من كنت مولاه فعلي مولاه
أبو عبد الله الأنصاري
1435/05/24 - 2014/03/25 00:06AM
[align=justify]
حديثنا اليوم يا معاشر الناس عن عن علم من أعلام أمة الإسلام وبطل من الأبطال , سيد من سادات الدنيا ، وخليفة من خيار خلفاء المسلمين ، نمتع أسماعنا ونضيء صدورنا بشذرات من سيرة أسد من أسود الله ، وزاهد من أعظم الخلق زهداً وتقللاً وعبودية وطاعة ، نقتطف اليوم زهرات من أخبار العالم الحبر الفقيه ، أبي السبطين أمير المؤمنين على بن أبى طالب (عبد مناف) بن عبد المطلب الهاشمي القرشي الأصيل ، أما أمه فهي الصحابية الجليلة السيدة الفاضلة فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف ،وهي أول هاشمية ولدت هاشميًا ، أبو الحسن أكبر أبنائه من فاطمة الزهراء بنت رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ، كناه رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - أبا تراب فكان يفرح إذا نودي بها ، ولد قبل البعثة بعشر سنين .
يقول ابن عبد البر - رحمه الله - : وأحسن ما رأيت في صفة علي – رضي الله عنه - أنه كان ربعة من الرجال إلى القصر ما هو، أدعج العينين، حسن الوجه، كأنه القمر ليلة البدر حسنًا، ضخم البطن، عريض المنكبين، شئن الكفين أغيد، كان عنقه إبريق فضة، أصلع ليس في رأسه شعر إلا من خلفه، كبير اللحية، لمنكبه مشاش كمشاش السبع الضارى، لا يتبين عضده من ساعده، قد أدمجت دمجًا، إذا مسك بذراع رجل أمسك بنفسه فلم يستطع أن يتنفس، وهو إلى السمن ما هو، شديد الساعد واليد وإذا مشى للحرب هرول، ثابت الجنان، قوى شجاع .
- ولقد كان من صنع الله عز وجل لعلىّ بن أبى طالب وما أراده الله له من الخير أن قريشًا أصابتهم أزمة شديدة، وكان أبو طالب ذا عيال كثيرة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - - للعباس عمه - وكان من أيسر بنى هاشم-: يا عباس، إن أخاك أبا طالب كثير العيال، وقد ترى ما أصاب الناس من هذه الأزمة، فانطلق بنا فلنخفف عنه عياله، آخذ من بيته واحدًا وتأخذ واحدًا، فنكفيهما عنه،فقال العباس: نعم.. فانطلقا حتى أتيا أبا طالب، فقالا له: إنا نريد أن نخفف عنك من عيالك حتى ينكشف عن الناس ما هم فيه، فقال لهما: إن تركتما لي عقيلاً فاصنعا ما شئتما، فأخذ رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - عليًا فضمه إليه، وأخذ العباس جعفرًا رضي الله عنه فضمه إليه، فلم يزل على بن أبى طالب – رضي الله عنه - مع رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - حتى بعثه الله نبيًا، فاتبعه علي فأقر به وصدقه، ولم يزل جعفر عند العباس حتى أسلم واستغنى عنه ، طفولته في بيت رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ، فتربي على يديه وزادت عناية رسول الله به بعد إسلامه ، وعمره عشر سنوات ، فكان من السابقين الأولين إلى الإسلام .
- وأما زواجه فأول زوجاته وأشرفهن فاطمة بنت إمام المتقين سيد ولد آدم رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ، وأمها خديجة بنت خويلد ، زوجها النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - علي بن أبى طالب سنة اثنتين من الهجرة بعد وقعة بدر، وجهزها له رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - في قطيفة وقربة ووسادة أدم حشوها نبات يقال له الإذخر ، وولدت له الحسن والحسين وأم كلثوم، وكانت وفاتها بعد وفاة النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - بستة أشهر – رضي الله عنه - .
- وفي بدر برز عتبة وأخوه شيبة وابنه الوليد حمية، فقالوا: من يبارز؟ فخرج فتية من الأنصار ستة، فقال عتبة: لا نريد هؤلاء، ولكن يبارزنا من بنى عمنا، من بنى عبد المطلب، فقال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - -: ( قم يا على، قم يا حمزة، وقم يا عبيدة بن الحارث بن المطلب ) فبارز عبيدة عتبة، وبارز حمزة شيبة ، وبارز علي الوليد بن عتبة ، فأما حمزة فلم يمهل أن قتل شيبة، وعلي قتل الوليد، واختلف عبيدة وعتبة بينهما ضربتان كلاهما أثبتصاحبه، فكر حمزة وعلي بأسيافهما على عتبة فذففا عليه .
