نبي الرحمة و حفظ الدماء و الأرواح
الغزالي الغزالي
1434/03/13 - 2013/01/25 00:29AM
نبي الرحمة و حفظ الدماء و الأرواح 13 ربيع أول 1434 هـ 25/01/2013
الْحَمْدُ للهِ الّذِي زَيَّنَ الوُجُودَ بِمَوْلِدِ سَيَّدِ الأَنَامِ، وَأَضَاءَ الكَوْنَ بِخَيْرِ رَسُولٍ وَأَعْظَمِ إِمَامٍ، ونشْهَدُ أَنَّ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ المَلِكُ العَلاَّمُ، ماجَعَلَ أُمَّةَ سَيِّدنَا مُحَمَّدٍ أَشْرَفَ أُمَّةٍ إلا لأِجْلِ رَسُولِ السَّلاَمِ، وَنشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدا عَبِدُهُ وَرَسُولَهُ بَعَثَهُ اللهُ لِتَوْحِيدِهِ مُنَادِيَا، وَإِلَى الجَنَّةِ دَاعِيًا، وَإِلَى الصِّرَاطِ المُسْتَقِيمِ هَادِيًا .
يَا نَـــــــبِيَّ الهُـــــــــــــــدَى عَلَيْــــــكَ السَّلاَمُ ** كلّـــــما عـــــــاقـــبَ الضّيـــــــاءُ الظّـــــــــلامُ
زادكَ اللهُ رِفـــــــعـَـــــــــــةً وجــــــــــــــــــلالاً ** وبــــــــــــــهاءً وعـــــــــــــزّةً لا تُــــــــــــرام
فصلواتُ الله وسلامُهُ عَلَيْهِ، وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ الَّذِينَ حَازُوا الْفَضْلَ وَالرِّضْوَانَ، وَعلى رسل الله وأنبياء الرحمن، عبر الدهور والأزمان، وَسَلَّمَ تَسْلِيماً كَثِيراً يَمْلأُ الْمِيزَانَ.. أَمَّا بَعْدُ؛ فَيأيُّهَا النَّاسُ اتقوا الله تَعَالَى، فإن تقوى الله أعظم وصيَّةٍ للعباد، وخير زاد ليوم المعاد، وهي وصيَّة النَّبيِّ لأمَّته، فقد كان كثيرًا ما يقول:"أُوصِيكُمْ بتَقْوَى اللهِ". مَعَاشِرَ المُسْلِمِينَ: إن المتأمل في سيرة الرسول محمد مستقرئا نقولها، ومستقصيا فصولها، مُنْعِما نظره فيها بوجه دقيق، ومُمْعِنا فكره في تتبعها بوجه وثيق، يجدها حافلةً بالدروس والعبر، وحاوية للفوائد والدُّرر، لكلِّ مدَّكر ومعتبر، كيف لا؟! وهي سيرة الذي جعله الله خير أسوة وقدوة للبشر، وهي حجة ومحجة للناس في كل مصر وعصر، قال تعالى:{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا}، وأن بعثته نعمة من الله عظمى، ورسالته حجة على الناس كبرى، وفي توجيهاته العبرة والذكرى لمن أراد الصلاح في الدنيا، والفلاح في الأخرى، قال تعالى:{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا، وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا، وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُم مِّنَ اللَّهِ فَضْلاً كَبِيرًا}، وقال تعالى: {لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِين}. فكم كان حرصه على إيصال النفع والخير لأمته، وسعيُه في قطع أوصال الضر والشر عنهم، وكان جهده في ذلك وافرا، وكان سلوكه هذا في حقه ظاهرًا، قال تعالى: {لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيم}، وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله: «إنما مثلي ومثل أمتي كمثل رجل استوقد نارا فجعلت الدواب والفراش يقعن فيه، فأنا آخذ بحجزكم وأنتم تقحَّمون فيه»، متفق عليه. فما أمرهم إلا بما ينفعهم وبقدر استطاعتهم، وما نهاهم إلا عن شيء يضرهم، فكانت مواعظه ووصاياه نافعة ماتعة، وخطبه جامعة مانعة، وأوامره ونواهيه قائمة دائمة، وطاعته لازمة، قال تعالى: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا}، ومسايرته في هديه، ومتابعته في سنته يجد بها العبد محبة ربه ومغفرته، قال تعالى: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ}. ومن دعوته الأمر بالأخوة والألفة، والنهي عن العداوة والفرقة، ومن رسالته الدعوة إلى الرحمة والمودة، والتحذير من العنف والشدة، فكانت سيرته موسومة بالعدل والسماحة، وفي منتهى البيان والصراحة. ومن التأمُّلات التي تستحق، بله تستوقف المسلم مستعملا في ذلك حواسه ومشاعره ـ سمعه وبصره وفؤاده ـ لأخذ العبرة منها والأسوة فيها، ما جاء عنه في خطبته الجامعة التي ألقاها في يوم مشهود عظيم ـ وهو يوم عرفة ـ شهدها جمع غفير، وعدد كثير من الصحابة، احتشدوا حول الرسول في سفوح عرفات، بآذان صاغية, وعقول واعية، ونفوس خاشعة، وقلوب وجلة، لما في تلك الكلمات من العبر والعظات، ويا لها من كلمات، كيف لا؟! وهي تبين للمسلمين الحقوق والواجبات، وتعلن عن المبادئ الساميات، وتؤكد وجوب تعظيم الحرمات، وكانت خطبة جامعة من حيث التوجيهات والإرشادات، ضمنها كوامن وجوامع وجدانه، وعبرات محبته لأمته، وعلامات نصحه لها وحسن أدائه لرسالته، فكانت شهادة قائمة على أمته ـ سلفا وخلفا ـ ومعاهدة دائمة في دعوته إلى يوم القيامة. ومما جاء في هذه الخطبة: بيان حرمة الدماء، وعظم شأنها في عموم الأرجاء، وإن إراقتها جريمة نكراء، وعقوبة منتهكها سوء الجزاء، وشبه النبي حرمة دماء المسلمين بحرمة الزمان والمكان، وإليك البيان: فعن أبي بكرة قال: «خطبنا النبي يوم النحر، قال: أَتَدْرُونَ أَيَّ يَوْمٍ هَذَا؟.. أَلَيْسَ يَوْم النَّحْرِ؟.. أَيُّ شَهْرٍ هَذَا؟.. أَلَيْسَ ذُو الحِجَّة؟.. أَيُّ بَلَدٍ هَذَا؟.. أَلَيْسَتْ بِالْبَلْدَةِ الحَرَامِ؟ قلنا: بلى! قال: فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ حَرَامٌ عَلَيْكُمْ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا، إِلَى يَوْمِ تَلْقَوْنَ رَبَّكُمْ، أَلاَ هَلْ بَلَّغْتُ؟ قالوا: نعم! قال: اللَّهُمَّ اشْهَدْ، فَلْيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الغَائِبَ، فَرُبَّ مُبَلَّغٍ أَوْعَى مِنْ سَامِعٍ، فَلاَ تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ». البخاري ومسلم. فتأمل أيها المسلم هذه التوجيهات السديدة، والتحذيرات الشديدة، التي جادت بها هذه القريحة المباركة الرشيدة، فإنها عين السلامة الأكيدة، ومخالفها في ورطات وحسرات ومخارجها بعيدة، وجاءت عنه في بيان عظم شأن الدماء ـ خاصة الدماء المعصومة ـ أحاديث كثيرة، ونصوص غزيرة، وإن العبد المؤمن في فسحات، وإصابته دما حراما هو عين الورطات، ومما جاء في ذلك ما رواه عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله: «لن يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما» رواه البخاري. وإن أمر الدماء، من أول ما يكون فيه القضاء، يوم الحساب والجزاء، وإن وزر منتهكها، يتعدى بحسب من أصابها، وعدد من اشترك فيها، ولو كان ذلك بمثابة أمة جمعاء، أو أهل الأرض والسماء. قال رسول الله: «أَوَّلُ مَا يُقْضَى بَيْنَ النَّاسِ يَوْمَ القِيَامَةِ في الدِّمَاءُ» رواه البخاري ومسلم، وعن أبي هريرة عن رسول الله قال: «لَوْ أَنَّ أَهْلَ السَّمَاءِ وَأهل الأَرْضِ اشْتَرَكُوا فِي دَمِ مُؤْمِنٍ لأَكَبَّهُمُ اللهُ فِي النَّارِ» رواه الترمذي. وهذا مما يدل على عظيم حرمة المؤمن، وعلو شأنه عند الله. وإن تحمل دم المسلم من أكبر الحوب، وتعمده مما قد لا يُغفر من الذنوب، وذلك لما جاء عن معاوية قال: قال رسول الله: «كُلُّ ذَنْبٍ عَسَى اللهُ أَنْ يَغْفِرَهُ إِلاَّ الرَّجُل يَمُوتُ كَافِرًا، أَوْ الرَّجُل يَقْتُلُ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا» رواه النسائي وهو صحيح. وكذلك جاءت عنه من النصوص فيها التحذير والتشديد في النكير، عن هذا الأمر الخطير، والشر المستطير، فجاءت كلماته متكاثرة، وبياناته متظافرة: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيد}، ومنها ما جاء عن أبي هريرة أن رسول الله قال: «مَنْ خَرَجَ عَلَى أُمَّتِي يَضْرِبُ بِرَّهَا وَفَاجِرَهَا وَلاَ يَتَحَاشَى مِنْ مُؤْمِنِهَا، وَلاَ يَفِي لذِي عَهِدٍ عَهْدَهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَلَسْتُ مِنْهُ» رواه مسلم، وعن عبد الله بن عمر أن النبي قال: «مَنْ حَمَلَ عَلَيْنَا السِّلاَحَ فَلَيْسَ مِنَّا» رواه البخاري ومسلم، وعن عبادة بن الصامت عن رسول الله قال: «مَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا فَاغْتَبَطَ بِقَتْلِهِ لَمْ يَقْبَلِ اللهُ مِنْهُ صَرْفًا وَلاَ عَدْلاً» رواه أبو داود، قال خالد بن دهقان: «سألت يحيى بن يحيى الغساني عن قوله: واغتبط بقتله، قال: الذين يقاتلون في الفتنة فيقتل أحدهم، فيرى أنه على هدى لا يستغفر الله.. وعن عبد الله بن عباس أن النبي قال: «أَبْغَضُ النَّاسِ إِلَى اللهِ ثَلاَثَةٌ: مُلْحِدٌ فِي الحَرَمِ، وَمُبْتَغٍ فِي الإِسْلاَمِ سُنَّةَ الجَاهِلِيَّة، ومطلب دَم امْرِئٍ بِغَيْرِ حَقِّ ليهريق دَمَهُ» رواه البخاري. وعن أبي سعيد عن النبي قال: «يخرج عنق من النار يتكلم، يقول: وكلت اليوم بثلاثة: بكلِّ جبار عنيد، ومن جعل مع الله إلهًا آخر، ومن قتل نفسا بغير حق، فينطوي عليهم فيقذفهم في غمرات جهنم» رواه أحمد. وكذلك بين حرمة دماء الذميين والمعاهدين والمستأمنين وأن إراقتها وإهدارها جريمة نكراء، ومما ذَكر في ذلك من الزَّجر والتهديد، والوعيد الشديد، ما جاء عن عبد الله ابن عمرو عن النبي قال: «مَنْ قَتَلَ نفسا مُعَاهَدًا لَمْ يَرِحْ رَائِحَةَ الجَنَّةِ، وَإِنَّ رِيحَهَا تُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ أَرْبَعِينَ عَامًا» رواه البخاري، و روى النسائي: «مَنْ قَتَلَ قَتِيلاً مِنْ أَهْلِ الذِّمَّةِ لَمْ يَجِدْ رِيحَ الجَنَّةِ وَإِنَ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ مسيرة أربعين عَامًا» قال الحافظ في «الفتح»: والمراد به-أي المعاهد- من له عهد مع المسلمين سواء كان يعتقد حربه أو هدنة من سلطان أو أمان من مسلم. عِبَادَ اللهِ:- هذا الذي ذكرنا من الأخبار، ونقلنا من الآثار، غيض من فيض سيرة المختار، وقليل من كثير من توجيهاته الجديرة بالتأمل والاعتبار، وإن العامل بها ثوابه جنَّة الأبرار، والتارك لها جزاؤه النار وبئس القرار، فاعتبروا يا أولي الأبصار، «وإذا كانت سعادةُ العبدِ في الدَّارين مُعلَّقةً بهدْي النَّبي، فيجِب على كلِّ من نَصح نفسَهُ، وأحبَّ نجاتَها وسعادتَها، أن يعرفَ من هَديِه وسِيرتِه وشأنِه مَا يَخْرُجُ به عن الجاهلين بهِ، ويدخلُ به في عِداد أتباعِه وشِيعته وحِزبه، والنَّاس في هذا بين مُستقِلٍّ، ومُستكثِرٍ، ومحرومٍ، والفضلُ بيد الله يُؤتيه من يشاء، والله ذو الفَضل العَظيم». قال تعالى: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيم}. اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتّبعون أحسنه، واجعلنا ممن يتبع محمدا ويحيي هديه وسنته. (آمين) وَأقُولُ قَوْلي هَذَا..
