من عيسى -عليه السلام- إلى نهاية العالم 8 صفر 1434هـ

الغزالي الغزالي
1434/02/07 - 2012/12/20 20:15PM
من عيسى -عليه السلام- إلى نهاية العالم 8 صفر 1434هـ 21/12/2012
الْحَمْدُ للهِ الذي وسع علمه جميع العباد، وخصّ أهل طاعته ومراقبته بسلوك سبيل الرّشاد، ونشهد أن لا إله إلا الله شهادة ندّخرها ليوم المعاد، ونشهد أن محمدًا عبده ورسوله، الذي أوضح لنا طريق الهدى والسداد، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه الأكرمين الأجواد، وعلى أنبياء الله ورسله الأفذاذ، وصفوة العباد، صلاةً وسلامًا تبلغنا نهاية الأمل والمراد.. أَمَّا بَعْدُ: فيا أيُّها الناسُ، اتُّقوا الله –عزوجل- واعلَمُوا أنَّ مَرجِعكم إليه، وحسابكم عليه، وتأهَّبوا للوقوف غدًا بين يدَيْه؛.. مَعَاشِرَ المُسْلِمِينَ: من علامات سعادة العبد أن يوفقه الله إلى الحق ويشرح صدره إليه، ومن علامات شقائه أن يضلّه ويجعل صدره ضيقاً حرجاً كأنما يصّعّد في السماء؛ فلا يهتدي إلى الصراط المستقيم؛ بل يخبط يميناً وشمالاً خبط عشواء، كلما أدلى إليه شيطانه بفكرةٍ اعتقدها، وكلما خطر بباله خاطر آمن به. وهذا ما حدث لأممٍ كاملةٍ عبر التاريخ، وحتى زماننا هذا في شأن عيسى -عليه السلام-، حيث ضلت في الإيمان به؛ فجعلته رباً ومعبوداً مع الله، تعالى الله عما يقول الظالمون علواً كبيراً. إن قصة عيسى-عليه السلام- مختلفة عن قصص سائر الأنبياء والرسل، وتحيط الغرابة من بعض جوانبها كصفة خلقه، ورفعه إلى السماء حياً، ونزوله في آخر الزمان، ولكن هذه الغرابة لم تأت عبثاً؛ بل جاءت من لدن حكيم عليم لاختبار الناس: هل ينبهرون بها فتأخذ بتلابيب عقولهم ويشركوا بربهم وينسوا خالقهم؟ أم يؤمنوا بصاحبها كنبي ورسول من البشر، فيزدادوا إيماناً بربهم وأنه على كل شيء قدير؟ وإننا اليوم سنسلط الضوء على سيرة هذا النبي الكريم، دحضاً لمزاعم وشبهات عبدة الصليب، ومعتنقي عقيدة التثليث. هذا الرسول الذي افترقت البشرية بشأنه إلى فريقين كبيرين؛ فريق يؤمن به كبشر أرسله الله لهداية الناس إلى ربهم، وفريق يؤمن به رباً وشريكاً وابناً لله الواحد الأحد -تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً-. فقبل بعثة نبينا بأكثر من خمسمائة عام؛ حملت الصديقة الطاهرة التي أحصنت فرجها، مريم ابنة عمران جنيناً وهي عذراء لم تتزوج، حملته بكلمة الله" كن"، فكان عيسى -عليه السلام-، وولدته في مجتمع وثني مشرك يعبد الأصنام، ويقدس المادة، ويؤمن بالمحسوسات لفحسب.. ولد؛ ليكون هادياً ومعلماً ومرشداً للناس إلى خالقهم. أنطقه ربه صبياً في المهد دلالةً على نبوته، وعلامةً على صدقه، وآيةً ومعجزةً بأن الله واحد لا يعجزه شيء وأنه على كل شيء قدير، فكان أول ما نطق به أن شهد لله بالوحدانية، وشهد على نفسه بالعبودية، قال تعالى: ﴿ فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ، قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيّاً، قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ، وَجَعَلَنِي نَبِيّاً، وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنْتُ، وَأَوْصَانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيّاً، وَبَرّاً بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيّاً﴾. عاش حياته