مواساة الفاقدين-5-2-1446هـ

محمد محمد
1446/02/04 - 2024/08/08 19:58PM

مواساةُ الفاقدين-5-2-1446هـ-مستفادة من خطبة الشيخ محمد الهاجري

الحمدُ للَّهِ حمدًا كثيرًا طيِّبًا مبارَكًا فيهِ مبارَكًا عليْهِ كما يحبُّ ربُّنا ويرضى.

وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ-صلى اللهُ وَسَلَّمَ وبَارَكَ عليهِ وعلى آلِهِ وصحبِهِ-.

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَـمُوتُنَّ إلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)، أَمَّا بَعْدُ: فيا إخواني الكرامُ:

إنَّ منْ يعشْ في هذه الدنيا يرى من عجائبِ الزمانِ صُورًا، ومن حوادثِ الأيامِ عِبرًا، وكلما طالَ به الأمدُ، طوى المرحلةَ تِلوَ المرحلةِ، حتى يصلَ إلى الغايةِ التي عندها منتهى أجلِه، وانقطاعُ أملِه.

وإنَّه بينَ ذلك ليمرُ بـمحطاتِ الاختبارِ والامتحانِ، فمرةً ينجو ويَسلَمُ، ومرةً يُصابُ في مقتلٍ، وكلما كانَ إيمانُ العبدِ باللهِ أقوى، كان بلاؤُه أشدَ، قال-صلى اللهُ عليه وسلمَ-: "يُبتلى المرءُ على حَسْبِ دينِه، فإنْ وُجِدَ في دينِه رقّةٌ خُفِّفَ عنه، وإنْ وُجِدَ في دينِه صلابةٌ زِيدَ في بلائِه".

وما هذا الابتلاءُ إلا لتطهيرِ العبدِ من الذنوبِ، وما يزالُ الابتلاءُ به حتى يأتيَ يومَ القيامةِ وقد كُفّرتْ سيئاتُه، قال-صلى اللهُ عليه وسلمَ-: "ما يزالُ البلاءُ بالمؤمنِ والمؤمنةِ في نفسِه وولدِه ومالِه حتى يلقى اللهَ وما عليه خطيئةٌ".

والفائزُ الحقيقيُ عند هيجانِ عواصفِ الابتلاءِ منْ قَوِيَ باللهِ يقينُه، واطمأنَّ لأقدارِ اللهِ قلبُه، وعلمَ أنَّ كلَّ شيءٍ بِقَدَرٍ: (وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ).

وعلى تنوعِ الابتلاءاتِ التي تمرُ بالعبدِ، فإنَّه مأمورٌ بالصبرِ على كلِّ حالٍ؛ لأنَّ في الصبرِ تسليةً للمصابِ، وتهدئةً للنفوسِ، وطمأنينةً في القلوبِ.

وإنَّ من أعظمِ ما يُبتلى به المرءُ فقدَ الأحبةِ من قريبٍ أو صديقٍ.

وما الدهـرُ إلا هكذا فاصطبرْ لـه*

                             رزيـةُ مالٍ أو فراقُ حبــيبِ

فبينا يعيشُ المرءُ في كَنَفِ والدِه، يَغْذوه بالحنانِ، ويـَمُدُّهُ بالعطفِ، ويُعَلِّمُهُ كيفَ يعيشُ في الدنيا على خيرِ حالٍ، فإذا بالموتِ يَخْطِفُه، فأصبحَ تحتَ الترابِ وحيدًا، قد تركَ كلَّ شيءٍ وراءَه، وما معه إلا عملُه، وإذ بذاك الابنِ الذي كانَ لا يعرفُ الهمَّ حملَ همَّ أسرةٍ فقدتْ عائلَها، فراحُ يكابدُ عناءَ المعيشةِ، وإذا بفراغٍ يخيِّمُ على قلبِه؛ لأنّه فقدَ بابًا من أبوابِ البِّرِ، وطريقًا إلى الأجرِ، قالَ-صلى اللهُ عليهِ وسلمَ-: "الوالدُ أوسطُ أبوابِ الجنةِ فإنْ شئتَ فأَضعْ ذلك البابَ أو اِحْفَظْه"، فقدْ كانَ يرجو أنْ يلجَ الجنةَ من ذلك البابِ بِرًا وإِحسانًا، فإذا به يفقدُه، وكم هي حسرتُه إنْ لم يكنْ قدْ أحسنَ معاشرةَ أبيهِ في حياتِه!

