موضوع يصلح خطبة ثانية لخطباء مكة
عبدالله يعقوب
1437/11/22 - 2016/08/25 19:49PM
الخطبة الثانية:
الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيما لشانه...
وأشهد أن سيدنا محمداً محمداً عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه... صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين.
أيها الناس: التجارةُ في الحج مما أذن فيه الشارع الحكيم... وكثير من الناس إنما يقتاتون من التجارة في هذا الموسم العظيم، ولكن.. ينبغي عليكم معاشر التجار.. أن تتقوا الله في الحجاج. بعدم الغش. أو بيع الردئ. مع الأمانة، والصدق في المعاملة، والرفق واللطف، والرضا بالقليل، والقناعة باليسير، فالحاجُ: ضيفُ الله ووفده. ويجب أن تكون معاملته على أفضل حال.
أيها الناس: ومن أعظم ما يجب المحافظةُ عليه.. أمنُ الحج، فربكم سبحانه وتعالى فضَّل البلدَ الحرام، وأوجب قصده بالحج على المسلمين، يفدون إليه من كل فج عميق، ملبين محرمين، طائعين مخبتين.
والواجب على كل جهة مسؤولة.. وعلى كل مواطن ومقيم على ثرى هذه البلاد الطاهرة.. أن يمكن للحجاج أداء مناسكهم بيسر وسهولة، كلٌّ بحسبه... والتعاونُ مع الجهات المسؤولة واجب شرعي، لاستمرار هذا الأمن ورغد العيش الذي ننعم به، وأعظم ما يُحفظ به رغدُ العيشِ والأمنُ: تقوى اللهِ، والإيمانُ به، والعدلُ بين الناس، والاستقامةُ على الدين.. فاحذروا المنكرات.. واجتنبوا الظلم.. وتوبوا إلى الله توبة نصوحاً: (عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ.. وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ.. يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ.. نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ.. يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا.. إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)
أيها الكرام... يشهد الحجُ تجمعاً كبيراً وازدحاما شديداً يعبر عنه بعض الناس بالأزمة.
فهو أزمة بشرية في نظرهم. وأزمة في المرور، وأزمة في الأحوال الصحية، وكثافة في الأسواق، وازدحام في المساجد والطرقات. مع ضعف معرفةِ كثيرٍ من الحجاج للغة العربية، والجهلِ الكبيرِ بأحكام المناسك، وعملِ كثير منهم لأعمال وتصرفات قد تخالف المألوفات.
نعم. كل ذلك نراه في الحج. ولكن الحقيقة أن هذا الموسم العظيم هو فرصة عظيمة، ليس للتجار فقط، ولا لأصحاب حملات الحج، ولا لأصحاب الفنادق والعقارات المؤجَرة فقط... ولكنه موسمٌ عظيمٌ للتوحيد، وجمعِ القلوب على الألفة والرحمة والتعاون.
الحجُ موسمٌ عظيمٌ لجمعِ القلوب على الوحدة الإسلامية، الحجُ موسمٌ عظيم للدعوة إلى الله، وموسمٌ عظيم للتعليم ونشر الفقه الصحيح.
فشمروا أيها الدعاة إلى الله، يا دعاة التوحيد.. يا طلبة العلم.. شمروا عن ساعد الجد، وابذلوا من أوقاتكم وأموالكم في نشر التوحيد والعلم الشرعي والدعوة إلى الله بين الحجاج، كما كان حبيبكم r يفعل حين كان يدعو الناس إلى دين الله في موسم الحج.
علِّموا هذه الجموع الكثيفةَ أن التوحيدَ الخالصَ لله.. هو سببُ النجاةِ يوم الدين، وحصولِ رحمة أرحم الراحمين.
علموا هؤلاء الحجاج السنة الصحيحة.. وأن صعودَ جبالِ مكةَ.. كجبل ثور وجبل حراء وما يسمى بجبل الرحمة في عرفات.. ليس من السنة في شيء...
علّموهم أن التمسح بالأحجار والأشجار والكتابة عليها.. لا يجوز..