- وفي اُحد قام طلحة بن عثمان صاحب لواء المشركين فقال : يا معشر أصحاب محمد إنكم تزعمون أن الله يعجلنا بسيوفكم إلى النار ،ويعجلكم بسيوفنا إلى الجنة ،فهل منكم أحد يعجله الله بسيفي إلى الجنة أويعجلني بسيفه إلى النار؟!فقام إليه علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقال : والذي نفسي بيده لا أفارقك حتى يعجلك الله بسيفي إلى النار ،أو يعجلني بسيفك إلى الجنة ،فضربه عليّ فقطع رجله فسقط فانكشفت عورته فقال:أنشدك الله والرحم يا ابن عمّ. فكبر رسول الله وقال أصحاب عليّ لعلي : ما منعك أن تُجهز عليه ؟ قال : إن ابن عمي ناشدني حين انكشفت عورته،فاستحييت منه.
- اختاره النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - لفتح خيبر قائلاً : ( لأعطين الراية غداً رجلاً يحي الله ورسوله ويحبه الله ورسوله يفتح الله على يديه ) فبات الناس يدوكون ليلتهم أيهم يعطاها ، فلما أصبح الناس ، قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : ( أين علي بن أبي طالب ؟ ) فجيء به فأعطاها الراية ، فانطلق حتى فتح الله عليه خيبر، وكان من صور بطولته فيها أن خرج له مرحب ملكهم ، وهو يقول:
قد علمت خيبر أني مرحب ... شاكي السلاح بطل مُجرب إذا الحروب أقبلت تَلَهَّبُ
فقال له على يرد عليه :
أنا الذي سمتني أمي حيدرة ... كليث غابات كريه المنظرة أُوفيهم بالصاع كيل السندرة
فضرب رأس مرحب فقتله، ثم كان الفتح على يديه .
- ولما توفي رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - بايع علي بن أبي طالب – رضي الله عنه - شيخ أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - الصديق الأكبر ، وقال في أبي بكر الصديق – رضي الله عنه - قولته المشهورة : ( رضيه رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - لديننا أفلا نرضاه لدنيانا ) ، وقد علق المؤرخ ابن كثير الدمشقي على حديث قصة مبايعة علي بن أبي طالب لأبي بكر الصديق فقال: هذا إسناد صحيح محفوظ، وفيه فائدة جليلة، وهي مبايعة على بن أبى طالب، إما في أول يوم، أو في الثاني من الوفاة، وهذان حق، فإن على بن أبى طالب لم يفارق الصديق وقت من الأوقات، ولم ينقطع عن صلاة من الصلوات خلفه ) .
- ثم كان خير وزير وناصح لأخويه عمر وعثمان بعد أبي بكر رضي الله عن الجميع ، فلما قتل عثمان – رضي الله عنه - مظلوماً شهيداً في سبيل الله آل أمر الخلافة إلى علي ، فولي الخلافة خمس سنين وأشهراً ، وفي عهده خرجت الخوارج ومرقت المارقة الذين أخبر النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - صحابته عنهم بقوله : ( تحقرون صلاتكم إلى صلاتهم وصيامكم إلى صيامهم وقراءتكم إلى قراءتهم يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية ) ، وهم أنفسهم قتلة عثمان ذي النورين – رضي الله عنه - ، فخرجوا على علي – رضي الله عنه - ، فقاتلهم في معركة سميت بالنهروان .
- وعلى أيدي هؤلاء المارقين أكرمه الله بالشهادة في سبيله فقُتل أبو الحسن والحسين عليٌ بن أبي طالب – رضي الله عنه - فجر الجمعة في السابع عشر من رمضان على يد الخارجي المارق عبد الرحمن بن ملجم ، تحينه الخبيث ومعه شقيان مثله فكانوا ثلاثة ابن ملجم هذا ووردان وشبيب ، فجلسوا مقابل السدة التي يخرج منها علي، وهم مشتملون على سيوفهم ، فلما خرج جعل يُنهض الناس من النوم إلى الصلاة، ويقول: الصلاة الصلاة فثار إليه شبيب بالسيف فضربه فوقع في الطاق، فضربه ابن ملجم بالسيف على قرنه فسال دمه على لحيته – رضي الله عنه - .
