موقف أعداء الأسلام من لغة القرآن

لقد لفتت هذه العلاقة المتينة والرابطة القوية بين اللغة العربية وعلوم الإسلام المختلفة أنظار أعداء الإسلام ، فقاموا بالتخطيط والتدبير للهجوم على هذه اللغة بكل ما أوتوا من قوة ، مستخدمين كل الوسائل الممكنة من أجل القضاء على هذه اللغة والنيل منها ، لا لكونها لغة من اللغات الحية التي يتكلم بها قوم أو جنس معين بل لكونها لغة القرآن الكريم ولغة المسلمين التي يتوقف عليها فهم الدين واستيعاب أحكامه وتعاليمه.

إن هدف أعداء الإسلام من هجمتهم الشرسة على هذه اللغة إنما هو قطع الصلة وتحطيم الجسور الواصلة بين المسلمين من العرب وغيرهم ، وبين دينهم وتراثهم وحضارتهم ، وليس لهم سبيل إلى ذلك إلا بإقصاء هذه اللغة والقضاء عليها .

فهــدفهم إذن هو الإسلام . يقول واحد من المنصفين منهم هو مستر"سيديو " إن اللغة العربية حافظت على وجودها وصفائها بفضل القرآن ، ومن ثم فإن كل هذه المحاولات لإفساد جوهرها هي بمثابة هجوم على الإسلام ، يتخفى وراء عبارات كاذبة ومضللة.

وكان هاجس الوحدة بين المسلمين مما يقلق أعداء الإسلام ، وبما أن هذه اللغة من العوامل الأساس في توحيد الأمة الإسلامية رأى أعداء الإسلام أن تحطيم هذه اللغة سيساعد بلا شك في تفتيت الوحدة الكبرى المأمولة بين الشعوب الإسلامية وسيضعف الأمل في تحقيقها في الوقت الحاضر .

وها هو أحد الغربيين يقول : " متى تتوارى القرآن ومدينة مكة من بلاد العرب ، يمكننا حينئذ أن نرى العربي يتدرج في سبيل الحضارة التي لم يبعده عنه إلا محمد وكتابه ولا يمكن أن يتوارى القرآن حتى تتوارى لغته ".

إذن هؤلاء الأعداء هدفهم هو إقصاء القرآن عن التأثير في حياة الأمة لا ليتدرجوا في سبيل الحضارة كما يزعمون ، ولكن ليسهل عليهم إذلال هذه الأمة وضمان تبعيتها للغرب والشرق .

وما علم أن هؤلاء أن هذا الدين هو سر قوة هذه الأمة ومصدر عزها ، وأنه ممكن بإذن الله ، ومكتوب له الظهور ، وأن هذا الكتاب محفوظ بحفظ الله ورعايته( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون .ويقول عز من قائل ( هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون).

وهذا الحاكم الفرنسي في الجزائر يقول في ذكرى مرور مئة سنة على استعمار الجزائر : "إننا لن ننتصر على الجزائريين ما داموا يقرأون القرآن ويتكلمون العربية ، فيجب أن نزيل القرآن العربي من وجودهم ، وتقتلع اللسان العربي من ألسنتهم.."إمعاناً من أعداء الإسلام في الكيد للإسلام وأمته ولغته اتخــذوا بعض الإجراءات الصارمة في بعض البلاد الخاضعة لنفوذهم وسلطانهم تتعلق بمنع استعمال اللغة العربية ، وعدوا تعلم العربية أو تعليمها في بعض البلاد في فترات معينة جريمة يعاقب عليها القانون.

ففي الحبشة-مثلا- وفي عهد (( هيلا سيلاسي )) مُـنِـع تدريس اللغة العربية ، وأجبر المسلمون على تعلم وتعليم اللغة الأمهرية.ويعيد التاريخ نفسه بعد عشرات السنين فها هو قائد الجبهة الشعبية لتحرير أريتريا الصليبي (( أسياس أفورقي )) قد أصدر قراراً يقضي بإلغاء اللغة العربية في أريتريا واستبدل بها اللغة الإنجليزية ، وقد وعد المخلصون من أبناء الأمة هذا القرار تحدياً سافراً للمسلمين ، وجاء على لسان أحد المسؤولين الكبار تعليقاً على هذا القرار يقول : إن إلغاء اللغة العربية يساوي إلغاء دور الإسلام والمسلمين في أريتريا.

ومن هذا يتضح أن المؤامرة على الفصحى إنما هي مؤامرة على الإسلام ، وأن هذه المؤامرة مرتبطة بالاستعمار وخططه والتبشير وأهدافه .

والعجيب في الأمر أن الذين يحملون لواء محاربة اللغة أكثرهم من غير المسلمين ، ومع هذا يتظاهرون بالإصلاح ، وأنهم إنما يريدون للأمة الخير والتقدم !
وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون
والغريب أن تحارب اللغة العربية وأهلها من قبل أناس يدعون حماية الإسلام والمسلمين وأنهم دول الممانعة والمقاومة ويدعون بحبهم لآل البيت وآل البيت منهم براء.قوم عجم لا يعرفون من القرآن إلا رسمه، يحقدون على العربية والعرب، لكن نقول لهم العرب باقون ما بقي كتاب الله سبحانه وتعالى وما بقية اللغة العربية، والعرب أولى برسول الله صلى الله عليه وسلم وأهله من انتم أيها الفرس هل أنتم من أهل البيت كيف تكنون من أهل البيت وأنتم لا تفرقون بين عرفتُ وعرفتَ بضم التاء وفتحها.
المشاهدات 1640 | التعليقات 0