وآخرون افتقدوا نبعَ الحنانِ الدائمِ والدةً كانت ترعى الصغيرَ حتى كَبُرَ، وتَأْمَلُ أنْ يكونَ لها متكئًا عندَ المصائبِ، تُعَلِّمُه الوصلَ بإخوانِه، والرحمةَ بأخواتِه، تسهرُ لينامَ، وتتعبُ ليرتاحَ، لا تسأمُ ولا تـَمَلُّ.

وإذا بها تودّعُ الدنيا، مخلّفةً قلوبًا منكسرةً، وأكبادًا متصدّعةً، لا يعلمُ حالَهم إلا اللهُ.

فإذا بالولدِ يحتاجُ إلى مُستندٍ، وإذا بالبنتِ يُخافُ عليها الضياعُ إنْ لم تجدْ أبًا أو أخًا قويًا ناصحًا، وإذا بالأبناءِ قدِ افتقدوا سُلّمًا إلى الجنةِ، وجِسرًا موصلًا إليها، "جاءَ رجلٌ إلى النبيِ-صلى اللهُ عليهِ وسلمَ- فقالَ: يا رسولَ اللهِ أردتُ أنْ أغزوَ وقدْ جئتُ أستشيرُك؟ فقالَ: هلْ لكَ مِنْ أمٍ؟ قالَ: نعمْ، قالَ: فالزمْها فإنَّ الجنةَ تحتَ رِجْلَيْها".

وحَقٌّ على من عَلِمَ أنَّ بِرَّها جسرٌ موصلٌ إلى الجنةٍ أنْ يحزنَ على خسرانِ ما يرجوه من البرِ والخيرِ والعملِ الصالحِ، وأنْ يكونَ هذا دافعًا لحُسنِ صُحبتِها في الدنيا.

وآخرُ قدِ افتقدَ زوجةً كانت عنوانَ الأدبِ، وقمةَ العفةِ والسلوكِ الحسنِ، ومُقدَّمةً في الصلاحِ، تحوطُه بنصحِها وخدمتِها، وتُعينُه على صلةِ رَحِمِه، تتوددُ إليهِ طاعةً للهِ، لا تُفشي سرَّه، ولا تُظهِرُ أمرَه.

فبينما هي كذلك إذ باغَتَها الأجلُ، فإذا به وحيدًا مِنْ أنيسٍ، وحولَه أطفالٌ يَخشى عليهم الضياعَ، بين يدي نِساءٍ لا يعرفنَ احتسابَ الأجرِ، ولا جَرَّبْنَ حلاوةَ الصبرِ.

وآخرُ قدِ افتقدَ ولدًا ذكرًا أو أنثى كانَ يراه يرتعُ بين يديه، كلّما كَبُرَ كَبُرتْ آمالُه فيه، يراه شجرةً يانعةً مثمرةً، بارًا به، يقومُ بخدمتِه، ويتكِئُ عليه عند ملماتِه وضعفهِ، وإذا بالموتِ يختطفُه، فانصدعَ قلبُه، وعظمَ حُزنُه ووجْدُه، لكنَّه أيقنَ بـموعودِ اللهِ وصدّقَ بوعدِه، فإذا به صابرًا محتسبًا، لـمّا عَلِمَ أجرَ الصبرِ على فقدِ الأحبةِ، قالَ-صلى اللهُ عليهِ وسلمَ-: "إذا ماتَ ولدُ العبدِ قالَ اللهُ-تعالى-لملائكتِه: قبضتْم ولدَ عبدي؟ فيقولون: نعم، فيقولُ: قبضتم ثمرةَ فؤادِه؟ فيقولون: نعم، فيقول: ماذا قالَ عبدي؟ فيقولون: حمِدَك واسترجعَ-قال: إنّا للهِ وإنّا إليه راجعونَ-، فيقولُ اللهُ -تعالى-: اِبنوا لعبدي بيتًا في الجنةِ وسموه بيتَ الحمدِ".

 ومنَ الناسَ منْ يفقدُ أخًا، كان عونًا له في الحياةِ، وَصُولًا لرَحِمِه، باذلًا نفسَه في سبيلِ تحقيقِ راحتِه، قدْ رَضَعا من ثديٍ واحدٍ، وعاشا إلفينِ متآلفينِ، كلٌ منهما يُعِدُّ أخاه ليومِ حاجتِه، يستأنسُ به في الوحشةِ، ويَخلفُه في الغُربةِ، وإذ بالموتِ يخطفِه، وإذ به خاوي اليدينَ منه، قدْ صارَ وحيدًا بعد اجتماعٍ، ضعيفًا بعدَ قُوةٍ ومَنَعةٍ، مستهدَفًا بعد تخوفٍ، وكم تزدادُ وحشتُه إذا كان صاحبَ طاعةٍ لربِه، وسلوكٍ حسنٍ، واستقامةٍ على دِينٍ، لما اِسْتُشْهِدَ زيدُ بنُ الخطابِ الأخُ الكبيرُ لعمرَ بنِ الخطابِ-رضي اللهُ عنهما-وهو من عبّادِ الصحابةِ الأتقياءِ البررةِ-لما اِسْتُشْهِدَ يومَ اليمامةِ حزِنَ عليه عمرُ كثيرًا، وكلما تَذَكَرَهُ قالَ: "ما هبتْ ريحُ الصَبا إلا وأنا أَجدُ ريحَ زيدَ".