- حسب أمير المؤمنين أبي الحسن – رضي الله عنه - مناقب وفضائل ومكرمات أن أخذ النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - بيده في حجة الوداع ثم قال : ( من كنت مولاه ، فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه ، و عاد من عاداه ) ، قال عمر – رضي الله عنه - لعلي: بخ بخ، أصبحت مولى كل مؤمن ومؤمنة ، يهنئه بذلك .
- وكفاه فخراً أن خاطبه أبو القاسم - صلى الله عليه وآله وسلم - فقال له : ( يا علي ! أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ؟ إلا أنه ليس بعدي نبي ) .
- بل وأي شرف أجل من يقول له رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : ( أنت مني وانا منك ) ، وفي لفظ الترمذي وحسنه الألباني أن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - قال : ( علي مني ، وأنا من علي ، ولا يؤدي عني إلا أنا أو علي ) .
- وأخرج مسلم من حديث علي نفسه قال : ( والذي فلق الحبة وبرأ النسمة انه لعهد النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ألا يحبك إلا مؤمن ، ولا يبغضك إلا منافق ).
- ومن أجلِّ شهادات الذي لا ينطق عن الهوى لأبي الحسن – رضي الله عنه - ما أخبر به سلمة – رضي الله عنه - قال : كان علي قد تخلف عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - في خيبر ، وكان به رمد ، فقال : أنا أتخلف عن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ؟! فخرج علي فلحق بالنبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فلما كان مساء الليلة التي فتحها الله في صباحها ، قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : ( لأعطين الراية ، أو ليأخذن الراية - غدا رجلا يحبه الله ورسوله ، أو قال يحب الله ورسوله - يفتح الله عليه ) ، فإذا نحن بعلي وما نرجوه ، فقالوا : هذا علي ، فأعطاه رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ففتح الله عليه ) .
- وقال - صلى الله عليه وآله وسلم - : ( الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة،وأبوهما خير منهما ) رواه ابن ماجه وصححه الألباني.
- يا معاشر المسلمين : ولا صحة لمزاعم الشيعة الرافضة التي يوجهون فيها التهمة المفتراة لجماهير المسلمين أهل السنة والجماعة بأنهم يبغضون علي بن أبي طالب – رضي الله عنه - أو يقللون من قدره ، كيف يكون ذلك وهو من ملئت كتب أهل السنة بمناقبه وفضائله ومكرماته ، وهو رابع الخلفاء الراشدين المهديين ، وأحد العشرة المبشرين بالجنة ، ويكفيني لتكذيبهم أن أنقل لكم كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله التي يبين فيها مكانة أمير المؤمنين فيقول : ( لا ريب أن علياً – رضي الله عنه - كان من شجعان الصحابة، وممن نصر الله الإسلام بجهاده، ومن كبار السابقين الأوَّلين من المهاجرين والأنصار، ومن سادات من آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله، وممن قاتل بسيفه عدداً من الكفار ) ، وقال أيضاً : ( وأهل السنة متفقون على وجوب موالاته ومحبته، وهم من أشد الناس ذبّاً عنه، ورداً على من طعن عليه من الخوارج وغيرهم من النواصب ) .
الخطبة الثانية
- لم يكن بين أبي الحسن وإخوانه من الصحابة المباركين ما تتخيله عقول الشيعة الرافضة وتفتريه كتبهم من عداوة وخصومة ، فعن محمد بن الحنفية قال: قلت لأبي: أي الناس خير بعد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ؟ قال: أبو بكر، قلت: ثم من؟ قال: عمر، قلت: ثم أنت ؟ قال: ما أنا إلا رجل من المسلمين ، وعن علي – رضي الله عنه - قال: ألا أخبركم بخير هذه الأمة بعد نبيها: أبو بكر. ثم قال: ألا أخبركم بخير هذه الأمة بعد أبى بكر: عمر ، وكان علي – رضي الله عنه - يقول : لا يفضلنى أحد على أبى بكر وعمر إلا جلدته حد المفتري ، قال ابن عبد البر: «وكان معاوية يكتب {أي إلى علي رضي الله عنهما} فيما ينزل به ليسأله عن ذلك,وقد كان معاوية معترفاً بفضل علي وعظيم قدره ، فلما بلغه قتله قال: "ذهب الفقه والعلم بموت ابن أبي طالب ".
