مِنْ صُوَرِ الظُّلْمِ ظُلْمُ النَّفْسِ

مبارك العشوان 1
1442/02/14 - 2020/10/01 04:24AM

 

إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.

أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ.

عِبَادَ اللهِ: إِنَّ مِنَ الذُّنُوبِ العَظِيمَةِ الَّتَي جَاءَ تَحْرِيمُهَا فِي الكِتَابِ وَالسُّنَّةِ، وَالتَّحْذِيرُ الشَّدِيدُ مِنْهَا: الظُّلْمُ أَيًّا كَانَ نَوعُهُ.

قَالَ تَعَالَى: { وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ }آل عمران 57 وَقَالَ: { وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ }البقرة 258 وَقَالَ: { أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ  } هود 18 وَقَالَ: { لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ } البقرة 124

وَقَالَ: { وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ }إبراهيم 27 وَقَالَ: { إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ } الأنعام 21 وَقَالَ: { وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ } إبراهيم 42 وَقَـالَ: { بَلِ الظَّــالِمُونَ فِـي ضَلَالٍ مُبِينٍ }  لقمان 11  وَفِي الحَدِيثِ القُدْسِيِّ: ( يَا عبادي إني حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نفسي وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا فَلَا تَظَالَمُوا... ) رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

عِبَادَ اللهِ: وَلِلظُّلْمِ صُورٌ كَثِيْرَةٌ؛ أَعْظَمُهَا وَأَقْبَحُهَا: الإِشْرَاكُ بِاللهِ تَعَالَى؛ قَالَ تَعَالَى: { إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ  } لقمان 13

وَهُنَاكَ الظُّلْمُ بَيْنَ العِبَادِ؛ فِي الأَنْفُسِ والأَعْرَاضِ وَالأَمْوَالِ.

وَحَدِيثُ الْيَومِ - وَفَّقَكُمُ اللهُ - عَنْ نَوعٍ مِنْ أَنْوَاعِ الظُّلْمِ؛ أَجَارَنِي اللهُ وَإِيَّاكُمْ مِنَ الظُّلْمِ بِكَافَّةِ صُوَرِهِ.

يَقُولُ اللهُ تَعَالَى: { ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ } فاطر 32   

قَالَ ابنُ كَثِيرٍ رَحِمَهُ اللهُ: { فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ } وَهُوَ: المُفَرِّطُ فِي فِعْلِ بَعْضِ الوَاجِبَاتِ، المُرْتَكِبُ لِبَعْضِ المُحَرَّمَاتِ.

عِبَادَ اللهِ: قَدْ يَظْلِمُ الإِنْسَانُ نَفْسَهُ؛ وَيُورِدُهَا المَهَالِكَ؛ وَيُعَرِّضُهَا لِغَضَبِ اللهِ وَعُقُوبَتِهِ.

يَقُولُ السَّعْدِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: وَسُمِّيَ ظُلْمُ النَّفْسِ ( ظُلْمًا ) لِأَنَّ نَفْسَ العَبْدِ لَيْسَتْ مُلْكًا لَهُ يَتَصَرَّفُ فِيْهَا بِمَا يَشَاءُ، وَإِنَّمَا هِيَ مُلْكٌ لِلَّهِ تَعَالَى قَدْ جَعَلَهَا أَمَانَةً عِنْدَ العَبْدِ وَأَمَرَهُ أَنْ يُقِيْمَهَا عَلَى طَرِيقِ العَدْلِ، بِإِلْزَامِهَا لِلصِّرَاطِ المُسْتَقِيْمِ عِلْمًا وَعَمَلًا؛ فَيَسْعَى فِي تَعْلِيْمِهَا مَا أُمِرَ بِهِ، وَيَسْعَى فِي العَمَلِ بِمَا يَجِبُ؛ فَسَعْيُهُ فِي غَيْرِ هَذَا الطَّرِيْقِ ظُلْمٌ لِنَفْسِهِ وَخِيَانَةٌ وَعُدُولٌ بِهَا عَنِ العَدْلِ، الَّذِي ضِدُّه الجَوْرُ وَالظُّلْمُ... الخ

