موعظة في التذكير بالدار الآخرة
مبارك العشوان 1
الْحَمْدُ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّ مِنْ أَرْكَانِ الإِيمَانِ: الإِيمَانُ بِاليَومِ الآخِرِ قَالَ تَعَالَى عَنْ عِبَادِهِ: { الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ } [النمل 3 ]
وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ لِجِبْرِيلَ حِيْنَ سَأَلَهُ عَنِ الإِيمَانِ: ( أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ، وَمَلاَئِكَتِهِ، وَكُتُبِهِ، وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ، وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ ) [ رَوَاهُ مُسْلِمٌ ]
وَقَدْ ذَكَّرَ اللهُ تَعَالَى عِبَادَهُ بِاليَومِ الآخِرِ كَثِيرًا؛ فِي كِتَابِهِ وَفِي سُنَّةِ رَسُولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَفِي ذِكْرِ اليَومِ الآخِرِ وَالتَّذْكِيرِ بِهِ خَيْرٌ كَثِيرٌ، وَنَفْعٌ عَظِيمٌ وَصَلَاحٌ لِلْعِبَادِ فِي دُنْيَاهُمْ وَأُخْرَاهُمْ.
فِي ذِكْرِ اليَومِ الآخِرِ بَاعِثٌ لِفِعْلِ الطَّاعَاتِ وَالاِسْتِمْرَارِ عليها، وَزَاجِرٌ عَنِ ارتكاب المُحَرَّمَاتِ، والإصرار عليها.
فِي ذِكْرِ اليَومِ الآخِرِ تَزْهِيدٌ فِي الدُّنْيَا الفَانِيَةِ، وَتَرْغِيبٌ فِي الآخِرَةِ البَاقِيَةِ.
مَهْمَا حَصَّلَ الإِنْسَانُ مِنْ مُتَعِ الحَيَاةِ، أَوْ فَاتَهُ مِنْهَا؛ وَمَهْمَا أَصَابَهُ مِنْ مَصَائِبِهَا، أَوْ سَلِمَ مِنْهَا؛ فَكُلُّ ذَلِكَ إِلَى أَجَلٍ؛ ثُمَّ يَنْتَهِي عَنْ قَرِيبٍ؛ قَالَ اللهُ تَعَالَى: { اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ }[الحديد 20] وَقَالَ تَعَالَى: { وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ }[ العنكبوت 64]
عِبَادَ اللهِ: وَمِنَ الآيَاتِ الَّتِي تُذَكِّرُ بِذَلِكَ اليَومِ العَظِيمِ؛ قَولُ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فِي آخِرِ سُورَةِ الزُّمَرِ: { وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ، وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ، وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ، وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ، قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ، وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ، وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ، وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ } [الزمر 68 - 75]
اليَومُ الآخِرُ مَلِيءٌ بِالْأَهْوَالِ، مَلِيءٌ بِالشَّدَائِدِ وَالكُرُوبِ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ، وَيُبْعَثُ مَنْ فِي القُبُورِ، وَيُحْشَرُ النَّاسُ وَيُحَاسَبُونَ، وتُنْصَبُ المَوَازِيْنُ، ويُضْرَبُ الصِّرَاطُ عَلَى مَتْنِ جَهَنَّمَ؛ وَدُعَاءُ الرُّسُلِ يَوْمَئِذٍ: اللهُمَّ سَلِّمْ سَلِّمْ.
أَهْوَالٌ يَشِيبُ لَهَا الوِلْدَانُ؛ { يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ، وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ، لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ } [عبس 34-37 ] { يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ }[ الحج 2 ]
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ؛ { إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ، وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ، وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ، وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ، وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ، وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ، وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ، وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ، بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ، وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ، وَإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ، وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ، وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ، عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا أَحْضَرَتْ } بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ؛ { إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ، وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انْتَثَرَتْ، وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ، وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ }
عِبَادَ اللهِ: وَمِمَّا يَكُونُ فِي اليَومِ الآخِرِ: الحَشْرِ؛ قَالَ اللهُ جَلَّ وَعَلَا: { وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ }[البقرة 203 ] وَقَالَ تَعَالَى: { وَهُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الْأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ }المؤمنون 79 وَقَالَ تَعَالَى: { يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا، وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْدًا، لَا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا }مريم 85 – 87
تَدَبَّرُوا - وَفَّقَكُمُ اللهُ - هَذِهِ الآيَاتِ؛ وَاعْلَمُوا عِلْمَ اليَقِينِ أَنَّكُمْ مَحْشُورُونَ؛ إِمَّا مَعَ المُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ؛ جَعَلَنِي اللهُ وَإِيَّاكُمْ مِنْهُمْ؛ وَإِمَّا مَعَ الْمُجْرِمِينَ؛ أَعَاذِنِي اللهُ وَإِيَّاكُمْ مِنْهُمْ.
