موعظة نهاية العام
صالح العويد
الحمد لله مسيِّر الأزمان ومدبِّر الأكوان، يسأله من في السماوات والأرض كل يوم هو في شأن، ولا يشغله شأن عن شأن، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، المبعوث بالحق بين يدي الساعة بشيراً ونذيراً، وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدِّين وسلم تسليماً كثيراً. أما بعد: فيا أيها الناس: اتقوا الله وخذوا من تعاقب الليالي والأيام، وتصرم الشهور والأعوام، أعظم العبر وأبلغ العظات ، يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ حق تقاته ولاتموتن إلا وأنتم مسلمون حياة الإنسان في هذه الدنيا مراحل، وابن آدم فيها مقيم ثم راحِل، كل نفَس يدني من الأجَل، ويُبعِد عن الأمل، فالحازم مَنْ حاسَب نفسَه يومًا فيومًا، فعمل ما يرجو نفعَه يوم المعاد؛ حتى يلقى ربَّه بخير زاد، (يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ)[الْحَاقَّةِ: 18]. معاشرَ المسلمينَ: سويعات وينقضي العامٌ وسيبدأ عامٌ، فالغبطة لمن حَفِظَ الأيام والأوقات، واشتغل بالباقيات الصالحات، والحسرة لمَنْ فرَّط فلم يجنِ إلا الألمَ والحسراتِ وهذه وقفات مع عبارات وعظات والمسلم يستقبل عامًا، ويودِّع آخَر ذهب عامُكم شاهدًا لكم أو عليكم، فاحملوا زادًا كافيًا، وأعِدّوا جوابًا شافيًا، واستكثِروا في أعمارِكم من الحسنات، وتدارَكوا ما مضَى من الهفَوات، وبادروا فرصةَ الأوقات، فعن جابر رضي الله عنه قال: سمعت النبيَّ وهو يَعِظ رجلاً ويقول له: ((اغتنم خمسًا قبلَ خمسٍ: شبابَك قبل هرَمِك، وصحَّتَك قبل سقمَك، وغِناك قبل فقرك، وفراغك قبلَ شغلك، وحياتك قبل مَوتِك، فما بعد الدنيا من مستَعتَب، ولا بعد الدنيا دارٌ إلا الجنة أو النار)) أخرجه الحاكم فيا قوم، إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ والعمر أمانَة، سيُسأل عنه المرء يومَ القيامة، فعن عبدِ الله بن مسعودٍ رضي الله عنه أنَّ رسولَ الله قال: ((لا تزول قدما ابنِ ادم يوم القيامة من عند ربِّه حتى يُسأل عن خمس: عن عمره فيم أفناه؟ وعن شبابِه فيم أبلاه؟ وعن مالِه من أين اكتسبه؟ وفيمَ أنفقه؟ وماذا عمِل فيما علِم؟)) الترمذي، ويقول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: (ما ندمتُ على شيء ندَمي على يوم غربت شمسه، نقص فيه أجلي ولم يزِدد فيه عملي أيام تمر على أصحابها كالأعوام، وأعوام تمر على أصحابها كالأيام إِنَّا لَنَفْرَحُ بِالْأَيَّامِ نَقْطَعُهَا ... وَكُلُّ يَوْمٍ مَضَى يُدْنِي مِنَ الْأَجَلِ فاعمل لنفسك قبل الموت مجتهداً فإنما الربح والخسران في العمـل فمن أعظم الغفلة أن يعلم الإنسان أنه يسير في هذه الحياة إلى أجله، ينقص عمره، وتدنو نهايته، وهو مع ذلك لاهٍ غافلٍ لا يحسب ليوم الحساب، ولا يتجهز ليوم المعاد، يؤمّل الآمال ، ويبني في الخيال كم رأينا في هذه الحياة من بنى، وسكن غيره، وجمع ثم أكل وارثه، وتعب واستراح من بعده الدنيا بالبلاء محفوفة، وبالغدر موصوفة، وبالفَناء معروفة، لا تدوم أحوالها، ولا يسلَم أهلُها، بينما هم في سرور وهناء، إذا هم في همّ وبلاء، ترميهم بسهامها، وتقصفهم بحِمَمِها، كم رياض فيها زهرُها عميمٌ، فجاءها أمرُ الله، فأصبحت كالهشيم، تُسَرُّ يا عبدَ اللهِ فترى الدنيا ضاحكة، وتتكدَّر فتراها باكية، ولو تأمَّلتَ لعلمتَ أنكَ أنتَ الضاحكُ الباكي، الدنيا لم تتغيَّر، المتغيِّر هو النفوس، في القلوب وفي الأخلاق وفي الأعمال. يقول أهل العلم: "ولقد حكَم اللهُ بحكم قبل خلقه السموات والأرض، أنه ما أطاعه أحدٌ إلا أعزَّه، وما عصاه أحدٌ إلا أذلَّه، فالعزُّ مربوطٌ بالطاعة، والذلُّ مربوطٌ بالمعصية، فعلى قَدْر إعزاز المرء لأمر الله