موسم الهجوم الفكري والثقافي على الإسلام || أٍسامة شحادة
الفريق العلمي
1437/09/18 - 2016/06/23 13:19PM
[align=justify]من أساسيات علم الحرب استغلال ظروف الخصم الصعبة لشن حرب خاطفة عليه، وهذا ما يحدث اليوم مع الإسلام، حيث نشهد هجوماً فكرياً وثقافياً وإعلامياً شرساً وناعماً عليه، ومن جهات متعددة وبطرق وأساليب متنوعة ولغايات عديدة، لكنها تجتمع على حرب الإسلام فكريا في ظل انشغاله بالحرب العسكرية والدموية الطاحنة التي أسالت دماء ما يقرب من مليون مسلم في هذه السنوات الخمس الأخيرة!!
ففي ظل ما تعانيه أمة الإسلام من تصاعد العدوان اليهودي المستمر على الشعب الفلسطيني والمقدسات الإسلامية، وفي ظل تعدد العدوان الإيراني الطائفي على لبنان والعراق وسوريا واليمن ودول الخليج، وفي ظل الدعم الخفي من أطراف متعددة لتفشي التطرف والإرهاب بين شباب المسلمين وفتياتهم لزعزعة أمنهم واستقرارهم، وفي ظل المخططات الدولية لإدامة حالة الفوضى والصراع في بلادنا كما يتبدى ذلك بوضوح في مفاوضات جنيف السورية ومفاوضات الكويت اليمنية، وفي ظل العدوان على المسلمين وأقلياتهم وتجمعاتهم في المهجر الأوروبي من العنصريين، وفي راكان وبورما من قبل البوذيين، وفي أفريقيا الوسطى من قبل المسيحيين، وفي الصين من قبل النظام الشيوعي، وفي غيرها من الدول والأماكن.
وهذا استعراض سريع لهذه الهجمات الفكرية والثقافية على الإسلام:
1. هجوم فكر الغلو والتطرف الذي يتزعمه داعش والقاعدة، وهو، وإن قدم بصورة وحجة الدفاع عن الإسلام والمسلمين، إلا أنه في الحقيقة يكفّر غالبية المسلمين! ودمر بلاد الإسلام التي انتشر فيها! وأضر بالجاليات المسلمة في كل مكان وصَله هذا الفكر! وقتل من المسلمين آلاف الأبرياء أكثر مما قتل من الأعداء! فضلاً عن أنه يقدم المبررات والذرائع للأنظمة المجرمة المحلية والإقليمية والدولية لقتل المسلمين وتدمير ديارهم، ويهدم تعاطف الشرفاء والبسطاء من غير المسلمين مع المسلمين في قضاياهم المحقة والعادلة.
2. هجوم الفكر الطائفي التكفيري الإرهابي الذي ترعاه إيران عبر أذرعها الإعلامية والدعوية، والذي يتجسد في سبّ وشتم رموز الإسلام ومن الصحابة وأمهات المؤمنين رضي الله عنهم جميعاً، وتكفير سائر المسلمين، وتغذية الحقد والطائفية في قلوب أتباعها والذين يطبقون ذلك عملياً بوحشية بالغة، وقد كشفت آلاف مقاطع اليوتيوب عن مدى الفظاعات الإجرامية المرتكبة بحق السوريين والعراقيين واليمنيين السنة نتيجة هذا الشحن الطائفي التكفيري الدموي.
3. هجوم الغلو التبشيري المسيحي عبر القنوات والمواقع والمنتديات للطعن بكل المقدسات الإسلامية وترويج الشبهات المخادعة بين الشباب والفتيات البسطاء، والرفض التام لحوار ومناقشة أهل العلم والمعرفة بشكل مباشر وعلني.
4. هجوم دعاة الإلحاد على الإسلام من خلال معرفات وهمية غالبا، والاعتماد على المغالطات والأكاذيب المعدة بإتقان مع تعمد الإيغال في التفحش بالتعبير والسب للمقدسات.
5. هجوم دعاة العلمنة والحداثة وخصوصا اليساريين بالطعن في ثوابت الإسلام من جهة، والضغط على تيار الإسلام السياسي لتقديم تنازلات فكرية تحت ضغط المحاربة والحصار.