جَعَلَنِي اللهُ وَإِيَّاكُمْ مِمَّنِ اتَّقَى اللهَ فِي هَذِهِ الحَيَاةِ؛ فَعَمِلَ بِطَاعَتِهِ، وَاجْتَنَبَ مَعْصِيَتَهُ، وَاسْتَعَدَّ لِلِقَائِهِ وَفَازَ بِرِضْوَانِهِ.
وَبَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ فِي القُرْآنِ العَظِيمِ، وَنَفَعَنَا بِمَا فِيهِ مِنَ الْآيِ وَالذِّكْرِ الحَكِيمِ، وَأَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ؛ فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيم.
الخطبة الثانية:
الْحَمْدُ لِلَّهِ وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ.
أَمَّا بَعْدُ: فَيَقُولُ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيهِ وسَلَّمَ: ( يَجْمَعُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ، فَيُسْمِعُهُمُ الدَّاعِي، وَيَنْفُذُهُمُ الْبَصَرُ، وَتَدْنُو الشَّمْسُ، فَيَبْلُغُ النَّاسَ مِنَ الْغَمِّ وَالْكَرْبِ مَا لَا يُطِيقُونَ، وَمَا لَا يَحْتَمِلُونَ، فَيَقُولُ بَعْضُ النَّاسِ لِبَعْضٍ: أَلَا تَرَوْنَ مَا أَنْتُمْ فِيهِ؟ أَلَا تَرَوْنَ مَا قَــدْ بَلَغَكُمْ ؟ أَلَا تَنْظُرُونَ مَنْ يَشْفَعُ لَكُمْ إِلَى رَبِّكُمْ؟ فَيَقُولُ بَعْضُ النَّاسِ لِبَعْضٍ: ائْتُوا آدَمَ، فَيَأْتُونَ آدَمَ، فَيَقُولُونَ: يَا آدَمُ، أَنْتَ أَبُو الْبَشَرِ، خَلَقَكَ اللَّهُ بِيَدِهِ، وَنَفَخَ فِيكَ مِنْ رُوحِهِ، وَأَمَرَ الْمَلاَئِكَةَ فَسَجَدُوا لَكَ، اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ، أَلَا تَرَى إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ؟ أَلَا تَرَى إِلَى مَا قَدْ بَلَغَنَا؟ فَيَقُولُ آدَمُ: إِنَّ رَبِّي غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ، وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ، وَإِنَّهُ نَهَانِي عَنِ الشَّجَرَةِ فَعَصَيْتُهُ؛ نَفْسِي نَفْسِي اذْهَبُوا إِلَى غَيْرِي، اذْهَبُوا إِلَى نُوحٍ...)
