نزوح أكثر من800 أسرة وخطف العشرات من أهالي الفلوجة وانتهاكات الحشد الشيعي تتواصل

احمد ابوبكر
1437/08/28 - 2016/06/04 09:11AM
[align=justify]تتواصل لليوم العاشر على التوالي المواجهات بين القوات العراقية المدعومة بمليشيا الحشد الشيعي وبين مسلحي تنظيم الدولة " داعش" على تخوم الفلوجة.

ولم تستطع القوات العراقية والمليشيات اقتحام المدينة وهي تبعد الآن نحو 10 كيلو متر عن الفلوجة، لكنها دخلت أحياء مجاورة لها كالكرمة وبعض نواحي الصقلاية وغيرها بالرغم من إعلان رئيس الوزراء حيدر العبادي من تحت قبة البرلمان عن اقتحام المدينة خلال 48 ساعة قبل نحو ثلاثة أيام، لكن ذلك لم يحدث وعلى ما يبدو تواجه القوات العراقية والمليشيات صعوبات حقيقية في اقتحام المدينة.

معاناة الأهالي تزداد والتوجه نحو نهر الفرات

وقد ضيّق الحشد الشيعي الخناق على الأهالي في بعض الأحياء المحاذية للفلوجة والتي استطاع اقتحامها، حيث كشف النائب عن محافظة الانبار أحمد السلماني، اليوم الجمعة، عن خروج نحو 300 عائلة من المدينة، لكن القوات الأمنية والحشد الشيعي قاموا باختطاف 73 شخصاً منهم وهؤلاء موثقين بالأسماء.

وأضاف السلماني في تصريح لـ"الإسلام اليوم": "أجرينا اتصالات بالشرطة المحلية وقوات مكافحة الإرهاب وبعض فصائل الحشد لمعرفة مكان احتجاز هؤلاء المدنيين وسبب اعتقالهم لكننا لم نحصل على معلومات وافيه عن سبب هذه الاحتجاز وظروف اعتقالهم ومكان وجودهم، والقوات الأمنية بدت مرتبكة وكل طرف يلقي المسؤولية على الطرف الثاني وهو ما دعا العبادي لتشكيل لجنة تحقيقية لمعرفة ملابسات الموضوع" .

ولفت السلماني إلى " أن الحكومة تدّعي أن المعركة من أجل إنقاذ المدنيين فإذا كان المدنيون في حضن الحكومة والقوات الأمنية ويتعرضوا لمثل هكذا إساءة فكيف وهم بعيدون عنها".

في هذه الأثناء اشتدت معاناة العوائل داخل المدينة جرّاء القصف العنيف الذي استهدفهم طوال العشرة أيام الماضية، وهو ما دفعهم إلى ركوب نهر الفرات المحاذي للمدينة عبر وسائل بدائية وقديمة جداً يصنعونها بأيديهم من البراميل وبعض الأدوات الأخرى بالرغم من مخاطر الغرق التي ترافق هذه العملية، لكنهم فضلوا رمي أنفسهم إلى الفرات على الموت بأيدي مليشيا الحشد الشيعي أو عناصر داعش .

وكان رئيس مجلس النواب سليم الجبوري أكد أن هناك تجاوزات ارتكبها أفراد في الشرطة الاتحادية، ومن وصفهم ببعض المتطوعين، أدت إلى انتهاكات بحق المدنيين في الفلوجة.

ودعا الجبوري إلى الحفاظ على حياة المدنيين، وحث رئيس الوزراء حيدر العبادي على تعقب التجاوزات ومعالجتها؛ حفاظا على ما وصفها بـ " الانتصارات المتحققة".

من جانبه، دعا مساعد الأمين العام للأمم المتحدة أوبر اين أطراف النزاع إلى السماح للمدنيين بالتحرك بحرية إلى المناطق الآمنة في ظل تعذر مغادرة الآلاف بينهم نحو عشرين ألف طفل في المدينة، كما طالب الجميع بالالتزام بالقانون الإنساني الدولي وحقوق الإنسان.

وفي ذات السياق، قامت شرطة محافظة كربلاء باعتقال أكثر من ثمانين شخصاً، في بلدة الرحالية المحاذية لمحافظة الأنبار خلال اليومين الماضيين أغلبهم من النازحين عن المحافظة واتهمتهم بالإرهاب، وهي التهمة الجاهزة التي يتهم بها أهل السنة في العراق.

ويتخوّف أهل السنة من انتهاكات تحصل للمدنيين في الفلوجة كما حصلت في مدينة الكرمة حيث أقدمت مليشيا الحشد الشيعي على الإعتداء على منازل المواطنين وهدم عدد من المساجد وسط تجاهل من الحكومة العراقية وحتى رئيس الوقف السني الشيخ عبد اللطيف الهميم وهو متواطئ مع الحشد الشيعي بحجة الوحدة الوطنية وله علاقات معهم.

وصول تعزيزات إيرانية

في هذه الأثناء بثت صفحات على الفيس بوك مناصرة للحشد الشيعي صوراً جديدة يظهر فيها قائد القوات البرية بالحرس الثوري الإيراني محمد باكبور إلى جانب ضابط برتبة لواء في الشرطة الاتحادية العراقية، وهو ما يعني احتمالية وصل قوّات ايرانية جديدة للمساهمة في المعركة .

وكان القيادي في الحرس الثوري الإيراني العميد إيرج مسجدي، تحدث عن المعركة ودخول إيران فيها بكل قوة، حيث قال إن "دخول الحرس الثوري الإيراني بضباطه في معركة الفلوجة كان من أجل أن تبقى إيران مركزا للتشيّع في العالم، كما أننا نعتبر هذه المشاركة دفاعا عن إيران وحدودها"، على حد تعبيره.

