من وصايا السلف
عبدالله محمد الطوالة
الحمدُ للهِ، الحمدُ للهِ الكريمِ الشّكورِ، الحليمِ الصبورِ، {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ}، {يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ} ..
وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدهُ لا شريكَ لهُ، ولا ربَّ لنا سواهُ، {يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ} ..
وأشهدُ أن محمداً عبدهُ ورسولهُ، ومصطفاهُ وخليلهُ، المبعوثُ بالهدى والرحمةِ والنورِ .. هوَ صفوةُ الباريِ وخاتمُ رُسلِهِ .. وأمينُهُ المخصوصُ منهُ بفضلهِ .. لا درَّ درُّ الشعرِ إنْ لم أُملِهِ .. في مدحِ أحمدَ لؤلؤاً منثوراً ..
..صلَّى اللهُ وسلَّمَ وباركَ عليهِ، وعلى آله وصحبهِ ذوي الفضلِ المشهورِ، والعملِ المبرورِ، والتابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم البعثِ والنشورِ، وسلَّم تسليماً كثيراً.
أمَّا بعدُ: فـ{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئًا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ} ..
معاشر المؤمنين الكرام: المؤمنُ بحاجةٍ دائمةٍ إلى النصيحة الصادقةِ والموعظةِ النافعةِ، التي تُحرك الإيمانَ، وَتُرَقِّقُ الْقَلْبَ، وَتُوقظُ النَّفْسَ، وتزيلُ رواسبَ الغفلةِ، وتُبصرُ بالأخطاء، وتقوِّمُ الاعوِجاجَ، وتحثُ على الاستقامة والتقوى، {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ المُؤْمِنِينَ}..
وعلماءُ الأمُّةِ هُم مصابيحُ الأنوارِ، وينابِيعُ الحكمةِ، وهُم أئِمةُ الدينِ، وورثةُ الأنبياءِ، وهُم في الأرض بمنزلة النجومِ في السماء، بهم يهتدي الحيارى في الظَلماء، يدعون من ضلَّ إلى الهدى، ويُحيونَ بكتاب اللهِ الموتى، ويبصِرونَ بنور اللهِ أهلَ العمى .. وفِي الْحَدِيثِ: «إِنَّ اللَّهَ وَمَلاَئِكَتَهُ وَأَهْلَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ حَتَّى النَّمْلَةَ فِي جُحْرِهَا وَحَتَّى الْحُوتَ لَيُصَلُّونَ عَلَى مُعَلِّمِي النَّاسِ الخَيْرَ» ..
وعلماءُ السلفِ بالذات، عُرِفوا بصفاءِ الأذهانِ، وذكاءِ العقول، وقوةِ الفراسةِ، واللسانِ العربي المبين .. كلامُهم قليـل, لكنه دُرر، كثـيرُ البركة، عظيمُ النفع .. فهم قومٌ نورَ اللهُ قلوبهم، وأجرى الحكمةَ على السنتهم، {وَمَنْ يُؤْتَ الحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا}، وهم كما قال الامام الشافعي: "هم فوقَنا في كُلِّ علمٍ وعقل، ودينٍ وفضل، ورأيُهم لنا خيرٌ مِن رأينا لأنفسنا" .. ولما قيل لحمدون بن أحمد: ما بالُ كلام السلفِ أنفعُ من كلامنا، قال: "لأنهم تكلموا لعزِ الإسلامِ، ونجاةِ النفوسِ، ورضاءِ الرحمن، ونحنُ نتكلمُ لعزِ النفسِ، وطلبِ الدنيا، وقبولِ الخلق" ..
فتعالوا بنا نطوفُ بمجالسهم، نحظرُ دُروسهم، ونغشى حِلقهُم، ننهلُ من عِلمهم، ونستمعُ لنصائِحهم، ونُنصِتُ لوصاياهُم، فهم القوم لا يشقى بهم جليسُهم .. كرّر علي حديثُهم يا حادي .. فحديثهم يجلو الفؤادَ الصادي .. قال زيد بن الحارث رحمه الله: "سمعتُ كلمةً فنفعني اللهُ عزَّ وجلَّ بها ثلاثينَ سنة" ..