- وقد ذكر ابن عساكر لطيفةً أحب أن أذكرها هنا،وهي أن العبد الصالح عمر بن عبد العزيز رحمه الله قال: رأيت–أي في الرّؤيا– رسول الله و أبو بكر وعمر جالسان عنده، فسلـَّمتُ و جلستُ, فقال لي: «إذا وُلـِّيـْتَ من أمور الناس، فاعمل بعمل هذين: أبي بكر و عمر». فبينا أنا جالس إذ أُتِيَ بعليّ و معاوية، فأدخِلا بيتاً و أجيف عليهم الباب،وأنا أنظر,فما كان بأسرع أن خرج علي و هو يقول: «قُضِيَ لي وربُّ الكعبة يا رسول الله». ثم ما كان بأسرع من أن خرج معاوية و هو يقول: (غُـفِـر لي و ربُّ الكعبة يا رسول الله).
- لقي علي – رضي الله عنه - طلحة في موقعة الجمل، وشاء الله أن يُقتل طلحة في هذه الفتنة، ورآه علي مجندلاً في دمائه، فنزل، ومسح التراب عن وجهه، وبكى طويلاً، وقال: أسأل الله أن يجعلني وإياك ممن قال فيهم: ( ونزعنا ما في صدورهم من غل إخواناً على سرر متقابلين ) وعن عمر بن عبد العزيز قال : عندما سئل عما جرى بين الصحابة رضوان الله عليهم: تلك دماء طهر الله منها يدي فلا أحب أن أخضب بها لساني، وقال آخر:(تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ( وفي غيرهما: "تلك دماء طهر الله منها أيدينا فلا نلوث بها ألسنتنا" .
- فبين رحمه الله ان موقف المؤمن من ذلك الكف والإمساك عما شجر بينهم ,وعدم الخوض في ذلك امتثالا لقول النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -: (إذا ذُكِرَ أصحابي فأمسكوا( وعلى هذا علماء أهل السنة والجماعة قاطبة .
- قال الحافظ ابن حجر رحمه الله : ( واتفق اهل السنة على وجوب منع الطعن على أحد من الصحابة بسبب ما وقع لهم من حروب ولو عُرِف المُحِق منهم,لأنهم لم يقاتلوا في تلك الحروب إلا عن اجتهاد,وقد عفا الله تعالى عن المخطئ في الاجتهاد, بل ثبت أنه يؤجر أجرا واحدا وأن المصيب يؤجر أجرين ) ، ويرون أن الخوض فيما شجر بينهم بدعة منكرة .
- ولهذا قال الامام أبو المظفر السمعاني رحمه الله: التعرض إلى جانب الصحابة علامة على خذلان فاعله بل هو بدعة وضلالة .
- ويقول إمام السنة في زمانه أبو الحسن البربهاري رحمه الله: "وإذا رأيت الرجل يطعن في أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - فاعلم أنه صاحب قول سوء وهوى , لقول رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -: (واذا ذكر اصحابي فامسكوا) فقد علم - صلى الله عليه وآله وسلم - منهم من الزلل بعد موته فلم يقل فيهم إلا خيرا , وقال: ( ذروا اصحابي ولا تقولوا فيهم الا خيرا) و لا تُحدِّث بشيء من زَلَلِهم ولا حربهم و لا ما غاب عنك علمُه, ولا تسمع من أحد يحدث به, فإنه لا يسْلَم لك قلبك إنْ سمعته".
[/align]
حديثنا اليوم يا معاشر الناس عن عن علم من أعلام أمة الإسلام وبطل من الأبطال , سيد من سادات الدنيا ، وخليفة من خيار خلفاء المسلمين ، نمتع أسماعنا ونضيء صدورنا بشذرات من سيرة أسد من أسود الله ، وزاهد من أعظم الخلق زهداً وتقللاً وعبودية وطاعة ، نقتطف اليوم زهرات من أخبار العالم الحبر الفقيه ، أبي السبطين أمير المؤمنين على بن أبى طالب (عبد مناف) بن عبد المطلب الهاشمي القرشي الأصيل ، أما أمه فهي الصحابية الجليلة السيدة الفاضلة فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف ،وهي أول هاشمية ولدت هاشميًا ، أبو الحسن أكبر أبنائه من فاطمة الزهراء بنت رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ، كناه رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - أبا تراب فكان يفرح إذا نودي بها ، ولد قبل البعثة بعشر سنين .
