مواساة.

عاصم بن محمد الغامدي
1438/05/06 - 2017/02/03 07:14AM
[align=justify]الخطبة الأولى:
الحمدُ للهِ رب العالمين، حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، كما يحب ربنا ويرضى، وكما ينبغي لكرم وجهه وعز جلاله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا، أما بعد عباد الله:
فأوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى، فهي وصيته للأولين والآخرين، وبها تكون النجاةُ في يوم الدين، {وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ غَنِيًّا حَمِيدًا}.
عباد الله:
يقع على الناس من هموم الحياةِ شيءٌ كثيرٌ، رُبَّما يَضِيقُونَ منه وَيَبْرَمُون، وَيَتْعَبُونَ وَيَمْرَضون، فمن خَسِرَ مالاً، أو فَقَدَ وظيفةً، أو فاتَه منصبٌ، فقد ذاق شيئًا من الهمِّ، وعدَّ ذلك من جملة المصائب، أما القرآن الكريم فقد ذكر عموم المصائب في آيات عديدة، ولم يسمِّ شيئًا بعينه مصيبةً غيرَ الموت، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ إِنْ أَنْتُمْ ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَأَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةُ الْمَوْتِ}.
وإنها لمصيبة عظيمة، تقطع المرء عن عمله، وتفرق بينه وبين أهله.
ولولا الثقة بموعود الله، وأن هذه الحياةَ تعقبها حياةٌ أخرى ينَعَّمُ فيها الصالحون، لما طابت فيها نفس مؤمن.
ولو كُشفَ لأحد منا غطاء القلوب، لوجد في كل قلبٍ قصةَ ألم، أو حكايةَ حزن، فما منا إلا وقد فقد عزيزًا، أو وارى قريبًا، أو فارق حبيبًا.
وصدق الله جلَّ جلاله: {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ}، أي في مشقة.
وهذه المصيبة إذا وقعت، تأثر بها أكثرَ ما يكون أهلُ الميت وأصدقاؤه، وربما وصل الأمر ببعضِهم إلى شِدَّة المرضِ، أو اليأسِ من الحياةِ.
فيا من أوجَعهُ فراقُ أبيهِ، أو هدَّه وداعُ أمِّه، أو كُلم بابنه أو بنته، أو فارق زوجه، أو دفن صديقه، لستَ بأولِ مصابٍ في هذه الدنيا ولا آخر مصاب، ولو سلم أحدٌ من الموتِ، لكان خيرَ البشر صلوات الله وسلامه عليه، لكنَّ كتاب الموتِ لا يستثني أحدًا، قال عليه الصلاة والسلام في مرضِ موتِه: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَيُّمَا أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ، أَوْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أُصِيبَ بِمُصِيبَةٍ، فَلْيَتَعَزَّ بِمُصِيبَتِهِ بِي عَنِ الْمُصِيبَةِ الَّتِي تُصِيبُهُ بِغَيْرِي، فَإِنَّ أَحَدًا مِنْ أُمَّتِي لَنْ يُصَابَ بِمُصِيبَةٍ بَعْدِي أَشَدَّ عَلَيْهِ مِنْ مُصِيبَتِي». [رواه ابن ماجه وصححه الألباني].
ومن رحمة الله بنا أن المصائبَ ترفعُ الدرجاتِ، والآلامَ تكفِّرُ الخطيئات، قال صلى الله عليه وسلم: «مَا يُصِيبُ الْمُؤْمِنَ مِنْ شَوْكَةٍ فَمَا فَوْقَهَا إِلَّا رَفَعَهُ اللهُ بِهَا دَرَجَةً، أَوْ حَطَّ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةً». [رواه مسلم].
فالتزم الصبر، واربط قلبك بلجام التقوى، والتسليم بقضاء الله وقدره، فكلنا في هذه الدنيا مؤقتون، والحياة الحقيقية هي الحياة الآخرة.
والصابر هو الذي وَقَرَ في قلبِه، أنَّه وجميعُ العبادِ مملوكون للهِ تعالى، يتصرفُ بهمْ كما يشاءُ، ويصنع بهمْ ما يريدُ، وأنَّهم راجعون إليه في الآخرةِ، فإذا وقعت عليه المصيبة تسلَّى بقوله: {إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ}.