الْحَمْدُ للهِ رب الأرض والسماء، والصَّلاة والسَّلام على سيد الأنبياء، وقدوة الأمَّة جمعاء، بعثه الله رحمةً للعالمين، وجعله هدًى للنَّاس أجمعين، فجعل سِيرَتَه مصدرًا لِمَن أراد حسن السِّيرة من البشر، ومرجعًا عند الاختلاف في الفِكر والنَّظر، صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وصحبه، وعلى أنبياء الله ورسله.. أَمَّا بَعْدُ؛ أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: فحِرصاً منا على نقاءِ دين الإسلام -أصلاً-، وصَفاءِ سُمعة أهله -أساساً-، واستقرار أَمْنِ بلاده -ابتداءاً- نقولُ: إنَّ ممِّا يُحْزِنُ النَّفوسَ الأَليمةَ -كثيراً-، ويُدْمي الأفئدةَ الحزينةَ -شديداً-: هذا الذي يَجْري في أنحاءٍ متعدّدة مِن العالم -بعامة- والعالم الإسلامي -بخاصّة- ممِّا يُنسَبُ إلى الإسلامِ؛ مِن قتلٍ وتدميرٍ، وإجرام وتفجيرٍ. فالإسلام بَراءٌ مِن هذا -كُلِّه-، ولو جرى ووقع -وللأسف- باسم الإسلام!! فأهلُ الإسلام -الأصفياء- براءٌ مِن هذا كُلِّه. ولئن وقع هذا -اليومَ- في العراقِ، وسوريا، والجزائر... -وغيرِها-؛ فقد وقع -بالأمس- في بلاد كثيرة.. فالجُرْمُ واحدٌ، والداءُ واحدٌ، والحكمُ واحدٌ. وإننَّا لنعتقدُ -بِجَزْمٍ وحَزْمٍ- أنَّ أعمالَ التَّقتيلِ والتفجيرِ التي تُصِيبُ أهلَ الإسلام، أو غيرَهم مِن أهلِ الأَمان، أو الاستئمان -في كُلِّ مكان-: أَعمالٌ مُحرَّمةٌ؛ لما فيها: من هتكٍ لحرُمات الإسلامِ المعلومةِ مِن الدِّين بالضرورة. مِن قتلِ للأنفس المعصومةِ الدَّم. ونقضٍ للأمن والاستقرار، وحياة النَّاس الآمنينَ. وتضييعٍ للمصالح العامةِ للدولِ. فضلاً عن عدم التفريق بين الرجال والنِّساء، والأطفالِ والشيوخ، والمدنيِّين والمحاربين. وإنَّنا لَنَجْزِم -بيقين- بحرمة الاعتداء على الأنفسِ البريئة - سواءٌ في الدَّم، أو المالِ، أو العِرْض-؛ لما في ذلك من تهديد لحياة النَّاسِ الآمنينَ المطمئنين-في مساكنهم ومعايشهم-، والإضرار بمصالح الأفرادِ والشعوب -عامة-. وإنّنا على يقين أنَّ مبنى كثيرٍ مِن هذا القتلِ الأعمى-والتَّدمير والتَّفجير- قائمٌ على التَّسرع في التكفير للمسلمين -عامتهم وخاصتهم، حُكَّامِهم ومحكوميه -!! وهذا حُكمٌ جِدُّ باطلٍ؛ لِمَا يترتَّبُ عليه مِن أمور خطيرةٍ، مِن استحلال الدَّم، ومنع التوارثِ، وفسخِ النكاح -وإيجادِ أيتامٍ وأراملَ.. وغير ذلك. فلا يجوزُ التَّساهُل فيه -أبداً-. وإنَّ الإسلام يحرم ويجرم أعمالِ التقتيلِ والتَّخريبِ - على اختلافِ صورها وأنواعها-؛ كمِثْلِ التفجيرِ لأماكنِ العبادةِ، والمستشفيات، والمدارس، وإشعالِ الحرائقِ في الممتلكات العامةِ، ونسف المساكنِ، أو الجسورِ والأنفاق، وتفجيرِ المصالح العامة والخاصَّة؛ كمحطات الكهرباء و الوقودِ، وأنابيب البترول -ونحو ذلك-، وهي -جميعاً- جرائمُ شنيعةٌ يستحقُّ أصحابُها العقوبةَ الرادعةَ لهم. وإننا نُنَبِّهُ على أنَّ هذه الأعمال ليست حلاً للمشكلات، أو سبيلاً شرعيًّا لإنكار المنكرات، بل نرى أنَّها مِن البدع المحدثة، والأفكار المستوردةِ مِن الغربِ أو الشرق، وأنَّها -كذلك- مِن أسباب الفتن والشُّرورِ، التي تؤدي إلى انفلات الأمور، وإشاعة الفوضى والأضرار، وإضعاف البلاد، وتعريضها لمزيدٍ مِن البلاءِ! وأيضاً؛ فإنَّنا نرى بشاعةَ وجُرمَ وحُرمةَ ما يفعلُه بعضُ النَّاس مِن حَمْلِ المتفجراتِ وشدِّها على الأنفس، ثم تفجيرها –بالنفسِ والناس- في الأسواق العامة، أو المُجتمعاتِ، أو الحافلات -وغيرها-، وبخاصةٍ في بلاد المسلمين؛ لأنَّ هذا -أولاً- مِن قتل النَّفس والآخرين قتلاً عشوائياً ظالماً غاشماً لا يفرِّق بين مسلم وغيره، وظالم ومظلوم، وذكر وأنثى، وكبير وصغير، وإنسان وحيوان؛ ولأنَّ هذه الأفعالَ -ثانياً- لا مصلحةَ للإسلام والمسلمين فيها -ألبتَّةَ-، فضلاً عمَّا يزدادُ -بسببِها- العدوُّ مِن الشدةِ على المسلمين، والتنكيلِ بهم، والإذايةِ لهم، والتضييق عليهم. والواجبُ علينا -والحالةُ هذه- أن نُغيِّر ما بأنفسنا -بالحقِّ-، وأن نرجِعَ إلى الله -عزَّ وجل-، وأن