مِنْ فَضَائِلِ العِلْمِ، ووَصَايَا مَعَ بَدْءِ الدِّرَاسَةِ 1446 هـ
مبارك العشوان 1
الْحَمْدُ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللهَ تَعَالَى أَيُّهَا النَّاسُ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ.
عِبَادَ اللهِ: بَعْدَ غَدٍ يَبْدَأُ الطُّلَّابُ وَالطَّالِبَاتُ عَامَهُمُ الدِّرَاسِيَّ الجَدِيدَ؛ جَعَلَهُ اللهُ عَامًا مُبَارَكًا؛ يُنْشَرُ فِيهِ الْعِلْمُ، وَيُعْمَلُ بِهِ وَيُزَالُ الجَهْلُ وَيُقْضَى عَلَيهِ.
وَلَعَلَّنَا نَتَذَاكَرُ شَيْئًا مِنْ فَضَائِلِ العِلْمِ وَالعُلَمَاءِ وَالمُتَعَلِّمِينَ وَنَتَوَاصَى بِالجِدِّ وَالاِجْتِهَادِ فِي العَطَاءِ وَالطَّلَبِ.
عِبَادَ اللهِ: لِلْعِلْمِ مَنْزِلَةٌ عَالِيَةٌ، وشَرَفٌ عَظِيمٌ؛ يَنْبَغِي أنْ يُدرِكَهُ كُلُّ مُعَلِّمٍ وَمُعَلِّمَةٍ، وَكُلُّ طَالِبٍ وَطَالِبَةٍ، وَكُلُّ وَلِيِّ أَمْرٍ؛ يَقُولُ اللهُ جَلَّ وَعَلَا: { يَرْفَعِ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا العِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ }المجادلة 11
وَيَقُولُ تَعَالَى: { قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ } الزمر 9 يَقُولُ السَّعْدِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: لَا يَسْتَوِي هَؤُلَاءِ وَلَا هَؤُلَاءِ، كَمَا لَا يَسْتَوِي اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ، وَالضِّيَاءُ وَالظَّلَامُ، وَالمَاءُ وَالنَّارُ... الخ وَيَقُولُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا، سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ ) رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
مَا دَامَ العِلْمُ وَالعُلَمَاءُ فِي النَّاسِ؛ فَهُمْ فِي خَيْرٍ عَظِيْمٍ؛ وَإِذَا فُقْدَ العِلْمُ وَأَهْلُهُ؛ حَلَّ مَكَانَهُ الجَهْلُ وَأَهْلُهُ وَالضَّلَالُ وَالضُّلَّالُ؛ فَفِي الحَدِيثِ المُتَّفَقِ عَلَيهِ: ( إِنَّ اللهَ لَا يَقْبِضُ العِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنَ العِبَادِ، وَلَكِنْ يَقْبِضُ العِلْمَ بِقَبْضِ العُلَمَاءِ، حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا، اتَّخَذَ النَّاسُ رُءُوسًا جُهَّالًا فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ، فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا )
وَفِي المُتَّفَقِ عَلَيهِ أَيْضًا: ( إِنَّ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ: أَنْ يُرْفَعَ العِلْمُ، وَيَثْبُتَ الجَهْلُ، وَيُشْرَبَ الخَمْرُ، وَيَظْهَرَ الزِّنَا )
لَا يُكْشَفُ الضَّلَالُ بِمِثْلِ العِلْمِ، وَلَا تُرَدُّ البِدَعُ وَتُزَالُ الشُّبَهُ بِمِثْلِ العِلْمِ، وَلَا تُقْمَعُ الفِتَنُ بِمِثْل العِلْمِ.
النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا عَظَّمُوا العِلْمَ، وَقَدَّرُوا العُلَمَاءَ، وَرَجَعُوا إِلَيْهِمْ، وَصَدَرُوا عَنْ عِلْمِهِمْ.
عِبَادَ اللهِ: يَقُولُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( مَنْ دَلَّ عَلَى خَيْرٍ فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِ فَاعِلِهِ ) رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
تَعْلِيمُ النَّاسِ، وَرَفْعُ الجَهْلِ عَنْهُمْ؛ وَدَعْوتُهُمْ لِلخَيرِ وَتَحْذِيرُهُم مِنَ الشَّرِ؛ هُوَ المُهِمَّةُ الَّتِي قَامَ بِهَا رُسُلُ اللهِ عَليهِمْ صَلَوَاتُ اللهِ وَسَلَامُهُ؛ وَهُوَ قُرْبَةٌ إِلَى اللهِ تَعَالَى، وَهُوَ مَجَالٌ خَصْبٌ لِكَسْبِ الحَسَنَاتِ وَمُضَاعَفَتِهَا فِي حَيَاةِ مُعَلِّمِ النَّاسِ الخَيْرَ؛ وَحَتَّى بَعْدَ مَمَاتِهِ؛ يَقُولُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَليهِ وَسَلَّمَ: ( إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثَةٍ إِلَّا مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ ) رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
عِبَادَ اللهِ: وَمَعَ بَدْءِ العَامِ الدِّرَاسِيِّ؛ فَلْنَذْكُرِ الأَمَانَةَ العُظْمَى
الَّتِي تَحَمَّلَهَا القَائِمُونَ عَلَى التَّعْلِيمِ؛ فِي الوَزَارَةِ وَفِي إِدَارَاتِ التَّعْلِيمِ، وَفِي الجَامِعَاتِ وَالكُلِّيَاتِ وَالمَعَاهِدِ وَالمَدَارِسِ؛ وَهَكَذَا تَحَمَّلَهَا أَوْلِيَاءُ الأُمُورُ.
