من معاني الحج

حسين الحضرمي
1434/12/13 - 2013/10/18 04:34AM
[font="]من معاني الحج[/font][font="]

[/font]
[font="]الخطبة الأولى[/font]
[font="]الحمد لله الذي فرض على عباده حج بيته الحرام، وجعله مكفراً للذنوب والآثام، ورتب عليه جزيل الأجر والإنعام، أحمده تعالى وأشكره على نعمه العظام، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ذو الجلال والإكرام، وأشهد أن نبينا محمداً عبده ورسوله خير البرية وسيد الأنام، وأفضل من صلى وزكى وحج وصام، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان.[/font]
[font="]أما بعد: فيا أيها المسلمون! اتقوا الله -تبارك وتعالى- فإن تقواه سبحانه العروة التي ليس لها انفصام، والجذوة التي تستضيء بها القلوب والأفهام: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ } [/font]
[font="]عباد الله : في هذه الأيام قضى [/font][font="]ضيوف الرحمن [/font][font="]أيامًا مملوءة بالسعادة وأوقاتًا معمورة بالطاعة والعبادة،[/font][font="] يؤدون الركن الخامس من أركان الإسلام ألا وهو حج بيت الله الحرام. نرى هذه الجموع الغفيرة كيف أتت من كل حدب وصوب. من كل فج عميق أتت لتعظم الله وتكبِّره، وتحمده وتشكره. نعم إن منظر الحج والحجاج شيئ عجيب، ومنظر بهيج، يبتهج به المؤمنون، ويعتزَّ به الموحِّدون، ويغص به المجرمون، وينبهر به الغافلون. [/font]
[font="]لا أظنّ أن تلك المشاهد العظيمة تمضي بلا اتعاظ، أو أن ذلك العدد الضخم يمر بلا اعتبار. لقد حضرت تلك الجموع الغفيرة تجيب دعوة الله لها، عندما نادى بها الخليل إبراهيم عليه السلام ].[/font]
[font="]مجمع عظيم يهتز له العالم، ويرجُف منه الأعداء، وينخلع منه اليهود والنصارى، فهل وعيتم ذلك؟ وهل أحسستم بعظمة هذا الدين، وعظمة أمته؟![/font]
[font="]إن هناك معاني عظيمةً في الحج لا ينبغي أن تخفى على ذوي العقول والبصائر.[/font]
[font="]فمن ذلك أن الحج مؤتمر إسلامي كبير، يدعو إلى وحدة الأمة وتضامنها، فالحجاج يجتمعون في صعيد واحد وفي مكان واحد، يعبدون إلهًا واحدًا، ويرفعون شعارًا واحدًا لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك وهم من قبل قد اجتمعوا في صلاة واحدة وصاموا شهرًا واحدًا، وهم متراصون ومتقابلون، وكل تلك المظاهر الجماعية مؤذنة باجتماع هذه الأمة، اجتماع على الدين وعلى الإسلام، وأنها لن تفلح إلا بهذا الاجتماع والترابط. وفي ذلك تحذير من التنازع والتفرقة، وأنَّ المسلمين ما أُتوا إلا من تفرقهم وتمزقهم، وقد أفلح الأعداء حينما جعلوا من كلمتهم كلمات ومن دعوتهم دعوات ومن خلافتهم دويلات، وقال تعالى: [وَلاَ تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ].[/font]
[font="]ومن معاني الحج أنه تجديد للإيمان وإصلاح للنفس، ويعتري الناس ما يعتريهم من أمراض الفتن والشهوات، فالحج يزخر بمظاهر التوحيد والعبادة، وكل ذلك ماحٍ للخطايا مزيد للحسنات، وفي الحديث: ((من حج فلم يرفُث ولم يفسُق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه)) أخرجاه.[/font]
[font="]ومن معاني الحج أنه صمود في زمن المهانة وشموخ في وقت الضعف، فالأمة يحاط بها في كل مكان، وتتهم في دينها، فيأتي الحج بتلك الجموع ليحيي معاني الصمود والشجاعة، وأن المسلمين يعزّون بعد ذلتهم، ويقوون بعد ضعفهم، ويتجمعون بعد تفرقهم، [وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُوا].[/font]