ولنبدأ من كبار الصحابةِ رضوانُ الله عليهم أجمعين: فمن أقوالِ ﺍﻟﻔﺎﺭﻭﻕِ رضي الله عنه: "من أراد صفاءَ قلبهِ فليؤثِر اللهِ على شهواتهِ .. فإن القلوبَ المتعلقةَ بالشهوات محجُوبةٌ عن اللهِ بقدر تعلُقِها بها" .. ومن نصائحهِ البليغة: "ﺇﺫﺍ ﺳﻤﻌﺖَ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔَ ﺗُﺆْﺫِيك فطأطئ ﻟﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﺗﺘﺨﻄﺎﻙ .. وقال رضي الله عنه: " كلُّ عملٍ كرهت من أجله الموتَ فاتركه، ثم لا يَضُركَ متى مُتَّ" ..
ومن وصايا أميرِ المؤمنين علي بن ابي طالب رضي الله عنه: قال: "من لانت كلمتهُ، وجبت محبّتهُ" .. وقال رضي الله عنه: "إذا أحبّ الله عبداً ألهمهُ حُسنَ العبادة" .. وقال أيضاً يوصي ابنه الحسن رضي الله عنهما: "يا بني اجعل نفسك مِيزانًا بينك وبين غيرك، فأحبب لغيرِكَ ما تُحبُّ لنفسِك، واكره لهُ ما تكرهُ لها" ..
ومن وصايا الصحابي الجليل عبدالله ابن مسعودٍ رضي الله عنه قال: "تعودوا الخيرَ، فإن الخيرَ عادة .. وقال رضى الله عنه أيضاً: "من أرادَ عِلم الأولينِ والآخرينِ، فليتدبر القرآن" .. وقال أيضاً: "خيرُ ما أُلقيَ في القلوب اليقين" .. قال رضي الله عنه أيضاً: "واللهِ الذي لا إله إلا هو ما على ظهر الأرضِ شيءٌ أحوجَ إلى طولِ سَجنٍ من اللسان" ..
ومن حِكم أمنا الصديقة عائشة رضي الله عنها قالت: "ما تمتع الأشرارُ بشيءٍ إلا تمتعَ الأخيارُ بمثله، وزادوا عليه رضا اللهِ تعالى" .. وكتب إليها معاوية رضي الله عنه أن اكتبي لي كتاباً توصيني فيه ولا تُكثري, فكتبت إليه: من عائشة إلى معاوية، سلام عليك، أما بعد فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من التمس رضا الله بسخط الناس كفاه الله مؤنة الناس, ومن التمس سخط الله برضا الناس وكله اللهُ إلى الناس. والسلام ..
وقال رجلٌ لأبي بن كعب رضي الله عنه: أوصني ,قال: اتخذ كتابَ الله إماماً, وارضَ به قاضياً وحكماً ..
ثم ننتقل إلى وصايا ونصائحِ التابعين ومن بعدهم من كبار علماءِ الأمة وأئمةِ الدين، جزاهم الله عنا وعن أمَّةِ الإسلام خيرا .. فمن وصايا سيد التابعين الإمام الحسن البصري رحمهُ الله قال: "أكثروا من الاستغفارِ .. فإنكم لا تدرون متى تتنزلُ المغفرة" .. وقال رحمه الله: "النفسُ أمارة بالسوء .. فإن عصتْك في الطاعة .. فلا تُطعِها أنت في المعصية" .. وقال أيضاً رحمه الله: " لئن تصحبَ أقواماً يخوفنك حتى يُدركك الأمان، خيٌر لك من أن تصحبَ أقواماً يؤمِنونك حتى يُدركك الخوف .. وقال أيضاً: "من خافَ اللهَ أخافَ اللهُ مِنهُ كلَّ شيءٍ، ومنْ خافَ الناسَ أخافهُ اللهُ منْ كلِّ شيءٍ" ..وقال عن التقوى: "ما زالت التقوى بالمتقين حتى تركوا كثيراً من الحلال مخافةَ الحرام" .. وقال أيضاً: "أحبُّ عبادِ الله إلى الله أكثرُهم لهُ ذِكرا واتقاهُم قلبا" .. كما أن له حِكماً جميلة كأنها الأمثال: من ذلك قولهُ رحمه الله: "من طالَ أملهُ ساءَ عمله" .. وقال أيضاً: "من ساءَ خلُقهُ عذَّبَّ نفسهُ" ..
