من صور تعظيم فريضة الصلاة
عايد القزلان التميمي
1444/11/06 - 2023/05/26 06:36AM
الحمد لله الذي جعل الصلاة عمود الدين، والحمد لله القائل: {وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى ٱلْخَـٰشِعِينَ * ٱلَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَـٰقُوا رَبّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رٰجِعُونَ} وأشهَدُ أنْ لا إلهَ إلا الله وحده لا شريك له، حث على إقامة الصلاة في كتابه المبين، وأشهَدُ أنَّ محمداً عبده ورسوله، كان آخر وصيته لامته عند خروجه من الدنيا، الحث على الصلاة لما لها من الأهمية في الدين، صلى الله عليه وسلم وبارك عليه، وعلى آله وعلى أصحابه، الطيبين الطاهرين، وسلم تسليماً كثيراً.
أما بعد فاتقوا الله عباد الله واعلموا أن من تقوى القلوب تعظيم الله جل في علاه،
فتعظيم الله ركن من أركان العبودية لله، وعمل من أعمال قلب المؤمن بالله. ومن تعظيم الله تَعظيم شعائره (( وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ )).
عباد الله ومن شعائر الله الْمُعَظمة الْمُستحِقَة للتعظيم فريضة الصلاة. ولقد عظَّم الله شأن الصلاة تعظيماً، فعُرج بنبيه صلى الله عليه وسلم إلى السماء وهناك عند سدرة المنتهى فُرضت الصلاة .
والصلاة عمود الدين وهي الصلة بين العبد وربه، والعهد بين الله تعالى وخلقه، إنها وصية النبي – صلى الله عليه وسلم - لأمته وهو يفارق الحياة ويقول: "الصلاة الصلاة"،
إنها العبادة التي لا تسقط عن المريض أو المسافر أو الخائف، وهي العبادة التي تتكرر في اليوم خمس مرات، ما لا يتكرر غيرها من الطاعات الواجبات .
وهي العبادة التي أمر النبي – صلى الله عليه وسلم – الآباء أن يأمروا أبناءهم بها حتى قبل بلوغهم سن التكليف
فقال:
" مروا أبناءكم بالصلاة لسبع".وقال سبحانه: (( وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِٱلصَّلوٰةِ وَٱصْطَبِرْ عَلَيْهَا )) وقال سبحانه (( حَـٰفِظُواْ عَلَى ٱلصَّلَوٰتِ وٱلصَّلَوٰةِ ٱلْوُسْطَىٰ وَقُومُواْ لِلَّهِ قَـٰنِتِينَ ))
عباد الله فيجب علينا تعظيم الصلاة ، ومن صور تعظيم الصلاة التبكير إلى المسجد والترديد مع المؤذن ثم الطهارة والوضوء و الذهاب للمسجد بسكينة ووقار ، وصلاة تحية المسجد أو السنة القَبْلية وانتظار الصلاة .
قال صلى الله عليه وسلم: ((لو يعلمُ الناسُ ما في النداءِ والصفِّ الأولِ، ثم لم يجدُوا إلا أن يستهِمُوا عليه لاسْتهَموا عليه، ولو يعلمون ما في التهْجيرِ- يعني التبكير إلى الصلاة- لاسْتبقوا إليه، ولو يعلمون ما في العَتَمَةِ- العشاء- والصبحِ لأتوْهما ولو حبْوًا))؛ رواه البخاري.
وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (( مَنْ تَطَهَّرَ فِي بَيْتِهِ ثُمَّ مَشَى إِلَى بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ لِيَقْضِىَ فَرِيضَةً مِنْ فَرَائِضِ اللَّهِ كَانَتْ خَطْوَتَاهُ إِحْدَاهُمَا تَحُطُّ خَطِيئَةً وَالأُخْرَى تَرْفَعُ دَرَجَةً )) أخرجه مسلم
وقال النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: (( لا يَزَالُ الْعَبْدُ فِي صَلاةٍ مَا كَانَ فِي مُصَلاهُ يَنْتَظِرُ الصَّلاةَ وَتَقُولُ الْمَلائِكَةُ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ حَتَّى يَنْصَرِفَ أَوْ يُحْدِثَ)) متفق عليه
ومن صور تعظيم الصلاة ذِكْر الله بعد الفراغ منها بالأذكار المشهورة؛ من الاستغفار وقراءة آية الكرسي والمعوذات وغيرها، فإن الإنسان لا يخلو من تقصير في صلاته؛ فلهذا شُرِعَ له أن يستغفر ثلاثًا ثم يأتي بالأذكار الواردة عن النبي عليه الصلاة والسلام.
