من خطب النبي في حجة الوداع (2)
الشيخ نواف بن معيض الحارثي
في خطب النبي في حجة الوداع (2)
الخطبة الأولى :
الحَمْدُ للـهِ الَّذِي أَرْسَلَ إِلَيْـنَا رَسُولاً كَرِيمًا، وَهَدَانَا إِلَيْهِ صِرَاطًا مُسْـتَقِيمًا، وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللـهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا وَنَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، أَرْسَلَهُ رَبُّهُ بِالحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا، وَدَاعِيًا إِلَيْهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا، صلى الله عليه وسلم وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وأَتْبَاعِهِ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ. أما بعد: فأوصيكم ...
اللـهُ عَظَّمَ قَدْرَ جاهِ محمَّدٍ * وأَنالَهُ فَضْلاً لديْهِ عَظيمًا
في مُحْكَمِ التَنْزيلِ قالَ لِخَلْقِهِ * صَلُّوا عَلَيْهِ وسَلّموا تَسْليمًا
عباد الله: بما أننا لازلنا حديثي عهد بموسم حجِّ بيتِ الله الحرام ، ولازالت تلك الربى والأماكن من المشاعر المقدسة نراها رأي العين ، فسنواصل الحديث عمَّا بدأنا به في جمعةِ ماضيةٍ من ذكرِ خطب النبيِّ صلى الله عليه وسلم في حَجةِ الوداعِ .
عن فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ t قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ: «أَلا أُخْبِرُكُمْ بِالْـمُؤْمِنِ؟ مَنْ أَمِنَهُ النَّاسُ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ، وَالْـمُسْلِمُ: مَنْ سَلِمَ النَّاسُ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ، وَالْـمُجَاهِدُ: مَنْ جَاهَدَ نَفْسَهُ في طَاعَةِ اللـهِ، وَالمُهَاجِرُ: مَنْ هَجَرَ الخَطَايَا والذَّنُوبَ» أحمد. ومما يستفادُ بيانُ مَن المؤمنُ ، ومَن المسلمُ، ومَن المجاهدُ، ومَن المهاجرُ ، فكن منهم يا عبدَ اللـهِ .
وعن بِشْرِ بْنِ سُحَيْمٍ t قال: خَطَبَ رَسُولُ اللهِ ﷺ أَيَّامَ التَّشْرِيقِ فَقَالَ : «لا يَدْخُلُ الْـجَنَّةَ إِلا مُؤْمِنٌ» أحمد.
وعنه أَنَّ رَسُولَ اللـهِ ﷺ أَمَرَ أَنْ يُنَادَى أَيَّامَ التَّشْرِيقِ: «أَنَّهُ لا يَدْخُلُ الْـجَنَّةَ إِلَّا مُؤْمِنٌ» أحمد.
وعَن كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ t أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ بَعَثَهُ وَأَوْسَ بْنَ الْـحَدَثَانِ أَيَّامَ التَّشْرِيقِ فَنَادَى: «أَنَّهُ لا يَدْخُلُ الْـجَنَّةَ إِلاَّ مُؤْمِنٌ» م.
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ t قَالَ : كُنْتُ مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ t حِينَ بَعَثَهُ رَسُولُ اللهِ ﷺ إِلَى أَهْلِ مَكَّةَ بِبَـرَاءَةٍ، فَقَالَ: مَا كُنْتُمْ تُنَادُونَ؟ قَالَ: كُنَّا نُنَادِي: «أَنَّهُ لا يَدْخُلُ الْـجَنَّةَ إِلاَّ مُؤْمِنٌ... » الحديث.
قَالَ أبو هريرة: «فَكُنْتُ أُنادِي حَتَّى صَحِلَ صَوْتِي» النسائي. وفيه فضلُ الإيمانِ وأنه من أسبابِ دخولِ الجنة .
وعن جابر t أنَّ النبيَّ ﷺ قال: «وقَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ إِنِ اعْتَصَمْتُمْ بِهِ؛ كِتَابَ اللَّـهِ، وأَنْتُمْ تُسْأَلُونَ عَنِّي فَمَا أَنْتُمْ قَائِلُونَ؟» قَالُوا: «نَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ وَأَدَّيْتَ وَنَصَحْتَ»، فَقالَ بِإِصْبَعِهِ السَّبَّابَةِ يَرْفَعُهَا إِلَى السَّمَاءِ وَيَنْكُتُهَا إِلَى النَّاسِ «اللَّهُمَّ اشْهَدِ اللَّهُمَّ اشْهَدْ» ثَلاَثَ مَرَّاتٍ. م.