6. هجوم المنظمات الدولية ووكلائها من المنظمات المحلية لتغيير بعض القوانين كقوانين الأحوال الشخصية والتي لا زالت تراعي أحكام الشريعة الإسلامية والتي تم تأجيل تغييرها من عدة عقود لتمرير تغييرهم للقوانين التجارية والجنائية لتوافق المسار العلماني.
7. الهجوم على المناهج التعليمية بحجة تطويرها ومحاربة التطرف الداعشي فيها، والحقيقة هي استكمال حلقات علمنة المجتمعات الإسلامية بعد تغيير القوانين الإسلامية، والسيطرة على الفضاء الإعلامي، ومع علمنة المناهج التعليمية تكتمل الحلقات للحصول على جيل بعيد عن الإسلام وعقيدة التوحيد!
8. التضييق على المنابر الإعلامية الإسلامية -برغم قلتها- وضعف إمكانياتها، لكن كلمة الحق ونور التوحيد يزعجان من لا يحب إلا العيش بالظلام ونشر الباطل والضلال.
9. تشويه شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والتنفير من أهلها ومؤسساتها، حتى يفتح المجال لنشر الشهوات والشبهات دون حسيب أو رقيب، مع حصار أهل الخير ودعاة الفضيلة وتكبيلهم.
10. الترويج لضرورة تقديم خطاب إسلامي عصري، لكن يقوم على تحضيره ملاحدة مبدعون! وعلمانيون متأنقون! ليقدم لنا الإلحاد والعلمنة مع مراعاة الشكل و(الستايل) الإسلامي، كنوع من الأصالة والمعاصرة، على طريقة السردين الصيني (مذبوح على الطريقة الإسلامية)!
هذه عشرةٌ كاملة من أصناف الهجوم على الإسلام اليوم، والتي تمارس يومياً عبر صحفنا وقنواتنا وبرلماناتنا وحكوماتنا وسائر الأدوات العصرية للدولة الحديثة.
ولكن كما أن المسلمين في المعركة العسكرية والدموية اليوم أثبتوا لأنفسهم وللعالم أجمع أنهم قوة كبرى برغم كل ضعفهم، فها هي روسيا وإيران وأذنابها وشبيحة بشار بكل جبروتهم وبطشهم عجزوا عن كسر إرادة الثوار والمجاهدين والشرفاء في سوريا، برغم تفرق صف الثوار وقلة السلاح والدعم فضلاً عن تنكيل داعش بهم من الداخل.
فأيضاً في المعركة الفكرية والثقافية اليوم فإن المسلمين قوة كبرى وستعجز هذه الجهات ومَن خلفها من هزيمتهم والقضاء على الإسلام، لأن ذلك بشارة ووعد من الرحمن الرحيم {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ ۗ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ} [الأنفال: 36].
فهزيمة هؤلاء حقيقة لا ريب فيها عند المؤمنين، والكرامة الحقيقية أن نكون في عداد المدافعين عن دين الله عز وجل والذين يعملون على فضح الباطل وأهله ونصرة الحق وجنده بالدليل والبرهان والحجة القاطعة.
لقد مرت على المسلمين عصور ودهور تكالب فيها العالم عليهم، ولكن سرعان ما اضمحلت قوى الشر والعدوان وأشرقت شمس الإسلام من جديد، وها هي شمس الإسلام تشرق بقوة في قلوب مئات الملايين من المسلمين غيرة لحرمات الله عز وجل التي تهان من الظلمة والحاقدين وغيرة للدماء الغزيرة المسفوحة هنا وهناك، وأيضاً شمس الإسلام تشرق في قلوب عشرات الآلاف من الناس في العالم الذين بهرتهم صلابة المسلمين وأخذ بلبّهم نور القرآن والتوحيد حين دفعهم الفضول للتعرف عليه، وعشرات الآلاف الأخرى من البشرية الذين يسْلمون بعد بحث وعناء عن الراحة والسعادة بدلاً من الشقاء والتعاسة التي سجنوا فيها تحت أغلال المادية المتوحشة في حضارة الحداثة والعلمانية، أو في أغلال الوثنية والشرك في الديانات الوضعية والمحرفة.