[font="]ومن معاني الحج أنه رسالة للعالم الكافر أن هذه الأمة لا تراهن على دينها، ولا تساوم على مبادئها، وأنها قوية بربها عزيزة بدينها. فيا لله! كم أخاف ذلك المجمع من كفار، وكم أرهب من أعداء، وكم أخرس من ألسن. إن أمتنا تعلن بذلك الحج تمسكها بدينها واستعصامها بقرآنها، وأنها لن تتخلى عنها، فذلك الدين حياتها وعنوان بقائها ومصدر عزها وظهورها.[/font]
[font="]فأهل الإيمان رغم ما يدب فيهم من ضعف وهوان إلا أنهم بدينهم يستعصمون، ولهم في عباداتهم ما يوقظهم ويحيي نفوسهم؛ كالحج بما فيه من عج وثج وتوحيد ويقين ودعاء وانكسار وخشوع وإخبات.[/font]
[font="]ومن معاني الحج أنه يذكر بالآخرة ففي إحرام العبد في ردائين أبيضين، تذكير له بإدراجه في كفنه، فهذا سفر إلى عرفات، وذاك سفر إلى الموقف العظيم، فإذا لبس الإحرام، ذكره بالكفن، وذكره بيوم الحشر، وذكره بأنه لن يخرج من الدنيا إلا بهذا الكفن الأبيض.[/font]
[font="]خذ القناعة من دنياك وارض بها …لو لم يكن لك إلا راحة البدن[/font]
[font="]وانظر لمن ملك الدنيا بأجمعها …هل سار منها بغير الطيب والكفن؟![/font]
[font="]وفي الإحرام قضايا أخرى: منها المساواة، وهذه من القضايا التي يحرص الإسلام على تقريرها دائماً، فلا يلبس الملوك إلا لباس الإحرام، ولا يرتدي الرؤساء ولا الأغنياء إلا لباس الإحرام، الناس كلهم يشتركون في هذا، فلا تيجان، ولا أكاليل، ولا أساور، فيستوي في الحج لباس الملوك والعبيد ، والكبير والصغير ، والغني والفقير. [/font]
[font="]ومن معاني الحج أنَّّ من يقصد هذا البيت يشعر بمزيد الفخر والاعتزاز، ويقوى عنده الإيمان وهو يرى هذا البيت ويشاهد ازدحام الناس عليه ويرى حرصهم على اقتفاء هدي النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد أتوا من أماكن بعيدة وقطعوا مسافات شاسعة. ومن يتأمل هذا الحج يُدرك خيرية هذه الأمة، وأنها تمرض لكنها لا تموت، وتضعف ولا تتلاشى، وأنها بحاجة لمن يوقظها ويهديها ويبصرها بما ينفعها ويصلح حالها، ومن ذلك اجتماعها في تلك الأماكن المقدسة بكل إيمان وخضوع مع أنها قد اجتمعت على شعارات ضالة وفي ميادين ساقطة وعلى ملاهٍ وسفاهات، ولكنها ما غيرت من حالها شيئا ولا رفعتها من مستنقع الهوان والذلة، بل ما زادتها إلا هوانا، وما زادتها إلا خزيًا وخسرانًا، [وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ].[/font]
[font="]ومن معاني الحج أنه اجتماع باسم الإسلام، جمعهم الله على دينه، وآواهم على شرعه، فلم تجمعهم نعرات ولا عنصريات ولا جنسيات، وإنما جمعهم هذا الدين وألف بينهم هذا الإيمان، وفي ذلك تأكيد أن هذه الأمة لا يؤلفها إلا الإسلام، ولا يجمع شتاتها إلا الإيمان، فهو دين الوحدة والتعاون والتضامن، [وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ].[/font]
[font="]فيا معاشر الإخوان، استبشروا بأمتكم خيرًا، فإنها أمة العدل والقيادة، وبها يسود الأمن والرخاء ويعم الخير والسلام، وإن لها موعدًا مع الله تحكم به العالم وتقيمهم بكتاب الله. وتذكروا أنه بغياب المسلمين عن مسرح القيادة ضلَّ العالم طريقه أصابه التيه وساد الظلم وعمَّت الفوضى واشتعلت الحروب والقلاقل وفقد الناس النور والسعادة والأمن والاطمئنان . لماذا كل ذلك؟ لأن العالم حكَمه من ليس أهلاً لذلك، وحكمه المجرمون بالأهواء والشهوات، وجعلوا دينَهم الهوى وحياتهم الشهوة، فمزقوا العقول، ودمروا الطاقات، وقتلوا الإنسان، ولم يحققوا له أي معنى من معاني النجاة والسعادة.[/font]
