من صور الإسراف في المال
عبدالله يعقوب
1433/07/24 - 2012/06/14 17:47PM
أما بعد...
أيها الناس... خلق الله الإنسان، وجعله خليفة في الأرض، وهيأ وسخَّر له ما يصلحه، ليؤدي الوظيفة العظيمة التي خلق لأجلها وهي طاعةُ الله وعبادتُه.
وقد جعل الله المال.. قواما لحياة الإنسان. يدير به مصالحه، ويستعين به على شؤونه وأموره.
ولذا جاءت الشريعة الغراء منظمة للتعاملات المالية، ضابطة لها، حارسة عليها. في قيود محددة وضوابط منظمة.
حفظت الشريعة لكل إنسان أمواله، وضبطت انتقال المال من فرد لآخر.
وبينت كيفية التصرف في المال.. ما يشرع من ذلك وما يحرم، وما يباح وما يستحب. ليكون المرء على بصيرة من أمره. فلا يقع تصرف مالي إلا وهو محكوم مقيد بحكم الشريعة الإسلامية.
أيها الناس... لما كان المال قِوامُ حياة الناس.. مالت إليه النفوسُ وتعلقت به، وفضلته على كثير من الشهوات الأخرى. قال تعالى: (الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً). وقال تعالى: (إنما أموالكم وأولادكم فتنة). لاحظ أنه قدم المال على الولد في الآيتين. وقال سبحانه: (وتحبون المال حباً جماً).
إذاً لا غرابة أن تتعلق النفوس بهذا المال. ولكن يجب أن يعلم المرء أنه محكوم في تصرفاته المالية بحكم الشريعة الغراء.
فلا يجوز له أن يمنع الزكاة المفروضة. ولا أن يقطع النفقة عمن تجب نفقته عليهم من والد وولد وزوج، ولو بلغ حبه للمال ما بلغ.
أما طريقة إكتسابه وإنفاقه فيجب أن يتبع طريقة لا تغضب الله.
فيكتسب في الحلال وينفق في الحلال.
قال تعالى: (لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَـئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ).
وقال صلى الله عليه وسلم: (لا تزول قدما عبد حتى يسأل عن أربع : عن عمره فيما أفناه, و عن علمه ما فعل به, وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه, و عن جسمه فيما أبلاه).
أيها الكرام... إنما نقول هذا ونبينه حتى لا يظن بعض ضعاف العقول أن له التصرف بالمال كيفما أراد. فنقول كلا. المال مال الله، وأنت مستأمن على هذا المال.. فلا تجمعه ولا تنفقه إلا وفق شرع الله تعالى وأمره.
أيها الكرام... إن مما يدمي القلب، ويحزن الفؤاد أن ترى وتسمع عن تصرفات مالية مؤذنة بسخط الله وعقابه.
يتصرف بعض الناس في المال وكأن لا حسيب ولا رقيب...
يتخوض في مال الله بغير حق..
لا يرعى ديناً ولا ضميراً ولا أخلاقا ولا مبادئ.
والله تعالى يقول في الطعام والشراب اللذين بهما حياة الأبدان: (وكلوا واشربوا ولا تسرفوا) حتى الطعام والشراب يكونان بدون إسراف.
فما بالك بمن ينفق على الحرام. ويلغ في الحرام. ويخوض في الحرام. والعياذ بالله... ووالله وتالله وبالله.. إن ربنا سبحانه وتعالى يغار.. وغيرته تعالى أن يأتي العبد ما حرم عليه.
ومن ولغ في الحرام أوشك أن يسلبه الله النعمة، وأعاده ذليلاً حقيراً لا مال ولا جاه ولا سلطان. ولنا في السابقين عبرة.. (فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ (15) فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ لِنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لَا يُنْصَرُونَ (16) وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ).
وهذا قارون.. تكبر وطغى وبغى.. فأخذه الله أخذ عزيز مقتدر..
(إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ (76) وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (77) قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا وَلَا يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ (78) فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (79) وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ (80) فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنْتَصِرِينَ (81) وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلَا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ (82) تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ).
ألا يتقي الله أناس في هذا الزمان.. أسرفوا في الإنفاق أيما إسراف..
وإليكم بعض الأخبار في هذا..