علّموهم أن الأخذ من تراب عرفة او مزدلفة.. أمر محدث وليس فيه أدنى منفعة أو مصلحة، وأن من فعل شيئا مما سبق يظن نفعه.. فقد أحدث في دين الله ما ليس منه.. وهو من الوسائل المفضية إلى الشرك بالله تعالى.
ادعوهم إلى الوحدة الإسلامية الصحيحة، القائمة على تعبيدِ الناس لله، والخضوعِ لأمره ونهيه، والتسليمِ التام لشرعه، والمتابعةِ لرسوله r فقط، دون باقي البشر كائنا من كانوا.
علِّموا هذا الجمعَ المبارك.. قراءةَ الفاتحةِ وقصارِ السور لتصح صلاتهم.
علّموهم الفقهَ الصحيح، وكيفيةَ الوضوء والصلاة، وأحكامَ المناسك.
علِّموهم الآدابَ الإسلامية بالتزامها وتطبيقها والتخلقِ بها والحثِ عليها
احملوهم في سياراتكم.. أرشدوهم لمقار سكنهم.. افتحوا لهم قلوبَكم وبيوتَكم ودوركم.. أطعموهم من الطعام، واسقوهم من الماء.. وقدّموا الابتسامةَ المشرقة، والكلمةَ العذبةَ الصادقة، والتعاملَ الحسن الراقي، مع شكر المحسن، والعفوِ عن المخطيء.
وتذكروا أن دعاءَ الحاجِ مستجاب.. فهنيئاً لمن دعا له الحاج واستغفر له الحاج.. وبهذا يكون هذا الموسمُ العظيم.. فرصةً لا أزمة، وموسماً للوحدة الإسلامية.. لا موسماً للتأفف والقلق وضيق العطن.
ألا فاتقوا الله رحمكم الله، وجدُّوا واجتهدوا وسددوا وقاربوا وأروا الله من انفسكم خيرا..
وصلوا وسلموا على نبي الهدى والرحمة، فقد أمركم بذلك ربكم فقال: (إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما). وقال r: (من صلى عليّ صلاةً.. صلى الله عليه بها عشرا).
اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد..
الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيما لشانه...
وأشهد أن سيدنا محمداً محمداً عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه... صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين.
أيها الناس: التجارةُ في الحج مما أذن فيه الشارع الحكيم... وكثير من الناس إنما يقتاتون من التجارة في هذا الموسم العظيم، ولكن.. ينبغي عليكم معاشر التجار.. أن تتقوا الله في الحجاج. بعدم الغش. أو بيع الردئ. مع الأمانة، والصدق في المعاملة، والرفق واللطف، والرضا بالقليل، والقناعة باليسير، فالحاجُ: ضيفُ الله ووفده. ويجب أن تكون معاملته على أفضل حال.
أيها الناس: ومن أعظم ما يجب المحافظةُ عليه.. أمنُ الحج، فربكم سبحانه وتعالى فضَّل البلدَ الحرام، وأوجب قصده بالحج على المسلمين، يفدون إليه من كل فج عميق، ملبين محرمين، طائعين مخبتين.
والواجب على كل جهة مسؤولة.. وعلى كل مواطن ومقيم على ثرى هذه البلاد الطاهرة.. أن يمكن للحجاج أداء مناسكهم بيسر وسهولة، كلٌّ بحسبه... والتعاونُ مع الجهات المسؤولة واجب شرعي، لاستمرار هذا الأمن ورغد العيش الذي ننعم به، وأعظم ما يُحفظ به رغدُ العيشِ والأمنُ: تقوى اللهِ، والإيمانُ به، والعدلُ بين الناس، والاستقامةُ على الدين.. فاحذروا المنكرات.. واجتنبوا الظلم.. وتوبوا إلى الله توبة نصوحاً: (عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ.. وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ.. يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ.. نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ.. يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا.. إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)
أيها الكرام... يشهد الحجُ تجمعاً كبيراً وازدحاما شديداً يعبر عنه بعض الناس بالأزمة.