كلها داعياً إلى هذه العبودية، ودأب على تعبيد الناس لربهم وترك عبادة الأوثان والأصنام. إلا أن بني إسرائيل أحفاد القردة والخنازير، قتلة الأنبياء وعبدة العجل؛ عارضوه وناهضوه وآذوه أشد الإيذاء هو وأتباعه، وأنزلوا بهم أصناف العذاب، وأرادوا قتله؛ فحال الله بينهم وبين ما يشتهون، وألقى الشَّبَه على أحد حوارييه فقتله اليهود، ورفع نبيه إلى السماء بعد أن قام بمهمته على أكمل وجه، وبعد أن نشر بذور التوحيد في مجتمع الشرك والجاهلية، قال تعالى: ﴿وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ، وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ، مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ، إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ، وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً، بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ، وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً﴾. ووعد بأنه سيعيده إلى الأرض آخر الزمان، وجعل هذه العودة من علامات يوم القيامة، العلامات المؤذنة بخراب العالم وفنائه؛ حيث قال تعالى: ﴿وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ فَلا تَمْتَرُنَّ بِهَا﴾.] قال الإمام القرطبي -رحمه الله- في تفسير هذه الآية: " أي أن نزول عيسى -عليه السلام- قبل يوم القيامة؛ علامة على قرب الساعة، ويدل على ذلك القراءة الأخرى: "وإنه لعَلَمُ للساعة" أي علامة عليها. وردت صفته في أحاديث المصطفى : "رجل مربوع القامة، ليس بالطويل ولا بالقصير، أحمر جعد -أي مكتنز اللحم- عريض الصدر سبط الشعر، كأنما خرج من ديماس -أي حمام- له لمة، قد رجّلها تملأ ما بين منكبيه. عن ابن عمر أن النبي قال: " أراني ليلة عند الكعبة؛ فرأيت رجلاً آدم كأحسن ما أنت راءٍ من أدم الرجال، له لمة كأحسن ما أنت راءٍ من اللمم، قد رجّلها؛ فهي تقطر ماء متكئاً على رجلين، أو على عواتق رجلين، يطوف بالبيت، فسألت من هذا؟ فقيل هذا المسيح ابن مريم" متفق عليه. عباد الله: ينزل -عليه السلام- بعد خروج الدجال ونشر فتنته وإفساده في الأرض، ويكون نزوله عند المنارة البيضاء شرقي دمشق، قال : " ينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق بين مهرودتين، واضعاً كفيه على أجنحة ملكين، إذا طأطأ رأسه قطر، وإذا رفعه تحدّر منه جمان كاللؤلؤ؛ فلا يحل لكافر يجد ريح نفسه إلا مات، ونفسه ينتهي حيث ينتهي طرفه، فيطلبه -أي يطلب عيسى الدجالَ- حتى يدركه بباب لد؛ فيقتله ثم يأتي عيسى بن مريم قوم قد عصمهم الله منه؛ فيمسح وجوههم ويحدثهم بدرجاتهم في الجنة" رواه مسلم. وقال أيضاً: "والذي نفسي بيده؛ ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكماً عدلاً؛ فيكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الحرب، ويفيض المال؛ حتى لا يقبله أحد؛ حتى تكون السجدة خير من الدنيا وما فيها" متفق عليه. ويكون نزوله على الطائفة الظاهرة المنصورة التي تقاتل على الحق، وتكون مجتمعة لقتال الدجال، وقد أقيمت الصلاة والمهدي إمامها؛ فيقول لعيسى: " يا روح الله، تقدم وعليكم السلام فيقول: لا، بعضكم على بعض أمراء تكرمة الله هذه الأمة فيصلي عيسى خلفه". ولقد تلمس بعض العلماء الحكمة من نزوله آخر الزمان فقالوا: للرد على اليهود الذين