من تصلي عليهم الملائكة

طلال شنيف الصبحي
1439/02/27 - 2017/11/16 23:41PM

             من تصلي عليهم الملائكة 23 / 5 / 1436 ه - 14 / 2 / 1439ه

الحمد لله فاطر السموات والأرض جاعل الملائكة رسلاً أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع يزيد في الخلق ما يشاء إن الله على كل شيء قدير,وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،وأشهد أن محمدا عبده ورسوله،صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.أما بعد(يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله حق تقاته)

عباد الله: إن من أصول الإيمان: الإيمان بالملائكة, والتصديق بوجودهم، وأنهم عباد مكرمون، خلقهم الله لعبادته، وتنفيذ أوامره.(لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون). وهم من أعظم خلق الله, خلقهم الله تعالى من نور، وهم بالنسبة إلى الأعمال التي يقومون بها أصناف، فمنهم حملة العرش، ومنهم المقربون ومنهم الموكلون بالنار، ومنهم الموكلون بالجنة، ومنهم جبريل الموكل بالوحي. وهم من أنصح العباد للعباد, والسعداء هم الذين تصلي عليهم ملائكة الرحمن وتدعو لهم وتستغفر لهم، وقد أخبر الله عزّ وجلّ ورسوله الكريم r عن هؤلاء الذين فازوا بدعاء الملائكة واستغفارهم. ومن هؤلاء السعداء:

استغفار الملائكة لمن يصلون الفجر والعصر جماعة,كما في الصحيحين عن أبي هريرة t أن النبي r قال:(يتعاقبون فيكم:ملائكة بالليل وملائكة بالنهار،ويجتمعون في صلاة العصر وصلاة الفجر،ثم يعرج الذين باتوا فيكم،فيسألهم وهو أعلم بهم، فيقول:كيف تركتم عبادي؟ فيقولون:تركناهم وهم يصلون،وأتيناهم وهم يصلون).وفي رواية لأحمد:(قال:فيقولون:جئناهم وهم يصلون وتركناهم وهم يصلون،فاغفر لهم يوم الدين).وإن مما يؤسف له,أن أكثر المتخلفين عن الجماعة في هذه الأيام,هم المتخلفون عن صلاتي العصر والفجر. ومن الذين تستغفر لهم الملائكة: استغفارهم لمن جلس في المسجد متطهرا ينتظر الصلاة, أو جلس في مجلسه بعد الفراغ من الصلاة, فقد أخبر النبي r أن الملائكة تقول:(اللهم اغفر له اللهم ارحمه ما دام في مجلسه). وفي الحديث قال r (ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: إسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطا إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرِباط فذلكم الرِباط ) رواه مسلم.

وممن يسعدون باستغفار الملائكة لهم أولئك الذين يُصلّون في الصف الأول, أو الصف الثاني, وفي الصفوف المتقدمة وفي ميامن الصفوف وكذلك يصِلون الصفوف ويسدون الفرج, قال r (إنَّ الله وملائكته يصلُّون على الصَّفِّ الأوَّل، قالوا: يا رسول الله وعلى الثَّاني؟ قال: إنَّ الله وملائكته يصلُّون على الصَّفِّ الأوَّل، قالوا: يا رسول الله وعلى الثَّاني؟ قال: وعلى الثَّاني) رواه الإمام أحمد, وقال r (إن الله وملائكته يصلون على ميامن الصفوف» [رواه أبو داود, قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله (وإذا كان يمين الصف أكثر من اليسار انتقلت الأفضلية إلى اليسار) وقال r (إنَّ الله وملائكته يصلُّون على الَّذين يصلون الصُّفوف ومن سدَّ فرجةً رفعه الله بها درجة) رواه ابن ماجه, وصحَّحه الألباني. كذلك من الذين تستغفر لهم الملائكة استغفارهم لمن بات من الليل على وضوء, عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله r ( من بات طاهرا, بات في شعاره ملك, لا يستيقظ ساعة من ليل إلا قال الملك: اللهم اغفر لعبدك فلانا فإنه بات طاهرا ). رواه ابن خزيمة. وليس هذا فحسب , بل قد ورد في فضل من بات طاهراً كذلك مارواه الإمامان أحمد وأبو داوود عن معاذ بن جبل رضي الله عنه عن النبي r قال:"مامن مسلم يبيت على ذكر طاهرٍ فيتعار من الليل, فيسأل الله خيراً من الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه" أيضاً تأمين الملائكة على دعاء المسلم لأخيه بظهر الغيب, عن أبي الدرداء رضي الله عنه, قال: قال رسول الله r: (ما من عبد مسلم يدعو لأخيه بظهر الغيب إلا قال الملك: آمين ولك بمثل ), رواه مسلم. ومن السعداء الذين تستغفر لهم الملائكة المؤمنين الذين جمعوا بين التوبة والاستقامة, فيدعون لهم أن يدخلهم الله الجنة مع من صلح من أبائهم وأزواجهم وذرياتهم وينجيهم من عذاب الجحيم، فأكرم وأعظم بها من دعوات مباركات مستجابات من ملائكة عظام. قال الله تعالى: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم {الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلمًا فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم * ربنا وأدخلهم جنات عدن التي وعدتهم ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم إنك أنت العزيز الحكيم * وقهم السيئات ومن تق السيئات يومئذ فقد رحمته وذلك هو الفوز العظيم} بارك الله

الخطبة الثانية:

ومن الذين تستغفر لهم الملائكة استغفارهم لمن عاد مريضا, عن ابن عمر رضي الله عنهما, عن رسول الله r قال: (ما من رجل يعود رجلا ممسيا إلا خرج معه سبعون ألف ملك يستغفرون له حتى يصبح, وكان له خريف في الجنة, ومن أتاه مصبحا, خرج معه سبعون ألف ملك يستغفرون له حتى يمسي, وكان له خريف في الجنة)رواه أبو داود. فينبغي للمسلم أن يحتسب الأجر في ذلك, وأن يستشعر أنه يعبد الله في عيادته للمرضى,كي لا يحرم هذا الثواب.كذلك ممّن يُكْرَمون بصلاة الملائكة عليهم ودعائهم واستغفارهم من علّم الناس الخير من علم الدين وما به نجاتهم. ويدل على ذلك مارواه الإمام الترمذي عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال:" ذُكر لرسول الله r رجلان: أحدهما عابد، والآخر عالِم ، فقال رسول الله r : " فضل العالِم على العابد كفضلي على أدناكم". ثم قال رسول الله r : " إن الله وملائكته وأهل السموات والأرضين حتى النملة في جحرها، وحتى الحوت ليصلّون على معلِّم الناس الخير". عباد الله: وإن أسعد خلق الله عز وجل بصلاة الملائكة عليه وأعلاهم وأجلّهم وأكملهم وأفضلهم هو نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم قال الله عز وجل (إن الله وملائكته يصلّون على النبي ياأيها الذين ءامنوا صلّوا عليه وسلموا تسليماً)

المشاهدات 3154 | التعليقات 1

المرفق هنا 

المرفقات

https://khutabaa.com/forums/رد/288344/attachment/%d8%aa%d8%b5%d9%84%d9%8a-%d8%b9%d9%84%d9%8a%d9%87%d9%85-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%84%d8%a7%d8%a6%d9%83%d8%a9-1

https://khutabaa.com/forums/رد/288344/attachment/%d8%aa%d8%b5%d9%84%d9%8a-%d8%b9%d9%84%d9%8a%d9%87%d9%85-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%84%d8%a7%d8%a6%d9%83%d8%a9-1