مِنْ فَضَائِلِ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ، وَحُقُوقِهِمْ

مبارك العشوان 1
1443/07/03 - 2022/02/04 00:46AM

إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.

أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللَّهَ تَعَالَى - أَيُّهَا النَّاسُ - حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ } آل عمران 102  

عِبَادَ اللهِ: يَقُولُ اللهُ جَلَّ وَعَلَا: { مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا } الفتح 29

وَيَقُولُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: { وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } التوبة 100

وَيَقُولُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: ( خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ يَجِيءُ أَقْوَامٌ تَسْبِقُ شَهَادَةُ أَحَدِهِمْ يَمِينَهُ، وَيَمِينُهُ شَهَادَتَهُ ) رَوَاهُ البُخَارِيُّ وَمٌسْلِمٌ.

وَيَقُولُ عَلَيهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: ( لَا تَسُبُّوا أَصْحَــابِي، فَلَوْ أَنَّ أَحَــدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا، مَا بَلَغَ مُـدَّ أَحَدِهِمْ، وَلَا نَصِيفَهُ ) رَوَاهُ البُخَارِيُّ وَمٌسْلِمٌ.

عِبَادَ اللهِ: الصَّحَابِيُّ؛ هُوَ: مَنْ لَقِيَ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ مُؤْمِنًا بِهِ، وَمَاتَ عَلَى الإِسْلَامِ.

وَقَدْ دَلَّتْ الآيَاتُ وَالأَحَادِيثُ عَلَى فَضْلِ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ، وَعُلُّوِّ مَنْزِلَتِهِمْ؛ جَاءَتِ الأَدِلَّةُ بِمَنَاقِبِهِمْ؛ وَأُلِّفَتِ المُؤَلَّفَاتُ فِي فَضَائِلِهِمْ.

رَفَعَ اللهُ تَعَالَى ذِكْرَ الصَّحَابَةِ الكِرَامِ، وَأَعْلَا شَأْنَهُمْ؛ وَاخْتَارَهُمْ لِصُحْبَةِ خَيْرِ الأَنَامِ، صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: { آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }الأعراف 157

صَدَقُوا مَعَ اللهِ، وَصَدَقُوا مَا عَاهَدُوا عَلَيهِ اللهَ، دَعَوا إِلَى اللهِ، وَصَبَرُوا عَلَى مَا أَوْذُوا مَعَ رَسُولِ اللهِ.

تَرَكُوا دِيَارَهُمْ وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيْلِ اللهِ، بَذَلُوا أَمْوَالَهُمْ وَدِمَاءَهُمْ لِلَّهِ، نَذَرُوا حَيَاتَهُمْ لِلَّهِ؛ فَأَضَاءُوا الدُّنْيَا بِنُورِ التَّوحِيْدِ، وَصَفَاءِ العَقِيْدَةِ، وَامْتِثَالِ الشَّرَيْعَةِ وَإِقَامَتِهَا؛ فَكَانُوا مَصَابِيْحَ يُهْتَدَى بِهَا؛ فَرَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَأَرْضَاهُمْ، وَجَمَعَنَا فِي جَنَّاتِ النَّعِيْمِ بِهِمْ: { وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا، ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيمًا } النساء 69 - 70  

عِبَادَ اللهِ: وَأَهْلُ السُّنَّةِ وَالجَمَاعَةِ؛ يُحِبُّونَ الصَّحَابَةِ، بِقُلُوبِهِمْ، وَيَدْعُونَ لَهُمْ وَيَتَرَضَّونَ عَنْهُمْ بِأَلْسِنَتِهِمْ.

يُحِبُّونَ أَزْوَاجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ أُمَّهَاتِ المُؤْمِنِينَ، وَيَعْرِفُونَ لَهُنَّ فَضْلَهُنَّ؛ فَضْلَ الصُّحْبَةِ، وَفَضْلَ صِلَتِهِنَّ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَليهِ وَسَلَّمَ.