وسنة الله عز وجل في الكون أن كل هجمة على الإسلام والمسلمين يعقبها يقظة وعودة للأمة إلى دينها وقوتها ومجدها، وما خبر الحملات الصليبية واجتياح التتار عنا ببعيدة، فتفاءلوا وأملوا الخير واسعوا أن تكونوا من أهله وخاصته.[/align]
ففي ظل ما تعانيه أمة الإسلام من تصاعد العدوان اليهودي المستمر على الشعب الفلسطيني والمقدسات الإسلامية، وفي ظل تعدد العدوان الإيراني الطائفي على لبنان والعراق وسوريا واليمن ودول الخليج، وفي ظل الدعم الخفي من أطراف متعددة لتفشي التطرف والإرهاب بين شباب المسلمين وفتياتهم لزعزعة أمنهم واستقرارهم، وفي ظل المخططات الدولية لإدامة حالة الفوضى والصراع في بلادنا كما يتبدى ذلك بوضوح في مفاوضات جنيف السورية ومفاوضات الكويت اليمنية، وفي ظل العدوان على المسلمين وأقلياتهم وتجمعاتهم في المهجر الأوروبي من العنصريين، وفي راكان وبورما من قبل البوذيين، وفي أفريقيا الوسطى من قبل المسيحيين، وفي الصين من قبل النظام الشيوعي، وفي غيرها من الدول والأماكن.
وهذا استعراض سريع لهذه الهجمات الفكرية والثقافية على الإسلام:
1. هجوم فكر الغلو والتطرف الذي يتزعمه داعش والقاعدة، وهو، وإن قدم بصورة وحجة الدفاع عن الإسلام والمسلمين، إلا أنه في الحقيقة يكفّر غالبية المسلمين! ودمر بلاد الإسلام التي انتشر فيها! وأضر بالجاليات المسلمة في كل مكان وصَله هذا الفكر! وقتل من المسلمين آلاف الأبرياء أكثر مما قتل من الأعداء! فضلاً عن أنه يقدم المبررات والذرائع للأنظمة المجرمة المحلية والإقليمية والدولية لقتل المسلمين وتدمير ديارهم، ويهدم تعاطف الشرفاء والبسطاء من غير المسلمين مع المسلمين في قضاياهم المحقة والعادلة.
2. هجوم الفكر الطائفي التكفيري الإرهابي الذي ترعاه إيران عبر أذرعها الإعلامية والدعوية، والذي يتجسد في سبّ وشتم رموز الإسلام ومن الصحابة وأمهات المؤمنين رضي الله عنهم جميعاً، وتكفير سائر المسلمين، وتغذية الحقد والطائفية في قلوب أتباعها والذين يطبقون ذلك عملياً بوحشية بالغة، وقد كشفت آلاف مقاطع اليوتيوب عن مدى الفظاعات الإجرامية المرتكبة بحق السوريين والعراقيين واليمنيين السنة نتيجة هذا الشحن الطائفي التكفيري الدموي.
3. هجوم الغلو التبشيري المسيحي عبر القنوات والمواقع والمنتديات للطعن بكل المقدسات الإسلامية وترويج الشبهات المخادعة بين الشباب والفتيات البسطاء، والرفض التام لحوار ومناقشة أهل العلم والمعرفة بشكل مباشر وعلني.
4. هجوم دعاة الإلحاد على الإسلام من خلال معرفات وهمية غالبا، والاعتماد على المغالطات والأكاذيب المعدة بإتقان مع تعمد الإيغال في التفحش بالتعبير والسب للمقدسات.
5. هجوم دعاة العلمنة والحداثة وخصوصا اليساريين بالطعن في ثوابت الإسلام من جهة، والضغط على تيار الإسلام السياسي لتقديم تنازلات فكرية تحت ضغط المحاربة والحصار.
6. هجوم المنظمات الدولية ووكلائها من المنظمات المحلية لتغيير بعض القوانين كقوانين الأحوال الشخصية والتي لا زالت تراعي أحكام الشريعة الإسلامية والتي تم تأجيل تغييرها من عدة عقود لتمرير تغييرهم للقوانين التجارية والجنائية لتوافق المسار العلماني.