ومن أقوال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله قال: "إذا أحببتَ أن يدومَ اللهُ لك على ما تُحِبَّ فدُم لهُ على ما يُحِبُّ" .. وقال رحمه الله: "تلينُ القلـوبُ بأكلِ الحلال" .. وقال رحمهُ الله أيضاً: "انو الخيرَ فإنكَ لا تزالُ بخيرٍ ما نويتَ الخير" .. وقال الامام الشافعي رحمهُ الله: "ليسَ إلى السلامةِ من الناسِ سبيلٌ .. فأنظر إلى ما فيه صلاحُك فألزمهُ" .. وقال رحمهُ الله: "همُّ السعيدِ آخرتُه، و همُّ الشقِي دُنياه" .. وللفضيل بن عياضٍ رحمهُ اللهُ أقوالٌ جميلةٌ بليغةٌ رائعة، من ذلك قولهِ رحمه الله: "منْ وجدَ اللهَ فماذا فقدَ ؟ .. ومنْ فقدَ اللهَ فماذا وجدَ ؟ .. وقال رحمهُ الله أيضاً: "إنما يهابُكَ الخلقُ على قدر مهابتِك لله" .. وقال أيضاً: "من خافَ اللهُ دَلهُ خَوفهُ على كُلِّ خير".. ومن أقواله البليغة جداً قولهُ رحمهُ الله: "بقدر ما يصغرُ الذنبُ عندك، بقدر ما يعظمُ عند الله، وبقدر ما يعظمُ الذنبُ عِندك، بقدر ما يصغرُ عند الله" .. وقال بلال بن سعد رحمه الله في هذا المعنى الجليل: "لا تنظر الى صِغرِ المعصيةِ ولكن انظر الى عَظمةِ من عَصيتَ" ..
ومن أقوال الأمام سفيان الثوري رحمه الله قال: "انظر درهمك من أين هو، وصلِّ في الصف ألأخير" .. ومن أقوال الإمام يحيى بن مُعاذ رحمه الله قال: "لا تستبطئ الإجابة وقد سددت طرقاتها بالذنوب" ..
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: {وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ * وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ * وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ * يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ * يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ * وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ * وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ} ..
بارك الله لي ولكم في القرآن ...
.
الحمد كما ينبغي لجلاله وجماله وكماله وعظيم سلطانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيماً لشأنه، وأشهد أن محمد عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه صلى الله ....
أما بعد فاتقوا عباد الله وكونوا مع الصادقين، وكونوا ممن يستمع القول فيتبع أحسنه، أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم اولو الألباب ..
معاشر المؤمنين الكرام: ولا زلنا مع وصايا سلفنا الصالح، رحمهم الله وجزاهم عنا كل خير .. ولا تزالُ النصائحُ الغاليةُ والوصايا النفيسةُ تتابعُ علينا من علماءِ السلف وأئمةِ الدين ..