[font="]وها هو الرجل الغربي مع ما يحفل به من تقدم حضاري مذهل إلا أنه تعيس في الدين، مفلس في الروح، غير مسرور بتقدمه وحضارته. فكيف تفلح حضارة بلا دين؟! وكيف يسود علم بلا صلاح؟! وها هم الآن يحاولون صناعة السعادة كما صنعوا الصاروخ والدبابة، ولكن هيهات هيهات! إنما يصنع السعادة الدين الحق، وليس الأهواء وميادين الخنا والتعاسات.[/font]
[font="]أدهى من الجهل علم يطمئن إلَى…أنصاف ناسٍ طغوا بالعلم واغتصبوا[/font]
[font="]قا[/font][font="]ل[/font][font="]وا هم البشرُ الأرقى وما أكلوا…شيئا كما أكلوا الإنسان أو شربوا[/font]
[font="]وصدق الله إذ يقول: [يعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ]. [/font]
[font="]أيها المؤمنون، لقد كان الحج ميدانَ اجتماع الأمة بعد تفرّقها، ومنارة عزها بعد هوانها، وكان عنوان حياتها ووجودها، فما ينبغي للأمة أن تَغفلَ عن معانيه وأسراره، فهو توثيق للروابط ومحل للتعارف وتجديد للإيمان وتعميق للأواصر والصلات؛ إذ فيه يتعرّف المسلم على أخيه الآتي من مكان سحيق، فيسمع كلامه، ويبث له أشجانه، ويعينه على قضاء حوائجه.[/font]
[font="]وفي الحج يرى متأمِله أن هذا الدين قد طبق الآفاق وشق الأرجاء، وليس حكرًا على إقليم معين أو بلد معين، فما من بقعة إلا وفيها مؤمنون وصادقون ومخلصون. وحَقَّ لنا أن نفرح بمثل ذلك، وأن هذا الدين له ممثلوه وأنصاره في كل مكان، وأن أهله أو العرب على الخصوص إذا ضيعوه ضيعهم الله واستبدل بهم غيرهم، وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لاَ يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ [محمد: 38]. فهل يجد العرب وغيرهم من المسلمين موطنًا للعزة غير الإسلام؟! فالإسلام هو قوميتهم وهو دعوتهم وحياتهم. وما ذلَّ العرب إلا حينما رفعوا شعارات غير الإسلام، وتجمعوا على غير هداه، فأعقبهم ذلك ذلة في قلوبهم، وهوانًا في أعمالهم وممارساتهم، ولن يرفع الله عنهم ذلك حتى يراجعوا بينهم، قال صلى الله عليه وسلم: ((وجُعل الذلة والصَّغار على من خالف أمري)).[/font]

[font="]با[/font][font="]رك [/font][font="]الله لي ولكم في القرآن العظيم...[/font]


[font="]الخطبة الثانية[/font]
[font="]الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.[/font]
[font="]الوقوف بعرفة، فهو مؤتمرنا العالمي، وهو سر خلودنا في الأرض، الذي نفاخر به أهل الأرض جميعاً، إنهم يجتمعون في مؤتمراتهم، بدعوات، ومراسيم، وأطروحات، وقوانين، أما أهل الإسلام، في يوم عرفة، فيفترشون الأرض، في الشمس المحرقة، التي تلهب الأجساد. [/font][font="]ثم يفيض الله تبارك وتعالى من رحماته على أهل الموقف، فيتجلى للناس في يوم عرفة، ينزل سبحانه إلى السماء الدنيا نزولاً يليق بجلاله، يجمع ملائكته فيقول: ((يا ملائكتي، انظروا لعبادي، أتوني شعثاً غبراً ، أشهدكم أني قد غفرت لهم)) تركوا القصور والبساتين والراحة، وجلسوا على التراب تحت حرارة الشمس.[/font]
[font="]في هذا اليوم العظيم وقف نبينا صلى الله عليه وسلم في ردائين باكياً، أشعث، أغبر، يخاطب الدنيا كلها ويكلم الناس جميعاً . فخطب في مائة ألف ، وأرسى في خطبته تلك قضايا ثلاث:[/font]
[font="]القضية الأولى: القضاء على التمييز العنصري، لقد ألغى محمد صلى الله عليه وسلم كل ألوان التمييز العنصري، وداس عليه بقدميه، وذلك قبل أربعة عشر قرناً من الزمان، في حين أن دولة من الدول في عصرنا الحاضر، تتبجح بأنها أعظم دولة في العالم، لا زالت تفرق بين مواطنيها بحسب ألوانهم!!. أما في الإسلام فلا أبيض ولا أسود ولا أحمر، لا نسب، لا مال، لا جاه [إن أكرمكم عند الله أتقاكم].[/font]
[font="]• وقف النبي ينادي: يا أبا بكر، يا قرشي، يا سيد، أنت وبلال الحبشي أخوان، لا فرق بينكما عند الله إلا بالتقوى، وقف هناك يقول: يا عمر، يا أبا حفص، يا فاروق الإسلام، أنت وصهيب الرومي أخوان، وقف هناك يقول: يا علي أنت وسلمان الفارسي أخوان.[/font]
[font="]أما القضية الثانية: فقد أعلن فيها حقوق المرأة وأنها إنسانة لها شأنها في المجتمع، فهي تمثل نصف الأمة، ثم هي تلد النصف الآخر، فهي أمة كاملة.[/font]
[font="]أما الذين يدعون إلى ما يسمى بحرية المرأة، فأولئك هم أعداء المرأة، وقتلة المرأة، لا يريدون إلا أن تكون المرأة جسداً مشاعاً، يفترسه ذئاب الأرض وكلابها.[/font]
[font="]أما القضية الثالثة: التي قررها رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الموقف العظيم فهي قضية الإنسان، قضية حقوق الإنسان، فقد نادى هذا النبي العظيم بحقوق الإنسان، وأنه لابد أن يكون محترماً له مكانته بين الناس، لا أن يعامل كما يعامل الحيوان.[/font]
[font="]وإذا كان هذا الإنسان مسلماً، وإذا كان هذا الإنسان مؤمناً، ازدادت حرمته، وتأكدت حقوقه. ((إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام، كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا)).[/font]
[font="]• ينظر إلى الكعبة ويقول: ما أعظمك، وما أشد حرمتك، والذي نفسي بيده، للمؤمن أشد حرمة عند الله منك.[/font]
[font="]أيها الناس: من الذي نادى بحقوق الإنسان، من الذي طبق حقوق الإنسان على واقع الحياة.[/font]
[font="]هل جاءت المنظمات العالمية بحقوق الإنسان؟[/font]
[font="]هل طبقت المنظمات العالمية مبادئ حقوق الإنسان؟[/font]
[font="]لا والله، فهؤلاء هم الذين ذبحوا الإنسان، قتلوا الإنسان، سجنوا الإنسان.[/font]
[font="]أما محمد صلى الله عليه وسلم فقد أعلن حقوق الإنسان، واحترام الإنسان، وأعلن أن الله مع الإنسان ما دام هذا الإنسان عابداً لله - عز وجل -.[/font]
[font="]• هذه بعض معاني الحج، ولكن من ذهب إلى هناك، فسوف يعيشها حيّة في الليل والنهار.[/font]
[font="]تقبل الله من الحجيج حجهم، وسمع دعاءهم، وشكر سعيهم.[/font]
[font="]اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين، واجعل هذا البلد آمناً مطمئناً وسائر بلاد المسلمين.[/font]

[font="]اللهم سلم الحجاج والمعتمرين، اللهم تقبل منهم مناسكهم، اللهم أعنهم على أدائها بيسرٍ وسهولةٍ، اللهم اجعلهم متبعين لسنة نبيك صلى الله عليه وسلم.[/font]
[font="]اللهم اجمع كلمة المسلمين على الحق، وانصرهم على أعدائهم يا أرحم الراحمين![/font]
[font="]رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ، رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ.

للعلم الخطبة مجمعة من خطبتين للشيخ حمزة الفتحي والشيخ عائض القرني مع تصرف
[/font]
المشاهدات 1967 | التعليقات 0