- ناد للكرة يشتري عقداً لأحد اللاعبين بمبلغ مليون ريال شهرياً. هذا لأنه لاعب وطني، أما اللاعب الخارجي الأجنبي، فمليونين ونصف في الشهر.
أليس هذا من الإسراف.
- وخبر آخر... ثري عربي يقيم حفلة زفاف لابنته الوحيدة في قصر فرساي بفرنسا.. تكلف مائة مليون دولار.
- وابن ثري لكنه وطني هذه المرة مغرم بشراء السيارات الفارهة، يشتري السيارة رقم ستة وثلاثين والتي تبلغ تكلفتها ملايين الريالات.
- وثري بل سفيه من السفهاء يشتري زجاجة خمر في إحدى الدول الخليجية بربع مليون دولار.
- ولو ذهبنا نتتبع ما ينشر على صفحات الصحف ومقالات الشبكة العنكبوتية لرأينا عجباً عاجباً.. ولا حول ولا قوة إلا بالله.
أيها الناس ... المال مال الله، تفضل به على الانسان، وامره ان يحسن استثماره و تشغيله، في كل ما فيهصالح المجتمع وتيسير ابواب الرزق الحلال، قال تعالى: (وانفقوا مما جعلكممستخلفين فيه).
فاتقوا الله في أنفسكم واتقوا الله في أموالكم
كلوا حلالا والبسوا حلالا
وتجنبوا فعل المترفين المفسدين
أطيبوا مطاعمكم وكسبكم تستجب دعواتكم
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم.. ونفعنا بهدي سيد المرسلين
أقول ما تسمعون...
الخطبة الثانية...
الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه... نحمده على الضراء.. كما نحمده على السراء..
رضينا بالله ربا.. وبالإسلام دينا.. وبمحمد صلى الله عليه وآله وسلم نبيا ورسولا.
أيها الناس... ترون التمحيصَ الشديد، والفتنةَ الكبيرةَ الواقعةَ على الأمة.. ممثلةً في أزمةِ المسلمين في الشام.
تمحيصٌ شديد، وفتنةٌ كبيرةٌ واقعةٌ على الأمة جميعاً.
إخواننا في الشام يُفتنون هناك: أيصبرون على البلاء، ويقاومون الأعداء؟
ونُشهد اللهَ أنهم كذلك...
فما رأينا مثل صبرهم وبطولاتهم وتضحياتهم في سبيل الحق ورد الظلم.
زادهم الله تثبيتا وتأييداً وتوفيقاً وتسديداً...
وهي تمحيصٌ وفتنةٌ لنا هنا.. هل ننصرهم، ونقوم بواجبنا الذي تمليه علينا حقوقُ الاخوةِ الإسلامية، والرابطةِ الإيمانية؟ أم تُرانا كعادتنا كلَّ مرة.. نخذلهم ونتركهم.. تتداعى عليهم الأمم.. وتتكالبُ عليهم كلابُ الرافضةِ والنصيرية. ونحن في لهونا وعبثنا.. سادرين لاغين لاعبين... وما لجرحٍ بميت إيلامُ.
يا أهلَنا في الشام: (لاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِنكُنتُم مُّؤْمِنِينَ * إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌمِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُالَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء ، وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّالظَّالِمِينَ * وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَمْحَقَالْكَافِرِينَ * أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِاللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ).
أبشروا بقول الله سبحانه وتعالى: (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَبِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ * الَّذِينَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَااللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْصَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِكَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّعَزِيزٌ).
أبشروا أبشروا... فهذا الابتلاءُ الذي تتعرضون له... هو طريقُ النصرِ في الدنيا، والجنةِفي الآخرةِ، (أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُممَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاءوَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُاللّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ).
أبشروا... (فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِيُسْرًا).
عبادَ اللهِ... لا تنسوا إخوانَكم في سوريا.. كلٌ بحسبِه.. بالدعاءِ في أوقاتِ الإجابةِ.. وبالمالِ عبرَ الوسائلِ المتاحةِ، تحدثوا عن قضيتهم في المجالس.. لعلَ اللهَ تعالى أن يعذرَنا وأنيتجاوزَ عن تقصيرِنا.
اللهم إنا نبرأ إليك من سفهِ المبذرين، وإسرافِ المترفين.