نُقيم فرائضَه، ليغيِّر اللهُ ما بنا، فالسعيدُ مَن انشغل بالذي أراده اللهُ منه -من واجباتٍ وفرائضَ-، والمخذولُ مَن ترك ذلك وعَمِلَ على زعزعة أمن البلاد والعباد، وأساء في أفعاله وتقريراته. وهذا الصنفُ مِن النَّاس(!) لا يجدُ له مرجعيةً معتبرةً من العلماء؛ فلا تراه مُتَعلِّقاً إلا بسراب، أو يكونُ سمسارَ أحزاب، ينفخُ في رماد؛ يدمِّر البلاد، ويُسيء إلى العباد. فإلى الله المشتكى من صنيعهم، وجرأتهم، وفجورهم! وهؤلاء -الذين يقومون بهذه الأعمال التخريبيَّة- أصحابُ فكرٍ منحرف، وعندهم غلوٌّ في التفكير، وجرأة في التكفير. فالواجبُ على العلماء الربانيين -لزوماً-: التحذيرُ منهم، وإدانةُ أعمالهم، وبيانُ المؤاخذات عليهم، وتحصينُ عامّة المسلمين- من أفعالهم الشنيعة، وأفكارهم الخَرِبة، والحيلولة دون وصولها إليهم. بل نُنادي بضرورة التمايز عنهم، ومُناوأتِهم، ومُنابَذَتِهم.. قال بعضُ العلماء -: " ثم لْيعلم الجميعُ أن الأمة الإسلامية -اليوم- تُعاني من تسلُّط الأعداء عليها من كل جانب، وهم يفرحون بالذرائع التي تُسوِّغُ لهم التسلُّطَ على أهل الإسلام، وإذلالَهم، واستغلالَ خيراتِهم، فَمَن أعانَهم في مقصدهم، وفتح على المسلمين وبلاد الإسلام ثغرًا لهم: فقد أعان على انتقاصِ المسلمين، والتسلُّط على بلادهم. وهذا مِن أعظم الجُرم". هذا و إن الواجب على الجميع -حُكاماً ومحكومين- المحافظةُ على الأمن؛ فهو نعمةٌ عظمى، ولا يكون ذلك -بعدَ توفيق الله- إلا بتولِّي وُلاةُ الأمور كَشْفَ منابع الشَّرِّ والتّطرُّف والانحراف، ومحاربة العلماء لأفكارِ الغُلُوِّ والتكفير، ونَقْضِها؛ والتي من خلالها تسلّل (العنف) إلى هؤلاءِ، وسرى (الغلوُّ) إليهم. ولا مُفَرِّج إلا اللهُ -سبحانه وتعالى- القائل: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ، حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}، ونُذكّر -أخيراً- بقول الله -تعالى -والذي هو صِمَامُ أَمانٍ لكل المجتمعات العربية والإسلامية في كل زمان ومكان-: {الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ، أُولَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ}؛ فتوفيرُ الإيمان، مِن أعظم أسباب جلب الأمن والأمان، ودفع الرُّوع والرعب والخوف وعدم الاطمئنان. وصلّى اللهُ وسلَّم وبارك على نبيِّنا محمدٍ، و آله وصحبه.. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ.. اَللّـهُمَّ اجعل صلواتك ورحمتك وبركاتك على سيد المرسلين، وإمام المتقين، وخاتم النبيين، محمد عبدك ونبيك ورسولك، إمام الدين، وقائد الخير، ورسول الرحمة. اللهم ابعثه مقاما محمودا يغبطه به الأولون والآخرون. اللهم أمنا من العثرات، وأبدل سيئاتنا بالحسنات، والطف بنا في كل ما هو آت. اللهم اجعل بفضلك هذا البلد آمنا مطمئنا، ولا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا، وارفع اللهم مقتك وغضبك عنا. اللهم إنا نعوذ بك من جهد البلاء، وسوء القضاء، ودرك الشقاء، ومن شماتة الأعداء. ونسألك اللهم الفوز عند اللقاء، ومنازل الشهداء، وعيش السعداء، والنصر على الأعداء،ومرافقة الأولياء، في يوم العرض واللقاء، ومجاورة الأنبياء،في دار الخلد والبقاء. ونعوذ بك اللهم من فتنة المحيا والممات، ومن فتنة الغنى والفقر، ومن عذاب القبر، وعذاب النار وسوء المصير. اللهم تجاوز عن آبائنا وأمهاتنا وأهل ديننا جميعا من سلف منهم ومن غبر إلي يوم القيامة. اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها، وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة. ربنا اغفر لنا ولوالدينا ولمن.. ربنا آتنا في .. آللّهُمَ (آمين).. عبادَ اللهِ! اذْكُرُوا اللَّهَ الْعَظِيمَ يَذْكُرْكُمْ، وَاشكرُوهُ علَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ، ﴿ وَأَقِمِ الصَّلاةَ، إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ، وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ، وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ﴾.