وَقَالَ تَعَالَى: { وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ...} الآية البقرة 54   قَالَ الطَّبَرِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: ( وَظُلْمُهُمْ إِيَّاهَا: كَانَ فِعْلُهُمْ بِهَا مَا لَمْ يَكُنْ لَهُمْ أَنْ يَفْعَلُوهُ بِهَا، مِمَّا أَوْجَبَ لَهُمُ العُقُوبَةَ مِنَ اللهِ تَعَالَى؛ وَكَذَلِكَ كُلُّ فَاعِلٍ فِعْلًا يَسْتَوجِبُ بِهِ العُقُوبَةَ مِنَ اللهِ تَعَالَى؛ فَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ بِإِيْجَابِهِ العُقُوبَةَ لَهَا مِنْ اللهِ تَعَالَى.. ( الخ

عِبَادَ اللهِ: وَإِذَا عَلِمْنَا أَنَّ التَّفْرِيطَ فِي الوَاجِبَاتِ وَارْتِكَابَ المُحَرَّمَاتِ ظُلْمٌ لِلنَّفْسِ؛ فَلْنَتَّقِ اللهَ فِي أَنْفُسِنَا وَلْنَرْفَعْ عَنْهَا ظُلْمَنَا، بِاسْتِغْفَارِ اللهِ جَلَّ وَعَلَا وَالتَّوبَةِ النَّصُوحِ لَهُ، قَالَ تَعَالَى: { وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ }آل عمران135  وَقَالَ تَعَالَى: { وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا } النساء 110 وَقَالَ تَعَالَى: { وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّـالِمِينَ } البقرة 35  وَفِي تَوبَتِهِمَــا: { قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ } الأعراف 23 اِعْتَرَفَا بِالذَّنبِ، وَأَنَّهُ ظُلْمٌ لِلنَّفْسِ، وَسَأَلَا مِنَ اللهِ المَغْفِرَةَ؛ فمَنَّ سُبْحَانَهُ علَيهِمَا بِالتَّوبَةِ وَقَبِلَهَا.

وَقَالَ تَعَالَى: { وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّاباً رَّحِيماً }النساء64    

وَعَلَّمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنْ يَدْعُوَ فِي صَلَاتِهِ: ( اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا، وَلَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ، فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدِكَ، وَارْحَمْنِي إِنَّكَ أَنْتَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ ). 

فَيَا عَبْدَ اللهِ: مَتَى وَقَعْتَ فِي مَعْصِيَةٍ؛ فَاسْتَغْفِرِ اللهَ، وَتُبْ إِلَيهِ تَوبَةَ صِدْقٍ يَقْبَلْهَا: { وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ } { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحاً عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ...}التحريم8

ثُمَّ لْتَعْلَمُوا وَفَّقَكُمُ اللهُ: أَنَّ تَرْكَ التَّوْبَةِ ظُلْمٌ لِلنَّفْسِ، كَمَا قَالَ تَعَالَى: { وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمـُونَ }الحجرات 11 قَالَ السَّعْدِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: فَالنَّاسُ قِسْمَانِ: ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ غَيْرُ تَائِبٍ، وَتَائِبٌ مُفْلِحٌ، وَلَا ثَمَّ قِسْمٌ ثَالِثٌ غَيْرُهُمَا. أ هـ .

جَعَلَنِي اللهُ وَإِيَّاكُمْ مِنَ التَّائِبِينَ المُفْلِحِينَ، وَبَارَكَ لِي وَلَكُمْ فِي القُرْآنِ العَظِيمِ وَنَفَعَنَا بِمَا فِيهِ مِنَ الآيِ وَالذِّكْرِ الحَكِيمِ، وَأَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ العَظِيمَ الجَلِيلَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمْ. 

 

 الخطبة الثانية: 

الْحَمْدُ لِلَّهِ وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ.

أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّ مِنْ ظُلْمِ النَّفْسِ: قَتْلُهَا بِالاِنْتِحَارِ، أَوْ تَعْرِيْضُهَا لِلْهَلَاكِ وَفِعْلُ أَسْبَابِهِ، وَمَهْمَا حَلَّ بِكَ أَيُّهَا المُسْلِمُ مِنَ الضَّوَائِقِ وَالمَصَائِبِ، فَلَيْسَ الانْتِحَارُ سَبِيْلًا لِلْخَلَاصِ مِنْهَا، وَإِنَّ مِنْ أَجْهَلِ الجَهْلِ وَأَعْظَمِ الخُسْرَانِ أَنْ يَفِرَّ المَرْءُ مِنْ مَصَائِبِ الدُّنْيَا إِلَى عَذَابِ الآخِرَةِ؛ وَالأَحَادِيثُ فِي تَحْرِيمِ قَتْلِ النَّفْسِ وَالوَعِيْدِ عَلَيهِ كَثِيرَةٌ.

