ولا ننسى واجباتنا تجاهها سواء كانت أماً أو بنتاً أو أختاً وقد أنزل الله في كتابه العظيم سوراً كاملة كان الحديث فيها في الأعم الأغلب عن المرأة وبيان منزلتها وقدرها والتعريف بحقوقها وواجباتها وما لها وما عليها وأقرئوا سورة النساء وسورة النور وسورة مريم وسورة المجادلة والطلاق والتحريم وغيرها من السور.
إن الإسلام حفظ المرأة من المخاطر وحمى أنوثتها وشرفها من كل ما يهدده وبيّن أن أعظم وظيفة لها أن تقوم بتربية الأجيال وإعداد الرجال وتنشئة النشء على الصلاح والبر وحب الخير وحذرها ممن يريد أن يطعن في شرفها أو ينتهك عرضها أو يسعى إلى إخراجها من مملكتها الأسرية وجنتها الزوجية ومنزلتها الربانية التي أنزلها الله إياها يقول الله سبحانه وتعالى {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا} وينكر جل وعلا على من يتشاءم من النساء أو يشمئز إذا بشر بالأنثى فيقول: {وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ * يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ}.
ماذا تريد الأمم المشركة المتحدة عندما تجعل للمرأة يوماً يحتفلون به كل عام وينادون فيه بحقوق للمرأة لم ينزل الله بها من سلطان؟
إنهم يريدون لها حرية عرجاء مطلقة لا يقيدها قيد ولا يحدها حد فيرون أن من حق المرأة أن تلبس ما تشاء ولو أن تتعرى وتتزوج من تشاء ولو كان مشركاً بل ولو أرادت المرأة أن تتزوج امرأة مثلها فإن ذاك في نظامهم من حقها وهذا ما يسمى عندهم بالجندر ويتلطفون أحيانا في اسمه وخاصة هنا في الدول العربية فيسمونه النوع الاجتماعي ويدّعون أن الدين كبت المرأة وحرمها من التعليم والحرية فكانت امرأة جاهلة متخلفة تعيش في سجن كبير وتلبس خيمة سوداء وحجاباً يحجبها عن العالم الخارجي ومن أجل تحريرها من هذه القيود وفكها من هذه الأغلال قاموا بترسيم هذا اليوم العالمي لها وأقاموا المؤتمرات والندوات من أجل المطالبة بحقوقها واسترجاع مكانتها لتكون كالرجل في كل شيء سواء بسواء ونسوا قول الله سبحانه وتعالى: {وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى} يقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح " إِنَّمَا النِّسَاءُ شَقَائِقُ الرِّجَالِ " إن هذا الحديث قاله النبي صلى الله عليه وسلم عندما سئل عَنِ الرَّجُلِ يَجِدُ البَلَلَ وَلَا يَذْكُرُ احْتِلَامًا؟ قَالَ: يَغْتَسِلُ، فقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَلْ عَلَى المَرْأَةِ تَرَى ذَلِكَ غُسْلٌ؟ قَالَ: نَعَمْ، إِنَّ النِّسَاءَ شَقَائِقُ الرِّجَالِ" فالنساء شقائق الرجال في كثير من العبادات والطاعات وكل أمر أمرنا به أو نهي نهينا عنه فهو عام وشامل للرجال والنساء إلا إذا جاء التخصيص وليس معنى الحديث أن النساء شقائق الرجال مطلقاً وفي كل شيء كما يدعي ذلك أدعياء تحرير المرأة فهل يزعمون أن المرأة شقيقة الرجل في لباس الإحرام مثلاً؟ ولكنهم يريدون أن يأخذوا من الدين ما يشتهون ويتركون ما لا يوافق أهوائهم وشهواتهم وهدفهم في النهاية إنما هو تمزيق الفضيلة وإشاعة الفاحشة ونشر الرذيلة وبث الفوضى {وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا}.
عباد الله: إن نسائنا هن أفضل ثمارنا وخير زروعنا وأجمل رياحيننا وفلذات أكبادنا ومهج قلوبنا فيجب علينا أن نحفظهن ونهتم بهن ونحميهن من مكر الماكرين وكيد الأشرار والمفسدين ونجنبهن رياح الآثام وفساد الإعلام وبراثن الرذيلة والفساد وأن نبين لهن خطر الدعوات التي تدعوا إلى تحريرهن وإخراجهن من بيوتهن ونزع حجابهن والقضاء على حشمتهن وطهرهن فإنهن والله لن يجنين من وراء هذه الدعوات إلا البوار والضلال والاضطراب والانحراف لأن المرأة إذا انهارت أخلاقها وشذ سلوكها وتمردت على قيمها وانخدعت بتلك الأبواق الماكرة والأصوات الناعقة فإنها قد وقعت في الفخ وسقطت في الحفرة وغرقت في أوهام التيه ومستنقعات الشهوة وعندها ينتشر الفساد وتعم الفتن وتضيع الفضائل وتحل النكبات وتكثر الفواحش والموبقات ويكون باطن الأرض خير لها من أعلاها يقول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا تَرَكْتُ بَعْدِي فِتْنَةً أَضَرَّ عَلَى الرِّجَالِ مِنَ النِّسَاءِ" ومن أجل قطع هذه الفتنة والحد من انتشار الفساد أمر الإسلام المرأة بالحجاب الشرعي الساتر الذي يسترها ويصرف أعين الرجال عنها وأمرها بعدم إظهار زينتها ومحاسنها لغير محارمها وحرم الخلوة بها ونهى وشدد في النهي عن خروجها متطيبة أو متعطرة ونهاها عن السفر لوحدها بدون محرم معها وحرم عليها الخضوع بالقول والضرب بالرجل ليسمع الناس صوت خلخالها لأن ذلك يثير المفاتن ويحرك قلوب الرجال وجعل الرجال قوامون على النساء من أجل حمايتهن والقيام بحقوقهن والحيلولة بينهن وبين الوقوع في هذه المخالفات لأن النساء في الغالب ناقصات في العقل والتفكير وبعد النظر وتغلبهن العواطف في كثير من الأحيان على تحكيم العقل فمن أجل هذا وغيره ربط الله القوامة بالرجال لا بالنساء فقال: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ}.