فهو أزمة بشرية في نظرهم. وأزمة في المرور، وأزمة في الأحوال الصحية، وكثافة في الأسواق، وازدحام في المساجد والطرقات. مع ضعف معرفةِ كثيرٍ من الحجاج للغة العربية، والجهلِ الكبيرِ بأحكام المناسك، وعملِ كثير منهم لأعمال وتصرفات قد تخالف المألوفات.
نعم. كل ذلك نراه في الحج. ولكن الحقيقة أن هذا الموسم العظيم هو فرصة عظيمة، ليس للتجار فقط، ولا لأصحاب حملات الحج، ولا لأصحاب الفنادق والعقارات المؤجَرة فقط... ولكنه موسمٌ عظيمٌ للتوحيد، وجمعِ القلوب على الألفة والرحمة والتعاون.
الحجُ موسمٌ عظيمٌ لجمعِ القلوب على الوحدة الإسلامية، الحجُ موسمٌ عظيم للدعوة إلى الله، وموسمٌ عظيم للتعليم ونشر الفقه الصحيح.
فشمروا أيها الدعاة إلى الله، يا دعاة التوحيد.. يا طلبة العلم.. شمروا عن ساعد الجد، وابذلوا من أوقاتكم وأموالكم في نشر التوحيد والعلم الشرعي والدعوة إلى الله بين الحجاج، كما كان حبيبكم r يفعل حين كان يدعو الناس إلى دين الله في موسم الحج.
علِّموا هذه الجموع الكثيفةَ أن التوحيدَ الخالصَ لله.. هو سببُ النجاةِ يوم الدين، وحصولِ رحمة أرحم الراحمين.
علموا هؤلاء الحجاج السنة الصحيحة.. وأن صعودَ جبالِ مكةَ.. كجبل ثور وجبل حراء وما يسمى بجبل الرحمة في عرفات.. ليس من السنة في شيء...
علّموهم أن التمسح بالأحجار والأشجار والكتابة عليها.. لا يجوز..
علّموهم أن الأخذ من تراب عرفة او مزدلفة.. أمر محدث وليس فيه أدنى منفعة أو مصلحة، وأن من فعل شيئا مما سبق يظن نفعه.. فقد أحدث في دين الله ما ليس منه.. وهو من الوسائل المفضية إلى الشرك بالله تعالى.
ادعوهم إلى الوحدة الإسلامية الصحيحة، القائمة على تعبيدِ الناس لله، والخضوعِ لأمره ونهيه، والتسليمِ التام لشرعه، والمتابعةِ لرسوله r فقط، دون باقي البشر كائنا من كانوا.
علِّموا هذا الجمعَ المبارك.. قراءةَ الفاتحةِ وقصارِ السور لتصح صلاتهم.
علّموهم الفقهَ الصحيح، وكيفيةَ الوضوء والصلاة، وأحكامَ المناسك.
علِّموهم الآدابَ الإسلامية بالتزامها وتطبيقها والتخلقِ بها والحثِ عليها
احملوهم في سياراتكم.. أرشدوهم لمقار سكنهم.. افتحوا لهم قلوبَكم وبيوتَكم ودوركم.. أطعموهم من الطعام، واسقوهم من الماء.. وقدّموا الابتسامةَ المشرقة، والكلمةَ العذبةَ الصادقة، والتعاملَ الحسن الراقي، مع شكر المحسن، والعفوِ عن المخطيء.
وتذكروا أن دعاءَ الحاجِ مستجاب.. فهنيئاً لمن دعا له الحاج واستغفر له الحاج.. وبهذا يكون هذا الموسمُ العظيم.. فرصةً لا أزمة، وموسماً للوحدة الإسلامية.. لا موسماً للتأفف والقلق وضيق العطن.
ألا فاتقوا الله رحمكم الله، وجدُّوا واجتهدوا وسددوا وقاربوا وأروا الله من انفسكم خيرا..
وصلوا وسلموا على نبي الهدى والرحمة، فقد أمركم بذلك ربكم فقال: (إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما). وقال r: (من صلى عليّ صلاةً.. صلى الله عليه بها عشرا).
اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد..