مَنْ الذينَ يُحبُّهمُ اللهُ؟

عنان عنان
1436/01/12 - 2014/11/05 20:43PM
الذين يحبُّهمُ اللهُ

( الخُطبةُ الاولى )

أَمَّا بَعْدُ:

فَاتَّقُوا اللهُ عِبَادَ اللهِ؛ فَإِنَّهُ مَنِ اتَّقَى اللهَ وَقَاهُ، وَمَنْ تَوَكَّلَ عَلَيْهِ كَفَاهُ، وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِهِ أَذَلَّهُ وَأَخْزَاهُ. قَالَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: ) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ( [الأحزاب:70-71].

عبادَ اللهِ: مَنْ أحبَّهُ اللهُ ضَحِكَ إليهِ، ومَنْ ضَحكَ اللهُ إليهِ فلا حسابَ عليهِ، ومَنْ لا حسابَ عليهِ فإنَّهُ يدخلُ الجنةَ لا يشقى فيها أبداً، ولا يَمسُهُ فيها نصبٌ ولا تعبٌ ولا كدٌ ولا شقاءٌ.

عِبادَ اللهِ: يا للفوزِ لكم لقدْ تركتمْ بيعَكم وتجارتِكم وأموالَكم للهِ عزَّ وجلَّ فهنيئاً لكم، وقدْ تحققَ فيكم قولُ اللهِ سبحانهُ وتعالى: فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ ۙ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ.

عِبادَ اللهِ: مَنْ الذي لا يتمنى أنْ يُحبَّهُ الناسُ، فكيفَ إذا احبَّكَ مَلِكُ الملوكِ،
مَنْ هم الذينَ يُحبُّهمُ اللهُ؟

قالَ تعالى: " وَاللّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ " آل عمران146.
قالَ عليٌّ بنُ أبي طالبٍ رضيَ اللهُ عنهُ: الصبرُ مِنَ الايمانِ بمنزلةِ الرأسِ مِنَ الجسدِ، ولا ايمانَ مَنْ لا صبرَ لهُ.
عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ مُزَاحِمٍ ، فِي قَوْلِهِ :وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَـئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ."سورة البقرة آية 177 ، قَالَ : " أَمَّا الْبَأْسَاءُ : فَالْفَقْرُ ، وَأَمَّا الضَّرَّاءُ : فَالْمَرَضُ ، وَأَمَّا حِينَ الْبَأْسِ : فَهُوَ حِينَ الْقِتَالِ."

فلنصبرْ على الفقرِ وعلى المرضِ وعلى تكالبِ الاعداءِ على الامةِ الاسلاميةِ، فإنَّ مع العسرِ يسراً، وانَّ النَّصرَ معَ الصبرِ،
قالَ عُمرٌ بنُ الخطابِ رضيَ اللهُ عنهُ: وجدنا خيرَ عيشِنَا في الصبرِ،
ومِنْ أنواعِ الصبرِ: الصبرُ على المعاصي، وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا- قالَ ابو سُليمانُ الدَّراني: أي صبروا على المعاصي."
- مُّتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ ۖ لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا- وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلَالُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلًا-وَيُطَافُ عَلَيْهِم بِآنِيَةٍ مِّن فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَا-قَوَارِيرَ مِن فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيرًا-وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْسًا كَانَ مِزَاجُهَا زَنجَبِيلًا-عَيْنًا فِيهَا تُسَمَّىٰ سَلْسَبِيلًا-وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَّنثُورًا-وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا -عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُندُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ ۖ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِن فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا -إِنَّ هَٰذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاءً وَكَانَ سَعْيُكُم مَّشْكُورًا.
سعيُكم مشكوراً إنْ صبَرتُم على طاعتي، سعيُكم مشكوراً إنْ صبرتم على معصيتي، سعيُكم مشكوراً إنْ صبرتُم على الاذى في سبيلي.
صبرتُ على اللذاتِ حتى تولتْ*** والزمتُ نفسي هجرها فاستمرتْ
وكانتْ على الايامِ نفسي عزيزةً*** فلمَّا رأتْ صبري على الذُّلِّ ذلتْ
إنَّما النفسُ حيثُ يجعلُها الهوى*** فإنْ توِّقتْ تاقتْ وإلَّا تسَّلتْ."
فاصبروا على الزنا، واصبروا على شهوةِ الفرجِ، واصبروا على شهوةِ النَّساءِ، واصبروا على شهوات الدنيا، فإنَّ الجنةَ لا ينالُها إلَّا الصابرينَ، قالَ تعالى: وما يُلَقَّاهَا إلَّا الذينَ صبروا وما يُلَقَّاهَا إلَّا ذو حظٍ عظيمٍ."

ومِنَ الذينَ يُحبُّهمُ اللهُ ألا هم المتوكلون
قالَ تعالى: إنَّ اللهَ يُحبُّ المتَوكِّلينَ.آل عمران159. أيْ إذا عزمتَ على أمرٍ بعدَ الاستشارةِ فتوكلْ على اللهِ، وإذا أصابك همٌّ قُلْ: حسبيَ اللهُ ونِعمَ الوكيلَ، فهوَ نِعمَ المولى ونِعمَ النَّصيرِ، وإذا قُلتها صادقاً مِنْ قلبكَ فلنْ يُخيبَكَ اللهُ، قالَ تعالى: ومنْ يتوكلْ على اللهِ فهوَ حسبُهُ.
عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ , رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , قَالَ : " لَوْ أَنَّكُمْ تَتَوَكَّلُونَ عَلَى اللَّهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ لَرَزَقَكُمْ كَمَا يَرْزُقُ الطَّيْرَ تَغْدُو خِمَاصًا وَتَرُوحُ بِطَانًا " . رواه الترمذي واحمد وابن حبان."

ومِنَ الذينَ يُحبُّهمُ اللهَ ألّا وهمُ المتقونَ
إنَّ اللهَ يُحبُّ المتقينَ.التوبة4. قالَ عليٌّ رضيَ اللهُ عنهُ: التقوى: الخوفُ مِنَ الجليلِ، والعملُ بالتنزيلِ، والرضا بالقليلِ، والاستعدادُ إلى يومِ الرحيلِ.
وقالَ عبدُ اللهِ بنُ مسعودٍ رضيَ اللهُ عنهُ: التقوى: أنْ يطاعَ اللهَ فلا يُعصى، وأنْ يُشكرَ فلا يُكفرُ، وأنْ يُذكَرَ فلا يُنسى.
وقالَ ابنُ عباسٍ رضيَ اللهُ عنهما: لو أُطبقتِ السماءُ على الارضِ، لجعلَ اللهُ فتحاتٍ للمتقينَ يَخرجونَ منها. قالَ تعالى: ومَنْ يتقِ اللهَ يجعلْ لهُ مخرجاً ويرزقُهُ مِنْ حيثُ لا يحتسبُ."

ومِنَ الذينَ يُحبُّهمُ اللهُ ألا وهمُ المحسنونَ
قالَ تعالى: الذينَ يُنفقونَ في السَّراءِ والضَّراءِ والكاظمينَ الغيظَ والعافينَ عَنِ النَّاسِ واللهُ يُحبُّ المحسنينَ.
والاحسانُ: هو مراقبةُ اللهِ في السرِ والعلنِ، وفعلُ الخيراتِ على أكملِ وجهٍ إبتغاءِ مرضاتِ اللهِ،
الاحسانُ أنْ تَعبُدَ اللهَ كأنَّكَ ترآهُ فإنْ لمْ تكنْ ترآهُ فهوَ يراكَ، الاحسانُ أنْ تُعطي ما عليكَ وتُزيدُ على ذلكَ.
رُويَ عَنْ ميمونِ بنِ مِهرانَ أنَّ جاريةً لهُ جاءتْ بمرقةٍ، فَعَثرتْ فصَّبتْ المَرقةَ عليهِ، فأرادَ أنْ يَضربِها، فقالتْ يا مولاي استعملْ قولَ اللهِ تعالى والكاظمينَ الغيطَ، فقالَ: قدْ فعلتُ، قالتْ إفعلْ ما بعدها والعافينَ عَنِ النَّاسِ، قالَ: قدْ عفوتُ، قالتْ إفعلْ ما بعدها والله يُحبُّ المحسنينَ، قالَ: أحسنتُ إليكِ، فأنتِ حُرةٌ لِوجهِ اللهِ."
فلنحُسنُ مع اللهِ في العبادةِ، ومعَ الوالدينِ ومع الجيرانِ والاقاربِ،

ومِنَ الذينَ يُحبُّهمُ اللهُ ألَا همُ المقسطونَ
قالَ تعالى: إنَّ اللهَ يُحبُّ المُقسطينَ. المائدة42. فالحاكمُ يعدلُ مع شعبهِ، والمديرُ في وظيفتهِ يعدلُ مع الموظفينَ، والمسؤولُ يعدلُ معَ الاجير، والوالدُ في بيتهِ يعدلُ بينَ أبنائهِ،
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ الْمُقْسِطِينَ عِنْدَ اللَّهِ عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ عَنْ يَمِينِ الرَّحْمَنِ عَزَّ وَجَلَّ وَكِلْتَا يَدَيْهِ يَمِينٌ الَّذِينَ يَعْدِلُونَ فِي حُكْمِهِمْ وَأَهْلِيهِمْ وَمَا وَلُوا. رواه مسلم

ومِنَ الذينَ يُحبُّهمُ اللهُ ألا همُ المتطهرون
قالَ تعالى: واللهُ يُحبُّ المطَّهَّرينَ.التوبة108. فطهروا قلوبَكم مِنَ الرجسِ والغِلِّ والحقدِ والحسدِ، وطهروا أبدانَكم مِنَ الدَّرَنِ، فالنبيُّ صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ جعلَ الطَّهورَ نِصفَ الايمانِ،
قالَ صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: الطُّهورُ شطرُ الايمانِ. رواه مسلم."
فواظبوا على إسباغِ الوضوءِ عندَ كُلِّ صلاةٍ، وعلى المكارهِ وقبلَ النومِ، فهوَ كفارةٌ للذنوبِ والخطايا."

ومِنَ الذينَ يُحبُّهمُ اللهُ ألا همُ المجاهدونَ
قالَ تعالى: إنَّ اللهَ يُحبُّ الذينَ يُقاتلونَ في سبيلهِ صفَّاً كأنَّهم بنيانٌ مَرصُوصٌ. الصَّف4.
فهنيئاً للمجاهدينَ الذينَ يُقاتلونَ في سبيلِ اللهِ، هنيئاُ لهم لأنَّ اللهَ يُحبُّهم، أسالُ اللهَ أنْ يَنصرَهُم ويُثبتَ أقدامَهُم.

ومِنَ الذينَ يُحبُّهمُ اللهُ ألا همُ الذينَ يتَّبعونَ سُنةَ نبيِّهم صلى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ
قالَ تعالى: قُلْ إنْ كُنتم تُحبُّونَ اللهَ فاتبعوني يُحببكُمُ اللهُ ويغفرْ لكم ذنوبَكم واللهُ غفورٌ رحيمٌ. آل عِمران31. فأفضلُ المسلمينَ، مَنْ أحيا سُنةً مِنْ سُننِ رسولِ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قدْ ماتتْ.

ومِنَ الذينَ يُحبُّهمُ اللهُ، ألا همُ الذينَ يُتقنونَ ويُخلصونَ في عملِهم
قالَ رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: إنَّ اللهَ يُحبُّ إذا عَمِلَ أحدُكُم عملاً، أنْ يُتقِنَهُ. رواه الطبرانيُّ وصححه الالبانيُّ."