وعن عَمْرو بْنِ مُرَّةَ قَالَ: سَمِعْتُ مُرَّةَ قَالَ: حَدَّثَني رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: قامَ فِينا رَسُولُ اللهِ ﷺ عَلَى نَاقَةٍ حَمْرَاءَ مُخَضْرَمَةٍ فَقَالَ: «أَتَدْرُونَ أَيُّ يَوْمٍ يَوْمِكُمْ هَذَا؟...»، وذكر الحديث، وفيه: «أَلا وإِنِّي فَرَطُكُمْ عَلَى الحَوْضِ أَنظُـرُكُمْ، وَإِنِّي مُكَاثِرٌ بِكُمُ الأُمَمَ، فَلَا تُسَوِّدُوا وَجْهِي، أَلا وَقَدْ رَأَيْتُمُونِي وَسَمِعْتُمْ مِنِّي وَسَتُسْأَلُونَ عَنِّي، فَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ، أَلَا وَإِنِّي مُسْتَنْقِذٌ رِجَالًا أَوْ نَاسًا، وَمُسْتَنْقَذٌ مِنِّي آخَرُونَ، فأَقُولُ: يَا رَبِّ أَصْحَابِي فَيُقَالُ: إِنَّكَ لا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ» أحمد.
ومما يستفادُ: التأكيدُ على لزومِ الكتابِ والسنةِ والحذرِ من البدعِ ومن القولِ على النبيِّ ﷺ بلا علمٍ .
وعَنْ أُسَامَةَ بنِ شَرِيكٍ t قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّـهِ ﷺ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ وَهُوَ يَقُولُ: «أُمَّكَ وَأَبَاكَ، وَأُخْتَكَ وَأَخَاكَ، ثُمَّ أَدْنَاكَ» الطبراني. وفيه الحثُ على برِ الوالدينِ وصلةِ الأرحامِ .
وعن عمرو بنِ الأحوصِ t أنه شَهِدَ حَجَّةَ الوَدَاعِ مع رسولِ اللـهِ r فحَمِدَ اللهَ وأَثْنَى عليه وذَكَّرَ ووَعَظَ، وقال: يا أَيُّها الناسُ ! أَيُّ يومٍ أَحْرَمُ ؟ أَيُّ يومٍ أَحْرَمُ ؟ أَيُّ يومٍ أَحْرَمُ ؟ قالوا: يومُ الحجِّ الأكبرِ، قال : فإن دماءَكم، وأموالَكم ، وأعراضَكم عليكم حرامٌ ، كحُرْمَةِ يومِكم هذا ، في بلدِكم هذا، في شهرِكم هذا ، أَلَا لا يَجْنِي جانٍ إلا على نفسِه ، أَلَا ولا يَجْنِي والدٌ على ولدِه ، ولا وَلَدٌ على والدِه ، أَلَا إنَّ الشيطانَ قد أَيِسَ أن يُعْبَدَ في بلدِكم هذا أبدًا ، ولكن ستكونُ له طاعةٌ في بعضِ ما تَحْتَقِرون من أعمالِكم ، فيَرْضَى بها ، أَلَا إنَّ المسلمَ أَخُو المسلمِ ، فليس يَحِلُّ لمسلمٍ من أَخِيهِ شيءٌ إلا ما أَحَلَّ من نفسِه...الحديث بتمامه رواه الترمذي .
وفيه التحذيرُ من الجِنايةِ على الآخرينَ ، ومن الشيطانِ وكيدهِ . وفيه التأكيدُ على أخوةِ الدِّينِ وحفظِها.
وعَنْ عَمْرِو بْنِ خَارِجَةَ t قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ ﷺ بِمِنًى وَهُوَ عَلَى رَاحِلَتِهِ، وَهِيَ تَقْصَعُ بِجِرَّتِهَا، وَلُعَابُهَا يَسِيلُ بَيْنَ كَتِفَيَّ، فَقَالَ: «إِنَّ اللـهَ قَسَمَ لِكُلِّ إِنْسَانٍ نَصِيبَهُ مِنَ الْمِيرَاثِ، فَلَا تَجُوزُ لِوَارِثٍ وَصِيَّةٌ، الْوَلَدُ لِلْفِرَاشِ، وَللْعَاهِرِ الْحَجَرُ ، أَلَا وَمَنْ ادَّعَى إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ، أَوْ تَوَلَّى غَيْرَ مَوَالِيهِ، رَغْبَةً عَنْهُمْ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، ولا يُقْبَلُ مِنْهُ صَرْفٌ ولا عَدْلٌ» رواه أحمد وغيره . وفيه بيانُ أن اللـهَ قَسمَ المواريثَ في كتابِه، والتحذيرُ من انتسابِ الرجلِ لغير أبِيه.
وعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما أَنَّهُ كَانَ وَاقِفًا بِعَرَفاتٍ، فَنَظَرَ إِلَى الشَّمْسِ حِينَ تَدَلَّتْ مِثْلَ التُّرْسِ لِلْغُرُوبِ فَبَكَى وَاشْتَدَّ بُكَاؤُهُ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ عِنْدَهُ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَدْ وَقَفْتَ مَعِي مِرَارًا، لِمَ تَصْنَعُ هَذا؟ فَقَالَ: ذَكَرْتُ رَسُولَ اللـهِ ﷺ وَهُوَ وَاقِفٌ بِمَكَانِي هذا فَقَالَ: «أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّهُ لَمْ يَبْقَ مِنْ دُنْياكُمْ فِيما مَضَى مِنْهَا إِلا كَمَا بَقِيَ مِنْ يَوْمِكُمْ هَذَا فِيمَا مَضَى مِنْهُ» أحمد. وفيه بيانُ قِصَرِ الدُّنيا، وسُرْعَةِ زوالِها، وعدمِ الاغترارِ بها، والاستعدادِ للآخرة.
وعن أسامةَ بنِ زيدٍ رضي الله عنهما قال: أفاضَ رسولُ الله ﷺ مِن عرفةَ وأنا رديفُه فجعلَ يَكْبحُ راحلتَه؛ حتَّى إنَّ ذفراها ليكادُ يُصِيبُ قادمةَ الرَّحْلِ وهو يقول: «يا أيها الناسُ عليكم بالسَّكينةِ والوَقارِ، فإنَّ البرَّ ليسَ في إيضاعِ الإبلِ» النسائي. ولما تزاحم الناسُ عند الجمراتِ قال ﷺ : «يا أَيُّهَا النَّاسُ لَا يَقْتُلْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا، إِذا رَمَيْتُمُ الْـجَمْرَةَ، فَارْمُوهَا بِمِثْلِ حَصَى الْخَذْفِ» أحمد. وفيه الحثُ على السكينةِ.
وعن أسامةَ بنِ زيدٍ رضي الله عنهما ، رَدِفْتُ رَسولَ اللَّـهِ r مِن عَرَفَاتٍ، فَلَمَّا بَلَغَ رَسولُ اللَّـهِ r الشِّعْبَ الأيْسَرَ، الذي دُونَ المُزْدَلِفَةِ، أنَاخَ، فَبَالَ ثُمَّ جَاءَ، فَصَبَبْتُ عليه الوَضُوءَ، فَتَوَضَّأَ وُضُوءًا خَفِيفًا، فَقُلتُ: الصَّلَاةُ يا رَسولَ اللَّـهِ؟ قالَ: الصَّلَاةُ أمَامَكَ، فَرَكِبَ رَسولُ اللَّـهِ rحتَّى أتَى المُزْدَلِفَةَ فَصَلَّى، ثُمَّ رَدِفَ الفَضْلُ رَسولَ اللَّـهِ r غَدَاةَ جَمْعٍ .خ. وفيه: تذكيرُ الفاضل، وتواضعُ النبيِّ عليه الصلاةُ والسلام .
وعنِ ابنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قال: كُنَّا نَتَحَدَّثُ بِحَجَّةِ الوَداعِ وَالنَّبِيُّ ﷺ بَيْنَ أَظْهُرِنَا وَلَا نَدْرِي مَا حَجَّةُ الوَداعِ، فَحَمِدَ اللـهَ وأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ ذَكَرَ الْـمَسِيحَ الدَّجَّالَ فَأَطْنَبَ فِي ذِكْرِهِ وَقَالَ: «ما بَعَثَ اللـهُ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا أَنْذَرَ أُمَّتَهُ؛ أَنذَرَهُ نُوحٌ وَالنَّبِيُّونَ مِنْ بَعْدِهِ، وَإِنَّهُ يَخْرُجُ فِيكُمْ، فَمَا خَفِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ شَأْنِهِ فَلَيْسَ يَخْفَى عَلَيْكُمْ أَنَّ رَبَّكُمْ لَيْسَ عَلَى مَا يَخْفَى عَلَيْكُمْ -ثَلاثًا- إِنَّ رَبَّكُمْ لَيْسَ بِأَعْوَر، وَإِنَّهُ أَعْوَرُ عَيْنِ الْيُمْنَى كأَنَّ عَيْنَهُ عِنَـبَـةٌ طافِـيَـةٌ»خ.م.