ونبرأ إليك من خذلان المسلمين في الشام.
اللهم إنا نعتذر إليك من تقصيرنا وقلةِ حيلتنا وضعف نصرتنا لإخواننا في الشام... اللهم قد سُدتْ في وجوهنا الطرق، وقطعت السُبُل، وُغلقت الأبواب... ولم يبق إلا بابك.
فاللهم إنا نسألُك بأنا نشهدُ أنك أنتَ اللهُ لا إلهَ إلا أنتَ.. الأحدُ الصمدُ.. الذي لم يلدْ ولم يولدْ.. ولم يكنْ له كفواًأحدٌ، أن تجعلْ لأهلِ الشام فرجاً ومخرجاً. اللهم عجل لهم الفرج والتمكين.
اللهم يا فاطر الأرض والسموات. يا سامع الأصوات. يا قاضي الحاجات. يا كاشف الكربات. يا منزل الرحمات. يا مغيث اللهفات. أغث المسلمين في الشام. اللهم أغث المسلمين في الشام. اللهم احقنْ دماءَهم، واحفظْ أعراضَهم، وآمنْهم في ديارهم ودورهم. وأنزل على قلوبهم الأمن والسكينة.
اللهم يا جبارُ يا قهارُ.. يا واحد يا أحد يا صمد.. قاتلْ الرافضة والنصيرية... اللهمخذْهم أخذَ عزيزٍ مقتدرٍ. وأزل ملك بشار.. اللهم أهلكه وأعوانه. ولا ترفع لهم راية.. ولا تبلغهم غاية.. واجعلهم عظة وآية.
اللهم أبرم لهذه الأمة أمر رشد.. يعز فيه أهلُ طاعتك.. ويهدى فيه أهلُ معصيتك، ويؤمر فيه بالمعروف، وينهى فيه عن المنكر.
اللهم اهد شباب المسلمين.. اللهم ردهم إلى الحق ردا جميلاً.
اللهم اغفر لنا.. ولوالدينا ولمن له حق علينا..
الله اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات.
اللهم أعزَّ الإسلامَ المسلمين، ودمر أعداء الدين، واجعل هذا البلد آمنا مطمئنا وسائر بلاد المسلمين.
سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
أيها الناس... خلق الله الإنسان، وجعله خليفة في الأرض، وهيأ وسخَّر له ما يصلحه، ليؤدي الوظيفة العظيمة التي خلق لأجلها وهي طاعةُ الله وعبادتُه.
وقد جعل الله المال.. قواما لحياة الإنسان. يدير به مصالحه، ويستعين به على شؤونه وأموره.
ولذا جاءت الشريعة الغراء منظمة للتعاملات المالية، ضابطة لها، حارسة عليها. في قيود محددة وضوابط منظمة.
حفظت الشريعة لكل إنسان أمواله، وضبطت انتقال المال من فرد لآخر.
وبينت كيفية التصرف في المال.. ما يشرع من ذلك وما يحرم، وما يباح وما يستحب. ليكون المرء على بصيرة من أمره. فلا يقع تصرف مالي إلا وهو محكوم مقيد بحكم الشريعة الإسلامية.
أيها الناس... لما كان المال قِوامُ حياة الناس.. مالت إليه النفوسُ وتعلقت به، وفضلته على كثير من الشهوات الأخرى. قال تعالى: (الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً). وقال تعالى: (إنما أموالكم وأولادكم فتنة). لاحظ أنه قدم المال على الولد في الآيتين. وقال سبحانه: (وتحبون المال حباً جماً).
إذاً لا غرابة أن تتعلق النفوس بهذا المال. ولكن يجب أن يعلم المرء أنه محكوم في تصرفاته المالية بحكم الشريعة الغراء.
فلا يجوز له أن يمنع الزكاة المفروضة. ولا أن يقطع النفقة عمن تجب نفقته عليهم من والد وولد وزوج، ولو بلغ حبه للمال ما بلغ.
أما طريقة إكتسابه وإنفاقه فيجب أن يتبع طريقة لا تغضب الله.
فيكتسب في الحلال وينفق في الحلال.
قال تعالى: (لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَـئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ).
وقال صلى الله عليه وسلم: (لا تزول قدما عبد حتى يسأل عن أربع : عن عمره فيما أفناه, و عن علمه ما فعل به, وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه, و عن جسمه فيما أبلاه).