يُلبِسه اللهُ مِنْ عِزِّه، ويُقِيم له العزَّ في قلوب العالَمين،. يا عبدَ اللهِ: الرزق مقسوم فلا تهتمَّ، والقدَر حقٌّ فلا تجزع، وإن العمر محدود ؛ ولن يجاوزَ أحدٌ ما قُدِّر له، فأجملوا في الطلب، وبادروا العمل قبل نفاذ الأجل، فإن الأعمال محصاة ولن يُهمَل منها صغيرٌ ولا كبير، وتوبوا إلى الله قبل أن تموتوا، وبادروا بالأعمال الصالحة قبل أن تُشْغَلُوا، وصِلُوا الذي بينكم وبين ربكم تسعدوا و أكثروا من ذكر هادم اللذات فإنكم إذا ذكرتموه في ضيقٍ وسَّعَهُ عليكم فرضيتم به فأُجرتم، وإن ذكرتموه في غنىً زهَّدكم فيه فجُدتم به فأُثبتم . وبعدُ -رحمكم الله-: فالعقلاء ثلاثة: مَنْ ترَك الدنيا قبل أن تتركه، وبنى قبرَه قبل أن يدخله، وأرضى خالِقَه قبل أن يلقاه ومن أراد النجاة فليرجع إلى كتاب مولاه فالقرآن الكريم حَفِظَ عليكَ حياتَكَ، وحقَّق لكَ سعادتَكَ، وبيَّن وظيفتَكَ، (وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ) وضبَط ألفاظَكَ، (وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) ، ووجَّهَكَ في مسيركَ ومشيتكَ، (وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ) ، وهذَّب صوتَكَ: (وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ) ، وحَفِظَ مجلسَكَ: (وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا) ، وأصلَح مأكلَكَ ومشربَكَ: (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا) ، وجمَع عليك ذلك كلَّه: (وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا) ، وإذا كان ذلك كذلك فاعلموا -رحمكم الله- أن مَنْ ترك الشكر حُرِمَ الزيادةَ: (لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ) ، ومَنْ غفَل عن ذِكْرِ اللهِ لم يذكره اللهُ: (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ) نسوا الله فنسيهم ، ومَنْ ترَك الدعاءَ لم يحصل على الإجابة: (ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) ، ومَنْ ترَك الاستغفارَ لم يضمَنِ النجاةَ: (وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ)]. نفعني الله وإيَّاكم بهديِ كتابِه، وسُنَّة نبيِّه محمد -صلى الله عليه وسلم-، وأقول قولي هذا وأستغفِر اللهَ لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب وخطيئة، فاستغفِروه إنه هو الغفور الرحيم الحمد لله حكم بالفناء على أهل هذه الدار، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة نرجو بها النجاة من عذاب النار، وأشهد أن نبينا محمدًا عبده ورسوله المصطفى المختار، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه المهاجرين والأنصار، والتابعين ومن تبعهم بإحسان ما تعاقب الليل والنهار. أما بعد: فاتقوا الله -عباد الله- واغتنموا فرص الحياة فيما يقربكم إلى الله، وليكن لكم من مرور الليالي والأيام، وتصرم الشهور والأعوام، وما يحدث في طياتها من الحوادث الجسام والأهوال العظام، عبرٌ ومزدجر وعمل صالح تجدون ثوابه عند الله مدخر وإياكم والتفريط والتهاون في الصلوات ففي هذه الأيام قد انتشر واعلموا أنكم تستقبلون فاتحة شهورِ العام شهرُ الله المحرَّم، من أعظم الشهور عند الله، عظيمُ المكانة قديم الحرمة ومن فضائلِه كثرةُ صيامِ أيّامه، يقول - عليه الصلاة والسلام -: ((أفضل الصيام بعد رمضان شهرُ الله المحرم، وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل)) رواه مسلم وفقني الله وإياكم لصالح العمل، ووقانا جميعا من الإثم والزلل هذا واعلموا رحمكم الله أن من أفضل الطاعات وأشرف القربات كثرة صلاتكم وسلامكم على خير البريَّات صاحب المعجزات الباهرات والآيات البينات، فقد أمركم بذلك ربكم جل