من فضائل وبشارات عشر ذي الحجة

عبد الله بن علي الطريف
1444/12/03 - 2023/06/21 23:22PM

من فضائل وبشارات عشر ذي الحجة 1444/12/5هـ

الحَمْدُ للهِ، حَمْداً كثيراً طَيباً مُباركاً فيه كَمَا يُحِبُ رَبُنَا وَيَرْضَى، نَحمَدُهُ تَعَالَى وَنَشْكُرُهُ، ونتوبُ إليه ونَستَغْفِرُهُ، وَأَشْهَدُ ألَا إِلَهَ إِلَا اللهُ وَحدَهُ لَا شَرَيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَداً عَبدُهُ وَرَسُولُهُ، اللّهُمَ صَلِيِ وَسَلّم وَبَارِكْ عَلَيهِ وَعَلَى آَلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَأَتْبَاعِهِ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَومِ الدِينِ.. (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران:102]

أَما بَعْدُ أيها الإخوة: هذه العشرُ المباركات تزخرُ بالخير والبركات، ومن فضلِ اللهِ عَلَى عِبادِهِ أنْ جَعَلَ آَخِرَ العَشْرِ أَعْظَمَهَا وَأَفضَلَهَا؛ وَهُمَا يَومُ عَرَفَةَ، ويَومُ عِيدِ الأَضْحَى..

فَمَا أشرَقَتْ الشَّمسُ فِي دَهْرِهَا على يَومٍ خَيرٍ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ.. ولا غَرَبَت على يومٍ أكثرِ عطاءٍ منه.!! ففيه يُجزلُ المولى لقَاصِدِيهِ العَطَايَا.. فيغفرُ الذنُوبَ والخطَايَا.. وَيَرفَعُ دَرَجَاتِ الواقِفِينَ فِيهِ.. وَيَغْمُرُهم بالهدَايا.. ويُكرمُ القاعِدينَ وَيمنَحُهم مِنَحاً وَمَزَايَا..

فَمنْ فَضَائِلِ يوم عرفة أنَّ اللهَ تعالى ذُو الملكِ والملَكُوت.. يُباهي [أي يُفاخرُ] بأهلِ الموقف أهلَ السَمَاءِ من الملائكةِ الأبرارِ الأطهارِ الذين (لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ) [التحريم:6] وَالذِيْنَ (لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ) [الأنبياء:27]. وَالذِيْنَ (لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ. يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ) [الأنبياء:19،20].

نعم: إنه يُفاخرُ بهم أهلَ السَماءِ، الذِيْنَ قَالَ عَنْهُم خَيرُ البَرِيةِ وَمُعلمُ البشريَةِ ﷺ: «إِنَّ اللهَ لَيَدْنُو ثُمَّ يُبَاهِي بِهِمُ الْمَلاَئِكَةَ فَيَقُولُ مَا أَرَادَ هَؤُلاَءِ.؟» رواه مسلم عن عَائِشَةَ رضي الله عنها وزاد رزين فيقول الله: «اشْهَدُوا يا مَلائِكَتِي أَنِّي قَدْ غَفَرتُ لَهُم».. قَالَ أَهْلُ العِلْمِ: إنْ اللهَ لا يُمكِنُ أنْ يُبَاهِي بِعَبدٍ لَمْ يَغْفرْ لَهُ ولم يُطهرْه..

ومن فضائل يوم عرفة: أنَّ اللهَ تباركَ وتعالى جعلَ الدعاءَ فيه خيرَ الدعاء.. قال النَّبِيُّ ﷺ: «خَيْرُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ. وَخَيْرُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ». رواه الترمذي وحسنه الألباني عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ. وَمَعنَى خَيْرُ الدُّعَاءِ: أي أَجْزَلُهُ إِثَابَةً وَأَعْجَلُه إِجَابَةً. والمعنَى أَنَّ أَيَّ دُعَاءٍ يَدْعُو بِهِ الـمُسلِمُ يَومَ عَرَفَةَ يُعَجِلُ اللهُ إِجَابَتَهُ وَيُجزِلُهَا.