أيها الكرام... إنما نقول هذا ونبينه حتى لا يظن بعض ضعاف العقول أن له التصرف بالمال كيفما أراد. فنقول كلا. المال مال الله، وأنت مستأمن على هذا المال.. فلا تجمعه ولا تنفقه إلا وفق شرع الله تعالى وأمره.
أيها الكرام... إن مما يدمي القلب، ويحزن الفؤاد أن ترى وتسمع عن تصرفات مالية مؤذنة بسخط الله وعقابه.
يتصرف بعض الناس في المال وكأن لا حسيب ولا رقيب...
يتخوض في مال الله بغير حق..
لا يرعى ديناً ولا ضميراً ولا أخلاقا ولا مبادئ.
والله تعالى يقول في الطعام والشراب اللذين بهما حياة الأبدان: (وكلوا واشربوا ولا تسرفوا) حتى الطعام والشراب يكونان بدون إسراف.
فما بالك بمن ينفق على الحرام. ويلغ في الحرام. ويخوض في الحرام. والعياذ بالله... ووالله وتالله وبالله.. إن ربنا سبحانه وتعالى يغار.. وغيرته تعالى أن يأتي العبد ما حرم عليه.
ومن ولغ في الحرام أوشك أن يسلبه الله النعمة، وأعاده ذليلاً حقيراً لا مال ولا جاه ولا سلطان. ولنا في السابقين عبرة.. (فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ (15) فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ لِنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لَا يُنْصَرُونَ (16) وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ).
وهذا قارون.. تكبر وطغى وبغى.. فأخذه الله أخذ عزيز مقتدر..
(إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ (76) وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (77) قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا وَلَا يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ (78) فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (79) وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ (80) فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنْتَصِرِينَ (81) وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلَا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ (82) تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ).
ألا يتقي الله أناس في هذا الزمان.. أسرفوا في الإنفاق أيما إسراف..
وإليكم بعض الأخبار في هذا..
- ناد للكرة يشتري عقداً لأحد اللاعبين بمبلغ مليون ريال شهرياً. هذا لأنه لاعب وطني، أما اللاعب الخارجي الأجنبي، فمليونين ونصف في الشهر.
أليس هذا من الإسراف.
- وخبر آخر... ثري عربي يقيم حفلة زفاف لابنته الوحيدة في قصر فرساي بفرنسا.. تكلف مائة مليون دولار.
- وابن ثري لكنه وطني هذه المرة مغرم بشراء السيارات الفارهة، يشتري السيارة رقم ستة وثلاثين والتي تبلغ تكلفتها ملايين الريالات.
- وثري بل سفيه من السفهاء يشتري زجاجة خمر في إحدى الدول الخليجية بربع مليون دولار.
- ولو ذهبنا نتتبع ما ينشر على صفحات الصحف ومقالات الشبكة العنكبوتية لرأينا عجباً عاجباً.. ولا حول ولا قوة إلا بالله.
أيها الناس ... المال مال الله، تفضل به على الانسان، وامره ان يحسن استثماره و تشغيله، في كل ما فيهصالح المجتمع وتيسير ابواب الرزق الحلال، قال تعالى: (وانفقوا مما جعلكممستخلفين فيه).
فاتقوا الله في أنفسكم واتقوا الله في أموالكم
كلوا حلالا والبسوا حلالا
وتجنبوا فعل المترفين المفسدين
أطيبوا مطاعمكم وكسبكم تستجب دعواتكم
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم.. ونفعنا بهدي سيد المرسلين
أقول ما تسمعون...
الخطبة الثانية...
الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه... نحمده على الضراء.. كما نحمده على السراء..
رضينا بالله ربا.. وبالإسلام دينا.. وبمحمد صلى الله عليه وآله وسلم نبيا ورسولا.
أيها الناس... ترون التمحيصَ الشديد، والفتنةَ الكبيرةَ الواقعةَ على الأمة.. ممثلةً في أزمةِ المسلمين في الشام.
تمحيصٌ شديد، وفتنةٌ كبيرةٌ واقعةٌ على الأمة جميعاً.
إخواننا في الشام يُفتنون هناك: أيصبرون على البلاء، ويقاومون الأعداء؟
ونُشهد اللهَ أنهم كذلك...