قالوا إنهم قتلوه؛ فبين الله كذبهم، وأنه هو الذي يقتلهم ويقتل رئيسهم الدجال. وقالوا إن عيسى عليه السلام وجد في الإنجيل فضل أمة محمد كما في قوله تعالى: ﴿وَمَثَلُهُمْ فِي الْأِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ﴾. فدعا الله أن يجعله منهم، فاستجاب الله دعاءه، وأبقاه حتى ينزل آخر الزمان مجدداً لأمر الإسلام. يحكم -عليه السلام- بشريعة محمد . لا يأتي بشرع جديد أو دين مستحدث، ينكر على النصارى ما هم عليه من الشرك والضلال والغلو. ويكون حاكماً من حكام المسلمين، ومجدداً لأمر الإسلام، ومن أتباع محمد، ينزل وقد علمه الله هذه الشريعة ليعمل بها ويحكم بين الناس على ضوئها، ومما يؤكد ذلك صلاته مع المسلمين، وحجه وجهاده للكفار. وأما حجه - عليه السلام- ؛ فقد روى مسلم أن النبي قال: "والذي نفسي بيده؛ ليهلّنّ ابن مريم بفج الروحاء، وهو موضع قرب المدينة، حاجاً أو معتمراً أو ليثنينهما". وأما زمانه -عليه السلام- فزمان رخاء وأمن وسلام، يرسل الله فيه المطر الغزير، وتخرج الأرض ثمرتها وبركتها، ويفيض المال، وتذهب الشحناء والتباغض والتحاسد، وينزع الله سم كل ذي سم؛ حتى يلعب الأولاد بالحيات والعقارب فلا تضرهم، وينعدم القتال وتنبت الأرض نبتها حتى يجتمع النفر على القطف من العنب والرمان. كل ذلك مستفاد من الأخبار والآثار المستفيضة والمشهورة، ففي حديث النواس بن سمعان الطويل في ذكر الدجال، ونزول عيسى -عليه السلام-، قال النبي : "ثم يرسل الله مطراً لا يكن منه بيت مدر ولا وبر؛ فيغسل الأرض حتى يتركها كالزلقة- أي كالمرآة- ثم يقال للأرض أنبتي ثمرك، وردي بركتك؛ فيومئذ تأكل العصابة من الرمانة ويستظلون بقحفها، ويبارك في الرِّسل، أي اللبن، حتى إن اللقحة من الإبل؛ لتكفي الفئام من الناس، واللقحة من البقر؛ لتكفي القبيلة من الناس، واللقحة من الغنم؛ لتكفي الفخذ من الناس". وقال : "وأنا أولى الناس بعيسى ابن مريم؛ لأنه لم يكن بيني وبينه نبي وإنه نازل؛ فيهلك الله في زمانه المسيح الدجال، وتقع الأمنة على الأرض؛ حتى ترتع الأسود مع الإبل، والنمار مع البقر، والذئاب مع الغنم، ويلعب الصبيان بالحيات لا تضرهم" رواه أحمد وصححه ابن حجر. وقال : "والله لينزلن عيسى ابن مريم حكماً عادلاً، وليضعن الجزية ولتتركن القلاص؛ فلا يسعى عليها، ولتذهبن الشحناء والتباغض والتحاسد، وليدعون إلى المال فلا يقبله أحد". ومعنى هذا الحديث -كما قال النووي رحمه الله-: " أي يزهد الناس في الإبل ولا يرغبون في اقتنائها؛ لكثرة الأموال، وقلة الآمال، وعدم الحاجة، والعلم بقرب القيامة". ويمكث على هذه الحال سبع سنين، قال : "ثم يمكث سبع سنين ليس بين اثنين عداوة، ثم يرسل الله ريحاً باردة من قبل الشام فلا يبقى على وجه الأرض أحد في قلبه مثقال ذرة من خير أو إيمان إلا قبضته". وفي رواية أبي داوود: " فيمكث في الأرض أربعين سنة، ثم يتوفى ويصلي عليه المسلمون". والروايتان صحيحتان، والجمع بينهما: أنه لما رفع إلى السماء كان عمره ثلاثاً وثلاثين سنة، ثم ينزل فيمكث سبع سنين فيصبح مجموع عمره أربعين سنة والله تعالى أعلى و أعلم. نفعني الله وإياكم بهدي كتابه، وبسنةِ نبيِّه، وهدانا صراطه المستقيم، وجنبنا طريق أصحاب الجحيم. أقول ما سمعتم، وأستغفر الله لي ولكم.. (آمين) وَأقُولُ قَوْلي هَذَا..