وهكذا تتنوعُ الابتلاءاتُ في هذا البابِ، وكلٌّ يَفقدُ شخصًا يُحبه ويَودّه ويَألفُه، ولكنَّ المصيبةَ العظمى أنَّ كثيرًا منَّا مفرطٌ في حقوقِ أحبتِه في حياتـِهم، فإذا رحلوا عن الدنيا بكى وتألمَ، وتمنى أنْ لو كانَ كذا وكذا.

فما دُمنا في زمنِ الإمهالِ فلماذا لا نحسنُ لأحبتِنا في هذه الحياةِ الإحسانَ الذي طالما رجونا فعلَه حينَ يُغَيَّبون عن أعينِنَا تحت الثرى؟

أستغفرُ اللهَ لي ولكم وللمسلمينَ...

الخطبة الثانية

الحمدُ للهِ كما يحبُ ربُنا ويرضى، أَمَّا بَعْدُ:

ففقدُ الأحبةِ خطبٌ مؤلمٌ، وحدثٌ مُوجِعٌ، بل هو نارٌ تَسْتَعِرُ في الفؤادِ، وتُحرقُ الأكبادَ، فليس من الهينِ أنْ يرحلَ ريحانةُ الفؤادِ، وزينةُ العِبادِ، لكنه اليقينُ ينزلُ على القلوبِ المؤمنةِ فيهونُ المصابُ.

لما أفاقَ عروةُ بنُ الزبيرِ-رضي اللهُ عنه-بعدْما قطعوا رِجْلَهُ؛ لأنها أصابتها الآكلةُ، قالوا: أحسنَ اللهُ عزاءَك في رجلِك، وفي ولدِك فقدْ ماتَ، فقالَ: "اللهم لك الحمدُ، إنْ كنتَ ابتليتَ فقدْ عافيتَ، وإنْ كنتَ أخذتَ فقدْ أعطيتَ، أعطيتني أربعةَ أولادٍ فأخذتَ واحدًا وأبقيتَ ثلاثةً، وأعطيتني أربعةَ أعضاءٍ فأخذتَ واحدًا وأبقيتَ ثلاثةً"، هذا هو اليقينُ الحقُ.

ومما يكشفُ الكُربةَ عندَ فقدِ الأحبةِ، ويَجلِبُ الصبرَ، ويُذهِبُ الأسى، أنْ يتذكرَ الإنسانُ ما وقعَ للخلقِ قبلَه وفي زمانِه، فما من أحدٍ إلا وأصيبَ، وقَلِّبْ بصرَك يمنةً أو يَسْرَةً، فلن ترى إلا مصيبةً أو حسرةً، فلستَ المصابَ وحدَك، ولستَ أعظمَهم مُصابًا، فكمْ طرقَ طارقُ الموتِ منْ أميرٍ ووزيرٍ، ومُستشارٍ ومُشيرٍ، وكبيرٍ وصغيرٍ، وغنيٍ وفقيرٍ، وطبيبٍ ومريضٍ، وعدوٍ وحبيبٍ، وعارٍ وكاسٍ، فكلٌ دارتْ عليه هذه الكأسُ، فلئنْ فقدتَ ولدًا، فلقدْ فقدَ غيرُك أولادًا، ولئن فقدتَ والدًا أو والدةً، فلقدْ فقدَ غيرُك والدًا ووالدةً، فارحمْ قلبَك واذكرْ ربَّك يسكنْ قلبُك، ويحك! أتدري منْ هو الذي يُـجددُ أحزانَك، ويُعظِّمُ مصابَك، كأنَّك أنت الذي أُصبتَ مِنْ بينِ العالمينَ، إنَّه الشيطانُ الرجيمُ، فلا تستسلمْ له، وتذكرْ رسولَك وحبيبَك-عليه الصلاةُ والسلامُ-الذي فقدَ أمَّه وأباه، وعاشَ يتيمًا، تذكرْ نبيَّك-عليه الصلاةُ والسلامُ-يومَ فقدَ الحبيبَ والناصرَ والمعينَ بـموتِ عمِهِ أبي طالبٍ، وأُمِنا خديجةَ-رضي اللهُ عنها- وهو رسولُ اللهِ-صلى اللهُ عليهُ وسلمَ-، فهو كأسٌ وكلٌّ شاربُه.