يقول ابن عبد البر - رحمه الله - : وأحسن ما رأيت في صفة علي – رضي الله عنه - أنه كان ربعة من الرجال إلى القصر ما هو، أدعج العينين، حسن الوجه، كأنه القمر ليلة البدر حسنًا، ضخم البطن، عريض المنكبين، شئن الكفين أغيد، كان عنقه إبريق فضة، أصلع ليس في رأسه شعر إلا من خلفه، كبير اللحية، لمنكبه مشاش كمشاش السبع الضارى، لا يتبين عضده من ساعده، قد أدمجت دمجًا، إذا مسك بذراع رجل أمسك بنفسه فلم يستطع أن يتنفس، وهو إلى السمن ما هو، شديد الساعد واليد وإذا مشى للحرب هرول، ثابت الجنان، قوى شجاع .
- ولقد كان من صنع الله عز وجل لعلىّ بن أبى طالب وما أراده الله له من الخير أن قريشًا أصابتهم أزمة شديدة، وكان أبو طالب ذا عيال كثيرة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - - للعباس عمه - وكان من أيسر بنى هاشم-: يا عباس، إن أخاك أبا طالب كثير العيال، وقد ترى ما أصاب الناس من هذه الأزمة، فانطلق بنا فلنخفف عنه عياله، آخذ من بيته واحدًا وتأخذ واحدًا، فنكفيهما عنه،فقال العباس: نعم.. فانطلقا حتى أتيا أبا طالب، فقالا له: إنا نريد أن نخفف عنك من عيالك حتى ينكشف عن الناس ما هم فيه، فقال لهما: إن تركتما لي عقيلاً فاصنعا ما شئتما، فأخذ رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - عليًا فضمه إليه، وأخذ العباس جعفرًا رضي الله عنه فضمه إليه، فلم يزل على بن أبى طالب – رضي الله عنه - مع رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - حتى بعثه الله نبيًا، فاتبعه علي فأقر به وصدقه، ولم يزل جعفر عند العباس حتى أسلم واستغنى عنه ، طفولته في بيت رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ، فتربي على يديه وزادت عناية رسول الله به بعد إسلامه ، وعمره عشر سنوات ، فكان من السابقين الأولين إلى الإسلام .
- وأما زواجه فأول زوجاته وأشرفهن فاطمة بنت إمام المتقين سيد ولد آدم رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ، وأمها خديجة بنت خويلد ، زوجها النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - علي بن أبى طالب سنة اثنتين من الهجرة بعد وقعة بدر، وجهزها له رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - في قطيفة وقربة ووسادة أدم حشوها نبات يقال له الإذخر ، وولدت له الحسن والحسين وأم كلثوم، وكانت وفاتها بعد وفاة النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - بستة أشهر – رضي الله عنه - .
هي بنت من؟ هي زوج من؟ هي أم من؟ من ذا يُساوي في الأنام عُلاها
أمـا أبوهــــــــــــا فهـو أشـرف مـرسـلٍ جبريل بالتـــــوحيد قـد ربّاهـا
وعلــيُّ زوج لا تســـــــــــلْ عنـه سـوى سـيفٍ غـدا بيمـــــــينـه تَيـّاها
أ
خرج ابن عساكر أن علياً – رضي الله عنه - قال :
أمـا أبوهــــــــــــا فهـو أشـرف مـرسـلٍ جبريل بالتـــــوحيد قـد ربّاهـا
وعلــيُّ زوج لا تســـــــــــلْ عنـه سـوى سـيفٍ غـدا بيمـــــــينـه تَيـّاها
أ
محمد النبي أخي وصهري = وحمزة سيد الشهداء عمي
وجعفرٌ الذي يُمسي ويُضحى = يطير مع الملائكة ابنُ أمي
وبنت محمد سكني وعِرسي = مَنُوطٌ لحمها بدمي ولحمي
وسبطــــــــــا أحمدٍ ولـدايَ منها = فأيـــكمُ لــــه سهــــم سهمي ؟
- قال النووي رحمه الله: وأجمع أهل التواريخ على شهوده بدرًا، وسائر المشاهد غير تبوك، قالوا: وأعطاه النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - اللواء في مواطن كثيرة .وجعفرٌ الذي يُمسي ويُضحى = يطير مع الملائكة ابنُ أمي
وبنت محمد سكني وعِرسي = مَنُوطٌ لحمها بدمي ولحمي
وسبطــــــــــا أحمدٍ ولـدايَ منها = فأيـــكمُ لــــه سهــــم سهمي ؟
- وفي بدر برز عتبة وأخوه شيبة وابنه الوليد حمية، فقالوا: من يبارز؟ فخرج فتية من الأنصار ستة، فقال عتبة: لا نريد هؤلاء، ولكن يبارزنا من بنى عمنا، من بنى عبد المطلب، فقال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - -: ( قم يا على، قم يا حمزة، وقم يا عبيدة بن الحارث بن المطلب ) فبارز عبيدة عتبة، وبارز حمزة شيبة ، وبارز علي الوليد بن عتبة ، فأما حمزة فلم يمهل أن قتل شيبة، وعلي قتل الوليد، واختلف عبيدة وعتبة بينهما ضربتان كلاهما أثبتصاحبه، فكر حمزة وعلي بأسيافهما على عتبة فذففا عليه .