الْحَمْدُ للهِ رب العالمين، نحمده سبحانه ونشكره على نعمة الهداية والدين، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له القوي المتين، ونشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبده ورسوله الهادي الأمين، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، وعلى أنبياء الله ورسله أجمعين. أَمَّا بَعْدُ: مَعشرَ المُسْلِمِينَ، ولنا مع سيرة النبي الكريم، عيسى ابن مريم؛ وقفات ومواقف، لا يتسع المقام لسردها؛ لكننا سنقتصر على ذكر الأهم، فمنها: - أن عيسى عليه السلام ليس رباً ولا إلهاً؛ كما يزعم عبدة الصلبان، بل هو بشر من ولد آدم كما أخبر الرحمن، الذي قال: (إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ، خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ). وكما ذكر الله ذلك على لسان عيسى في القرآن أصدق كتاب، فقال: (إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّاً). وكما ورد في التوراة التي حرف معظمها، حيث وصف نفسه في أكثر من موطن بأنه: (ابن الإنسان)، وهذه العبارة من العبارات النادرة التي لم تصلها يد التحريف الآثمة، وبقاؤها صحيحة لتقوم الحجة بها على القوم. وعيسى يأكل ويشرب وينام، ويقوم ويتعب ويستريح ويمرض ويسقم، أما الله تعالى فمنزه عن ذلك كله (اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ، لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ). لو كان عيسى رباً -كما يزعم المبطلون- فلم جعل نفسه جنيناً في رحم امرأة في ظلمات ثلاث مع الدم والقيح والصديد؟ ثم يخرج إلى الحياة الدنيا -من فرج امرأة-، ثم يعيش حياته طفلاً كسائر الأطفال، يقع ويتعثر ويتبول على نفسه، ثم يشب على هذه الحال هذا يشتمه، وهذا يلطمه، وهذا يؤذيه، وهذا يبكيه، وهذا يضحك عليه. تعالى الله عما يقول الظالمون علواً كبيراً-. إنه لم يصلب على الخشبة فداءً للبشرية بدمه، وتكفيراً لخطيئة أبيهم آدم التي سيلعنون بسببها، وسيدخلون النار لأجلها، كما يزعم الضالون. لو كان عيسى رباً كما يزعمون، فهل هو بحاجة إلى مسرحية الصلب والفداء الهزيلة حتى يغفر للبشرية خطيئة أبيها؟ أمعهم على هذا أثارة من علم أو بصيص من عقل؟ أم هي تخرّصات وضعتها مخيلة القساوسة والرهبان؟ وأين هم من عدل الله -تبارك وتعالى- الذي قال: (وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى)، حينما يدعون أن الله سيعذب البشرية بسبب خطيئة أبيها؟ إن هذا الظلم الذي يرمون الله به يتنزه عنه أصغر حبر عندهم، وبعد ذلك يتجرؤون على الله تعالى، ويتهمونه بما يعلمون أنه زور وبهتان. لقد رد الله كذبهم، وكشف زيف باطلهم يوم أن قال: (وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ ). وورد في التوراة: " أن عيسى -عليه السلام- أخبر الحواريين أنه سيتوارى عن أعين اليهود الذين يطلبونه ليقتلوه، فسألوه أن يكونوا معه فقال لهم: "حيث أنا أكون، أنتم لا تكونون"، وهذا دليل واضح في التوراة برغم تحريفها يؤكد رفعه إلى السماء". عباد الله: نذكر عيسى في وقت يتهيأ البعض للاحتفال بيوم ميلاده، وهم أبعد الناس عن هديه ومنهاجه، بل هم من حرفوا دينه، وشوهوا حياته وسيرته.. وللأسف يقلدهم في ضلالهم مسلمون، بعد أن هداهم الله أفلا يعقلون؟ اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه.. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ.. اَللّـهُمَّ اللهم أحينا على طاعتك، وتوفنا على ملتك، واحشرنا فى زمرة نبيك محمد، واجمعنا تحت لوائه، كما آمنا به، ولا تفرق بيننا وبينه، حتى تدخلنا مدخله، وأوردنا حوضه، وارزقنا شفاعته، ومرافقته فى الجنة.. اللهم وارفع رايتنا، وحقق غايتنا، وأجب دعوتنا، وسدد ألسنتنا، وطهر قلوبنا، وارفع مقتك وغضبك عنا، ولا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك ولا يرحمنا برحمتك يا ارحم الراحمين. اللهم عافنا و اعف عنا، والطف بنا حيث كنا، واعطنا ولا تحرمنا، و اكرمنا ولا تهنا، والى غيرك لا تكلنا، ومن شرور خلقك يا رب سلمنا. اللهم آمنا في أوطاننا ودورنا، و أصلح أئمتنا وولاة أمورنا، اللهم اجمع شملنا وكلمتنا، ولا تفرح علينا عدواً، ولا تشمت بنا حاسداً أو حاقدا. اللهم اهد ضالنا، اللهم من ضل وتنكب الصراط، اللهم رده إلى الحق رداً جميلاً. اللهم أصلح أحوال المسلمين في كل مكان، اللهم اجعل هذا البلد آمنا مطمئناً سخاءً رخاءً وسائر بلاد المسلمين يا رب العالمين. اللهم ابسط لنا في عافية أبداننا، وصلاح أعمالنا، وسعة أرزاقنا، وحسن أخلاقنا، واستر على ذرياتنا، واحفظنا بحفظك، واكلأنا برعايتك. اللهم أحسن خاتمتنا في خير عمل يرضيك عنا، ربنا لا تقبض أرواحنا على خزي ولا غفلة، ولا فاحشة ولا معصية.‏. ربنا اغفر لنا ولوالدينا ولمن.. ربنا آتنا في .. (آمين).. عبادَ اللهِ! اذْكُرُوا اللَّهَ الْعَظِيمَ يَذْكُرْكُمْ، وَاشكرُوهُ علَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ، ﴿ وَأَقِمِ الصَّلاةَ، إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ، وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ، وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ﴾.
المشاهدات 3223 | التعليقات 3

