مهمات مسائل المسح على الحوائل (خطبة)

محمد بن مساعد السعد
1437/03/25 - 2016/01/05 13:11PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فمرافقه نسخة من خطبة بعنوان "مهمات المسح على الحوائل" من إعداد العبد الفقير
وقد كتبت على عجالة وارتجالاً
فآمل النشر والإحاطة لمن يرغب من الزملاء الكرام
المرفقات

خطبة المسح.docx

خطبة المسح.docx

المشاهدات 2413 | التعليقات 4

جزيت خيرا ونفع الله بك شيخ محمد حبذا
لو تنسخ الخطبة متكرما لتبقى ظاهره حتى يسهل مطالعتها وقراءتها والاستفادة منها، مع وجود المرفق لمن أراد التحميل والطبع.


شكر الله لكم فضيلة الشيخ وما تفضلتم به يكون ويستدرك مستقبلاً بإذن الله


إن الحمد لله نحمده ونستعينه ... أما بعد:-
فإن الوصية المبذولة لي ولكم –ياعباد الله- هي تقوى الله فإنها وصية الله للأولين والآخرين قال تعالى: (ولقد وصينا الذي أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله).
ثم اعلموا أن أهم الواجبات في الحياة هي تعلم أحكام الدين خاصة مايتعلق بأركانه، وأهمها الصلاة فهي عموده، والتفقه في شرائطها عز الدنيا والآخرة
الدينُ رأس المال فاستمسك به *** فضياعه من أعظم الخسران
والحاجة متجددة للتذكير ببعض مسائل الطهارة في مواسم معينة؛ ففي فصل الشتاء يضطر الناس للبس الحوائل حمايةً لأنفسهم من زمهرير البرد، وهي متعلقة بشريعة الوضوء التي هي من أهم شرائط الصلاة، ولكثرة السؤال عن أحكامها وانتشار الجهل في دقائقها، ولأن القادر على التعلم غير معذور جاءت هذه الخطبة لعجم الحروف في مهمات مسائل المسح على الحوائل وانتظمت في المسائل والأمثلة لإيضاح الحقائق والصور.
أيها المسلمون: إن مما تواتر جوازه هو المسح على الخفين ولم ينكره إلا بعض أهل البدع، بل ورد فيه مئة حديث. قال الإمام أحمد: ليس في نفسي من المسح شيء، فيه أربعون حديثًا عن رسول الله . بل عده العلماء في باب العقائد وجعلوه رمزًا لأهل السنة والجماعة.
مما تواتر حديثُ من كذب ** ومن بنى لله بيتًا واحتسب
ورؤيــــــةٌ شفـــــــــاعةٌ والحوضُ ** ومسحُ خفينٍ وهذي بعضُ
وعليه؛ فمن لبس جوربًا وهو ماصنع من الجلود أو لبس خفًا وهو ماصنع من القطن أو نحوها من الحوائل التي تغطي الرجلين جاز له المسح عليه، فقد مسح النبي  على الخفين كما في الصحيحين ومسح أصحابه .
أيها المؤمنون: اعلموا أن مدة المسح يوم وليلة للمقيم أي أربع وعشرين ساعة، وثلاثة أيام بلياليهن للمسافر أي اثنان وسبعون ساعة، وهذا التوقيت ثابت عن رسول الله  في الصحيح من حديث علي .
ويبدأ احتساب هذه المدة من أول مسح على الخف، فمن لبس الجورب الساعة السابعة صباحًا ولم يمسح عليه إلا الساعة الرابعة عصرًا من يوم الجمعة مثلاً؛ فإن مدة المسح تنتهي في الساعة الرابعة من عصر يوم السبت ولا تنتهي في الساعة السابعة من يوم السبت. وقل مثل ذلك للمسافر إلا أن مدته أطول.
ولا يعتد بهذا المسح إلا إن كان الجورب طاهرًا غير نجس، وكان مغطيًا للكعبين ؛ فإن كان الجورب نجسًا أو لايغطي الكعبين فلا يجزئ المسح عليه.
عباد الله: ومن مسح هو مقيم ثم سافر فإنه يُتِم مسح مسافر ومن مسح وهو مسافر ثم رجع لبلده فتنقطع عنه مدة مسح السفر وتلزمه مدة المقيم
فمثلاً: إذا مسح المقيم عصر الجمعة ثم سافر فإن مدة مسحه لا تنتهي إلا عصر يوم الإثنين، وإذا مسح المسافر عصر الجمعة ثم رجع لبلده فتنتهي مدة مسحه عصر يومِ السبت ولا تنتهي يوم الإثنين لأن أحكام السفر تنتهي بوصوله لبلده.
ولو فرضنا أن المسافر مسح عصر الجمعة وبقي في سفره إلى يوم الأحد ثم رجع لبلده فإن مدة المسح تنتهي بمجرد دخوله لبلده. لأنه مسح يومين في سفره وإذا وصل لبلده أصبحت المدةُ يومًا وقد انتهت.
أيها المحبون للعلم: تعلّموا أنه ينبغي الحرص على سلامة الجورب والخف وأن يكون صفيقًا، ومن كان مقتدرًا فينبغي له ألا يمسح على جورب مخرّق أو مفتوق، ومن نسي أو أعوز جاز له المسح على المخرق.
أما الجورب الشفاف فلا فائدة منه في دفءٍ بل هو للزينة والأحوط ترك المسح عليه، ومن مسح عليه صح مسحه عن بعض الفقهاء.
عباد الله: كل حائل صفيق يغطي الكعبين يجوز المسح عليه أما الجوارب المسماة بـ(الجزمات) أو الكنادر –أكرمكم الله- فلا يجوز المسح عليها مالم تغطِّ الكعبين.
ومن لبس جوربًا على جورب كمن لبس شُرّابًا فوق شرابٍ آخر جاز له المسح على الفوقاني إذا لبسه على طهارة، وتحسب المدة بدءًا من المسح على التحتاني؛ إلا إن لبسهما جميعًا في وقت واحد فالمدة من الفوقاني.
أيها المسلمون: إن الله سبحانه أباح المسح على الخفين رحمة بعباده وتخفيفًا عليهم، والله يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه، ولهذا من خلع خفه أو جوربه فإنه يجب عليه أن يتوضأ ويغسل رجله بالماء إذا أراد الصلاة ؛ لأن حكم الرِّجل بعد الخلع هو الغسل فانتهت الرخصة وعليك بالعزيمة.
وإذا انتهت مدة المسح لم يجز المسح مرة أخرى إلا بخلع الجورب ثم الوضوءِ وغسلِ الرِّجل بالماء وبعدها يلبس الجورب ثم يمسح إن أراد، وهذا رأي عامة الفقهاء في المسألتين السابقتين وهو الأقرب والأحوط.
وطريقة المسح أن يَبُل الإنسان كفه ثم يُمِرُّ أصابعه على ظاهر الخفين والجوربين مرة واحدة، أو يبدأ بالخف الأيمن ثم الأيسر .
واعلموا –يارعاكم الله-أن سنة الله في الحياة أن يختلف العلماء في مسائل الفقه والدين لأسباب كثيرة هم فيها معذورون مأجورون، وفي ذلك تخفيف على الأمة، والواجب على المؤمن الحريصِ على دينه أن يأخذ بقول العالم الأورع والأقوى علمًا وديانة وصلاحًا، ولا يجوز تتبعُ الرخصِ وزلاتِ الفقهاء، أو سؤالِ من لا يعلم. زادنا الله وإياكم فقهًا وعلمًا وبصيرة.
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه من كل خطيئة.



الخطبة الثانية:
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه واقتفى أثره إلى يوم الدين ثم أما بعد:-
فاحمدوا الله تعالى على رحمته بكم وأن جعلكم من خير أمة أخرجت للناس، وأرسل إليكم خيرَ رسله وأرحَمهم الذي جاء بالشريعة السمحة و(لن يُشادَّ الدين أحد إلا غلبه) قال تعالى: (يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر)، والتيسير لا يعني التساهل في أمر الدين والشريعة، بل الأخذُ بكل أحكامها وتفاصيلها يُسرٌ بحد ذاته لأنها وضعتْ الآصار والأغلال، فتمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ؛ تفلحوا وتنجحوا، ( وما آتاكم الرسول فخذوه ومانهاكم عنه فانتهوا)
وبعد:- فاعلموا –وفقكم الله لهداه- أن الجبيرة تُمسحُ كلّها، ومن أصيب بجرح وجب عليه غسله بالماء إن كان الجرح في عضو من أعضاء الوضوء، فإن منعه الطبيب من الغسل مسح عليه، فإن لم يستطع وغطى جرحه غسلَ الجبيرة، فإن كان غسلها يُضر به مسح على الجبيرة كلِّها، وإن لم يستطع غسلها ولا مسحَها توضأ ولم يغسل الجبيرة ولا الجرح وتيمم بعد الوضوء.
ولا يجوز المسح على مايسمى بالطاقية والقبعة والشماغ ونحوها، ومن لبّد رأسه بالصمغ أو العسل أو الحناء أو نحو ذلك جاز له المسح عليه، كما لا يجوز المسح على الخفاف والجوارب في الحدث الأكبر أي الجنابة.
وختامًا –يارعاكم الله-ولأننا في زمنٍ كثُر فيه المتخرصون والمدّعون للعلم والفقه والمتجرئون على الفتوى يُسهِّل لهم ذلك قنواتٌ همُّها الربح والشهرة لا حفظُ الدين؛ فيجب علينا أن نعرف من نسأل ومن نستفتي فإن الأمرَ دين، وأنتَ واقف أمام الله ومسؤول، فانظر في خلاص نفسك، ولاتتْبَعِ الرخص، وكما أن العاقل يتخير الطبيب الأبرز والخبيرَ الأفضل، فيفترض منه اختيارُ العالم الذي تبرأ به الذمة قال تعالى: (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون). وليس كل صالحٍ عالمًا، ولا كل مدرس للدين أو أستاذ في الجامعة عالمًا، ولا كل خطيب أو واعظ أو إمام مسجدٍ عالمًا، ولا كلُّ قارئ أو مقرئ أو راقٍ عالمًا ، فإن على العالِم نورُ العلم وبهاؤه، ويميّزه الموفّقون.
ثم صلوا رحمكم الله على خير خلق الله...

المرفقات

https://khutabaa.com/wp-content/uploads/attachment/7/6/2/4/خطبة%20المسح.docx

https://khutabaa.com/wp-content/uploads/attachment/7/6/2/4/خطبة%20المسح.docx


للرفع لشدة البرد والحاجة للجوارب