فما رأينا مثل صبرهم وبطولاتهم وتضحياتهم في سبيل الحق ورد الظلم.
زادهم الله تثبيتا وتأييداً وتوفيقاً وتسديداً...
وهي تمحيصٌ وفتنةٌ لنا هنا.. هل ننصرهم، ونقوم بواجبنا الذي تمليه علينا حقوقُ الاخوةِ الإسلامية، والرابطةِ الإيمانية؟ أم تُرانا كعادتنا كلَّ مرة.. نخذلهم ونتركهم.. تتداعى عليهم الأمم.. وتتكالبُ عليهم كلابُ الرافضةِ والنصيرية. ونحن في لهونا وعبثنا.. سادرين لاغين لاعبين... وما لجرحٍ بميت إيلامُ.
يا أهلَنا في الشام: (لاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِنكُنتُم مُّؤْمِنِينَ * إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌمِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُالَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء ، وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّالظَّالِمِينَ * وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَمْحَقَالْكَافِرِينَ * أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِاللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ).
أبشروا بقول الله سبحانه وتعالى: (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَبِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ * الَّذِينَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَااللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْصَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِكَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّعَزِيزٌ).
أبشروا أبشروا... فهذا الابتلاءُ الذي تتعرضون له... هو طريقُ النصرِ في الدنيا، والجنةِفي الآخرةِ، (أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُممَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاءوَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُاللّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ).
أبشروا... (فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِيُسْرًا).
عبادَ اللهِ... لا تنسوا إخوانَكم في سوريا.. كلٌ بحسبِه.. بالدعاءِ في أوقاتِ الإجابةِ.. وبالمالِ عبرَ الوسائلِ المتاحةِ، تحدثوا عن قضيتهم في المجالس.. لعلَ اللهَ تعالى أن يعذرَنا وأنيتجاوزَ عن تقصيرِنا.
اللهم إنا نبرأ إليك من سفهِ المبذرين، وإسرافِ المترفين.
ونبرأ إليك من خذلان المسلمين في الشام.
اللهم إنا نعتذر إليك من تقصيرنا وقلةِ حيلتنا وضعف نصرتنا لإخواننا في الشام... اللهم قد سُدتْ في وجوهنا الطرق، وقطعت السُبُل، وُغلقت الأبواب... ولم يبق إلا بابك.
فاللهم إنا نسألُك بأنا نشهدُ أنك أنتَ اللهُ لا إلهَ إلا أنتَ.. الأحدُ الصمدُ.. الذي لم يلدْ ولم يولدْ.. ولم يكنْ له كفواًأحدٌ، أن تجعلْ لأهلِ الشام فرجاً ومخرجاً. اللهم عجل لهم الفرج والتمكين.
اللهم يا فاطر الأرض والسموات. يا سامع الأصوات. يا قاضي الحاجات. يا كاشف الكربات. يا منزل الرحمات. يا مغيث اللهفات. أغث المسلمين في الشام. اللهم أغث المسلمين في الشام. اللهم احقنْ دماءَهم، واحفظْ أعراضَهم، وآمنْهم في ديارهم ودورهم. وأنزل على قلوبهم الأمن والسكينة.
اللهم يا جبارُ يا قهارُ.. يا واحد يا أحد يا صمد.. قاتلْ الرافضة والنصيرية... اللهمخذْهم أخذَ عزيزٍ مقتدرٍ. وأزل ملك بشار.. اللهم أهلكه وأعوانه. ولا ترفع لهم راية.. ولا تبلغهم غاية.. واجعلهم عظة وآية.
اللهم أبرم لهذه الأمة أمر رشد.. يعز فيه أهلُ طاعتك.. ويهدى فيه أهلُ معصيتك، ويؤمر فيه بالمعروف، وينهى فيه عن المنكر.
اللهم اهد شباب المسلمين.. اللهم ردهم إلى الحق ردا جميلاً.
اللهم اغفر لنا.. ولوالدينا ولمن له حق علينا..
الله اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات.
اللهم أعزَّ الإسلامَ المسلمين، ودمر أعداء الدين، واجعل هذا البلد آمنا مطمئنا وسائر بلاد المسلمين.
سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.