أيها الحاج: لا تظنن أنك ستكون في مكان لوحدك تدعو.! ستكون بين الجموع؛ فعليك أن تستشعرَ الخلوةَ بربك، وتفرغَ قلبَك وبيانَك لمناجاته.. وما عليك ممن حولك.. أدعو وألح وتضرع وابكي بين يدي الله... ولا تتردد فقد كان رسولُ الله ﷺ وأصحابُه وسلفُ الأمة رحمهم الله ورضي عنهم يدعون الله في وسط الجموع ويبكون بين يدي مولاهم.. ولم يردهم عن الدعاء والتضرع والبكاء كونهم في هذه الجموع المحتشدة.. يقول الإمام النووي: "فهذا اليوم أفضل أيام السنة للدعاء، فينبغي أن يستفرغ الإنسان وُسْعَهُ في الذكر والدعاء وقراءة القرآن، وأن يدعوَ بأنواع الأدعية ويأتي بأنواع الأذكار، ويدعو لنفسه ويذكر الله في كل مكان، ويدعو منفردًا، ومع جماعة، ويدعو لنفسِه ووالديه وأقاربِه ومشايخِه وأصحابِه وأصدقائِه وأحبابِه وسائرِ من أحسن إليه وجميعِ المسلمين، وليحذر كلَّ الحذَر من التقصير في ذلك كله، فإن هذا اليوم لا يمكن تداركه بخلاف غيره". أهـ ومن فضائله ما قاله رَسُولُ اللهِ ﷺ: «مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللهُ فِيهِ عَبْدًا مِنَ النَّارِ، مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ..» رواه مسلم عن عَائِشَةَ. وَبَشَرَ ابْنُ رَجَبٍ رحمه الله الذينَ لم يَحِجُوا بِقَوْلِهِ: "ويومُ عَرفةَ هو يومُ العِتْقِ من النَّارِ فيُعتقُ اللهُ مِنَ النارِ مَنْ وَقَفَ بعرفَةَ ومَنْ لم يَقفْ بِها مِنْ أَهلِ الأَمْصارِ منَ المسلِمِينَ، فلذلِكَ صَارَ اليومُ الذي يلِيهِ عيداً لجميعِ المسلمين في جَميعِ أَمصارِهم؛ منْ شَهِدَ الموسِمَ منهم ومن لم يشهدْه؛ لاشتراكِهم في العتقِ والمغفرةِ يومَ عرفَةَ".. وَمِنْ فضائلِ يَومِ عَرَفَةَ أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ شَرَعَ لِمَنْ لَمْ يَحُجْ صِيَامَهُ، وَخَصَّهُ بِأَجْرٍ عَظِيْمٍ فَقَالَ: «صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ». رواه مسلم عَنْ أَبِي قَتَادَةَ رضي الله عنه..

 أيها الإخوة: واليومِ العَاشِرِ هو أعظم الأيام، قال النَّبِيُّ ﷺ: «إِنَّ أَعْظَمَ الْأَيَّامِ عِنْدَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَوْمُ النَّحْرِ، ثُمَّ يَوْمُ الْقَرِّ» رواه أبو داود عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُرْطٍ وصححه الألباني. وسَمَاهُ ﷺ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ، عندما وَقَفَ ﷺ يَوْمَ النَّحْرِ بَيْنَ الجَمَرَاتِ فِي حَجَةِ الوَدَاعِ وَقَالَ: «هَذَا يَوْمُ الحَجِّ الأَكْبَرِ» رواه البخاري عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا. وفي رواية أنَّهُ ﷺ سَأَلَ فَقَالَ: «أَيُّ يَوْمٍ هَذَا؟» قَالُوا: يَوْمَ النَّحْرِ، قَالَ: «هَذَا يَوْمُ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ» رواه أبو داوود وصححه الألباني. وَفَضَّلَهُ اللهُ تعالى، ورَفعَ عَلَى الأيامِ قَدْرَهُ، وخَصَّهُ بأعمالٍ صالحةٍ لم تجتمعْ لِغَيرِهِ مِنْ الأَيَامِ.. ففي لَيلتِهِ الوُقُوفُ بعَرفةَ، والمبِيتُ بالمشْعَرِ الحرامِ المزدلِفَةَ، وَرَمْيُ جَمرةَ العَقَبَةِ، وفي نَهارِهِ نَحرُ الهَديِ والحَلقُ والطَوافُ والسَعيُ وهي مُجملُ أَعْمَالِ الحُجّاجِ..