فَلْيُؤَدِّ كُلُّ مُؤْتَمَنٍ أَمَانَتَهُ، وَلْيَقُمْ كُلُّ بِمُهِمَّتِهِ.
اللهَ اللهَ أَيُّهَا المُعَلِّمُونَ فِي الإِخْلَاصِ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَالإِتْقَانِ لِلْعَمَلِ؛ قَدِّمُوا العُلُومَ النَّافِعَةَ بِأَسْهَلِ طَرِيقٍ وَأَقْرَبِهِ لِلفَهْمِ.
يَسِّرُوا الْعِلْمَ، وَاعْرِضُوا صِغَارَ المَسَائِلِ قَبْلَ كِبَارِهَا.
اُرْفُقُوا بِطُلَّابِكُمْ؛ فَإِنَّ: ( الرِّفْقَ لَا يَكُونُ في شَيْءٍ إِلَّا زَانَهُ، وَلَا يُنْزَعُ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا شَانَهُ ) رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
اُرْفُقُوا بِهِمْ فِي تَعْلِيمِهِمْ، وَفِي تَرْبِيَتِهِمْ، ثُمَّ ارْفُقُوا كَذَلِكَ بِفُقَرَائِهِمْ، فَلَا تَطْلُبُوا مِنْهُمْ مَا يُمْكِنُ الِاسْتِغْناءُ عَنْهُ.
رَبُّوا طُلَّابَكُم وَأَدِّبُوهُمْ بِأَفْعَالِكُمْ قَبْلَ أقْوَالِكُمْ.
قُومُوا بِتَهْذِيبِ سُلُوكِ الطَّالِبِ وَخُلُقِهِ، وَصِيَانَةِ عَقْلِهِ وَدِينِهِ؛ لِيَخْرُجَ لِلمُجْتَمَعِ عَلَى أَيْدِيكُمْ صَالِحُونَ مُصْلِحُونَ نَافِعُونَ لِأَنْفُسِهِمْ وَدِيْنِهِمْ وَأَهْلِيهِمْ وَمُجْتَمَعِهِمْ وَوَطَنِهِمْ.
وَمَتَى أُهْمِلَ فِي التَّعلِيمِ جَانِبُ الخُلُقِ وَالدِّينِ؛ فَإِنَنَا نَخْرُجُ بِخَسَارَةٍ فَادِحَةٍ؛ تُقْضَى فِي التَّعلِيمِ الأَوقَاتُ الطَّويلَةُ وَتُصْرَفُ عَلِيهِ الأمْوالُ الطَّائِلَةُ؛ ثُمَّ لَا يُؤْتِي ثَمَرَتَهُ.
فَيَتَخَرَّجُ المُهندِسُ، وَالطَّبِيبُ، وَالفَنِّيُّ، وَالمُعَلِّمُ، وَغَيْرُهُمْ وَيَا لَهَا مِنْ خَسَارَةٍ عِندَمَا يَكونُ مُهْندِساً فَاجِراً، أو طَبِيباً فَاسِقاً، أو مُوظَّفاً خَائِناً؟ لَا يُؤتَمَنُ أحَدُهُم عَلى شَيءٍ.
كَم هِيَ خَسَارَةُ الأُمَّةٍ عِندَمَا تُخَرِّجُ أَمْثَالَ هَؤلاءِ ؟!
وَكَمْ هُوَ كَسْبُهَا عِنْدَمَا تُخَرِّجُ صَالِحِينَ مُصْلِحِينَ ؟!
بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ فِي القُرْآنِ العَظِيمِ، وَنَفَعَنَا بِمَا فِيْهِ مِنَ الْآيِ وَالذِّكْرِ الحَكِيْمِ، وَأَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ؛ فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيم.
الخطبة الثانية:
الْحَمْدُ لِلَّهِ وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ.