الْحَمْدُ للهِ الّذِي زَيَّنَ الوُجُودَ بِمَوْلِدِ سَيَّدِ الأَنَامِ، وَأَضَاءَ الكَوْنَ بِخَيْرِ رَسُولٍ وَأَعْظَمِ إِمَامٍ، ونشْهَدُ أَنَّ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ المَلِكُ العَلاَّمُ، ماجَعَلَ أُمَّةَ سَيِّدنَا مُحَمَّدٍ أَشْرَفَ أُمَّةٍ إلا لأِجْلِ رَسُولِ السَّلاَمِ، وَنشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدا عَبِدُهُ وَرَسُولَهُ بَعَثَهُ اللهُ لِتَوْحِيدِهِ مُنَادِيَا، وَإِلَى الجَنَّةِ دَاعِيًا، وَإِلَى الصِّرَاطِ المُسْتَقِيمِ هَادِيًا .
يَا نَـــــــبِيَّ الهُـــــــــــــــدَى عَلَيْــــــكَ السَّلاَمُ ** كلّـــــما عـــــــاقـــبَ الضّيـــــــاءُ الظّـــــــــلامُ
زادكَ اللهُ رِفـــــــعـَـــــــــــةً وجــــــــــــــــــلالاً ** وبــــــــــــــهاءً وعـــــــــــــزّةً لا تُــــــــــــرام
فصلواتُ الله وسلامُهُ عَلَيْهِ، وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ الَّذِينَ حَازُوا الْفَضْلَ وَالرِّضْوَانَ، وَعلى رسل الله وأنبياء الرحمن، عبر الدهور والأزمان، وَسَلَّمَ تَسْلِيماً كَثِيراً يَمْلأُ الْمِيزَانَ.. أَمَّا بَعْدُ؛ فَيأيُّهَا النَّاسُ اتقوا الله تَعَالَى، فإن تقوى الله أعظم وصيَّةٍ للعباد، وخير زاد ليوم المعاد، وهي وصيَّة النَّبيِّ لأمَّته، فقد كان كثيرًا ما يقول:"أُوصِيكُمْ بتَقْوَى اللهِ". مَعَاشِرَ المُسْلِمِينَ: إن المتأمل في سيرة الرسول محمد مستقرئا نقولها، ومستقصيا فصولها، مُنْعِما نظره فيها بوجه دقيق، ومُمْعِنا فكره في تتبعها بوجه وثيق، يجدها حافلةً بالدروس والعبر، وحاوية للفوائد والدُّرر، لكلِّ مدَّكر ومعتبر، كيف لا؟! وهي سيرة الذي جعله الله خير أسوة وقدوة للبشر، وهي حجة ومحجة للناس في كل مصر وعصر، قال تعالى:{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا}، وأن بعثته نعمة من الله عظمى، ورسالته حجة على الناس كبرى، وفي توجيهاته العبرة والذكرى لمن أراد الصلاح في الدنيا، والفلاح في الأخرى، قال تعالى:{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا، وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا، وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُم مِّنَ اللَّهِ فَضْلاً كَبِيرًا}، وقال تعالى: {لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِين}. فكم كان حرصه على إيصال النفع والخير لأمته، وسعيُه في قطع أوصال الضر والشر عنهم، وكان جهده في ذلك وافرا، وكان سلوكه هذا في حقه ظاهرًا، قال تعالى: {لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيم}، وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله: «إنما مثلي ومثل أمتي كمثل رجل استوقد نارا فجعلت الدواب والفراش يقعن فيه، فأنا آخذ بحجزكم وأنتم تقحَّمون فيه»، متفق عليه. فما أمرهم إلا بما ينفعهم وبقدر استطاعتهم، وما نهاهم إلا عن شيء يضرهم، فكانت مواعظه ووصاياه نافعة ماتعة، وخطبه جامعة مانعة، وأوامره ونواهيه قائمة دائمة، وطاعته لازمة، قال تعالى: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا}، ومسايرته في هديه، ومتابعته في سنته يجد بها العبد محبة ربه ومغفرته، قال تعالى: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ}. ومن دعوته الأمر بالأخوة والألفة، والنهي عن العداوة والفرقة، ومن رسالته الدعوة إلى الرحمة والمودة، والتحذير من العنف والشدة، فكانت سيرته موسومة بالعدل والسماحة، وفي منتهى البيان والصراحة. ومن التأمُّلات التي تستحق، بله تستوقف المسلم مستعملا في ذلك حواسه ومشاعره ـ سمعه وبصره وفؤاده ـ لأخذ العبرة منها والأسوة فيها، ما جاء عنه في خطبته الجامعة التي ألقاها في يوم مشهود عظيم ـ وهو يوم عرفة ـ شهدها جمع غفير، وعدد كثير من الصحابة، احتشدوا حول الرسول في سفوح عرفات، بآذان صاغية, وعقول واعية، ونفوس خاشعة، وقلوب وجلة، لما في تلك الكلمات من العبر والعظات، ويا لها من كلمات، كيف لا؟! وهي تبين للمسلمين الحقوق والواجبات، وتعلن عن المبادئ الساميات، وتؤكد وجوب تعظيم الحرمات، وكانت خطبة جامعة من حيث التوجيهات والإرشادات، ضمنها كوامن وجوامع وجدانه، وعبرات محبته لأمته، وعلامات نصحه لها وحسن أدائه لرسالته، فكانت شهادة قائمة على أمته ـ سلفا وخلفا ـ ومعاهدة دائمة في دعوته إلى يوم القيامة. ومما جاء في هذه الخطبة: بيان حرمة الدماء، وعظم شأنها في عموم الأرجاء، وإن إراقتها جريمة نكراء، وعقوبة منتهكها سوء الجزاء، وشبه النبي حرمة دماء المسلمين بحرمة الزمان والمكان، وإليك البيان: فعن أبي بكرة قال: «خطبنا النبي يوم النحر، قال: أَتَدْرُونَ أَيَّ يَوْمٍ هَذَا؟.. أَلَيْسَ يَوْم النَّحْرِ؟.. أَيُّ شَهْرٍ هَذَا؟.. أَلَيْسَ ذُو الحِجَّة؟.. أَيُّ بَلَدٍ هَذَا؟.. أَلَيْسَتْ بِالْبَلْدَةِ الحَرَامِ؟ قلنا: بلى! قال: فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ حَرَامٌ عَلَيْكُمْ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا، إِلَى يَوْمِ تَلْقَوْنَ رَبَّكُمْ، أَلاَ هَلْ بَلَّغْتُ؟ قالوا: نعم! قال: اللَّهُمَّ اشْهَدْ، فَلْيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الغَائِبَ، فَرُبَّ مُبَلَّغٍ أَوْعَى مِنْ سَامِعٍ، فَلاَ تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ». البخاري ومسلم. فتأمل أيها المسلم هذه التوجيهات السديدة، والتحذيرات الشديدة، التي جادت بها هذه القريحة المباركة الرشيدة، فإنها عين السلامة الأكيدة، ومخالفها في ورطات وحسرات ومخارجها بعيدة، وجاءت عنه في بيان عظم شأن الدماء ـ خاصة الدماء المعصومة ـ أحاديث كثيرة، ونصوص غزيرة، وإن العبد المؤمن في فسحات، وإصابته دما حراما هو عين الورطات، ومما جاء في ذلك ما رواه عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله: «لن يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما» رواه البخاري. وإن أمر الدماء، من أول ما يكون فيه القضاء، يوم الحساب والجزاء، وإن وزر منتهكها، يتعدى بحسب من أصابها، وعدد من اشترك فيها، ولو كان ذلك بمثابة أمة جمعاء، أو أهل الأرض والسماء. قال رسول الله: «أَوَّلُ مَا يُقْضَى بَيْنَ النَّاسِ يَوْمَ القِيَامَةِ في الدِّمَاءُ» رواه البخاري ومسلم، وعن أبي هريرة عن رسول الله قال: «لَوْ أَنَّ أَهْلَ السَّمَاءِ وَأهل الأَرْضِ اشْتَرَكُوا فِي دَمِ مُؤْمِنٍ لأَكَبَّهُمُ اللهُ فِي النَّارِ» رواه الترمذي. وهذا مما يدل على عظيم حرمة المؤمن، وعلو شأنه عند الله. وإن تحمل دم المسلم من أكبر الحوب، وتعمده مما قد لا يُغفر من الذنوب، وذلك لما جاء عن معاوية قال: قال رسول الله: «كُلُّ ذَنْبٍ عَسَى اللهُ أَنْ يَغْفِرَهُ إِلاَّ الرَّجُل يَمُوتُ كَافِرًا، أَوْ الرَّجُل يَقْتُلُ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا» رواه النسائي وهو صحيح. وكذلك جاءت عنه من النصوص فيها التحذير والتشديد في النكير، عن هذا الأمر الخطير، والشر المستطير، فجاءت كلماته متكاثرة، وبياناته متظافرة: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيد}، ومنها ما جاء عن أبي هريرة أن رسول الله قال: «مَنْ خَرَجَ عَلَى أُمَّتِي يَضْرِبُ بِرَّهَا وَفَاجِرَهَا وَلاَ يَتَحَاشَى مِنْ مُؤْمِنِهَا، وَلاَ يَفِي لذِي عَهِدٍ عَهْدَهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَلَسْتُ مِنْهُ» رواه مسلم، وعن عبد الله بن عمر أن النبي قال: «مَنْ حَمَلَ عَلَيْنَا السِّلاَحَ فَلَيْسَ مِنَّا» رواه البخاري ومسلم، وعن عبادة بن الصامت عن رسول الله قال: «مَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا فَاغْتَبَطَ بِقَتْلِهِ لَمْ يَقْبَلِ اللهُ مِنْهُ صَرْفًا وَلاَ عَدْلاً» رواه أبو داود، قال خالد بن دهقان: «سألت يحيى بن يحيى الغساني عن قوله: واغتبط بقتله، قال: الذين يقاتلون في الفتنة فيقتل أحدهم، فيرى أنه على هدى لا يستغفر الله.. وعن عبد الله بن عباس أن النبي قال: «أَبْغَضُ النَّاسِ إِلَى اللهِ ثَلاَثَةٌ: مُلْحِدٌ فِي الحَرَمِ، وَمُبْتَغٍ فِي الإِسْلاَمِ سُنَّةَ الجَاهِلِيَّة، ومطلب دَم امْرِئٍ بِغَيْرِ حَقِّ ليهريق دَمَهُ» رواه البخاري. وعن أبي سعيد عن النبي قال: «يخرج عنق من النار يتكلم، يقول: وكلت اليوم بثلاثة: بكلِّ جبار عنيد، ومن جعل مع الله إلهًا آخر، ومن قتل نفسا بغير حق، فينطوي عليهم فيقذفهم في غمرات جهنم» رواه أحمد. وكذلك بين حرمة دماء الذميين والمعاهدين والمستأمنين وأن إراقتها وإهدارها جريمة نكراء، ومما ذَكر في ذلك من الزَّجر والتهديد، والوعيد الشديد، ما جاء عن عبد الله ابن عمرو عن النبي قال: «مَنْ قَتَلَ نفسا مُعَاهَدًا لَمْ يَرِحْ رَائِحَةَ الجَنَّةِ، وَإِنَّ رِيحَهَا تُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ أَرْبَعِينَ عَامًا» رواه البخاري، و روى النسائي: «مَنْ قَتَلَ قَتِيلاً مِنْ أَهْلِ الذِّمَّةِ لَمْ يَجِدْ رِيحَ الجَنَّةِ وَإِنَ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ مسيرة أربعين عَامًا» قال الحافظ في «الفتح»: والمراد به-أي المعاهد- من له عهد مع المسلمين سواء كان يعتقد حربه أو هدنة من سلطان أو أمان من مسلم. عِبَادَ اللهِ:- هذا الذي ذكرنا من الأخبار، ونقلنا من الآثار، غيض من فيض سيرة المختار، وقليل من كثير من توجيهاته الجديرة بالتأمل والاعتبار، وإن العامل بها ثوابه جنَّة الأبرار، والتارك لها جزاؤه النار وبئس القرار، فاعتبروا يا أولي الأبصار، «وإذا كانت سعادةُ العبدِ في الدَّارين مُعلَّقةً بهدْي النَّبي، فيجِب على كلِّ من نَصح نفسَهُ، وأحبَّ نجاتَها وسعادتَها، أن يعرفَ من هَديِه وسِيرتِه وشأنِه مَا يَخْرُجُ به عن الجاهلين بهِ، ويدخلُ به في عِداد أتباعِه وشِيعته وحِزبه، والنَّاس في هذا بين مُستقِلٍّ، ومُستكثِرٍ، ومحرومٍ، والفضلُ بيد الله يُؤتيه من يشاء، والله ذو الفَضل العَظيم». قال تعالى: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيم}. اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتّبعون أحسنه، واجعلنا ممن يتبع محمدا ويحيي هديه وسنته. (آمين) وَأقُولُ قَوْلي هَذَا..