ومِنَ الذينَ يُحبُّهمُ اللهُ، الذينَ يقرءونَ القرءانَ مِنَ المُصحفِ
قالَ رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: مَنْ سَرَّهُ أنْ يُحبَّ اللهَ ورسولَهُ، فليقرأْ في المُصحفِ. صححه الالبانيُّ."

ومِنَ الذينَ يُحبُّهمُ اللهُ، ألا همُ الذينَ ينفعونَ النَّاسَ
قالَ رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلَّم: أحبُّ النَّاسِ إلى اللهِ أنفعُهُم للنَّاسِ. رواه الطبرانيُّ وحسنه الالبانيُّ." فأنفعوا المسلمينَ بالعلمِ النَّافعِ، والمالِ والجاهِ والقوةِ وغيرِ ذلكَ، حتى تدخلوا تحتَ إيطارِ محبَّةِ اللهِ سبحانهُ وتعالى.

ومِنَ الذينَ يُحبُّهمُ اللهُ، ألا همُ التوابونَ
قالَ تعالى: إنَّ اللهَ يُحبُّ التوابينَ. البقرة222. أنينُ المذنبينَ أحبَّ إلى اللهِ مِنْ شَجعِ المُسبحينَ،
فتوبوا إلى اللهِ، كُلُّ يومٍ جَدِدوا توبَتكم معَ اللهِ، قالَ تعالى: وتوبوا إلى اللهِ جمعياً أيهُ المؤمنونَ لعلكم تُفلحونَ.
وقالَ رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: يايها النَّاسُ توبوا إلى اللهِ واستغفروهُ، فإنَّي أستغفرُ اللهَ في اليومِ مائةَ مرةٍ. متفقٌ عليهِ."

نفعني اللهُ وإياكم بما فيهِ مِنَ الاياتِ والذِكرِ الحكيمِ، أقولُ قولي هذا، وأستغفرُ اللهَ لي ولكم، فاستغفروهُ وتوبوا إليهِ، إنَّهُ هوَ التوابُ الرَّحيمُ."

( الخُطبةُ الثانيةُ )

أمَّا بعدُ عبادَ اللهِ: فاحذروا مِنَ الذُّنوبِ والمعاصي، فهيَ التي تُسببُ الهمَّ والغمَّ في النَّفس، وتُسببُ الفقرَ وقِلةَ البركةِ في المالِ، وتُسببُ الامراضَ والاسقامَ والاوجاعَ،
قالَ ابنُ عباسٍ: إنَّ للسيئةِ ظُلمةً في القلبِ، وسودةً في الوجهِ، ونقصاً في الرزقِ، ووهناً في البدنِ، وبغضةً في قلوبِ الخلقِ.
وجاءَ في الاثر: لَيخافَنَّ العبدُ ذنبَه. فلا تخافُ مِنْ أيِّ شيءٍ، ولكنْ خافَ مِنْ ذنبكَ فقطْ،
قالَ تعالى: وما أصابَكم مِنْ مُصيبةٍ فبما كسبتْ أيديِكم ويعفو عَنْ كثيرٍ.
وقالَ عليٌّ رضيَ اللهُ عنهُ: ما نَزَلَ بَلاءٌ إلَّا بِذنبٍ، وما رُفِعَ إلَّا بتوبةٍ."

اللهمَّ وفقنا لِطاعتِكَ، وطاعةِ نبيِّك محمدٍ صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، وطاعةِ مَنْ أمرتنا بِطاعتهِ، عملاً بِقولكَ: يايها الذينَ امنوا أطيعوا اللهَ وأطيعوا الرسولَ وأوليِ الامرِ منكم.

وصلِّ اللهمَّ وباركْ على سيدنا محمدٍ، وعلى آله وأصحابهِ أجمعينَ."
المشاهدات 3558 | التعليقات 1

جزاك الله خيرا