والصبر الكاملُ الأجرِ والثوابِ، هو الصبرُ عند الصدمةِ الأولى التي تفجعُ القلبَ، وتدخلُ عليه في غفلةٍ مِنه، مَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِامْرَأَةٍ تَبْكِي عِنْدَ قَبْرٍ، فَقَالَ: «اتَّقِي اللَّهَ وَاصْبِرِي»، قَالَتْ: إِلَيْكَ عَنِّي، فَإِنَّكَ لَمْ تُصَبْ بِمُصِيبَتِي، وَلَمْ تَعْرِفْ أنَّه النبيُّ عليه الصلاة والسلام، فَقِيلَ لَهَا: إِنَّهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَتَتْ بَابَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمْ تَجِدْ عِنْدَهُ بَوَّابِينَ، فَقَالَتْ: لَمْ أَعْرِفْكَ، فَقَالَ: «إِنَّمَا الصَّبْرُ عِنْدَ الصَّدْمَةِ الأُولَى». [رواه البخاري].
ولا تتصورْ أنَّكَ واحدٌ في مصيبتِكَ، فما من شخصٍ إلا وفقدَ بعضَ أحبابه، أصبحَ وهمْ معهُ، وأمسى يترحمُ عليهِم، ومنْ عَرَفَ أنَّ له في مصيبتِه شركاءَ، وأنَّ لهذه المصيبةِ أمثالٌ، خفَّ عنهُ بعضُ ما يلقى.
وتذكَّر أن الموتَ الذي سبقَ إليهم، آتٍ إليك في يومٍ ما، فاحرص أن يأتيَك وأنتَ مستعدٌ، وأن تموتَ على الإسلام الذي ماتوا عليه، واجتهدْ في الدعاء لهم ليكونوا من أهلِ الصلاحِ الذينَ يرحمُهم ربُّهم، عسى أن تَكونوا ممن قال الله تعالى عنهم: {الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ}.
عباد الله:
قبل عشرِ سنواتٍ تقريبًا، توجَّهَتْ أسرةٌ مكونةٌ من أبٍ وأمٍ، وثلاثِ بناتٍ وأربعةِ أبناء إلى إحدى المدن وسَط المملكة، وفي الطريق حصلَ لهم حادثٌ، ماتوا فيه جميعًا -رحمهم الله- إلا ثلاثة ابنٌ وبنتٌ، وأبٌ لا زال في المستشفى إلى هذهِ الساعةِ، شافاه الله وعافاه.
وأسرةٌ أخْرى كانتْ عائدةً من رحلةٍ عائليةٍ، ركبَ الأبناءُ الخمسةُ سيارةً، وركبَ والداهم في سيارةٍ أخرى أمامهم، وفي طريق العودةِ حَصَلَ لسيارةِ الأبناءِ حادثٌ ماتوا فيهِ جميعًا رَحِمَهُم اللهُ.
وقبل عدَّةِ سنواتٍ حصلَ لشخص حادثٌ لا زال بسببه منوَّمًا في غيبوبة لا يُدرى ما وراءها شافاه الله وعافاه.
وكمْ من طفلٍ فقدَ جميعَ أهلهِ في يومٍ واحدٍ، فعاش يُتْمَ الأب ويُتْمَ الأمِّ وَفَقْدَ الإخوةِ.
ولو فتَّشتَ في المواقف التي مرَّت بك، لوجدتَ أنَّ كثيرًا من المصائب أكبرُ من مصيبتك، ومن رأى مصيبةَ غيرِه هانت عليه مصيبتُه، وقد سئل النبيُّ صلى الله عليه وسلَّم: أَيُّ النَّاسِ أَشَدُّ بَلَاءً؟ فَقَالَ: «الأَنْبِيَاءُ ثُمَّ الأَمْثَلُ فَالأَمْثَلُ، فَيُبْتَلَى الرَّجُلُ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ، فَإِنْ كَانَ دِينُهُ صُلْبًا اشْتَدَّ بَلَاؤُهُ، وَإِنْ كَانَ فِي دِينِهِ رِقَّةٌ ابْتُلِيَ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ، فَمَا يَبْرَحُ البَلَاءُ بِالعَبْدِ حَتَّى يَتْرُكَهُ يَمْشِي عَلَى الأَرْضِ مَا عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ». [رواه الترمذي وقال: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ].