وللمقيمينَ في هذا اليومِ صلاةُ العيدِ، وبدايةُ ذَبحِ الأضاحِي وَهُوَ شَعِيرَةٌ مِنْ أَعْظَمِ شَعَائِرِ الدين، قالَ اللهُ تعالى آمراً بها نبيَهُ: (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وانْحَرْ)، قَالَ شَيْخُ الإِسلَامِ ابْنُ تَيْمِيَّةَ رَحِمَهُ اللهِ فِي تَفْسِيرِهَا: "أَمَرَ اللَّهُ نَبِيَهُ أَنْ يَجْمَعَ بَيْنَ هَاتَيْنِ الْعِبَادَتَيْنِ الْعَظِيمَتَيْنِ وَهُمَا الصَّلَاةُ وَالنُّسُكُ الدَّالَّتَانِ عَلَى الْقُرْبِ وَالتَّوَاضُعِ وَالِافْتِقَارِ وَحُسْنِ الظَّنِّ وَقُوَّةِ الْيَقِينِ وَطُمَأْنِينَةِ الْقَلْبِ إلَى اللَّهِ وَإِلَى عِدَتِهِ وَأَمْرِهِ وَفَضْلِهِ وَخُلْفِهِ". وَقَالَ: "الْمَقْصُودُ أَنَّ الصَّلَاةَ وَالنُّسُكَ هُمَا أَجَلُّ مَا يُتَقَرَّبُ بِهِ إلَى اللَّهِ؛ فَإِنَّهُ أَتَى فِيهِمَا بِالْفَاءِ الدَّالَّةِ عَلَى السَّبَبِ؛ لِأَنَّ فِعْلَ ذَلِكَ وَهُوَ الصَّلَاةُ وَالنَّحْرُ سَبَبٌ لِلْقِيَامِ بِشُكْرِ مَا أَعْطَاهُ اللَّهُ إيَّاهُ مِنْ الْكَوْثَرِ"..

وَقَالَ: "وَأَجَلُّ الْعِبَادَاتِ الْمَالِيَّةِ النَّحْرُ، وَأَجَلُّ الْعِبَادَاتِ الْبَدَنِيَّةِ الصَّلَاةُ، وَمَا يَجْتَمِعُ لِلْعَبْدِ فِي الصَّلَاةِ لَا يَجْتَمِعُ لَهُ فِي غَيْرِهَا مِنْ سَائِرِ الْعِبَادَاتِ؛ كَمَا عَرَفَهُ أَرْبَابُ الْقُلُوبِ الْحَيَّةِ وَأَصْحَابُ الْهِمَمِ الْعَالِيَةِ، وَمَا يَجْتَمِعُ لَهُ فِي نَحْرِهِ مِنْ إيثَارِ اللَّهِ وَحُسْنِ الظَّنِّ بِهِ وَقُوَّةِ الْيَقِينِ وَالْوُثُوقِ بِمَا فِي يَدِ اللَّهِ أَمْرٌ عَجِيبٌ إذَا قَارَنَ ذَلِكَ الْإِيمَانَ وَالْإِخْلَاصَ".. وَقَالَ: "وَقَدْ امْتَثَلَ النَّبِيُّ ﷺ أَمْرَ رَبِّهِ فَكَانَ كَثِيرَ الصَّلَاةِ لِرَبِّهِ كَثِيرَ النَّحْرِ حَتَّى نَحَرَ بِيَدِهِ فِي حِجَّةِ الْوَدَاعِ ثَلَاثًا وَسِتِّينَ بَدَنَةً وَكَانَ يَنْحَرُ فِي الْأَعْيَادِ وَغَيْرِهَا.. وقال: وَالأَجْرُ فِي الأُضْحِيَةِ عَلَى قَدْرِ الْقِيمَةِ مُطْلَقًا"..

أَيُهَا الإِخْوَةَ: وهنا أَمْرٌ يجبُ التفطنُ له وهُوَ: أنَّ مَقصُودَ الأُضْحيةِ الأعظمَ هُوَ التقربُ للهِ تعالى بالذبحِ.. وليسَ المقْصُودُ منها الصدَقَة بلحمِهَا على الفقراءِ لَكِنَّهُ من بعضِ ما يقصدُ منها، ولذلِك قالَ اللهُ تعالى: (لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ) [الحج:37] أي: ليسَ المقصودُ منها ذبحُها فقطْ. ولا يَنَالُ اللهَ من لحومِها ولا دمائِها شيءٌ، لكونِه الغنيَّ الحميدَ، وإنَّما ينالُه الإخلاصُ فيها، والاحتسابُ، والنيَّةُ الصالحةُ، ولهذا قال: وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ..

وفي هذا حثٌّ وترغيبٌ على الإخْلَاصِ في النَّحرِ، وأنْ يَكُونَ القَصْدُ بِهِ وَجْهَ اللهِ وحدَه، لا فَخْراً، ولا رِياءً، ولا سُمعةً، ولا مُجرَّدَ عَادَةٍ، وهكذا سَائرُ العِبادَاتِ، إنْ لم يَقْترنْ بها الإِخلاصُ وتقوى اللهِ، كانتْ كالقُشورِ الذي لا لبَّ فيه، والجَسدِ الذي لا رُوحَ فيه.. ومما ينبغي التفطن له كذلك الحذر من التشكي من أسعار الأضاحي؛ فهي قُربة.. إن استطعت فأدها على قدر استطاعتك، وإن لم تستطع فلا يكلف الله نفسًا إلا وسعها.. أسألُ اللهَ تعَالَى أنْ يجعلَنا ممنْ يستمعُ القولَ فيتبعُ أحسَنَهُ، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