عِبَادَ اللهِ: وُجِدَ مَنْ يَتَعَمَّدُ قَتْلَ نَفْسِهِ فَيَنْتَحِرُ، وَوُجِدَ مَنْ يَفْعَلُ أَسْبَابًا تُزْهِقُ الأَرْوَاحَ وَتُتْلِفُ العُقُولَ وَتَجْلِبُ الأَمْرَاضَ؛ كَمَنْ يَتَعَاطَى المُخَدِّرَاتِ؛ الَّتِي جَاءَتِ الشَّرِيْعَةُ بِحُرْمَتِهَا، وَجَاءَ الطِّبُّ بِضَرَرِهَا، فَفِيْهَا ظُلْمٌ لِلنَّفْسِ مِنْ جِهَةِ أَنَّهَا مَعْصِيَةٌ وَتَعَرُّضٌ لِعُقُوبَةِ اللهِ، وَظُلْمٌ لِلنَّفْسِ مِنْ جِهَةِ تَعْرِيْضِهَا لِلْأَمْرَاضِ وَالهَلَاكِ وَالعُقُوبَاتِ النِّظَامِيَّةِ.

عِبَادَ اللهِ: وَمِنْ تَعْرِيضِ النَّفْسِ لِلْهَلَاكِ: التَّهَوُّرُ فِي السُّرْعَةِ بِالسَّيَّارَاتِ، وَالتَّسَاهُلُ وِالِاسْتِهْتَارُ بِأَنْظِمَةِ المُرُورِ، وَتَسْلِيْمُ السَّيَّارَاتِ لِمَنْ لَا يُحْسِنُ القِيَادَةَ.

أَلَا فَاتَّقُوا اللهَ أَنْ تَظْلِمُوا أَنْفُسَكُمْ أَوْ تُؤْذُوا غَيْرَكُمْ. 

ثُمَّ صَلُّوا وَسَلِّمُوا - رَحِمَكُمُ اللهُ - عَلَى مَنْ أَمَرَكُمُ اللهُ بِالصَّلَاةِ وَالسَّلَامِ عَلَيهِ؛ فَقَالَ سُبْحَانَهُ: { إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُــوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمـًا }الأحزاب 56

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، .... حَمِيدٌ مَجِيدٌ.

اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلَامَ وَالمُسْلِمِينَ، وَأَذِلَّ الشِّرْكَ وَالمُشْرِكِيْنَ.

اللَّهُمَّ أصْلِحْ أئِمَّتَنَا وَوُلَاةَ أُمُورِنَا، اللَّهُمَّ وَفِّقْ وُلَاةَ أمْرِنَا لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى، اللَّهُمَّ خُذْ بِنَوَاصِيهِمْ لِلْبِرِّ وَالتَّقْوَى، اللَّهُمَّ وَفِّقْنَا وَإِيَّاهُمْ لِهُدَاكَ، واجْعَلْ عَمَلَنَا فِي رِضَاكَ، اللَّهُمَّ مَنْ أَرَادَنَا وَدِينَنَا وَبِلَادَنَا بِسُوءٍ فَرُدَّ كَيْدَهُ إِلَيهِ، وَاجْعَلْ تَدْبِيرَهُ تَدْمِيرًا عَلَيهِ، يَا قَوِيُّ يَا عَزِيزُ.

عِبَادَ اللهِ: اُذْكُرُوا اللهَ يَذْكُرْكُمْ، وَاشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ وَلَذِكْرُ اللهِ أكْبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ.

 

 

 

 

المرفقات

مِنْ-صُوَرِ-الظُّلْمِ-ظُلْمُ-النَّفْ

مِنْ-صُوَرِ-الظُّلْمِ-ظُلْمُ-النَّفْ

المشاهدات 3968 | التعليقات 0