جزاكم الله خيرا على هذه الخطبة القيمه
لكن لي ملاحظه صغيره
ياحبذا لو تم الاشارة الى مايتداول عند الغرب وتتناقله وسائل الاعلام عن موضوع نهاية العالم وذلك في يوم الجمعه في شهر ديسمبر اعتقد انهم يقصدون بذلك اليوم ووجود بعض السذج من المسلمين يتداولونه بصسغة السؤال والخوف


جزاكم الله خيرا أخي راشد الناصر على مرورك و تعليقك، الحق أن تعليقك في محله، و أظن أنه مشروع انطلاقا من عنوان الخطبة، و أنا تقصدت هذا العنوان لمناسبة ما يدور من إشاعات و توقعات حول نهاية العالم، و أنا خطبتي في الحقيقة كانت بمناسبة تحضيرات النصارى لإعيادهم، و أردت تحذير المسلمين من تقليدهم، لسوء اعتقادهم.. و كذلك عنونت الخطبة بهكذا عنوان للتنبيه على أن العالم لا ينتهي حتى ينزل المسيح عيسى عليه السلام إلى الأرض بإذن الله تعالى.. و أما الرد على خزعبلات المايا و من صدقهم، حول نهاية العالم، فهو اللارد، أي كلام تافه غير مؤسس لا على حقائق علمية، و لا على منطلقات شرعية..
و من فضل الرد من المشايخ الكرام فلتنوير العامة، و فضح أكاذيب الجاهليين المعاصرين.. وفقنا الله لما يحب و يرضى، و لطف بنا فيما قدر و قضى..


منقول من هذا المقال


أشراط الساعة الكبرى عيسى عليه السلام، ويأجوج ومأجوج

للشيخ سعد البريك


نأمل منك يا أخانا الغزالي أن توضح ذلك في مشاركاتك

بارك الله فيك

http://www.islamselect.net/mat/88366