يُحِبُّونَ جَمِيْعَ الصَّحَابَةِ، وَلَا يَتَجَاوَزُونَ الحَدَّ فِي تَعْظِيْمِ أَحَدٍ مِنْهُمْ؛ أَوْ يُبْغِضُونَ أَحَدًا مِنْهُمْ؛ بَلْ يُبْغِضُونَ مَنْ أَبْغَضَهُمْ.

يَقُولُ الطَّحَاوِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: وَنُحِبُّ أَصْحَابَ رسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، وَلَا نُفْرِطُ  في حُبِّ أَحَدٍ مِنْهُم؛ وَلاَ نَتَبَرَّأُ مِنْ أَحَدٍ مِنْهُم، وَنُبْغِضُ مَنْ يُبْغِضُهُم، وَبِغَيْرِ الخَيْرِ يَذْكُرُهُم، وَلَا نُذْكُرُهُم إِلَّا بِخَيْرٍ؛ وَحُبُّهُمْ دِينٌ وَإيمَانٌ وَإحْسَانٌ، وَبُغْضُهُمْ كُفْرٌ ونِفَاقٌ وطُغْيَانٌ.

وَيَقُولُ شَيْخُ الإِسْلَامِ ابنُ تَيْمِيَّةَ رَحِمَهُ اللهُ - فِي بَيَانِ مَنْهَجِ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالجَمَاعَةِ -: وَيَتَبَرَّءُونَ مِنْ طَرِيقَةِ الرَّوَافِضِ الَّذِينَ يُبْغِضُونَ الصَّحَابَةَ وَيَسُبُّونَهُمْ، وَمِنْ طَرِيقَةِ النَّوَاصِبِ الَّذِينَ يُؤْذُونَ أَهْلَ الْبَيْتِ بِقَوْلِ أَوْ عَمَلٍ، وَيُمْسِكُونَ عَمَّا شَجَرَ بَيْنَ الصَّحَابَةِ... وَيَقُولُ: وَمَنْ نَظَرَ فِي سِيرَةِ الْقَوْمِ بِعِلْمِ وَبَصِيرَةٍ وَمَا مَنَّ اللَّهُ بِهِ عَلَيْهِمْ مِنْ الْفَضَائِلِ؛ عَلِمَ يَقِينًا أَنَّهُمْ خَيْرُ الْخَلْقِ بَعْدَ الْأَنْبِيَاءِ لَا كَانَ وَلَا يَكُونُ مِثْلُهُمْ، وَأَنَّهُمْ هُمْ الصَّفْوَةُ مِنْ قُرُونِ هَذِهِ الْأُمَّةِ الَّتِي هِيَ خَيْرُ الْأُمَمِ وَأَكْرَمُهَا عَلَى اللَّهِ تَعَالَى... الخ

رَحِمَ اللهُ شَيْخَ الإِسْلَامِ؛ وَرَضِيَ عَنِ الصَّحَابَةِ الكِرَامِ.

وَبَارَكَ لِي وَلَكُمْ فِي القُرْآنِ العَظِيمِ وَنَفَعَنَا بِمَا فِيهِ مِنَ الآيِ وَالذِّكْرِ الحَكِيمِ، وَأَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ العَظِيمَ الجَلِيلَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمْ.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الخطبة الثانية: 

الْحَمْدُ لِلَّهِ وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ.

أَمَّا بَعْدُ: فَاعْلَمُوا - رَحِمَكُمُ اللهُ - أَنَّهَا كَمَا جَاءَتِ النُّصُوصُ بِفَضْل الصَّحَابِةِ كُلِّهِمْ؛ فَقَدْ جَاءَتْ بِمَزِيْدٍ مِنَ الفَضْلِ لِبَعْضِهِمْ

قَالَ تَعَالَى: { لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ } الحديد 10

يَقُولُ الشَّيْخُ ابنُ عُثَيْمِينَ رَحِمَهُ اللهُ: فَالسَّبْقُ إِلَى الإِيْمَانِ وَالعَمَلِ الصَّالِحِ لَهُ مَزِيَّتُهُ، وَلِصَاحِبِهِ مَرْتَبَةٌ عَالِيَةٌ. اهـ