7. الهجوم على المناهج التعليمية بحجة تطويرها ومحاربة التطرف الداعشي فيها، والحقيقة هي استكمال حلقات علمنة المجتمعات الإسلامية بعد تغيير القوانين الإسلامية، والسيطرة على الفضاء الإعلامي، ومع علمنة المناهج التعليمية تكتمل الحلقات للحصول على جيل بعيد عن الإسلام وعقيدة التوحيد!
8. التضييق على المنابر الإعلامية الإسلامية -برغم قلتها- وضعف إمكانياتها، لكن كلمة الحق ونور التوحيد يزعجان من لا يحب إلا العيش بالظلام ونشر الباطل والضلال.
9. تشويه شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والتنفير من أهلها ومؤسساتها، حتى يفتح المجال لنشر الشهوات والشبهات دون حسيب أو رقيب، مع حصار أهل الخير ودعاة الفضيلة وتكبيلهم.
10. الترويج لضرورة تقديم خطاب إسلامي عصري، لكن يقوم على تحضيره ملاحدة مبدعون! وعلمانيون متأنقون! ليقدم لنا الإلحاد والعلمنة مع مراعاة الشكل و(الستايل) الإسلامي، كنوع من الأصالة والمعاصرة، على طريقة السردين الصيني (مذبوح على الطريقة الإسلامية)!
هذه عشرةٌ كاملة من أصناف الهجوم على الإسلام اليوم، والتي تمارس يومياً عبر صحفنا وقنواتنا وبرلماناتنا وحكوماتنا وسائر الأدوات العصرية للدولة الحديثة.
ولكن كما أن المسلمين في المعركة العسكرية والدموية اليوم أثبتوا لأنفسهم وللعالم أجمع أنهم قوة كبرى برغم كل ضعفهم، فها هي روسيا وإيران وأذنابها وشبيحة بشار بكل جبروتهم وبطشهم عجزوا عن كسر إرادة الثوار والمجاهدين والشرفاء في سوريا، برغم تفرق صف الثوار وقلة السلاح والدعم فضلاً عن تنكيل داعش بهم من الداخل.
فأيضاً في المعركة الفكرية والثقافية اليوم فإن المسلمين قوة كبرى وستعجز هذه الجهات ومَن خلفها من هزيمتهم والقضاء على الإسلام، لأن ذلك بشارة ووعد من الرحمن الرحيم {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ ۗ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ} [الأنفال: 36].
فهزيمة هؤلاء حقيقة لا ريب فيها عند المؤمنين، والكرامة الحقيقية أن نكون في عداد المدافعين عن دين الله عز وجل والذين يعملون على فضح الباطل وأهله ونصرة الحق وجنده بالدليل والبرهان والحجة القاطعة.
لقد مرت على المسلمين عصور ودهور تكالب فيها العالم عليهم، ولكن سرعان ما اضمحلت قوى الشر والعدوان وأشرقت شمس الإسلام من جديد، وها هي شمس الإسلام تشرق بقوة في قلوب مئات الملايين من المسلمين غيرة لحرمات الله عز وجل التي تهان من الظلمة والحاقدين وغيرة للدماء الغزيرة المسفوحة هنا وهناك، وأيضاً شمس الإسلام تشرق في قلوب عشرات الآلاف من الناس في العالم الذين بهرتهم صلابة المسلمين وأخذ بلبّهم نور القرآن والتوحيد حين دفعهم الفضول للتعرف عليه، وعشرات الآلاف الأخرى من البشرية الذين يسْلمون بعد بحث وعناء عن الراحة والسعادة بدلاً من الشقاء والتعاسة التي سجنوا فيها تحت أغلال المادية المتوحشة في حضارة الحداثة والعلمانية، أو في أغلال الوثنية والشرك في الديانات الوضعية والمحرفة.
وسنة الله عز وجل في الكون أن كل هجمة على الإسلام والمسلمين يعقبها يقظة وعودة للأمة إلى دينها وقوتها ومجدها، وما خبر الحملات الصليبية واجتياح التتار عنا ببعيدة، فتفاءلوا وأملوا الخير واسعوا أن تكونوا من أهله وخاصته.[/align]
المرفقات
1082.doc
1083.pdf