- وفي اُحد قام طلحة بن عثمان صاحب لواء المشركين فقال : يا معشر أصحاب محمد إنكم تزعمون أن الله يعجلنا بسيوفكم إلى النار ،ويعجلكم بسيوفنا إلى الجنة ،فهل منكم أحد يعجله الله بسيفي إلى الجنة أويعجلني بسيفه إلى النار؟!فقام إليه علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقال : والذي نفسي بيده لا أفارقك حتى يعجلك الله بسيفي إلى النار ،أو يعجلني بسيفك إلى الجنة ،فضربه عليّ فقطع رجله فسقط فانكشفت عورته فقال:أنشدك الله والرحم يا ابن عمّ. فكبر رسول الله وقال أصحاب عليّ لعلي : ما منعك أن تُجهز عليه ؟ قال : إن ابن عمي ناشدني حين انكشفت عورته،فاستحييت منه.
- اختاره النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - لفتح خيبر قائلاً : ( لأعطين الراية غداً رجلاً يحي الله ورسوله ويحبه الله ورسوله يفتح الله على يديه ) فبات الناس يدوكون ليلتهم أيهم يعطاها ، فلما أصبح الناس ، قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : ( أين علي بن أبي طالب ؟ ) فجيء به فأعطاها الراية ، فانطلق حتى فتح الله عليه خيبر، وكان من صور بطولته فيها أن خرج له مرحب ملكهم ، وهو يقول:
قد علمت خيبر أني مرحب ... شاكي السلاح بطل مُجرب إذا الحروب أقبلت تَلَهَّبُ
فقال له على يرد عليه :
أنا الذي سمتني أمي حيدرة ... كليث غابات كريه المنظرة أُوفيهم بالصاع كيل السندرة
فضرب رأس مرحب فقتله، ثم كان الفتح على يديه .
- ولما توفي رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - بايع علي بن أبي طالب – رضي الله عنه - شيخ أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - الصديق الأكبر ، وقال في أبي بكر الصديق – رضي الله عنه - قولته المشهورة : ( رضيه رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - لديننا أفلا نرضاه لدنيانا ) ، وقد علق المؤرخ ابن كثير الدمشقي على حديث قصة مبايعة علي بن أبي طالب لأبي بكر الصديق فقال: هذا إسناد صحيح محفوظ، وفيه فائدة جليلة، وهي مبايعة على بن أبى طالب، إما في أول يوم، أو في الثاني من الوفاة، وهذان حق، فإن على بن أبى طالب لم يفارق الصديق وقت من الأوقات، ولم ينقطع عن صلاة من الصلوات خلفه ) .
- ثم كان خير وزير وناصح لأخويه عمر وعثمان بعد أبي بكر رضي الله عن الجميع ، فلما قتل عثمان – رضي الله عنه - مظلوماً شهيداً في سبيل الله آل أمر الخلافة إلى علي ، فولي الخلافة خمس سنين وأشهراً ، وفي عهده خرجت الخوارج ومرقت المارقة الذين أخبر النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - صحابته عنهم بقوله : ( تحقرون صلاتكم إلى صلاتهم وصيامكم إلى صيامهم وقراءتكم إلى قراءتهم يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية ) ، وهم أنفسهم قتلة عثمان ذي النورين – رضي الله عنه - ، فخرجوا على علي – رضي الله عنه - ، فقاتلهم في معركة سميت بالنهروان .