الخطبة الثانية:

الحمد لله، (غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ) [غافر:3]، وَأَشْهَدُ ألَا إِلَهَ إِلَا اللهُ وَحدَهُ لَا شَرَيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَداً عَبدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَى اللهُ وًسَلمَ وبًاركَ عليه وعلى آله وأصحابِهِ وأتباعِهِ بإحسانٍ إلى يومِ الدينِ، وسلَّمَ تسلِيماً كثيراً. (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ) [الحشر:18]

أما بَعَدُ أيها الإخوة: ومن فضائلِ هذين اليومين ابتداءُ التكبيرِ المقيدِ فيهما؛ فيبدأُ للمقيمين من فجرِ يومِ عرفة إلى غروبِ شمسِ آخر أيام التشريق، ويستمرُ فيهما التكبير المطلق، ويقصدُ بالتكبير المقيد الذي يكون بعد السلام من صلاةِ الفريضةِ، وبعد قول المصلي: استغفرَ اللهَ ثلاثاً وقول: «اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلَامُ، وَمِنْكَ السَّلَامُ، تَبَارَكْتَ يَا ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ» يَبْدَأُ بالتكبير مرتين أو ثلاثاً أو أكثر ثم يعود للذكر المشروع بعد الصلاة.. والحاج يبدأ بالتكبير المقيد من بعد صلاة الظهر يوم النحر.

أيها الإخوة: وأختمُ ببشَارَتَينِ: الأولى: لمنْ أهل بحَجٍ أو عمرة، أو كَبرَ في العَشْرِ من ذيِ الحجة: قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «مَا أَهَلَّ مُهِلٌّ قَطُّ إِلَّا بُشِّرَ، وَلَا كَبَّرَ مُكَبِّرٌ قَطُّ إِلَّا بُشِّرَ» قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، بِالْجَنَّةِ؟ قَالَ: «نَعَمْ» رواه الطبراني في المعجم الأوسط عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وحسنه الألباني. الإهلال: رفع الصوت بالتلبية في حج أو عمرة.

البشارةُ الثانية: في العشرِ وغيرِها للحاجِ وغيرِه: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مَنْ خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ مُتَطَهِّرًا إِلَى صَلَاةٍ مَكْتُوبَةٍ فَأَجْرُهُ كَأَجْرِ الْحَاجِّ الْمُحْرِمِ، وَمَنْ خَرَجَ إِلَى تَسْبِيحِ الضُّحَى لَا يَنْصِبُهُ إِلَّا إِيَّاهُ فَأَجْرُهُ كَأَجْرِ الْمُعْتَمِرِ، وَصَلَاةٌ عَلَى أَثَرِ صَلَاةٍ لَا لَغْوَ بَيْنَهُمَا كِتَابٌ فِي عِلِّيِّينَ» رواه أبو داود وأحمد في مسنده عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وحسنه الألباني. قَالَ الطِّيبِيُّ: شَّبَهَ ﷺ حَالَ الْمُصَلِّي الْقَاصِدِ إِلَى الصَّلَاةِ الْمَكْتُوبَةِ بِحَالِ الْحَاجِّ الْمُحْرِمِ فِي الْفَضْلِ مُبَالَغَةً وَتَرْغِيبًا، لِئَلَّا يَتَقَاعَسَ عَنِ الْجَمَاعَاتِ. أ هـ.  وقال الشيخ عبدُالمحسن العباد في شرح سنن أبي داود: يعني: أنَّ اللهَ تعالى يثيبُهُ مثلَ خروجِ الحاجِ المحرمِ، فهذا خرجَ ليؤدي صلاةً مكتوبة، والمحرمُ خرجَ ليؤدي عبادةً عظيمةً، فأجرُ هذا كأجرِ هذا، وفضلُ اللهِ واسع. أ هـ

وهنا تنبيه مهم للحجاج: أن الحج هذا العام سيكون في أشهر الصيف الحار وفيها تشتد أشعة الشمس وحرارتها، وعليه تؤكد وزارة الصحة على من أراد الحج أن يتقي أشعة الشمس بقدر المستطاع ولا يعرض نفسه لها كثيرًا وقاية له من ضربات الشمس وأضرارها على الصحة الوخيمة.

واخرجوا لصلاة العيد متنظفين متطيبين مكبرين مهللين حامدين، والبسوا أحسن الثياب. وستقام صلاة العيد في 34 جامعًا وسبع مصليات، وتقام الصلاة إن شاء الله الساعة 5:30. أسأل الله أن يبلغنا العيد ونحن بصحة وعافية وأن يديم علينا الأمن والأمان ويتقبل من الحاجين حجهم ويعين ويسدد القائمين عليه إنه جواد كريم..

المشاهدات 3951 | التعليقات 0