وجاء حديث مستشار سليماني خلال مراسم إحياء ذكرى قتلى الحرس الثوري الإيراني في مدينة رودهن الإيرانية، بحسب موقع “بسيج نيوز" التابع للحرس الثوري، حيث شرح الأسباب التي دفعت قوات فيلق قدس الإيراني إلى المشاركة في معركة الفلوجة.

من جانبه، ذكر مصدر مطلع أن ظهور القيادات الإيرانية كالعميد محمد باكبور يعني وصول قوّات جديدة إلى مدينة الفلوجة، لأن هذين القائدين المهمين في الحرس الثوري " سليماني وباكبور" لايمكن لهما أن يتحركا في منطقة عسكرية خطيرة كالفلوجة من دون قوات مساندة لهما من الحمايات الخاصة.

وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه لـ"الإسلام اليوم" أن المليشيات المشاركة في معركة الفلوجة كعصائب أهل الحق، وكتائب أبو الفضل العباس، وسرايا الخراساني، فضلاً عن ميليشيات بدر هي بالأصل قوة تابعة للحرس الثوري الأيراني منذ الحرب العراقية الأيرانية وليست عراقية كما يسوق لها.

وكان رئيس الوزراء الأسبق أياد علّاوي اعتبر ظهور القيادات الإيرانية في الفلوجة مع نوري المالكي زعيم حزب الدعوة أنه "خطأ كبير دون شك"، حيث قال " نحن أمام تطهير مذهبي، ولسنا أمام عمليات تطهير من الإرهاب، وهناك مخاوف من أن يُعاقب نصف مليون إنسان بسبب خطأ".

ومنذ 10 أيام تشن الحكومة العراقية ومليشيا الحشد الشيعي هجوماً على الفلوجة المسيطر عليها من قبل تنظيم الدولة "داعش"، لكن المخاوف كانت على المدنيين بداخلها حيث تقول الحكومة العراقية أنها فتحت ممرات آمنة لخروج الأهالي وحدّدتها لكن الأخبار الواردة من هناك تفيد بمنع عناصر تنظيم داعش الأهالي من الخروج واستخدامهم دروعاً بشرية فضلا عن عدم وجود هذه الممرات التي تدعي وجودها الحكومة العراقية. وهو ما أكده المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، حيث قال "هناك خطر شديد على الذين يحاولون الفرار؛ لعدم وجود ممرات آمنة".

المصدر: الاسلام اليوم

أعلنت وزارة الهجرة والمهجرين العراقية، اليوم الجمعة، عن نزوح 868 أسرة نزحت من الفلوجة كبرى مدن محافظة الأنبار غربي البلاد، مع اشتداد المعارك في محيطها بين القوات العراقية ومقاتلي تنظيم "داعش".

جاء ذلك على لسان مسؤول فرع الوزارة في الأنبار محمد رشيد في تصريح صحفي بثه التلفزيون الرسمي.

وقال رشيد إن 852 أسرة نزحت من قضاء الفلوجة إلى مخيمات عامرية الفلوجة (23 كلم جنوب المدينة) و16 أسرة إلى مخيمات المدينة السياحية (20 كلم غرب).

وأضاف رشيد أن وزارة الهجرة والمهجرين شكّلت لجنة لاستقبال الأسر النازحة من الفلوجة بالتنسيق مع القوات الأمنية، مشيراً إلى توزيع مواد إغاثية على النازحين فور وصولهم للمخيمات.

ولم يُشر المسؤول نفسه إلى الفترة الزمنية التي شهدت حالات النزوح هذه، أو عدد أفراد هذه الأسر.

وقبل أربعة أيام، قالت الوزارة إنها سجلت نزوح 574 أسرة من سكان الفلوجة منذ بدء الحملة العسكرية على المدينة.

لكن راجع بركات، عضو اللجنة الأمنية في مجلس الأنبار، قال إن نحو 5000 مدني نزحوا من جنوب المدينة صوب ناحية عامرية الفلوجة بعد طرد مسلحي "داعش" من قرى محيطة بالمدينة مؤخراً.

وأوضح بركات أن "900 أسرة تتكون من 5000 شخص تمكنوا من الهروب من مناطق قرى زوبع جنوبي شرق الفلوجة والنزوح إلى ناحية العامرية".

ووفق الأمم المتحدة فإن نحو 50 ألف مدني لا يزالون في المدينة بينهم ما لا يقل عن 20 ألف طفل، بينما تشير تقديرات أمريكية وعراقية إلى وجود ما بين 60 و90 ألفا.

وتخشى المنظمات الدولية والمحلية من أن "داعش" يسعى لاستخدام المدنيين كدروع بشرية.

وتقول الحكومة العراقية إن رئيس الوزراء حيدر العبادي أصدر أوامر صارمة بضرورة حماية المدنيين وتأمين ممرات آمنة لإخراجهم من المدينة.

وشنت القوات العراقية يوم 23 مايو/آيار الماضي هجوماً واسع النطاق في مسعى لاستعادة الفلوجة وهي ثاني أكبر مدينة في قبضة "داعش" بعد المواصل (شمال)، التي تعد معقل التنظيم المتشدد في العراق.

وتركزت الحملة في أول أسبوع على المناطق المحيطة بالمدينة لعزل مسلحي "داعش" بداخلها لتسهيل مهمة اقتحامها، وتقول القوات العراقية إنها استعادت مناطق واسعة من ضمنها قضاء الكرمة على بعد 13 كيلومترا شرق الفلوجة.

لكن القوات العراقية فشلت في اختراق خطوط دفاع التنظيم في أطراف المدينة على مدى الأيام القليلة الماضية عندما ركزت جهودها لاقتحام المدينة.

المصدر: الاسلام اليوم[/align]
المشاهدات 730 | التعليقات 0