- وعلى أيدي هؤلاء المارقين أكرمه الله بالشهادة في سبيله فقُتل أبو الحسن والحسين عليٌ بن أبي طالب – رضي الله عنه - فجر الجمعة في السابع عشر من رمضان على يد الخارجي المارق عبد الرحمن بن ملجم ، تحينه الخبيث ومعه شقيان مثله فكانوا ثلاثة ابن ملجم هذا ووردان وشبيب ، فجلسوا مقابل السدة التي يخرج منها علي، وهم مشتملون على سيوفهم ، فلما خرج جعل يُنهض الناس من النوم إلى الصلاة، ويقول: الصلاة الصلاة فثار إليه شبيب بالسيف فضربه فوقع في الطاق، فضربه ابن ملجم بالسيف على قرنه فسال دمه على لحيته – رضي الله عنه - .
- حسب أمير المؤمنين أبي الحسن – رضي الله عنه - مناقب وفضائل ومكرمات أن أخذ النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - بيده في حجة الوداع ثم قال : ( من كنت مولاه ، فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه ، و عاد من عاداه ) ، قال عمر – رضي الله عنه - لعلي: بخ بخ، أصبحت مولى كل مؤمن ومؤمنة ، يهنئه بذلك .
- وكفاه فخراً أن خاطبه أبو القاسم - صلى الله عليه وآله وسلم - فقال له : ( يا علي ! أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ؟ إلا أنه ليس بعدي نبي ) .
- بل وأي شرف أجل من يقول له رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : ( أنت مني وانا منك ) ، وفي لفظ الترمذي وحسنه الألباني أن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - قال : ( علي مني ، وأنا من علي ، ولا يؤدي عني إلا أنا أو علي ) .
- وأخرج مسلم من حديث علي نفسه قال : ( والذي فلق الحبة وبرأ النسمة انه لعهد النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ألا يحبك إلا مؤمن ، ولا يبغضك إلا منافق ).
- ومن أجلِّ شهادات الذي لا ينطق عن الهوى لأبي الحسن – رضي الله عنه - ما أخبر به سلمة – رضي الله عنه - قال : كان علي قد تخلف عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - في خيبر ، وكان به رمد ، فقال : أنا أتخلف عن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ؟! فخرج علي فلحق بالنبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فلما كان مساء الليلة التي فتحها الله في صباحها ، قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : ( لأعطين الراية ، أو ليأخذن الراية - غدا رجلا يحبه الله ورسوله ، أو قال يحب الله ورسوله - يفتح الله عليه ) ، فإذا نحن بعلي وما نرجوه ، فقالوا : هذا علي ، فأعطاه رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ففتح الله عليه ) .
- وقال - صلى الله عليه وآله وسلم - : ( الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة،وأبوهما خير منهما ) رواه ابن ماجه وصححه الألباني.
- يا معاشر المسلمين : ولا صحة لمزاعم الشيعة الرافضة التي يوجهون فيها التهمة المفتراة لجماهير المسلمين أهل السنة والجماعة بأنهم يبغضون علي بن أبي طالب – رضي الله عنه - أو يقللون من قدره ، كيف يكون ذلك وهو من ملئت كتب أهل السنة بمناقبه وفضائله ومكرماته ، وهو رابع الخلفاء الراشدين المهديين ، وأحد العشرة المبشرين بالجنة ، ويكفيني لتكذيبهم أن أنقل لكم كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله التي يبين فيها مكانة أمير المؤمنين فيقول : ( لا ريب أن علياً – رضي الله عنه - كان من شجعان الصحابة، وممن نصر الله الإسلام بجهاده، ومن كبار السابقين الأوَّلين من المهاجرين والأنصار، ومن سادات من آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله، وممن قاتل بسيفه عدداً من الكفار ) ، وقال أيضاً : ( وأهل السنة متفقون على وجوب موالاته ومحبته، وهم من أشد الناس ذبّاً عنه، ورداً على من طعن عليه من الخوارج وغيرهم من النواصب ) .