وعلا، فقال تعالى قولا كريما: ] إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما [، اللهم صلِّ وسلم وبارك على نبينا وحبيبنا وقدوتنا محمد بن عبدالله، وارضَ اللهم عن خلفائه الراشدين، ذوي المقام العلي أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن سائر الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بكرمك ورحمتك يا أرحم الراحمين. اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداءك أعداء الدين، واجعل هذا البلد آمنا مطمئنا وسائر بلاد المسلمين. اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح اللهم ولاة أمورنا ووفقهم لما تحب وترضى ، اللهم احفظ ووفق إمامنا وولي أمرنا وولي عهده لما تحب وترضى وخذ بناصيتهما للبر والتقوى، اللهم اجعلهما من الهداة المهتدين اللهم انصر بهما دينك وأعل بهما كلمتك، وأعوانهم اللهم أعنهم على أمور الدنيا والدين ووفق بطانتهم لما تحب وترضى، اللهم اجعل ولاة أمور المسلمين عملهم خيرا لشعوبهم وأوطانهم ورحمة على من وليتهم عليهم اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات، اللهم يسر وتول أمر كل مؤمن ومؤمنة وأمر كل مسلم ومسلمة اللهم اجعل خيرأعمارناأواخرهاو الحمد لله مسيِّر الأزمان ومدبِّر الأكوان، يسأله من في السماوات والأرض كل يوم هو في شأن، ولا يشغله شأن عن شأن، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، المبعوث بالحق بين يدي الساعة بشيراً ونذيراً، وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدِّين وسلم تسليماً كثيراً. أما بعد: فيا أيها الناس: اتقوا الله وخذوا من تعاقب الليالي والأيام، وتصرم الشهور والأعوام، أعظم العبر وأبلغ العظات ، يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ حق تقاته ولاتموتن إلا وأنتم مسلمون حياة الإنسان في هذه الدنيا مراحل، وابن آدم فيها مقيم ثم راحِل، كل نفَس يدني من الأجَل، ويُبعِد عن الأمل، فالحازم مَنْ حاسَب نفسَه يومًا فيومًا، فعمل ما يرجو نفعَه يوم المعاد؛ حتى يلقى ربَّه بخير زاد، (يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ)[الْحَاقَّةِ: 18]. معاشرَ المسلمينَ: سويعات وينقضي العامٌ وسيبدأ عامٌ، فالغبطة لمن حَفِظَ الأيام والأوقات، واشتغل بالباقيات الصالحات، والحسرة لمَنْ فرَّط فلم يجنِ إلا الألمَ والحسراتِ وهذه وقفات مع عبارات وعظات والمسلم يستقبل عامًا، ويودِّع آخَر ذهب عامُكم شاهدًا لكم أو عليكم، فاحملوا زادًا كافيًا، وأعِدّوا جوابًا شافيًا، واستكثِروا في أعمارِكم من الحسنات، وتدارَكوا ما مضَى من الهفَوات، وبادروا فرصةَ الأوقات، فعن جابر رضي الله عنه قال: سمعت النبيَّ وهو يَعِظ رجلاً ويقول له: ((اغتنم خمسًا قبلَ خمسٍ: شبابَك قبل هرَمِك، وصحَّتَك قبل سقمَك، وغِناك قبل فقرك، وفراغك قبلَ شغلك، وحياتك قبل مَوتِك، فما بعد الدنيا من مستَعتَب، ولا بعد الدنيا دارٌ إلا الجنة أو النار)) أخرجه الحاكم فيا قوم، إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ والعمر أمانَة، سيُسأل عنه المرء يومَ القيامة، فعن عبدِ الله بن مسعودٍ رضي الله عنه أنَّ رسولَ الله قال: ((لا تزول قدما ابنِ ادم يوم القيامة من عند ربِّه حتى يُسأل عن خمس: عن عمره فيم أفناه؟ وعن شبابِه فيم أبلاه؟ وعن مالِه من أين اكتسبه؟ وفيمَ أنفقه؟ وماذا عمِل فيما علِم؟)) الترمذي، ويقول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: (ما ندمتُ على شيء ندَمي على يوم غربت شمسه، نقص فيه أجلي ولم يزِدد فيه عملي أيام تمر على أصحابها كالأعوام، وأعوام تمر على أصحابها كالأيام إِنَّا لَنَفْرَحُ بِالْأَيَّامِ نَقْطَعُهَا ... وَكُلُّ يَوْمٍ مَضَى يُدْنِي مِنَ الْأَجَلِ فاعمل لنفسك قبل الموت مجتهداً فإنما الربح والخسران في العمـل فمن أعظم الغفلة أن يعلم الإنسان أنه يسير في هذه الحياة إلى أجله، ينقص عمره، وتدنو نهايته، وهو مع ذلك لاهٍ غافلٍ لا يحسب ليوم الحساب، ولا يتجهز ليوم المعاد، يؤمّل الآمال ، ويبني في الخيال كم رأينا في هذه الحياة من بنى، وسكن غيره، وجمع ثم أكل وارثه، وتعب واستراح من بعده الدنيا بالبلاء محفوفة، وبالغدر موصوفة، وبالفَناء معروفة، لا تدوم أحوالها، ولا يسلَم أهلُها، بينما هم في سرور وهناء، إذا هم في همّ وبلاء، ترميهم بسهامها، وتقصفهم بحِمَمِها، كم رياض فيها زهرُها عميمٌ، فجاءها أمرُ الله، فأصبحت كالهشيم، تُسَرُّ يا عبدَ اللهِ فترى الدنيا ضاحكة، وتتكدَّر فتراها باكية، ولو تأمَّلتَ لعلمتَ أنكَ أنتَ الضاحكُ الباكي، الدنيا لم تتغيَّر، المتغيِّر هو النفوس، في القلوب وفي الأخلاق وفي الأعمال. يقول أهل العلم: "ولقد حكَم اللهُ بحكم قبل خلقه السموات والأرض، أنه ما أطاعه أحدٌ إلا أعزَّه، وما عصاه أحدٌ إلا أذلَّه، فالعزُّ مربوطٌ بالطاعة، والذلُّ مربوطٌ بالمعصية، فعلى قَدْر إعزاز المرء لأمر الله يُلبِسه اللهُ مِنْ عِزِّه، ويُقِيم له العزَّ في قلوب العالَمين،. يا عبدَ اللهِ: الرزق مقسوم فلا تهتمَّ، والقدَر حقٌّ فلا تجزع، وإن العمر محدود ؛ ولن يجاوزَ أحدٌ ما قُدِّر له، فأجملوا في الطلب، وبادروا العمل قبل نفاذ الأجل، فإن الأعمال محصاة ولن يُهمَل منها صغيرٌ ولا كبير، وتوبوا إلى الله قبل أن تموتوا، وبادروا بالأعمال الصالحة قبل أن تُشْغَلُوا، وصِلُوا الذي بينكم وبين ربكم تسعدوا و أكثروا من ذكر هادم اللذات فإنكم إذا ذكرتموه في ضيقٍ وسَّعَهُ عليكم فرضيتم به فأُجرتم، وإن ذكرتموه في غنىً زهَّدكم فيه فجُدتم به فأُثبتم . وبعدُ -رحمكم الله-: فالعقلاء ثلاثة: مَنْ ترَك الدنيا قبل أن تتركه، وبنى قبرَه قبل أن يدخله، وأرضى خالِقَه قبل أن يلقاه ومن أراد النجاة فليرجع إلى كتاب مولاه فالقرآن الكريم حَفِظَ عليكَ حياتَكَ، وحقَّق لكَ سعادتَكَ، وبيَّن وظيفتَكَ، (وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ) وضبَط ألفاظَكَ، (وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) ، ووجَّهَكَ في مسيركَ ومشيتكَ، (وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ) ، وهذَّب صوتَكَ: (وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ) ، وحَفِظَ مجلسَكَ: (وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا) ، وأصلَح مأكلَكَ ومشربَكَ: (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا) ، وجمَع عليك ذلك كلَّه: (وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا) ، وإذا كان ذلك كذلك فاعلموا -رحمكم الله- أن مَنْ ترك الشكر حُرِمَ الزيادةَ: (لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ) ، ومَنْ غفَل عن ذِكْرِ اللهِ لم يذكره اللهُ: (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ) نسوا الله فنسيهم ، ومَنْ ترَك الدعاءَ لم يحصل على الإجابة: (ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) ، ومَنْ ترَك الاستغفارَ لم يضمَنِ النجاةَ: (وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ)]. نفعني الله وإيَّاكم بهديِ كتابِه، وسُنَّة نبيِّه محمد -صلى الله عليه وسلم-، وأقول قولي هذا وأستغفِر اللهَ لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب وخطيئة، فاستغفِروه إنه هو الغفور الرحيم الحمد لله حكم بالفناء على أهل هذه الدار، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة نرجو بها