ومن صور تعظيم الصلاة المحافظة على السنن الرواتب، عن أم حبيبةَ أمِّ المؤمنين رضي الله عنها قالت: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((مَن صلَّى اثنتَي عشرةَ ركعةً في يومٍ وليلةٍ؛ بُنِي له بهن بيتٌ في الجنة))؛ رواه مسلم.
ومن صور تعظيم الصلاة التوقف عن سائر الأعمال الدنيوية حين سماع الأذان والذهاب إلى الصلاة.
فلنتق الله في أمورنا عامة، وفي صلاتنا خاصة، فإن حَظَّ المرء من الإسلام على قَدْرِ حَظِّهِ من الصلاة،
عباد الله ومن الظواهر التي لها أثر كبير في انصراف المصلين عن تعظيم الصلاة الهواتف المتنقلة التي بُلي بها كثير من الناس، فيصطحبونها في صلواتهم ومساجدهم، وهي تسبب أذى وإزعاجًا للمصلين وتقطع عليهم خشوعهم في صلاتهم ألا فليتق الله أولئك في صلاتهم، وليحذروا من إيذاء إخوانهم المصلين، وانتهاك حرمة بيوت الله،
ألا فاتقوا الله عباد الله، واحرصوا على إقامة صلاتكم فإنها نور لكم في الدنيا والآخرة قال صلى الله عليه وسلم ((والصلاة نور )) ، ،
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم أقول ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله، الذي جعل الصلاة على المؤمنين كتابا موقوتا. ووعد من حافظ عليها بجزيل الثواب، وتوعد من تهاون بها بأليم العقاب. واشهد الا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد أن محمدا عبده ورسوله جُعِلَت قرة عينه في الصلاة. صلى الله عليه وعلى آله واصحابه وسلم تسليما كثيرا
أما بعد فيا أيّها المسلمون، في هذا الزمن ضَعُف تعظيم بعض المسلمين لصلاتهم ففرَّط بعضُهم -هداهم الله- بصلاةِ الجماعة في المساجد، وربما أخَّرُوها عن وقتها، وهم قادرون أصحاء آمنون، يسمَعون النداءَ، فلا يجيبون داعي الله. فليتق الله هؤلاء وليحذروا عاقبة فعلهم، قال تعالى: ﴿ فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا ﴾
فاتقوا الله أَيُّهَا المُسلِمُونَ، وحافظوا على الصلوات الخمس مع الجماعة في المساجد واصبروا عليها، وسدُّوا نقصَها وخلَلَها بالاستغفار والذكر بعدها، وصلاةِ السنن الرواتب معها، وناصحوا المتخلفين عنها ممن تحت أيديكم قال صلى الله عليه وسلم: ((كلُّكم راعٍ، وكلُّكم مسؤولٌ عن رعيَّتِه، والأمير راعٍ، والرجل راعٍ على أهل بيته، والمرأة راعية على بيت زوجها وولدِه، فكلُّكم راعٍ، وكلُّكم مسؤول عن رعيَّتِه))؛
متفق عليه.
هذا وصلوا وسلموا ـ رحمكم الله ـ على خير من أقام الصلاة، صاحب المقام المحمود والحوض المورود، كما أمركم بذلك الرب المعبود، فقال تعالى قولًا كريمًا: إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَـٰئِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِىّ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ
هذا وصلوا وسلموا ـ رحمكم الله ـ على خير من أقام الصلاة، صاحب المقام المحمود والحوض المورود، كما أمركم بذلك الرب المعبود، فقال تعالى قولًا كريمًا: إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَـٰئِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِىّ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ
وَسَلّمُواْ تَسْلِيمًا
المرفقات
1685072126_من صور تعظيم فريضة الصلاة.docx
1685087843_من صور تعظيم فريضة الصلاة.docx
1685087844_من صور تعظيم فريضة الصلاة.pdf