الخطبة الثانية
- لم يكن بين أبي الحسن وإخوانه من الصحابة المباركين ما تتخيله عقول الشيعة الرافضة وتفتريه كتبهم من عداوة وخصومة ، فعن محمد بن الحنفية قال: قلت لأبي: أي الناس خير بعد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ؟ قال: أبو بكر، قلت: ثم من؟ قال: عمر، قلت: ثم أنت ؟ قال: ما أنا إلا رجل من المسلمين ، وعن علي – رضي الله عنه - قال: ألا أخبركم بخير هذه الأمة بعد نبيها: أبو بكر. ثم قال: ألا أخبركم بخير هذه الأمة بعد أبى بكر: عمر ، وكان علي – رضي الله عنه - يقول : لا يفضلنى أحد على أبى بكر وعمر إلا جلدته حد المفتري ، قال ابن عبد البر: «وكان معاوية يكتب {أي إلى علي رضي الله عنهما} فيما ينزل به ليسأله عن ذلك,وقد كان معاوية معترفاً بفضل علي وعظيم قدره ، فلما بلغه قتله قال: "ذهب الفقه والعلم بموت ابن أبي طالب ".
- وقد ذكر ابن عساكر لطيفةً أحب أن أذكرها هنا،وهي أن العبد الصالح عمر بن عبد العزيز رحمه الله قال: رأيت–أي في الرّؤيا– رسول الله و أبو بكر وعمر جالسان عنده، فسلـَّمتُ و جلستُ, فقال لي: «إذا وُلـِّيـْتَ من أمور الناس، فاعمل بعمل هذين: أبي بكر و عمر». فبينا أنا جالس إذ أُتِيَ بعليّ و معاوية، فأدخِلا بيتاً و أجيف عليهم الباب،وأنا أنظر,فما كان بأسرع أن خرج علي و هو يقول: «قُضِيَ لي وربُّ الكعبة يا رسول الله». ثم ما كان بأسرع من أن خرج معاوية و هو يقول: (غُـفِـر لي و ربُّ الكعبة يا رسول الله).
- لقي علي – رضي الله عنه - طلحة في موقعة الجمل، وشاء الله أن يُقتل طلحة في هذه الفتنة، ورآه علي مجندلاً في دمائه، فنزل، ومسح التراب عن وجهه، وبكى طويلاً، وقال: أسأل الله أن يجعلني وإياك ممن قال فيهم: ( ونزعنا ما في صدورهم من غل إخواناً على سرر متقابلين ) وعن عمر بن عبد العزيز قال : عندما سئل عما جرى بين الصحابة رضوان الله عليهم: تلك دماء طهر الله منها يدي فلا أحب أن أخضب بها لساني، وقال آخر:(تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ( وفي غيرهما: "تلك دماء طهر الله منها أيدينا فلا نلوث بها ألسنتنا" .
- فبين رحمه الله ان موقف المؤمن من ذلك الكف والإمساك عما شجر بينهم ,وعدم الخوض في ذلك امتثالا لقول النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -: (إذا ذُكِرَ أصحابي فأمسكوا( وعلى هذا علماء أهل السنة والجماعة قاطبة .
- قال الحافظ ابن حجر رحمه الله : ( واتفق اهل السنة على وجوب منع الطعن على أحد من الصحابة بسبب ما وقع لهم من حروب ولو عُرِف المُحِق منهم,لأنهم لم يقاتلوا في تلك الحروب إلا عن اجتهاد,وقد عفا الله تعالى عن المخطئ في الاجتهاد, بل ثبت أنه يؤجر أجرا واحدا وأن المصيب يؤجر أجرين ) ، ويرون أن الخوض فيما شجر بينهم بدعة منكرة .
- ولهذا قال الامام أبو المظفر السمعاني رحمه الله: التعرض إلى جانب الصحابة علامة على خذلان فاعله بل هو بدعة وضلالة .
- ويقول إمام السنة في زمانه أبو الحسن البربهاري رحمه الله: "وإذا رأيت الرجل يطعن في أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - فاعلم أنه صاحب قول سوء وهوى , لقول رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -: (واذا ذكر اصحابي فامسكوا) فقد علم - صلى الله عليه وآله وسلم - منهم من الزلل بعد موته فلم يقل فيهم إلا خيرا , وقال: ( ذروا اصحابي ولا تقولوا فيهم الا خيرا) و لا تُحدِّث بشيء من زَلَلِهم ولا حربهم و لا ما غاب عنك علمُه, ولا تسمع من أحد يحدث به, فإنه لا يسْلَم لك قلبك إنْ سمعته".
[/align]
زياد الريسي - مدير الإدارة العلمية
عدلت في حديثك عن إمامنا علي يا شيخ عادل رضي الله عنه وأرضاه ونفع الله بعلمك وزادك الله نفعا وفضلا وحضورا في هذا المنتدى الطيب المبارك النافع بوجودكم وحضوركم وتفاعلكم.
تعديل التعليق