أيها المسلمون:
مما يسلِّي المرءَ عند فقدِ أحبابِه، تذكُّر ذهابهم إلى من هو أرحمُ بهم من والديهم والناس أجمعين، قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ لِلَّهِ مِائَةَ رَحْمَةٍ أَنْزَلَ مِنْهَا رَحْمَةً وَاحِدَةً بَيْنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالْبَهَائِمِ وَالْهَوَامِّ، فَبِهَا يَتَعَاطَفُونَ، وَبِهَا يَتَرَاحَمُونَ، وَبِهَا تَعْطِفُ الْوَحْشُ عَلَى وَلَدِهَا، وَأَخَّرَ اللهُ تِسْعًا وَتِسْعِينَ رَحْمَةً، يَرْحَمُ بِهَا عِبَادَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ». [رواه مسلم].
وقال عليه الصلاةُ والسلامُ: «إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ الرَّحْمَةَ يَوْمَ خَلَقَهَا مِائَةَ رَحْمَةٍ، فَأَمْسَكَ عِنْدَهُ تِسْعًا وَتِسْعِينَ رَحْمَةً، وَأَرْسَلَ فِي خَلْقِهِ كُلِّهِمْ رَحْمَةً وَاحِدَةً، فَلَوْ يَعْلَمُ الكَافِرُ بِكُلِّ الَّذِي عِنْدَ اللَّهِ مِنَ الرَّحْمَةِ لَمْ يَيْئَسْ مِنَ الجَنَّةِ، وَلَوْ يَعْلَمُ المُؤْمِنُ بِكُلِّ الَّذِي عِنْدَ اللَّهِ مِنَ العَذَابِ لَمْ يَأْمَنْ مِنَ النَّارِ». [رواه البخاري].
ومما يسلِّي المرءَ كثرة الدعاء، بأن يجبر الله مصابه، ويغفر لميته، ويجمعهم معًا في جنَّتِه.
والمُحِبُّ الصادقُ من وَصَلَ حبيبَهُ بعد وفاته بصدَقةٍ أو دعاءٍ أو عملٍ صالحٍ مما يصل ثوابه للأمواتْ.
جعلنا الله ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وغفر لنا ولموتانا ولجميع المسلمين الأحياء منهم والميتين.

الخطبة الثانية:
الحمدلله وحده، وصلى الله وسلم على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين، أما بعد أيها المسلمون:
فدينُ الإسلام دينُ الترابطِ والتواصلِ، ومن أبرزِ المواقفِ التي يتأكَّد فيها ذلك، ما يُشْرَعُ لنا عند وقوع مصيبةِ الموت، مِنْ تعزيةِ أهلِ الميتِ والوقوفِ معهم وتسليتِهم، فلمَّا جَاءَ نَعْيُ جَعْفَرٍ رضي الله عنه، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اصْنَعُوا لِأَهْلِ جَعْفَرٍ طَعَامًا، فَإِنَّهُ قَدْ جَاءَهُمْ مَا يَشْغَلُهُمْ». [رواه الترمذي وحسنه الألباني].
وَقَالَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ سِتٌّ» قِيلَ: مَا هُنَّ يَا رَسُولَ اللهِ؟، قَالَ: «إِذَا لَقِيتَهُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ، وَإِذَا دَعَاكَ فَأَجِبْهُ، وَإِذَا اسْتَنْصَحَكَ فَانْصَحْ لَهُ، وَإِذَا عَطَسَ فَحَمِدَ اللهَ فَشَمِّتْهُ، وَإِذَا مَرِضَ فَعُدْهُ، وَإِذَا مَاتَ فَاتَّبِعْهُ». [رواه مسلم].
وأَرْسَلَتِ ابْنَةُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْهِ: إِنَّ ابْنًا لِي قُبِضَ، فَأْتِنَا، فَأَرْسَلَ يُقْرِئُ السَّلاَمَ، وَيَقُولُ: «إِنَّ لِلَّهِ مَا أَخَذَ، وَلَهُ مَا أَعْطَى، وَكُلٌّ عِنْدَهُ بِأَجَلٍ مُسَمًّى، فَلْتَصْبِرْ، وَلْتَحْتَسِبْ»، فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ تُقْسِمُ عَلَيْهِ لَيَأْتِيَنَّهَا، فَقَامَ وَمَعَهُ بعضُ الصحابةِ فَرُفِعَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصَّبِيُّ وَنَفْسُهُ تَتَقَعْقَعُ، فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ، فَقَالَ سَعْدٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا هَذَا؟ فَقَالَ: «هَذِهِ رَحْمَةٌ جَعَلَهَا اللَّهُ فِي قُلُوبِ عِبَادِهِ، وَإِنَّمَا يَرْحَمُ اللَّهُ مِنْ عِبَادِهِ الرُّحَمَاءَ». [رواه البخاري ومسلم].