الْحَمْدُ للهِ رب الأرض والسماء، والصَّلاة والسَّلام على سيد الأنبياء، وقدوة الأمَّة جمعاء، بعثه الله رحمةً للعالمين، وجعله هدًى للنَّاس أجمعين، فجعل سِيرَتَه مصدرًا لِمَن أراد حسن السِّيرة من البشر، ومرجعًا عند الاختلاف في الفِكر والنَّظر، صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وصحبه، وعلى أنبياء الله ورسله.. أَمَّا بَعْدُ؛ أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: فحِرصاً منا على نقاءِ دين الإسلام -أصلاً-، وصَفاءِ سُمعة أهله -أساساً-، واستقرار أَمْنِ بلاده -ابتداءاً- نقولُ: إنَّ ممِّا يُحْزِنُ النَّفوسَ الأَليمةَ -كثيراً-، ويُدْمي الأفئدةَ الحزينةَ -شديداً-: هذا الذي يَجْري في أنحاءٍ متعدّدة مِن العالم -بعامة- والعالم الإسلامي -بخاصّة- ممِّا يُنسَبُ إلى الإسلامِ؛ مِن قتلٍ وتدميرٍ، وإجرام وتفجيرٍ. فالإسلام بَراءٌ مِن هذا -كُلِّه-، ولو جرى ووقع -وللأسف- باسم الإسلام!! فأهلُ الإسلام -الأصفياء- براءٌ مِن هذا كُلِّه. ولئن وقع هذا -اليومَ- في العراقِ، وسوريا، والجزائر... -وغيرِها-؛ فقد وقع -بالأمس- في بلاد كثيرة.. فالجُرْمُ واحدٌ، والداءُ واحدٌ، والحكمُ واحدٌ. وإننَّا لنعتقدُ -بِجَزْمٍ وحَزْمٍ- أنَّ أعمالَ التَّقتيلِ والتفجيرِ التي تُصِيبُ أهلَ الإسلام، أو غيرَهم مِن أهلِ الأَمان، أو الاستئمان -في كُلِّ مكان-: أَعمالٌ مُحرَّمةٌ؛ لما فيها: من هتكٍ لحرُمات الإسلامِ المعلومةِ مِن الدِّين بالضرورة. مِن قتلِ للأنفس المعصومةِ الدَّم. ونقضٍ للأمن والاستقرار، وحياة النَّاس الآمنينَ. وتضييعٍ للمصالح العامةِ للدولِ. فضلاً عن عدم التفريق بين الرجال والنِّساء، والأطفالِ والشيوخ، والمدنيِّين والمحاربين. وإنَّنا لَنَجْزِم -بيقين- بحرمة الاعتداء على الأنفسِ البريئة - سواءٌ في الدَّم، أو المالِ، أو العِرْض-؛ لما في ذلك من تهديد لحياة النَّاسِ الآمنينَ المطمئنين-في مساكنهم ومعايشهم-، والإضرار بمصالح الأفرادِ والشعوب -عامة-. وإنّنا على يقين أنَّ مبنى كثيرٍ مِن هذا القتلِ الأعمى-والتَّدمير والتَّفجير- قائمٌ على التَّسرع في التكفير للمسلمين -عامتهم وخاصتهم، حُكَّامِهم ومحكوميه -!! وهذا حُكمٌ جِدُّ باطلٍ؛ لِمَا يترتَّبُ عليه مِن أمور خطيرةٍ، مِن استحلال الدَّم، ومنع التوارثِ، وفسخِ النكاح -وإيجادِ أيتامٍ وأراملَ.. وغير ذلك. فلا يجوزُ التَّساهُل فيه -أبداً-. وإنَّ الإسلام يحرم ويجرم أعمالِ التقتيلِ والتَّخريبِ - على اختلافِ صورها وأنواعها-؛ كمِثْلِ التفجيرِ لأماكنِ العبادةِ، والمستشفيات، والمدارس، وإشعالِ الحرائقِ في الممتلكات العامةِ، ونسف المساكنِ، أو الجسورِ والأنفاق، وتفجيرِ المصالح العامة والخاصَّة؛ كمحطات الكهرباء و الوقودِ، وأنابيب البترول -ونحو ذلك-، وهي -جميعاً- جرائمُ شنيعةٌ يستحقُّ أصحابُها العقوبةَ الرادعةَ لهم. وإننا نُنَبِّهُ على أنَّ هذه الأعمال ليست حلاً للمشكلات، أو سبيلاً شرعيًّا لإنكار المنكرات، بل نرى أنَّها مِن البدع المحدثة، والأفكار المستوردةِ مِن الغربِ أو الشرق، وأنَّها -كذلك- مِن أسباب الفتن والشُّرورِ، التي تؤدي إلى انفلات الأمور، وإشاعة الفوضى والأضرار، وإضعاف البلاد، وتعريضها لمزيدٍ مِن البلاءِ! وأيضاً؛ فإنَّنا نرى بشاعةَ وجُرمَ وحُرمةَ ما يفعلُه بعضُ النَّاس مِن حَمْلِ المتفجراتِ وشدِّها على الأنفس، ثم تفجيرها –بالنفسِ والناس- في الأسواق العامة، أو المُجتمعاتِ، أو الحافلات -وغيرها-، وبخاصةٍ في بلاد المسلمين؛ لأنَّ هذا -أولاً- مِن قتل النَّفس والآخرين قتلاً عشوائياً ظالماً غاشماً لا يفرِّق بين مسلم وغيره، وظالم ومظلوم، وذكر وأنثى، وكبير وصغير، وإنسان وحيوان؛ ولأنَّ هذه الأفعالَ -ثانياً- لا مصلحةَ للإسلام والمسلمين فيها -ألبتَّةَ-، فضلاً عمَّا يزدادُ -بسببِها- العدوُّ مِن الشدةِ على المسلمين، والتنكيلِ بهم، والإذايةِ لهم، والتضييق عليهم. والواجبُ علينا -والحالةُ هذه- أن نُغيِّر ما بأنفسنا -بالحقِّ-، وأن نرجِعَ إلى الله -عزَّ وجل-، وأن نُقيم فرائضَه، ليغيِّر اللهُ ما بنا، فالسعيدُ مَن انشغل بالذي أراده اللهُ منه -من واجباتٍ وفرائضَ-، والمخذولُ مَن ترك ذلك وعَمِلَ على زعزعة أمن البلاد والعباد، وأساء في أفعاله وتقريراته. وهذا الصنفُ مِن النَّاس(!) لا يجدُ له مرجعيةً معتبرةً من العلماء؛ فلا تراه مُتَعلِّقاً إلا بسراب، أو يكونُ سمسارَ أحزاب، ينفخُ في رماد؛ يدمِّر البلاد، ويُسيء إلى العباد. فإلى الله المشتكى من صنيعهم، وجرأتهم، وفجورهم! وهؤلاء -الذين يقومون بهذه الأعمال التخريبيَّة- أصحابُ فكرٍ منحرف، وعندهم غلوٌّ في التفكير، وجرأة في التكفير. فالواجبُ على العلماء الربانيين -لزوماً-: التحذيرُ منهم، وإدانةُ أعمالهم، وبيانُ المؤاخذات عليهم، وتحصينُ عامّة المسلمين- من أفعالهم الشنيعة، وأفكارهم الخَرِبة، والحيلولة دون وصولها إليهم. بل نُنادي بضرورة التمايز عنهم، ومُناوأتِهم، ومُنابَذَتِهم.. قال بعضُ العلماء -: " ثم لْيعلم الجميعُ أن الأمة الإسلامية -اليوم- تُعاني من تسلُّط الأعداء عليها من كل جانب، وهم يفرحون بالذرائع التي تُسوِّغُ لهم التسلُّطَ على أهل الإسلام، وإذلالَهم، واستغلالَ خيراتِهم، فَمَن أعانَهم في مقصدهم، وفتح على المسلمين وبلاد الإسلام ثغرًا لهم: فقد أعان على انتقاصِ المسلمين، والتسلُّط على بلادهم. وهذا مِن أعظم الجُرم". هذا و إن الواجب على الجميع -حُكاماً ومحكومين- المحافظةُ على الأمن؛ فهو نعمةٌ عظمى، ولا يكون ذلك -بعدَ توفيق الله- إلا بتولِّي وُلاةُ الأمور كَشْفَ منابع الشَّرِّ والتّطرُّف والانحراف، ومحاربة العلماء لأفكارِ الغُلُوِّ والتكفير، ونَقْضِها؛ والتي من خلالها تسلّل (العنف) إلى هؤلاءِ، وسرى (الغلوُّ) إليهم. ولا مُفَرِّج إلا اللهُ -سبحانه وتعالى- القائل: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ، حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}، ونُذكّر -أخيراً- بقول الله -تعالى -والذي هو صِمَامُ أَمانٍ لكل المجتمعات العربية والإسلامية في كل زمان ومكان-: {الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ، أُولَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ}؛ فتوفيرُ الإيمان، مِن أعظم أسباب جلب الأمن والأمان، ودفع الرُّوع والرعب والخوف وعدم الاطمئنان. وصلّى اللهُ وسلَّم وبارك على نبيِّنا محمدٍ، و آله وصحبه.. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ.. اَللّـهُمَّ اجعل صلواتك ورحمتك وبركاتك على سيد المرسلين، وإمام المتقين، وخاتم النبيين، محمد عبدك ونبيك ورسولك، إمام الدين، وقائد الخير، ورسول الرحمة. اللهم ابعثه مقاما محمودا يغبطه به الأولون والآخرون. اللهم أمنا من العثرات، وأبدل سيئاتنا بالحسنات، والطف بنا في كل ما هو آت. اللهم اجعل بفضلك هذا البلد آمنا مطمئنا، ولا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا، وارفع اللهم مقتك وغضبك عنا. اللهم إنا نعوذ بك من جهد البلاء، وسوء القضاء، ودرك الشقاء، ومن شماتة الأعداء. ونسألك اللهم الفوز عند اللقاء، ومنازل الشهداء، وعيش السعداء، والنصر على الأعداء،ومرافقة الأولياء، في يوم العرض واللقاء، ومجاورة الأنبياء،في دار الخلد والبقاء. ونعوذ بك اللهم من فتنة المحيا والممات، ومن فتنة الغنى والفقر، ومن عذاب القبر، وعذاب النار وسوء المصير. اللهم تجاوز عن آبائنا وأمهاتنا وأهل ديننا جميعا من سلف منهم ومن غبر إلي يوم القيامة. اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها، وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة. ربنا اغفر لنا ولوالدينا ولمن.. ربنا آتنا في .. آللّهُمَ (آمين).. عبادَ اللهِ! اذْكُرُوا اللَّهَ الْعَظِيمَ يَذْكُرْكُمْ، وَاشكرُوهُ علَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ، ﴿ وَأَقِمِ الصَّلاةَ، إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ، وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ، وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ﴾.
شبيب القحطاني
عضو نشطجزاك الله خيرا
تعديل التعليق