وَالحَدِيثُ طَوِيلٌ؛ وَفِيهِ: أَنَّهُمْ يَأْتُونَ نُوحًا عَلَيهِ السَّلَامُ فَيَعْتَذِرُ، ثُمَّ يَأْتُونَ إِبْرَاهِيمَ عَلَيهِ السَّلَامُ فَيَعْتَذِرُ، ثُمَّ يَأْتُونَ مُوسَى عَلَيهِ السَّلَامُ فَيَعْتَذِرُ، ثُمَّ يَأْتُونَ عِيسَى عَلَيهِ السَّلَامُ فَيَعْتَذِرُ؛ وَيَقُولُ: اذْهَبُوا إِلَى مُحَمَّدٍ ... )
يَقُولُ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيهِ وسَلَّمَ: ( فَيَأْتُونِّي فَيَقُولُونَ: يَا مُحَمَّدُ، أَنْتَ رَسُولُ اللهِ، وَخَاتَمُ الأَنْبِيَاءِ، وَغَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ، وَمَا تَأَخَّرَ، اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ، أَلاَ تَرَى مَا نَحْنُ فِيهِ؟ أَلاَ تَرَى مَا قَدْ بَلَغَنَا؟ فَأَنْطَلِقُ، فَآتِي تَحْتَ الْعَرْشِ، فَأَقَعُ سَاجِدًا لِرَبِّي، ثُمَّ يَفْتَحُ اللَّهُ عَلَيَّ وَيُلْهِمُنِي مِنْ مَحَامِدِهِ، وَحُسْنِ الثَّنَاءِ عَلَيْهِ شَيْئًا لَمْ يَفْتَحْهُ لأَحَدٍ قَبْلِي، ثُمَّ يُقَالُ: يَا مُحَمَّدُ، ارْفَعْ رَأْسَكَ، سَلْ تُعْطَهْ، اشْفَعْ تُشَفَّعْ فَأَرْفَعُ رَأْسِي، فَأَقُولُ: يَا رَبِّ، أُمَّتِي أُمَّتِي، فَيُقَالُ: يَا مُحَمَّدُ أَدْخِلْ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِكَ مَنْ لَا حِسَابَ عَلَيْهِ مِنَ الْبَابِ الأَيْمَنِ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ، وَهُمْ شُرَكَاءُ النَّاسِ فِيمَا سِوَى ذَلِكَ مِنَ الأَبْوَابِ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، إِنَّ مَا بَيْنَ الْمِصْرَاعَيْنِ مِنْ مَصَارِيعِ الْجَنَّةِ لَكَمَا بَيْنَ مَكَّةَ وَهَجَرٍ، أَوْ كَمَا بَيْنَ مَكَّةَ وَبُصْرَى ) [ رواه البخاري ومسلم ]
نَسْأَلُ اللهَ الكَرِيمَ مِنْ فَضْلِهِ.
عِبَادَ اللهِ: أَعِدُّوا لِلْيَومِ الآخِرِ عُدَّتَهُ؛ تَيَقَّنُوا أَنَّكُمْ لَا مَحَالَةَ مَيِّتُونَ، وَأَنَّكُمْ بَعْدَ المَوتِ مَبْعُوثُونَ، وَأَنَّكُمْ إِلَى اللهِ تُحْشَرُونَ؛ وَأَنَّكُمْ عَلَى أَعْمَالِكُمْ مُحَاسَبُونَ؛ فَحَاسِبُوا أَنْفُسَكُمْ قَبْلَ أَنْ تُحَاسَبُوا، وَزِنُوهَا قَبْلَ أُنْ تُوزَنُوا، وَتَزَيَّنُوا لِلْعَرْضِ الأَكْبَرِ عَلَى اللهِ { يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ }
ثُمَّ صَلُّوا وَسَلِّمُوا - رَحِمَكُمُ اللهُ - عَلَى النَّبِيِّ الكَرِيمِ؛ خَاتَمِ النَّبِيِّنَ، وَأَتْقَى النَّاسِ وَأَخْشَاهُمْ لِرَبِّ العَالَمِينَ، وَصَاحِبِ الشَّفَاعَةِ العُظْمَى يَومَ الدِّينِ.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَآلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَآلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.
اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلَامَ وَالمُسْلِمِينَ، وَانْصُرْ عِبَادَكَ المُوَحِّدِينَ وَعَلَيكَ بِأَعْدَائِكَ أَعْدَاءِ الدِّينِ.
اللَّهُمَّ مَنْ أَرَادَ الإِسْلَامَ وَالمُسْلِمِينَ بِسُوءٍ فَرُدَّ كَيْدَهُ إِلَيهِ وَاجْعَلْ تَدْبِيرَهُ تَدْمِيرًا عَلَيهِ.
اللَّهُمَّ أصْلِحْ أئِمَّتَنَا وَوُلَاةَ أُمُورِنَا، اللَّهُمَّ وَفِّقْ وُلَاةَ أمْرِنَا لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى، وَخُذْ بِنَوَاصِيهِمْ لِلْبِرِّ وَالتَّقْوَى، اللَّهُمَّ وَفِّقْنَا وَإِيَّاهُمْ لِهُدَاكَ، واجْعَلْ عَمَلَنَا فِي رِضَاكَ.
عِبَادَ اللهِ: اُذْكُرُوا اللهَ الْعَظِيْمَ الجَلِيْلَ يَذْكُرْكُمْ، وَاشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ وَلَذِكْرُ اللهِ أكْبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ.
المرفقات
1721915945_موعظة في التذكير بالدار الآخرة.pdf
1721915962_موعظة في التذكير بالدار الآخرة.doc