وفيه التحذيرُ من فتنةِ الدَّجالِ، وذِكْـرُ صِفَـتِه.
وعَنْ سَلَمَةَ بْنِ قَيْسٍ الْأَشْجَعِيِّ t قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ: «أَلَا إِنَّمَا هُنَّ أَرْبَعٌ: أَنْ لا تُشْرِكُوا بِاللـهِ شَيْئًا، وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللـهُ إِلَّا بِالْـحَقِّ، وَلَا تَزْنُوا، وَلَا تَسْرِقُوا» أحمد. وفيه التحذيرُ من كبائرِ الإثمِ. ألا فاتقوا الله عباد الله وما آتاكم الرسول فخذوه ومانهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله إن الله شديد العقاب. بارك
الخطبة الثانية
الحمد لله...أما بعد :
عن عبدِ اللهِ بنِ قرطٍ t قال: قُرِّبَ لِرَسولِ اللَّـهِ r بدَناتٌ خَمسٌ أو سِتٌّ فطفقنَ يزدَلِفنَ إليهِ -أي يقتربنَّ- بأيَّتِهِنَّ يبدَأُ فلمَّا وجبَت جُنوبُها قالَ فتَكَلَّمَ بِكَلمةٍ خفيَّةٍ لم أفْهَمها فقلتُ ما قالَ قالَ مَن شاءَ اقتَطَعَ. أبو داود. وفيه : محبةُ العجماواتِ للنبيِّ rومحبةُ الموتِ من يده الشريفةِ r . فكيف بمحبتِكَ أنت لرسولِ الله صلى الله عليه وسلم ؟
وفي حديثِ جابرٍ رضي الله عنهما : فَنَحَرَ ثَلَاثًا وَسِتِّينَ بيَدِهِ، ثُمَّ أَعْطَى عَلِيًّا، فَنَحَرَ ما غَبَرَ...م.
وعن أنسٍ: لَمـَّا رَمَى رَسولُ اللهِ r الجَمْرَةَ، وَنَحَرَ نُسُكَهُ، وَحَلَقَ؛ نَاوَلَ الحَالِقَ شِقَّهُ الأيْمَنَ، فَحَلَقَهُ، ثُمَّ دَعَا أَبَا طَلْحَةَ الأنْصَارِيَّ فأعْطَاهُ إيَّاهُ، ثُمَّ نَاوَلَهُ الشِّقَّ الأيْسَرَ، فَقالَ: احْلِقْ، فَحَلَقَهُ، فأعْطَاهُ أَبَا طَلْحَةَ، فَقالَ: اقْسِمْهُ بيْنَ النَّاسِ. م. وفيه: التَّبرُّكُ بشَعَرِه r واقتِناؤُه. لكن هيهات لنا به .
وعن ابنِ عباسٍ رضي الله عنهما : أنَّ رَسولَ اللَّـهِ r جَاءَ إلى السِّقَايَةِ فَاسْتَسْقَى، فَقالَ العَبَّاسُ: يا فَضْلُ، اذْهَبْ إلى أُمِّكَ فَأْتِ رَسولَ اللَّـهِ r وسلَّمَ بشَرَابٍ مِن عِندِهَا، فَقالَ: اسْقِنِي، قالَ: يا رَسولَ اللَّـهِ، إنَّهُمْ يَجْعَلُونَ أَيْدِيَهُمْ فِيهِ، قالَ: اسْقِنِي، فَشَرِبَ منه، ثُمَّ أَتَى زَمْزَمَ وهُمْ يَسْقُونَ ويَعْمَلُونَ فِيهَا، فَقالَ: اعْمَلُوا فإنَّكُمْ علَى عَمَلٍ صَالِحٍ ثُمَّ قالَ: لَوْلَا أَنْ تُغْلَبُوا لَنَزَلْتُ، حتَّى أَضَعَ الحَبْلَ علَى هذِه يَعْنِي: عَاتِقَهُ، وأَشَارَ إلى عَاتِقِهِ.خ.م
فهل رأيتَ تواضعاً أعظمَ من تواضعه عليه السلام...(لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة..) ثم صلوا ...
المرفقات
1688543849_خطب النبي في حج الوداع ( 2 (.pdf
1688658782_خطب النبي في حجة الوداع-2-الأخيرة.pdf
1688658783_خطب النبي في حجة الوداع-2-الأخيرة.doc