فاتقوا الله معشر الرجال وقوموا بحق القوامة خير القيام ولا تبخسوا النساء حقوقهن ولا تغلبنكم رجولتكم على ظلمهن والتسلط عليهن ولا يفرضن أنفسهن عليكم وعلى قوامتكم فيفعلن المخالفات أمامكم ويلبسن الألبسة الفاتنة بعلمكم دون أن يكون لكم شأن وتدخل في أمرهن ونهيهن فاحفظوا حقوقهن وحافظوا على عوراتهن فإن النساء بحاجة إلى زيادة عناية ومزيد رعاية وقوة تحصين علمي وعقلي وخلقي وإذا لم نفعل ذلك ونقوم به فإن دعاة التغرير والتغريب ينتظرون غفلتنا ليصلوا إليهن ويراقبون تقصيرنا وتفريطنا ليستغلوه لصالحهم ويجعلونه مدخلاً إلى غسل عقولهن وتسميم أفكارهن بإعلامهم وبرامجهم وتصوراتهم وخططهم ولنعلم أننا جميعاً مستهدفون بيوتاً وأسراً ونساء ورجالاً إذا لم نقي أنفسنا من هذه الشرور والمخاطر {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} [التحريم : 6].
الخطبة الثانية:
عباد الله: إن الإسلام وضع للمرأة سياجاً قوياً وحصناً منيعاً يحميها من الضلال والضياع فإن أخذت به نجت وإن أضاعته وتجاوزته ضلت وأضلت سياجاً يجعلها لؤلؤة مكنونة لا يعبث به أحد وصدفة ثمينة غالية لا يمكن أن يتعدى عليها أحد ولكننا اليوم في زمن الفتن والتحديات حيث ظهرت بين النساء في الآونة الأخيرة بعض المظاهر الخطيرة والظواهر الشريرة التي تدل على أن ثمار الشر قد أيعنت وأثرت في بعض نسائنا وأتت أكلها في عدد من بناتنا فظهر من بين نسائنا من تبدي مفاتنها وتكشف زينتها وتلبس اللباس الذي يكشفها ولا يسترها نظراً لزخارفه أو لضيقه أو لشفافيته ورقته ومنهن من تلبس اللباس القصير الذي لا يستر قدميها ويكشف ساقيها أو تلبس النقاب القصير الذي يبرز معالم صدرها وثدييها وكأنها تقول للناس انظروا إلي أو شاهدوا اللبس الذي علي في ظل غفلة من أهلها وأولياء أمورها.
وشاع اليوم وللأسف الشديد بين النساء كثير من الألبسة التي تلبس في الأعراس والأفراح ألبسة تحدد العورات وتجعل المرأة وكأنها شبه عارية، عورات ظاهرة وأجساد مكشوفة بادية وموضات خليعة فاضحة أخبر عنها النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بقوله: " سَيَكُونُ فِي آخِرِ أُمَّتِي نِسَاءٌ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ، عَلَى رُءُوسِهِنَّ كَأَسْنِمَةِ الْبُخْتِ، الْعَنُوهُنَّ؛ فَإِنَّهُنَّ مَلْعُونَاتٌ، وقال لَا يَدْخُلْنَ الْجَنَّةَ، وَلَا يَجِدْنَ رِيحَهَا، وَإِنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ كَذَا وَكَذَا".
فلنتقي الله في نسائنا ولنلزمهن بالتمسك بقيم الدين وأصوله وثوابته ولندفعهن إلى دور العلم الشرعي ومراكز التحفيظ حتى تتعلم المرأة أحكام دينها وتتمسك من الإسلام بالعروة الوثقى وتنتبه لما يحاك لها وما يدور في الخفاء لإفسادها وفتنتها خاصة في هذا الزمن الصعب يقول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " فَاتَّقُوا الدُّنْيَا وَاتَّقُوا النِّسَاءَ، فَإِنَّ أَوَّلَ فِتْنَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَتْ فِي النِّسَاءِ".
المرفقات
نساؤنا واليوم العالمي للمرأة.doc
نساؤنا واليوم العالمي للمرأة.doc