وَأَفْضَلُ هَذِهِ الأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا: أَبُو بَكْرٍ الصَّدِّيقُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، ثُمَّ بَقِيَّةُ الخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ عَلَى التَّرْتِيْبِ؛ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ، ثُمَّ عُثْمَانُ بنُ عَفَّانٍ، ثُمَّ عَلِّيُّ بنُ أَبِي طَالِبٍ، ثُمَّ بَقِيَّةُ العَشَرَةِ المُبَشَّرِينَ بِالجَنَّةِ؛ وَهَكَذَا أَهْلُ بَدْرٍ وَأَهْلُ بَيْعَةِ الرِّضْوَانِ، وَهَكَذَا المُهَاجِرُونَ وَالأَنْصَارُ؛ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَأَرْضَاهُمْ أَجْمَعِينَ.  

عِبَادَ اللهِ: اعْرِفُوا لِصَحَابَةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ حَقَّهُمْ وَفَضْلَهُمْ؛ اِقْرَءُوا فِي سِيَرِهِمْ؛ وَعَلِّمُوهَا أَبْنَاءَكُمْ وَبَنَاتِكُمْ؛ فَفِي ذَلِكَ خَيْرٌ عَظِيْمٌ لَهُمْ؛ لِيَقْتَدُوا بِهِمْ، وَيَقْتَفُوا آَثَارَهُمْ، وَيَسِيْرُوا عَلَى نَهْجِهِمْ، وَيُعْرِضُوا عَنْ مُتَابَعَةِ مَنْ لَا يَقُودُهُمْ إِلَى خَيْرٍ، وَلَا يُحَذِّرُهُمْ مِنْ شَرٍّ؛ وَلَا يُفِيْدُهُمْ فِي دِينٍ وَلَا دُنْيًا؛ مِمَّنْ يُسَمَّونَ بِالمَشَاهِيْرِ.

يَقُولُ الإِمَامُ مَالِكٌ رَحِمَهُ اللهُ: كَانَ صَالِحُ السَّلَفِ يُعَلِّمُونَ أَوْلَادَهُمْ حُبَّ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا كَمَا يُعَلِّمُونَ السُّورَةَ أَوِ السُّنَّةَ. اهـ

ثُمَّ صَلُّوا وَسَلِّمُوا - رَحِمَكُمُ اللهُ - عَلَى مَنْ أَمَرَكُمُ اللهُ بِالصَّلَاةِ وَالسَّلَامِ عَلَيهِ فَقَالَ سُبْحَانَهُ: { إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُــوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمـًا }

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَآلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَآلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ. اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإسْلَامَ وَالمُسْلِمِينَ، اللَّهُمَّ وَانْصُرْ عِبَادَكَ المُوَحِّدِينَ، اللَّهُمَّ وَعَلَيكَ بِأَعْدَائِكَ يَا قَوِيُّ يَا عَزِيزُ. اللَّهُمَّ أصْلِحْ أئِمَّتَنَا وَوُلَاةَ أُمُورِنَا، اللَّهُمَّ وَفِّقْ وُلَاةَ أمْرِنَا لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى، اللَّهُمَّ خُذْ بِنَوَاصِيهِمْ لِلْبِرِّ وَالتَّقْوَى، اللَّهُمَّ وَفِّقْنَا وَإِيَّاهُمْ لِهُدَاكَ، واجْعَلْ عَمَلَنَا فِي رِضَاكَ، اللَّهُمَّ مَنْ أَرَادَنَا وَدِينَنَا وَبِلَادَنَا بِسُوءٍ فَرُدَّ كَيْدَهُ إِلَيهِ، وَاجْعَلْ تَدْبِيرَهُ تَدْمِيرًا عَلَيهِ، يَا قَوِيُّ يَا عَزِيزُ.  

عِبَادَ اللهِ: اُذْكُرُوا اللهَ العَلِيَّ الْعَظِيْمَ يَذْكُرْكُمْ، وَاشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ وَلَذِكْرُ اللهِ أكْبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ.

 

المرفقات

1643935539_مِنْ فَضَائِلِ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ، وَحُقُوقِهِمْ.pdf

1643935571_مِنْ فَضَائِلِ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ، وَحُقُوقِهِمْ.docx

المشاهدات 767 | التعليقات 0