أَمَّا بَعْدُ: فَاجْتَهِدُوا أيُّهَا الأَوْلِيَاءُ عَلَى أَوْلَادِكُمْ؛ اِغْرِسُوا فِي قُلُوبِهِمْ حُبَّ العِلْمِ وَالعُلَمَاءِ، اغْرِسُوا فِي نُفُوسِهِمْ أنَّهُمْ يَذْهَبُونَ لِلْمَدْرَسَةِ لِتَحْصِيلِ العِلْمِ، وَرَفْعِ الجَهْلِ، وَخِدْمَةِ الدِّينِ، وَتَقْدِيمِ النَّفْعِ لِأَنفُسِهِمْ وَأهلِهِمْ ومُجْتَمَعِهِمْ؛ وَاعْلَمُوا أنَّ مِنَ الخَطَأِ أنْ يُرَبَّى الطَّالِبُ مُنْذُ صِغَرِهِ أنَّهُ يَدْرُسُ حتَّى يَكْبُرَ ويَحْصُلَ عَلَى وَظِيفَةٍ وَمَكَانَةٍ وَسَيَّارَةٍ وَبَيْتٍ وَزَوْجَةٍ... وَغَيْرِهَا، دُونَ أنْ يُذْكَرَ لَهُ الهَدَفُ الأَسَاسُ مِنَ الدِّرَاسَة.
مَعَاشِرَ الْأَوْلِيَاءِ: اللهَ اللهَ فِي حُقُوقِ المُعَلِّمِينَ وَالمُعَلِّمَاتِ رَبُّوا أَوْلَادَكُمْ عَلَى حُبِّهِمْ وَإِجْلَالِهِمْ وَتَوقِيرِهِمْ وَاحْتِرَامِهِمْ وَالصَّبْرِ عَلَى قَسْوَتِهِمْ.
تَابِعُوا أَوْلَادَكُمْ فِي دُرُوسِهِمْ، وَاسْأَلُوا عَنْ أَحْوَالِهِمْ أوَّلًا بِأوَّلٍ، مَنْ يُجَالِسُونَ وَمَنْ يُصَاحِبُونَ.
لَا تَتَسَاهَلْ أَخِي وَلِيَّ الأمْرِ بِلِبَاسِ بَنَاتِكَ، وَحِجَابِهِنَّ إِذَا كَبُرْنَ.
عِبَادَ اللهِ: وَهَذِهِ وَصِيَّةٌ لَكُمْ أَيُّهَا الطُّلَّابُ - وَفَّقَكُمُ اللهُ وَأَعَانَكُمْ وَسَدَّدَكُمْ: اِبْدَأُوا عَامَكُمْ بِالجِدِّ، وَاحْرِصُوا مَا اسْتَطَعْتُمْ عَلَى تَحْصِيلِ الْعِلْمِ النَّافِعِ، وَابْذُلُوا غَايَةَ الجُهْدِ لِرُسُوخِهِ، اجْتَهِدُوا أوَّلًا بِأَوَّلٍ، وَرَاجِعُوا مَا تَعَلَّمْتُمْ لِيَثْبُتَ. اذْهَبُوا لِمَدَارِسِكُم رَاغِبِينَ فِي العِلْمِ، مُحِبِّينَ لَهُ وَلِأَهْلِهِ وِلِلتَّزُوُدِ مِنْهُ، لِتَكُنْ هِمَمُكُمْ عَالِيَةً، وَلَا تَرْضَوا مِنَ العِلْمِ بِالقَلِيلِ، وَتَفْرَحُوا بِمَا يُحْذَفُ عَنْكُمْ مِنَ الدُّرُوسِ.
ثُمَّ تَحَلَّوا - وَفَّقَكُمُ اللهُ - بِالأَخْلَاقِ الكَرِيمَةِ، وَتَجَنَّبُوا الرَّذَائِلَ، وَاحْذَرُوا جُلَسَاءَ السُّوءِ.
ثُمَّ صَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى مَنْ أَمَرَكُمُ اللهُ بِالصَّلَاةِ وَالسَّلَامِ عَلَيْهِ؛ فَقَالَ سُبْحَانَهُ: { إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا } الأحزاب 56
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَأَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَأَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.
اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإسْلَامَ وَالمُسْلِمِينَ، اللَّهُمَّ وَانْصُرْ عِبَادَكَ المُوَحِّدِينَ، اللَّهُمَّ وَعَلَيكَ بِأَعْدَئِكَ يَا قَوِيُّ يَا عَزِيزُ.
اللَّهُمَّ أَصْلِحْ أَئِمَّتَنَا وَوُلَاةَ أُمُورِنَا، اللَّهُمَّ وَفِّقْ وُلَاةَ أَمْرِنَا لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى وَخُذْ بِنَوَاصِيهِمْ لِلْبِرِّ وَالتَّقْوَى اللَّهُمَّ وَفِّقْنَا وَإِيَّاهُمْ لِهُدَاكَ وَاجْعَلْ عَمَلَنَا فِي رِضَاكَ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
عِبَادَ اللهِ: اُذْكُرُوا اللهَ العَظِيمَ الجَلِيلَ يَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ يَزِدْكُم وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ.
المرفقات
1723553052_مِنْ فَضَائِلِ العِلْمِ، ووَصَايَا مَعَ بَدْءِ الدِّرَاسَةِ 1446 هـ.pdf
1723553074_مِنْ فَضَائِلِ العِلْمِ، ووَصَايَا مَعَ بَدْءِ الدِّرَاسَةِ 1446 هـ.doc