عباد الله:
الحياةُ قصيرةٌ لا تستحقُّ لأجلها الحقدَ والبُغْضَ، ولا الصدَّ والهجر، والموتُ لا يستأذن أحدًا، وغدًا سنكون كلنا ذكرياتٍ وأخبارًا، فتمسَّكوا بأحبتكم وأصدقائكم، واغفروا زلاتِهم في حقكم، وكونوا كيوسف عليه السلام مع إخوته، ولا تنتظروا ساعة النعيِ، فإنَّ الندمَ عندها لا ينفعُ، وسيبقى جرحًا في القلب لا يندمل، قال أحد الصالحين رحمهم الله: وقع بيني وبين صديق خلاف أعقبه هجر، ولم يحسن بعض من حولنا التعاملَ معنا فزادونا فرقة، وجلستُ يومًا مع نفسي وقد ثقل علي الهجر والقطيعة، ثم ذهبتُ إلى صديقي وطرقت باب منزله، فخرج إليَّ مشدوهًا لا يصدق عينيه، فقلت له لقد جئت أصالحك، فأدخلني إلى منزله، وعاتبني وعاتبته، فنفضنا بالعتاب الغبار عن مودتنا، فعدنا كما كنَّا.
إنها والله خطوة واحدة، تصلون بها إلى أنس الحب، ومتعة الود، وتسترجعون بها الزوجة المهاجرة، والصديق المخالف، فلا تترددوا.
تزود من التقوى فإنك لا تدري *** إذا جنَّ ليلٌ، هل تعيش إلى الفجر؟
فكم من عروسٍ زَيَّنُوهَا لزوْجِها *** وقد قُبِضَتْ أَرْواحُهم ليلةَ القدرِ
وكم من صحيحٍ ماتَ من غيرِ عِلَّةٍ *** وكم من سقيمٍ عاشَ حينًا من الدَّهرِ
وكمْ من فَتى أَمسى وأصبحَ ضاحكًا *** وقد نُسجَتْ أكفانُه وهوَ لا يدري
وكم ساكنٍ عندَ الصباحِ بِقصرهِ *** وعندَ المسَا قد كان من ساكني القبرِ
فداومْ على تقوى الإلهِ فإنَّها *** أمانٌ من الأهوالِ في موقفِ الحشْرِ
اللهم ارحم جميع موتى المسلمين الذين شهدوا لك بالوحدانية ولنبيك بالرسالة، وماتوا على ذلك، اللهم اغفر لهم وارحمهم، وعافهم واعف عنهم، وأكرم نزلهم، ووسع مدخلهم، ونقِّهم من الذنوب والخطايا كما يُنقَّى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم آنس وحشتهم في قبورهم، واجعلها رياضًا من رياض الجنة، ومدَّ لهم فيها مد أبصارهم يا أرحم الراحمين.
اللهم اغفرْ لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا، واجعلنا من عبادك الصالحين المصلحين.
اللهم ارزقنا اليقين بما عندك، والصبر على أقدارك، والرضا بالقضاء يا أرحم الراحمين.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، واحم حوزة الدين، واجعل هذا البلد آمنًا مطمئنًا سخاء رخاء وسائر بلاد المسلمين.
اللهم أبرم لهذه الأمة أمرًا رشدًا يعز فيه أولياؤك ويذل فيه أعداؤك، ويؤمر فيه بالمعروف، وينهى فيه عن المنكر.
اللهم كن لِإِخْوَانِنَا الْمُسْتَضْعَفِينَ فِي كل مكان، اللَّهُمَّ أفرغ عليهم صبرًا وثبت أقدامهم وانصرهم على القوم الكافرين،اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِطاغية الشام وأعوانه وأزلامه، اللهم عليك بملاليِّ إيران الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون، اللهم عليك بالصهاينة المحتلين، اللهم عليك بالوثنيين والصليبيين، اللهم أرنا فيهم عجائب قدرتك، اللهم اشدد وطأتك عليهم، واجعلها عليهم سنين كسنيَّ يوسف، يا قويُّ يا عزيز.
وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
[/align]
المشاهدات 1835 | التعليقات 0