أيها المصابونَ: عليكم مِنَ اللهِ الصلواتُ والرحماتُ يومَ أُصِبْتُم فَصَبَرْتم واحتَسَبْتم، جعلَ اللهُ مصابَكم من الباقياتِ الصالحاتِ، وأَمَّنَكم من الفزعِ يومَ تُنشرُ السِجِلاتُ، وكتبَ لنا ولكم وللمسلمينَ السعادةَ في الحياةِ وبعد المماتِ.

هذا واعلموا أنَّ الأمواتَ أحوجُ ما يكونونُ في قبورِهم إلى أعمالِ الخيرِ التي تُرفع بها الدرجاتُ، وتـُمحى بها السيئاتُ، من صدقةٍ ودعاءٍ وإحسانٍ، فلا تبخلوا بما تستطيعون.

واعلموا أنَّ منْ كانَ باكيًا فليبكِ على نفسِه، وما رحيلُ هؤلاءِ الأحبابِ إلا إنذارٌ لنا بأنَّنا قريبًا عن هذه الدنيا راحلونَ، ولها مفارقونَ، فهل أحسنَّا العملَ؟ قالَ-تعالى-: (إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ*ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِندَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ)، وقال-صلى اللهُ عليهِ وسلمَ: "جاءني جبريلُ فقالَ: يا محمدُ: عِشْ ما شئتَ فإنَّك ميتٌ، وأحببْ من شئتَ فإنَّك مفارِقُه، واعملْ ما شئتَ فإنَّك مجزيٌّ به".

النّفسُ تبكي على الدّنيا وقد علمتْ*

                      أنَّ السلامةَ فيها تركُ ما فيها

لا دارَ للمرءِ بعدَ الموتِ يسكنُها*

                         إلّا التي كانَ قبلَ الموتِ بانيها

فإنْ بناها بخيرٍ طابَ مسكنُه*

                        وإنْ بناها بشرٍّ خابَ بانيها

أموالُنا لذوي الميراثِ نجمعُها*

                        ودُورنا لخرابِ الدّهرِ نَبنيها

فهلْ قدمْنا بين أيدينا من الأعمالِ الصالحةِ ما يكونُ سببًا في نجاتِنا؟ هل سينفعُنا في قبورِنا دمعةٌ تُذرفُ، أو قلبٌ يئنّ وينـزفُ؟

سبحانَ اللهِ، والحمدُ للهِ، ولا إلهَ إلا اللهُ، واللهُ أكبرُ.

اللَّهُمَّ اغفرْ لنا وللمسلمينَ، وارحمْنا وارزقْنا.

اللَّهُمَّ أصلحْ وُلاةَ أُمورِنا وأُمورِ المسلمينِ وبطانتَهم، ووفقهمْ لرضاكَ، ونَصرِ دِينِكَ، وإعلاءِ كَلمتِكَ.

اللَّهُمَّ الطفْ بنا وبإخوانِنِا المستضعفينَ في غزةَ وبلادِ الشامِ، وغيرِها من بلادِ المسلمينَ، الطفْ بنا وبهم على كلِ حالٍ، وبَلِّغْنا وإياهُم من الخيرِ والفرجِ والنصرِ منتهى الآمالِ.

اللَّهُمَّ أصلحْ لنا وللمسلمينَ الدِّينَ والدُنيا والآخرةَ، واجعلِ الحياةَ زيادةً في كلِّ خيرٍ، والموتَ راحةً منْ كلِّ شرٍ.

اللَّهُمَّ اهدنا والمسلمينَ لأحسنِ الأخلاقِ والأعمالِ، واصرفْ عنا وعنهم سيِئها.

اللَّهُمَّ إنَّا نسألك لنا ولوالدِينا وأهلِنا والمسلمينَ من كلِّ خيرٍ، ونعوذُ ونعيذُهم بك من كلِّ شرٍ، ونسْأَلُكَ لنا ولهم العفوَ والْعَافِيَةَ في كلِّ شيءٍ.

اللَّهُمَّ صلِ وسلمْ وباركْ على نبيِنا محمدٍ، والحمدُ للهِ ربِ العالمينَ.

المرفقات

1723136370_مواساةُ الفاقدين-5-2-1446هـ-مستفادة من خطبة الشيخ محمد الهاجري.docx

1723261391_مواساةُ الفاقدين-5-2-1446هـ-مستفادة من خطبة الشيخ محمد الهاجري.pdf

المشاهدات 738 | التعليقات 0