النجاة من عذاب النار، وأشهد أن نبينا محمدًا عبده ورسوله المصطفى المختار، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه المهاجرين والأنصار، والتابعين ومن تبعهم بإحسان ما تعاقب الليل والنهار. أما بعد: فاتقوا الله -عباد الله- واغتنموا فرص الحياة فيما يقربكم إلى الله، وليكن لكم من مرور الليالي والأيام، وتصرم الشهور والأعوام، وما يحدث في طياتها من الحوادث الجسام والأهوال العظام، عبرٌ ومزدجر وعمل صالح تجدون ثوابه عند الله مدخر وإياكم والتفريط والتهاون في الصلوات ففي هذه الأيام قد انتشر واعلموا أنكم تستقبلون فاتحة شهورِ العام شهرُ الله المحرَّم، من أعظم الشهور عند الله، عظيمُ المكانة قديم الحرمة ومن فضائلِه كثرةُ صيامِ أيّامه، يقول - عليه الصلاة والسلام -: ((أفضل الصيام بعد رمضان شهرُ الله المحرم، وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل)) رواه مسلم وفقني الله وإياكم لصالح العمل، ووقانا جميعا من الإثم والزلل هذا واعلموا رحمكم الله أن من أفضل الطاعات وأشرف القربات كثرة صلاتكم وسلامكم على خير البريَّات صاحب المعجزات الباهرات والآيات البينات، فقد أمركم بذلك ربكم جل وعلا، فقال تعالى قولا كريما: ] إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما [، اللهم صلِّ وسلم وبارك على نبينا وحبيبنا وقدوتنا محمد بن عبدالله، وارضَ اللهم عن خلفائه الراشدين، ذوي المقام العلي أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن سائر الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بكرمك ورحمتك يا أرحم الراحمين. اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداءك أعداء الدين، واجعل هذا البلد آمنا مطمئنا وسائر بلاد المسلمين. اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح اللهم ولاة أمورنا ووفقهم لما تحب وترضى ، اللهم احفظ ووفق إمامنا وولي أمرنا وولي عهده لما تحب وترضى وخذ بناصيتهما للبر والتقوى، اللهم اجعلهما من الهداة المهتدين اللهم انصر بهما دينك وأعل بهما كلمتك، وأعوانهم اللهم أعنهم على أمور الدنيا والدين ووفق بطانتهم لما تحب وترضى، اللهم اجعل ولاة أمور المسلمين عملهم خيرا لشعوبهم وأوطانهم ورحمة على من وليتهم عليهم اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات، اللهم يسر وتول أمر كل مؤمن ومؤمنة وأمر كل مسلم ومسلمة اللهم اجعل خيرأعمارناأواخرهاوخيرأعمالناخواتمهاوخيرأيامنايوم أن نلقاك وأنت راض عناغيرغضبان اللهم أصلح لنادينناالذي هوعصمةأمرناوأصلح لنادنياناالتي فيهامعاشناوأصلح لناآخرتناالتي إليهامعادناواجعل الحياة زيادة لنافي كل خير والموت راحة لنا من كل اللهم اجعل عامنا الجديد عام صلاح وفلاح للإسلام والمسلمين ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين،اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار عباد الله ) إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون* فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ماتصنعون. خيرأعمالناخواتمهاوخيرأيامنايوم أن نلقاك وأنت راض عناغيرغضبان اللهم أصلح لنادينناالذي هوعصمةأمرناوأصلح لنادنياناالتي فيهامعاشناوأصلح لناآخرتناالتي إليهامعادناواجعل الحياة زيادة لنافي كل خير والموت راحة لنا من كل اللهم اجعل عامنا الجديد عام صلاح وفلاح للإسلام والمسلمين ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين،اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار عباد الله ) إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون* فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ماتصنعون.