فمن أقوالِ الإمامِ إبراهيم بن أدهم رحمه الله الرائعة: "من عرف ما يطلب .. هان عليه ما يبذُل" .. وقال رحمه الله: "من منعَ نفسهُ هواها، فقد استراحَ من الدنيا وبلاها، وحُفظَ من شرِها وأذاها" .. وقال سُفيان الثوري رحمه الله لجلسائه: لو كان معكم من يرفعُ حديثكم للسلطان فهل كُنتم تتكلمون بشيء قبيح ؟ قالوا : لا .. قال: فإن معكم من يرفع حديثكم إلى الله عز وجل، وقال عمرو بن قيسٍ رحمه الله: "إذا بلغكَ شيءٌ من الخير فاعمل به ولو مرةً، تكن من أهله" .. وقال أبو سليمان الداراني رحمه الله: " كُلُّ ما أشغلَك عن الله فهو شُؤم" .. وقال أيضاً: "من اشتغلَ بعيب نفســه شُغل عن عيوب الناس" .. وقال مالك بن دينار رحمه الله: "ما تنعَّمَ المتنعِمون بمثل ذِكرِ اللهِ" .. وقال أيضاً: "اتخذ طاعةَ الله تجارةً تأتكَ الأرباحُ من غير بضاعةٍ" .. وقال ابن المبارك رحمهُ الله: "ما الذُّلُّ إلاّ في الطمع" .. وقيلَ لهُ اجمعَ لنا حُسنَ الخلقِ في كلمةٍ، قال رحمه الله: "لا تغضب" .. وقال الأحنفُ بن قيسٍ رحمه الله:" كثرةُ الأماني من غرور الشيطان" .. وقال ابن الجوزي رحمه الله: "من تَفَكَّرَ في عواقب الدنيا أخذَ بالحذر، ومن أيقن بطول الطريقِ تأهبَ للسفر" .. وقال أيضاً: "أسفاً لعبدٍ كلما كثرت أوزارهٌ قلَّ استغفارهُ .. وكلما قربُ من القبورِ زادَ عِندهُ الفُتور" .. وقال ابن يحيى بن أبي كثيرٍ: "تعلموا النَّيةَ فإنها أبلغُ من العمل" .. وقال الإمام الساجي رحمه الله: "لو لم يكن للهِ ثوابٌ يُرجى، ولا عقابٌ يُخشى، لكان أهلاً لأن يُطاع فلا يُعصى، ويُذكر فلا يُنسى، اما تسمعُ لقولِ موسى عليه السلام: {وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى} .. وقال بشرُ بن الحارثِ رحمه الله: "لو تفكَّرَ الناسُ في عظمة اللهِ لما عَصَوهُ" .. وقال يوسفُ بن أسباطٍ رحمه الله: "غايةُ التواضُعِ: أن تَخرجُ من بيتك فلا تلقى أحداً إلا رأيتَ أنهُ خيرٌ مِنك" ..
ونختمُ بوصايا شيخي الاسلام ابنُ تيميةَ وتلميذهُ ابن القيمِ رحمهما اللهُ: فمن جميلِ أقوالِ شيخ الإسلام بن تيمية رحمهُ الله قال: "بالصبر واليقين؛ تُنالُ الإمَامَةُ في الدِّين" .. وقال رحمه الله: "من أرادَ السعادةَ الأبدِيةَ، فليلزم عَتبةَ العُبوديةَ" .. وقال ايضاً: "من اعتادَ التسبيحَ قبلَ نومهِ .. أُعطِي نشاطاً في قضاء أمورهِ .. وقوةً في عبادتهِ" .. ومن أقوال الإمامِ ابن القيمِ رحمه الله: "على قدرِ نيةِ العبدِ وهمتهِ .. يكونُ توفيقُ اللهِ لهُ وإعانتهُ" .. وقال أيضاً: "عِمَارةُ القلبِ بالذكرِ والخشيةِ .. وخرابهُ بالأمن والغفلةِ" .. وقال أيضاً: "نَصِيبُكَ مِنْ مَحَبَّةِ اللهِ عَلَى قَدْرِ ذِكْرِكَ لَهُ، فمن أحبَّ شيئاً أكثرَ من ذكرهِ" .. وقال أيضاً: "كيفَ يكونُ عاقلاً منْ باعَ الجنَّةَ بما فيها بشهوة ساعةٍ" .. ومن حكمهِ المأثورة رحمه الله قال: "من عابَ أخاهُ بذنبٍ لم يمُت حتى يفعلَهُ, فإياكَ والشماتةُ بأخيك، فيعافيهِ اللهُ ويبتليك" ..
والوصيةُ المكررة: يا ابن آدمَ عِش ما شئت فإنك ميت، وأحبب من شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك مجزي به، البر لا يبلى والذنب لا ينسى، والديان لا يموت، وكما تدين تدان ..
اللهم صل على محمد ..
شبيب القحطاني
عضو نشطجزاك الله خيرا
تعديل التعليق